حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم   

85th Academy Awards

فيلم "قتل بن لادن":

مفكك، وتبريري وضعيف سينمائيا!

أمير العمري

دعاية هائلة صاحبت إنتاج وتصوير وعرض الفيلم الأمريكي "ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل" Zero, Dark, Thirty وهي ترجمة أجدها أكثر قربا من عنوان الفيلم المتحذلق باللغة الإنجليزية فسوف يصبح إسم الفيلم بلا معنى إذا ما ترجمناه حرفيا، كما يفعل البعض خطأ، فالمقصود بالعنوان- حسب التعبيرات العسكرية الأمريكية- "في أي وقت بعد منتصف الليل بنصف ساعة" ولكن خلال الظلام أي قبل أن ينبلج الفجر. وعموما أجد العنوان غير موفق على الإطلاق، وهذا هو الانطباع الأولي عن الفيلم. ولذلك فضلت دائما الإشارة إليه لتقريبه من القاريء العربي باعتباره فيلم "قتل بن لادن".

الدعاية صورت الفيلم أنه إحدى تلك المعجزات السينمائية التي تخرج من هوليوود بين حين وآخر، خاصة على يدي تلك المخرجة الموهوبة بلاشك – كاثرين بيجلو- التي سبق أن أثبتت جدارتها في أن تسند إليها هوليوود مهمة إخراج أفلام من النوع الذي يتوجه للجماهير، وليس من أفلام النخبة، رغم أنها في الحقيقة لا تسند الأدوار الرئيسية في أفلامها عادة – كما هو الحال هنا - إلى أسماء لنجوم كبار في عالم التمثيل السينمائي، بل معظم ممثلي أفلامها من الصف الثاني والثالث.

وكان الفيلم السابق لكاثرين وهو يحمل أيضا عنوانا صعبا وسخيفا هو "خزانة الألم" – ترجمة العنوان بالإنجليزية وهو The Hurt Locker وكثير من الأمريكيين أنفسهم ربما لا يعرفون معنى كلمة "لوكر" في هذا السياق، بل يقتضي الأمر أيضا الكثير من الشروح لأن المقصود هو تلك الخوذة الخاصة والبذلة التي يرتديها جنود نزع الالغام والقنابل في العسكرية الأمريكية. ويبدو أن مؤلف الفيلمين أي كاتب السيناريو مارك بويل، مغرم بهذا اللعب باستخدام المصطلحات العسكرية، وتشاركه في هذه النزوة بيجلو، ولعل هذا أيضا يلقي بعض الضوء مبدئيا على عقلية القائمين على هذا الفيلم، فالاحتفاء بالنزعة العسكرية الأمريكية يبدو جليا عندهما كما رأينا في الفيلم السابق المشار إليه، الذي "أنسن" الغزو الأمريكي للعراق وقدم طبعة محسنة له، كما سنرى في الفيلم الجديد.

اتهامات

هذا الفيلم أثار الكثير من اهتمام الرأي العام منذ ما قبل تصويره، حينما اتهم صناعه بأنهم قرروا استخدامه لخدمة الحملة الدعائية الأمريكية للرئيس أوباما، مما اضطرهم إلى تغيير مواعيد عروضه الأمريكية وتأجيلها إلى يناير 2013 بعد أن كان مقررا لها أكتوبر 2012 أي قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ثم اتهم أعضاء بارزون في الحزب الجمهوري مؤلف الفيلم ومخرجته، بالحصول على الكثير من وثائق المخابرات المركزية، واتهموا جهاز المخابرات بتسريب معلومات ووثائق تعتبر "شديدة السرية" إلى مؤلف الفيلم ومخرجته، وهي وثائق تتعلق بعملية تعقب زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، لسنوات طويلة ثم تفاصيل عملية قتله في منزل محصن في باكستان في 2 مايو 2011.

وفي إطار الاهتمام غير العادي بالفيلم فقد رشح لأربع من جوائز الجولدن جلوب (الكرة الذهبية) ثم خمس من جوائز الأوسكار منها أحسن فيلم وأحسن ممثلة وأحسن سيناريو.

مشاكل السيناريو

ومما يدعو إلى العجب أن سيناريو الفيلم هو أضعف ما فيه. هذا سيناريو لا يلقي أي ضوء على الجانب الأهم في الفيلم الذي كان الجمهور يرغب في رؤيته ولو بشكل مختصر وموجز، الطرف الآخر، أي أسامة بن لادن نفسه، كيف كان يعيش، ما الذي كان رفاقه على الأقل يقومون به، الشرائط التي كانت تهرب وتبث باسمه، طبيعة الحياة بشكل ما، داخل المجمع الحصين في باكستان الذي كان يعيش فيه مع زوجاته وأطفاله. بطبيعة الحال ليس من الممكن محاسبة صناع الفيلم على ما لم يصوروه، وربما كان هذا متعمدا لأن صناع الفيلم أرادوا تقديم ما حدث على الصعيد الأمريكي فقط، ولكننا نشير إلى نقطة تتعلق بغياب التوازن في الفيلم حتى أنه يخلو من صورة لبن لادن مما يجعلنا نتشكك عند نهايته في أن يكون من قتله الأمريكيون هو بن لادن حقا، وهي نظرية هناك من يروج لها حتى داخل الولايات المتحدة!

