(دبي) - تواصلت فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي،
التي انطلقت أمس الأول في فندق مدينة جميرا بدبي، بحضور مجموعةٍ كبيرةٍ من
أشهر الشخصيات السينمائية العربية والعالمية، ونخبةٍ من المخرجين الصاعدين
والمخضرمين. ويعرض المهرجان على مدار ثمانية أيام 158 فيلماً، من 61 دولة،
تتكلّم 43 لغة، من بينها 50 عرضاً عالمياً أول، وإقامة ندوات حوارية حول
مختلف القضايا السينمائية، وسيتمّ نقل الكثير من أنشطة المهرجان في بثّ حيّ
ومباشر على قناة المهرجان على موقع “يوتيوب”. وشهد اليوم الثاني للمهرجان
عرض فيلم “بيكاس” الذي تناول الصراع في كردستان العراق من خلال قصة طفلتين
تريان الخلاص في شخصية “سوبرمان”.
تستمر عروض مهرجان دبي السينمائي، في نسخته التاسعة لليوم الثاني بعرض
فيلم “بيكاس” للمخرج العراقي كرزان قادر، من إقليم كردستان العراق، الذي
غادره إبان الحرب على العراق ليستقر في السويد، ويدرس الإخراج فيها، ويحصل
في سنة تخرجه على “جائزة أكاديمية الطلاب” عن فيلم تخرجه، وقد أمضى عامي
2011 و2012 يعمل على إنتاج فيلمه الروائي الطويل “بيكاس”.
الأمل الوحيد
يروي بيكاس قصة الطفلين اليتيمين المشردين “دانا وزانا”، اللتين
تبحثان عن خلاصهما من العذاب في كردستان العراق، لتتفتق مخيلتهما البريئة
على الاستعانة بالبطل الخارق سوبرمان بعد أن شاهدتا بعض لقطات من فيلم
سوبرمان.
وتجد هاتان الطفلتان أن الأمل الوحيد لهما هو الذهاب إلى أميركا
والعيش بجانب صديقهما القوي “سوبرمان”، ولكن كيف السبيل لمن لا يملك مالاً
ولا جوازات سفر ولا أي معانٍ للتواصل الحديث، فلا تجدان أمامهما سوى حمار
للتنقل به والمضي قدماً إلى أرض صديقهما الرجل الخارق سوبرمان.
وفيلم “بيكاس” وتعني باللغة العربية (اليتيم أو من لا أهل له)، يأخذ
المشاهد إلى حجم المعاناة التي عاشها الأكراد خلال إحدى المراحل المظلمة
الكثيرة التي مرت على هذه المنطقة، حيث لا يجد من يعيش في هذه الظروف سوى
أن يتعلق بالأمل كحل وحيد للتغلب على فداحة الواقع من خلال شخصية خارقة،
ويطرح الفيلم السؤال “ما الذي أن يفعله سوبرمان الرجل الخارق أمام فداحة
الواقع؟”
ويقول قادر إنه أحب تسليط الضوء على المعاناة في العراق، ولأن في
داخله جرحاً عميقاً أراد معالجته بهذه الطريقة، حيث قام بتصوير الفيلم في
كردستان العراق، ويضيف أنه عانى بعض الشيء مع الممثلين الصغيرين اللذين
أتقنا الدور، مع مواجهة بعض الصعوبات في السيطرة على انفعالاتهما. وسار على
السجادة الحمراء نجوم فيلم “بيكاس” ليرافقوا الجماهير إلى شاشة العرض لحضور
هذا الفيلم الإنساني.
فيلم الافتتاح
“حياة باي” كان فيلم الافتتاح للمخرج الأميركي من أصل تايواني آنج لي،
الذي يعد من أهم المخرجين المعاصرين، وفيلم “حياة باي”، مقتبس عن رواية
الروائي الكبير يان مارتيل، والتي تحمل الاسم نفسه، ويصطحب الفيلم في رحلة
من المشاهد البصرية المذهلة المشاهد، في استثمار يخطف الأبصار لتقنيات
الأبعاد الثلاثية وتوظيف مدهش لمؤثرات الكمبيوتر، ليضعنا أمام عالم مكون من
مفردات بصرية فريدة.
