كثير من الأسئلة والخواطر قفزت في رأسي بينما أجلس قبالة هذا المخرج
الصيني العظيم - زانج بييمو - الذي استضافه مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي الأخير "27 نوفمبر - 5 ديسمبر".
السؤال الأول يدور حول كم التواضع الذي يميز هذا المخرج الذي يعتبر
واحداً من أهم المخرجين في العالم اليوم. حصل علي عدد كبير جداً من الجوائز
منها جائزة أحسن مخرج من الجمعية الأمريكية لنقاد السينما عن فيلميه
"البطل". و"منزل الخناجر الطائرة" وأحسن مخرج من جمعية النقاد بواشنطن في
أمريكا وجائزة الديك الذهبي التي تعادل الأوسكار في الصين وفي اليابان فاز
بجائزة أحسن فيلم أجنبي عن فيلمه "الطريق إلي الوطن" جائزة الاتحاد الدولي
للنقاد "القبرسي" في أسبانيا عن فيلم "الأوقات السعيدة" وجائزة أحسن فيلم
في مهرجان طهران عن فيلم "الطريق إلي الوطن" وعن نفس الفيلم فاز بجائزة
الدب الفضي في برلين حصل أيضاً علي جائزة الأسد الذهبي في فيينا وجائزة
مهرجان شنغهاي وجائزة الأكاديمية البريطانية وجائزة مهرجان كان السينمائي
الدولي وجائزة الكوندور الفضي من الأرجنتين وجائزة الأوسكار عن فيلم
"ارفعوا المصباح الأحمر" إلي جانب عدد من أهم الجوائز الأخري حصل عليها هذا
الفيلم نفسه الذي يعد من أجمل أفلامه. وجائزة الأوسكار مرة ثانية عن فيلم "جودو"
وهو الفيلم نفسه الحاصل علي جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان الفرنسي
والمجال لا يتسع لذكر جميع الجوائز التي حصل عليها هذا المخرج الذي بهر
مئات الملايين من العالم بإخراجه لافتتاح الدورة الاوليمبية التي نظمتها
الصين عام 2008 في استاد "عش العصفورة".
عن هذه المناسبة العالمية سجل المخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبلبرج
شهادته عن عبقرية هذا المخرج في مقال نشرته مجلة تايمز الأمريكية في 17
ديسمبر 2008 وترجمته الناقدة سهام عبدالسلام ضمن الكتاب الذي أصدره مهرجان
القاهرة هذه الدورة عن زانج ييمو.
يقول ستيفن سبلبرج عن نظيره الصيني: "لقد أبدع زانج ييمو أعظم العروض
الجديرة بالمشاهدة في الألفية الجديدة. وقد شاهدها نحو ثلث سكان العالم.
وقد علت قامة زانج ييمو بسبب هذا العمل إلي حد لم يطاوله أي من رفاقه".
لقد تعمدت ان أتوقف أمام أهمية وقيمة هذا المبدع حتي أطرح السؤال
التالي. كيف تخلو الندوة مع هذا المخرج الذي ذاع صيته في العالم كله من
النقاد المصريين ومن المخرجين والمصورين في مصر.. فلم يحضر سوي المصور
المصري المحترم والموهوب رمسيس مرزوق واثنين فقط من نقاد السينما المصريين.
تزول الدهشة ان النقاد المصريين غابوا أيضاً عن ندوة نظمتها الناقدة
صفاء الليثي حول التهديدات التي تواجه النقد السينمائي المطبوع بسبب النقد
الالكتروني الذي بدا ينتشر بقوة.
وادار المناقشة إلي جانب رئيس منظمة النقاد الدوليين "الغيبرسي" وهو
الناقد الألماني كلاوس إدر الناقدين سيد سعيد ومحسن ويفي.
ويفترض ان جمهور المهرجانات الدولية يختلف عن الجماهير المستهلكة
للسينما التجارية السائدة. ولكن سياسات التوزيع في بلادنا لن تفسح أي مجال
لسينما أخري إلي جانب الفيلم الهوليودي. ولا يوجد في مصر نوافذ تستدعي
تجارب من دول العالم المختلفة غيرما تقوم به بعض الاجتهادات الفردية من قبل
نفر قليل وجداً من العاملين في حقل السينما مثل المنتجة ماريان خوري التي
تنظم بانوراما للسينما الأوروبية سنوياً. ومثل النشاطات النادرة التي تسعي
لانجازها قليل من المراكز الثقافية الأجنبية بالاضافة إلي اتحاد السينما
المصريين الذي يعرض تجربة فيلمية من هنا وهناك كلما سنحت الفرصة.
الأيام القادمة سوف تشهد هجمات متوالية وقد تكون موجعة فعلاً علي
الثقافة الوطنية علي الهوية الثقافية التي ظلت مصر وعاصمتها "القاهرة"
تباهي بها في محيطها الاقليمي.. وإرهاصات هذه الهجمات تلوح بأشكال تثير
الفزع فعلاً وتهدد حرية التعبير والفنون البصرية وأشكال التواصل المختلفة
عبر الوسائط الجماهيرية.
الايديولوجية والفن
وتجربة المخرج زانج ييمو تجسد حالة الاضطهاد والقمع والاقصاء التي
يتعرض لها المبدع في ظل النظام الشيوعي الايدولوجي الجامد واثناء
الاضطرابات المتشنجة للثورة الثقافية في ستينيات القرن الماضي حين اشتد
الصراع الثقافي ووصل لحد طرد هذا المخرج من المدرسة وارساله للعمل في
المصانع والحقول كغيره من شباب الصين حتي يعاد تربيتهم وتأهيلهم من جديد
للتأقلم والتفاعل مع الصين الاشتراكية.. تجربة مشابهة حدثت في إيران مع
اختلاف الايديولوجية.
