حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي السادس والستون

"جاتسبي العظيم" في إفتتاح مهرجان كان:

إبهار تقني يفقد هدفه!

أمير العمري- كان

لاشك أن مهرجان كان السينمائي يواجه هذا العام في دورته السادسة والستين، مشكلة فريدة من نوعها، تتعلق أساسا برداءة الطقس. وقد يجد بعض القراء غرابة في هذا القول، فكيف يمكن أن نعتبر موضوع الطقس مشكلة لمهرجان ما؟

من المعروف أن الوقت الذي يقام فيه مهرجان "كان" هو من ألطف فترات العام على شاطيء الريفييرا الفرنسية ومنطقة الكوت دازور حيث تقع مدينة "كان" الصغيرة.

ومنذ سنوات عديدة لم تشهد المدينة خلال إنعقاد مهرجانها الشهير طقسا سيئا كهذا الطقس الحالي الذي فرض نفسه من اليوم الأول لدرجة أن الأجواء المصاحبة لافتتاح المهرجان، الذي يحفل عادة بالصخب والرقص والغناء أمام قصر المهرجان، ويشهد احتشاد الآلاف من هواة السينما ومحبي النجوم، وتزاحما أسطوريا لمشاهدتهم، يعقبه إطلاق الألعاب النارية والصواريخ الملونة في سماء المدينة إلى ما بعد منتصف الليل، هذه الأجواء الاحتفالية المعتادة غابت تماما هذا العام بسبب هطول الأمطار بغزارة، وينتظر أن يتواصل هطولها لأيام عدة أيضا. فشمس "كان" المعروفة التي تجعل الأجواء دافئة وتدفع بالآلاف إلى الشواطيء، لا وجود لها حتى الآن على الأقل، ولا ينتظر ظهورها قبل أيام، ولكن مع درجات حرارة أقل من معدلاتها الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام.

أصحاب المطاعم والمقاهي المفتوحة التي تزدحم عادة بزوار المدينة من السينمائيين وأهل الصناعة السينمائية والصحفيين وهواة السينما وغيرهم، بدت فارغة مهجورة. وأصبح منظر إصطفاف الصحفيين في طوابير طويلة أمام مقر العروض الصحفية وهم يحملون المظلات السوداء الواقية من المطر، أمرا مألوفا يبدو وكأنه قد صنع أساسا من أجل كاميرات التليفزيون كما قالت لي سيدة فرنسية كانت تقف إلى جواري صباح اليوم على، في الطابور المؤدي إلى قاعة ديبوسيه حيث شاهدنا فيلم "جاتسبي العظيم" الذي عرض مساء في الافتتاح الرسمي. بل إن نجوم حفل الإفتتاح كما نستطيع أن نرى من الصور المنشورة مع هذا المقال، ظهروا وهم يحتمون من المطر بالمظلات أيضا.. ونحظوظ أو محظوظة منهم، من وجدت من يحمل له أو لها المظلة!

أفلام فقدها "كان"

فقد مهرجان كان هذا العام الفيلم الجديد للمخرج الأمريكي تيرنس ماليك "فارس الأشبال" Knight of Cupsفالفيلم لم يكتمل بعد، وسيعرض منتجوه لقطات منه على هامش المهرجان من أجل الترويج التجاري له في سوق كان الكبير الذي يفتتح صباح الخميس. وغياب فيلم تيرنس ماليك مفهوم لهذا السبب. لكن غير المفهوم أن يفقد المهرجان الفيلم الجديد للمخرج الدنماركي المثير للجدل لارس فون ترايير "مهووسة بالجنس" Nymphomaniac  بدعوى أن المهرجان لم يحصل على نسخة نهائية من الفيلم في الموعد المحدد وقبل إغلاق الباب، وهو ما لا يمكن تصديقه لأنه ليس معقولا أن فون ترايير، الذي الذي ستبدأ العروض التجارية العامة لفيلمه في الدنمارك آخر الشهر الجاري، لم يتمكن من تدبير حتى نسخة عمل لعرضها على المهرجان، علما بأن مهرجان "كان" تحديدا يتفق على الأفلام مع كبار السينمائيين والأسماء اللامعة في سماء الإخراج السينمائي التي ارتبطت به وإرتبط المهرجان بها مثل فون ترايير طفل المهرجان المشاغب، قبل أن ينتهي تصوير هذه الأفلام أحيانا أو وهي في مرحلة المونتاج. ولكن الموقف الذي حدث وأثار الدهشة هنا أن تيري فريمو، مدير المهرجان الذي زعم أن نسخة الفيلم لم تصل إليه في الموعد المحدد، أعلن في تصريح علني للصحافة أن فون ترايير ليس ممنوعا من المهرجان بشكل دائم وإنه فقط كان قد اعتبر شخصا غير مرغوب في وجوده بالمهرجان وطلب منه مغادرة المهرجان - قبل عامين- بسبب تصريحاته التي أثارت فزع القائمين على المهرجان والصحافة الفرنسية. وكان فون ترايير قال- مازحا- خلال المؤتمر الصحفي لفيلمه "ميلانكوليا" إنه "يستطيع أن يشعر بنوع من التعاطف مع هتلر رغم ما قام به من أشياء سيئة في حق اليهود"، وهي مزحة لم تقبل منه بل وليس من الممكن في تصوري أن تغفرها له بعض الدوائر.

الفيلم الجديد كان بلا أدنى شك سيثير الكثير من الجدل حول تصوير الجنس في السينما، والتعبير عن الهواجس والمشاعر الحسية بكل هذا القدر من الجرأة التي تصل إلى مستوى الصدمة كما عودنا فون ترايير في أفلامه السابقة.

على أي حال كان من المنتظر أن يكون فيلم الإفتتاح "جاتسبي العظيم" الذي أخرجه الاسترالي باز ليرمان (مخرج "مولان روج"، و"أستراليا") إحتفالا بالسينما الأمريكية في أقصى درجات تطورها، من التعبير الصامت، إلى الـ3Dومن خلال فيلم مأخوذ عن رواية أدبية متوسطة الطول بالإسم نفسه (تأليف ف سكوت فيتزجيرالد) ومع نجوم مثل ليوناردو ديكابريو وكاري موليجان، رغم أنه سبق للسينما الأمريكية تقديمها في فيلم عام 1974 من إخراج جاي كلايتون، وبطولة روبرت ردفورد وميا فارو.