وتدور قصة الفيلم حول صبي هندي يدعى “باي باتيل”، وهو ابن حارس حديقة
حيوانات، يجابه مصائر متعددة لطاقة شاب في مقتبل العمر أن يجابهها، بدءاً
من تحطم سفينته التي يستقلها في عرض البحر، وصولاً إلى وجوده مع نمر بنغالي
متوحش يجد نفسه برفقته في زورق نجاة مع حمار وحشي وضبع وإنسان غاب، يحاول
في هذه الظروف التغلب على التحديات، التي تأخذ بلب المشاهد إلى مساحات
عالية من الجمال التي لن تفارق ذاكرته في معادلة بصرية من قوة السيناريو
وعالم ثلاثي الأبعاد، في توصيف العلاقة بين الإنسان والعقيدة ليعطي
انطباعاً بأن “أفاتار” جديدا قد ظهر.
وحرص نجوم العمل سوراج شارما، الذي دخل عالم الشهرة والأضواء قادما من
الهند،، وشرافانتي سينات، على التوجّه إلى دبي، لحضور العرض الخاص، ومشاركة
جمهور المهرجان على السجادة الحمراء.
وتم تصوير هذا العمل في كل من الهند، وكندا، وتايوان، حول حياة الصبي
“باي” الذي يلعب دوره “سوراج شارما”، الذي اختاره المخرج آنج لي بعد
مكابدة، حيث استعرض 3000 ممثل، كان سوراج بينهم، ونجح الصبي في إظهار بطولة
“باي” وآماله ومخاوفه ومعاناته ولحظات ابتهاجه، حيث كانت موهبته الرائعة
تبرز أكثر فأكثر كلما تعمّق الفيلم.
وعبر سوراج شارما، الذي قام بدور الفتى “باي” عن اعتزازه باختيار
الفيلم كي يفتتح المهرجان. وقال “أكثر ما يميز “حياة باي” أنه من وحي فكرة
عالمية غير مُقترنة بثقافة بعينها، فهي تدور حول النجاة من أحداث يصعُب
التغلّب عليها، ومن دون شك فإن مهارة المخرج العبقري آنج لي في استخدام
أدوات السينما المعاصرة، بما فيها تقنية ثلاثي الأبعاد، قد انعكست على
تفاعل الجمهور مع هذا الفيلم، الذي أدخلني عالم السينما، وأنا وزملائي في
هذا العمل الرائع نشعر بالكثير من الفخر باختياره لافتتاح مهرجان دبي
السينمائي الدولي”.
وعن سبب اختيار “حياة باي” لافتتاح المهرجان، قال عبدالحميد جمعة،
رئيس مهرجان دبي السينمائي إن “للمهرجان رؤية عميقة تهدف إلى بناء جسور
التواصل والتعارف بين الثقافات، وقد وقع اختيارنا على “حياة باي” لافتتاح
الدورة التاسعة للمهرجان لما له من رسالة عالمية تعكس تلك الروح المثابرة
في عالمنا المعاصر الذي أصبح قرية صغيرة متعددة الثقافات”.
السجادة الحمراء
خلال الحفل الافتتاحي تم تقديم جائزة “إنجاز العمر” للممثل المصري
القدير محمود عبدالعزيز، والمخرج البريطاني المخضرم مايكل أبتيد.
وشهدت السجادة الحمراء في ليلة الافتتاح حضور نجوم عالميين كبار،
تقدمتهم الممثلة كيت بلانشيت؛ الحائزة جائزة الأوسكار، ورئيسة لجنة تحكيم
جائزة
IWC للمخرجين الخليجيين، بالإضافة إلى نجوم فيلم “حياة باي”، وفريدة
بينتو، والمخرج البريطاني القدير مايكل أبتيد.
ومن الإمارات سار على السجادة الحمراء كل من النجوم رزيقة طارش وهدى
الخطيب وهيفاء حسين برفقة زوجها الدكتور حبيب غلوم، وسلطان النيادي ومنصور
الفيلي ورويدة المحروقي وبدرية أحمد وأشجان.
وتميز الحضور الخليجي أيضاً، حيث حضر رواد صناعة السينما والدراما
الخليجية، في مجموعة من أشهر نجوم الكويت، مثل هيا عبدالسلام، محمود بوشهري،
فاطمة الصفي، بسام عبد الأمير، حمد العُماني، إبراهيم الحربي، عبدالله
بوشهري، فؤاد علي، شيماء علي، أصيل عمران، عبدالعزيز جاسم.