يتعين علينا إذن أن نحاسب الفيلم من داخله، أي على ما جاء به فعلا، وهنا يمكن القول إن السياق القصصي للفيلم يبدو كما لو كان معتمدا بالفعل، على وقائع ويوميات عدد من ضباط وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) طيلة أكثر من عقد من الزمان. ويتجه السرد أحيانا ناحية الطابع التسجيلي المصحوب ببعض التوابل المثيرة (انفجار فندق ماريوت في إسلام أباد مثلا، التفجير الانتحاري في قاعدة شابمان العسكرية الأمريكية في أفغانستان، الذي راح ضحيته ستة من ضباط المخابرات الأمريكية).

وينتقل الفيلم طوال الوقت من مكان إلى آخر، ما بين واشنطن وباكستان وأفغانستان وأماكن متعددة ومدن مختلفة ومعسكرات وقواعد عسكرية متعددة في الدولتين الحليفتين للولايات المتحدة، ويصور تطور عملية الحصول على المعلومات عن شخص يعتقد أنه حامل رسائل بن لادن الذي كان ينقل رسائله إلى أعوانه في الخارج، إلى حين القيام بعملية اقتحام المجمع السكني في أبوت اباد على مسافة 150 كم من العاصمة الباكستانية إسلام اباد، وكيف تحطمت إحدى طائرتي الهليكوبتر اللتين كانتا تنقلان جنود الوحدة الخاصة التي ستقوم بالاقتحام، ثم عملية قتل بن لادن داخل المنزل وما اعتراها من عقبات (ولا ندري لماذا لم يقبضون عليه حيا رغم أن هذا – كما نرى- كان ممكنا، فلم تكن هناك أي مقاومة حقيقية هناك!!).

ما أريد قوله أن سياق الفيلم تقليدي الذي يتمثل في الانتقال من مكان إلى آخر، والانتقال في الزمن من عام إلى عام آخر، وتصوير المشاجرات وتبادل الصياح والسباب بين الضباط والمسؤولين الأمريكيين على بعضهم البعض وعلى مستوى رئيس السي آي إيه ورئيس مكتب الأمن القومي..إلخ) يشبه ما تعرضه عادة المسلسلات التليفزيونية الأمريكية البوليسية الشائعة التي لا ابتكار فيها ولا خيال ولا تضيف جديدا، لا على مستوى السرد وطريقة تجسيد الأحداث وابتكار ما يثري الحبكة التي نعرفها جميعا مسبقا، ولا على مستوى تعميق الحس الإنساني لدى الشخصيات، فمعظمها شخصيات "كلبية" سواء من الأمريكيين أو من "الأجانب" الذين يتعاونون معهم!

تبرير التعذيب

ولعل من أكثر الجوانب صدمة في هذا الفيلم هو الجانب التبريري الفاضح والفادح للتعذيب، بل إن النصف الأول من الفيلم كله يبدو وكأنه يتعمد أن يقنع المشاهدين بأنه لولا التعذيب الوحشي بشتى الوسائل البشعة بما فيها الإغراق بالماء وغيرها، لما اعترف أعضاء "القاعدة" وقدموا ما أفاد الأمريكيين وساعدهم في القضاء على أكبر عدو للولايات المتحدة.

في الفيلم يقول ضابط المخابرات الأمريكي "دان" لزميلته "مايا" إنه سيكون هناك تغيير في السياسات أي أن الإدارة الأمريكية الجديدة (بعد انتخاب أوباما) لن تسمح بممارسة التعذيب، وينصحها أن تنتبه جيدا إلى هذه النقطة، يقصد لأن من الممكن أن يقدم ضباط المخابرات الذين يمارسونه للمحاكمة، بل ويفضل هو نفسه الانتقال للعمل في واشنطن تاركا عمله في استجواب وتعقب "الإرهاب" في باكستان وأفغانستان وقيامه- بوجه خاص- بالتعذيب المنهجي بكل قسوة- كما نرى بالفعل- للأسرى ممن يشك في انتمائهم لتنظيم القاعدة!

التبرير واضح في تسلسل أحداث الفيلم، كما أن "مايا" التي تبدو كما لو كانت "عصفورة الفيلم" تتبناه أيضا في مرحلة لاحقة رغم ما كان يبدو على وجهها من نفور في البداية وهي تشاهد ممارسات زميلها ومغالاته أحيانا في تعذيب ضحاياه.

شخصيا وعلى مستوى "الصنعة" السينمائية، لم أجد فيلم "ثلاثون دقيقة بعد منتصف لليل" عملا مثيرا جذابا، يشدنا إليه طيلة ما يقرب من ثلاث ساعات، بل وجدت في الكثير من الأحيان، نوعا من الإطالة والإسهاب والاستطرادات والإغراق في التفاصيل الدقيقة والخناقات التي لا معنى لها والمواجهات الحادة بين العاملين في الأجهزة الأمريكية في ردهات مباني المخابرات في لانجلي بولاية فيرجينيا، وكان من الممكن جدا ضبط إيقاع الفيلم بشكل أفضل، إذا أراد صانعو الفيلم، أن يصبح الفيلم أكثر إتقانا وتماسكا، خاصة وأن هذه المشاهد لم تضف جديدا لا من الناحية الإنسانية، ولا من الناحية السياسية، على مسار الأحداث.

وقد وجدت أيضا أن العثور على هذا النحو الساذج، على شخصية مراسلة بن لادن وهو يقود سيارته في السوق بينما يتحدث عبر هاتفه المحمول، مشهدا ساذجا حتى لو كانت هذه هي الحقيقة التي حدثت في الواقع، كما وجدت استحالة في أن يتجه هو بعد ذلك بمنتهى البساطة إلى حيث يقيم بن لادن في حين يقف أحد عملاء المخابرات الأمريكية وحيدا منفردا، على مقربة من المنزل المحصن، يراقبه عن كثب دون أن ينتبه!

