حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم   

85th Academy Awards

في سباق الممثلات والمخرجين

الموهبة وحدها ليست كافية في هذه اللعبة

لوس أنجليس: محمد رُضا

عندما لعبت جنيفر لورانس دورها الرئيسي الأول في فيلم «عظام شتوية» Winter Bone سنة 2010 فوجئت بنفسها في عداد مرشحات الأوسكار في العام التالي. حينها نافستها أربع ممثلات لعبن أدوارا مميزة أيضا هن ميشيل ويليامز عن «بلو فالانتاين» ونيكول كيدمان عن «جحر الأرنب» وأنيت بَنينغ عن «الأولاد بخير» ونتالي بورتمان عن «البجعة السوداء». ومع أن تمثيل لورانس أقل بهرجة في فيلم أفضل صنعا، إلا أن الأوسكار في هذه المسابقة ذهب إلى بورتمان. ليس لأن بورتمان لم تكن جيدة فيما قامت به، لكن الاكتشاف الحقيقي بين كل هؤلاء الممثلات كانت لورانس.

عامان فقط وجنيفر لورانس ليست جديدة على الإطلاق. لقد لعبت بنجاح جماهيري مذهل بطولة «لعبة الجوع» وتبعته بدور يبرز موهبتها الجيدة مرة أخرى هو «كتاب مخطط بالفضة» وهو ما جعلها تعود إلى حلبة المنافسة مع متسابقات جديدات عليها.

كونها تتقدم ثانية لن يرفع من فرصها على الإطلاق، خصوصا وهي تواجه احتمالات، ثلاثة منها متساوية الحظ جدا هي: لجسيكا شستين عن دورها في «زيرو دارك ثيرتي» وناوومي ووتس عن «المستحيل»، والفرنسية إيمانويل ريفا عن دورها في «حب». المرشحة الخامسة هي كوفنزانه ووليس وهي صاحبة الحظ الأضعف ليس لأنها لم تمثل جيدا في «وحوش البراري الجنوبية»، بل لأن تبرير منح الممثلة ذات الأعوام الـ12 الجائزة عنوة دون منافساتها سيطرح علامة تعجب ليست في مصلحة الأكاديمية، مما يجعل مبرراتها ضعيفة حيال الممثلات الناضجات وذوات الخبرات الأبعد منالا بكل تأكيد.

معنى هذا الكلام أن المنافسة المحسوبة هي بين لورانس وشستين وووتس ثم ريفا. والسبب في حدتها أن أيا منهن لا تكتنز علامات إجادة فارقة للغاية. صحيح أن الممثلة الفرنسية المخضرمة (85 سنة) لديها خبرة التمثيل تحت إدارة كبار المخرجين الأوروبيين من جيلو بونتيكورفو إلى جان - بيير موكي، ومن جورج فارانجو إلى ماركو بيلوكيو وصولا إلى مخرج فيلم «حب» ميشال هنيكه، إلا أن معظم أعضاء الأكاديمية لا يعرفون عنها ولا عن أفلامها الخمسين أو نحوها إلا النزر القليل جدا. على عكس جولييت بينوش وماريون كوتيار أو إيزابيل أوبيرت وكاثرين دينوف، بقيت ريفا في الظل حين كانت ممثلة شابة وحين كانت ممثلة ناضجة وحتى أعاد هنيكه تصديرها وهي في سن متقدم. إلى ذلك كله، لم تمثل ريفا في حفنة أفلام ناطقة بالإنجليزية كما فعلت زميلاتها المذكورات، ولم يسبق ترشيحها للأوسكار أو لـ«غولدن غلوب» أيضا.

ستفوز ريفا في حالة واحدة فقط: اقتناع كل أعضاء لجنة التحكيم أن تمثيلها يعلو مسافات عن تمثيل زميلاتها، وهذا لن يحدث.

ما سيحدث هو أن أعضاء الأكاديمية سيفكرون أميركيا هذه المرة وفي هذه الحالة، وبعد استثناء أصغر المرشحات (ووليس) أسوة بأكبرهن (ريفا) سيحصرون التفكير في الثلاث الباقيات ناوومي ووتس وجنيفر لورانس وجسيكا شستين.