ومن هوليوود العرب، حرصت مجموعة كبيرة من أشهر الفنانين المصريين على
تلبية دعوة المهرجان مثل النجوم، محمود عبدالعزيز، نيللي، شيرين، أمير
كرارة، كارولين خليل، عزت أبوعوف، غادة عادل، مجدي الهواري، بوسي شلبي،
هاني رمزي، حسن حسني، خالد النبوي، محمد سعد، نرمين الفقي، صلاح السعدني،
شيرين عادل، وكذلك رمزي لينر، ومحمد فرج، والخرج الكبير خيري بشارة،
والمخرج الصاعد إبراهيم البطوط. عربياً أيضاً يحضر النجم اللبناني وليد
توفيق، والنجم السوري سامر إسماعيل، والممثل الليبي إسماعيل العجيلي.
وجدير بالذكر أن مهرجان دبي السينمائي الدولي يجتذب سنوياً الآلاف من
عشّاق السينما المتعطّشين للتعرّف إلى أحدث أعمال السينما العربية
والعالمية، والتعرّف إلى ثقافات ومجتمعات أخرى، من خلال الشاشة الفضية.
وسوف يحظى جمهور المهرجان بفرصة لقاء مخرجين كبار، وممثلين لهم وزنهم
السينمائي، في جلسات حوارية، تتيح لهم إلقاء الأسئلة مباشرة.
ويعد “دبي السينمائي” أحد أبرز وأكبر المهرجانات السينمائية في
المنطقة، فقد ساهم منذ تأسيسه عام 2004، في أن يُشكّل منصة متكاملة لتشجيع
أعمال صانعي الأفلام العرب، والمبدعين في القطاع السينمائي على المستوى
العالمي، عبر دعم وتعزيز انتشار الحراك السينمائي في المنطقة. وتستمر
فعاليات المهرجان من الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر 2012.
وتقام الدورة التاسعة بدعم من مؤسسة الاستثمار في دبي، ويُقام
بالتعاون مع مدينة دبي للاستوديوهات، وسوق دبي الحرة، وطيران الإمارات،
ومدينة جميرا؛ مقرّ المهرجان، وبدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي
للثقافة)، وجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير
الفوتوغرافي.
«دبي السينمائي» يدعم الملف الإماراتي لاستضافة “إكسبو الدولي 2020”
دبي (الاتحاد) - أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي أمس دعمه للطلب
الذي تقدمت به دولة الإمارات لاستضافة معرض “إكسبو الدولي 2020”. وقال عبد
الحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي في تصريح صحفي إن بناء جسور
التفاهم بين الشعوب يعتبر أمرا أساسيا في تطور البشرية، ولطالما شكل تعزيز
الوعي الثقافي أولوية مهمة في رؤية مهرجان دبي السينمائي، الذي يعد بوابة
للابتكار بين الشرق والغرب، ووجهة استثنائية تستقطب إليها عددا من أكثر
العقول إبداعا وتقدما من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يجعل منه منصة
مثلى لدعم وترويج الملف الإماراتي لاستضافة المعرض.
وأضاف أن مؤسسة مهرجان دبي السينمائي الدولي طلبت من الوفود المشاركة
في المهرجان، الذي بدأ فعالياته أمس الأول، وضع دبابيس تحمل شارة معرض
“إكسبو دبي الدولي 2020”. كما أظهرت علامة المعرض على جميع اللافتات
الإعلانية الرسمية، كذلك ستعرض “فيلم علي” التسجيلي القصير الذي تم إنتاجه
خصيصا لدعم ملف الاستضافة في حفل عشاء خاص يقام ليلة اختتام المهرجان.
ويعتبر إعلان “دبي السينمائي” بمثابة دليل إضافي على الجهود الناجحة التي
يبذلها فريق الملف في سبيل حشد الدعم لاستضافة معرض “إكسبو الدولي” بين
الأوساط المختلفة. ويعد فوز دولة الإمارات بشرف استضافة هذا الحدث نقلة
نوعية لإمارة دبي التي ستصبح أول مدينة تستضيف معرض “إكسبو” في منطقة الشرق
الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. وتتنافس إمارة دبي مع أربع مدن مرشحة
لاستضافة معرض “إكسبو الدولي 2020”، وهي مدينة أيوثايا (تايلاند)، ومدينة
ايكاترينبرج (روسيا)، ومدينة إزمير (تركيا)، ومدينة ساو باولو (البرازيل).
وسيتم الإعلان عن اسم المدينة الفائزة في نوفمبر المقبل بعد تصويت أعضاء
“المكتب الدولي للمعارض”، البالغ عددهم 161 دولة، وهو المنظمة الحكومية
الدولية المسؤولة عن الإشراف على تنظيم ووضع الجدول الزمني للمعارض الدولية
والعالمية، وملفات الاستضافة، وعملية اختيار المدن المضيفة.