ضعف الصورة

ولعل من أسوأ النقاط الفنية في الفيلم تلك المشاهد التي تملأ النصف ساعة الأخيرة من الفيلم، التي تصور مشاهد اقتحام منزل بن لادن وقتل البعض من سكانه وعلى رأسهم بن لادن نفسه، وما يحدثه الاقتحام من جلبة وفوضى وسط صراخ الأطفال والنساء.

عيب هذه المشاهد أنها مصورة في الظلام الدامس. وهو أمر مفهوم في إطار الرغبة "الثابتة" دائما عند معظم السينمائيين في "محاكاة الواقع" غير أن محاكاة الواقع في السينما، لا تعني ألا أرى أنا الصورة كمشاهد إلا بصعوبة شديدة، أو أن تصبح المشاهدة مرهقة للعين البشرية، وتصبح الرؤية مشوشة، مشوهة تجعلك لا تعرف في الكثير من الأحيان، ماذا يحدث بالضبط، ومن هذا أو ذاك، وما يفعله هنا، وفي أي مكان من المنزل يحدث ما يحدث، وغير ذلك. نعم يجب أن يؤكد المخرج والمصور على الطبيعة الليلية للمشاهد، لكننا في نهاية الأمر، في حاجة إلى رؤية صورة ذات طبيعة فنية، باستخدام نوع من الإضاءة المناسبة، وليس مجرد التطلع ومحاولة فك شفرات حبيبات متناثرة مرهقة للعين، وهو ما كان الفيلم كصورة، يرتد إليه لأن المصور مضطر لتصوير الجنود وما يفعلونه من وجهة نظر محايدة، ولم نكن نشعر بنوع من الراحة البصرية إلا عند تصوير الحدث من وجهة نظر الجنود المقتحمين أنفسهم أي من خلال مناظير الرؤية الليلية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء التي يستخدمونها.

كانوا هم يرون وكنا نحن نعاني من أجل رؤية ما لم يسمح لنا به صناع الفيلم!

لا أعتقد أيضا أن أداء جيسيكا تشاستان لدور "مايا" يتميز بحضور خاص رغم جودته، مما لا يبرر كل هذه الترشيحات لنيل جوائز التمثيل الأولى، أو التهليل الصحفي لأدائها التمثيلي الذي وجدته تقليديا و"حسب الكتاب" كما يقال. ولم أفهم كيف أنها بعد كل رحلتها في عالم القسوة المفرطة في التعامل مع "الأعداء" تنساب دموعها الأنثوية في نهاية الفيلم، لكي يكون مطلوبا من المشاهدين التعاطف معها بل وربما أن يحتضونها ويقولون لها "لا عليك أيتها الرقيقة.. إنسي الأمر.. فقد نجحت في القضاء على أعدائنا وأعداء الإنسانية ولا تلقين بالا إلى الأساليب، فالغاية تبرر الوسيلة دائما كما تعلمين"!

الجزيرة الوثائقية في

14/02/2013

 

مقعد بين الشاشتين

لينكولن.. لا يفوتك مشاهدته

ماجدة موريس 

ماذا يعني تحطيم القلب بالنسبة لكل واحد منا؟ حول هذا السؤال وجد لينكولن نفسه في مواجهة عنيفة مع زوجته ماري تودجين تعلن الأمر برغبة ابنهما الكبير "روب" في الانضمام للجيش والذهاب للحرب الأهلية بين ولايات الجنوب والشمال بسبب تحرير العبيد. وحيث انفتح "الحوار الزوجي" إلي آفاق أوسع بكثير تمتد من الخاص للعام. ومن الغضب لموت الابن الأصغر وتوقع موت الأكبر إلي غضب أهم وأسمي لأن هناك من يرفض وصايا الله بالمساواة لجميع البشر أو يعطل هذه المساواة خوفاً علي أشيائه أو مصالحه الخاصة.. فيلم "لينكولن" أحد تحف السينما العالمية والمعروض الآن والمرشح لعدد من جوائز الأوسكار التي سوف تعلن مساء 24 فبراير الحالي. وقد رشح بطله الممثل دانيال داي ليبس لكل جوائز التمثيل هذا العام عن أداء دور الرئيس الأمريكي "ابراهام لينكولن" وحصل علي جائزة الأكاديمية البريطانية مساء الأحد الماضي بالفعل. وفي الفيلم يمسك داي لويس بقبضة الشخصية وروحها للدرجة التي يصل بأعماقها إلي المشاهد ببساطة آسرة تدفعك لتتبع وجوده سواء حضر أو غاب. خاصة حين يصبح قلب الفيلم والسيناريو هو موقعة التصويت علي تعديل المادة 13 من القانون الأمريكي وقتها "عام 1865" من أجل الغاء العبودية والرق. والغاء أية تعاملات تتعلق بتملك البشر بالشراء أو من خلال الاحكام الجنائية.. وحيث يصبح "البرلمان" أحد مكونات هذا العمل السينمائي الكبير نري في مشاهده ما يقترب كثيراً مما نراه في حياتنا الآن من تحزبات وصراعات وتربيطات بين معارضي التعديل الرافضون للمساواة والتمييز بين البشر وبين الذين يؤمنون بالعدالة يتمتع الفيلم ضمن ما يتمتع به برؤية فنية لمخرجه ستيفن سبيلبرج أحد كبار المخرجين في العالم الآن والذي اعتمد علي سيناريو توني كوشنر المأخوذ عن فصل من كتاب عن العبقرية السياسية لابراهام لنيكولن للكاتبة دوريس جودوين. وتتضح رؤية الفيلم ومخرجه من خلال البداية والمشهد الطويل الذي يواجه فيه الرئيس محاربين من السود في هدنة من القتال. وحيث يفاجأ الرئيس بمنطق أحدهما القوي المستقيم الذي يطالبه بالاستمرار برغم الحرب عليه من ولايات الجنوب. ويؤكد له الجندي الأسود ان هذا القتال المشترك مع البيض وضحاياه الكثيرين لن يذهب عبثاً. وانما سيكتب للأمة ميلاد جديد "حكم الشعب من قبل الشعب. ومن أجل الشعب لن يزول علي هذه الأرض" ويبتعد الاسود تاركاً الرئيس يشعر بايمان عميق بما بدأه. برغم ان الحرب الأهلية وصلت إلي سنتها الرابعة وخلالها أعيد انتخابه لمرة ثانية ومن هنا يقرر لينكولن الاسراع بتمرير التعديل من أجل استقامة الدستور وتعزيز الديمقراطية.

