حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الدوحة ترابيكا السينمائي الرابع

حوار مع الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي

حاوره: حسن المرزوقي

·     ما هو رأيكم في مهرجان الدوحة السينمائي "ترايبكا" ونحن نعلم أنكم متابعون له منذ أول دورة: هل هناك تطور ما؟ 

الواقع أن كل دورة من المهرجان هي حالة خاصة بذاتها، بمعنى أنه في الدورة الماضية كان الدور الأساسي موكولا إلى "كتارا" (الحي الثقافي في مدينة الدوحة) وقبلها كانت دور العرض السينمائي التقليدية هي التي تُعرض فيها الأفلام والندوات، وفي هذه الدورة أنا أرى لأول مرة مهرجانا سينمائيا في سوق شعبي رغم أني أحضر مهرجانات عربية وعالمية بعضها تجاوز عمره الربع قرن من الزمن، وهنا أرى أن سحر السوق الشعبي وأجواءه هامة، وقد كان هذا الاختيار مفاجأة لنا فنحن رغم أننا كنا في سوق لكن كان هناك انضباط في مشاهدة الأفلام، وأنا مثلا كنت أتساءل عما إذا كان ممكنا التخلص هذه المرة من السجادة الحمراء فيمشي الواحد منا في سوق ويستنشق رائحة البخور والقهوة والأرجيلة فتكون هناك حالة تتوافق مع طبيعة السوق.

·        وعلى مستوى المضمون ونوعية الأفلام ما الجديد في هذه الدورة؟

أنا أرى أن فيلم "المفتاح" كان فيلما هاما جدا وكذلك فيلم "الأصولي المتردد"، لكن المشكلة في فيلم "متشدد على مضض" تكمن في أنه كان فيلما للافتتاح وليس في الفيلم في حد ذاته، فالمتلقي يدخل ليشاهد الفيلم ولديه مسبقا أفكار تتعلق بشخصية العربي المسلم بأنه مدان ومتهم، والغريب أن الفيلم كان يبرر هذه الرؤية ويبرر أيضا نظرة الريبة التي تلاحق كل من هو عربي أو مسلم وفي الوقت نفسه يتكلم عن أن هناك إرهابا وإرهابيين في العالم العربي الإسلامي، لكني أرى أن أخطر ما في الموضوع أنه لا يمكن أن نؤخذ بجريرة الآخرين، فالقول بأنه يوجد مسلم أو أحد من "القاعدة" قد فجر برجين في أميركا ليس له إثبات قطعي إلى الآن وقد لا يكون مسلما، وحتى لو ثبت ذلك فإن هذا لا يعني بالضرورة أن العربي متهم.

·     هذا يأخذنا إلى السؤال عن رسالة السينما مع فيلمي "الأصولي المتردد" و"المواطن" مثلا وذلك على مستوى تحليل رسالة كل فيلم فيهما لتحسين صورة العرب والمسلمين فما هو رأيكم؟

لا أعتقد أن فيلمي "الأصولي المتردد" و"المواطن" يحسّنان صورة العربي والمسلم، ففيلم "المواطن" مثلا يجعلك تشعر بالمهانة لأنك عربي، ففي نهاية الفيلم نرى خطابا من نوع "تحيا أميركا" و"أنا أحب أميركا"، فحتى الاعتزاز بالأصول العربية في أميركا ليس أمرا مستهجنا على مستوى الثقافة الأميركية ذاتها، وبعيدا عن مضمونه الفاشل فإن هذا الفيلم كان فاشلا تقنيا أيضا لأن التقنيات فيه كانت متواضعة، والممثل ليست له علاقة بفن الأداء فهو يؤدي دوره بطريقة قديمة مضى عليها نصف قرن.

·        ما رأيكم في دعم وتمويل الأفلام التي تريد أن تقدم صورة العربي بشكل موضوعي؟

كان هناك منذ ثلاث أو أربع سنوات فيلم جيد اسمه "أنا اسمي خان ولست إرهابيا" ورغم اللغة المباشرة التي كانت فيه، وأنا أكره هذه اللغة المباشرة، فقد بلّغ هذه الرسالة. وعموما أنا مع تمويل مثل هذه الأفلام مع ضرورة القول بأننا كإعلاميين ومثقفين وفنانين ساهمنا في ترسيخ هذه الصورة السيئة عنا كعرب ومسلمين.

·     هذا الجواب يأخذني إلى رسالة "مؤسسة الدوحة للأفلام" فما هو رأيكم في مهرجان ينبثق عن معهد للسينما؟

ليس مهما من أين يأتي المهرجان ولكن المهم هو أين سيصل هذا المهرجان، ولكن في النهاية وجود معهد له تطلعات ورؤى متعلقة بالسينما هذا شيء إيجابي.