مبادرة جديدة
في اليوم الثاني من الفعاليات تم افتتاح السجادة الحمراء، جائزة أي
دبيلو سي، وتبعها حفل جوائز أي دبليو سي. وتعتبر جائزة “أي دبليو سي” إحدى
المبادرات الجديدة التي من شأنها دفع عجلة صناعة الأفلام الروائية في منطقة
الخليج إلى الأمام، حيث بات بوسع المخرجين الخليجيين التنافس على جائزة
سنوية جديدة، بقيمة 100 ألف دولار أميركي، تخصّصها دار الساعات السويسرية
العريقة “آي دبليو سي- شافهاوزن”، لإنتاج أفلام روائية طويلة، وتشترط
الجائزة على أن يكون المخرج من مواطني إحدى دول مجلس التعاون الخليجي،
ومشروعه لفيلم روائي طويل.
مكانة عالمية
تميزت الدورة التاسعة من “دبي السينمائي” بحضور أعداد كبيرة ووجوه
جديدة من نجوم العالم والعرب، وهو ما اعتبره رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة
نجاحا للمهرجان. وقال إن “المهرجان نجح في ترسيخ مكانته عالمياً وما
الزيادة المطردة في أعداد الضيوف إلا تأكيد لهذا النجاح. لقد نجح “دبي
السينمائي” في ترسيخ مكانته العربية والعالمية، يشهد على ذلك عام بعد عام،
والزيادة المطردة في أعداد كبار نجوم السينما من ممثلين ومخرجين، ونقاد،
يحرصون على المشاركة في المهرجان، وتقديم أعمالهم”.
الإتحاد الإماراتية في
11/12/2012
طاقم عمل الفيلم يعقد أول مؤتمر صحافي
مخرج «بيكاس» : البحث عن أمل في رحم الاستبداد
متابعة: غسان خروب - رشا المالح - نوف الموسى
في أول مؤتمر صحافي يعقد ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته
التاسعة ، يحضر طاقم عمل فيلم افتتاح البرنامج العربي" بيكاس"، الذي عُرقل
تصويره مرتين في كردستان العراق إبان أحداث الربيع العربي، واضطر طاقم
العمل إلى الذهاب والعودة لإعادة التصوير، ليؤكد مخرج العمل الكردي كرزان
قادر أن خروج "بيكاس "للعالم، جاء نتاج إيمان متجدد بالقصة الإنسانية وعمق
تجربة الجرح الكردي، في ظل حالات التشرد للأكراد في المنطقة تاريخياً،
مبيناً أن العرض السينمائي يمثل جزءا من قصة حياته الحقيقية، التي سعى إلى
صياغتها بتفاصيل العمل بدءاً من معايشة القصة في الواقع خلال فترة طفولته
مروراً باختيار الممثلين زمند طه وسروار فاضل، الذي حرص أن يكون أحدهما
شبيهاً له، وصولاً إلى فكرة إضافة شخصية سوبرمان في العمل، بحثاً عن الأمل
في براثن الألم الاستبدادي الذي تركه الرئيس العراقي السابق صدام حسين،
فترات طويلة، والتي لم تنته بعد، لافتاً إلى أن مقارنة فيلمه بأفلام من
هوليوود نتيجة استثماره لشخصية سوبرمان، يعد فخرا له، مشيراً إلى أن
سوبرمان يظل في نظره أقوى من صدام حسين. حضر المؤتمر إلى جانب المخرج،
منتجة العمل السويدية ساندرا هارمز.
مخيلة طفل
إنه الفيلم الروائي الأول للمخرج كرزان قادر، موضحاً أنه يملك الكثير
من القصص في هذا الجانب المؤلم من حياته، والذي تعهد بأن كل فيلم حولها،
يمثل حالة تبري جراحه العميقة، منوهاً أن مخيلة العمل نبضت منذ أن كان بعمر
الممثلين المشاركين في الفيلم، حيث كان يعتقد حينها بوجود رمبو ذلك البطل
المؤدي للخلاص من الجيش المضطهد للأفراد، وتحديداً كما أوضح قادر بزغت رسم
شخصية سوبرمان في فيلمه الحالي، وذلك لما تتمتع به الشخصية من بعد اجتماعي
واقتصادي، يختزل الكثير من التفاصيل لأن رسالتها واضحة للمشاهد. وأشار إلى
أن الأطفال بطبيعة الحال يكنون لشخصية سوبرمان علاقة ترقب دائمة، بأنه
الخارق القادر على كل شيئ. واعتبر قادر أن المناقشات حول مقارنات فيلمه
بإنتاجات في هوليوود، لا تعد تحفظاً بل مقاربة يفخر بها.