ألوان الدراما

وضمن رؤية الفيلم الدرامية ذلك الحس المرهف باللون والظل واستخدام معادل لوني أو هوية لونية مميزة من البداية للنهاية تراوحت بين الاسود والأصفر والأزرق في القتال وحيث بدأ التصوير والاضاءة جزءاً أصيلاً في تعميق الدراما سواء في الشارع أو بيت الرئيس وغيرها من المواقع التي تفنن مدير التصوير دجنونتسك كافينسكي في تحويلها للوحات درامية أخاذة خاصة مع الابداع في التعامل مع مفردات ذلك الزمن من ملابس وديكور واكسسوار أضافت اليها موسيقي جون ويليامز المزيد من التأثير مع ايقاع محكم قاده مونتاج مايكل كان ليصل بنا سبيلبرج إلي عمق رؤيته عن الشخصية.

والقضية في آن واحد. خاصة بعد التصويت والموافقة علي التعديل بأغلبية معقولة وحضور ممثلين للسود لهذه الجلسة التاريخية. وحيث جلس ممثلو ولايات الجنوب مع الرئيس يطالبون بضمانات مكتوبة ومزايا لاعادة الاعمار وهو ما رد عليه الرئيس بأن عليهم أولاً ان يكونوا مواطنين. وان يؤمنوا بالحقوق الدستورية التي تحقق المساواة.. وعليهم الاعتراف بأن العبودية انتهت إلي الأبد.. ويسافر الرئيس المنتصر إلي موقع المعركة التي كانت مشتعلة حتي صدور التعديل ليرفع القبعة للجنود والأموات الذين دافعوا عن المساواة تحت راية الوحدة رافضاً قتل بعضهم "الذين هربوا من القتال" قائلاً: تسامحوا. لا أريد عقاباً لأحد. فعندما يأتي السلام لا يجب ان نتركه معلقاً.. ويعود إلي بيته مقرراً الذهاب في رحلة تمناها بالقطار بدلاً من العربة التي تجرها الجياد لكنه يموت برصاصة غادرة محاطا بهؤلاء الذين آمنوا بأفكاره ووثقوا في عدالته.

وفاة ناقد محترم

علي مدي أيام الاسبوع الماضي تابعت عبر الصحف والفضائيات أخبار موت عدد من الفنانين الكبار مثل وحيد سيف ونبيل الهجرسي. ثم محمد العزبي المغني الكبير الذي أضاف للغناء الشعبي معاني مختلفة ونغمات مميزة من خلال ألحانه لأغنيات فرقة رضا بموسيقي علي اسماعيل وغيرهم. لكنني لم أجد نفس الاهتمام لدي وسائل الاعلام برحيل الناقد السينمائي حسين بيومي أحد كبار النقاد في مصر والعالم العربي وأحد النقاد المؤثرين علي مدي سنوات غير قليلة. عضو اتحاد نقاد السينما المصريين الممثل المصري للاتحاد الدولي للصحافة السينمائية "الفيبريس" رحل حسين بيومي بعد صراع قصير مع مرض السرطان وله عدد كبير من الدراسات والكتابات المميزة وعدد من الكتب كان آخرها "الرقابة علي السينما القيود والحدود" من اصدارات مكتبة الأسرة في العام الماضي وداعا حسين بيومي

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

14/02/2013

 

مملكة طلوع القمر..

المتعة في مواجهة السلطة الأبوية

أحمد شوقي 

لماذا نشاهد السينما؟ سؤال لابد للناقد أن يطرحه من حين لآخر على نفسه. وإذا كانت المعادلة شديدة البساطة بالنسبة للشريحة الأعظم من جماهير هذا الفن الخلاب، فهم يشاهدون الأفلام ليستمتعون بحكايات مشوقة وصور جميلة تساعدهم على قضاء ساعتين أكثر بهجة، فإن المعادلة لا تبدو بنفس البساطة للناقد الذي يبحث عن قيمة ما يراه على الشاشة، سواء كانت قيمته الفكرية أو الفنية، وهو بحث مرهق يجعل البعض يتناسون أحيانا قيمة الإمتاع كهدف رئيسي لأي عمل فني موجه للجمهور. بل إن الأزمة تمتد لعدد من كبار صناع السينما الذين يتعاملون بجدية شديدة مع كل أهداف صناعة الفيلم باستثناء هدف الإمتاع.