تداعيات من وحي الماضي

أعادتني مشاهدة الفيلم الجديد إلى إستدعاء مشاهدتي للفيلم القديم قبل سنوات بعيدة، رغم ما بين الفيلمين من فوارق شاسعة، فالحقيقة أن الفيلمين يعيبهما نفس العيب: أي عدم وضوح الرؤية والهدف من هذه "الدراما" كلها. كنت عندما شاهدت الفيلم الأول شابا يافعا متمردا، أنقد الأفلام وأحللها من منطلق أيديولوجي بحت، أبحث عن المغزى السياسي والاجتماعي وأقلل كثيرا من "الجمالي". وكنت أرى أن الفيلم القديم ليس سوى تصوير سينمائي، قد يكون مؤثرا عند البعض ممن يعشقون عالم الأثرياء المبهر، لمعاناة بورجوازي من كبراء البورجوازية في الحب، بطريقة مقصود منها أن تجعلنا نتعاطف معه بدلا من أن نسأل أنفسنا أو نتوقف أمام سؤال: ومن أين أتى هو بالمال الكثير الذي لديه، وما كل هذا البذخ والترف على حساب الطبقة العاملة.. ومن الذي يدفع ثمن ثراء تلك الطبقة الموغلة في الثراء الفاحش .. وأفكار أخرى من هذا القبيل، كنت أظنها إبنة زمانها من جهة، أو ليست ناضجة تماما من جهة أخرى!

ولكني عدت اليوم بعد مشاهدة الفيلم الجديد لكي أطرح على نفسي تساؤلات قد يرى البعض أنها مشابهة لتساؤلات الماضي، بل إنني خلال النصف ساعة الأولى من الفيلم، شعرت بشكل ما، بأن ما أشاهده أمامي يمكن استقباله كنوع من الهجاء المباشر من "تفسخ البورجوازية" أو ذلك الغرق المتطرف في الملذات والمتع التي تتمثل في الرقص واحتساء الشراب والجنس والمبالغة في تصوير التهتك وإبراز جوانب الشذوذ بدعوى التحرر، وكل ذلك قد يكون المقصود منه تصوير "أعلى مراحل الغلو الرأسمالي الفردي" الذي يتحقق على حساب كل القيم والمباديء.

غير أنني أعترف في الوقت نفسه، بأنني أعجبت كثيرا بأسلوب التصوير، واستخدام مجاميع الممثلين الثانويين وتحريكم، واستخدام الديكورات العملاقة وحركة الكاميرا التي لا تتوقف، وذلك التنويع الذي لا شك في أنه مصطنع كثيرا، سواء في زوايا التصوير (من أعلا ومن أسفل) وتلك الانتقالات السريعة بعدسة الزوم إلى الأمام، ثم التحرك السريع باستخدام كل ما تتيحه تكنولوجيا الصورة الرقمية المتولدة عن الكومبيوتر، لتصوير شوارع نيويورك في عشرينيات القرن الماضي بكل تفاصيلها المعمارية وغيرها، ثم تصوير تلك الحفلات المجنونة الصاخبة التي يغشاها الآلاف من عشاق السهر والرقص في محيط منزل جاتسبي، من الذين لا يعرفون حتى من هو جاي جاتسبي، وذلك الاستخدام المدهش من جانب المخرج باز ليرمان، لموسيقى الرقص الأمريكي الحديث كما كتبها الموسيقار الشهير جاي- زي Jay-Z، وتلك المشاهد التي تدور بعد ذلك وسط الأمطار والضباب الكثيف.

لكن كل هذه الجوانب السينمائية والفنية التي تثير الإعجاب، التي تخرج في الكثير من الأحيان عن الحد، لعبت دورا مضادا أي ضد الفيلم، بعد أن أصبت عبئا على الفيلم ذاته من كثرة التكرار والمبالغة والحركة التي تجعل الرأس تدور، والإبهاء في الديكورات والإكسسوارات بحيث تشتت ارؤية، وتحرف العين بعيدا عن التركيز على المغزى الخاص لهذا المشهد أو ذاك في سياق الفيلم.

جاتسبي: من هو؟

شخصية جاتسبي شخصية يحيطها الغموض.. من هو؟ هل هو مجرم أم أرستقراطي، رجل ناجح أم قاتل سادي لا يرتوي، رجل بنى نفسه بنفسه.. يجسد ذلك الطموح إلى الثراء الذي كان لعقود، يغذي "الحلم الأمريكي" لدى الشباب في أمريكا والعالم، أم انتهازي وحديث نعمة يتباهى بقدراته الخاصة ويسعى لإغواء الفتيات والإيقاه بهن في حبائله.. من هذه الشخصيات "الغامضة" التي يهمس لها عبر الهاتف ويتحاشى أن يتسلل ما يدور بينه وبينها إلى من حوله.. وهل هو رجل واقعي أم خيالي، يحلم يسبح في الهواء، وهل العيب في ذلك "الحلم" الأمريكي وطبيعته نفسها، كونه ولد حلما ملوثا بالدماء، أي دماء وعرق الشعوب الأخرى والطبقات العاملة البائسة التي تدفع الثمن دائما، أم أن العيب في الرجل الذي لم يعرف كيف يقيس الزمن قياسيا حقيقيا رغم نجاح "تجارته" الغامضة التي يبدو أنها ترتبط أيضا بالعنف رغم رقته الظاهرية!

وما الذي يمكن أن يجذب الجمهور أساسا، إلى شخصية غير مكتملة وغير واضحة من هذا النوع، تنجح كثيرا في تحقيق الثراء، ولكنها تفشل في الحصول على اكتمال الحب أو ما تظنه حبا؟

الحقيقة أنني أميل أكثر إلى أن السبب الرئيسي في فشل الفيلمين الذين أعدا عن رواية فيتزجيرالد، ربما يكمن في كون الرواية نفسها لا تصلح للتحول إلى عمل درامي في السينما، خصوصا وأن فيلمنا هذا الجديد أراد له صانعوه أن يصور أيضا بتقنية الأبعاد الثلاثة 3Dمما لا لهدف سوى الإبهار الشديد وليس توصيل مغزى فلسفي أو إنساني معين. فأنت هنا ترى أجواء عشرينيات القرن العشرين: طرز السيارات، تصفيفات الشعر، تصميمات ملابس النساء التي قد تراها مضحكة،  كلها ولكن في قالب "أفاتار"، أي من خلال أسلوب الأبعاد الثلاثة التي تجعلك ترى جهاز التليفون يدق في مقدمة الصورة- إذا جاز التعبير، والأصح القول أمامك مباشرة، وفي متناول يدك أي تستطيع أن تلمسه إذا أردت!

الواضح أن الرواية تترك الكثير من المواقف والتداعيات دون شرح أو تحليل، بل ودون ربط منطقي، بل فيها من اللامنطقي الكثير. وقد يكون هذا مقبولا في عمل أدبي مكتوب للقارءة والتأمل.. ولكنك عندما تحول هذا العمل الأدبي إلى السينما.. إلى دراما سينمائية يصبح مطلوبا منك العثور على "منطق" درامي ما، خاصة وأننا بصدد فيلم تقليدي وليس عمل طليعي يحطم تقاليد القص السينمائي.

