حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الثالث والستون

أفلام من فلسطين وإسرائيل ومصر في مهرجان برلين السينمائي

دورة جديدة حافلة

أمير العمري- برلين

تفتتح الخميس السابع من فبراير، الدورة الثالثة والستون من مهرجان برلين السينمائي الدولي بالفيلم الصيني "المعلم الكبير" للمخرج وونج كار واي من هونج كونج، وهو من أفلام المغامرات الصينية الشعبية المالوفة التي تمتليء بالمبارزات. ويرأس واي لجنة التحكيم الدولية التي ستمنح جوائز الدب الذهبي والفضي الشهيرة.

يعرض المهرجان 404 أفلام على مدار أحد عشر يوما، منها 22 فيلما في مسابقة الرسمية، تعبر عن ثقافات مختلفة، من البوسنة إلى كوريا الجنوبية، ومن رومانيا إلى جنوب افريقيا. ومن بين هذه الأفلام المتسبقة 17 فيلما تعرض للمرة الأولى عالميا منها الفيلم الإيراني "الستارة المسدولة" Closed Curtainللمخرج جعفر بناهي الذي حظرة عليه السلطات العمل بالسينما لمدة عشرين عاما إلا أنه استمر وقدم قبل عامين فيلم "هذا ليس فيلما" في مهرجان كان بعد ان نجح في تصويره سرا وتهريبه خارج إيران داخل "كعكة" كبيرة!

وقد أخرج فيلمه الجديد مع كمبوزيا بتروفي التي تظهر في الفيلم معه. وقال بيتر كوسليك مدير مهرجان برلين إن دورة هذا العام ستشهد عرض أفلام تتناول مواضيع قضايا سياسية واجتماعية ساخنة منها أيضا قضايا تتعلق بالفساد السياسي والأزمة المالية العالمية وقضايا البيئة والمثلية الجنسية عند بعض القساوسة، وتدهور الخدمات الصحية وغيرها.

الفيلم الروسي "حياة طويلة وسعيدة" A long and Happy Lifeللمخرج بوريس خليبنيكوف، يروي قصة مدير مزرعة جماعية في سرويا الستالينية، برفض التماثل مع مجموعة من المسؤولين الفاسدين. وتقدم المخرجة بيا ماريه فيلما يروي كيف تجد امرأة شابة وحيدة في جنوب افريقيا، تعول طفلتها، نفسها ضحية لمجموعة من المؤامرات والأكاذيب التي تتفاقم لتوقعها في مأزق.

تتنافس في مسابقة المهرجان أربعة افلام أمريكية هي فيلم "الأرض الموعودة" Promised land لجاس فان سانت، و"تأثيرات جانبية"Side Effectsل لستيفن سودربرج، و"الموت الضروري لشارلي كونتريمان" لفريدريك بوند، و"الانهيار الجليدي" لديفيد جوردون برنس.

والأفلام الأربعة سبق عرضها بالولايات المتحدة وعرض الفيلمان الأخيران في مهرجان صندانس، لذا فإنها خارج أفلام المسابقة التي تعرض عروضا عالمية أولى ونوهنا فيما سبق، الى أن عددها يبلغ 17 فيلما.

ويعرض خارج المسابقة فيلم "دم داكن" Dark Blood أخر فيلم قام ببطولته الممثل ريفر فينيكس الذي رحا عن عالمنا قبل عشرين عاما أثناء تصوير الفيلم، والفيلم من إخراج جورج سلويزر.

أفلام عربية

من العالم العربي يعرض الفيلم الروائي الطويل "الخروج للنهار" لهالة لطفي الذي سبق عرضه في مهرجانات أخرى مثل مهرجان أبو ظبي وسيعرض ضمن قسم "الفورم" أي القسم الموازي لنصف شهر المخرجين في مهرجان كان، وفيلمان قصيران تجريبيان للمخرج ملاك حلمي.

ومن لبنان يعرض الفيلم التسجيلي الطويل "العالم ليس لنا" لمهدي فليفل (سبق عرضه أيضا في أبو ظبي)، ويعرض فيلم آخر تجريبي من لبنان هو "أحلام بايب" Pipe Dreams لعلي شري (وقد يكون العنوان يرمز لتعاطي المخدرات، وهو انتاج مشترك مع فرنسا، كما سيعرض فيلم تجريبي من الامارات هو "أبعد مما يمكن ان ترى العين" لبسمة الشريف.

هناك عدد آخر من الأفلام التجريبية التي صورت في الإمارات لكن مخرجيها إيطاليون.

من سورية سيعرض فيلم "خطوة خطوة" للمخرج الكبير أسامة محمد وهو فيلم قصير (23 دقيقة).

المخرجة الفلسطينية بسمة الشريف تعرض أيضا فيلم "أفلام فيديو من غزة" Home Movies Gaza ولكن ممثلا لفلسطين، وهو فيلم آخر قصير (25 دقيقة) وضع في سلة الأفلام التجريبية ضمن برنامج "الفورم الممتد".

وهناك فيلم "سينما جنين- قصة حلم" للمخرج ماركوس فيتر وهو يمثل فلسكين، وإسرائيل، وألمانيا ويبلغ زمن عرضه 96 دقيقة وسيعرض في قسم "السينما لالمانية" إسنادا إلى جنسية مخرجه الألماني.