كسر القواعد
وفي سياق الحديث عن اختيار الممثلين في العمل، أوضح قادر، أنه فعلياً
وقع الاختيار على أول وآخر متقدم من بين بقية الأطفال القادمين من الميتم،
شارحاً أن الفتى بشخصية زانا في الفيلم، قريب جداً من شخصيته عندما كان في
عمره، كان يشبهه كثيراً في الحركة والنشاط، إلا أنه واجه في البداية تحدياً
في ترويضه للإلتزام أمام وخلف الكاميرا، واصفاً العمل معه بالصعب والممتع.
وحول مجازفة إشراك أطفال للمرة الأولى أمام الكاميرا قال قادر: " درست في
أهم المعاهد السينمائية التي درست فيها أن أتجنب إشراك ممثلين صغار في
السن، أو حيوانات أو ممثلين غير محترفين، ولكنني كسرت القاعدة، واعتمدت تلك
المحظورات في فيلمي، إيماناً بما أشرت إليه مسبقاً وهي صدق رسالة المخرج في
رؤيته، من خلال الإلتحــام مع المادة الفلمية معنوياً وحسياً، و " بيكاس "
قصة وطن مجروح لم تنتهي بعد.
اتخذت من بيئة العمل التلفزيوني جسراً لإنتاج الفيلم
هيفاء المنصور: «وجدة» احتفاء بالسينما السعودية
تصوير: عماد علاء الدين
عبدالحنان مصطفى
"اليوتيوب" لغة غيرت تركيبة الفكر السعودي تجاه الصورة في العديد من
المقابلات التلفزيونية والصحافية، تتحدث المخرجة السعودية هيفاء المنصور عن
تجربتها السينمائية، باندفاع المحب عن الفكر المجتمعي، وفلسفة الحياة
وتوازيها مع تحديات المرأة في المجتمعات المحافظة، إلى جانب دور اللغة
البصرية ومصداقية الصورة في التقرب من فكر الآخر، والمرور إلى زوايا نقدية
لا تستطيع الكلمة المباشرة تحليلها وتفسيرها بوجه مقنع يدعم مفهوم الحق
الإنساني في إقرار الحياة والاختيار فيها. ويأتي فيلمها "وجدة" الذي أنجزت
تصويره على أرض المملكة العربية السعودية بعد 5 سنوات من الإعداد، احتفالاً
بالحياة السينمائية السعودية، نظراً لمروره بعدة ملتقيات سينمائية عالمية،
من بينها مهرجانات البندقية وفينيسيا ودبي السينمائي أخيراً، أكدت حوله في
حوارها مع "البيان" أن الإقبال الجماهيري والاحتفاء النوعي بفيلم "وجدة" لم
يكن سببهما المباشر أن مخرج العمل امرأة سعودية، وقد يحمل هذا البعد جزءاً
من رغبة الآخر في معرفة ما يحدث بمجتمعاتنا المحافظة، ولكن يظل معيار
النجاح في نظرها متصلاً بالمنحى الإنساني في الطرح، جازمة أن الفيلم إذا
فقد صدق انتمائه لقضيته، سيتلاشى وقتها فضول المشاهد تجاه فكرة انتمائه
للسعودية، والبحث في حيثيات اعتباره فيلماً سينمائياً، لافتة إلى أن البنية
التحتية للسعودية جسر محقق لإنتاج الفيلم السعودي، موضحة أن انتشار الأفلام
للشباب السعوديين عبر "اليوتيوب" أسهم في تغير التركيبة الفكرية للمجتمع
السعودي تجاه لغة الصورة.