نعم هنا قصة نراها في فلاش باك طويل، يرويها الراوي "نيك" الذي وجد نفسه بالصدفة، جارا للثري عظيم الثراء "جاي جاتسبي"، ثم يتلقى دعوة منه إلى حفل في قصره، يقول إنه الوحيد الذي تلقى تلك الدعوة الخاصة، فالجميع، آلاف الشباب، يذهبون ليلة بعد ليلة، للسهر والرقص والعربدة حتى الصباح، في ذلك القصر الهائل بفضائه الكبير المفتوح، دون أي دعوة. والسبب أن نيك هو إبن عم ديزي، وجاتسبي يريد أن يقوم نيك بترتيب لقاء مع ديزي التي كان قد ارتبط بها عاطفيا في الماضي ثم حدث ما عطل استمرارية هذه العلاقة الرومانسية. لكن ديزي الآن أصبحت متزوجة من توم، ذلك الثري الفظ، وهي تقيم معه في منزل مواجه لقصر جاتبسي من الناحية الأخرى من البحيرة.. وتوم يخون ديزي مع امرأة متزوجة من عامل في محطة بنزين. وجاتسبي يرغب في أن تنفصل ديزي عن توم لكي يتزوجها هو، وتقع ديزي بين الرجلين ويشتد تنافسهما الشرس عليها. وعندما تكون هي قد حسمت أمرها واختارت العيش مع جاتسبي، تقع الواقعة، فيلقى جاتسبي مصرعه التراجيدي على يدي زوج عشيقة توم الذي يظنه المسؤول عن مقتل زوجته بعد أن تصدمها سيارة مسرعة هي نفسها سيارة جاتسبي.. لكن في تلك المرة تحديدا، كانت ديزي هي التي تقودها وليس جاتسبي بل إن الأخير يحاول أن يجذب منها عجلة القيادة ويتحكم في سرعة السيارة لكنه يفشل، فتدهس المرأة المسكينة في اللحظة التي تخرج فيها إلى عرض الطريق لتستنجد بعشيقها توم الذي تمر سيارته مسرعة قبل أن تدهسا السيارة التالية، أي سيارة جاتسبي. ويالها من مجموعة من التشابكات والمصادفات والحيل التي تحاول في النصف ساعة الأخيرة من الفيلم، أن تعثر على منطق لأحداث ربما كان من الأفضل أن تبقى تحديدا، بلا منطقَ.

هذه دراما مليئة بكل أنواع الفواجع، والمواجع، والخيانات، والتشنجات العصبية، والصراعات العنيفة على المرأة، ومحاولة إبهار المرأة بالثراء الفاحش والمظاهر المغوية (جاتسبي تحديدا يفعل ذلك أكثر من مرة مع ديزي كأي رجل ممن يطلق عليهم "حديثي النعمة"!

خلاصة القول أن الفيلم رغم ما يحتويه من عناصر شديدة الفتنة بصريا إلا أنه مرهق كثيرا ذهنيا بسبب هذه "الخلطة" الدرامية في الأصل وترهل الإيقاع بالتالي من كثرة تكرار الفكرة عبر نشاهد عديدة وترك الشخصيات دون تطور بل ودون ملامح أيضا كما في شخضصية "نيك" مثلا.. والحقيقة كما أشرت، أن الرواية من لا تصلح للسينما، لأن السينما لن تتمكن من تفسير مشاعر كل من جاتسبي وديزي مثلا، كما نرى عندما يفقد جاتسبي أعصابه ويقدم على قتل توم قبل أن يتراجع ويعتذر مثل أي "جنتلمان" مهذب. هل التفسير يكمن في وضع كلمات سكوت فيتزجيرالد على لسان الروي أي "نيك" أو كتابتها حرفيا على الشاشة ووضعها في مقدمة الصورة تتهادى حرفا حرفا بعد من تداعيات نيك وهو يقوم بكتابة ذكرياته عن تلك الفترة؟

لا أعتقد أن جمهور "كان" فهم كثيرا مغزى إعادة أو إستعادة قصة جاتسبي اليوم بتلك التقنية الجديدة التي لا تبدو لي مناسبة من أي زاوية، لقصص سينمائية من هذا النوع.

وقد يكون أداء ديكابريو، وهو أكثر من رائع، العامل الأول في إجتذاب الجمهور إلى الفيلم واستمراره في المشاهدة: هنا تعبير رصين.. همسات.. نظرات وإيماءات محسوبة بكل دقة.. محاولة إضفاء لمسة إنسانية بديعة على شخصية جاتسبي.. ذلك الثري الوحيد المعذب الذي يحلم بالحب "المستحيل" بسبب أنه يرغب في إستعادة ماض أصبح فعلا في ثنايا الماضي، ولكن في الزمن الحاضر الذي لم يعد فيه مكان سوى للمضارع!

أما أداء كاري موليجان في دور ديزي فقد جاء مخيبا للآمال، ربما بسبب الملامح العامة للممثلة: وجه طفولي، مظهر عادي لا يوحي بأي صبغة خاصة تميز تلك الطبقة الرفيعة من الأمريكيين، ملامح علة غامضة تجعلها شاحبة محمرة العينين يمكت أن تجهش بالبكاء في أي لحظة، مع ماكياج أضفى عليها بعض الجوانب المنفرة بحيث جعلنا لا نعتقد أن "هذه الفتاة" يمكنها أن تجعل رجلا مثل جاتسبي "مجنونا" بها على نحو ما نرى.. ولكن هذا إختيار المخرج والإنتاج. وكل مسؤول بالطبع عن نتائج إختياراته!

عين على السينما في

16/05/2013

 

افتتاح «كان» فى «دبى»!

طارق الشناوي

لأول مرة منذ 22 عاما أتأخر بضع ساعات عن افتتاح مهرجان «كان»، كنت أشارك فى منتدى الإعلام بدبى الذى انطلق أول من أمس بحضور شيخ الجامع الأزهر، يبعث وجود شيخنا الجليل أحمد الطيب الكثير من السعادة والطمأنينة فى نفوسنا، وعندما نلتقيه خارج الحدود تصبح القيمة مضاعفة وتصل السعادة إلى عنان السماء.

ألقى فضيلة شيخ الجامع الأزهر الكلمة الافتتاحية فى منتدى الإعلام فى الدورة التى تحمل رقم 12 وسط حضور مكثف وتصفيق يعلو إيقاعه بين كلمة وأخرى. من بين ما قاله فضيلته انتقاده لبرامج الفوضى والفتاوى الدينية الشاذة التى لا ترى سوى سفاسف الأمور، الله عليك يا مولانا وأنت تحدد بالضبط أين موضع الجرح.