التفكير، حسب هذه القراءة التي تحاول أن تفكر منطقيا إذا كان هذا ممكنا، أن الصراع إذ سينحسر بين هؤلاء الأميركيات الثلاث، فإن بعضهن ربما سيؤلن إلى الخروج من الاعتبار أسرع من سواهن.

ناوومي ووتس أضعف الاحتمالات هنا بالنظر إلى أن دورها ملقاة على سرير المرض لنصف وقتها في فيلم «المستحيل» لا يستطيع أن يفرض نفسه على الأدوار الأخرى كثيرا. نعم أداء ووتس في النصف الأول كان جهدا بدنيا ملحوظا والممثلة جيدة في التعبير عن خلجاته كما يتطلب الأمر، لكن ليس هناك دراما عميقة أو فعلية خاصة بها. إنها في هذا الإطار جزء من معاناة العائلة كلها وليست من تقود أو تنبري لها عنوة دون الجميع.

هذا ما يبقينا أمام حالتين فقط: جسيكا شستين وجنيفر لورانس: الأولى تقدم دورا هو – فعليا - أقوى من ذلك الذي تؤديه جنيفر: شستين في «زيرو دارك ثيرتي» تجبرك على التفكير معها على نحو جاد وتقدم شخصية عليها أن تبقى طوال الوقت محبوبة - مكروهة لا حسب موقع المشاهد مما يدور الفيلم حوله، بل تبعا لما تجسده من دور يحتم عليها أن تكون مُدانة ومدينة في الوقت ذاته.

أما جنيفر لورانس فهي في الدور المرح غصبا عن شخصيتها المفترض بها أن تكون جادة، في فيلم خفيف على الرغم عنه أيضا.

على صعيد قائمة أفضل الممثلات المساندات، هناك «أوسكار» ينتظر آن هاثاواي، وهي الأعلى توقعا. ليس فقط أن فوزها في مسابقة البافتا عن دورها المساند في «البائسون» منحها فيتامين أمل لفوز جديد فقط، بل هي أكثر الممثلات اللاتي تمتعن بفرصة مزج التمثيل والغناء معا، والأكاديمية عادة ما تحب ذلك.

الأخريات جيدات بدورهن: هيلين هَنت عن «الفصول» وآمي أدامز عن «السيد» وسالي فيلد عن «لينكولن» ثم جاكي ويفر عن «كتاب مسطر بالفضة». أبرزهن ستكون سالي فيلد على أساس أنها قديمة العهد أكثر من سواها. وهي سبق لها أن فازت بأوسكار مرتين من قبل الأولى عن دورها في «نورما راي» سنة 1979 والثانية عن «أماكن في القلب» سنة 1984. المختلف هو أنها في «لينكولن» لديها هامش صغير لكي تُجيد فيه. الفيلم يدور عن (ابنها) لينكولن (دانيال داي - لويس) وهي في الظل أكثر بقليل مما يجب.

ما سبق توقعات مبنية على فنية الأداء ونوعية الإخراج وكيفية تعامله مع الممثلين مما ينقلنا إلى المخرجين أنفسهم ومن نراه يستحق الفوز ومن سيفوز بالفعل.

ميشال هنيكه يبزهم جميعا من حيث خبرته في إدارة الممثلين على نحو طبيعي. ليس فقط أن إيمانويل ريفا تقدم أداء ممعنا في التعبير الصلب بأقل قدر من الكلمات؛ بل هناك زميلها الممثل جان - لوي ترتنيان الذي سقط من حسابات أعضاء الأكاديمية على نحو غريب. فكل من ريفا وترتنيان متماثلان جدا في خواصهما الفنية وفي البذل الجامع بين السن والخبرة وقوة الأداء.

هذا بفضل مخرج يصر على استخراج ما هو طبيعي وغير مصطنع أو وهاج من كل من يعملون تحت إدارته، وهو في هذا على عكس كامل من ستيفن سبيلبيرغ الذي يتعامل والممثلين على الطريقة الأميركية الكلاسيكية.. يمنحهم الأدوار ويجعلهم يتحركون وسط عناصر الإنتاج ذاتها مما ينسكب على شخصياتهم. إنهم في وسط مخاطر أسماك القرش في «جوز»، ووسط الحرب اليابانية الصينية في «إمبراطورية الشمس»، وهو وضع توم كروز في عالم مستقبلي خطر في «تقرير الأقلية» وحتى حين أخرج «قائمة شيندلر» الذي خرج بسبع أوسكارات بينها واحدة لسبيلبيرغ أفضل مخرج وثانية له منتجا، عالج الممثل تبعا للمكان وعناصر الإنتاج. كل من ليام نيسون (في دور الألماني شيندلر) وراف فاينس (في دور الضابط النازي) كان من ضمن المرشحين لجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثل مساند لكنهما لم يحظيا بهما.

