حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي السادس والستون

فيلم "الكونجرس":

التفلسف الزائد أضاع المضمون!

أمير العمري- كان

يطلق البعض على تظاهرة "نصف شهر المخرجين" (أسبوعا المخرجين)- حسب الترجمة الحرفية عن الفرنسية، وهي تسمية تعود إلى الماضي عندما كان مهرجان "كان" يستغرق أسبوعين قبل أن يتقلص إلى 12 يوما فقط.

هذه التظاهرة تنظمها جمعية المخرجين الفرنسيين على هامش مهرجان كان منذ 1969، أي في العام التالي لإغلاق مهرجان كان على أيدي شباب السينمائيين الفرنسيين على رأسهم جودار وتريفو وريفيت ولوي مال، وبعد أن إمتدت التظاهرات السياسية المؤيدة للثورة الطلابية- العمالية في باريس إلى الريفييرا الفرنسية في 1968 (الصورة التفصيلية لهذه الأحداث التاريخية الهامة منشورة في هذا الموقع).

مشكلة تظاهرة "نصف شهر المخرجين" أن القائمين عليها لا يعيرون أدنى إهتمام للمهرجان الكبير الذي تقع معظم أحداثه على الطرف الآخر لشاطيء الكروازيت، فهم لا يحترمون مواعيد العرض ولا يعرفون الالتزام بها بل ولا يكنرثون لكون معظم القادمين لمشاهدة الأفلام التي تعرض في هذه التظاهرة، قد ضبطوا برامجهم على أن ينتقلوا بعد ذلك لمشاهدة فيلم آخر في مكان آخر. وبالتالي إذا كنت تقول إن فيلما ما سيبدأ في السابعة، ويمكنه أن يمتد عشرة دقائق على أكثر تقدير، يستغرقها تقديم المخرج للجمهور أو إلقاء كلمة إفتتاح، فعليك أن تراعي ذلك، لكن ما حدث وما يحدث دائما مع عروض هذه التظاهرة، أن القائمين عليها يعتبرون عرض كل فيلم من أفلامها حدثا يجب إحاطته بالاحتفال والاحتفاء به وبمخرجه لمدة لا تقل عن نصف ساعة وقد تمتد أحيانا إلى ساعة كاملة قبل بدء العرض.

هنا يتأخر العرض، ويتأخر بالتنالي العرض الذي يليه، فقد إمتدت طوابير السينمائيين والضيوف والصحفيين مساء الخميس خارج القاعة التي تعرض أفلام "الكانزان" وإقتضى الأمر الانتظار لنحو ساعة كاملة تحت المطر قبل أن يسمح لنا بالنفاذ إلى القاعة القديمة التاريخية التي تقع على بعد نحو 15 مترا تحت سطح الأرض، وكانت هذه القاعة  تستضيف عروض مهرجان كان حتى عام 1982 وبعد ذلك أفتتح القصر الجديد الحالي قرب ميناء كان. وتحول مبنى المهرجان القديم إلى فندق هو فندق ماريوت حاليا وتحته توجد هذه القاعة التاريخية التي لاتزال مقاعها من الخشب، لا توفر الكثير من الراحة أثناء العرض. ولاشك أن ضيق ذات اليد هو ما يجعل الأمر يبقى على ما هو عليه! 

كان عرض فيلم الإفتتاح لنصف شهر المخرجين، كما هو مدون في الدليل الخاص بهه التظاهرة المستقلة عن المهرجان والموازية له في الوقت نفسه، يفترض أن يبدأ في السابعة مساء. لكن الجمهور لم يسمح له بالدخول سوى في الثامنة، ولم يبدأ العرض إلا في الثامنة والنصف بعد كلمات كثيرة ألقيت على المسرح وتقديم حافل للمخرج الإسرائيلي آري فولمان صاحب فيلم الإفتتاح "الكونجرس"، وقام هو بدوره بتقديم بعض الذين عملوا معه في الفيلم وعلى رأسهم الممثلة الأمريكية روبين رايت (فورست جمب، كريستماس كارول، فتاة بوشم التنين) بطلة فيلمه الجديد الذي يحاكي فيه الأسلوب الذي سبق له إستخدامه بنجاح في فيلمه السابق "فالس مع بشير" Waltz with Bachir (أو الرقص مع بشير) (2008).

الفيلم الجديد "الكونجرس" The Congressمقتبس من رواية للكاتب البولندي الأصل الشهير ستانسلاف ليم (صاحب "سولاريس") الذي عرفت رواياته بميلها إلى هجاء الحكم الشمولي. أما معالجة فولمان ومن ساعده في كتابة السيناريو فهي تنحو منحى مختلفا تماما في إتجاه هجاء نظام العمل في هوليوود وبالأخص، نظام النجوم، كما تتفرع إلى توجيه نقد شديد لفكرة الإستخدام الشمولي للكتنولوجيا الرقمية الجديدة وتسخيرها من أجل تحقيق السيطرة "الرأسمالية" على البشر وقتل روح الابتكار والإبداع الفردي والإجهاز على حرية الإختيار، وفرض منتجات معينة على المستهكين، تقضي على القيمة لحساب الإثارة السطحية. فما هو الجديد في هذا النقد الذي يتوافق مع نقد ما يسمى بـ"العولمة" ارأسلمالية!

فيلم "الكونجرس" ليس فيلما إسرائيليا بل فيلم متعدد الجنسيات- إذا جاز التعبير، فهو من الإنتاج المشترك بين شركات في إسرائيل وفرنسا وبريطانيا وأمريكا والمانيا، وهو ناطق بالإنجليزية وباللهجة الامريكية، ومخرجه يطرح نفسه هنا باعتباره مخرجا "عالميا"، يريد أن يتجاوز "الموضوع الإسرائيلي" أي الصراع السياسي الدائر في المنطقة، داخل إسرائيل وحولها، وهو البعد الذي أضفى على فيلمه "الرقص مع بشير" خصوصيته بل وأكسبه أهتمام العالم عند ظهوره قبل خمس سنوات.

نحن هنا أمام ممثلة في منتصف الأربعينيات من عمرها (تقوم روبين رايت بالدور باسمها الحقيقي) تعيش مع ولديها في منزل قريب من المطار.. أحد الإبنين مريض بمرض قد يؤدي به إلى فقدان السمع. وهي ممثلة في هوليوود لكن الأضواء بدأت تبتعد عنها.. يبدأ الفيلم بلقطة قريبة لوجهها حيث نلمح الدموع في عينيها .. وعندما تتراجع الكاميرا تدريجيا نستمع إلى صوت رجلنراه من الخلف وهو  يوجه لها النصح بضرورة قبول العرض المعروض عليها من جانب أحد ستديوهات هوليوود قائلا (إن العرض سيكون صالحا لفترة محددة وإذا رفضته فلن يطرح مرة أخرى أبدا). فما هو هذا العرض؟

الأمر يتضح أكثر في مشهد تال يدور بين روبين ومدير الاستديو الهوليوودي أو شركة الإنتاج التي تسمى "ميراماونت" في حضور وكيل أعمال روبين (يقوم بالدور ببراعة، الممثل هارفي كايتل، مستعيدا سحره ورونق أدائه). مديرالإستديو يلقي عليها خطبة طويلة مؤداها أن المستقبل سيلعب ضدها، فهي تتقدم في العمر، وبعد أن كان المنتجون يتهافتون عليها أصبحوا الآن يحجمون عن التعاقد معها، وأن التمثيل بمفهومه التقليدي أصبح فنا ينتمي للقرون الوسطى، وأن المستقبل سيكون للبقاء الأبدي على الشاشة عن طريق حيل الكومبيوتر.. والصفقة المعروضة عليها تتلخص في حصولها على مبلغ كبير من المال يكفل لها تقاعد مريح وسعيد ودفع تكاليف علاج إبنها، مقابل قبولها بيع حقوق إستخدام صورتها وشكلها وملامحها وتعبيراتها المختلفة في عشرات الأفلام من خلال الصور التي ستتخلق عن طريق برامج الكومبيوتر وبحيث تجعلها دائما جذابة وصغيرة ومحبوبة تتمتع بالرونق والسحر، فهم سيجعلون عمرها يتوقف عند 34 سنة. المناقشة تستغرق وقتا طويلا جدا على الشاشة، والحوار يلف ويدور ويشرح ما سبق أن قيل وفهمناه واستوعبنا منطقه مرة ومرات.