لقد ظل زانج ييمو يكدح مع المزارعين لمدة ثلاث سنوات. ونقل فيما بعد
إلي مصنع للنسيج حيث عمل لمدة سبع سنوات وبينما كان يعمل في هذا المصنع باع
دمه أكثرمن مرة ليشتري به أول كاميرا امتلكها في حياته.. زانج من أسرة
ميسورة والده كان ضابطاً في جيش الكومنتانج لشيانج كي شيك. ومن ثم اعتبرته
السلطة الشيوعية ملوثا.
يقول ستيفن سبلبرج في مقاله عن زانج ييمو: تحيط الكثير من الاساطير
بصعود زانج ييمو إلي أعلي عليين علماً بأن أول وظيفة عمل بها كانت وظيفة
عامل بمزرعة ثم عمل بمصنع نسيج. لكن اكثر ما يهمني ويمتعني القصة التي تقول
انه ظل يبيع دمه لفترة زمنية طويلة ليكسب من النقود ما يكفيه لشراء أول
كاميرا امتلكها عندما كان في الخامسة والعشرين من عمره. ويعتبر في سن اكبر
بكثير من سن البدء في دراسة الاخراج السينمائي كما كان ينقصه الكثير من
الامكانيات الضرورية لهذا العمل. ولكنه قدم ألبوم الصور الفوتوغرافية التي
التقطها وكان فيما يبدو يعكس مقدرة ابداعية بصرية مدهشة أهلته للقبول في
الاكاديمية في قسم التصوير.
وزانج ييمو ليس فقط مخرجاً فذا ولكنه مصور سينمائي مبدع وصاحب أسلوب
فريد في التعامل مع الالوان والمناظر وهو أيضاً ممثل وتجربته في السينما
ومشواره المزدان بعدد مهول من الجوائز ومن أكبر المؤسسات السينمائية في
الغرب وفي الشرق ثم حصوله علي أكثر من دكتوراه فخرية من جامعة بوسطن "4
نوفمبر 2008" ومن جامعة ييل الأمريكية "24 مايو 2010" ومن جامعة بانكوك في
كوريا الجنونية "ـ31 أكتوبر 2012" هذه التجربة المثقفة والفريدة وهذا
التواضع المذهل يقابله دهشة مفرطة عند النظر إلي القاعة الخالية الا من قلة
قليلة من العارفين بقيمة وتفرد هذا الرجل.
تشابه الحضارات
جاء ييمو إلي الندوة في مسرح الهناجر بدار الأوبرا بعد زيارته للمتحف
المصري الذي كان حريصا جدا علي زيارته وقد تحدث كثيراً عن بعض اوجه الشبه
بين الحضارات القديمة مثل الحضارة الصينية والفرعونية واللافت الذي يزيد
اعجابنا الشديد به أنه لا يتحدث غير لغته القومية ولم يخرج خارج الصين الا
لتلبية دعوات المهرجانات وآخرها زيارته للمغرب التي كرمه فيها الملك
واستقبل بحفاوة بالغة. ومما يزيد من اعجابنا تأثره الكبير بتاريخ الصين
وصراعاتها مع اليابان والانسان الصيني الذي تعرض لكثير من الصعاب ودخل في
حروب عديدة وظل قوياً. وموضوعاته تدور حول الانسان الصيني والمرأة الصينية
في اطوارها المختلفة ولم تبهره الحضارة الغربية ولمن يكن الغرب في أي يوم
يمثل له "القبلة" التي يصلي من أجل ان ينل رضاها. وعلي كثرة ما حصده من
جوائز فإن له رأياً خاصاً في جوائز الأوسكار صرح به لمراسل جريدة نيويورك
تايمز في حديث صحفي اجراه معه في 2004 قال زانج ييمو: ذهبت إلي الأوسكار
مرتين وفي أثناء حضوري مراسم توزيع الجوائز. شعرت بأنها لعبة امريكية
خالصة. لا علاقة لها بي. انها تحتفي أكثر ما تحتفي بالأسلوب الأمريكي
والمعايير الأمريكية ولقد فهمت لماذا يقول المخرجون الأوروبيون عن هوليود
انها سم ناقع. ومما أفاقني من غفوتي وأدهشني ان أجلس وسط العالم الثالث.
أتفرج علي العالم القديم والعالم ا"لجديد" وهما يتجادلان عن كيف ان الأفلام
الأوروبية تخلو من القيم وان الافلام الامريكية تخلو من الثقافة.
يقول: يقلقني جداً تأثير هوليود علي الشباب في الصين. واعتقد اننا
نحتاج ان نصنع أفلامنا بأنفسنا وان نحمي صناعة السينما لدينا. فهذه أفضل
وظيفة يمكننا القيام بها.
ومن يعرف هذا المخرج من خلال قائمة افلامه الرائعة من نوعية الذرة
الحمراء "1987" وجودو "1990" و"إرفعوا المصباح الأحمر" "1991" و"ثلاثية
شنغهاي" "1995" وحتي فيلمه الأخير البديع "زهور الحرب" "2011" يدرك لماذا
يعتبر هذا الفنان ايقونة السينما الآسيوية. والابن الشرعي الأصيل لحضارة
الصين وتاريخها وحاضرها.. ومن يعرف هذا كله لابد وان يندي جبينه خجلاً حين
يري جمهور يعد علي أصابع اليد الواحدة في
قاعة واسعة خالية من المثقفين والنقاد
وصناع الأفلام في مصر. قاعة جديدة أعدت بأحدث وسائل العصر. وفي دار اسمها
"الأوبرا" تعتبر ضمن أرقي الأماكن في القاهرة ثقافيا. ويري أحد أهم
المبدعين السينمائيين في العالم وسط قلة تتعرف عليه ربما لاول مرة!!