الغالب هنا هو أن سبيلبيرغ سيجد منافسة شديدة من قبل آنغ لي عن «حياة باي» أكثر مما سيجدها قادمة من ميشال هنيكه عن «حب» والسبب هو أن «حب» مرشح لأفضل فيلم أجنبي، مما يعني أنه من المستبعد أن يربح أوسكار أفضل فيلم (بالمطلق) أيضا.

المخرجان الآخران يدركان أنهما ليسا في وضع مريح: بن زيتلين عن «وحوش البرابري الجنوبية» وديفيد أو راسل عن «كتاب مسطر بالفضة» لا يقويان، على حسناتهما، على تجاوز فرسان هذا العام هنيكه وسبيبليرغ ولي.

* الممثلات الأكثر احتمالا للفوز بأوسكار أفضل تمثيل رئيسي:

* 1- جسيكا شستين 2- جنيفر لورانس 3- إيمانويل ريفا 4- كوفنزه ووليس 5- ناوومي ووتس الممثلات الأكثر استحقاقا للفوز 1- جسيكا شستين 2- إيمانويل ريفا 3- كوفنزه ووليس 4- جنيفر لورانس 5- ناوومي ووتس

* المخرجون الأكثر استحقاقا للفوز بالأوسكار

* 1- ميشيل هنيكه 2- آنغ لي 3- ستيفن سبيلبيرغ 4- بن زيتلين 5- ديفيد أو راسل

الشرق الأوسط في

15/02/2013

 

إنتصار آخر لأرغو في نتائج جوائز البافتا

محمد رضا 

المنافسة القائمة حالياً بين «أرغو» و«دجانغو» و«لينكولن» و«البائسون» تبلورت في لندن قبل أيام عن منتصر ومهزوم في واحدة من أكثر ترشيحات موسم الجوائز حدّة وذلك بإعلان نتائج جوائز الأكاديمية البريطانية (بافتا).

وأول ما يتناهى إلى المتابع قيام بن أفلك بتحقيق نجاح آخر يضيفه فوق حصده جوائز جمعية المنتجين وجمعية مراسلي هوليوود وجائزة التمثيل الجماعي من جمعية الممثلين. فهو حصد جائزة أفضل فيلم، كونه من منتجي هذا الفيلم المتحدّث عن وقائع تدور بعد "الثورة الإسلامية" عندما تم إرسال عميل للسي آي أيه متخفّ بهوية منتج هوليوودي لإنقاذ ستّـة أميركيين هربوا من الأسر إلى السفارة الكندية القريبة من السفارة الأميركية في طهران.

وكما لو كان الأمر رداً على إغفال أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في هوليوود ترشيح بن أفلك كأفضل مخرج، قامت الأكاديمية البريطانية للفيلم والتلفزيون بمنح أفلك جائزتها لأفضل إخراج. وإذ فعلت ذلك تجاوزت كل الأسماء الكبيرة التي كانت رشّـحت لهذه الجائزة لجانب أفلك وهي كاثرين بيغيلو عن «زيرو دارك ثيرتي» وآنغ لي عن «حياة باي» وكونتين تارانتينو عن «دجانغو طليقاً» وكذلك مايكل هنيكه عن «حب».

في جائزة أفضل فيلم فإن «أرغو» خطف الجائزة البريطانية من «البائسون» لتوم هوبر و«لينكولن» لستيفن سبيلبرغ و«زيرو دارك ثيرتي» لكاثرين بيغيلو كما «حياة باي» لآنغ لي، وهي الأفلام ذاتها التي تتنافس على الأوسكار الأميركي هذا العام.