الأفلام الإسرائيلية

يعرض المهرجان 7 أفلام إسرائيلية طويلة و5 أفلام قصيرة. من الأفلام الطويلة "الشقى" إخراج ارنون جولدفنجر من الانتاج المشترك مع ألمانيا وهو فيلم تسجيلي طويل، و"الموسم المغلق" من الانتاج المشترك مع ألمانيا أيضا وهو من النوع لروائي (100 دقيقة) عن اخفاء زوجين لمهاجر يهودي في تل أبيب عام 1942 ويروي قصة تتعلق أيضا باليهود المتدينين في ذلك الوقت وكيف يتحايلون من أجل الإنجاب.

وهناك الفيلم الروائي الطويل "إقصف القصبة" Rock the Casbaللمخرج ياريف هوروفيتش، وتدور أحداثه في قطاع غزة عام 1089. وسيعرض في قسم بانوراما.

وهناك أيضا الفيلم التسجيلي الطويل "الدولة 194" للمخرج دان سيتون، وهو يناقش بالتفصيل موضوع الإعلان الفلسطيني عن اقامة دولة فلسطينية والطلب الذي تقدم به سلام فياض للامم المتحدة للاعتراف بها ومصاعب تحقيق هذه الرغبة.

ويعرض الفيلم الروائي الطويل "شباب" للمخرج توم شوفال (الذي تحول من النقد إلى الإخراج) وهو يروي قصة العلاقة بين شقيقين من الشباب الذي نشأ داخل أحد الكيبوتسات.

نجوم السينما

ومن النجوم الذين سيحضرون إلى برلين لمناقشة أفلامهم مع الصحفيين بعد عرضها الاول عروضا صحافية: الممثلة الفرنسية كاترين دينيف، والممثل الانجليزي جيريمي أيرونز، والأمريكي مات دامون، والنجمة الإيطالية القديمة أنيتا أكبرج، كما ستحضر أيضا الفرنسية جوليت بينوش، والأمريكي جيوفري رش. ومن المقرر أن يختتم المهرجان بالفيلم الجديد من نوع أفلام التحريك المجسمة ثلاثية الأبعاد The Croods.

في قسم البانورما يعرض عدد كبير من الأفلام الأمريكية الجديدة منها (15 فيلما) معظمها من الإنتاج المستقل عن هوليوود أو ما يعرف بالسينما المستقلة، ومن بين هذه الأفلام "إدمان" لدون جون، و"فرنسيس ها" لنوح بومباش، و"ارتجاج" لستاسي بيسون، و"داخلي: بار جلدي" لجيمس فرانكو.

وسيمنح المهرجان هذا العام جائز خاصة للممثلة إيزابيلا روسيلليني، وسيعرض مجموعة من الأفلام التجريبية القصيرة التي أخرجتها أخيرا. وسيمنح المخرج والصحفي الفرنسي كلود لانزمان جائزة "الدب الذهبي" الشرفية تقديرا لجهمود السينمائية خاصة فيلمه "شوا" عن الهولوكوست ومأساة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية وهو فيلم طويل (16 ساعة) صنعه عام 1984 وعرض في عدد من مهرجانات السينما مثيرا الكثير من الجدل حول دقته التاريخية، لكنه كان مؤثرا على الكثيرين عاطفيا. وسيعرض المهرجان هذا الفيلم في قسم "التكريم" الذي يشمل أيضا إلى جانب لانزمان المخرجة الألمانية روزا فون برونهايم المعروفة بصنع أفلام تتناول موضوع الجنسية المثلية.

ويخصص برنامج أفلام الماضي هذا العام لعرض مجموعة من الأفلام الألمانية القديمة التي أنتجت خلال الفترة التاريخية التي عرفت باسم "جمهورية فايمار" أي الجمهورية التي تأسست بعد الحرب العالمية الأولى وقبل صعود هتلر للسلطة. وكذلك سيعرض ضمن القسم نفسه عدد آخر من الأفلام التي أخرجها سينمائيون المان هاجروا إلى الولايات المتحدة بعد صعود النازيين للحكم. ومن هذه الأفلام فيلم "المشكلة مع المال: لماكس أوفولس من عام 1936، وأن تكون او لا تكون" لإرنست لوبيتش من عام 1942، ويشارك متحف الفن الحديث بنيويور ك مع السينماتيك األمانية في تنظيم وإقامة هذا القسم.

عين على السينما في

06/02/2013

 

فيلم الإيراني جعفر بناهي المحكوم بالإقامة الجبرية حدث الدورة الـ ٦٣

«مهرجان برلين السينمائي».. عسف الآخرين وعنف الداخل

زياد الخزاعي (برلين) 