لاحظ هنا أنني لا أقصد المتعة الذهنية التي يكتسب مشاهد السينما خبرة في كيفية استخلاصها من الأفلام، ولكن المتعة الأولية لمشاهدة مغامرة مبهرة على الشاشة تتوحد مع أبطالها فتخوض الرحلة معهم دون أن تفكر كثيرا في كيفية صناعة هذه الرحلة أو مدى تماسك حبكتها. هذه المتعة التي كانت قديما سببا في وقوعنا في غرام السينما قبل أن نفقد القدرة على الشعور بها مع تراكم الخبرات والمشاهدات هي الهدية التي يقدمها لنا المخرج ويس أندرسون في فيلمه الأخير "مملكة طلوع القمر" أو "Moonrise Kingdom" المرشح لأوسكار أحسن سيناريو كتب مباشرة لشاشة السينما، والذي اختارته إدارة مهرجان كان ليكون فيلم افتتاح دورة 2012.

كان ياما كان

سينما ويس أندرسون تكشف عن تقدير كبير يكنه المخرج والمؤلف الشاب لحواديت الجدات على طريقة "كان ياما كان"، مع رغبة في استخدام هذه القوالب السردية المشحونة دائما بقيمة نوستالجية نابعة من التاريخ الشخصي لكل مشاهد يراها على الشاشة فيسقط عليها جزءا من ذاكرته، مع صبغها بنكهة أندرسون الخاصة التي تضفي على القالب الكلاسيكي شق شديد الحداثة، وتجعل الأحجية التقليدية تخرج في النهاية باستنتاج غير تقليدي على الإطلاق. هذا ما فعله أندرسون في فيلمه السابق "السيد فوكس الرائع" الذي قدمه بتقنية تحريك وتوقيف الصورة البدائية animated stop motionليطرح به أفكارا أعقد بكثير من التصورات المسبقة عن هذه النوعية من الأفلام، وهذا ما عاد ليكرره في "مملكة طلوع القمر" ولكن بشكل أكثر عذوبة وإمتاعا.

ولأن الحكاية تروى على طريقة كان ياما كان فلابد وأن تدور في الماضي، ولكنه ماضي مختلق في جزيرة وهمية تساعدنا على ترك العنان لخيالنا وعدم تقييده بأي إطار مرجعي.

الأزمة شديدة البساطة: طفل وطفلا ضاقا ذرعا بالحياة التي يجبرهما العالم على أن يعيشاها، فقررا أن يهربا سويا إلى شاطئ البحر. الطفل سام يتيم يعيش مع أبوين بديلين لا يجدان أي حرج في إرساله لمعسكر كشفي وهما يعلمان أنهما سينهيان استضافتهما له ليعود فلا يجد له منزلا، والطفلة سوزي تعيش مع والديها المستشارين اللذين يتعاملان معها ومع أشقائها بطريقة عسكرية تصل لمناداتهم عبر مكبر الصوت.

الخيال المفرط هو سر اللعبة، لذلك فالطرافة لدرجة التطرف في رسم الشخصيات والمواقف ركن أساسي من الأركان التي يقوم عليها نجاح الفيلم في تحقيق أهدافه. فكاريكاتورية الشخصيات والأحداث المصاحبة بحس مماثل في الديكور والملابس وطريقة التصوير وقطع اللقطات تساهم في خلق عالم خيالي كامل له مقاييسه الخاصة التي تصل للمشاهد وتقوم تلقائيا بتطويع طريقة تعرضه للفيلم، ليصبح بمثابة طفل كبير يشاهد فيلم كارتون مبهر، ولكنه فيلم كارتون يلعب بطولته بروس ويليز وإدوارد نورتون وبيل موراي وتيلدا سوينتون. وإذا كان جموح الخيال في الكارتون ممتعا، فما بالك بمثل هذا الكارتون الحداثي!

ليست مجرد حدوتة

ككل الحواديت وأفلام الكارتون ينتهي الفيلم نهاية سعيدة بانتصار الحبيبين الصغيرين على العالم المحيط، وإجبارهما للمجتمع على أن يغير من نسقه ليقبل بوجودهما خارج منظومته الجامدة. ولكن هذه هي النهاية التي يستخدمها ويس أندرسون ليكمل الشكل العام للحكاية الطفولية التي يرويها. أما الطرح الفكري الحقيقي الذي يقدمه الفيلم فهو أكثر طليعية بكثير من هذا الإطار التقليدي، وهو يتعلق بفكرة السلطة الأبوية ووصاية النظم الراسخة كالحكومة والأسرة على مصائر الأجيال الجديدة.

فمنذ أول لحظة في الفيلم وحتى نهايته ستجد أن الأطفال هم الأكثر كفاءة ومهارة، وهم الألمع ذكاءا والأقدر على تقييم الأمور واتخاذ ردود الأفعال المناسبة في الوقت المناسب، بما في ذلك قرار أطفال معسكر الكشافة بإسقاط خلافاتهم القديمة والتكاتف من أجل مساعدة صديقهم الذي صار وحبيبته مطاردين من قبل كل المؤسسات السلطوية بالجزيرة.

