حرص مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى اختتم أعماله الأربعاء
الماضي أن يقدم توسيقاً للثورة المصرية لما لها من خصوصية من خلال عرض عدد
من الأفلام التى وثقت للثورة إيمانا من المهرجان بأن السينما أيضا ثورة على
كل ما هو فاسد ومن بين الأفلام التى تم عرضها على هامش المهرجان الشتا اللى
فات والثورة خبر وغيرهما من الأفلام التى تتحدث عنها السطور التالية. نجح
عمرو واكد فى تحقيق التميز بعد أن شاركت اعماله بالعديد من المهرجانات
العالمية وحصد بعضها جوائز مهمة، كما يعود لجمهوره المصرى بفيلم جديد سياسى
يحمل عنوان «الشتا اللى فات» تدور أحداثه حول الثورة المصرية وما قبلها
وبعدها.. وعلى الرغم من ان آخر الافلام المصرية التى قدمها واكد كانت «18
يوم» لم يتم عرضه جماهيريا حتى الآن.. الا ان مشاركته بالثورة دفعته لاكمال
المشوار لايمانه بالرسالة التى يجب ان تصل للجمهور..
وقد شارك فيلمه بعدد كبير من المهرجانات العالمية منها مهرجان «فينيسا»
و«بندن» السينمائى الدولى ثم جاء اختياره مؤخرا ليكون فيلم افتتاح مهرجان
القاهرة السينمائى الدولي.. وتحدث معنا واكد عن فيلمه..
■
كيف جاءت مشاركتك فى فيلم «الشتا اللى فات»؟
- اتفقت مع المخرج ابراهيم البطوط على تقديم فيلم عن الثورة وعلى
الرغم من عدم وقوفه على قصة الفيلم وفكرته إلا انى تحمست ووافقت على تصويره
بصحبة الفنانة فرح التى تقوم بدور البطولة معى فى الفيلم أثناء تواجدنا
بالميدان.بعد انتهاء الثورة بفترة وجيزة وجدنا ممولين تحمسوا لفكرة العمل
وقمنا بكتابة السيناريو والبدء الجدى فى بناء الفيلم ..
وكان مشروع الفيلم فى منتهى السلاسة فقد كان لدينا تمويل لا يتعدى 500
الف جنيه فقط مع بداية الفكرة ولكننا وجدنا ممولين يشاركون لاول مرة فى
الانتاج السينمائى مما قلل من احساس المخاطرة لدينا حتى وصلت ميزانية
الفيلم إلى 5 ملايين جنيه.. فكل عنصر منا شارك بجزء من الانتاج لإخراج
الفيلم للنور.
وفور انتهاء البطوط من كتابة السيناريو قمنا بالتصوير وكان الحوار
ارتجالى بيننا من خلال معايشتنا للشخصيات فى ميدان التحرير.
■
وما هو دورك فى الفيلم؟
كل شخص مننا يظهر باسمه الحقيقى بالفيلم و«عمرو» مواطن شاب وفرح
«مذيعة بالإعلام الحكومي» وعادل «ضابط أمن دولة وعلاقة كلا منهما بالاخر
قبل الثورة وخلالها، فأحداث الفيلم تبدأ منذ عام 2009 وحتى قيام الثورة..
ولكنه ليس فيلما عن الثورة كما يشيع البعض فهو يعكس حقائق وانماطًا موجودة
بالمجتمع ومنها علاقة المواطن بالاعلام والشرطة وغيرها. عمرو يعكس الشاب
المصرى الذى تعرض لتعذيب على يد أحد رجال أمن الدولة أثناء تظاهره فى عام
2009 مما يجعله يتخوف من المشاركة بالميدان أثناء الثورة ولكنه يتغلب على
هذا الخوف وينزل للميدان.