على الرغم من ذلك، نال «البائسون» أربعة جوائز بافتا ففازت آن هاذاواي عن دورها في هذا الفيلم، وجائزة أفضل تصميم شعر (لليزا ويستكوت) وأفضل تصميم إنتاج (إيفا ستيوارت وآنا لينش روبنسون) كما أفضل صوت (مجموعة من ستة فنيين). بذلك ما حققه «البائسون» هو جملة من الجوائز الهامشية بإستثناء تلك الممنوحة لممثلته في دور مساند. أما جائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي فنالتها الفرنسية إيمانويل ريفا عن دورها في «حب» وخسرتها في المقابل منافساتها: الفرنسية الأخرى ماريو كوتيار عن «صدأ وعظام» والأميركية جسيكا شستين عن «زيرو دارك ثيرتي» ومواطنتها جنيفر لورنس عن «كتاب مسطّـر بالفضّـة» والبريطانية هيلين ميرين عن دورها زوجة ألفرد هيتشكوك في «هيتشكوك».

بالنسبة للتمثيل الرجالي دانيال داي-لويس كسبها عن «لينكولن» لكن بن أفلك خسرها عن «أرغو» كذلك فعل برادلي كوبر عن «كتاب مسطّـر بالفضّـة» و»هيو جاكمن عن «البائسون» ويواكين فينكس عن «السيد»، وهم ذاتهم المرشّحون كذلك لأوسكار أفضل ممثلين رئيسيين ما يشي بأن النتائج هنا سوف تكون، على الغالب، مطابقة.

في قسم التمثيل المساند نال البافتا كرستوفر وولتز عن «دجانغو طليقا» وأفلتت من يدي ألان أركن عن «أرغو» جافييه باردم عن «سكايفول» وفيليب سايمور هوفمن عن «السيد» وتومي لي جونز عن «لينكولن».

الأكاديمية البريطانية تخصص السينما البريطانية بمسابقات خاصّـة وفيلم جيمس بوند الأخير «سكايفول» خطف البافتا كأفضل فيلم بريطاني. وهو، فنياً وتقنياً أقلّـها أخطاءاً وهنّات. الأفلام الأخرى «آنا كارنينا» و«البائسون» و«سبع مرضى نفسيين» ثم «أفضل فندق نبتة ماريغولد عجيبة» (أو كما بالإنكليزية The Best Exotic Marigold Hotel).

البافتا البريطانية الثانية هي لأفضل مخرج ونالها كل من بار لايتون ودمتري دوغانيز عن «المنتحل» والثالثة خصصت للمنتجة تيسا روس عن مجمل أعمالها (نحو 40 فيلم ومسلسل) والتي كان آخرها «سبعة مرضى نفسيين».

باقي أفلام الموسم المتنازعة أنجزت نجاحات خفيفة في مسابقة البافتا لهذا العام. «حياة باي» ربح بافتا أفضل تصوير (لكلاوديو ميراندا) وبافتا المؤثرات الخاصّـة (مجموعة) «دجانغو طليقا» عاد لكونتين تارانتينو بجائزة أفضل سيناريو مكتوب خصيصاً تُـضاف لجائزة أفضل ممثل مساند التي حصدها كريستوف وولتز، لكن «لينكولن» هو الذي اكتفى بجائزة واحدة، وهي تلك التي نالها بطله دانيال داي-لويس كما تقدّم.

أما جائزة أفضل سيناريو مقتبس فكانت من نصيب المخرج- الكاتب ديفيد أو راسل عن «كتاب مسطّـر بالفضّـة».

بمثل هذه النتيجة ترتفع إحتمالات نجاح «أرغو» في إستحواذ الأوسكار خصوصاً وأن عدداً كبيراً من أعضاء الأكاديمية يعتقدون أن إغفال بن أفلك من الترشيح لجائزة أفضل مخرج لم يكن منطقياً أو طبيعياً.

من بين كل هذه الأفلام المذكورة أعلاه، هناك فيلم واحد كوميدي النبرة والمعالجة هو «كتاب مسطّـر بالفضّـة» لديفيد أو راسل، وهو أقل هذه الأفلام حظّـاً في الحصول على جائزة فعلية ومن المحتمل جدّاً أن لا نسمع عنه شيئاً عند قيام حفلة الأوسكار بعد أيام.