من يري هذا بعينه لابد ان يتساءل مرات عن أسباب هذا القصور والجهل
الفادح فلو كان الرجل أمريكيا وبهذه الأهمية هل سيكون الوضع كذلك؟
قالوا قديماً: اطلب العلم ولو في الصين ونحن أمام "الصين" في أفضل
تجلياتها الثقافية.. لكن الثقافة في هذه الأيام تعاني من ضمور مروع وما
تحمله الأيام القادمة غامض ومريب في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها
والهجمة الايديولوجية التي سوف تقضي علي الأخضر واليابس.
ان الصين التي يعرفها الشعب المصري ويتهافت عليها موجودة ومبعثرة علي
الارصفة في الشوارع تحتل بضائعها الرخيصة المساحات الفارغة. ويتهافت عليها
الطبقات البسيطة والمتوسطة ويجري اليها اكثر التجار والوسطاء المصريين
الذين هان عليهم البضاعة المصرية وانتاج المصانع المحلية.
والصين تصلنا إلي عقر دارنا عبر عاملات وعمال صينيين يعرضون بضائعهم.
ومن المؤكد ان هؤلاء يتبعون بعض اساطين التجارة المحليين والا فكيف حصلوا
علي تأشيرات وتحركوا بهذه الحرية؟
الصين الثقافة والفن والابداع مجرد ضيف غريب عابر لا يعرفه ولا يسعي
إلي معرفته "المثقفون".
السؤال الأخير: لماذا اكتسحت الصين العالم؟ ولماذا تخشاها أمريكا.
وكيف صارت قوة عظمي؟؟
ابحث عن الأسباب وسوف تحصل علي الإجابة.. حول السؤال لماذا تخلينا نحن
وكيف وصلنا إلي هذا المستوي الذي وضعنا ضمن آخر القائمة بين دول العالم.
كعوب الحرب ..
انتصار للحب والحياة وحرية التعبير
"كعوب الحرب" العنوان الذي اختاره المخرج اللبناني جو بوعيد
لفيلمه الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير تحت عنوان آخر
"تنورة ماكس".. الاسمان اللذان اشتهر بهما الفيلم عربياً ودولياً يعبران عن
موضوعهم.. الأول يشير إلي "الكعب" العالي للحذاء الأحمر الذي كانت تتهادي
به والدة المخرج نفسه في الفيلم الذي يعتبر سيرة حياة.
و"الحرب" يشير إلي زمن الأحداث في عام 1982 سنة الاجتياح الإسرائيلي
للبنان. أما "التنورة" في العنوان العربي الشائع ومعناها باللهجة المصرية
"الجونلة".
والماكسي أي الطويلة اشارة إلي الرغبة في تحدي ما تعنيه الحرب وكذلك
"الكعوب" العالية فأحداث الاجتياح التي شكلت الخلفية لم تمنع الناس من ان
تمارس الحب بأشكاله وروحه المنطلقة ومرحه وكسره للكوابح وتحديه للتابوهات
والمقدسات.
الناس بشر يتوقون دوماً للحرية ويسعون لتحقيق السعادة وممارسة الرغبات
الحسية سواء أكانت مشروعة اجتماعياً أو غير مشروعة من وجهة نظر البعض.
الفيلم ينتمي إلي أفلام السيرة الذاتية.. فالمخرج "جو" مفتون بقصة
الحب الجموحة التي ربطت أمه بأبيه.. وأبوه كان مشروع كاهن أو قسيس. بمعني
انه كان مؤهلاً كي يصبح رجل دين مسئولاً عن رعاية تعاليم الرب داخل الكنيسة
التي تتوسط الضيعة الصغيرة الجميلة.
والناس في هذه الضيعة رغم انصراف شبابهم إلي حروب صغيرة وكبيرة
وانتظامهم في ميليشيات متصارعة وطوائف تمزقها الفتنة. فإنها مصرة علي
"ارتداء" كل ألوان الحياة. واللون الزاهي يحتل واسطة "الباليته" والأحمر
القاني الذي يلف الجسد ويطوق الأقدام ويرسم الشفاه. لون الحياة والحب.
الميلاد وخروج طفل ذكر إلي الوجود بداية تعني ان الحرب لن توقف الجنس
ولن يتوقف البشر عن الإنتاج والاطفال حتي "الفراريج" في حظيرة المرأة
الأرملة لن تعدم وجود ديك بديل لهذا الديك الفتي الذي أخذه عنوة واحد من
المحاربين الضالعين في صناعة الموت وتاركاً الأرملة تولول علي حظ البرابر
بعد رحيل "ديكهم".
القرية والكنيسة استخدمهما المخرج الشاب المتمرد علي أشكال الكوابح
مسرحاً للحب.. والمحبون كما يظهرون علي هذا المسرح أناس عاديون من لحم ودم
يمتلكون سمات أهل هذا البلد الملون. المليء بالرغبة والايمان باستمرارية
الحياة رغم نزيف الحرب المستمر.
الأم التي يصورها المخرج باعتبارها أمه من خلال صوت الراوي في خلفية
الصورة. ومن خلال الأداء والحضور اللوني القوي لشخصها وعبر ادائها
وايماءاتها المنبعثة من تفاصيل حسية ملموسة وأيضاً بجمال طبيعي للممثلة
نجوي كرم. هذه الشخصية من وجهة نظر صانعها تجسيد لمعني الأمومة إذا كانت
تعني الحب المطلق للحياة والحب والانجاب والجنس دون النظر إلي الموانع.