يسأل البعض كيف يشارك شيخ الأزهر فى منتدى إعلامى عربى، ما علاقة مشيخة الأزهر بميديا الإعلام، ويتناسى هؤلاء أن الإسلام دين حياة لا دين كهنوت، وأننا بحاجة ماسة لكى نصدِّر إلى الدنيا كلها صورة صحيحة للإسلام الذى انتهكوه بهذه الفضائيات التى تدَّعى الإسلام وهى تسىء إلى هذا الدين الحنيف، عندما نرى من يُطِلُّون عبر تلك الفضائيات تسبقهم نظراتهم الشيطانية متوعدين الناس بنار جهنم، وعندما يشنون حربا على أحد من المعارضين ولا يعرف لسانهم سوى قاموس الشتائم، ألا يستحق ذلك أن يتصدى له شيخنا الأكبر؟ الأزهر منارة لكل المسلمين فى أنحاء الأرض لا لمصر فقط، ومن يسأل لماذا يذهب فضيلته إلى آلإمارات ويعتبر ذلك نوعًا من اللعب بالسياسة، نقُل له إن الأصل هو أن يلبى الشيخ الدعوة للناس كافة، فهو فخرنا وملاذنا.

تعددت الندوات التى تتناول الشأن الإعلامى فى منتدى دبى ومن بينها برامج «التوك شو»، والتساؤل كان عن تلك البرامج، وكانت جلسة مصرية، درية شرف الدين ويوسف الحسينى وشريف عامر والكاتبة أمينة خيرى، وأدارت الجلسة باقتدار ليلى الشويخلى من قناة «الجزيرة»، وكان السؤال عن مصر ووجود المذيع العربى على الشاشة المصرية بكثافة، بخاصة بعد ثورات الربيع العربى، والإجابة هى أنه طالما نجح المطرب العربى فى أن يستحوذ على مساحة من الخريطة الغنائية ولم يسأل أحد عن هويته، فلماذا ليس من حق المذيع أن يمنح له نفس الحق؟ مصر عبر التاريخ لم تضع أبدا حواجز جغرافية تمنع الدخول إليها، وانتقلت دفة الحوار من المذيع العربى إلى القناة العربية، ورغم أن القضية لم تكن قناة محددة فإن الكل توقف أمام «الجزيرة»، هل تراجعت مصداقية تلك القناة على المستوى الجماهيرى، قلت فى اللقاء الذى امتد بيننا إن قناة «الجزيرة» وضعها الثوار فى حدقة العين وكانت «الجزيرة مصر» واحدة من أكثر القنوات فى كثافة المشاهدة خصوصًا فى أثناء الثورة، بل كانت الدولة كثيرا ما تطارد تلك القناة وتغلق مكاتبها وتصادر تردُّدها، إلا أن الثوار فى ميدان التحرير وغيره من الميادين كانوا يسارعون بضبط الموجة مرة أخرى لأن «الجزيرة» كانت تعزف على وتر الشارع. الآن هناك إحساس أن الجزيرة إحدى دعائم النظام المصرى الحالى، لهذا فقدت القطاع الأكبر من الشارع الرافض لحكم الإخوان.

هل الإعلام يراهن على الشارع أم يتوخى الحقيقة؟ هل الشارع دائما على صواب؟ مشاعر الناس تشبه النغمة الموسيقية السائدة ويفضلونها على النغمات الأخرى، البعض يبحث ليس عن قناعاته ولا أفكاره بقدر ما يسعى لكى يقرأ الخريطة ويحدد أين البوصلة ويتوجه إليها، لهذا قد يتغير الخطاب الإعلامى لنفس المذيع خلال ساعات قليلة إذا اكتشف أن الناس فى الشارع يرددون نغمة أخرى.

هل المذيع فى الفضائيات يقدم قناعاته؟ هل نلغى من المعادلة توجهات صاحب المحطة الذى لو اكتشف أن هناك مساسا بنفوذه أو مصالحه فسوف يجبر المذيع على الرحيل أو الالتزام؟

يوسف الحسينى قال إن صاحب المحطة صار يتعامل مع نجوم يحققون كثافة إعلانية، لهذا سيفكر ألف مرة قبل أن يزيح هذا المذيع الذى من الممكن أن تتضاعف شهرته لو أن صاحب قناة قرر الاستغناء عنه، الحقيقة هى أن ساحة الفضائيات تشهد شدًّا وجذبًا واستعراضًا للقوى وعددًا من مقدمى البرامج يتم إعادة تفنيطهم على الفضائيات لأسباب سياسية أو اقتصادية.

نعم تأخرت بضع ساعات عن مهرجان «كان»، ولكن المفاجأة أننى شاهدت فيلم افتتاح «كان» فى «دبى» فى نفس لحظات عرضه فى «كان»، وتلك قصة أخرى أرويها لكم غدًا مِن «كان»!

«جاتسيبى العظيم» يجمع بوليوود وهوليوود فى افتتاح النسخة الـ 66 من «كان»

أحمد السمانى 

إشارات عديدة يمكن أن تستخرجها من اختيار اللجنة المنظمة للنسخة الـ66 من مهرجان كان السينمائى لفيلم «جاتسيبى العظيم» كفيلم الافتتاح للمهرجان، الذى ستستمر فاعلياته؛ حتى 26 من مايو الجارى.

وأولى تلك الإشارات أن هذا الفيلم سيجمع نجم بوليوود الأشهر أميتاب باتشان مع نجوم هوليود أمثال ليوناردو دى كابريو، وتوبى ماجواير، وجويل إجيرتون.

كما أن هذا سيعد احتفالا أو تكريما لـ«أميتاب باتشان» على مرور «100 سنة على السينما الهندية»، الذى يعد واحدا من أبرز أيقوناتها ونجومها المخضرمين العظام، خصوصا بعدما تم اختيار الهند ضيف شرف المهرجان؛ تكريما لها.

علاوة على ذلك فإن اختيار هذا الفيلم يعد مغازلة وإحياء للأفلام المقتبسة من أعمال أدبية شهيرة، فـ«جاتسيبى العظيم» مقتبس من رواية تحمل ذات الاسم للكاتب الأمريكى فرانسيس سكات فيتزجيرالد، التى تتحدث عن فترة العشرينيات من القرن التاسع عشر العاصفة فى التاريخ الأمريكى، وتدهور أخلاقيات المجتمع بصورة كبيرة وملحوظة، وتجرى أحداثه عام 1922 فى نيويورك، حيث العصر الذهبى لموسيقى الجاز خلال الأزمة الاقتصادية التى عصفت بأمريكا وانتشار عمليات التهريب وظهور طبقة جديدة من الأثرياء، الذى يخرجه المخرج الأسترالى باز لورمان.

وأمضى لورمان فى تصوير هذا الفيلم 83 يوما، علاوة على أنه بلغت تكاليف إنتاجه أكثر من 125 مليون دولار، وسيعرض بتقنية الـ«3D».

ولا يعد هذا الفيلم هو الوحيد المشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان المقتبس من أعمال أدبية، فهناك أربعة من الأفلام الستة المشاركة تم اقتباسها من روايات أخرى، وأبرزها فيلم «لا فينوس آلا فوروو (فينوس والفروة)»، والمقتبس من رواية لـ«ليوبولد مازوش»، وفيلم للمخرج والممثل التونسى-الفرنسى عبد اللطيف كشيش «لا فى داديل (حياة أديل)»، والمقتبس عن قصة جولى ماروه «لو بلو إيه تون كولور شود (اللون الأزرق الدافئ)»، علاوة على فيلم «ميكايل كولاس» المقتبس من رواية ألمانية لهنريك فون لاكيست، وأخيرا الفيلم الإفريقى «زولو» للمخرج جيروم سال والمقتبس من رواية تحمل ذات الاسم لـ«كاريل فيريه».