إنه عن باتريك (برادلي كوبر) الذي خرج من مصحّـة نفسية أمضى فيها ثمانية أشهر. يعود للسكن مع والديه دولوريس (جاكي ويفر) وباتريك الأب (دينيرو) وسرعان ما يبدأ التصرّف على نحو أرعن يهدد بإعادة إرساله إلى المصحّـة على الرغم من أنه بات يردد ضرورة البقاء على الشعور الإيجابي في الحياة ونبذ الشعور السلبي. لا تملك في هذا الحيّز سوى التعاطف معه: رجل بلا عمل وبِـحمل نفسي وعاطفي منذ أن وجد زوجته وأستاذ في الجامعة في حمّـام البيت بعدما عاد مبكراً على غير عادته. ما كان منه بالطبع إلا أن ضرب الأستاذ حتى كاد يقتله (هذا ما نسمعه لكننا لا نراه) فاقداً القدرة على إحتواء غضبه ما أدخله المصحّـة. لكنه الآن لا يزال يحبّ زوجته على الرغم من أنها لا تنوي العودة إليه ومحظور عليه الإقتراب منها. باتريك يريد رؤيتها ويرغب في أن تصفح عنه كمن وُلد من جديد. في أحد الليالي يتعرّف على تيفاني (جنيفر لورنس) التي لديها أيضاً مشاكلها العاطفية الخاصّـة، منذ أن مات زوجها في حادثة سيّارة (أيضاً لا نرى المشهد لكنه مذكور في أحد الحوارات). معاً سيشتركان في مسابقة للرقص بينما والده (دينيرو) يريد حضوره معه لتشجيع فريقه الرياضي المفضّـل.

«كتاب مسطّر بالفضّـة» كوميدي النبرة كما ذكرت لكنه أيضاً جاد في معالجته حال الأسر المتهاوية: هناك أسرة باتريك حيث التباعد كبير بين الإبن وأبيه وهناك أسرة تيفاني المفقودة وأسرة أحد أصدقاء بات التي تقف على حافة التفسّخ. في الوقت ذاته هو فيلم مليء بالقضايا الإجتماعية مثل البيئة التي قد تدفع أي إنسان لحافة الجنون، ومثل البحث المؤلم عن شريك حياة عوض شريك حياة غاب، ومثل دور المؤسسة الصحية في ممارسة نظام متعسّـف كما يوضح لنا الفيلم هذه المسألة عبر شخصية صديق آخر لباتريك هو داني (كريس تـَـكر) الذي يُعاد إلى المصحّة على الرغم من بدء تأقلمه مع الحياة.

للأسف، هناك سلبيات في العمل فليست النهاية المختارة من بينها ولو أنها لا تبدو الأنسب للفيلم، مثل ذلك الإنزلاق صوب تلك النهاية بعدد من المواقف التقليدية والنمطية ككليشيهات سبق لهوليوود أن تداولتها بغية حياكة قصّـة حب تخدم الفيلم كعملية تجارية وليس كعمل يريد الحفاظ على مقوّماته السابقة ورفع حدّتها أو الإبحار بعيداً بها. يتميّز إخراج أوراسل بالحيوية والسيناريو بالأفكار لكن الإنتاج محدود الأماكن ما يجعل الفيلم يكرر مواقعه أكثر بقليل مما يجب.

الجزيرة الوثائقية في

14/02/2013

 

سينما ألفريد هيتشكوك.. صراع بين نزيهين

محمد بنعزيز* 

تعدنا المهرجانات بتقديم الأفلام الجديدة. تعدنا بالمبتكر والمختلف. نتحمل أياما من المشاهدة المكثفة. يزيد التعب كلما عُرضت أفلام مخيبة للآمال.

الحلّ؟

أُعيد مشاهدة أقوى الأفلام التي رسخت في ذاكرتي. بعد آخر مهرجان مخيب شاهدت «فرينزي» لألفريد هيتشكوك.

في هذا الفيلم، عاد هيتشكوك إلى موطن طفولته في لندن، حيث كان والده بائع خضار. نرى نهر الـ«تايمز»، ثم تظهر جثة طـافية لامرأة خُنقت بربطة عنق. بعدها، نتعرّف إلى الفاكهانيّ، بطل الفيلم، عاشق الـفواكه، وعاشق نوع خاص من النساء. يُعجب بمطلقة جميلة تدير شركة لتزويج العزاب. يجعل هيتشكوك شخصياته تنطلق من وضعيات مشبعة بالتناقضات، وهذا ما يسهّل عليه اللعب على المفارقات والسخرية لإمتاع المتفرجين.