فالمخرج فولمان لا يبدو أنه يشعر بأهمية الزمن في فيلمه بل يريد أن يكون مدخله إلى الفيلم محاضرة تبرز مدى ما وصل إليه التوحش والرغبة في الإستحواذ وحتى تملك الممثل ومصادرته ومصادرة حريته في التعبير وفي اختيار أدواره. فالبطلة تعارض وترفض وتحتج وتقول إنها ستفقد بهذا الشكل، قدرتها علىى رفض الأدوار التي تتعارض معها فهي لا تريد أن تستخدم في أفلام من نوع "الخيال العلمي" مثلا، لكن الرجل يصر على أن هذه الأفلام هي أفلام المستقبل، وأنها يجب أن تغتنم الفرصة فماذا يعنيها في أي شيء ستستخدم صورتها فهي ستعتزل وتبتعد تماما ونهائيا عن التمثيل.

ويتدخل وكيل أعمالها ويضيف الكثير لإقناعها بقبول الاتفاق في مشهد آخر يدور في منزلها.. وينتهي الأمر بقبولها أن تقف أمام جهاز رقمي في غرفة خاصة حيث يقوم رجل – تكتشف أنه كان مخرجا موهوبا- بعمل "سكان" تفصلي لجسدها وحركات وجهها وانفعالاتها المختلفة. وعندما ترتبك وتتوقف.. يتدخل وكيل أعمالها لمساعدتها فيلقي عليها خطبة أخرى طويلة عير الميكروفون، يعترف لها خلالها بأنه وقع في حبها منذ سنوات بعيدة ولم يستطع لهذا السبب أن يتخلى عنها أبدا. هذه الكلمات تترك تأثيرها في روبين فتترك العنان لمشاعرها تتدفق.

داخل متاهة التحريك

وبعد عشرين عاما (في المستقبل) نراها وهي تقود سيارة فخمة تدور بالكهرباء وتتجه تلبية لدعوة من شركة ميراماونت لحضور مؤتمر كبير تعقده الشركة في فندق كبير يتكون من مائة طابق. لكنها يتعين عليها أن تمر أولا ببوابة يقف عليها حارس يسألها عن سنة إنتاج السيارة التي تقودها ويعلق بأنها لابأس بها بالنسبة لعمرها، ويقول إنها مقدمة على منطقة الإبراهاما وانها منطقة تنتمي إلى عالم التحريك أو الرسوم المتحركة (الأنيماشن) وأنها ستتحول بدورها إلى شخصية "كرتونية" وأن لا عودة في ذلك، ولرغبتها في العثور على إبنها المريض الذي اختفى، توافق.. ثم يناولها كبسولة تكسرها وتستنشق محتوياتها فتتحول هي والسيارة إلى كائنات من الرسوم المتحركة وتدلف بالتالي إلى عالم الكرتون الذي يميز أسلوب آري فولمان. ويكون أول ما تراه أمامها أحد إعلان على شاشات كبيرة داخل الفندق، عن أحد أفلام الإثارة والعنف تكتشف أنها هي بطلته!

تجد روبين انها أصبحت أسيرة داخل عالم خيالي، وتتعرض لمحاولة اغتيال تنجو منها، ويتحول المؤتمر الكبير إلى فوضى وعنف بعد أن يهاجمه الإرهابيون ويحاولوا تدميره، وتهرب بمساعدة رجل يقول لها إنه يوجد على الجانب الآخر، أي في الجانب الأخر من أبراهوما، أناس طيبون وإذا أرادت فإنه يمكن أن يساعدها على الانتقال، وعندما تبدي رغبتها في ذلك يعطيها كبسولة أخرى تستنشقها فتجد نفسها مع أناس على شاكلة قد اتخوا أشكال جيفارا وبيكاسو وريجان ومحمد علي كلاي ومانديلا..إلخ

لكنها لا تعثر على ما تريده، وتكتشف أيضا أن شركات العقاقير التي تسيطر عليها شركة ميراماونت، أصبحت تسيطر على حياة الناس، فقد حولت كل شيء إلى كبسولات.. كل ما يرغبه الإنسان يمكنه الحصول عليه ولو في خياله بعد استنشاق عقار معين، وحتى الأفلام لم تعد أفلاما بل مجرد كبسولات دقيقة يتناولها الإنسان لكي يشاهد ما يرغب في خياله. لقد قضى على الفن وعلى حرية الإنسان في الاختيار وعلى الأفكار والمعتقدات المختلفة وعلى مفهوم الأسرة والانتماء والحرية بدعوى تحقيق الحرية الكاملة!

روبين ترفض البقاء أسيرة هذا العالم الافتراضي الخيالي وتصر على العودة إلى حالتها الطبيعية ويساعدها طبيب كانت تعرفه تجده هناك، على تحقيق رغبتها فنراها في المشهد الأخير وقد غادرت عالم التحريك وأصبحت إنسانة من لحم ودم مرة أخرى!

مشاكل السرد

الفيلم بالطبع ليس بتلك السلاسة وذلك الوضوح الذي عرضنا به الموضوع، بل إن هذا السرد هو ما يمكننا عرضه أمام القاريء طبقا لاستنتاجنا الخاص من أحداث الفيلم بعد أن نضغطها ونستبعد منها عشرات التفاصيل الفرعية.

هناك زحام من الأفكار والمواقف والمشاهد واللقطات والكلمات والصور. هذا الزام يجعلك لا تستطيع أن تجد أين يبدأ المشهد وأين ينتهي، فالبداية هي النهاية والنهاية لا تصل إلى شيء، والأفكار تتكرر، والإلحاح على الفكرة الواحدة يشعر المشاهد بالضجر، وما يستغرق على سبيل المثال أكثر من خمسين دقيقة في الجزء الأول من الفيلم كان يمكن- دون شك- أن يصبح أقصر كثيرا لكي يجعل الفيلم يدخل مباشرة إلى موضوعه، والرسوم البديعة تتكرر، وتضيع ما بين البحر والبر والسماء، طائرات تنفجر وتسقط، وقذائف تنطلق لتصيب أو لا تصيب أهدافها، وغواصة صفراء تبدو كما لو كانت قد جاءت من عالم آخر، وألوان صفراء وحمراء وبنية وزرقاء وبيضاء، تقترب من فن الرسوم المتحركة اليابانية، وشخصيات سيريالية تتمدد وتتغير أشكالها بفعل استنشاق العقاقير. وصوت يقول لبطلتنا إن ما تراه هو ما يدور في خيالها فإذا كانت لا ترى الضوء فذلك لأن ما تشعر به هو الظلمة.

الخلاصة أن هناك خلطة كبيرة، ربما أكبر من قدرة آري فولمان على الإحاطة بها في سياق فني محكم وجذاب. لقد أراد أن يقول كل شيء عن كل شيء، فكانت النتيجة مخيبة للآمال، فلا هو نجح في تحقيق متعة المشاهدة بعد أن فقدت "الخدعة" سحرها، ولا هو تمكن من ضمان سياق فني سلس ممتع يستغرق المشاهد ويكون مقنعا له، فلا تنسى مثلا ان فكرة إستخدام صورة الممثل أو الممثلة عن طريق التنقية الرقمية، وتكرار استخدامها، هي فكرة أصبحت بالفعل موضع التطبيق حاليا ولم تعد من "المستقبليات".. والحديث المكثف عن قسوة هوليوود يستغرق أكثر مما كان يستحق بما في ذلك التباكي على تسخير الموهبة القديمة في أعمال تقنية محدودة القيمة مقابل الإغراء المالي، وتكرار الرسوم والانتقال من عالم إلى آخر، و"حشر" موضوع الإرهاب والإرهابيين لا معنى له في السياق أو على الأقل، فشل صانع الفيلم في العثور على مغزى خاص له يكون واضحا أمام المشاهد.

والنتيجة اننا أمام تجربة شديدة الطموح، أفسدها التأرجح الشديد بين التفلسف الزائد، والرغبة في الإبهار، وغلبة الاهتمام بالأزمة الفردية على حساب المأزق الإنساني.    