كما أن إحياء الأفلام المقتبسة عن روايات لم يتوقف عند هذا الحد، بل سينافس على السعفة الذهبية هذا العام أيضا مايكل دوجلاس ومات ديمون بفيلمهما «وراء الشمعدان» والمقتبس عن رواية فرنسية لـ«أماندا ستيرس» اسمها «ليبراتشى»، وأخرجه ستيفن سودربرج.

التحرير المصرية في

16/05/2013

 

أفلام «خارج المسابقة».. هل تبقى منطقة أمان؟ !

عبدالستار ناجي 

قلة في العالم الذين يعرفون الاسباب الموضوعية التي تجعل الكثير من الستديوهات تصر ان تكون افلامها خارج اطار المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، رغم الاغراءات التي يمثلها الحضور داخل المسابقة.

وفي هذا الاطار قيل الكثير ولكن اهم الحيثيات التي تدفع كبريات الستديوهات والشركات لان تدفع بأفلامها خارج المسابقة او عروض منتصف الليل، هو الابتعاد عن ردود أفعال نقاد السينما، بالذات الصحف الاميركية والبريطانية الكبرى، فان ردود افعال سلبية قادرة على تدمير اكبر المشاريع كما حصل مع فيلم «دافنش كود» الذي عرض في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي، حتى ورغم انه خارج المسابقة الا انه استقبل بشكل سلبي، جعل صحف العالم تخرج في صباح اليوم التالي، محملة بمقالات نقدية سلبية ضد الفيلم من اكثر من 7 آلاف صحافي وناقد في انحاء المعمورة، لهذا باتت تلك الستديوهات وشركات التوزيع تتحفظ على دخول المسابقة والحرص على ان تذهب افلامها لخارج المسابقة او العروض الخاصة، لتخفيف الضغط، خصوصا في ظل ازدحام مواعيد النقاد وانشغالهم بعروض المسابقة ونظرة ما، واسبوعي المخرجين، واسبوع النقاد، ما يجعل الاحتفاليات خارج المسابقة خارج الاهتمام من حيث الأولويات اللهم الا بهرجة البساط الاحمر. ولكن هل تبقى أفلام خارج المسابقة دائما منطقة امان ؟

وقبل الاجابة على هكذا سوال محوري وقلق نشير الى هذا العام اختارت اللجنة المنظمة لحفل الافتتاح 15 مايو فيلم «جاتسباي العظيم» اخراج الاسترالي باز لورمان الذي عرض له في الافتتاح ايضا في عام 2011 فيلم «مولان يروح» وهو يعود بصحبة مجموعة من النجوم يتقدمهم ليوناردو ديكابريو والبريطاني كاري مولغان والعمل مقتبس من رواية بنفس الاسم «اف. سكوت فيتزجيرالد» وكان النجم روبرت ردفورد قد قدم هذه الرواية منذ اكثر من ثلاثة عقود. ويتوقع ان يحدث عرض الفيلم موجة مقارنات بالذات فيما يخص اداء النجمين ردفورد وديكابريو.

بينما اختارت اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي متمثلة في المدير الفني تيري فيريمو عرض فيلم «زولو» في حفل الختام من توزيع جيروم سالي.

والعمل يعتمد على نص روائي بالاسم نفسه من توقيع كارلي فيري، والبطولة للنجم الاسمر فورست وايتكر ومعه النجم البريطاني اورلندو بلوم وثانيا فان غرين، حيث ترصد حكاية «علي نيومان» الذي نجا من مجزرة هو ووالدته من قبل حزب سياسي متطرف كان في حالة حرب مع الحزب الوطني بقيادة نيلسون مانديلا، رحلة في الندوب النفسية التي تفتح ملفات الماضي بالتعاون مع ضابط شاب والرواية تمثل حالة من الثراء الفكري في تحليل الظروف السياسية والاجتماعية التي عاشتها جنوب افريقيا في مرحلة مهمة من تاريخها. وخارج المسابقة هذا العام في كان ايضا فيلم «كل شيء فقد» اخراج جي. سي. شاندور، عن رحلة بحرية يقوم بها احدهم من اجل البقاء والبطولة مفردة للنجم القدير روبرت ردفورد الذي يعيش مرحلة عالية من التألق هذا العام.

وفي ذات الاطار، تم اختيار فيلم «روابط الدم» لجو يلمو كانيه، حيث حكاية شقيقين على جانب القانون، حيث المواجهة خلال ايام الجريمة المنظمة في بروكلين خلال السبعينيات من القرن الماضي في البطولة حشد من النجوم ومنهم ميلاكينس وزدي سالاوانا وماريون كوتيارد وكليف اوين وليلى نايلور وجيمس كان.

ضمن عروض منتصف الليل في كان هذا العام يأتي فيلم «نيران موسمية» من اخراج اميت كومار، وبطولة نواز الدين صديقي وجانيت جادكار، وفيلم «المحقق الاعمى» اخراج جوني تو، حول عالم المحققين والجرائم.

وضمن العروض الخاصة هناك افلام «محمد علي كلاي المقاتل الاعظم» اخراج ستيفن فريز و«نهاية اسبوع البطولة» لرومان بولاسكي و«أوقف القلب» لروبرتو مزفاني.  ويبقى ان نقول، عروض خارج المسابقة تظل تتحرك في اطار المغامرات وايضا الانتاج السينمائي المكلف، لهذا يتم عرضه في ظروف بعيدة عن «التوتر» وردود افعال «النقاد» القاسية بعض الشيء. ولكن في كان لا توجد منطقة امان امام هذا الكم من الحضور من صفوة نقاد العالم الذين لا يتركون صغيرة او كبيرة الا وقاموا برصدها ومتابعتها ولربما... الدفع بها الى النجومية او الى النسيان كما حصل مع الكثير من التجارب عبر السنوات الماضية

anaji_kuwait@hotmail.com

قراءة في كلمة رئيس المهرجان

ما أحوجنا ونحن مع الايام الاولى لمهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته السادسة والستين ان نتوقع قراءة متأنية للرسالة التي وجهها رئيس المهرجان جيل جاكوب والتي جاءت محملة بكثير من المضامين والقيم .

منوهين اولا الى اننا امام خبرة سينمائية حيث يكاد يقترب المسيو جيل جاكون من نهاية السبعينيات من عمره المديد وكلما التقيناه كان اكثر شبابا وحيوية بل انه يصير الى ان يقطع المسافة بين مكان سكنه في فندق الكارلتون وقصر المهرجان مشيا على الاقدام ذهابا وعودة.