بين حين وآخر، يجني الفاكهـاني تـفاح النساء بطريقة سيئة. يظهر خصـمه مع لمسة كوميديا سـوداء. نرى المحـقّق الذي يعـاني سوء التغذية لأن زوجته تجرّب فيه وصفات غريبة. يعشق اللحم بالبطاطـس، بينما تقدّم له زوجته وصفات معقّدة غير صالحة للأكل. عزاؤه أن الطبّاخة الفاشلة تساعده بإشارات ذكية للقبض على المجرم، الذي خزّن جثة في شاحنة بطاطس. عاد للبحث عن الجثة ليدخل في معركة معها. تلطمه برجلها ويكسر أصابعها. هكذا، ربط المخرج بين لقطتين بالبطاطس.

ما الذي أودى بالمجرم؟

هوسه بدبوس تزيين ربطة عنقه. يقال إن كل واحد منا يحمل الحجر الذي يتعثر فيه.

في «فرنزي»، حقّق هيتشكوك سرداً أنيقاً، وإيقاعـاً سريعـاً لا يسمـح للمتـفرّج بتخـمين أو استباق أحداث الفيلم. الحدث يُعرض، والفكرة يستخلصها المتفرّج. يجري الحدث، وتظهر نتائجه معقّدة في خـمس دقائـق، وتكون النتيجة مقدّمة لحدث آخر. فيلم تفاصيل صغيرة يتم تنسيقها لتغدو صرحا مبهجا.

في هذا الفيلم، استخدم هيتشكوك الكثير من اللقطات التي يعتمدها مخرجون شباب لاستعراض عضلاتهم في اللعب بالكاميرا. هيتشكوك لم يكن في حاجة إلى هذا الاستعراض. استخدم هذه الطريقة خاصة في لقطة شهيرة بعد مرور ستين دقيقة من الفيلم. لهذا، قال فرنسوا تروفو عن «فرنزي» إنه فيلم بأسلوب مخرج شاب. أكّد تروفو أن أفلام هيتشكوك لا تشيخ. كان ذلك علامة على الطزاجة الإبداعية للمخرج الذي لم يستـطع أحد منافسته في شباك التذاكر. ولا في إثارة الجدل.

خصّص له تروفو حواراً مطوّلاً نشر في كتاب. كما خصّص له المخرجان الفرنسيان الآخران في الموجة الجديدة كلود شابرول وإيريك رومر كتاباً يحتفيان فيه بعبقريته. فيه، يكشف المخرجان أن هيتشكوك أخرج، في بداياته، فيلمين فاشلين، فرأى أن مستقبله مهدّد كمخرج. أوقف تجاربه فوراً، وتصالح مع المطالب التجارية للمنتجين، وانخرط في إخراج أفلام بوليسية. هكذا، بدلاً من أن يرفع الجمهور إليه، توجّه إلى الجمهور، وأخذ يزرع فيه الشك في كل لقطة. في أفلامه، لكل لقطة هدف. هو يتصوّر الفيلم كخطوط لها اتجاه معين. يركّز كثيراً على الحبكة، ويتجنّب التحوّلات الفجائية غير المبررة. أكّد الكاتبان أن هيتشكوك وظّف ميلودراما شعبية برمزية مؤثّرة تلتقط جحيم الحياة اليومية. أبدع في خلق الأجواء التي تؤثّر في الجمهور، مستخدماً خياله في البرويتاج. تجنّب ما يُسهل تموقُف المتفرج من بداية الفيلم مع أو ضد. أي أنه لم يصوّر شخصيتين واحدة على حقّ والأخرى على خطأ، بل في أفلامه صراع بين نزهاء، وهذا يضاعف التشويق. إذا حصل خطأ ما، فهو خطأ النوع البشري لا خطأ فرد معين.

بمثل هذه الأفلام تُعالج صدمات المهرجانات المخيبة للآمال.

* (كاتب وسينمائي من المغرب)

السفير اللبنانية في

14/02/2013

 

حلم بإخراج فيلم عنه منذ طفولته

سبيلبرغ يعيد "لينكولن" إلى البيت الأبيض 

تصدّر فيلم “لينكولن” للمخرج ستيفن سبيلبرغ ترشيحات جائزة الأوسكار، حيث حصل على 12 ترشيحاً، وتتمحور أحداث الفيلم حول حياة الرئيس الأمريكي السادس عشر أبراهام لينكولن ومعركته لإنهاء العبودية . وقد أعاد المخرج ستيفن سبيلبرغ الرئيس الراحل إلى البيت الأبيض في صورة الممثل البريطاني دانييل داي لويس مصطحباً معه زوجته، التي جسدتها الممثلة سالي فيلد الحائزة على جائزتي أوسكار، وقد حضر العرض الأول للفيلم الرئيسان الحالي باراك أوباما والسابق بيل كلينتون وصفقا كثيراً، ويعرض حالياً الفيلم في الإمارات كما في أنحاء العالم .