·        هذه التجربة هي الوحيدة حاليا في العالم العربي أليس كذلك؟

سنة 1992 كان هناك مهرجان تابع لمعهد العالم العربي بباريس وكان مهرجانا للسينما العربية وكان ناجحا لكنه الآن متوقف منذ 2006، وفي النهاية ليس مهما المعهد بل المهم هو أين تذهب وماذا تريد

·     بالنسبة لمهرجان الدوحة التابع لمؤسسة الدوحة كأنه جاء ردا على سؤال: كيف يمكن أن تقيم مهرجانا في ظل غياب السينما؟ فكان الجواب أن يتم تنظيم مهرجان للسينما ويتم في الوقت ذاته وعلى مدار السنة تدريب وتمويل التجارب السينمائية، فما هو رأيكم في هذا الطرح؟

أنا أرى أن المناخ يخلق توجها، ففي الخليج مثلا عندما تم تنظيم مهرجانات دبي للأفلام في 2004 وأبوظبي في 2007 والدوحة في 2009 والكويتيون يفكرون في تنظيم مهرجان في 2013 وعندما تمت تهيئة مناخ سينمائي أصبح الناس يتحركون وينتجون أفلاما حتى أصبحت هناك أفلام روائية طويلة إماراتية في دبي وأبوظبي وهذا أمر لم يكن موجودا من قبل، والمهرجانات الخليجية للسينما أنجبت أيضا أفلاما.

·        كيف تقيمون تجربة السينما الخليجية في السنوات الأخيرة؟

أنا أرى أن القادم سيكون أفضل، لكن هناك شيء هام وهو أن معدل التقدم في مجال الأفلام بالبلدان الخليجية سريع جدا لأن عندهم حماية مادية، وهذا ما تعاني منه السينما في مصر وهو عدم وجود الحماية المادية فتضطر دائما لدعم ما يسمى السينما المستقلة أو السينما البديلة حتى تواجه السينما التجارية التي فرضها السوق، أما في الخليج فإنه لا يوجد هذا القيد ولأن حلقة تداول الفيلم محدودة فإن المردود التجاري للأفلام "التجارية" تكون ضعيفة مما يضعف الأقبال عليها تمويلا وإنتاجا، وهذا يعني أنه عندهم فرصة للمراهنة على الفن، ومع وجود الإنتاج المشترك للأفلام الكبرى ربما يخلق هذا الأمر إرادة لتقدم هذا الفن.

·     هناك ظاهرة ملفتتة للنظر هي وجود نصيب وافر من الأفلام الوثائقية في المهرجانات، فهل هذه استسهال أم توجه واضح؟

الأفلام الوثائقية عددها أكبر في العالم كله وتساعدها على ذلك سهولة التقنيات الرقمية والكاميرات المحمولة.

·     كما أن الجوائز المقدمة في المهرجانات للأفلام الروائية هي من نفس قيمة الجوائز المقدمة للأفلام الروائية الطويلة رغم أن الاشتغال بالروائي أصعب وأطول وأكثر تكلفة من الاشتغال بالوثائقي فهل هذا سبب آخر لتفسير هذه الظاهرة؟

أنا أرى أنه لا يجوز أن يحصل الفيلم على جائزة أكبر لأنه روائي وطويل مثلا فالإبداع ليست له علاقة بطول الفيلم أو قصره، كما أن حتمية اختيار الزمن في العمل الإبداعي هي في حد ذاتها إبداع، وبهذا فإن تقييم الجائزة ماديا بحسب الزمن هو تقييم لا يعبر عن منطق فني، ولا يجب أن نعتبر أن اعتماد هذا المقياس في المهرجانات السينمائية الكبرى يعني أنه مقياس صحيح.

·     لكن قد يكون هذا المقياس مبررا فمن الصعب المحافظة على المشاهد لمدة ساعتين مثلا بجهد إبداعي قليل، كما أن الجهد الإبداعي في الفيلم الروائي الطويل أكبر فما هو رأيكم؟

عندما يتم ضبط الإيقاع وتكثيف الحكاية يكون ذلك إبداعا أيضا، وفي الصحافة مثلا العمود الذي يحتوي على 500 كلمة قد يحتاج جهدا أكثر من مقال مكون من 2000 كلمة، وفي مسابقة معهد الصحافة في دبي مثلا جائزة العمود الصحافي أكثر من جائزة التحقيق. وبهذا أنا أرى أن الزمن لا يحدد القيمة الإبداعية وأن الوثائقي في إبداعية الروائي، وفي لائحة مهرجان القاهرة كنت أُلحَ على إدراج الأفلام الوثائقية الطويلة في المسابقات.