المهرجان اليوم يحتفل بميلاده السادس والستين وجيل جاكوب على ابواب الثمانينيات ورغم ذلك يستهل جاكوب رسالته وكلماته قائلا الكل يعرف في انحاء العالم مدى مقدرة مهرجان «كان» السينمائي الدولي على التغيير والتجدد في كل شيء اعتبارا من البوستر الى الافلام الى لجان التحكيم والجوائز وخلف كل ذلك تحديات كبرى نظل نواجهها عقداً بعد آخر من اجل ترسيخ مكانة وقيمة هذه المؤسسة الثقافية والسينمائية الشامخة .

ويقول جاكوب: ان تأثيرنا يمتد الى تاريخ طويل وحافل بالبصمات. ولو عدنا الى السبعينيات من القرن الماضي كان هناك روبرت فافر لو برت وموريس بيسي ومعهم اندريه تاركوفسكي.. وعبرنا الى مرحلة تالية مع بيير فويت حيث توسعت دائرة الحضور على صعيد الافلام والدول. ولن استطيع حصر كل تلك الاسماء والانجازات من اوروبا الغربية الى آسيا والشرق الاوسط حيث حميمية العلاقة والفكر الابداعي والسينما المقرونة بالاكتشاف والتفرد .

وشدد جيل جاكوب قائلاً: كان مدينة الترحاب والحفاوة والاستقبال الكريم . وحينما نصل الى الدورة الجديدة في العام الحالي 2013 تظل بوصلتنا تشير دائما نحو الابداع السينمائي من اجل تاكيده وترسيخه وتعميق اكتشافه ومنحه الفرصة الحقيقة للوصول الى مساحة اكبر من الحضور الفني والاعلامي. وتمضي تلك الرسالة المشبعة بالمضامين والقيم الكبرى حيث يشير جاكوب : لقد حاولنا دائما ان يكون مهرجان «كان» البيت او الحضن الحقيقي للسينما منذ مراحل الاكتشاف الاولى حيث الكاميرا الذهبية مرورا ببقية المراحل والمحطات السينمائية التي ترسخ كان ليس مجرد مهرجان سينمائي بل منبر ومنصة للانطلاق بعيدا الى آفاق الابداع والتفرد .

عبر تلك الكلمات مساحة الرقي في التعامل ومساحة الفكر الذي ساهم في تاكيد حيث المهرجان الذي يراه البعض «بساطاً احمر» ولكنه في الحقيقة هو ابعد من كل ذلك بكثير

كان هو الفكر السينمائي والرصانة في الاختيارات وتكسير كل التابوات والاطر الضيقة الى فضاءات ارحب من الحرية والانعتاق الى القيم الابداعية .

مهرجان «كان» هو القامة الشامخة بين جميع المهرجانات السينمائية وهو المفعل والمحفز لصناعة الفن السابع... وهو قبل كل هذا وذاك عرس السينما العالمية الذي يديره فريق من المبدعين يقف على رأسهم الحكيم جيل جاكوب.

أفريقيا تنافس على السعفة الذهبية

يشكل التراجع الحاد في حضور السينما العربية خلال مهرجان «كان» السينمائي الدولي علامة استفهام كبرى بالذات في دول ما يسمى بـ «الربيع العربي» التي تعيش السينما بها ازمات وتراجع حاد في عجلة الانتاج كما ونوعا بالذات في دول مثل مصر وتونس اللتين كانتا الدول العربية الاكثر حضورا في تظاهرات مهرجان «كان» السينمائي ومسابقاته الرسمية .

وفي المقابل يشهد الحضور الافريقي مساحة ايجابية من التنامي ففي الوقت الذي تشهد به المسابقة الرسمية تنافسا كبيرا بين 21 فيلما  على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان، وضمن المسابقة ينافس مخرجان أفريقيان على سعفة «كان» الذهبية- كبرى جوائز المهرجان، هما المخرج التشادي محمد صالح هارون والمخرج التونسي عبداللطيف كيشيش «الفرنسي الجنسية» ونشير هنا الى ان التشادي محمد صالح هارون كان قد ارتقى منصة التتويج من خلال فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة قبيل عامين هنا في كان وهو يسعى الى ترسيخ الحضور والحصاد مرة اخري من خلال فيلمة الجديد «السحر».

ضمن افلام المسابقة هذا العام الفيلم الفرنسي «قلعة في إيطاليا» تأليف وإخراج وبطولة الفرنسية فاليريا بروني تيديسكي وهي «شقيقة كارلا بروني ساركوزي» زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي .

كما يشارك في المسابقة  فيلم «داخل لوين دافيس» إخراج الأخوين إيثان وجويل كوين، والفيلم الألماني «ميشيل كولهاس» إخراج أرناد ديسباليري، وفيلم «العلاج النفسي في سهول الهند» وفيلم «هيلي»، والفيلم الإيراني «الماضي» للمخرج أصغر فرهادي، وفيلم «المهاجر» للمخرج جيمس جراي، «لمسة من سين» إخراج جيا زانجي، وفيلم «كأب.. كابن» إخراج كوريدا هيروكازو، وفيلم «حياة ميلادي» للمخرج عربي الأصل عبداللطيف كشيش وهو كما اسلفنا يمثل فرنسا في المهرجان، وفيلم «درع من القش» إخراج تاكاشي ميك، وفيلم «شابة وجميلة» للمخرج فرانسوا أوزون، وفيلم «نبراسكا» إخراج اليكساندر باين، وفيلم «فراء فينوس» إخراج رومان بولانسكي، وفيلم «وراء الشمعدان» إخراج ستيفن سوديربيرج، وفيلم «رائعة الجمال» إخراج باولو سورينتينو، وفيلم «برج مان» إخراج اليكس فان وأرمردام، وأخيرا فيلم «الله فقط يغفر» للمخرج نيكولاس ويندينج ريفن.

«فيرتيجو» في الكلاسيكيات

اختارت إدارة مهرجان «كان» فيلم «فيرتيجو» واحداً من أبرز أفلام المخرج والمنتج الإنكليزي ألفريد هيتشكوك لعرضه ضمن فرع «كلاسيكيات كان»، ووجهت الدعوة للممثلة الأميركية كيم نوفاك لحضور عرض الفيلم الذي تم تصويره عام 1958.

الجدير بالذكر أن فيلم «فيرتيجو» كان قد خضع لعملية ترميم وإصلاح، بسبب ما أصابه من تلفيات نتيجة مرور أكثر من 50 عاماً على إنتاجه، ويعد عرضه في «كلاسيكيات كان» هو أول عرض له بعد إعادة ترميمه

وأعلنت النجمة الأميركية كيم نوفاك، سعادتها بهذه الدعوة، لأنها تجعلها تستعيد ذكريات الماضي، لفيلم تعتز به ومر عليه 55 عاماً، مؤكدة أنها ستحضر حفل ختام «كان» الأحد، 26 مايو المقبل، للمشاركة في تقديم احدى الجوائز الرئيسة فى الحفل الختامي

والمعروف ان المخرج الاميركي الكبير مارتن سكورسيزي يقود حملة عالمية لترميم العديد من التحف السينمائية الخالدة ومنها من العالم العربي الفيلم المغربي «الايام الايام» لاحمد المعنوني .