التطلع نحو النجاح لم يدغدغ يوماً فكر ستيفن سبيلبرغ، فهوليوود بالنسبة له مجرد اسم مكتوب بحروف عملاقة على تلة، لا شيء أكثر . وبغض النظر عن روح الدعابة التي يتمتع بها هذا الرجل، فهو ليس فقط المخرج الأكثر نفوذاً في العالم، لكنه أيضا الأكثر تواضعاً .

المعروف عن سبيلبرغ أنه ينتقل من فيلم إلى آخر وكأنه يتنفس، فلقد وقّع عقوداً لإخراج ثلاثة أفلام، خلال اثني عشر شهراً، ولذا فهو يقضي وقته متنقلاً من مشروع إلى آخر .

ويقول سبيلبرغ في لقاء مع مجلة “باري ماتش”: “أنا أول مشاهد وناقد لأعمالي، وأطلب من نفسي ما لا يطلبه أحد مني . وعلى عكس ما قيل مؤخراً، ليس لدي أي نية للتوقف عن إخراج أفلام الأكشن، وعندما أخرج فيلماً ما أسعى إلى إبكاء الجمهور وهز مشاعره، لكنني أعترف بأن نقطة ضعفي هي عدم إيجاد الكلمات دائماً، لقد أحببت هذا الفيلم وأصعب شيء فيه أنني كنت أعلم أن تصويره سينتهي يوماً .

ويضيف سبيلبرغ: “لطالما حامت الحرب في خيالي، وقد تطلب الأمر مني اثني عشر عاماً تقريباً لإنتاج هذا الفيلم عن أبراهام لينكولن الذي يعد واحداً من أكثر الشخصيات غموضاً وتقديراً في التاريخ الأمريكي”، لقد افتتنت بهذا الرجل العظيم منذ نعومة أظفاري، ففي سن السادسة، كنت أكثر ميلاً إلى التاريخ من الرياضيات، وكنت أقص رؤوس الرؤساء بعناية عندما أتصفح كتب التاريخ، خصوصاً لينكولن . وكانت قصص الأشخاص الذين يناضلون من أجل حريتهم تجذبني لا سيما “الخطباء المفوهون” أمثال لينكولن لأنه كان يختار بعناية كبيرة الكلمات التي يستخدمها وذلك وفقاً لحالة الجمهور الذي ينصت له، وكان يتعامل مع الفكاهة ببراعة وذلك كسلاح قوي للإقناع .

قتل لينكولن في 14 إبريل/نيسان 1865 بعد أن أصيب بعيار ناري في الرقبة من قبل أحد النشطاء الجنوبيين، ولم تتح له الفرصة لرؤية تطبيق قانون تحرير الرق الذي عمل على إطلاقه بعد معركة شرسة في 18 ديسمبر/كانون الأول . ويرى سبيلبرغ المعجب بشدة بلينكولن أن السنوات الخمس التي قضاها هذا الرجل في الرئاسة غيّرت تاريخ العالم، ويقول: عندما أرى أن الأمر كان يستغرق أكثر من مئة وخمسين سنة كي يصل صدى ما فعله لينكولن إلينا وإلى جيل الشباب، أعلم حينها أن الرجل كان عبقرياً، وكان قادراً على رؤية المستقبل بقدر ما كان يرى ما تعتمل به نفسه . لقد كان لينكولن يشعر بنبض الشعب، ويضعه دائماً فوق السياسة، وكان يعرف متى يتوجب عليه أن يتدخل بشكل عملي .

سبيلبرغ يعتبر أن الرئيس أوباما ما كان ليصل إلى البيت الأبيض لو لم يعمل لينكولن على العبودية والتمييز العنصري . ويقول: “لا نستطيع القول عن زعيم إنه قائد عظيم إلا إذا أثبت ذلك بالبرهان، فلقد تم اختبار روزفلت كزعيم أثناء فترة الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، وتم اختبار كينيدي خلال أزمة الصواريخ الكوبية، أما لينكولن فتم اختباره حين كانت البلاد على وشك أن تقسم إلى جزأين، وأوباما تم اختباره بالاقتصاد، فصحيح أن الانتعاش بطيء لكنه يتقدم .