أما شخصيات الكبار فهي على النقيض تماما تظهر أكبر قدر ممكن من التخبط وسوء التقدير والأولويات الخاطئة. وهنا تكمن المفارقة في أن القواعد الحاكمة للدولة والمجتمع تمنح هؤلاء الفاشلين حق التحكم في مصائر الأطفال الأذكياء، ويتفنن كل منهم في فرض سطوته التي لا يمارسها بغرض الاستعلاء ولكن انطلاقا من خوفه على الأبناء ورغبته في مساعدتهم طبقا لفهمه الخاطئ.

الأمر يمس جوهر فكرة السلطة الأبوية التي تفرض وصايتها لتفسد حياة الأبناء وهي تحسب أنها تحميهم، بينما هي في الحقيقة فاشلة حتى عن حماية نفسها. فالمستشار الذي يطارد ابنته وحبيبها هو زوج فاشل تخونه زوجته، وقائد الكشافة العجوز الذي يطارد سام كشاف فاشل ينقذه شاب من الموت محترقا، ناهيك بالطبع عن مؤسسة الخدمة الاجتماعية الحكومية التي تفترض لوائحها أن حماية ومساعدة صبي متقد الذكاء كبطل الفيلم لن تتم إلا بوضعه في ملجأ للأيتام يفقد فيه أفضل سنوات عمره.

ثلاثة انتصارات

انتصار الصبي والفتاة على مطارديهما إذن ليس مجرد نهاية سعيدة لحدوتة ممتعة، ولكنه قبل ذلك انتصار لقيم التحرر من كل القيود السلطوية، وتأكيد على أن العالم لا يمكن أن يظل محكوما من أعلى لأسفل أو خاضعا لتصورات جامدة. كذلك هو انتصار لقيمة الإمتاع السينمائي على التجهم والقتامة، فكما تمكن الصبي سام من تطويع القواعد القانونية والمجتمعية ليفوز بحبيبته، تمكن الشاب ويس أندرسون من تطويع أدواته السينمائية ليصنع عملا مرتفع القيمة الفنية ومشبع بالإمتاع في نفس الوقت.

عين على السينما في

14/02/2013

 

جيسيكا تشاستاين : بن لادن اصابني بالرعب

إعداد:  نورهان نبيل 

رغم دخولها عالم هوليوود منذ أكثر من سبع سنوات إلا أنها تري أن مشاركتها في بطولة فيلم zero dark thirty بمثابة النقلة الضخمة في مشوارها الفني ..هي النجمة جيسيكا تشاستاين المرشحة للحصول علي جائزة أوسكار أفضل ممثلة هذا العام عن دورها في الفيلم الذي يتناول قصة اغتيال زعيم القاعدة اسامة بن لادن.. جيسيكا فتحت قلبها لموقع femina  وكشفت عن الكثير من تفاصيل وكواليس هذا الفيلم وعن الصعوبات التي واجهتها اثناء التصوير.

·      في البداية نريد ان نعرف هل كانت هناك استعدادات خاصة قمت باتخاذها قبل المشاركة في بطولة فيلم zero dark thirty

فور اعلان موافقتي علي المشاركة في الفيلم، قررت التفرغ لمدة ستة أشهر بالكامل من أجل الاستعداد لهذا الدور الذي اعتبره بمثابة نقلة قوية في مشواري الفني حيث انني اجسد دور امرأة تدعي مايا وتعمل في المخابرات الأمريكية وتشارك في مطاردة زعيم القاعدة أسامة بن لادن وقتله ولذلك بدأت في قراءة كافة الكتب التي تحدثت عن طفولته وحياته السياسية وعن تنظيم القاعدة وايضا في الجهود الأمريكية لمحاربة الارهاب وبصراحة شديدة هذه القراءات أضافت إلي الكثير وجعلتني انجح في الإلمام بجميع تفاصيل الشخصية ومعرفة طبيعة عمل مايا.

·     وهل التقيت بعميلة المخابرات الأمريكية التي شاركت في هذه العملية لمعرفة كواليسها والمخاطر التي تعرضت لها؟

كنت اتمني الالتقاء بها ومعرفة جميع  تفاصيل حياتها إلا أن هذا الامر كان من الصعب حدوثه وذلك للحفاظ علي سرية العملية.

·        وهل هناك صعوبات واجهتك أثناء التصوير؟

في البداية أريد أن أوضح شيئا وهي ان معظم المشاهد تم تصويرها في الهند والأردن ورغم سعادتي بالسفر إلي هذه الدول وتعرفي علي ثقافات جديدة إلا انني كنت أشعر بالغربة لابتعادي عن اصدقائي وعائلتي كما اصابتني حالة من الرعب بسبب المشاهد الخاصة التي قمنا بتصويرها في احد السجون بالأردن وتضمنت العديد من مشاهد التعذيب حيث لم اتمكن من التحكم في أعصابي وانتابتني حالة من البكاء.

·        قدمت أكثر من تسعة أفلام خلال السنوات الثلاث الماضية.. فما سر هذا النشاط الفني؟

أعلم جيدا أن الكثيرين يرون أنني فنانة محظوظة وأن ما حدث معي خلال السنوات الماضية بمثابة المعجزة ولكنني أريد أن اكشف لك عن شيء هام وهو انني بذلت جهدا ضخما للوصول لهذه المكانة، فمشواري الفني لم يبدأ منذ ثلاث سنوات كما يعتقد البعض بل انه بدأ منذ عام 2006 عندما شاركت النجم آل باتشينو في بطولة فيلم "وايلد سالومي".