عين على السينما في

17/05/2013

 

مهرجان "كان السينمائي"...

الشرق الأوسط يحضر متفرقاً والربيع العربي في غياب «مريب»

ابراهيم العريس

هل أفلس الربيع العربي... سينمائياً على الأقل؟ في العامين الفائتين شكّل حضور عدد لا بأس به من أفلام آتية من بلدان ما سمّي يومها الربيع العربي، حدثاً أساسياً في مهرجان «كان» السينمائي... وكان حضوراً سرعان ما راح ينتشر في العديد من المهرجانات السينمائية الأخرى في مشارق الأرض ومغاربها. فتحت المهرجانات أذرعها لاستقبال عشرات الشرائط الآتية، وثائقية بخاصة ولكن روائية في بعض الأحيان أيضاً، تحاول أن تحكي قصص الربيع وما قبل الربيع. وراحت تلك الشرائط تلقى من التعاطف ما غطى أحياناً على ضعف بعضها وتهافت معظمها. في الأحوال كافة بدا الهم الأيديولوجي والعاطفي في ركابه طاغياً... وفي ركبه أعيد اكتشاف سينمات وأفلام والتفاعل مع أحداث وبلدان.

كما أشرنا كان «كان» قبل الماضي، الشرارة والمنطلق فصار العامان التاليان ملعباً لسينما اعتبرت جديدة. أما اليوم فيبدو أن هذا كله بات جزءاً من ذكريات الماضي وبخاصة إن حكمنا على الأمور من خلال برنامج «كان» لهذه الدورة: لم يأت أي فيلم من مصر ولا من تونس ولا حتى من سوريا أو ليبيا أو المغرب أو الجزائر...ولا حتى من تركيا التي كان يمكن، بشكل أو آخر، التعاطي معها بوصفها «حاضنة ما» لذلك الربيع، حتى وإن كانت لها، هي، خصوصيتها. أما عن لبنان فأيضاً لا شيء، اللهم إلا إذا اعتبرنا «الاحتفال» الذي يقام بداية الأسبوع المقبل لذكرى مرور عشرين عاماً على رحيل السينمائي مارون بغدادي، حضوراً لافتاً للبنان في المهرجان (!).

ربما في الهوامش

حسناً، ربما نكون هنا على شيء من المبالغة في نظرتنا الســـلبية، وربما يكون هناك عرض لفيلم مصري أو شرائط قصيرة من سوريا أو لبنان في هذه الزاوية الخفية أو تلك...أو حتى في سوق الفيلم، لكن هذه ليست على علاقة بالمهرجان، على عكــس ما يشيع أصحاب العلاقة عادة. وحتى تلك الأجنحة الفخمة المكلفة التي تقام لــــبلدان عربية في القرية الكونية، ليست من المهرجان في شيء، حتى لو أثارت صـــخباً إعـــلامياً من حولها وقدمت وجــــبات غذاء مجانية رشوة للــــصحافيين ومن شابههم. هذه كلها ليست «كان» ولن تكون جزءاً أساسياً من مهرجانها السينمائي. «كان» هو الأفلام والجمــهور والنقاد لا أكثر ولا أقل... «كان» هو أهل السينما الذين هم هنا لمشاهدة جديد الإبداع في هذا الفن الذي يعرف دائماً كيف ينهض من رماده. والآن إذ نقول هذا ونسائل المهرجان باحثين عن حضور منطقتنا فنياً وإبداعياً فيه، لن نجد أثراً للربيع العربي، لكن هذا لا يعني أن منطقتنا نفسها ليست حاضرة. على العكس إنها حاضرة بشكل مشرّف على ضآلة الكمية. وربما تكون حاضرة بنظرة ربيعية أيضاً...ولكن ليس من البلدان «الربيعية» التي ذكرناها. فالجــديد هذه المرة يأتي من فلسطين ومن السينما الإسرائيلية كما من ايران وتشاد وكردستان العراقية...وهو يأتي متنوعاً يحمل همومه، أو يحمل دلالاته على الأقل.

الانفصال إلى الماضي

وبما أن المسابقة الرسمية هي التظاهرة الأهم، لا بد أن نبدأ بها حيث نجد فيها حضوراً لافتاً ومتوقعاً بقوة للمخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي يتبارى على السعفة الذهبية تسبقه سمعة أفلامه الســـابقة التي كانت وضعته في مكانة مميزة وأكـــسبته جوائز مهرجانية لافتة («بصدد إيللي» و«الانفصال»)، ما جعله هذه المرة ينحو نحو مواطنه عباس كيارستمي ليحقق جديده «الماضي» في فرنسا. فهل سيكون فيلماً إيرانياً أو فيلماً فرنسياً؟ من الصعب الإجابة منذ الآن، وإن كان معجبو أفلام فرهادي يضــعون أيديهم على قلوبهم هم الذين لا يزال يحيّرهم حتى اليوم فيلما كيارســــتمي الأجنبيان (صورة طبق الأصل» و«مثل عاشق») أين وكيف يصنــــفونهما!

في انتظار الوصول إلى يقين يتناول تجربة فرهادي الذي كان داخل ايران من أكثر مخرجيها تعبيراً عن همومها وذهنيات أهلها، يمكننا أن نشاهد في «أسبوعَي المخرجين» تجربة إيرانية أخرى تحمل توقيع كافييه بختياري، صورت هي الأخرى في المنفى بعنوان «الهبوط» ولكن عبر حوارات المنفيين بصدد إيران نفسها.

الفيلم الوحيد الآخر المنتمي إلى «منطقتنا» وينافس فرهادي في المسابقة الرسمية هو التشادي - إنما بإنتاج ورعاية «فرنسيين» - هو «غريغري» لمحمد صالح هارون الذي كان سابقه «الرجل الذي يضحك» فاز بجائزة في المسابقة نفسها قبل عامين. هذه المرة أيضاً يدنو هارون من الواقع الاجتماعي البائس لمواطنيه ولكن من خلال حكاية شاب في الخامسة والعشرين يريد أن يكون راقصاً على رغم أن إحدى ساقيه مشلولة...وهو يبذل في سبيل تحقيق حلمه جهوداً جبارة تكاد توصله إلى مبتغاه لولا أن عمه يمرض موكلاً إياه بالعمل مهرباً للبنزين للحصول على لقمة العيش.

وكي لا نبتعد هنا كثيراً عن المسابقة الرسمية، لا بد أن نذكر حضور فيلم من ايران في أفلامها القصيرة وآخر من فلسطين. الإيراني هو «أكثر من ساعتين» لعلي أصغري، أما الفلسطيني فعنوانه «كوندوم ليد» ومخرجاه هما محمد وأحمد أبو ناصر... وهذان لن يكونا وحدهما فلسطينيي المهرجان، إذ هناك أيضاً وبخاصة هاني أبي أسعد الذي يعود إلى «كان» في تظاهرة «نظرة ما» بعد سنوات من نجاحه في التظاهرة نفسها بطويله الأول «عرس رنا»، وبعد أن مرّ قبل سنوات في مهرجان برلين حيث حقق طويله الثاني «الجنة الآن» النجاح الأوروبي الذي نعرف...قبل أن يصل إلى المنافسة الجدية في أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

بفيلمه الروائي الطويل الثالث «عمر» المشارك في مسابقة «نظرة ما» يؤمّن هاني أبي أسعد، إذاً الحضور الوحيد للسينما العربية في مهرجان «كان» هذه المرة إلا إذا اعتبرنا فيلم الكردي المبدع هينر سليم «بلدي بلد البهار الحلو» عربيًا بشكل أو آخر طالما أنه يحسب على العراق علماً أن سليم مولود في أربيل لكنه يعمل في أوروبا منذ سنوات حيث لا يتوقف عن تحقيق أفلام تفوز بالجوائز والإقبال وتحصد نجاحات من دون أن يصنفها أحد عربية.