■
هل تم تحديد موعد العرض الجماهيرى لفيلم «الشتا اللى فات» فى مصر؟
- لا.. نحن فى مرحلة البحث عن موزع يقوم بتبنى فكرة توزيع الفيلم بشكل
صحيح ليصل للجمهور وتكون له مساحة فى السوق ولا يتم (رميه) فى 3 سينمات
اتنين منها صيفى فى عز الشتا مثلما حدث مع احد افلامى زمان.. فاغلب
الموزعين يبتعدون عن تبنى توزيع الافلام ذات المضمون الجاد والمستقلة بشكل
خاص وذلك لان هذه الافلام تفتقد للخلطة السحرية التى تساعد على انجاح
الفيلم و(تاكل مع الناس) على حد قولهم وهى بنت حلوة وشاب وسيم وغنوة خفيفة
وافيهات كوميدية والوان مبهرة.. وللأسف هذا اصاب صناع السينما بخلل واصبحنا
نجنى ايرادات 250 مليون جنيه فقط من كل الانتاج السنوي.. وأتمنى أن يتم عرض
الفيلم بشكل جيد ومتأكد من ان الجمهور سيشاهد الفيلم ذو المضمون الجاد
وأكبر دليل على هذا نجاح السينما المستقلة فى الفترة الاخيرة.
■
هل التوزيع هو السبب فى تأجيل عرض فيلم «18 يوم» حتى الآن؟
- لا أعلم شيئا عن الفيلم فمنذ أن انهيته لم أسأل متى سيعرض ولكنه حصل
منذ فترة كبيرة على تصريح موافقة الرقابة على عرضه جماهيريا ولا اعلم لماذا
لم يتم عرضه وقد يكون ذلك فى يد المسئولين عن انتاجه.
■
ألم تتخوف من منع بعض الجهات من عرض افلامك او بعض الافلام التى تتحدث عن
الظلم والفساد وغيرها؟
لا اعتقد ان هناك من يستطيع ان يمنع مثل هذه الاعمال لانه من الغباء
القيام بهذا العمل بعد الثورة، فعلى الرغم من أن الرؤية لمستقبل مصر غير
واضحة الا اننا كشعب تغيرنا.
ولا يوجد من يستطيع فى الدنيا ان يمنع وصول فيلمى للناس فلو تم منع
عرضه بالسينمات سوف اطبعه على «دى فى دى» او ارفعه على مواقع الانترنت
المختلفة فنحن فى عصر لا يوجد من يحجم من إبداع أحد.
مخرج «عيون الحرية»:
الفيلم يدافع عن متظاهرى محمد محمود
والذى اتهمهم بالتحرش بالشرطة والذهاب لمحيط وزارة الداخلية، هذه
الكلمات التى اعلنتها بعض أجهزة الاعلام لتشويه صورتهم وجعلهم يخسرون تعاطف
الآخرين.. بينما كان هدفهم الاساسى حماية الميدان من هجمات الداخلية عليهم.
وقال أحمد صالح مخرج الفيلم أنه قرر منذ اندلاع الثورة تصوير وتوثيق كل
الاحداث التى تمر بها البلد ليس بدوره كمخرج فقط بل بدوره كمواطن مصرى يريد
أن يشارك فى كشف الحقائق للناس، خاصة انه أصيب بحالات اختناق بسبب الغاز
المسيل للدموع وكان يشارك فى نقل الجثث والمصابين إلى خارج الشارع.
وقد ركز صالح فيلمه على الجانب الانسانى والذى لا تظهره وسائل الاعلام
حيث قال: «قمت بالاتفاق مع أخى رمضان الذى شاركنى تصوير وتنفيذ الفيلم على
أن نستمر فى مشاركة الشباب المصرى التظاهرات ولكن اثناء تصوير الاحداث من
وجهة نظر انسانية ليكون فيلما مبنيا على حقوق الانسان فركزنا فى لقطات على
متظاهر تم بتر قدميه ويجلس على كرسى متحرك ويصمم على الدخول لشارع محمد
محمود والاقتراب من الحاجز الذى قامت ببنائه الشرطة ولا يبالى باطلاق
الرصاص أو القنابل المسيلة للدموع وكذلك أحد المتظاهرين المشاركين ايضا
معنا وكان قد فقد قدمه اليسرى إثر اصابته بثلاث طلقات يوم 28 يناير..