يتمتّع ابن مدينة شانغهاي، المخرج السينمائي الصيني وونغ كار ـ واي، بهوس جماهيري في مهرجان «كانّ»، الذي ترأّس دورته المُقامة في العام 2006، هو الذي بات أول آسيوي يحصل فيه على جائزة أفضل مخرج عن «سعداء معا» (1997). هذه المرّة، ضَمَن تكريمين في «مهرجان برلين السينمائي»: أولاً، يفتتح جديده «المعلّم» الدورة الثالثة والستين (7 ـ 16 شباط 2013) مساء اليوم، ليلوّن الشاشة العملاقة لقصر السينما في حي «بودسدام» الحداثي بدم رفسات رموز رياضة الـ«كونغ فو»، مستكملاً الحكاية الأثيرة بين المغوار «أب مان» ومنافسيه، التي شعّت في عمله السمفوني «رماد الزمن» (1994). تُشكّل الحسناء «غونغ أر» (زانغ زيي) صنواً أنثوياً للمقاتل الأنيق، حيث يلتقيان في بيت دعارة يجتمع بين جدرانه معلّمون آخرون، متخفّين عن جنود الاحتلال الياباني في العام 1936. يسرد كار ـ واي حكايات عن الخديعة والمنافسة والعزّة، وبينها يكون الحب رونق حياتيّ البطلين وتجدّدهما. ثانياً، يترأّس كار ـ واي لجنة تحكيم الـ«برلينالة»، التي تضمّ زميليه الأميركي تيم روبنز، والألماني أندرياس دريسين، والدنماركية سوزان بيير، والإيرانية نسرين نشاط، والإغريقية أثينا راشيل تزانغاري، ومديرة التصوير الأميركية ألين كوراس. على هذه النخبة أن تضمن فائزاً بـ«دبّ ذهبي» صغير، الرمز الأكثر تعبيراً عن وحدة مدينة ديناميكية مثل برلين، عانت تقسيماً إجبارياً، قبل أن تجد في السينما ملاذاً لترميم ذاكرتها، والصورة تكريساً لجماعية نادرة لأهلها.

في المسابقة الرسمية، هناك 19 فيلماً طويلاً، منها القسم الأخير من ثلاثية المخرج النمساوي الحاذق أُلدريش سيدال «جنة: أمل»، حول الوَله الغريب الذي يعصف بعواطف صبية بدينة (13 عاماً) في منتجع رياضي تجاه مديره الأربعيني، ومحاولات إغوائه في غياب والدتها التي تقوم برحلة استجمام في كينيا (جنة: حبّ)، وعمّتها المهووسة بدعوتها الإيمانية اليسوعية، قبل أن تفاجأ بعودة زوجها المصري الإسلاموي المقعد (جنة: إيمان). الكوريّ هونغ سانغ ـ سو يُقدّم، في «هايوون ابنة الغريب» حكايات حبّ موؤود، من خلال شابة جامعية تلعن حظّها العاثر، و«تنفي» نفسها إلى دير بوذي جبلي يُشرف على العاصمة الآثمة. عن محنة سيدة غجرية بوسنية تكتشف موت جنين في بطنها، وإمكانية قضائها بتسمّم الدم، صوَّر البوسني دانيش تانوفيتش، في «مقطع من حياة جامع خُرْدة»، صراع عائلة، من دون ضمانات اجتماعية وصحية، تعيش على هامش مجتمع يسعى جاهداً إلى طيّ صفحة حرب غادرة. بعد «الإنسانية» (1999) و«خارج الشيطان» (2011) واهتماماته البليغة والقاسية حول عصريّة الأوروبي، استلف الفرنسي برونو دومون تاريخ حياة النحّاتة كاميل كلوديل (1864 ـ 1943)، التي عانت عسف آخرين اتّهموها بالخبل. ينتهي مسار «كاميل كلوديل 1915» (جولييت بينوش) في مصحّ عقلي في جنوب البلاد، متّهمة عشيقها السابق أوغست رودان بالحسد والغيرة من موهبتها، وإقناع أهلها والسلطات المحلية بلوثتها. ينعى دومون واحدة من أثمن مبدعات أوروبا، ارتهن حبل حياتها وجذوة إبداعها بخيانات.

لا ريب في أن «الستارة»، الفيلم الأخير للإيراني المحكوم بالإقامة الجبرية جعفر بناهي، الذي تمكّن من إنجازه بمساعدة زميله كامبوزيا بارتوفي، سيكون نجم الـ«برلينالة». جدولة عروضه الخمسة ستكون بمثابة ضربة حظّ لمديرها النافذ ديتير كوسليك وفريقه، وإشارة إلى حصافة سياسية لإبقاء ذكراه ساطعة. سبق لكوسليك أن ضمّ بناهي إلى لجنة تحكيم دولية، ووضع كرسياً فارغاً، إشارة إلى غيابه القسري، بينما شارك سينمائيون عالميون قبل عامين بوقفة تضامن أمام قصر السينما، حملوا فيها صُوَره، تنديداً باتّهامه واعتقاله ومحاكمته، مكرِّسين أكثر القيم الأخلاقيّة للمهرجان مدعاة للفخر الجماعي. لن يغفل كثيرون أن الخطوة ستكون فرصة جديدة لشحذ سكاكين التنديد بظلم نظام الملالي، كحال كل دورة. يُقابل «الستارة» بين محنتيّ رجل يهرب من مطاردة الشرطة بسبب كلبه، باعتبار أنه «نجاسة»، ليتحصّن في غرفة في مدينة عند ساحل بحر قزوين. بينما تنكفئ شابة في شقة مقابلة، هرباً من الاعتقال إثر مشاركتها في اجتماع حزبي محظور. ترى: هل ينجوان؟