هذه المرة يحكي لنا سليم، وهو حكواتي مميز للمناسبة، حكاية شعبية مليئة بالطرافة والمغامرات عن واحد من «أبطال حرب تحرير كردستان» تجعله مرحلة ما بعد الحرب شرطياً في منطقة نائية ما يضعه في عزلة وهامشية يجد لنفسه فيها - ويالسعادته! - رفقة تتمثل في فاتنة إيران المنفية غولشفتي فرهاني، ولنا أن نتخيل بقية الحكاية في انتظار مشاهدة الفيلم ... وفي الانتظار كذلك، سيمكننا طبعاً أن نحلم بأزمان مقبلة تعود فيها سينمات عربية غائبة إلى رحاب «كان» لنعرف ما إذا كان «الربيع العربي» الوهمي قادراً بعد على رفد السينما بالمواضيع والأفكار والصور أم أنه قضى حقاً عليها في ما قضى عليه من أحلام وأمنيات.

السينما تحتفل بنفسها وتاريخها في دورة شديدة التنوع

إذا كانت السينما قد اعتبرت منذ بداياتها فناً سابعاً، سنجدها هذه المرة إن استعرضنا عروض دورة هذا العام من مهرجان «كان» بنظرة بانورامية، وقد استحقت من جديد، الاسم الآخر الذي تعرف به في السياق نفسه: جامعة الفنون... وينبع هذا من التنوع المدهش الذي يسم عروض الدورة. صحيح أن هذا التنوع ليس جديداً، لا في «كان» ولا في غيره، غير انه هذه المرة يطل استثنائياً حيث يبدو أن كل فن ينال حصته بما في ذلك السياسة والتاريخ.

وفي هذا الإطار نجد، مثلاً، للموسيقى وتاريخ مغنيها ما لا يقل عن ثلاثة أفلام كبيرة في المسابقة الرسمية، وللأدب حصته عبر ثلاثة أفلام مقتبسة من ثلاث روايات كلاسيكية.... وقس على ذلك بالنسبة إلى فنون وتيارات عديدة. ومع هذا فإن الحصة الكبرى هذه المرة تعود إلى السينما نفسها، حيث أن كثافة احتفال الفن السابع بتاريخه تبدو استثنائية، حتى وإن وضعنا جانباً ذلك الاحتفال المدهش بمــئوية السينما الهندية ولا سيما بدءاً من حفلة الافتتاح التي نال فيها نجم الهند الكبير اميتاب باتشان من التصفيق ما زاد تقريباً عن التصفيق الذي كان من نصيب «نجم النجوم» ستيفن سبيلبرغ، بوصفه رئيساً للجنة التحكيم!

تاريخ هذا الفن

ولعل التظاهرة الأهم التي تعبّر عن هذا الاحتفال السينمائي/السينمائي هي تظاهرة «كلاسيكيات كان» التي تعرض ما لا يقل عن عشرين فيلماً كبيراً، أغلبها رمّمت نسخه حديثاً ليرتدي ألواناً رائعة. مع العلم أن معظم هذه الأفلام من تلك التي كانت مرّت في دورات قديمة للمهرجان وحققت فوزاً، مثل «مظلات شربورغ» لجاك ديمي و «الملكة مارغو» لباتريس شيرو و»الوليمة الكبرى» لماركو فيريري و»الإمبراطور الأخير» لبرناردو برتولوتشي...وغيرها، ناهيك بأفلام صارت مع الوقت أساطير سينمائية حقيقية، مثل «كليوباترا» لجوزف ل مانكفتش، و»صحراء التتار» لفاليريو زورليني و»لاكي لوتشيانو» لفرانشسكو روزي و»جحا» لجاك برتييه من تمثيل فرنانديل وعمر الشريف - في وال ظهور عالمي له قبل «لورانس العرب»... مع مثل هذه العروض من الطبيعي أن يشعر المتفرجون هنا في كان وكأنهم انتقلوا من حاضر السينما العالمية إلى قلب تاريخها المجيد.

غير أن هذا لا يمنع حضور عدد لا بأس به من أفلام جديدة لا تقل هي الأخرى احتفالاً بالسينما وتاريخها عما تفعله الكلاسيكيات. وحسبنا للتيقن من هذا أن نحصي - في جردة أولية - أعمالاً جماعية وفردية جعلت السينما والتأمل حول أوضاعها وتاريخها ومستقبلها، موضوعاً أساسياً لها. وهنا في هذا الإطار سيقفز إلى الصورة مباشرة الفيلم الذي يحمل تواقيع ثلاثة من كبار السينمائيين ويعرض مع هذا في التظاهرة الصغيرة المسماة «أسبوع النقاد» - وهي تظاهرة تقدم عادة جديد شبان السينما الذين سيكون لهم مستقبل لاحقاً. وهذه الخصوصية لم تمنع الثلاثي جان لوك غودار - بيتر غراناواي - إدغار بيرا من عرض فيلم حققوه معاً عنوانه «3 إكس 3د» هو عبارة عن تجارب سينمائية تتعلق بتقنية السينما الثلاثية الأبعاد.

ومن الهند يأتي أربعة مخرجين ليشتغلوا معاً على رباعية تتناول تاريخ السينما الهندية في عمل من الواضح أنه حقق خصوصا لمناسبة الاحتفال بالمئوية عنوانه «ناطقو بومباي». ولئن كان رومان بولانسكي يعود هذا العام للمشاركة في المسابقة الرسمية بفيلمه الجديد «فينوس ذات الفراء» الذي تدور أحداثه في أجواء الحياة المسرحية، فإن جزءاً من تاريخه يشكل في الوقت نفسه موضوع فيلم «نهاية أسبوع مع بطل» الذي يروي فيه مخرجه فرانك سايمون لقاء لأيام دار بين بولانسكي والسائق الرياضي جاكي ستيوارت أوائل السبعينات. ويذكّرنا هذا البعد الرياضي للسينما بفيلم ستيفن فريرز عن «أكبر معارك محمد علي» المعروض في الدورة ليحكي وقائع معركة الملاكم الشهير ضد السلطات الأميركية يوم رفض القتال في فييتنام فعوقب.

الشاشة لحميمية السينمائي

في عالم السينما أيضاً فيلم «ماكس روز» لدانيال نوا الذي يتحدث عن عازف بيانو يروح بعد موت زوجته وإذ اكتشف أنه بات عجوزاً بدوره، يتذكر لقاءاته الماضية ومنـــها خاصــة لقـــاؤه مع جيري لويس ودين ستوكويل وغيرهما من أهل السينما الغابرة. لقاءات سيـــنمائية أيضاً هي تلك التي يقدمها المخرج النيويوركي جيمس توباك في فيلمه المعروض في سهرة خاصة خلال المسابقة الرسمية وإنما خارج التباري «مفتونون ومهجورون»... وهو محاولة لتأمل عالم السينما وعلاقتها بمهرجان كان والأموال والمجد والمـــوت في تحقيق يـــطاول أليك بالدوين ومارتن ســـكورسيزي وبرناردو برتولوتشي وكوبولا وحتى جيسيكا شاستين... وفي الســـياق عينه وإنما بشكل أكثر حميمية وذاتية، يأتي فيلم «رقصة الواقع» للمخرج التجريبي جودوروفسكي الذي يحاول فيه أن يروي سيرته السينمائية بأسلوبه المعهود.

وهذا الفيلم واحد من اثنين يحملان اسمه ثانيهما «ديون جودوروفسكي» ويحاول فيه المخرج فرانك بافتش أن يروي حكاية سينمائية دونكيشوتية غريبة تتعلق بحين حاول جودوروفسكي تحويل رواية «ديون» الخيالية- العلمية الشهيرة إلى فيلم قبل أن يتحول المشروع إلى دافيد لينش... وأخيراً في السياق عينه لا بد من ذكر الفيلم الجديد للمخرج مارسيل اوفيلس الذي يعود فيه هذا المخرج الفرنسي إلى الشاشة بعد غياب سنوات طويلة، ولكن فقط لكي يقدم نوعاً من السفر في ذاكرته السينمائية ونوعاً من التحية للقاءات حياته مع رفاق وأبطال عرفهم وعايشهم مثل جان مورو ومادلين مونغرسترن وإليوت إرفت.