وايضا هناك مشاهد للمصابين بطلقات الخرطوش المختلفة وحالة انسانية لأم
فقدت ابنها وذهبت للبحث عنه وعندما رأت حالات المصابين أجلت البحث عنه
لفترة وذهبت للحصول على المساعدات الطبية».
وأضاف صالح أن من كواليس تصوير الفيلم أنه تعرض للكثير من التهديدات
والمضايقات الأمنية خاصة انهم كانوا يركزون على أى شخص ممسك بكاميرا
للتصوير ويحاولون اللحاق به والحصول على المادة المصورة.
وقال انه ذهب لتصوير الجانب الاخر من الجدار الحجرى العازل بين الشرطة
والمتظاهرين فقام باخفاء الكاميرا داخل حقيبته وتصوير بعض المشاهد ولكنه
تراجع عن وضعها فى الفيلم لان هدفه كان منذ البداية اظهار وجهة النظر
الثورية وليس توثيق الاحداث الذى يعتمد على تناول وجهة نظر الطرفين.
وقد كشف صالح عن تقديمه للمواد المصورة لديه للنائب العام لاستخدامها
كأدلة فى قضية قتل المتظاهرين وذلك عن طريق لجنة الحقوق والحريات التى
اقترحت عليه ذلك فور مشاهدتها لفيلميه «18 يوم» التسجيلى والذى تم تصويره
فى الثورة و«عيون الحرية .. شارع الموت».
ولقد ابدى صالح استياءه من عدم الاهتمام بالفيلم التسجيلى المصرى حيث
قال ان هناك عدة عوائق أمام كل فرد يحاول انتاج فيلمه وتقديمه للجمهور فهو
لن يعرض بدور عرض وليس من السهل مشاركته بالمهرجانات الدولية حيث إن تكلفة
الحصول على تصريح الرقابة الخاص بكل مهرجان على حد يتعدى الـ200 جنيه كما
أن تكلفة إرساله بالبريد المصرى تصل 60 جنيها أو 400 جنيه بالبريد الخاص.
كما أن هناك عدم اهتمام بالأفلام التسجيلية الديجيتال بالمهرجانات
المصرية وذلك من خلال مشاركته بالدورة السابقة لمهرجان الاسكندرية
السينمائى فى دورته السابقة حيث لاقى تهميشًا لفيلمه بشكل كبير.
البطوط: عالجت تأخيرى عن الميدان بـ«الشتا اللى فات»
فى الميدان حيث بدأ النزول للميدان منذ يوم السبت الـ29 من يناير،
ولذلك قرر ان يعرض حالة الوطنية التى شاهدها هناك. وقال البطوط:" أردت أن
اقدم فيلما دراميا يدور أغلبه خارج الميدان لأنى لم أكن اريد أن اقدم ما
يعتبره البعض مجرد توثيق لأحداث الميدان.. فقمت باقتراح الفكرة على ابطال
الفيلم وتصوير بعض اللقطات الخاصة بالميدان فى يوم التنحى".
وعن التحصير للفيلم اوضح البطوط أنه قام بكتابة سيناريو العمل بعد
انتهاء الثورة بشهرين تقريبا واتفق مع الفنانين على ارتجال الحوار الخاص
بكل مشهد.
وأضاف انه لم يكن يجد من يشاركه فى تمويل الفيلم فى البداية فلم يكن
هناك غيره هو وعمرو واكد ثم بدأ فى الاستعانة ببعض الاصدقاء من المجال
السينمائى والاعلانى.
وعن مشاركته بعدد كبير من المهرجانات وعدم حصوله على جوائز قال البطوط
أن تكريم الفيلم الحقيقى هو عرضه بالمهرجانات واعجاب الجمهور به والفيلم قد
حصل على اعجاب وتقدير كل الحاضرين فى مختلف المهرجانات وهذا يعتبره أكبر
تقدير، فلا يهم أن يحصد الجوائز بقدر نيلة لاعجاب الجمهور.