أنظمة متقاربة
5 سنوات لإنجاز فيلم "وجدة" يثير تساؤلات في إصرارك على تصوير العمل
في السعودية، والبحث في صناعة بيئة سينمائية داخل المملكة، كيف تفسرين ذلك؟
صعوبة التصوير في السعودية لا تزال تلقى تحديات، فهناك من يتحسس
لمشاهدته كاميرا في بعض الأحياء المحافظة جداً، أتذكر أثناء تصويرنا فيلم
"وجدة" واجهنا مواقف مشابهة، إلا أنه يبقى استمرار عجلة الإنتاج في
السعودية الطريقة الأسمى للتغير. وبالنظر للإنتاج التلفزيوني، وخاصة دراما
المسلسلات السعودية أخيراً، فإنها استطاعت خلق بنية تحتية أنتجت مديري
تصوير وإضاءة ومونتاج، وجميعهم يمكن استثمارهم في صناعة الفيلم، وشخصياً
أتفق مع الرأي القائل إن التعاطي مع الصورة والشكل في التلفزيون مختلف عنه
في السينما، لكن تظل الأنظمة الداخلية للإنتاج متقاربة ويمكن الاستفادة
منها، باعتبار أن السينما قادرة على نقل الواقع بشفافية أكبر.
عيون خليجية
قدمتِ الكثير من الأفلام منها "الرحيل المر" و"أنا والأخر" و"نساء بلا
ظل"، ليشكل الأخير جدلاً واسعاً في الأوساط السعودية، بين الروائي
والوثائقي، أين تكمن رؤيتك في العمل السينمائي؟
الفيلم الروائي الطويل هو المشروع الذي أسعى به إلى تطوير تجربتي
السينمائية، قدمت تجارب أفلام قصيرة وفيلما وثائقيا، ولكنني أظل مؤمنة أننا
نستطيع نقل واقعنا بشكل أعمق من خلال عيوننا نحن الخليجيين. السينما لدينا
لا تزال لم تتخذ الشكل النهائي لها، ويجب التركيز على تجديد وتغير لغة
التعاطي مع السينما، والسعي لعمل ما يشبه السينما الشخصية.
فكر مغاير
لا نستطيع إجراء حوار مع مخرجة سعودية دونما المرور على موقع اليوتيوب،
باعتبار أن المملكة العربية السعودية الأنشط في تحميل الأفلام من فئة
الشباب، هل تتابعين إنتاجاتهم ، وكيف تفسرين هذا النشاط عدا أن السعودية لا
تملك دوراً للعرض؟
صدقاً لا أتابع كل الإنتاج بصورة مستمرة لانشغالاتي، ولكنني على اتصال
بفكرة أن الشباب السعودي نشط على اليوتيوب، باعتباره نافذة عالمية وقناة
تواصل، أسهمت وبشكل كبير في تغير التركيبة الفكرية للمجتمع السعودي تجاه
الصورة. إضافة إلى أنها حققت تفاعلا متنوعا بين صانع الفيلم والجمهور. وكما
تعلمون فإن السعودية لا تملك دور عرض سينمائية، ولا تنظم فيها مهرجانات
سينمائية أو ملتقيات، وجميعها يلعب دورا في دعم ملف الانفتاح السعودي عبر
الإنترنت.
نبض صادق
لستِ مع فكرة أن الإقبال النوعي على فيلمك "وجدة" ومستوى الاستضافات
العالمية الذي ناله سببه كونك امرأة سعودية، وإنما البعد الإنساني في الطرح
السينمائي، الذي يبقى معياراً يحدد مستواه التقني في الصورة والإضاءة
والسيناريو وطبيعة الجهد المبذول من الممثلين، فهل تعتقدين أن كونك أول
مخرجة سعودية، له دور في الاحتواء النوعي، لخلو الساحة السعودية من تجربة
تراكمية إلى جانب غياب الدور النسائي الفعلي في المجال؟
السينما ـ كما أشرت مسبقاً وسأزال مصرة ـ احتفال بالحياة والقصص
الإنسانية، وقضايا المجتمع هاجس يستمر في التوجس لخلق حالات إبداعية، نتحدث
عنها بمختلف الوسائل، والسينما أبرزها، ويبقى صدق صانع الفيلم المحرك
الحيوي لنبض الطرح.
البيان الإماراتية في
11/12/2012
محمود عبدالعزيز أهدى «إنجاز العمر» إلى الثورة المصرية
«الليالي العربية» تجتذب حضـوراً عالمياً
محمد عبدالمقصود - دبي
بعد امتداد حفل الافتتاح إلى نحو الثالثة من فجر أمس، امتدت ليلة
مهرجان دبي السينمائي الأولى لتتصل بليلته الثانية التي جاءت تحت عنوان
«الليالي العربية»، ما انعكس على حجم وجود النجوم والسينمائيين في كواليسه
الصباحية، وتضاؤل حضور الفنانين العرب في ليلة يؤشر عنوانها إلى نتاجهم،
وحظيت أسرة الفيلم العراقي «بيكاس» باحتفاء خاص من قبل الجمهور، أثناء
مرورها على ســجادة المهرجان الحمراء في ليلته الثانية، فيما وصف رئيس
المهرجان عبدالحميد جمعة، «دبي السينمائي»، بأنه «عالمي بقلب عربي»، في
إحالة لظاهـرة التعدديـة الثقافية والاهتمام الاستثنائي بحضور عرض الافتتاح
في «الليالي العربية»، وهـو ما فســره جانب منهم، بكون العمــل ذا مضامـين
إنـسانيـة خالـصة لتركـيزه على معـاناة المشردين في كـردسـتـان العـراق.