هوامش من مهرجان «كان»

«كان» والشركات الأميركية وفق المفوض العام للمهرجان

تعليقاً على الأسئلة الصحافية التي لاحظت أنه باستثناء ستديوات وارنر التي أرسلت فيلمها الضخم - ونجم أفلامها لهذا العام «غاتسبي العظيم» - ليعرض في افتتاح المهرجان وإنما خارج المسابقة، لم يرسل أي من الشركات الأميركية الضخمة أفلاماً جديدة للمشاركة هذا العام، بل إن هذه الشركات لم تشتر حتى مساحات إعلانية ضخمة في أحياء مدينة كان، قال المفوض العام لمهرجان «كان» تييري فريمو: «إن الشركات الأميركية السينمائية الكبرى ترفض مرات كثيرة «إعطاءنا أفلامها الأساسية لخشيتها من ان عرض هذه الأفلام في المهرجان قد يقلص من حظوظها الإعلامية لدى المتفرج الأميركي.

وحتى وارنر أعطتنا «غاتسبي» وليس «رحلة سيئة رقم 3» الذي كنت اود عرضه...وعدا عن هذا فإن علاقتنا بالشركات الأميركية جيدة وهي تعطينا عادة اي فيلم نرتئي إمكانية عرضه لدينا. وهكذا حصلنا، مثلاً على فيلم الكساندر باين «نبراسكا» بلا صعوبة، من دون أن ننسى مجمل افلام شركة فينشتاين التي توافينا دائماً بأفلامها...».

أودري توتو سيدة للاحتفال في افتتاح المهرجان وختامه

> في الوقت الذي تشغل فيه الفنانة الفرنسية أودري توتو ملصقات واجهات الصالات التجارية الفرنسية منذ شهور بفضل أدائها اللافت في الفيلم الجديد للمخرج ميشال كوندري «زبد الأيام» المأخوذ بشكل شديد الظرف والتجديد من كتاب بوريس فيان المعروف بالاسم نفسه والذي كان يعتبر من الكتب التي يستحيل تصويرها، تحضر الفنانة الشابة التي اطلقها فيلمها الكبير الأول «أميلي بوليه» في مهرجان «كان» من دون ان يكون لها فيلم فيه...

وذلك بوصفها سيدة الاحتفال لهذه الدورة خلفاً لزميلتها ومواطنتها بيرينيس بيجو، التي كانت سيدة العام الفائت، التي تحضر هذا العام مشاركة ومتبارية من خلال فيلم «الماضي» للإيراني أصغر فرهادي. وهكذا بعد ان فتنت أودري حضور حفل الافتتاح بأناقتها ورقتها أول من أمس، تستعد بقوة للعودة إلى الخشبة بعد عشرة أيام لتستكمل دورها كسيدة لحفل الختام أيضاً.

الزوجان بول نيومان وجوان وودوورد والملصق الممنوع

> لاحظ عدد من الذين يطلعون عادة على الصحف العربية التي اعتادت ان تغطي مهرجان كان ميدانياً، ان صورة ملصق المهرجان لهذا العام لم تنشر في العدد الأكبر من هذه الصحف، على عكس ما كان يحدث في السنوات الفائتة، وحين انتقلت الملاحظة من حيّز الاستغراب إلى حيز السؤال، جاء الجواب من العارفين ببواطن الأمور، ان لهذا الغياب سببين احدهما معلن والثاني مبطن: الأول هو ان القبلة التي يتبادلها الزوجان في الصورة غير مستساغة حتى وإن كانت تحق لهما شرعاً!..

والثاني ان الزوجين المذكورين كانا ممنوعين في العالم العربي من قبل مكتب مقاطعة إسرائيل لأن كلاً منهما تعاون في مرحلة من حياته، بشكل أو آخر مع أفلام وشركات اعتبرها المكتب المذكور «صهيونية» إسوة بسيارات فورد ومشروب الكوكا كولا علماً أن السيارة الأميركية الشهيرة والمشروب الأشهر عادا إلى الأسواق العربية..أما الزوجان فما عادا ولا عادت صورتهما!

...والمقاطعة وضحيتها الجديدة فيلم زياد دويري

> ولمناسبة الحديث عن مكتب مقاطعة إسرائيل فوجئ عدد من المعنيين بالسينما العربية بوجود هذا بعد ان كان كثر قد اعتقدوا انه اقفل أبوابه إذ لم يعد يذكره أحد منذ زمن طويل. وكانت المفاجأة لمناسبة استحضار السلطات الرقابية اللبنانية هذا المكتب من عالم الغيب لتحميله مسؤولية منع عرض فيلم «الصدمة» للمخرج اللبناني زياد دويري بحجة انه صوّر في فلسطين المحتلة وأن دويري «تسلل» الى هناك بجواز سفره الأميركي ليحقق فيلمه- وهذا التسلل ممنوع حتى وإن كانت شاشات التلفزات العربية تزخر بالشخصيات الإسرائيلية التي تتسلل يومياً الى المشاهدين العرب وعقولهم-.

وبالنسبة الى هذه السلطات لا يحق لعربي ان يتسلل الى الداخل الفلسطيني حتى ولو حقق عملاً ضد إسرائيل. ذكّر هذا القرار بكاتب مصري اسمه إبراهيم عزت تسلل إلى داخل إسرائيل أواسط خمسينات القرن العشرين بجواز سفر أرجنتيني ليعود بكتاب عنوانه «كنت في إسرائيل». يومها اعتبر الصحافي بطلاً والكتاب مأثرة! مهما يكن من أمر نعرف ان فيلم دويري بيع لنحو خمسين بلداً حتى الآن وسيبدأ عرضه في باريس بعد ايام ومنذ الآن احتفى النقد الفرنسي بسينمائيته واعتبره فاضحاً لإسرائيل سياسياً...

وفي كان بدأ بعض النقاد العرب يدعون الى توقيع عريضة تشجب منع الفيلم في لبنان وبلدان عربية أخرى...من دون أن ننسى أن قراصنة الأفلام الممنوعة بخاصة يستعدون منذ الآن لإغراق الأسواق العربية بعشرات الألوف من نسخ الفيلم الذي سيدخل كل بيت عربي بفضل منعه ما يدفع إلى التساؤل عما إذا لم يكن ثمة رابط خفي بين المانعين والقراصنة؟

جين كامبيون في «كان» على اكثر من موجة

> بعد عشرة أعوام تقريباً من فوزها الكبير، ولو مشاركة، بالسعفة الذهبية في مهرجان «كان» عن فيلمها البديع «البيانو»، ها هي المخرجة النيوزيلاندية جين كامبيون تعود هذا العام إنما من دون فيلم جديد...بل بالأحرى مع بعض المقاطع من مسلسل تعده لقناة «بي بي سي» الإنكليزية بعنوان «قمة البحيرة» هو عبارة عن حلقات بوليسية - سياحية تدور أحداثها في بعض مناطق نيوزيلاندا...

غير ان هذا ليس كل شيء، فجين كامبيون تتولى في الوقت نفسه رئاسة تحكيم مسابقة الفيلم القصير الرسمية كما ترأس التظاهرة المسماة «سينيفونداسيون». وهي من المفروض ان تكون تلقت مساء امس جائزة «الكروسة الذهبية»، ما سيشكل مناسبة لإجراء حوار طويل معها في حضور جمهور محدود العدد سوف ينشر لاحقاً في احد اعداد مجلة «بوزيتيف» السيمائية الفرنسية.

ويجري الحوار الناقد ميشال سيمان المعروف بإشرافه على «بوزيتيف» منذ سنوات وبكتبه المرجعية التي اصدرها خلال ربع القرن الأخير عن كبار السينمائيين الأميركيين وغير الأميركيين من امثال ستانلي كيوبريك وجون بورمان وايليا كازان وفرانشيسكو روزي.

كيم نوفاك: فاتنة هتشكوك في مرمى الصحافة الفرنسية

> على عكس ما كان متوقعاً، لا يبدو ان الصحافة الفرنسية ترحب كثيراً بحضور فاتنة هوليوود السابقة ونجمة ألفريد هتشكوك المفضلة، كيم نوفاك (80 سنة) دورة هذا العام لمهرجان «كان» والسبب بسيط: فبطلة فيلم «فرتيغو» الرائعة والتي دعيت الى الدورة الكانية لحضور العرض التذكاري الخاص الذي يقيمه المهرجان لهذا الفيلم بعد شهور قليلة من اختيار مئات النقاد الذين استفتتهم مجلة «سايت إند صاوند» له بوصفه افضل فيلم في تاريخ الفن السابع.