وعن عدم حضوره لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى قال البطوط أنه لم
يقصد الابتعاد عن المهرجانات المصرية ولكنه اضطر للسفر قبل بدء الفعاليات
بيوم واحد لحضور عرض فيلمه أمام البرلمان الاوروبى والذى لاقى هناك
استحسانًا للكثير من المشاهدين
مخرج فيلم «الثورة.. خبر»:
ركزت على معاناة الصحفى
اهتم المخرج بسام مرتضى فى فيلمه «الثورة.. خبر» بإظهار معاناة
الصحفيين فى تغطية أحداث الثورة، خاصة الذين استخدموا التغطية المصورة..
حيث اعتمد من خلال فيلمه على سرد قصة 6 صحفيين من الجنسين والمشاكل التى
تعرضوا لها والتفاعل المهنى والإنسانى مع الأحداث.. حيث قال: «بعض الناس
يعتبرون الصحفى يقدم عمله بلا مشاعر ولكنى ركزت على الكواليس التى تدور خلف
تقديم هذا العمل فهناك حالات انسانية فى قصة كل صحفى منهم من لم يستطع أن
يكبت مشاعره من الصراخ أو الهتاف أو التفاعل مع الاحداث الدامية التى كانت
موجودة فى الميدان.. حتى أن بعضهم كانت تظهر أصواتهم من خلف الكاميرات أو
يتم ضربهم وملاحقتهم للحصول على المادة المصورة منهم».
وعن فكرة الفيلم واختياره للصحفيين الستة قال مرتضى: «لقد كنت اقوم
بتدريب بعض الصحفيين منذ عامين على كيفية تغطية الاحداث بتصوير الفيديو
وكان من ضمنهم هؤلاء الستة وكنا نتواجد معا فى الميدان وشاهدت المواد
المصورة الخاصة بهم فقررت أن أقدم فيلما يكون من وجهة نظر أخرى مختلفة
فأعرض الاحداث التى تم تصويرها بكاميراتهم وذلك أثناء سرد كل شخصية منهم
لما حدث لها فى مكان الحادث الأصلى.. فكل فرد منهم تحمل عبء استكمال
التغطية الصحفية وسط الهجمات والقتلى والمصابين، فأظهرت الضغط النفسى الذى
كانوا يعانون منه كصحفيين ومواطنين فى نفس الوقت.»
وعن المشاكل التى تعرضوا لها قال مرتضى أثناء تصويرى لبعض اللقطات
التى يظهر فيها الصحفيون على أطراف الميدان كانوا يمنعونا امنيا أحيانا
كثيرة خاصة بعد نزول الجيش للميدان فكانوا لا يريدون أن يتم تصوير أى
دبابة.. حتى بعد انتهاء الـ«18 يوم» كنا نواجه مشاكل فى التصوير ليس امنيا
ولكن من الشعب نفسه فالكثير من الناس يأتى ويحاول منعنا من التصوير لتخوفهم
من تصوير أى محال أو شخصيات بدون أذن مسبق منهم.
وأضاف مرتضى أنه يتمنى أن يتم عرض فيلمه لكل مصرى حيث أنه أقام العرض
الاول له بميدان التحرير فى ذكرى جمعة الغضب الاولى فى ال28 من شهر يناير
الماضى.. ومنذ ذلك الوقت لم يتم عرضه مرة أخرى فى مصر سوى بمشاركته الاخيرة
بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى.. وأضاف: «أن هذا اول عرض له وبعد ذلك
يشارك الفيلم فى عدة مهرجانات دولية منها مهرجان برلين وروما للسينما
التسجيلية ولكننى أتمنى أن يتم عرضه جماهيريا أو فضائيا على إحدى القنوات
لكى يشاهده المصريون ويكون هناك اهتمام اكبر بتوزيع الفيلم التسجيلى المصرى
خاصة الذى يعكس مشاعر ومشاكل الشعب».