بالإضافة إلى هذا، هناك «أرض موعودة» للأميركي غاس فان سانت، عن شاب (مات دايمون) يعمل لمصلحة شركة غاز تسعى إلى شراء حقوق أراضي أهالي قرية، قبل أن يكتشف حيلها الخبيثة وجشعها. بينما يرصد مواطنه ستيفن سوديربيرغ، في «آثار جانبية»، غموض جريمة قتل تُتَّهم بها شابة (روني مارا)، والضحية زوجها. لن تُحلّ عقدة المصيبة إلاّ بتدخّل طبيب نفسي شاب يكتشف نوازع غريبة بسبب عقار تُدمن عليه. من كازاخستان، تأتي مفاجأة الشاب أمير بايغازين «دروس متناغمة»، عن العنف وتراتباته، الذي يقود البطل اليافع أصلان إلى الانتقام ممن أهانوه خلال فحص طبي جرى في قريته النائية. من السينما الرومانية الناهضة، يأتي «مشكلة طفل» لكالين بيتر نيتزر، عن سعي سيدة من طبقة راقية إلى إنقاذ ابن أرعن قتل طفلاً دهساً، عبر تدبير شهود زور للدفاع عنه. تُعرّي حكاية الأم كورنيلا (لوميتيا غورغيو) والمناورات الفاسدة لملّة اجتماعية نافذة في المجتمع الروماني المعاصر ونفاقها، ضميراً ساقطاً وقيماً متهافتة لإرادات مشوّهة.

السفير اللبنانية في

07/02/2013

 

برلين الـ 63 يفتح ملفات حيوية من أميركا الى روسيا:

الدين متهَم والنساء كثيرات و بناهي عائدٌ من خلف الستار

برلين ــ هوفيك حبشيان 

يعانق المدير الضحوك ديتر كوسليك، الجالس على عرش البرليناليه منذ 12 عاماً، دبباً صغيرة من الفرو الصناعي أمام كاميرات التلفزيونات الآتية لتغطية المؤتمر الصحافي لإعلان مضمون الدورة الـ63 لإحدى أشهر التظاهرات السينمائية في العالم. خلفه ملصقات بألوان زاهية تعبّر عن الاختيارات المتنوعة في هذه الطبعة. لكن، مَن يبحر في تفاصيل الأفلام والحكايات التي قامت عليها، يكتشف ان ثمة ميلاً الى فتح ملفات حيوية: النفاق الديني في بولونيا وفرنسا، الفساد في روسيا، الفصل العنصري في جنوب افريقيا، الاستغلال غير الاخلاقي للأزمة الاقتصادية في أميركا... 

19 فيلماً في المسابقة و5 خارجها. هذه هي التشكيلة الرسمية التي استقر عليها فاتح المهرجانات الكبرى في شهر شباط من كل عام. وهذا ما تعدنا به الدورة الجديدة لمهرجان برلين السينمائي (7-17 شباط) التي يرفع النقاب عنها هذا المساء في العاصمة الألمانية. يبدو ان كوسليك وفريقه يراهنان على اسماء لم تثبت بعد قدراتها وطاقاتها في رسم ملامح سينما جديدة: على الأقل، ثلث المشاركين في المسابقة من الوافدين حديثاً الى الاخراج، مستقلين، وليسوا من اصحاب الخبرة والباع، وهذا ما يضعنا في حال ترقب شديدة: سيحمل "الدبّ الذهب" السبت المقبل، واحدا من هؤلاء الذين لا يزالون حتى الآن في العتمة. الا اذا اتجه خيار لجنة التحكيم بقيادة وانغ كار واي الى زملائه المكرسين.هل تتحقق المقولة التي اطلقت قبل سنوات: "برلين لديه الأفلام، وكانّ لديه السجادة الحمراء"؟

هذا مهرجان محلي أولاً، أوروبي ثانياً، ودولي ثالثاً. في المحصلة، هو مهرجان متعدد الجنسية والانتماء. هناك حصة للأفلام الألمانية في المسابقة الرسمية. تبيّن عبر السنين ان البرليناليه لا يحسن اختيار الأفلام الألمانية الجيدة وضمّها الى المسابقة. التهمة نفسها، والمحقة الى حدّ كبير، وُجّهت ايضاً الى البندقية الذي كان يأتينا دوماً بأفلام ايطالية باهتة. وحده كانّ، ينصف السينما الفرنسية حقّ انصاف. هناك فيلمان ألمانيان في هذه الدورة، "لايلا فوري" لبيا ماريه و"ذهب" لتوماس أرسلان

شريط بيا ماريه، الناطق بالانكليزية، شاركت في انتاجه اربع دول: ألمانيا، جنوب افريقيا، فرنسا، هولندا. لكن الحصة الكبرى لألمانيا، البلد الذي تمرست فيه ماريه على العمل. في نبذتها، نقرأ ان هذه الفنانة (تمسكوا جيداً)، البالغة الثانية والاربعين، "مولودة في جوهانسبورغ، من أب فرنكو انكليزي وأمّ أسوجية". هذا ليس كل شيء عن كوزموبوليتيتها: فهي درست النحت والتصوير والسينما في كلّ من دوسلدورف وامستردام ولندن. "لايلا فوري" ثالث فيلم طويل لها بعد ثلاثة قصيرة. ما الجنسية التي يحملها فيلمها؟ هذا نقاش طويل في زمن تداخل الهويات الثقافية في أوروبا وفي جزء كبير من العالم المتحضر