دانييل داي لويس "العبقري"

يبدو أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الممثل دانييل داي لويس مع صديقه ليوناردو دي كابريو هي التي شجعته على إعادة النظر في الاقتراح الذي قدمه له سبيلبرغ قبل ست سنوات لتجسيد لينكولن، وكان قد رفضه وقتها، ولكن بعد قراءة السيناريو الجديد، قبل داي لويس الدور شرط أن يتحضر له طوال عام .

المعروف عن دانييل داي لويس اهتمامه بالتفاصيل وهو أمر مثير للإعجاب . ويقول سبيلبرغ: من أفضل من هذا الممثل لتجسيد شخصية لينكولن صاحب الكتفين المتقوستين المتعبتين؟ لا يوجد تسجيل صوتي للرئيس، ولكن بعد قراءة التقارير الموجودة حول خطبه، اخترع داي لويس صوتاً عالي النبرة يعتبر حسب رأيه أفضل ما يمثل لينكولن وهو وسط الحشود الجماهيرية . وأثناء التصوير، بدل سبيلبرغ سترته القديمة، والجينز وقبعة البيسبول ببدلة أنيقة وربطة عنق، وأخذ يخاطب الممثل داي لويس ب “سيدي الرئيس”، وبناء على طلب هذا الأخير، كان يمنع الحديث بين اللقطات .

تم الانتهاء من تصوير الفيلم، ولم يشأ سبيلبرغ أن يجعل منه أحد قضية فيها أخذ ورد، فرفض عرضه قبل الانتهاء من الانتخابات الأمريكية . ففي سن السادسة والستين، مازال سبيلبرغ صاحب النظرة الماكرة، يؤمن كطفل بسحر السينما وأن الأفلام لديها القدرة على تغيير العالم، ويقول: لو استغرق تصوير “لينكولن” اثني عشر عاماً لانتظرت .

الخليج الإماراتية في

15/02/2013

 

في الطريق إلى المواجهة الكبرى في الأوسكار

«أرغو» الأميركي حصد جوائز «بافتا» البريطانية 

في الوقت الذي بدأ العالم يهيئ نفسه لإعلان جوائز الأوسكار التي من المقرر أن يتم توزيعها في لوس أنجليس 24 الحالي، استضافت العاصمة البريطانية لندن حفل توزيع جوائز الاكاديمية البريطانية وفنون السينما (بافتا) والتي تفوق فيها فيلم «أرغو» الذي يتناول عملية إنقاذ الرهائن الأميركان الذين احتجزوا في إيران إبان الثورة الإسلامية، على منافسيه من أفلام «البؤساء» و«حياة باي» و«لينكولن» و«زيرو دارك ثيرتي» بحصوله على جائزتي أفضل فيلم وأفضل مونتاج وكذلك جائزة أفضل مخرج ذهبت لمخرجه بن أفليك، الذي قال في الحفل «أنا فخور جداً وممتن كثيرا لحصولي على هذه الجائزة»، واصفا اياها بأنها مفاجأة رائعة.

فيما نال الممثل البريطاني دانيال داي لويس جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «لينكولن» للمخرج ستيفن سبيلبرغ، وأشار خلال تسلمه الجائزة إلى أنه لا يعلم إن كان يستحقها أم لا، وعقب «إلا أنني أعلم أنكم تستحقونها».

وحصلت الفرنسية ايمانويل ريفا على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «امور» الذي فاز أيضا بجائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية. أما الممثلة آن هاثاواي حازت على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «البؤساء».

وقالت لحظة أنها «فخورة جداً بنيل هذه الجائزة»، فيما حاز الممثل كريستوف فالتز على جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «ديجانجو بلا قيود».

وحصل فيلم «سكاي فول» على جائزة أفضل فيلم بريطاني، فيما حاز المخرج ديفيد راسل على جائزة أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم «سيلفر لايننغ بلاي بوك»، أما جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة طويل فكانت لفيلم شجاع.

النهار الكويتية في

15/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)