خروج فيلمين عن الثورة بسبب «الإعلان الدستورى»
حيث أعلن المخرج وائل عمر عن قراره بسحب فيلمه"البحث عن النفط والرمال
" من المهرجان والذى كان مشاركا بمسابقة الافلام العربية..وذلك بعد تصاعد
الأحداث حيث اعترض على اقامة المهرجان فى ظل الظروف السياسية المضطربة التى
تشهدها البلاد. حيث قال انه لن يذهب للاحتفال بفيلمه إذا تواجد آلاف
المتظاهرين بالتحرير.
وقد حاولت ادارة المهرجان اقناع عمر بالتراجع عن قراره ولكن قراره جاء
بالاجماع مع أسرة عمل الفيلم على مقاطعة المهرجان خاصة انه يتبع وزارة
الثقافة التابعة للحكومة التى تسىء لشباب التحرير.
وتدور أحداث الفيلم حول المؤرخ محمود ثابت الذى ورث عن عائلته قصراً
يقع فى محيط ميدان التحرير، ويرجع تاريخ القصر إلى الفترة الملكية، حيث
يقوم ثابت فى الفيلم بتتبع قصة صناعة فيلم
Oil and Sand،
وهو فيلم 8 مللم قام والداه بتصويره قبل أسابيع معدودة من خلع العائلة
الملكية المصرية فى انقلاب 1952، وتأتى أهمية موضوعه من مشاركة بعض أعضاء
العائلة الملكية وحاشيتها بالتمثيل فيه، ويقوم ثابت بتجميع النسخة الأخيرة
الناجية من الفيلم ويعيد بناء القصة خلف الفيلم والمشاركين فى صنعه والظروف
السياسية التى أحاطت به.
ومن جانب آخر فوجئ جمهور المهرجان بعدم وجود عرض الفيلم التسجيلى
"الطريق إلى التحرير" والذى كان من المقرر أن يتم عرضه فى اليوم المخصص
للافلام التى أرخت الثورة المصرية.. ونفى المدير التنفيذى للمهرجان المخرج
أحمد عاطف أن يكون المخرج عمرو عبد الغنى مخرج الفيلم قد تعمد عدم
احضارالنسخة الخاصة بفيلمه، خاصة أنه قد اتصل به ليلة عرض الفيلم وأكد عليه
أن يحضر النسخة معه ولكن عبد الغنى تعلل بأنه "نسى" أن يحضر قبل الموعد
المحدد لعرض الفيلم.
وأضاف انه عرض عليه امكانية عرض فيلمه مرة أخرى بالمهرجان ولكن بشرط
أن يحضر النسخة قبل الاعلان عن أى موعد ولكنه لم يلتزم.
روز اليوسف اليومية في
07/12/2012
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يطفئ شمعته الــ
35 وسط أجواء مشحونة
الأحداث السياسية تلغي
حفل الختام وتوزيع الجوائز في مؤتمر صحفي
متابعة المهرجان: محمد
قناوى
الاحداث السياسية والاحتجاجات التي شهدها الشارع المصري خلال الايام
الماضية بسبب مسودة الدستور الجديد الذي اثار جدلا كبيرا حيث
يتم الاستفتاء عليه يوم 15
ديسمبر الحالي فرضت نفسها علي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته
الخامسة والثلاثين والذي اختتم اول أمس فعالياته بدون حفل للختام بناء علي قرار من د.