جميع الممثلين في فيلم "تنورة ماكس" أو "كعوب الحرب" يتمتعون بجاذبية
وخفة ظل واداء ظريف بعيداً عن النمطية والفيلم نفسه يكسر الأسلوب التقليدي
في الحكي القصصي. ويجسد النظرة المفرطة في الحسية والذاتية وبترجمة بصرية
ورموز تضع كل المعاني بما فيها الاشياء المقدسة تحت علامات الاستفهام؟؟
الشيء الوحيد المقدس في الفيلم هو حرية الانسان في ممارسة الحياة والحب
والعشق. وحتي حريته في الحرب والخطيئة.
ان السيرة الذاتية لا تعني التحرر من الخيال عند استحضار الأحداث
والتواريخ والحكايات مثلما لا تعني في نفس الوقت تشويه الجوهر أو تحريف
دلالة الأحداث الرئيسية المتضمنة في سيرة الحياة.
الخيال في هذا الفيلم رائق جداً وخصب وواقعي واستحضار حالات الحب تبعث
شحنات من البهجة إلي درجة الضحك أحياناً والتعليقات التي يبديها "الطفل"
الذي هو المخرج طفولية وظريفة. والقصص الثانوية التي تعالج شكلاً آخر من
أشكال العاطفة تغذي القصة الأصلية. وقد عولجت بنفس "الريشة" وبدرجات من
الألوان ليست صارخة وانما تنطوي علي نفس الجوهر وتمتلك خاصية الجمال البصري
والتصوير الناطق بالجمال.
يقول المخرج في احد اللقاءات: ان الحب بالنسبة له عبادة.. ولكن هذا لم
يمنع أصحاب الأفكار المحافظة في لبنان ومنهم بعض رجال الدين من الاعتراض
علي الفيلم وعلي ممارسات الحب داخل الكنيسة.. وهذا الجدل الذي أحدثه الفيلم
يطرح المعضلة الأبدية التي سوف تظل قائمة بين حرية التعبير وبين التابوهات
المغلفة برداء من القدس.
الحالة الطبيعية البادية في عناصر التمثيل والمناظر وحركة الكاميرا
تبدو قوية عند بعث قصة الحب بين جوي كرم. وشادي تينه. وتحقق رسالة الفن
الجماهيري الهادف إلي إثارة البهجة وإعلاء قيمة الحياة رغم مظاهر الحرب
وميليشيات الموت واجتياحات الدولة الصهيونية.
المساء المصرية في
16/12/2012
رنات - العروض مستمرة
خيرية البشلاوي
في مصر الآن عدد كبير جدا من المسارح الحية المفتوحة علي مساحات كبيرة
يحتلها مؤدون.. لا أقول ممثلون وانما شباب وشيوخ يؤدون أدوارا مرسومة ولهم
أسماء.. فرقة "حازمون" تقيم أمام مدينة الانتاج الاعلامي.. أمامها براح
ومساحات تسمح بتمرينات رياضية وعمل بروفات جماعية لمشاهد تحتاج حركات
هتافية ولغة شحن تتطلب تعبيرات معينة تنقل رسائل شفهية صارمة أو عملية
منذرة والأكشن في هذا العرض اليومي عنيف بالضرورة لأن الترويج عنصر مهم
للتخديم علي الرسائل المرسلة.
ما هي طبيعة عرض "حازمون" هل هو ترجيكو ميدي؟ هكذا تدلنا الصورة التي
تنقلها أحيانا القنوات التليفزيونية.
الصورة تعكس بورتريهات عجيبة بملامح غريبة وتعبيرات علي الوجوه تجعل
المشاهدين في حالة ترقب المشاهدون مصريون من كل صوب.. مشاة أو داخل سيارات
ونسبة كبيرة منهم تتجه إلي أعمالها داخل المدينة المحاصرة وتتعرض للإساءة.
المشهد اليومي وما يضاف اليه من مناظر وديكورات ومنها دورات مياه وخراطيم
وصنابير وحجرات للنوم.. المشهد في هذه المسرحية الارتجالية ليس للترفيه علي
أي حالة وانما لدوفع كثيرة منها اثبات "الزعامة" أو وضع اليد علي مساحة من
الأرض للانطلاق منها في حالة حدوث حرب!!
تعليقات الناس. الشباب بصورة خاصة تفتح نافذة علي صور مشوهة ومعيبة من
شأنها أن تزيد الأجواء سخونة.
صور المؤدين وملامحهم ولغتهم اللفظية والجسمانية في هذا العرض الكئيب
لا تختلف عن صور نظرائهم في العرض المقام أمام قصر الاتحادية.. عروض
الاتحادية تحولت إلي ميلودراما تاريخية عنيفة ودموية. الألم والغضب والزعيق
وأصوات المجاميع وعمليات الاجتياح واللقطات القريبة لوجوه العارضين
الملوحين بعلب النستو والفول والبطاطين وزجاجات المياه تفاصيل في العرض
المأساوي.
الميليشيات وحاملو النبابيت والسنج في صورة لا تكذب ولا تتجمل تؤكد
شائعات كنا نرفضها ونصدها انكارا لبشاعتها وهربا من خوف تصديقها.
العروض في الميادين ذات طبيعة مختلفة. عروض ملحمية لشرائح متلاحمة من
شباب وشابات يتمسكون بالنص الرئيسي والرسائل الأصلية التي ثاروا لإيصالها
وسحلوا بسبب اصرارهم علي وضعها موضع التنفيذ.