أما ثاني الأفلام الآتية من ألمانيا، "ذهب" لتوماس أرسلان، فيموضع احداثه في كندا أواخر القرن التاسع عشر، ويستعين بالممثلة المعروفة نينا هوسّ. أرسلان، الذي باشر العمل في السينما منذ منتصف الثمانينات، مخرج ألماني من أصل تركي. مشاركة سينمائيين ألمان من أصول غير ألمانية في المهرجان ليست سابقة. غير بعيد من ألمانيا، مخرج نمسوي شاطر اسمه أولريش سيدل، أطلق ثلاثيته "جنة" في كانّ، أيار الماضي، ثم عرض فصله الثاني في البندقية، وهو الآن منتظر في برلين، ليكشف تفاصيل الجزء الثالث منها. انه "أمل" السينما النمسوية اللئيمة

اربعة افلام اميركية هذه السنة: في المقدمة، المخرج القدير غاس فان سانت، الحائز "السعفة الذهب" في كانّ قبل عشر سنين مع "فيل". هنا اللقاء يتجدد بين مات دايمون وفان سانت، بعد عقد ونصف عقد على تعاونهما في "غود ويل هانتينغ". اثنان من العاملين في مجال الطاقة سيواجهان اهل قرية يذهبون اليها لاقناعهم على حفر ارضهم لاستخراج مادة صالحة لتوليد الطاقة. ثاني الأفلام الأميركية المشاركة هو "الموت الضروري لتشارلي كاونتريمان"، كوميديا بوليسية لفريديريك بوند، مع مجموعة من نجوم هوليوود الشباب يتقدمهم شيا لابوف، الذي يبدو انه تقمص دوراً سيكون حاسماً لمساره: شاب يسافر الى أوروبا الشرقية، وهناك يغرم بزوجة رئيس عصابة. علاقة ستسبب له الكثير من المتاعب. مرة أخرى، هذا فيلم أميركي لمخرج ولد في ستوكهولم، ودرس في لندن، وأنجز فيها اغاني مصورة لبونو، عازف الغيتار في فرقة "يو 2" الشهيرة، الذي ألف موسيقى الفيلم

الشريط الاميركي الثالث ريميك لفيلم ايسلندي انتج عام 2011، من توقيع هافستاين غونار سيغوروسون. عنوانه "أمير الانهيار". المخرج: ديفيد غوردن غرين. سينمائي شاب (1975)، سبق أن قدم قبل عامين "صاحب السمو" مع جيمس فرنكو. رود موفي يحمل نَفَس الأفلام الأميركية المستقلة عن شابين يمضيان عطلتهما الصيفية في غابة. أخيراً، في عداد الأفلام الأميركية، المخرج الغنيّ عن التعريف ستيفن سادربرغ (50 عاماً)، الذي انجز ما لا يقل عن خمسة أفلام في السنوات الثلاث الأخيرة، عرض آخرها، "هايواير"، في برلين، خارج المسابقة. جديده "أعراض جانبية"، ثريللر نفسي من بطولة جود لو عن عالم صناعة الأدوية. أميلي تايلور تعاني من خلل نفسي، ما يجبرها على تناول ادوية. بعد خروج زوجها من السجن، يتدهور وضعها النفسي أكثر

أميركا لا تقتصر فقط على الولايات المتحدة. هناك جنوبها وشمالها الاقصى: من تشيلي، يأتينا سيباستيان ليليو بفيلم "غلوريا" عن سيدة في اواخر الخمسينات من عمرها، تصارع الوحدة والخيبات العاطفية الى أن تلتقي برودولفو. أما من كندا، فهناك سابع أفلام دوني كوتيه، الذي سينقل حكاية امرأتين تتشاركان السجن عشر سنين، وتقصدان غابة للعيش فيها، بعد خروجهما من الزنزانة

فرنسا هي الدولة الثانية من حيث حجم المشاركة في المهرجان بعد أميركا. فرنسا التي تثبت انها لا تزال قادرة على الاتيان بالمستجد والمثير، برغم "النقّ" الموجود حول الأوضاع التمويلية للسينما الفرنسية منذ بعض الوقت. ثلاثة أفلام وثلاث حكايات نسائية وثلاث نجمات (برلين هذه السنة، خلافاً للدورة الأخيرة من كانّ، دورة تعجّ بالنساء، أمام الكاميرا وخلفها). هناك "كاميل كلوديل 1915" لبرونو دومون. فصل من حياة النحاتة الشهيرة التي سبق لبرونو نواتان أن نقل علاقتها مع أوغست رودان في فيلم جميل أبصر النور عام 1988. أحداث الفيلم تغطي ثلاثة عقود من حياتها، من 1913 الى 1943، تاريخ وفاتها. جولييت بينوش تضطلع بدور كلوديل، في أول تجربة لدومون في مجال أفلمة سيرة شخص حقيقي. فيلم مرشح لدخول قائمة النقاد