·        وكيف نجحت في اثبات نفسك كممثلة خلال هذه السنوات؟

ايماني الشديد بامتلاكي موهبة حقيقية هو السر الوحيد وراء نجاحي وتألقي الفني، فأنا لم ادع للخوف او الاحباط فرصة ليسيطر علي او علي طموحاتي واحلامي كما انني قررت عدم المشاركة في أي عمل فني إلا إذا اقتنعت به بشكل كامل.

·        ولكن رغم هذا النجاح إلا أن ادوارك الأخيرة تعرضت لبعض الانتقادات.. فما تعليقك؟

لم اشعر بالانزعاج بل اري ان الانتقادات شيء طبيعي جدا، فلا يوجد فيلم بامكانه الحصول علي اعجاب الجميع أو الحصول علي اشادة بنسبة 100٪ فهذا شيء من المستحيل حدوثه.

الطريق الي الاوسكار

كاترين بيجلو .. تنتظر الجائزة الثانية

إعداد: إنجى ماجد 

منذ فيلم »خزانة الألم« الذي حصدت عنه جائزة الأوسكار لأفضل اخراج قبل ثلاثة أعوام لتصبح أول امرأة تنال تلك الجائزة الرفيعة، تعود المخرجة المتميزة كاترين بيجلو برائعة سينمائية جديدة لا تقل في المستوي عن فيلمها السابق وهو فيلم »30 دقيقة بعد منتصف الليل« الذي يقدم رؤية درامية لعملية اغتيال بن لادن التي قامت بها القوات الأمريكية ، وهي العملية التي تم وصفها بـ »أعظم مطادرة في التاريخ لاخطر رجل في العالم«.

الفيلم يقوم ببطولته مجموعة من نجوم الصف الثالث في هوليوود باستثناء بطلته الرئيسية جيسيكا تشاستاين، ويشاركها البطولة الممثلان الاستراليان جاسون كلارك وجويل ادجرتون والممثلة الانجليزية جينيفر ايلي، وينافس علي خمسة جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم وأفضل ممثلة - لجيسيكا تشاستاين - وكذلك أفضل نص أصلي، وفي جوائز الكرة الذهبية الأخيرة استطاعت جيسيكا اقتناص جائزة افضل ممثلة درامية عن دورها في الفيلم.

وكعادة بيجلو نجحت في نيل استحسان واشادة النقاد علي المستوي العالمي وليس في الولايات المتحدة فقط، حيث وصفت مجلة »تايم« الفيلم بأنه عمل بديع للغاية ويعد من أفضل الاعمال الحربية التاريخية في العقد الاخير، وأضافت المجلة انه لاتجوز مقارنة فيلم «ارجو» به لان بيجلو استطاعت بكل سهولة إلقاء بين افليك وفيلمه في الماء وجذب كل الأضواء والاهتمام نحو فيلمها.

أما المجلة الأمريكية »فاريتي«فقالت عنه أنه من أكثر أعمال كاترين تأثيرا في النفس ونيلا للاعجاب، وفي نفس الاتجاه تؤكد جريدة «الجارديان» البريطانية ان المخرجة الحائزة علي الأوسكار نجحت علي مدار 3 ساعات، هي مدة عرض الفيلم في صنع واحد من أكثر أفلام العام ثقلا وتميزا، وتنبأت بأن أوسكار أفضل فيلم في طريقه إليها بدون شك.. وهو ما أكدته أيضاً جريدة »واشنطن بوست« بعد أن وصفته بأنه أفضل افلام 2012 ،وعلي الرغم من مستواه الفني العالي الذي أجمع عليه مختلف النقاد، إلا أن الفيلم أثار الجدل والاستياء علي صعيدين الأول متعلق بمشاهد تعذيب المشتبة فيهم علي أيدي الجنود الأمريكيين وهو الامر الذي أعتبره البعض تناولا مضللا في اعتماد امريكا علي التعذيب للحصول علي معلومات تحديد مكان بن لادن، كما المح بعض رجال الحزب الجمهوري إلي أن صناع الفيلم استطاعوا الحصول علي معلومات سرية عن طريق مصادر بالمخابرات الأمريكية، وهو التلميح الذي رفضته ادارة أوباما وصناع الفيلم.

الفيلم في البداية كان يحمل عنوانا آخر هو »من اجل الرب والبلاد« الا أن بيجلو قررت تغييره إلي أسمه الحالي في الأيام الأخيرة من التصوير، وهذا الاسم مصطلح عسكري لأي ثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل، ويشير إلي الظلام والسرية اللذين غلفا العملية التي تم الاعداد لها طوال عقد كامل.

شاركت كاثرين البالغة من العمر 61 عاما في كتابة سيناريو الفيلم مع مارك بوال الذي كتب لها فيلم»خزانة الألم«س ونال عنه جائزة الأوسكار، حيث تعاونا معا في البداية في كتابة سيناريو يتناول مطاردة القوات الأمريكية الطويلة والفاشلة في القبض علي بن لادن، ويركز تحديدا علي عملية تورا بورا التي وقعت في ديسمبر 2001 والتي فشلت خلالها في تحديد مكانه ،وكانت بيجلو علي وشك بدء تصوير هذا الفيلم حتي ظهرت الانباء التي تفيد بمقتل بن لادن، لتضع هي وبوال السيناريو الذي أعداه جانبا ويبدآن في الكتابة من زاوية جديدة وهي مقتل بن لادن، وقد اقتبس مارك شخصية البطلة الرئيسية «مايا» من شخصية حقيقية وهي ضابطة بالمخابرات الأمريكية، ليعلن عدد من الضباط الذين عملوا معها ان الفيلم نجح في تجسيد تفانيها في العمل وكذلك مهاراتها القتالية العالية.