عروض الميادين تم اختراقها. تسللت اليها جماهير تسعي إلي تقويض المشهد
التحريري الذي كان منذ عامين أو أقل قليلا وإلي قلب قواعد اللعبة وشطب
الرسائل واستبدالها بأخري وتبديل ألوان العلم بألوان مختلفة!!
شخصيات رئيسية في المشهد القديم والحديث لم تبرح الميدان أسقطت
الأقنعة التي كانت تضعها وظهرت بملامحها الأصلية.. الدور التكتيكي الذي
يساند الثورة والثوار ويعلن ايمانه بأصحاب العرض الأول وطاقمه والجموع التي
ساندته تغير في الفصول التالية عندما لاحت بوادر النصر وأصبح الفوز
والنهاية السعيدة في متناول اليد.
المسارح المنتشرة تنتقل بعروضها اليوم السبت داخل لجان الاستفتاء سوف
نري مشاهد أتمني أن تكون مبتكرة وجديدة عن بعض ما شاهدناه أثناء عمليات
التصويت التي تلت 11 فبراير 2011 والتي بدأت مع شهر مارس ثم توالت في
تواريخ مسطورة بالدم سأذهب إلي اللجنة المقيد فيها اسمي ولكنني لا أخفي
شعوري بالقلق والحزن الشديد وأيضا التوجس من نهاية العرض لأن المقدمات لا
توحي بنهايات مبشرة.
متي تسدل الستائر وتعود الجماهير إلي سكناها؟!
المساء المصرية في
15/12/2012
لماذا يكره الفنانون مهرجان القاهرة السينـــــمائى
محمد رفعت
لا أعتقد أن الفنانين المصريين يستفيدون كثيرا من مهرجان القاهرة
السينمائى الدولى بسبب إحجامهم غير المبرر عن مشاهدة الأفلام التى يعرضها
المهرجان من مدارس سينمائية مختلفة قد لا تتح لهم فرص مشاهدتها سوى فى
المهرجانات، كما أنهم لا يشاركون فى الندوات التى تعقدها إدارة المهرجان
سواء لمناقشة الأفلام المعروضة أو لتناول قضايا سينمائية مهمة، وهم حتى لا
يشاركون فى الندوات التى تعقد لأفلامه المعروضة داخل المسابقة العربية،
ويكتفون غالبا بحضور حفلى الافتتاح والختام لاستعراض الفساتين و»السواريهات»
والتقاط الصور والإدلاء بالأحاديث والتصريحات لقنوات التليفزيون والفضائيات
التى تلتف حولهم قبال وأثناء وبعد الحفل.
وهذا الجانب السلبى لا يفوقه سوءا سوى عدم اهتمام إدارات المهرجان
المتعاقبة بتعريف ضيوف المهرجان الأجانب بالسينما المصرية وتاريخها
ومخرجيها وفنانيها وأهم الأفلام التى أنتجتها..ومعظم من تحدثت معهم من
السينمائيين الأجانب الذين حضروا الى المهرجان هذا العام وفى الدورات
السابقة لا يعلمون سوى القليل جدا عن السينما المصرية، ولم يهتم أحد هنا
بأن يتيح لهم فرصة لمشاهدة إنتاجنا السينمائى بمناسبة وجودهم فى مصر، وكل
ما يقدم لهم هو رحلات سياحية لمشاهدة الأهرامات وأبو الهول والمعالم
السياحية الشهيرة دون أدنى اهتمام بأن نقدم لهم تراثنا الفنى ونماذج من
إبداعنا، أو نتيح لهم فرصة الحوار مع السينمائيين المصريين من خلال الندوات
أو المحاضرات، وبذلك نخسر شيئا مهما جدا، ونفقد نقطة لصالح وصولنا إلى
العالمية..فلا يكفى أن نشارك بأفلامنا فى المهرجانات الدولية حتى يعرفنا
العالم، ولكن من الممكن أن نستثمر وجود الفنانين الأجانب عندنا ونعطيهم
فكرة ولو مبدئية وسريعة عن فنانينا ومبدعينا فى كافة المجالات وليس فى
السينما فقط بأن ننظم لهم عروضا لأهم أفلامنا بعد ترجمتها الى أكثر من لغة،
وبأن ننظم لهم ندوات عن الفن المصرى القديم والمعاصر وعن السينما المصرية،
وهذا ما سيميزنا بالطبع عن المهرجانات العربية التى سحبت السجادة من تحت
أقدامنا فى السنوات الأخيرة بفضل إمكانياتها المادية العالية جداً وحسن
التنظيم وإغداق الأموال على النجوم العالميين، ولكن ليس لديهم هذا التراث
الفنى والسينمائى الذى نملكه ولا نحسن تسويقه أو تعريف العالم به.
من أفلام مهرجان القاهرة...
«التائب» يعود إلى الابتزاز !
محمود عبدالشكور
يحاول فيلم «التائب» أو «le reperti»
أخرجه الجزائرى «مرزاق علوش» أن يقيم توابع سنوات الإرهاب الأسود فى البلد
المليون شهيد متبنياً رؤية أراها متشائمة نوعاً ما لأنه يقول ببساطة إن
أحداً لم ينس الجرائم التى حدثت، كما أن أحداً لا يضمن الذين استفادوا من
قانون الوئام الوطنى، الذى منح عفواً شاملاً للإرهابيين الذين يسلّمون
أسلحتهم وأنفسهم، بعد أن خاضوا معارك ومذابح دموية خلال عشر سنوات، أو
العشرة السوداء، كما يطلقون عليها فى الجزائر، جاءَ عرض الفيلم فى مهرجان
القاهرة بسبب خطورة موضوعه رغم وجود ملاحظات فنية كثيرة عليه، ولكنه فى
النهاية عمل مهم لمخرج من أبرز مخرجى الجزائر، كما عرض الفيلم أيضا فى
مهرجان «كان» فى برنامج نصف شهر المخرجين.