تكريم وتصفيق
حظي فيلم افتتاح المهرجان في ليلته الأولى «حياة باي»، بحضور كامل
العدد في قاعة مسرح أرينا، التي تستوعب
1800 شخص، وقبلها كانت أكثر اللحظات
تأثيراً، والتي وصفت بأنها بمثابة رد الجميل من السينما لأشخاص قدموا جهداً
استثنائياً لإنجاحها، حين قام سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم،
رئيس هيئة دبي للثقافة، ورئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، بتقديم جائزة
«إنجاز العمر» للفنانين المصري محمود عبدالعزيز، والبريطاني مايكل أبتد.
وبلقطات سريعة عرضت الشاشة الضخمة جانباً من مسيرة عبدالعزيز
السينمائية عبر أكثر من
100 فيلم ومسلسل تلفزيوني، فيما قوبل صعوده إلى
المسرح وتسلمه درع التكريم بعاصفة من التصفيق.
وبكلمات وجيزة شكر عبدالعزيز دولة الإمارات، وإمارة دبي، ممثلة في
مهرجانها، فيما أهدى الجائزة إلى ثورة الشعب المصري، أما مايكل أبتد الذي
عرضت الشاشة جانباً من إبداعاته الإخراجية، فقد شكر المهرجان على هذا
التكريم، معرباً عن تقديره لتلك الحفاوة التي لمسها في دبي.
صور تذكارية
أكثر من ساعتين قضاهما الحضور مع أجواء الفيلم ثلاثي الأبعاد «حياة
باي»، ليكونوا بعدها مع موعد مع الحفل الساهر الذي يقام على شرف ضيوف
المهرجان سنوياً، وعلى شاطئ الخليج من جهة ضفاف مينا السلام، قضى نجوم الفن
السابع من ضيوف المهرجان ليلتهم الأولى في المهرجان، دون أن تختفي عدسات
المصورين، والقنــوات الفضائيـة التي استثمرت الحدث لرصد الجانب الآخر من
حياة الفنانين.
ورغم أن ثمة مساحة خاصة للفنانين، إلا أن تلك المسـاحة لم تلبث أن
تحولت إلى زحام، بسبب رغبة الحضور في التقاط صور تذكارية مع نجوم الفن
السابع، وكان لافتاً أن النجوم المصريين هم الأكثر طلباً من الجمهور
لالتقاط تلك النوعيـة من الصـور، خصوصاً الفنانين محمود عبدالعزيز وهاني
رمزي، بالإضافة إلى الفنان اللبناني وليد توفيق، الذي كان دخل أجواء
السينما بفيلم مصري في السبعينات بعنوان «من يطفئ النار».
جلسة الفنانين الخليجيين والإماراتيين أيضاً كانت مكتظة بالمعجبين،
الذين توافدوا لالتقاط صور تذكارية، ومنهم الفنانة هدى الخطيب، والفنانة
رزيقة طارش، والممثل الشاب مروان عبدالله، والفنان إبراهيم الحربي، والمنتج
باسم عبدالأمير، فيما حمل الحضور الخليجي أيضاً وجوداً غنائياً على غير
عادة المهرجانات السينمائية، ممثلاُ بالفنانة رويدا المحروقي، والفنانة
شمس، لكن المحروقي ردت ذلك إلى مشاركتها في فيلم سينمائي، فضلاً عن قيامها
حالياً بتصوير أحد المسلسلات الخليجية.
رحلة بصرية
بالإضافة إلى هموم الواقع والسينما العربيين، فقد استحوذ الحديث عن
فيلم الافتتاح جانباً كبيراً من حديث النجوم، حيث اعتبر البعض مخرجه
الأميركي من أصل تايواني «آنج لي» بالفعل واحداً من اعظم المخرجين
المعاصرين، مشيدين برحلة من المشاهد البصرية المذهلة، في استثمار يخطف
الأبصار لتقنيات الأبعاد الثلاثية، وتوظيف مدهش لمؤثرات الكمبيوتر، يضع
المشاهد امام عالم مكون من مفردات بصرية فريدة.