قد تأتي المفاجأة ايضاً من غيوم نيكلو، صاحب فيلم "الراهبة" المقتبس من ديديرو، كتاب نشره الأخير عام 1796 في شكل رواية ــ مذكرات، يروي فيه معاناة فتاة قاصرة ارغمت على الالتحاق بدير لتصبح راهبة. النصّ الأدبي سبق أن ألهم جاك ريفيت عام 1966، لكن حكومة بومبيدو منعت عرض الفيلم انذاك، فتحولت القضية قضية رأي عام، تدخل فيها المطالبون بحرية التعبير والحرصاء على "عدم استفزاز مشاعر المؤمنين". اليوم، يأتي نيكلو، الذي برز بـ"قضية شخصية" عام 2002، برؤية جديدة لـ"الراهبة". لذلك، من المثير مراقبة ردود الفعل تجاه منجزه، بعد نصف قرن على صدور شريط ريفيت. الفيلم من بطولة بولين اتيان وايزابيل أوبير التي تواصل دورانها على المهرجانات بلا كلل

تنتهي المشاركة الفرنسية بـ"انها ذاهبة" لايمانويل بيركو، التي في رصيدها أفلام عدة، منذ عام 1995. انها حكاية بيتي، صاحبة مطعم في منطقة بروتان. نتابع أزمتيها الاقتصادية والعاطفية. أمام الكاميرا كاترين دونوف في توظيف مضاد لصورتها الاعتيادية. تعترف بيركو بأنها اقدمت على انجاز الفيلم من أجل دونوف. سنشاهد كذلك فيلماً من روسيا اسمه "حياة طويلة وسعيدة" لبوريس خلبنيكوف، الذي تخرج من معهد "فغيك" عام 1997، وسبق أن أنجز أفلاما قصيرة وطويلة. فيلمه هذا تراجيديا وجودية تتمحور على رجل يرفض الاذعان للفساد في قرية روسية نائية، فيخسر كل شيء يعزّ على قلبه. من رومانيا، فيلم قد يولّد اهتماماً جماعياً: "مشكلة طفل" لكالين بيتر نيتزر. شاب اسمه باربو يُزجّ به في السجن بعد أن تصطدم سيارته بطفل، فيتسبب بموته. يصور الفيلم الحملة التي ستقودها امه لاخراج ابنها من السجن، وتستعين فيها بالمال والسلطة. يختار نيتزر الاسلوب الوثائقي في التصوير، ناقلاً المعضلة الأخلاقية للطبقة البورجوازية في رومانيا المعاصرة

من أوروبا "المسحوقة"، فيلمان مشاركان: أولهما لدانيس تانوفيتش، صاحب "أرض محايدة"، الذي يأتينا بـ"فصل من حياة رجل يلملم الحديد". واقعية اجتماعية يختصرها تانوفيتش في 75 دقيقة، انطلاقاً من حياة عائلة رومانية (من روما). من هذه المنطقة ايضاً، ومرة أخرى بعد فيلم غيوم نيكلو، ثمة تطرق الى الكنيسة الكاثوليكية في جديد المخرجة البولونية مالغوسكا سزوموفسكا، المعنون "بإسم". شاب في الحادية والعشرين يلجأ الى الرهبنة كغطاء لمثليته الجنسية. مصادر من داخل المهرجان تؤكد ان المخرجة تعالج مسألة المثلية الجنسية عند الرهبان معالجة جريئة

من الشرق الاقصى، فيلم واحد، كوري جنوبي، "هايوون ابنة لا أحد"، لهونغ سانغ سو، الذي كان قد عرض فيلمه الأخير في كانّ الماضي، ويقال ان هذا تتمة له. هنا، يسبر سانغ سو اغوار الحبّ، ويقول بمدى استحالة هذا الاحساس من وجهة نظر بطله. أخيراً، من آسيا الوسطى، فيلم "دروس هارمونية" لأمير بايغازين. فيلم طويل أول لمخرج قازاقستاني يبلغ الثلاثين.  

في مسابقة تجمع كلّ الأضداد، آخرها سيكون بطعم الفضيحة، مع عودة المخرج الايراني جعفر بناهي الى السينما، على رغم الحظر الذي يفرضه عليه نظامه ووجوده في اقامة جبرية. الفيلم اسمه "ستار" تشارك بناهي في اخراجه مع كامبوزيا بارتوفي. لا نعرف الكثير عما يتحدث الفيلم، لكن ما نحن متيقنون منه ان "البرليناليه" انتصر عبر تاريخه لسينما ملتزمة، فلن يقلع عن هذه العادة وهو بلغ الشيخوخة.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

"غراندماستر" لوانغ كار واي افتتاحاً

دورة يترأس المخرج الصيني الكبير وانغ كار واي لجنة تحكيمها ويعرض فيها فيلمه الأخير (خارج المسابقة)، لا تحصل كل يوم

الدعاية الموجودة لـ"غراندماستر" على النتّ اثارت الحماسة والرغبة في المشاهدة

بعد ست سنوات غياباً، يعود كار واي بملحمة فنون قتالية تروي سيرة معلم الكونغ فو ايب مان، الرجل الذي لقّن بروس لي اصول هذا الفنّ. في اعلى الملصق اسما طوني لونغ وزانغ زييي

صرح كار واي بأن هذا المشروع الأعز على قلبه بقي يعمل على تحقيقه سنوات طويلة.