يتابع الفيلم فى مشاهده الأولى ظهور «رشيد» الملتحى العائد من الجبل
بعد أن قرر تسليم نفسه للشرطة مستفيدا من قانون الوئام الوطنى، ويطرق الباب
فتفتح له أمه، لا تصدق عينها، نفهم أنه تردد فى اتخاذ القرار بعد أن حذره
زملاؤه من التعذيب والانتقام، عندما يعرف أفراد قريته بقدومه يحاصرونه
ويصفونه بالقاتل، يبقى منفعلا أنه قتل أحدا رغم انتمائه إلى جماعة إرهابية
يذهب رشيد إلى وهران، فى قسم الشرطة يقوم بتسليم مسدس سرقه من أمير جماعته،
فى الظاهر يبدو كل شئ مثاليا، عندما يشكر الضابط يقول له «الأخير لا تشكرنى
واشكر القانون والوئام المدنى، وبتوصية رسمية يعمل «رشيد» عند رجل «اسمه
صلاح» نرى الإرهابى التائب يحلق شعره وذقنه ولكن فجأة وبلا مقدمات نراه
يتصل بالصيدلى الأخضر، لا نسمع ما يقوله فى التليفون للصيدلى، يسرف الفيلم
فى الغموض والتطويل لنكتشف فى النهاية أن رشيد قرر ابتزاز الصيدلى، والحصول
على أموال منه فى مقابل أن يخبره عن مكان دفن ابنته سلمى التى اختطفها
الإرهابيون وقتلوها انتقاما من والدها لأنه رفض أن يمنحهم بعض الأدوية
اللازمة لعلاج أحد جرحاهم، يصبح الغموض فى السرد هدفا فى حد ذاته، كما تظهر
أم الطفلة التى انفصلت عن زوجها الأخضر، إنها تعمل فى أحد المستشفيات وتلعب
دورها بمهارة وإتقان الممثلة «عديلة بن ديمريد» حطام إنسانة دمرتها مأساة
مقتل طفلتها، تصرخ فى وجه الإرهابى «رشيد» وهو يصطحبها مع الأخضر لارشادها
إلى مكان القبر، ولكن رشيد يُصر مرة أخرى على أنه لم يقتل أحد فى نهاية
الفيلم، ومع وصول الثلاثة الأخضر وزوجته ورشيد إلى مكان المقبرة، يخرج
الإرهابيون ليقتلوا الجميع، وينتهى الفيلم المثير للجدل والمناقشة وللتأمل.
من الواضح أن علوش ينحاز إلى الفكرة التى تقول إن ثأر سنوات الإرهاب
لن يقضى عليه قانون مثالى، أهالى القرى لا ينسون ما حدث، والدماء لا تموت
وتطلب الانتقام، كما أن الارهابيين التائبين يمكن أيضاً أن يعودوا أكثر
شراسة تحت ضغط النبذ والتهميش والتجديد، ولكن مشكلة فيلم التائب الكبرى فى
ضعف حبكة السيناريو فى التطويل والاستطراد وفى الاسراف فى الغموض المفتعل،
ولم يُخفف من ذلك إلا الأداء الجيد للممثلين، بالإضافة إلى جرأة الطرح
والتناول خاصة أن الفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية.
أكتوبر المصرية في
16/12/2012
النتيجة ليست صفرا
كتبت:علا السعدني
كسبت مصر كثيرا جدا بإقامة مهرجان القاهرة السينمائي في موعده, وأهم
هذه المكاسب الاحتفاظ بصفته الدولية, اما عن وجود سلبيات او تجاوزات فهي
مع كثرتها لم تؤثر علي مكانة المهرجان, لأن العالم يلتمس لمصر الأعذار في
الوقت الراهن.
<
ويعلم الجميع وخاصة الغرب معني الالتزام والانضباط واحترام
قيمة العمل والوقت, وها نحن كنا علي قدر المسئولية رغم أن الدورة الأخيرة
جاءت متواضعة عن مثيلاتها سابقا سواء بالأفلام التي لم تكن علي نفس مستوي
المهرجان او في الندوات التي الغيت او الأفلام التي انسحبت بسبب اعتذار
أصحابها بالجملة, إلا أن ذلك لاينفي وجود ايجابيات أخري.
<
تحول المهرجان الي ميدان التحرير لدرجة أن معظم نجومه ذهبوا
الي الميدان رغم كل التحذيرات بعدم الذهاب اليه, وهذا يعطي اشارة واضحة
للعالم بأن مصر ليست بالانفلات الأمني ولا بالاضطراب الذي يتخيله او يصوره
البعض.
<
انضم الفنان آسر ياسين الي النجوم الشباب الذين قاطعوا
المهرجان بدون اعذار رغم مشاركته في مهرجان دبي كعضو لجنة تحكيم.
الأهرام اليومي في
12/12/2012
ختام دراماتيكي
لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
اختتمت فعاليات الدورة35 لمهرجان
القاهرة السينمائي الدولي يوم الخميس الماضي بمؤتمر صحفي تم
خلاله توزيع الجوائز
علي الفائزين.