صابر عرب وزير لثقافة نظرا للاحداث السياسية الساخنة التي تشهدها البلاد
حاليا حيث اقتصر الختام علي اقامه مؤتمر صحفي لرؤساء لجان التحكيم ورئيس
المهرجان عزت ابو عوف لإعلان جوائز الدورة الخامسة والثلاثين التي شارك
فيها 175 فيلما من 64 دولة. وقد خيمت الاجواء السياسية المشحونة في مصر علي
المهرجان منذ حفل الافتتاح بدأت بانسحاب الفيلم المصري "البحث عن النفط والرمال"
من مسابقة الافلام العربية اعتراضا علي العنف الذي يمارس ضد المحتجين علي
مسودة الدستور الجديد .. وكان مقررا أن يكرم في حفل الختام ثلاثة مصريين هم: الممثلتان لبلبة ونيللي ومهندس الديكور أنسي أبو سيف الذي أعلن
يوم الثلاثاء الماضي رفض تكريمه اعتراضا علي مشروع الدستور الذي تتهمه كثير
من القوي بأنه لا يعبر عن الإرادة الشعبية
وخلال فعاليات المهرجان احجم الفنانون المصريون كالعادة عن حضور
فعاليات المهرجان ومشاهدة الافلام التي تشارك في المسابقات المختلفة وكأن
المهرجان يقام لضيوفه الاجانب والصحفيين فقط فلم نجد فنانا او مخرجا او
مؤلفا سينمائيا او منتجا يشاهد اي فيلم اجنبي ليستفيد من خلال مشاهدته
لمدارس سينمائية مختلفة قد لا يتاح لهم مشاهدتها الا في المهرجانات.
وشهد جدول عروض الافلام حالة من الفوضي والتخبط فلم يستقر جدول العروض
يوما واحدا لتغيير المواعيد اما بسبب الاعتذارات المفاجئة لعدد من الافلام
وعدم وصول نسخ العرض الجماهيري كما تم الغاء عدد من ندوات الافلام لعدم
حضور صناعها ومن ابرز هذه الندوات ندوة الفيلم اليوناني
»الوهم الجذاب«.
وابدي عدد من الضيوف الاجانب وايضا المصريون استياءهم الشديد من
النشرة الصحفية التي يصدرها المهرجان والتي جاءت ضعيفة المستوي تحريريا وفي
الوقت نفسه صدرت باللغة العربية فقط دون مراعاة وجود اجانب لا يجيدون
العربية
.. ومنعت الرقابة علي المصنفات الفنية عرض خمسة افلام من المشاركة في
مسابقات المهرجان هذه العام من ابرزها الفيلم الروسي "رغبات"
بسبب احتوائه علي مشاهد جنسية صريحة وصادمة ؛ والفيلم الالماني "الحقيقة
والكذب" بسبب احتوائه علي مشاهد تعذيب لفتاتين عاريتين تماما ؛ كما تم
منع ثلاثة افلام تركية منهما فيلم "دردن"
حيث يتناول زنا المحارم اما الفيلمان الاخران فأحدهما يتناول علاقة بين
فتاة "سنية" وشاب شيعي والثاني يتناول اضطهاد الاكراد الشيعة.
وقد سيطرت أفلام الحروب والصراعات السياسية علي افلام المسابقة
العربية فمن الكويت نجد فيلم "تورابورا"
إخراج وليد العوضي، وبطولة سعد الفراج، وخالد أمين يتحدث عن رحلة ابوين للبحث عن نجلهما
الأصغر والذي استسلم لعملية غسيل مخ من قبل متطرفين قرر بعدها مغادرة
الكويت للانضمام لقوات الإرهابيين في أفغانستان..
ومن لبنان فيلم "تنورة ماكسي" وتناول قرية جنوب لبنان لجأت إليها عائلة
بيروتية هربا من وابل القصف ودوي القذائف التي رافقت اجتياح الجيش
الإسرائيلي لبيروت عام
1982..
أما الفيلم المغربي "انظر
للملك علي وجه القمر"عن ثمانين سنة من تاريخ المغرب، انطلاقاً من الانتفاضة
الريفية علي الإسبان، سنة
1906 بقيادة الشريف محمد أمزيان، ثم يتم الانتقال إلي نضال أهل زيان بخنيفرة،
بزعامة موحي أحمو الزياني، ثم العودة إلي الريف، فيجري حديث عن نضال البطل التاريخي عبد الكريم
الخطابي ومعاركه وجهاده وحروبه ضد المستعمر الفرنسي والإسباني وبعد نهاية
حرب الريف وأسر عبد الكريم الخطابي، يستقر الكل في فاس،
لينطلق النضال السياسي وطبعا المقاومة المسلحة إثر خلع محمد الخامس ويقدم
الفيلم صورا للنضال والكفاح من أجل استقلال البلاد ورجوع محمد الخامس ..