كليرمون فيران بين العبثية والواقع الموجع!

كليرمون فيران ــ هـ. ح.

مَن لم يزر مهرجان كليرمون فيران (1 ــ 9 الجاري) في السنوات الأخيرة، أو لم يطلع على الأقل على آخر الانتاجات في مجال الأفلام القصيرة، سيندهش اذا قلنا له إن ما شاهدناه هنا، في المدينة المشهورة بمهرجانها، يلامس العبقرية في بعض الأحيان. صفة عبقرية لا تُستخدم هنا اعتباطاً، بل هي الكلمة الأصحّ للتعريف بهذه الأفلام الشبابية المزدحمة بالأفكار اللمّاعة وطرق الصناعة المبتكرة.

أحد هذه الأعمال "فلايتوبيا" لكارني أرييلي وسول فريد (بريطانيا/ المجر) يصور في عشرين دقيقة معاناة رجل مع الحشرات التي غزت منزله. يعيش برفقة زوجته في مكان هادئ قرب بحيرة، الا ان هذا الصفاء تعكره ألوف الحشرات اتخذت من مطبخ بيته والغرف مقراً آمناً، ولا فكاك من تحليقها المزعج في فضاء البيت، صبحاً، ظهراً ومساء. يبدأ الفيلم كشيء واقعي، لكن سرعان ما يصبح فانتازياً، مرعباً، مقلقاً. نكاد نمسح العرق عن جبيننا ونحن نكتشف أننا وسط شريط من النوع الذي يحلو لديفيد كروننبرغ صنعه. تأتي لحظة في حياة صديقنا، بعد مغادرة زوجته المنزل، يصل فيها الى اقتناع بأن عليه التفاوض مع الحشرات. بدلاً من مواجتها غير المجدية، ربما بات يتعين عليه ان يسايرها. ويبدو ان الذبابات مستعدة لأكثر من ذلك، اذ تعبر عن رغبتها في اسداء خدمات له، من الصنف الذي لا يمكن تخيله! في مقابل ذلك، يجلب نزيل البيت اللعين الى الحشرات المزيد من الغذاء، ظاناً بأن انشغالها بالأكل سيبعدها عنه. الا ان السحر ينقلب على الساحر.  

شاهدنا ايضاً هذا الفيلم الكندي البديع "حكاية ظريفة الى حدّ ما" لايفان مورغان (18 د.) الذي يذكر، في بعض جوانبه، بأفلام تود سولوندز. ربّ عائلة يراقب جاره من شبّاك بيته، فيراه يقوم بجعدنات معينة: يمشي كالمخنثين، بطريقة مثيرة للسخرية، ذهاباً واياباً في شقته. عندما يعلم الجار المراقب أن الرجل الذي يراقبه كله حماسة ليذهب ويروي ما شاهده لزملائه في العمل، يقتحم منزل الواشي ليلاً ليزرع في رأس ابنه قنبلة، ويعده بأنه سيفجرها إذا باح بحقيقة ما شاهده. طبعاً، من حكاية تعتبر قمة في التفاهة، يبني مورغان فيلماً ينفجر بالعبثية والسخرية الهدامة، من اصغر لقطة الى اكبرها. في النهاية، يموت الصبي عندما يقرر الجار ان يضغط على الزر بعد أن يوجه إليه الصبي حركة بإصبعه الوسطى، فيذهب الأبّ ليروي "سر" جاره العظيم الى الزملاء، ليكتشف ان حكايته لا تضحك احداً، لأنها فاشلة ومأسوية

لكن، دعونا لا نعتقد أن كل شيء عبثي وغير واقعي في كليرمون. فحال عالمنا تنعكس ايضاً في الأفلام القصيرة، وإن كان كثر من صنّاعها يختارون اسلوب النهفات والخواطر لإمرار رسائل مبطنة الى المشاهدين. بات معروفاً انه هناك نوعين من الأفلام القصيرة؛ الأول يتضمن سقطة درامية في الأخير، ينتهي الفيلم على وقعها، والثاني يستمر بصفاء سردي، كما لو كان الفيلم برمته مشهداً من فيلم روائي طويل

"45 درجة" لجيورجيس غريغوراكيس (14 د.) أحد هذه الأفلام التي تظهر على سطحها ندوب الأزمة الاقتصادية في اليونان. في كل مرة يفتح فيها بطلنا الضعيف والملتحي البرّاد في منزله، يجده فارغاً. نحن في اثينا خلال صيف 2012، والحرارة تأكل الأخضر واليابس، والوضع المزري سيقود ربّ الاسرة الى التورط في اعمال اجرامية، اذعاناً لهتافات المعدة الخاوية. هنا، الاسلوب اكثر شفافية، الكاميرا اقل استعراضية، فقط ما يلزم لطرح مأساة بلاد غارقة في الذلّ اليومي العادي.