لكن ما لفت نظر الحاضرين وصناع المهرجان هو ما تلاه رئيس لجنة التحكيم
الدولية
المنتج الإيطالي' ماركو مولر' مدير مهرجان روما وعضو اللجنه خالد أبو النجا
من
توصيات بعيدة تماما عن عمل اللجنة حيث قرأ خالد أبو النجا بيانا استفز معظم
الحاضرين لدرجة أن المخرج المغربي نبيل لحلو كاد أن يصعد علي
المسرح ليرد علي هذا
البيان الخارج عن اختصاص لجنة التحكيم, لكنه تراجع بعدما أمسك به زملاؤه
حتي يمر
مؤتمر الختام بسلام, فجلس يستمع لتلك التوصيات التي جاءت كالأتي:
>
تود لجنة
التحكيم الدولية أن تتقدم ببعض الاقتراحات لينمو مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي
والمساهمة في تقوية اختيارات الأفلام في المستقبل.
>
إنشاء صندوق للمساهمة في
صناعة الأفلام في مرحلة التصوير ومرحلة ما بعد التصوير, وذلك
امتدادا لملتقي
القاهرة السينمائي الدولي, وبهذا يتمكن المهرجان من جذب المشاريع عالية
الجودة في
المنطقة في مراحلها الأولية.
>
تمكين فريق عمل مستقل لاختيار الأفلام بوضوح
وشفافية وبسيادة القرار وميزانية كافية, وهذا الفريق يجب أن يضم خبرات
سينمائية
دولية تتيح جذب أفضل الأفلام سينمائيا إلي مهرجان القاهرة
السينمائي في الدورات
القادمة.
>
لجنة التحكيم تؤمن بأن مهرجان القاهرة بميلاده الجديد سيكون له
دورا هاما في الحياة الثقافية لمصر الجديدة الملهمة والحرة, كما تثني لجنة
التحكيم
الدولية علي المستوي الفني المتميز لفيلم' الشتا اللي فات' إخراج إبراهيم
البطوط.
بركان الغضب
هذه التوصيات قوبلت ببركان غضب من إدارة المهرجان عقب
انتهاء المؤتمر الصحفي, حيث انفجرت الناقدة نعمة الله حسين عضو المكتب
الفني
ومسئولة الصحافة الأجنبية في وجه الإيطالي' ماركو مولر' رئيس
لجنة التحكيم موبخة
إياه قائلة: منذ متي تتقدم لجنة تحكيم بمقترحات تقرأ علي الجمهور في ختام
المهرجان؟, وما هو عمل اللجنة من الأساس؟, هل تختص بمشاهدة
وتقييم أفلام المسابقة
الرسمية فقط أم تريد فرض رأيها علي إدارة المهرجان؟, لقد أسأت إلي تاريخك
المهني في
المنطقة العربية بأكملها, لماذا سمحت لنفسك أن تسير وراء آخرين وأنت تعرف
حدود لجان
التحكيم في المهرجانات الدولية؟, وكيف للجنة تحكيم دولية أن تثني علي فيلم
من خارج
المسابقة المكلفة بها, الأمر الذي جعل رئيس لجنة التحكيم لا
ينطق بكلمة واحدة
وانزوي بنفسه علي مائدة الغداء في الفندق وكان يبدو منكسرا رغم محاولة
تمالك
أعصابه.
100
عام
أما سهير عبدالقادر نائب رئيس المهرجان فظهر الغضب علي وجهها
وتحدثت بصعوبة بعد انتهاء المؤتمر الصحفي داخل المسرح الكبير قائلة: نحن
بلد لديه
صناعة سينمائية تتعدي عمرها الــ100 عام, ولدينا معاهد لدراسة السينما يأتي
إليها
جميع محبي السينما
في المنطقة, فضلا عن مجموعة من النقاد علي أفضل مستوي, ونحن
أقدم
مهرجان في المنطقة ونحمل الصفة الدولية, فلماذا هذا البيان الغريب الذي لم
نكن نعلم
عنه شيئا والبعيد تماما عن عمل اللجنة من الأساس.
موقف مريب
أما الناقدة
خيرية البشلاوي عضو المكتب الفني للمهرجان فقالت: هذه الدورة انتهت
بسلبياتها
وإجابياتها, لكن علينا أن نتوقف أمام عدة ظواهر كانت بالنسبة لي مريبة,
أولها:
إصرار المخرجة ماريان خوري علي اختيار' ماركو مولر' لرئاسة لجنة التحكيم,
ثانيا:
دخول الفيلم الفرنسي' موعد غرام في كيرونا'
للمسابقة الدولية, وفوزه بجائزة أفضل
فيلم رغم مستواه المتواضع في ظل وجود عدد من الأفلام عالية
الجودة تستحق الجوائز,
لكن في اعتقادي أن لجنة التحكيم كانت مخترقة بشكل كبير في هذه الدورة,
فمثلا الفنان
خالد أبو النجا لم يكن في أفضل حالاته وعمل لصالح المؤسسة السابقة التي لم
تكن
تمتلك أي شيء وطلبت من وزارة الثقافة تمويل المهرجان بالكامل,
رغم أن بها عدد من
الكفاءات التي تعمل من أجل مصر فقد كنت نائبا لرئيس المهرجان في تلك
المؤسسة,
وعندما تأكد حكم القضاء فضلت مصلحة البلد,
فالجميع يعمل في هذا الطريق, أما أن يتم
الاختراق بهذا الشكل فهو مرفوض, فلمصلحة من تفرض علينا أفلام
معينة وينساق رئيس
لجنة التحكيم بهذا الشكل خلف أحد الأعضاء؟, ولماذا تخرج توصيات أقل ما يقال
عنها
أنها مهزلة وتبتعد تماما عن اختصاصات اللجنة؟, وكيف للجنة تحكيم محترمة أن
تتحدث عن
فيلم خارج إختصاصها, وهل هان علينا المهرجان لدرجة أن الكل
يعمل لمصلحته؟, فرئيسة
المكتب الفني تتحدث مع رئيس لجنة الفبريسي'لجنة الصحافة الدولية'عن قبولها
للمنصب
علي مضض, أو منحة منها للمهرجان في الوقت ذاته تعمل علي التخديم لمشروعها'
ملتقي
القاهرة السينمائي' داخل المهرجان وتفرض علينا أفلام متوسطة
وترفع أفلام أخري
جيدة.