الهند ثالث ضيف شرف

يحتفل مهرجان «كان» السينمائي الدولي بمئوية السينما في الهند، واختار الهند لتكون ضيف الشرف الثالث في المهرجان بعد مصر عام 2011 والبرازيل في 2012. وقالت إدارة المهرجان في بيان رسمي: سيكون من دواعي سرور مهرجان «كان» الاحتفال ببلد يعتبر من أهم البلدان في عالم السينما، بلد يتمتع بتقليد وتاريخ عريق، بلد يشكل بزخمه الإبداعي قدوة مترسخة للحيوية.  ومن المقرر أن يخصص المهرجان قسم خاص للأفلام الهندية يعرض خلاله مجموعة من أحدث إنتاجها ومنها فيلم «الأنسة لافلي» للمؤلف والمخرج أشيم أهلواليا .  كما اختيرت الممثلة والمخرجة الهندية ناديتا داس عضوا في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة. كما ستستضيف اللجنة المنظمة لمهرجان «كان» السينمائي مجموعة بارزة من نجوم السينما الهندية «بوليوود» على وجه الخصوص .بالضافة لحضور عدد من الفرق الاستعراضية التي ستقدم عروضها في عدد من الصالات والمسارح والاماكن العامة في «كان».

النهار الكويتية في

16/05/2013

 

أبوظبي ودبي تعرضان إمكانياتهما السينمائية في مهرجان كان

دبي (الاتحاد) 

تشارك كل من لجنتي الإنتاج السينمائي في الدولة، في كل من أبوظبي ودبي، بشكل مشترك ضمن جناح الإمارات خلال مهرجان كان السينمائي الدولي بفرنسا، الذي انطلق أمس ويستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري.

وقد أبدى مسؤولو كل من لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي ومدينة دبي للاستوديوهات حماسة عالية للتعاون مع لجنة أبوظبي للإنتاج السينمائي، وإيميج نيشن وشركة twofour54 لترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي لإنتاج وتوزيع الأفلام. وسوف يتقابل الفريقان مع كبار صنّاع السينما العالمية وشركات الإنتاج للترويج لدولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها من رواد صناعة السينما والتلفزيون.

وتشارك لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي الدولي بفرنسا، حيث تنضم لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي إلى مهرجان دبي السينمائي الدولي ومدينة دبي للاستوديوهات ضمن جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في المهرجان.

وحسب بيان صحفي صادر عن اللجنة أمس، سيقوم كل من لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي ومدينة دبي للاستوديوهات بتقديم عروض لكامل إنجازات صناعة السينما في دبي، والتي تتضمن مواقع التصوير الحديثة، والبنية التحتية المتطورة للإنتاج والتوزيع السينمائي.

وتماشياً مع رؤية لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي لدعم المواهب السينمائية والتلفزيونية المحلية الشابة ومنحها أكبر قدر من الانتشار في المشهد السينمائي الدولي، تتشرف لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي برعايتها لعبدالله خليفة الكعبي، المخرج الإماراتي الشاب الذي اكتسب شهرة واسعة وإشادة من النقاد لفيلمه القصير الأول «الفيلسوف» الحائز على عدة جوائز.

وقد شهدت صناعة السينما في إمارة دبي سنة حافلة بالابتكارات والإنجازات تضمنت إطلاق لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وبناء أهم المسارح العازلة للصوت وأكثرها تقدماً في العالم في مدينة دبي للاستوديوهات إضافة إلى تنظيم أكبر وأنجح مهرجان سينمائي دولي لإمارة دبي.

وبهذه المناسبة قال جمال الشريف، رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي «يمثل مهرجان كان السينمائي منصة مثالية للترويج لصناعة السينما المزدهرة في دبي لشريحة عريضة وهامة من الجمهور العالمي، يتزامن ذلك مع ما تشهده صناعة السينما في دبي من تطورات ملحوظة، فقد تم إنتاج العديد من المشاريع السينمائية الهامة هذا العام، سوف يتم الإعلان قريباً عن المزيد، وكذلك تم بناء مسرحين عازلين للصوت في مدينة دبي للاستوديوهات، ومن المفترض أن يتم افتتاحهما بحلول فصل الخريف من هذا العام. هذا النمو الملحوظ في مجال صناعة السينما في دبي، يؤكد على مكانتها كرائدة في سوق الأفلام الدولية، ويمهد الطريق أمامنا للتفاعل خلال عشرة أيام مثيرة من النقاشات التي ستعقد خلال المهرجان».

وأضاف جمال الشريف «إضافة إلى دورها في قطاع صناعة السينما فإن حضور مهرجان كان لهذا العام جنباً إلى جنب مع مهرجان دبي السينمائي الدولي ومدينة دبي للاستوديوهات يلعب دوراً هاماً في دعم خطة دبي الاستراتيجية لعام 2015، إذ أن صناعة السينما والتلفزيون لها تأثير بالغ على الاقتصاد الكلي للإمارة بما في ذلك السياحة، والنقل، والتخزين، والخدمات المالية وقطاعات البناء، وفي نهاية المطاف، يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للإمارة».

الإتحاد الإماراتية في

16/05/2013

 

 

دي كابريو ونجوم The Great Gatsby يفتتحون كان 2013..

(حسام الدين عماد-mbc.net)

مع الافتتاح الرسمي للدورة 66 من مهرجان كان السينمائي؛ أقيم أمس العرض الخاص لفيلم الافتتاح The Great Gatsby؛ والذي يقوم ببطولته النجم العالمي "ليوناردو دي كابريو".

وقد تضمن الحضور على البساط الأحمر العديد من نجوم الفيلم؛ وعلى رأسهم "دي كابريو" و"كاري موليجان" و"توبي ماجواير"والنجم الهندي المخضرم "أميتاب باتشان"، بالإضافة إلى مخرج الفيلم "باز لورمان".

كما شهد العرض حضور عدد كبير من نجوم ونجمات الموسيقى والسينما العالمية مثل الممثلة "فريدا بينتو" والمطربة "لانا ديل راي".

جدير بالذكر أن The Great Gatsby قد بدأ عرضه جماهيريًا في الولايات المتحدة منذ الأسبوع الماضي.

أمطار كان تستقبل نجوم السينما العالمية.. شاهد الصور

(حسام الدين عماد-mbc.net)

مع بدء الدورة الـ66 لمهرجان (كان) السينمائي الدولي؛ استقبلت المدينة الفرنسية ضيوفها من نجوم ونجمات السينما العالمية بأمطار غزيرة، فما كان من النجوم والنجمات إلا الاحتماء أسفل مظلاتهم؛ خلال مراسم حفل الافتتاح.