كانت قد أبدت قبل فترة استهجانها حين اكتشفت خلال احتفالات الأوسكار في العام الفائت ان الفيلم الفرنسي الذي نال الأوسكار «الفنان»، قد استخدم بعض المقاطع من موسيقى فيلم «فرتيغو» نفسه! يومها صرخت كيم مشمئزة «ياللفضيحة!».

ومنذ تلك اللحظة لم تتوقف الصحافة الفرنسية عن الغمز من طرف بطلة «فرتيغو» و»قبلني أيها الأحمق» لبيلي وايلدر وعشرات الأفلام الأخرى التي جعلت منها في الخمسينات والستينات إحدى أكثر نجمات هوليوود شعبية. وانطلاقاً من هذا، من الواضح ان الفرنسيين شعروا بشيء من الحساسية إزاء استهجان كيم ويريدون أن يردوا لها اليوم الصاع صاعين.

الحياة اللندنية في

17/05/2013

 

قدم في افتتاح الدورة السادسة والستين

«الغاتسبي العظيم» يستعيد آثار الرواية الملعونة

عبدالستار ناجي 

قدم في حفل افتتاح مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته السادسة والستين فيلم «الغاتسبى العظيم» لباو ليرهمان والمأخوذ عن رواية بالاسم نفسه من توقيع أي فيتجيرالد

وكانت هوليوود قد قدمت هذة الرواية العديد من المرات، لكن ظل شبح «الرواية الملعون» يطارد جملة تلك الافلام التي تم تحقيقها عن هذا العمل الروائي الضخم. فيلم «الغاتسبي العظيم» الذي جمع له المخرج الاسترالي الاصل باز ليرهمان والذي شاهدنا له العديد من الاعمال السينمائية المهمة

عدد بارز من النجوم يتقدمهم ليوناردو ديكابيريو وايضا البريطانية كاري مولغان وتوبي مغواير وجويل ادغوتون والسا فشر...

في البداية، نتوقف عند باز لهرمان الذي ولد في 17 سبتمبر 1962 في سيدني (استراليا) ومسيرته السينمائية بدأت عام 1992 بفيلم «غرفة الرقص» وفيلم «روميو وجولييت» 1996 ثم فيلم «مولان روج» 2001، وقدم يومها في حفل افتتاح مهرجان «كان» السينمائي وهو شرف لم ينله الا القلة حيث حظي بشرف تقديم الافتتاح هذا العام من خلال «الغاتسبي العظيم» الذي يطوف بنا في رحلة ترصد مسيرة جاي غاتسبي الفتى المعدم الذي غادر أسرته الفقيرة بحثا عن الحلم الذي وجده في صبية ثرية ما ان سافر عنها الى المشاركة في الحرب العالمية الاولى حتى ارتبطت بشاب ثري وفي يوم زفافها أرسل اليها رسالة يطلب منها الزواج، لكن بعد فوات الاوان، عندها يبدأ مشواره في رحلة الثراء بعد ان يتعرف على رجل ثري أنقذه من الغرق ليغير اسمه ويصبح من أهم أثرياء نيويورك، لكن يظل قلبه معلقا في تلك الفتاة التي يظل يحاول التقرب اليها من اجل استعادتها، لكن هل يمكن استعادة الماضي.

هذا هو السؤال المحوري الذي تظل تشتغل عليه الرواية الضخمة التي تذهب بنا الى عوالم ذلك الفتى الثري المجهول الهوية الذي يدعي انتماءه الى الطبقة البورجوازية وتحاك حولة الحكاية، لكن يظل هاجسه الاساسي هو الوصول الى حبيبته السابقة لهذا يحاول ان يتقرب منها من خلال التقرب الى ابن عمها الذي يمثل بالنسبة لنا الراوي للاحداث التي تمضي على مدى ساعتين وعشرين دقيقة من الاحداث المنتجة بضخامة وسخاء، لكن لا علاقة للانتاج الضخم والاحترافي العالي المستوى بالقيم والمعاني الفكرية التي يقدمها هذا العرض السينمائي الذي تظل أحداثه الدرامية شبه ثابتة بالذات في المراحل الاولى للتحضير الى اللقاء المرتقب الذي يجمع بين الحبيبن.

كعادته، وكما في جملة تجاربه السينمائية السابقة يظل بار لهرمان ينشغل بالتفاصيل كما كان في «روميو وجولييت» و«مولان روج» حيث الفعل الدرامي يظل في احيان كثيرة في الهامش في ظل الانشغال بالتفاصيل من حيث الازياء والديكورات وغيرها من التفاصيل التي تصرفنا عن القيم الكبرى التي تظل مفرغة اصلا من النص. ولعل اشتغال باز على السيناريو جهلة بعمق تلك التفاصيل بينما ظلت الشخوص مفرغة من المضمون، وأيضا من الهدف المحور الذي تتحرك من خلاله سينما يحاول من خلالها ان يفرد باز ليهرمان عضلاته وعلى الاخر، خصوصا وهو يستخدم التصوير الثلاثي الابعاد، وكم آخر من التقنيات والحرفيات السينمائية التي ظل ينشغل بها على حساب الفكر والمضمون الذي يطرحه هذا العمل الذي كلما اقترب من صناع السينما ذهبوا عنه بعيدا والتجارب كثيرة في هذا المجال.

رحلة في عالم شخصية «غاتسبي» من العدم الى الموت في متاهات الكينونة والبحث عن الذات متناسيا ان المال لن يكون قادرا باى حال من الاحوال على استعادة الماضي او الزمن الذي ظات في تلك الرحلة.

كل الشخصيات في العمل مدانة اعتبارا من غاتسبي الى صديقته السابقة وزوجها وابن عمها... شخوص تسعى الى تحقيق ذاتها متناسية ماضيها وأصولها والعلاقة التي تربطها، فهذا غاتسبي يعيش على مجد ومال صديقة الذي الذي توفي وترك له ثروة وعلاقات كبرى، وهكذا زوج صديقتة التي يخونها مع زوجة عامل الكراج التي تلقى حتفها على يد الغاتسبى خلال رحله العودة، في حين يلقى الغاتسبي حتفه على يد زوجها عامل الكراج الذي يعمل قلبه غضبا وثأرا زوج الصديقة بعد ان يكتشف العلاقة التي تربط زوجته مع الغاتسبي، أما الراوي ابن العم فهو من يسهل علمية اللقاء بين الغاتسبي وحبيبته السابقة التي ارتبط وعاشت بسلام. لان صناع الاخراج يريدون السينما على طريقتهم

فعل روائي ضاع كما ضاع من ذي قبل في الفيلم السابق الذي قام ببطولته النجم روبرت رد فورد وتتكرر التجربة الان مع ليوناردو ديكابيريو.

انها الرواية الملعونة التي يعشقها القراء وتضل الطريق الى السينما لقد شاهدنا في هذا الفيلم كل شيء الا الرواية... والابداع.. والنجوم لان كل شيء اختفى امام حرفيات المخرج الاسترالي باز لهرمان.

anaji_kuwait@hotmail.com

النجوم يزدحمون على شواطئ الريفيرا

حضور نسبة كبيرة من نجوم السينما العالمية، والذين يكادون يغطون جميع المسابقات والتظاهرات الرسمية، في هذا العرس السينمائي الذي يرسخ يوما بعد آخر مكانته، وقيمته، وأهيمته الدولية.  أول الحضور الذين تم الاعلان عنهم، هو المخرج الكبير ستيفن سبيلبرغ الذي اسندت له مهمة رئاسة لجنة التحكيم الدولية، ومعه في اللجنة مجموعة من الاسماء، لعل أبرزها على صعيد النجومية نيكول كيدمان والنجم الفرنسي دانييل أوتاي والنجم النمساوي كريستوفر والتز، اما على صعيد المبدعين فهناك التايواني انج لي واليابانية نعومي كواسي وقد عرض في الافتتاح فيلم «الغاتسبى العظيم» من بطولة ليوناردو ديكابيرو وكاري مولغان وكلاهما كان حاضرا في حفل الافتتاح، وسارا سويا على البساط الأحمر مع بقية نجوم الفيلم .