اما عن عملية تصوير الفيلم، تم تصوير العديد من المشاهد بجامعة بنجاب في ولاية شانديجار بالهند حيث تم اعداد بعض الأماكن بالجامعة لتتشابه مع مدينتي لاهور وابوت آباد في باكستان حيث تم العثور علي بن لادن وقتله في مايو 2011، وقد تسبب التصوير في الهند في إثارة غضب مواطنيها المعارضين لبن لادن حيث تظاهر مجموعة منهم للتعبير عن رفضهم استخدام الأراضي الهندية كمواقع باكستانية.

بعد البافتا والجولدن جلوب

الاوسكار تتجاهل بين افليك

إعداد: إنجى ماجد 

استمرارا لتأكيده علي كونه أقوي وأفضل أعمال عام 2012، نجح الفيلم السياسي Argo في اقتناص جائزة البافتا البريطانية لأفضل فيلم وهو ما يمنحه مؤشرا قويا علي انه سيكون الفائز الأكبر في حفل توزيع جوائز الاوسكار الذي يقام في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

ومثل انجازه في حصد جوائز الكرة الذهبية التي اعلنت قبل اسابيع، اقتنص النجم بين افليك مخرج وبطلArgo  -الذي تدور أحداثه حول أزمة احتجاز عدد من الرهائن الامريكيين في إيران- جائزة أفضل مخرج في الليل الكبري لصناعة السينما البريطانية، بالاضافة إلي جائزة أفضل مونتاج.

جائزة أفضل ممثل كانت من نصيب دانيال داي لويس عن تجسيده لشخصية الرئيس الامريكي ابراهام لينكولن في عمل يحمل بصمة المخرج المخضرم ستيفن سبيلبرج وهي الجائزة الكبري الثانية له بعد فوزه بجائزة الجولدن جلوب عن نفس الدور، المثير ان تلك الجائزة تحديدا لم يتمكن أحد من التنبؤ بها بشكل دقيق حيث نافس عليها ايضا النجم الاسترالي هيو جاكمان عن دوره في الفيلم الموسيقي "البؤساء"، وكلا من دانيال وجاكمان حصدا جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل، الأول عن عمل درامي والأخير عن عمل موسيقي، الا ان اختيار الاكاديمية البريطانية للسينما مال نحو النجم الامريكي.

ويبدو ان جاكمان البالغ من العمر 44 عاما لم يكن واثقا من التغلب علي دانيال وخاصة انه يعلم انه من الوجوه المفضلة في سباقات الجوائز الكبري حيث صرح قبل اعلان الجوائز ان مجرد ترشيحه لجائزة البافتا بمثابة وسام يضعة علي صدره وحتي لو لم يفز بها فهو فخور بالترشيح فحسب.

الا أن فيلم "البؤساء" لم يخرج خالي الوفاض من سباق البافتا لهذا العام، حيث اقتنصت بطلته آن هاثاواي جائزة أفضل ممثلة مساعدة، وبعد تسلمها الجائزة صرحت "آن" امام الحضور ان هيو كان من اقوي عوامل نجاح الفيلم كما نال الفيلم جوائز أفضل ملابس وصوت وماكياج.

في حين فازت الممثلة الفرنسية الكبيرة ايمانويل ريفا بجائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم "حب" للمخرج النمساوي مايكل هانيكه، الذي حصد كذلك جائزة افضل فيلم غير ناطق بالانجليزية.

وذهبت جائزة أفضل ممثل مساعد للممثل النمساوي كريستوف فالتز الذي صار تميمة حظ لنفسه ولأي عمل يشارك فيه، وقد فاز بها عن دراما الغرب الامريكي "جانجو حرا" للمخرج كوينتين تارنتينو الذي نال جائزة أفضل سيناريو أصلي.

ورغم أن ليلة حفل توزيع الجوائز غمرتها الأمطار الثلجية والرياح القوية، الا ان نجوم وصناع السينما العالمية تحدوا كل ذلك من اجل حضورها في دار الأوبرا الملكية بالعاصمة الانجليزية لندن وخاصة انها تعد من اهم وأكبر الأحداث السينمائية في العالم كما انها المؤشر النهائي لجوائز الاوسكار، حيث منحت كل من البافتا والاوسكار جائزة افضل فيلم لنفس العمل طوال السنوات الأربع الماضية.

وبعد تمكن افليك من اقتناص جائزتي البافتا والجولدن جلوب لأفضل اخراج، تبين ان الأكاديمية الامريكية لفنون وعلوم السينما تجاهلت ترشيحه بشكل صارخ لجائزة الاوسكار في فئة الاخراج، ليشاء القدر ان يثبت تفوقه علي كبار المخرجين الذين تنافسوا معه في سباقي البافتا والجولدن جلوب ويؤكد جدارته بالتنافس كذلك علي الاوسكار.

وفي مفاجأة قوية نال فيلم Sky fall -الذي يعد الأعلي تكلفة من بين سلسلة افلام العميل السري "جيمس بوند"- جائزة افضل عمل بريطاني في 2012، حيث انه من النادر ان يفز فيلم اكشن بجائزة مثل هذه كما حصد جائزة افضل موسيقي.

missengymaged@yahoo.com

أخبار النجوم المصرية في

13/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)