نيكول كيدمان تضحك تحت الأمطار في مهرجان كان

(حسام الدين عماد-mbc.net)

العديد من النجوم يكرهون السير فوق البساط الأحمر وسط هبوط الأمطار، ولكن النجمة الجميلة"نيكول كيدمان"؛ لا ترى في الأمر أية مشكلة، بل وتحبه كذلك.

فخلال حفل افتتاح مهرجان كان؛ لم تمانع "كيدمان" الإدلاء بالعديد من الحوارات الصحفية، حتى أنها ضحكت في إحداها قائلة:"هذا مجرد مطر.. كم أحبه!"

وعادت تقول في حوار أخر ضاحكة؛ أن الناس تشكي عندما لا توجد أمطار، ولكن بالنسبة لها فالأمر ممتع جدًا.

جدير بالذكر أن "كيدمان" تحضر حفل هذا العام باعتبارها إحدى أعضاء لجنة التحكيم.

الـ mbc.net في

16/05/2013

 

قبلة نيومان وجوان "نوع جديد من الحب" في "كان" 

استعانت ادارة مهرجان "كان" السينمائي الدولي بصورة لنجمي هوليوود بول نيومان وجوان وودوارد, وقاموا باستخدامها ملصقا دعائيا للدورة السادسة والستين من  المهرجان التي افتتحت مساء امس الاربعاء.

الصورة تم التقاطها للزوجين خلال تصوير فيلمهما المشترك "نوع جديد من الحب" وذلك في 1963 , ويظهر كل من نيومان وودوارد وهما يتبادلان القبلات.

من جهة ثانية قال المدير الفني للمهرجان تيري فريمو انه يتابع الحراك السينمائي الايجابي الذي تشهده بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مشددا على أهمية دعم مثل هذا الحراك .

وأضاف فريمو في تصريح لوكالة الانباء الكويتية أنه يتوقع حضور الانتاج السينمائي الخليجي خلال السنوات الثلاث المقبلة على ابعد تقدير, وبمواصفات انتاجية عالية المستوى في ظل الاهتمام والرعاية الرسمية التي توليها عدد من دول المنطقة بهذه الصناعة .

كما شدد المدير الفني لمهرجان "كان" السينمائي على الدور المحفز الذي تقوم به المهرجانات السينمائية التي تقام في عدد من المدن الخليجية مثل "دبي" السينمائي و"أبوظبي" و"الدوحة" حيث تعمل على إيجاد علاقة متطورة بين السينما والاجيال الشابة على وجة الخصوص .

وشدد على أهمية فتح الاكاديميات المتخصصة في صناعة الأفلام من أجل إيجاد أجيال في مختلف التخصصات السينمائية بما فيها الاخراج والسيناريو وبقية المجالات الفنية لما له من دور وحصاد على تطور الصناعة السينمائية.

وفي هذه الدورة يفرد مهرجان كان حيزا كبيرا للاقتباسات الادبية التي تشكل منبعا لا ينضب لكتاب السيناريو مع كوكبة من الافلام هذه السنة مأخوذة من تحف ادبية مثل "ذي غريت غاتسبي" المرتقب جدا فضلا عن روايات احدث زمنيا وقصص مصورة ومانغا.

وبما ان المهرجان يقام على "الكوت دازور" وفيه الكثير من الاناقة والتألق, فقد افتتح فعالياته فيلم "ذي غريت غاتسبي" المصور بتقنية الابعاد الثلاثية للمخرج الاسترالي باز لورمان و بطولة ليوناردو دي كابريو, خارج اطار المسابقة.

وهي النسخة السينمائية الرابعة للرواية الشهيرة جدا لفرانسيس سكوت فيتزجيرالد. وقد سبق ان قام روبرت ريدفورد ببطولة نسخة سابقة في العام 1974 من اخراج جاك كلايتون. وكان فيتزجيرالد كتب بعض اهم مقاطع روايته في سان رافاييل قرب "كان".

وواجه المخرج والممثل الاميركي جيمس فرانكو تحديا جديا مع فيلمه "آز آي لاي دايينغ" أو "وانا انازع" المقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه لكاتب اميركي عملاق اخر هو وليام فولكنر. ويشارك الفيلم في فئة "نظرة ما".

وقد صدرت الرواية في العام 1930 ويتداخل فيها رواة عدة. وقد كتب جيمس فرانكو الفيلم واخرجه ويقوم بالدور الرئيسي فيه.

وكان فولكنركاتب السيناريو المفضل لدى هاورد هوكس "ذي رود تو غلوري" و"ايه غيرل ان افري بورت" ولطالما رفض ان يقتبس رواياته في السينما مفضلا اقتباس روايات الاخرين. اما عمله الاشهر "ذي ساوند اند ذي فيوري" قد حول الى فيلم سينمائي العام 1959 من اخراج مارتن ريت- بحسب فرانس برس.

وفي فئة "نظرة ما" ايضا تقدم الارجنتينية لوسيا بوينزو فيلم "واكولدا" المقتبس عن روايتها التي تحمل العنوان نفسه والتي صدرت للتو عن دار "ستوك". وسبق ان اقتبست كتابها "الطفل-السمكة" في العام 2009.

اما من بين الافلام الفرنسية الستة المشاركة في المسابقة الرسمية ثمة اربعة اقتباسات ادبية.

ويعود رومان بولانسكي الى كان مع فيلم "لا فينوس آ لا فورور" المقتبسة من مسرحية تحمل العنوان نفسه للاميركي ديفيد ايفز المستوحاة بدورها من الرواية الاباحية لليوبولد شاكر-مازوش الذي اعطى اسمه للمازوشية. وسبق للمخرج البولندي - الفرنسي ان حاز السعفة الذهبية عن فيلمه "لو بيانيست" "عازف البيانو" العام 2002.

ويتنافس على السعفة الذهبية ايضا ارنو ديبليشان الذي يقدم فيلمه "جيمي بي" الذي يروي قصة رجل من هنود اميركا حارب سابقا في الحرب العالمية الثانية المقتبس عن الرواية الاولى للمحلل النفسي الاثني الفرنسي الاميركي جورج ديفيرو.

ويشارك المخرج والممثل التونسي-الفرنسي عبد اللطيف كشيش للمرة الاولى في المسابقة الرسمية لمهرجان كان مع فيلم "لا في داديل" "حياة اديل" المقتبس من القصة المصورة لجولي ماروه "لو بلو ايه تون كولور شود" "الازرق لون دافئ".

وكذلك الامر بالنسبة لارنو دي بايير الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمرة الاولى مع فيلم "ميكايل كولاس" المقتبس من كتاب للالماني هنريك فون لاكيست (1777-1811). وسبق للمخرج الالماني فولكر شلوندورف ان اقتبس الرواية في العام 1969.

ويختتم المهرجان بفيلم التشويق الفرنسي "زولو" للمخرج جيروم سال المقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه لكاريل فيريه, في 26 مايو.

السياسة الكويتية في

16/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)