·     ندخل الآن في تفاصيل بعض الأفلام، أحسست من بعض المتابعين لمهرجان الدوحة إحباطا من المخرج الجزائري مرزاق علواش فما رأيكم؟ 

مرزاق علواش يُشعر أغلب الجزائريين والمغاربيين بالإحباط منذ زمن طويل (ضحك)، وفيلمه "Normal" حصل على الجائزة الذهبية السنة الماضية لكني حضرت عرض الفيلم في مهرجان وهران بالجزائر وكان الصحافيون الجزائريون مستاءين منه لأنه "ينشر الغسيل القذر" للجزائريين وهذا انطباع مسبق ضد مرزاق علواش، وأنا خلافي معه ليس فنيا بل فكري، ففكرة التسامح غائبة عنده بينما هي شكلت الجزائر القائمة اليوم بعد السنوات العشر من الدم ولا يمكن إلغاؤها بموجب الانتقام لأن الأصل هو فتح الأعين على مفاهيم مثل الأمن القومي للجزائريين، كما أن فكرة التسامح هي التي صنعت جنوب إفريقيا الحالية وأنقذتها من فيضانات الدم.

·     لكن فيلمه "التائب" مثلا ليس فيه عقدة ونصه ضعيف، كما أن الزمن السينمائي فيه تحول إلى زمن واقعي في كثير من المشاهد أيس كذلك؟

مرزاق علواش في هذه الجزئية متأثر بالسينما الإيرانية وخاصة تجربة المخرج الإيراني عباس كرستاني.

·        لكن الجزائريين انتقدوه أساسا لأن الفيلم انتهى نهاية لم ينتظروها، فهل هذا صحيح؟

النهاية التي انتهى بها الفيلم وهو الموت هي رسالة تحذيرية من أن الخطر لم يمت، لهذا يجب أن ندعم فكرة التسامح وعدم الغفلة عن الخطر فالرماد يمكن أن يتحول سريعا إلى نيران.

·        ما هو تقييمكم لسينما ما بعد الثورة؟ هل هي واعدة؟ فمثلا فيلم "عشم" أعجبني.

وأنا أيضا أعجبني هذا الفيلم، والروح التلقائية في هذا الفيلم للمخرجة المصرية ماجي مرجان كانت جميلة، لكن كانت هناك زيادات في الفيلم كان يمكن التخلص منها خلال المونتاج، كما أن الشخصيات في الفيلم لم تكن متغيرة رغم أن زمن الفيلم كان خلال الثورة وربما في الـ18 يوما التي صنعت الثورة المصرية في الميدان وفي كل المدن المصرية.

·        هل أن الثورة على الأنظمة تعقبها ثورة ثقافية وسينمائية؟ ما هو رأيكم كناقد سينمائي؟

الناس في مصر مثلا يعتقدون أنه عندما تقوم ثورة تصبح كل الأفلام ثورية والأغاني ثورية وكل شيء ثوري، وهذا غير صحيح لأن الجزء الرديء والتجاري سيظل موجودا دائما ويشكل الجزء الأكبر من الفن.

·     لكن الثورة دكت المجتمع العربي كاملا فهل سيستفيد المبدعون من الثورة وهل سيعبرون عن جمالية الثورة؟

هناك نوعان من المثقفين واحد ثوري فعلا وواحد يتماشى مع السلطة القائمة مهما كان نوعها ثم يبدأ بالدفاع عن النظام القائم وينتهي بالإبداع وفق الشروط والقواعد التي وضعها ذلك النظام أو تلك السلطة، لكن الجميل في الموضوع أننا في زمن أصبح فيه الفضاء مخيفا فلو جاء عادل إمام وقال إنه مع الثورة مثلا فإنه بالإمكان وبسهولة إظهار الأشرطة والتسجيلات التي تتضمن مواقفه السابقة من ترشيح جمال مبارك للرئاسة مثلا أو قوله بأن مبارك هو رب مصر، وهذا فقط هو الذي سيخيف المثقفين الذين يراهنون على السلطة، ففي هذه المرة إذا بعت (ضميرك) فإنه يوما ما ستكون هناك فضيحة.