وسيكون هناك الشقيقان كوين «ايثان وجويل» بفيلمهما «اينسايد لوين ديفيد عن حياة مغني فولك في غروينتش فيليدح من نيويورك في الستينيات.

ويتواصل حضور النجوم، حيث سيكون في كان هذا العام الفرنسية مارلون كويتارد وروبرت ردوفوردومات اليمون ومايكل دوغلاس وحشد آخر من النجوم.  كما يعود النجم الجزائري الاصل طاهر رحيم الذي شاهدناه في «النبي» و «الذهب الاسود» وهو هذا العام في فيلم «الماضي» للمخرج الايراني اصغر فرهاد، ومعه في الفيلم بيرنيس بيجو، وكالعادة موضوع اجتماعي عن الطلاق ايضا، يقدم من خلاله فرهاد تقريرا مفصلا عن الحياة في «ايران» وشاهد له العالم فيلمه «انفصال» الفائز باوسكار افضل فيلم اجنبي منذ عامين المخرج البولندي - الأميركي - الفرنسي - رومان بولانسكي، يعود الى كان بعد مشاكل وقضايا، وهذه المرة بفيلم «لافينوس الاخورور» مع ماثيو المارين، وزوجة رومان الجديدة ايمانويل بينسيو والفيبلم مقتبس عن الرواية الاباحية التي تحمل ذات الاسم للكاتب ليوبولد ساكر - مازوس الذي اعطى اسمه لاحقا الى بولانسكي، مشيرين الى بولانسكي كان قد فاز بالسعفة الذهبية عام 2002 عن فيلم «عازف البيانو» بطولة اندريه برودي.

كما يعود النجم بينسيو ديل تورو «او بينشو - اوبنيكو» في فيلم «جيمي بي» من توقيع ارنوديبيشان، عن حكاية مقاتل هندي اميركي بعد الحرب العالمية الثانية، وكان ديل تورو قد فاز بجائزة افضل ممثل في كان عن فيلم «تشي» عن حياة تشي غيفارا.

الحضور المرتقب سيكون للنجم القدير روبرت روفورد بفيلم «آل از لوست»، مشيرين الى ان روفورد، يعيش هذا العام، سنة حافلة بالانجازات، حيث يعرض له في الصالات حول العالم فيلمه الرائع «الصحبة التي تحتفظ بها» اخراجه وبطولته.

ستيفن سبلبيرغ ... أمام المهمة الأصعب في حياته

مسيرة حافلة بالإنجازات والبصمات هكذا هو المخرج الأميركي ستيفن سبلبيرغ

ومن أجل الموافقة على رئاسة لجنة التحكيم الدولية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي التي عرضت عليه من مطلع الثمانينيات عمل سبلبيرغ على تحضير جدوله منذ عامين كي يتفرغ لمدة أسبوعين لمهرجان «كان» السينمائي، لكن يبدو ان المهمة لن تكون بتلك السهولة التي صورها له رئيس المهرجان جيل جاكوب حيث يبدو ان الدورة االحالية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي التي تتواصل في الفترة من 14 الى 27 مايو المقبل، ستكون استثنائية بكل ما تعني هذه المفردة، فبعد حصاد الافلام التي تحمل توقيع صفوة من المبدعين، هنا نحن أمام كتبية رائعة من الكبار في لجنة التحكيم، يقودهم الاميركي ستيفن سبيلبرغ. وفي المحطة الأولى، دعونا نورد الاسماء اولا، وهي «نيكول كيدمان» و«لين رامزي» و«كريستوفر والتز» و«انج لي» و«دانيال أوتي» و«فيديا بالان» و«نايومي كاواسي» و«كرستيان مانجيو».

ونتوقف اولا عن ستيفن سبيلبرغ الذي يعتبر احد أهم صناع السينما الاميركية (كاتبا ومنتجا ومخرجا)، ومؤسس ستديوهات «دريموريكس» من ابرز اعماله «انديانا جونز» و«ميونيخ» و«حرب العوالم» و«ان. تي» و«الحديقة الجوراسية» و«اللون الارجواني» و«اللائحة شيلندر» حصد العديد من الجوائز من بينها الاوسكار، معه في اللجنة النجمة الاسترالية نيكول كيدمان (استرالية - اميركية، ممثلة ومنتجة ومغنية) حصلت على الاوسكار عن فيلم «الساعات» ومن أهم اعمالها «استراليا» و«الآخرون» و«مولان روج» و«عين مغلقة باتساع» (مع ستانلي كوبريك).

وأيضا المخرجة البريطانية لين رامزي. النجم النمساوي كريستوفر والتز، وهو احد ابرز النجوم الذين يجيدون التمثيل بأكثر من أربع لغات وبطلاقة، وقدر حصل على جائزتي اوسكار افضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «السيئون الاشرار» و«ديجانو» الذي فاز عن هذا العام بالجائزة، من خلال تعاونه مرتين مع المخرج الاميركي كونتين تارانيتنو. وهناك ايضا المخرج الصيني - الاميركي انج لي، وهو مخرح تايواني، فاز بالاوسكار مرتين كأفضل مخرج عن فيلمه «جبال بروكباك» و«حياة باي» هذا العام. وهو من تلك النوعية من المخرجين الذين يشتغلون على الانسان وقضايا المجتمعات بحرفية عالية وحضور ابداعي. ولا يمكن تجاوز النجم الفرنسي دانيال اوتي وهو من القامات السينمائية الفرنسية المهمة، مشيرين الى أنه كان قد فاز بجائزة أفضل ممثل في «كان» عن فيلم «اليوم الثامن» وله مسيرة عامرة بالانجازات التي تذهب صوب سينما المؤلف، وهو بذلك يشكل محورا اساسيا مع انج لي ولربما النمساوي كريستوفر والتز، معهم في اللجنة النجمة الهندية فيديا، وهي من نجمات بوليوود البارزات، وحضورها هنا ترسيخ لدورها ومكانتها وايضا تقدير للسينما الهندية والاسيوية بشكل عام. ومعها من آسيا المخرجة اليابانية القديرة ناعومي كاواسي التي تعتبر من العلامات السينمائية الشامخة في مسيرة السينما اليابانية في هذه المرحلة من تاريخها، وقد عملت ككاتبة وكممثلة وكمخرجة ومنتجة ومصورة بالاضافة الى عملها في مجال الموسيقى التصويرية لافلامها. ونصل الى محطة المخرج الروماني كرستيان مانجيو، الفائز بالسعفة الذهبية عن فيلمه «اربعة وثلاثة اسابيع ويومان» وايضا جائزة افضل سيناريو عن فيلمه «خلف التلال» وهو يشكل وجهة نظر اساسية في تركيبة هذه اللجنة، من أجل التأكيد على مفردات الفن السينمائي الحقيقي بعيدا عن هيمنة هوليوود، حتى في ظل ستيفن سبيلبرغ الذي يمثل ابرز صناعها وقياداتها الفكرية والانتاجية.

الشيء الاساس والذي يجب التأكيد عليه، ان اللجنة المنظمة لمهرجان «كان» السينمائي حتى في ظل حضور وهيمنة السينما الاميركية حضرت لقوة ضاربة في لجنة التحكيم لا تذهب الى ما تريد هوليوود.. أو ستيفن سبيلبرغ بل الى ما تريد السينما الحقيقية في «كان».