تشكيك
بصعوبة بالغة تحدث الدكتور رفيق الصبان رئيس لجان المشاهدة وعضو
المكتب الفني قائلا: لأول مرة في حياتي أصادف مثل هذا الموقف الغريب من عضو
لجنة
التحكيم فبأي حق يتم حجب ثلاث جوائز رغم وجود أفلام عالية
المستوي مثل الفيلم
البرازيلي'المحطة الأخيرة' والذي وقف الجمهور لمدة خمس دقائق يصفق له عقب
انتهائه,
وكذلك الفيلم المغربي' شوف الملك في
القمر', والفيلم الأذربيجاني' رجل السهول',
فلماذا يشكك في لجنة المشاهدة ويريد جلب نقاد من أوروبا للاختيار فمن صاحب
المصلحة
في ذلك؟, وفي الوقت نفسه يمنح الفيلم الفرنسي' كيرونا' الجائزة الأولي رغم
مستواه
المتواضع ووجود أفلام أفضل منه تستحق جوائز, أعتقد أن هذا
تجاوز من عضو ورئيس
اللجنة أن يصل بهم الأمر لهذا المستوي الهزيل.
الأهرام المسائي في
13/12/2012
"الحجاب
المحروق" يثير جدلاً في القاهرة
القاهرة - “الخليج”
“لهذه الأسباب رفض مسؤول بمهرجان وهران السينمائي عرض الفيلم صرخاً في
وجهي، كما رفضت جميع المهرجانات الأوروبية عرضه” . . بهذه الكلمات بدأت
المخرجة فيفيان كانواس كلامها في ندوة الفيلم الفرنسي “الحجاب المحروق”،
المعروض في مسابقة سينما العالم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي .
وقد كانت البداية مفاجأة كبيرة لجمهور الحاضرين، فالفيلم يتناول قضية
زنى المحارم رغم عرضه إياها بشكل شديد الحياء ويحمل رأياً ضد
الحجاب، وكل هذا من خلال فتاة مسلمة من أصول عربية تعيش مع أخيها بعد وفاة
والديهما، وعلى الرغم من عشقها للتمثيل المسرحي، إلا أن أخاها يقف أمام
رغبتها، ولذلك تتحايل عليه بإقناعه أنها ستمثل على المسرح وهي مرتدية
النقاب، ولكن يحدث أن تقيم ابنة خالتها علاقة مع شاب ولكن شقيق الفتاة يشك
فيها فيقدم في النهاية على حرقها ثم يهرب انتقاماً لشرفه .
الفيلم تناول القضية بشكل ظاهري فقط، ولكن العلاقة بين الفتاة وأخيها
شابها الكثير من الغموض، ولذلك توجه الناقد رفيق الصبان لسؤال المخرجة عن
هذا الغموض، لترد عليه بأن العلاقة بينهما مشبوهة بالفعل، ولكنها اختارت أن
تعرضها بشكل ظاهري فقط نظراً لحساسية القضية وخصوصيتها، وقالت: الديانات
السماوية كلها وقانون الإنسانية أيضاً برفض هذه العلاقة، ولكن أهمية الفيلم
تعود إلى أن هناك مشكلة حقيقية على أرض الواقع رغم أنها توجد بشكل
استثنائي وليست قاعدة ولا بد من التعرض لها بشكل أو بآخر لبيان أهميتها
للناس وطرحها للنقاش وهو ما سيساعد حتماً على إيجاد حلول لها” .
وأكدت المخرجة فيفيان كانواس أن مهرجان القاهرة السينمائي يعد أول
مهرجان دولي يقبل عرض الفيلم فيه، بعد رفض جميع المهرجانات الدولية في
أوروبا عرضه، لأن السلطات الفرنسية لا تعرف كيف تتعامل مع الأقليات المسلمة
لديها، وخصوصاً بعد المشكلة التي ثارت وسببت جدلاً كبيراً في المجتمع
الفرنسي بسبب الحجاب، لأن اليمين والشمال في فرنسا دخلا في جدل كبير، لأن
أحدهما رفض فكرة ظهور المسلسلات بالحجاب، بينما أكد الآخر أن الحجاب نوع من
الحرية ولا يجوز الحجر على أحد .
وعن تأثير رفض المهرجانات الدولية عرض الفيلم لديها على عرضه تجارياً
في فرنسا، أشارت المخرجة إلى أن الفيلم تمت إجازته رقابياً في فرنسا وسيتم
عرضه في الأشهر المقبلة .
ومن ناحية أخرى، قالت: مهرجان وهران السينمائي الدولي وافق على عرض
الفيلم قبل مشاهدته، ولكن عندما شاهده أحد المسؤولين البارزين في المهرجان،
صرخ في وجهي رافضاً رفضاً تاماً عرضه في مهرجان وهران، قائلاً: “كيف يعرض
فيلماً يتعرض لهذه القضية الحساسة، وخصوصاً أن أبطال الفيلم من أصول عربية
إما جزائرية أو مغربية .” ولذلك كان مهرجان القاهرة هو الدولي الوحيد الذي
قبل الفيلم .
الخليج الإماراتية في
12/12/2012 |