ويعود الفيلم الفلسطيني "لما شفتك"
إخراج آن ماري جاسير إلي ستينيات القرن الماضي حول ام وابنها الصبي حيث
يعيشان في معسكر اللاجئين بمدينة جرش الأردنية، وهما جزء من موجة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين،
تم فصل الأم والابن عن الأب، وأصيب طارق بمرض التوحد ولكنه في الوقت نفسه مفعم
بالطاقة والنشاط وفي فيلم "مملكة
النمل" إخراج شوقي الماجري نري طائرات الأباشي المروحية والدبابات تقذف
الحمم التي تزهق الأرواح وتقضي علي كل شيء، والجرافات تهدم البيوت وتحت الأرض تصل الأنفاق
والكهوف المدن الفلسطينية بعضها البعض بسهولة وأمان،
أما في الفيلم الجزائري "التائب"
إخراج مرزاق علوش فتدور أحداث الفيلم في منطقة السهول العليا بالجزائر وهي
منطقة تسيطر عليها مجموعات إسلامية تنشر الإرهاب.
واقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ندوة بعنوان
"السينما الإفريقية في الحاضر والمستقبل"،
لمناقشة التحديات والصعوبات التي تواجه السينما الإفريقية وكيفية التغلب
عليها وشارك فيها مجموعة من صناع ومنتجي وموزعي الأفلام الإفريقية؛ منهم
"مايكل أجيرا مدير صندوق التنمية للسينما الإفريقية في نيجيريا - وديفيد
سيموريست- فيردوز بولبوليا -هانز
كريستيان - المخرج النيجيري نيوتين أديوكا - فايث إيساكيبر"
حيث أكد هانز كريستيان: إن إفريقيا تسعي دائما إلي الوجود علي الساحة السينمائية في
العالم من خلال استخدام الأساليب الفنية الحديثة،
وأن السينما الإفريقية تقوم بنقل الواقع الإفريقي داخل المجتمع ولكننا أمام
تحدٍ كبير وهو كيفية إنتاج أفلام إفريقية علي هذا المستوي، خاصة وأننا
بحاجة ماسة إلي تكاتف كل قوي المجتمع السينمائي من أجل البحث عن تمويل.
وأضاف أن السينما الإفريقية تتناول الواقعية داخل مجتمعاتها،
وهو ما يعوق انتشارها ونحن نبحث عن الاستفادة من كل الأفلام العالمية التي
تعتمد قصصها علي الاحتكاك بالعالم الثالث.
وأشارت فيردوز بولبوليا إلي أن إفريقيا تحتاج إلي الجميع وتسليط الضوء
عليها، وأن القاهرة كعادتها دائمًا تكون صاحبة الرعاية لهذه المبادرة،
مضيفة: "نواجه الآن قرصنة الأفلام الإفريقية وهناك العديد ممن يبحثون عن
هذه الأفلام التي تحكي الواقع الإفريقي ويقومون ببيعها بأثمان بخسة أو
مجانًا أحيانا.
وعلي هامش المهرجان عقد الاجتماع السنوي لرؤساء المهرجانات،وقرر
المجتمعون تفويض مجموعة من مسئولي المهرجانات السينمائية الدولية،
لصياغة توصيات من شأنها تطوير عمل المهرجانات التي تهتم بالسينما العربية،
وبعد مناقشات مستفيضة تم التوصل إلي التوصيات الآتية:
أولا: تأكيد المهرجانات المجتمعة علي التزامها الدائم
بالدفاع عن حرية التعبير وقيم الكرامة وحقوق الإنسان من خلال فن
السينما.ثانيا:
اقتراح بإقامة لجنة دائمة للمهرجانات التي تروج للسينما العربية، سواء داخل
العالم العربي أو خارجه.