من هنا تأتي التحديات الحقيقية التي سيواجهها سبلبيرغ الذي سيكون على ما يبدو امام التحدي الاكبر في مشواره ... فهل يتجاوزه؟

«الدوحة للأفلام» تعين إيليا سليمان مستشاراً فنياً

أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام، المؤسسة الثقافية المستقلة غير الربحية التي تجمع جميع المبادرات السينمائية في قطر تحت مظلة واحدة، عن تعيين المخرج والممثل والكاتب السينمائي المعروف إيليا سليمان مستشاراً فنياً للمؤسسة.  وقال عبدالعزيز الخاطر الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام في المقام الأول والأهم، يتمتع ايليا سليمان بسجل حافل وسيرة مهنية لامعة في عالم السينما، وستشكل خبرته قيمة اضافية لمؤسستنا لإنجاز مهمتها في تطوير ودعم صانعي الأفلام الواعدين من جميع أنحاء العالم. نحن نعرف، من خلال أفلامه، دقته المتناهية وقدراته الابداعية في صناعة الأفلام وفي الوقت نفسه حرفيته العالية في تقديم الواقع الممزوج بالغرابة، أعتقد بأن نظرته الخاصة وشغفه اللامحدود بالأفكار الجديدة الخلاقة والمثيرة، ستكون مصدر إلهام لنا جميعاً في سعينا للبحث عن أفضل الأصوات السينمائية في العالم ودعم أعمال الفنانين المبدعين».  بدوره، قال سليمان معلقاً على تعيينه: «يمكننا أن نتخيل، نرغب، نحب أو نحلم. وما يمكن تخيله، لكنه مخفي عن الآخرين، يمكن أن يصبح ظاهراً ومرئياً، وبالتالي يمكن مشاركته مع الجميع. لكن علينا ألا ننتظر، يجب أن ننشط ونشارك ونقطع أشواطاً كبيرة. صحيح بأن لا شيء يوحي بالاطمئنان، لكن سيكون لدينا دائماً ما نتشبث به: انه الأمل، وبالتالي علينا بناء حالة من ثقافة السينما القائمة على الأمل، وأنا على قناعة تامة بأنه يمكننا أن نجد جوهر هذا الأمل في الأجيال المقبلة من المواهب السينمائية الإبداعية والخلاقة من جميع أنحاء العالم».

النهار الكويتية في

17/05/2013

 

"غاتسبي العظيم" افتتح الدورة الـ 66 لـ "كان" السينمائي

سبيلبرغ : المهرجان نسمة من الهواء المنعش بعد "الأوسكار

على ضفاف الريفيرا الفرنسية افتتح مهرجان "كان" السينمائي دورته السادسة والستين بفيلم ليوناردو دي كابريو "غريت غاتسبي او "غاتسبي العظيم" الذي يجسد غاتسبي نجم مجتمع نيويورك البارز في عشرينيات القرن الماضي

ويتناول الفيلم الذي أخرجه الأسترالي باز لورمان عن قصة كلاسيكية للكاتب الأميركي فرانسيس سكوت فيتزجيرالد قصة رجل يتمسك بالحلم الأميركي وسط انحلال الأخلاق في عصر موسيقى الجاز

قامت ببطولة الفيلم أمام دي كابريو الممثلة البريطانية كاري موليغان التي تلعب دور امرأة من ذوات الدم الملكي الأزرق في أحلام غاتسبي والممثل توبي ماغواير في دور صديقه وقد عرض للمرة الاولى في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وأثار ردود فعل متباينة

وقال لورمان الذي رشح من قبل لجائزة الأوسكار عن فيلم "مولان روج" عام 2001 في مؤتمر صحافي سبق الافتتاح ان فكرة إخراج فيلم "غاتسبي العظيم" جاءته أثناء استماعه إلى نسخة صوتية من الكتاب في رحلة بالقطار عبر سيبيريا في عام 2004

وقال لورمان "أدركت أنني لم أكن أعرفها على الاطلاق. وكان أكثر ماتذكرته أنها تتحدث عنا حيث ما نحن عليه الآن, هذه المرآة الكبيرة التي تعكس الصورة مرة اخرى". 

وقال دي كابريو نجم الفيلم ان الكتاب أيضا "كان له معنى جديد بالنسبة له "عندما قرأه

واضاف: ابهرني غاتسبي كشخصية.. لقد اسرني ولم تعد مجرد قصة حب بالنسبة لي .. لقد صارت مأساة الأميركي الجديد هذا الرجل في عالم جديد حيث كان كل شيء ممكنا, وفي مكان ما على الطريق فقد الشعور بمن هو"-بحسب وكالة الأنباء الألمانية

واتهم منتقدو الفيلم لورمان من إغراق مايحويه الكتاب من كآبة في استعراضات رقص "الهيب هوب" المبهرة من جاي زي وبيونيني

وتجاهل لورمان الانتقادات مشيرا إلى حقيقة أن سكوت فيتزجيرالد كان أيضا محل "انتقاد مخيف" أثناء حياته

ويشار إلى أن فيلم "غاتسبي العظيم" ليس من بين الأفلام العشرين المرشحة للفوز بجائزة السعفة الذهبية- الجائزة الكبرى للمهرجان والتي ستمنح من قبل هيئة تحكيم برئاسة ستيفن سبيلبرغ في 26 مايو  الجاري

وكانت عملية إقناع سبيلبرغ لرئاسة لجنة التحكيم بمثابة انقلاب لرئيس المهرجان جيل جاكوب, الذي بدأ يطارد مخرج الفيلم الشهير لينكولن (2012) وقائمة شندلر (1993) وعرض له "إي تي" في مهرجان كان قبل 31 عاما.

وقال المخرج المخضرم ان المهرجان فرصة لراحة البال ونسمة من الهواء المنعش" بعد حفل توزيع جوائز الأوسكار

واضاف سبيلبرغ في مؤتمر صحافي مع زملائه من لجنة التحكيم وبينهم الممثلة نيكول كيدمان بطلة فيلم "مولان روج" والمخرج التايواني انغ لي مخرج فيلم "حياة بي": "هناك دوما حملة لاختيار الفائزين بالأوسكار في حين لا توجد حملات هنا

وأعطى سبيلبرغ مؤشرات قليلة على ما كان يبحث عنه في الفائز بالسعفة الذهبية ولكنه لم يكشف عن تفضيله للأفلام التي " لها هدف تغيير الطريقة التي ينظر فيها المرء لنفسه والطريقة التي ينظر بها للاخرين والطريقة التي يتنظر بها إلى الحياة". 

وقال رنغ انه كان "خائفا" من الحكم على أفلام المخرجين الآخرين

وأضاف "نأمل في فيلم ينتزع قلوبنا ولا نضطر للشجار بشأنه كثيرا, أو نتجادل عليه بشدة". 

وتضم المنافسة العديد من المخرجين أصحاب الاسماء الكبيرة, مثل الأخوان جويل وإيثان كوين, وستيفن سودربيرغ ورومان بولانسكي وهم جميعا من الفائزين السابقين بالسعفة الذهبية جنبا إلى جنب مع المخرجين القادمين من أنحاء العالم, من الصين إلى تشاد.

ليوناردو وباتشان على إيقاع العشرينات والمطر

اعلن الممثل الاميركي ليونادرو دي كابريو افتتاح الدورة السادسة والستين لمهرجان كان امام حضور ضم مدعوين مرموقين في قصر المهرجانات الذي صفق طويلاً قبلها لرئيس لجنة التحكيم ستيفن سبيلبرغ.

وقال الممثل الذي يعرض فيلمه »ذي غريت غاتسبي«, »أعلن افتتاح الدورة السادسة والستين لمهرجان كان«.

قبيل ذلك صعد دي كابريو إلى المسرح برفقة الممثل الهندي اميتاب باتشان الذي يشاركه بطولة فيلم باز لورمان في تكريم آخر من المهرجان في الذكرى المئة لنشأة السينما الهندية.

وقد صفق الحضور وقوفاً مطولاً لرئيس لجنة التحكيم ستيفن سبيلبرغ الذي قال »يا إلهي! شكراً شكراً جزيلاً« مضيفاً »لقد كبرت مع هذا المهرجان. فهو في دورته السادسة والستين وأنا في السادسة والستين«.

وقد صاح المعجبون الذين تجمعوا أمام سلم المهرجان فرحاً عند رؤيتهم ليوناردو دي كابريو يترجل من سيارته وتقدم لإلقاء التحية على بعضهم.

وقد سبقه الكثير من النجوم بدءاً بأعضاء لجنة التحكيم ومن بينهم الاسترالية نيكول كيدمان والمخرج التايواني انغ لي.

ووقف في أعلى الدرج المندوب العام للمهرجان تييري فريمو ورئيس المهرجان جيل جاكوب لاستقبال النجوم ومن بينهم جوليان مور وسيندي كراوفورد.

السياسة الكويتية في

17/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)