واذا كانت فكرة "ليس كل ما هو ظريف مضحكاً" صائبة في بعض الأحيان، فالعكس صحيح ايضاً. اذ يمكننا التأكيد انه "ليس كل ما يدعو إلى الاسى يستدرّ دموعنا". هذا المبدأ ساري المفعول على الأقل في الفيلم السويسري "حبٌ يتأتئ" ليان زارلويسكي (20 د.)، اذ نفرح حيث يجب أن نحزن. تيم شاب في الثالثة والعشرين مصاب بالتأتأة، مرضه هذا يمنعه من التواصل مع الفتيات، ويضعف ثقته في نفسه، الى أن يجد ذات يوم الحبّ غير المشروط في شخص فيكتوريا، الفتاة التي يلتقيها في صالة الملاكمة. هذا الشريط الذي نال جائزة في مهرجان لوكارنو، سرّه في النحو البسيط والعفوي الذي انجز به، ولقد سحق ممثله أوليفييه دوفال قلوب كثيرين بسحره

تكريم كلود لانزمان: انتهى زمن الدخول خلسةً الى برلين

مهرجان برلين اختار في الدورة الحالية كلود لانزمان لتكريمه بجائزة "دبّ ذهب" فخرية عن مجمل أعماله. المخرج الفرنسي، سيكون محطّ انتباه وربما جدل في الأيام المقبلة. فهذا الرجل، الى أنه شخصية استفزازية أحياناً، أحد الذين شيّدوا سجلهم السينمائي على قضية المحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية. فيلمه "شوا"، الذي خرج الى الضوء عام 1985، أشهر "ثماني ساعات وثائقية" عن هذه المقاتل الوحشية، التي راح ضحيتها ايضاً، فضلاً عن اليهود، الغجر وذوو الاحتياجات الخاصة، الخ. عرض جديد لـ"شوا"، في نسخة مسحوبة حديثاً، سيواكب هذا التكريم. علماً ان الفيلم سبق أن عُرض عام 1986، في خانة "فوروم" البرلينية. طبعاً، منذ ذلك التاريخ، لفّ الفيلم الكرة الأرضية مرات عدة، واقتنص عدداً لا يحصى من الجوائز، وتحول الى ما يشبه مؤسسة سينمائية متنقلة.   

ذهب لانزمان إلى فلسطين المحتلة للمرة الأولى عام 1952، وأمضى أربعة أشهر هناك، وتركت تلك الزيارة أثراً بالغاً في نفسه لأنه التقى للمرة الأولى شعباً يضم غير الذين يعتنقون الديانة اليهودية، وهذا كان أمراً شاذاً بالنسبة اليه. أصيب بصدمة خلال الزيارة. يقول انه لو نجا من المحارق لما كان أنجز "شوا"، اذ كان في حاجة ليكون داخل القضية وخارجها في آن واحد. لاتمام عمل كـ"شوا"، كان على الزمن أن يعلق. لجأ الى خدع كثيرة لأجله، على مدار السنوات الـ12 التي استغرقت عملية التصوير: دخل الاراضي الالمانية بجواز مزور وكاميرا خفية بغية لقاء نازيين سابقين ومحاورتهم. اليوم، مع هذا التكريم الضخم الموجه اليه، من الواضح ان زمن الدخول الى برلين خلسة انتهى بالنسبة إلى كلود لانزمان

النهار اللبنانية في

07/02/2013

 

مهرجان برلين السينمائي يبدأ فعالياته بعرض فيلم صيني  

من المقرر أن يبدأ مهرجان برلين السينمائي فعالياته اليوم الخميس بعرض فيلم درامي للمخرج الصيني الشهير وونج كار واى . وتدور أحداث الفيلم الذي يحمل عنوان " ذا جراند ماستر " خلال الثلاثينيات من القرن الماضى فى الصين حول حياة معلم الفنون القتالية ييب مان وهو الذى درب بروس لى .

ويشارك فى بطولة الفيلم تونى ليونج شيو واى و زهانج زيزى.وقد استغرقت صناعة الفيلم ثلاثة أعوام .

وفيلم ذا جراند ماستر ضمن خمسة أفلام سوف يتم عرضها خارج المسابقة .

واختارت إدارة المهرجان وانج, 54 عاما, الذى أخرج العديد من الأفلام ليترأس لجنة التحكيم بالمهرجان والمؤلفة من سبعة أعضاء. ويعد مهرجان برلين السينمائي هو الاكبر فى العالم حيث يتم عرض 404 أفلام فى كافة أقسامه الرسمية .

ويتنافس 19 فيلما للحصول على جائزة الدب الذهبى لافضل فيلم .

ومن المتوقع أن يحضر حفل افتتاح المهرجان مات ديمون حيث سوف يعرض له فيلم "برومسيد لاند "(الأرض الموعودة ) للمخرج جوس فان سانت بالاضافة للممثل جود لو الذي يشارك فى فيلم الإثارة "سايد إيفيكتس " (آثار جانبية ) للمخرج ستيفن سودربيرج .

ومن المقرر ان تحضر حفل افتتاح المهرجان النجمات الفرنسيات جولييت بينوش وإيزابيل هوبيريت وكاثرين دينيف .

ومن المرجح أن يكون من أبرز أحداث المهرجان عرض الفيلم الإيراني "بردة " (الستارة المغلقة ) للمخرج جعفر بناهى الذي منعته السلطات الإيرانية من الإخراج .وقد تعاون جعفر فى هذا الفيلم مع السيناريست كامبوزيا باتروفى .

البداية المصرية في

07/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)