اثار عدم حضور الوفد الايراني لفعاليات المهرجان الانتباه حيث تردد في
اروقة المهرجان ان السلطات المصرية امتنعت عن منح تأشيرات دخول لخمسة
مخرجين وفنانين ايرانيين تشارك اعمالهم في فعاليات الدورة الـ
35 لمهرجان القاهرة -دون ابداء الاسباب الكامنة وراء ذلك-
كانت قد وجهت الدعوة لهم للمشاركة بجانب اعمالهم في فعاليات مهرجان
القاهرة، لكن الاعمال حضرت من دونهم كونهم لم يحصلوا علي تأشيرات من وزارة
الخارجية المصرية. ولم تتضح الصورة لدي ادارة المهرجان حول اسباب عدم منح
التأشيرات اللازمة للايرانيين. وشاركت السينما الايرانية في الدورة الخامسة
والثلاثين من المهرجان بفيلمين "الحياة الخاصة للسيد والسيدة ميم"
للمخرج روح الله حجازي وهو ضمن المسابقة الرسمية، و"تحليق الطائرات الورقية"
للمخرج علي خافتيان المشارك في المسابقة الدولية لحقوق الانسان.
قلم علي ورق
بقلم : محمد قناوى
سألني صديق: لماذا قامت ادارة مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي بإسناد مهمة طباعة جميع مطبوعات المهرجان في دورة هذا العام لإحدي المطابع الخاصة في الوقت الذي تمتلك فيه وزارة الثقافة التي تدير
المهرجان ماليا واداريا من خلال لجنة مالية يرأسها د.
خالد عبد الجليل وكيل الوزارة ورئيس قطاع الانتاج الثقافي العديد من
المطابع الحديثة تتبع الهيئة العامة للكتاب وتقوم بطباعة كل مطبوعات الهيئة
والقطاعات المختلفة للوزارة سواء كتباً او مجلات أو دفاتر، فقد كان الاولي بالوزارة ان تقوم بطباعة مطبوعات
المهرجان داخل مطابعها توفيرا للنفقات في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر
بها مصر حاليا وهذا يوفر عدة مئات من الاف الجنيهات من ميزانية المهرجان؟
بصراحة شديدة وجدت سؤال صديقي منطقيا والوحيد الذي يمتلك الاجابة عليه
هو وزير الثقافة شخصيا، واثناء الحديث فوجئت بصديق آخر يتولي رئاسة تحرير
أحد اصدارات وزارة الثقافة المتخصصة يبادرني قائلا:
هذا الامر ليس مقصورا علي مطبوعات المهرجان فقط فالوزارة متعاقدة مع هذه
المطبعة تحديدا علي طباعة عدد كبير من اصدارات وزارة الثقافة من خلال تعاقد
خاص رغم ان أسعار هذا المطبعة اعلي بكثير عن الاسعار الموجودة في السوق
ويتم سنويا تجديد عقدها مع الوزارة دون مبررات. وقد حاولت فسخ هذه التعاقد ولكن فشلت لإحساسي بأن
اسعار طباعتها مبالغ فيها.
فقلت لصديقي: ولماذا تعتمد وزارة الثقافة علي
مطبعة خاصة رغم امتلاكها للمطابع الحديثة ؟ واذا كانت قدرة مطابعها لا تكفي
انتاجها فلماذا لا تلجأ للتعاون مع مطابع الوزارات الاخري مثل وزارة الاثار
التي تمتلك احدث المطابع او وزارة الداخلية التي تمتلك مطابع الشرطة التي
تعتبر اسعارها اقل الاسعار الموجودة في سوق الطباعة وتتميز بجودة مطبوعاتها
؟ السيد وزير الثقافة د. صابر عرب ألا تري ان هناك علامات استفهام كثيرة
تحتاج منك اجابات شافية؟
kenawy212@yahoo.com
أخبار اليوم المصرية في
07/12/2012 |