وفي برنامج «الليالي العربية»، الذي خُصص له ثاني أيام المهرجان، أمس،
افتتحت العروض بفيلم «بيكاس» لمخرجه العراقي كرزان قادر، القادم من إقليم
كردستان، والذي غادر ابان الحرب على العراق ليستقر في السويد، ويدرس
الإخراج فيها، ويحصل في سنة تخرجه على «جائزة اكاديمية الطلاب» عن فيلم
تخرجه، حيث أمضى بعدها عامين متواصلين من العمل على انتاج فيلمه الروائي
الطويل «بيكاس».
ويروي بيكاس قصة الطفلين اليتمين المشردين «دانا وزانا»، اللذين
يبحثان عن خلاصهما من العذاب في كردستان العراق، لتتفتق مخيلتهما البريئة
عن الاستعانة بالبطل الخارق «سوبرمان»، بعد ان شاهدا بعض اللقطات من فيلم
«سوبرمان».
وأضاف بيكاس «أحببت تسليط الضوء على المعاناة في العراق، لأن في داخلي
جرحاً عميقاً سعيت لمعالجته بهذه الطريقة، حيث قمت بتصوير الفيلم في
كردستان».
ولفت بيكاس إلى أن أحد ابرز العوائق التي واجهته هي حداثة سن الممثلين
الصغيرين، اللذين اتقنا الدور، لكنه واجه بعض الصعوبات في السيطرة على
انفعالاتهما.
حارب: كلفة فيلميَّ القصيرين
1.6 مليون درهم
دبي ــ الإمارات اليوم
كشف المخرج محمد سعيد حارب، أن ميزانية فيلميه القصيرين «اللذين عرض
أحدهما في الافتتاح، فيما سيعرض الآخر في حفل الختام»، تكلفت
1.6 مليون درهم، مضيفاً «سعيت خلال العمل الأول إلى تجسيد رسالة الفن
السابع عموماً، وقدرة الصورة على نقل الحقائق والغوص في معانيها».
وأضاف حارب «السعي إلى ايصال معان ورسائل في ثلاث دقائق فقط، وهو ما
سمحت به الرؤية الإخراجية الأشمل لحفل الافتتاح، أمر شديد الصعوبة، ورغم
أنها المرة الخامسة على التوالي التي أقدم فيلماً في مناسبة المهرجان
الافتتاحية، إلا أنني في كل مرة أنتظر ردة فعل الجمهور، وما إذا كان سيصفق
إعجاباً بالعمل، أم كنوع من أنواع المجاملة التقليدية، وما لمسته أن هناك
بالفعل إشادة بالفيلم الذي جاء سريع الإيقاع، كما دبي، التي يُبعث من رحمها
المهرجان».
بدرية أحمد: أحترم «المهرجان» وألبس ما يحلو لي
دبي ــ الإمارات اليوم
نفت الفنانة الإماراتية، بدرية أحمد، أن يكون قد أصابها ارتباك، أو
عمدت إلى أن تكون أكثر حرصاً في ألا تثير ملابسها الجدل في «دبي
السينمائي»، بعد الضجة التي أثيرت حول ملابسها في افتتاح مهرجان أبوظبي
السينمائي، أخيراً.
وأضافت «لم أغير شيئاً في طبيعتي، ولم أراجع نفسي أمام المرآة قبل
توجهي إلى سجادة مهرجان دبي السينمائي الحمراء، كما يتوهم البعض، لأنني
أحترم كل المهرجانات، لكن في الوقت ذاته، أفعل ما أراه أنا صحيحاً، ولا
أتغير بناء على توجيهات تملى عليّ». وواصلت بدرية «ارتدي فستاناً أراه
مناسباً، ولا يهمني ما إذا اعتبر البعض أن هناك مبالغة صارخة في قصته أو
تفصيلته أم لا».
ورأت أن الضجة التي أثيرت تعود إلى ممثلتين تقحمان نفسيهما في ما لا
يخصهما، مضيفة «هاتان الممثلتان قامتا بنشر صوري في افتتاح دبي السينمائي
على «تويتر» في الليلة ذاتها، وقامتا بالتأليب عليّ لأغراض في نفسيهما، لكن
كل ذلك لا أعيره أي أهمية».
الإمارات اليوم في
11/12/2012 |