الجزيرة الوثائقية في

19/12/2012

 

«عشم» فيلم يتيح فرصة ارتجال الممثلين على طريقة سينما الدوجما

بوابة الشروق 

أكدت المخرجة ماجى مرجان أن فيلم «عشم» الذى شارك فى مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائى، يمثل تجربة مستقلة مختلفة لكونه يعتمد على تفاعل الممثلين مع نماذج إنسانية من خلال نص غير مغلق على ما هو مكتوب، حيث يتيح للممثلين الارتجال فى مساحات من الحوار التى تشبه موجة أفلام الدوجما، وهى تجربة يراها الممثل شادى حبشى المشارك فى الفيلم أنها «تعطى مساحة كبيرة للممثلين ليكونوا على طبيعتهم مشيرا إلى ان كتابة نص الفيلم لم تكن وليدة لحظة ينفرد بها المؤلف، فقد شارك الممثلون وفريق العمل فى صياغة الحكاية والحوار من خلال البروفات والارتجالات الكثيرة قبل التصوير لتطوير الفكرة».

ويحكى عن هذه التجربة الممثل سيف الأسوانى قائلا: «أعجبت بالقصة والطريقة المقترحة لصياغة العمل منذ أن شرحتها لى ماجى فى اختبارات الأداء. ومنذ أن بدأنا البروفات والارتجالات لتطوير القصة أحببت العمل وشعرت بملكيتى لجزء منه، وحتى انتهينا من التصوير». بينما أشار الممثل هانى سيف إلى المتعة التى يجدها الممثل عند المشاركة فى فيلم من هذه النوعية «ليس من المعتاد أن يصادف الممثل نصا يتطلب قدرا كبيرا من الارتجال المبنى على معرفة السمات الرئيسية للشخصية، مما يعطى الممثل إحساسا بأنه يشارك بإيجابية فى خلق العمل، وهذا هو ما أتاحه لى نص عشم معظم فريق التمثيل بالفيلم من رواد السينما المستقلة أو أنهم فى طريقهم لهذا،

لذلك لم يكن العائد المادى ضمن أولوياتهم، كما يقول الممثل محمود اللوزى: «لقد شاركت من قبل فى عدد من الأفلام المستقلة لمخرجين شبان، ولهذا فإن موضوع الميزانية لا يهمنى أو يقلقنى. هناك أعمال كثيرة يكلف إنتاجها مبالغ ضخمة ولم تترك أى أثر يُذكر وأعمال أخرى لم يكلف إنتاجها سوى ملاليم بالمقارنة، لكنها لاقت إقبالا ملموسا من قبل جمهور السينما». الفيلم يضم أيضا المخرج الكبير محمد خان كأحد الممثلين، وقد تحمس للفيلم شخصيا وذكره بتجربته فى فيلم كليفتى الذى صوره بميزانية لا تُذكر، وهو ما علقت عليه المخرجة قائلة: «فى عشم حظيت بامتياز العمل مع فريق لم يقتربوا من العمل بمبدأ «ما فائدته لى، بل ما فائدتى له».

فيلم عشم من تأليف واخراج ماجى مرجان، وقد بدأت تصوير الفيلم فى فبراير 2011 عقب الثورة المصرية مباشرة، لكن الفيلم يترك أحداث الثورة ليركز على 6 قصص مختلفة لـ12 شخصية، يجمعهم جميعا عشمهم فى أن يخرجهم شىء من ابتلائهم، فمنهم من تتعشم فى علاج كى تستطيع الإنجاب، وأخرى تتمنى أن يكون زوجها غير مريض بالسرطان، وشخص يتمنى وظيفة جيدة، تتحقق أحلام البعض، ولا تتحقق أحلام معظمهم.

الشروق المصرية في

30/11/2012

 

الراديكالية تنتصر في الدوحة!

هوفيك حبشيان ـــ الدوحة 

بعد مهرجان أبو ظبي، لقاء سينمائي آخر في الخليج العربي، يخلع عنه الثوب القديم. هذا اللقاء ليس الا مهرجان الدوحة، المنعقد في عاصمة قطر، تلك الدولة التي يثير دورها في "الربيع العربي"، جدالاً واسعاً. ما جديد الدورة الرابعة التي انتهت السبت الماضي؟ 

هناك أولاً رئيسٌ جديد، عبد العزيز الخاطر، الذي عُيِّن بعد اقالة اماندا بالمر، الأوسترالية التي لم تكن تحسن الخيارات دائماً. خبرتها في مجال صناعة المهرجانات كانت جد محدودة. بعد ثلاث دورات من توقيعها، بات هناك حاجة لتسليم المهام الى مسؤول آخر. هذا المسؤول هو الآن ابن البلاد، يعرف زواريبها جيداً، وإن لم تكن خبرته واسعة، ولكنه يتسم بالهدوء ويجيد الاستماع. التسليم والتسلم حصلا بزمن قياسي. كاد المهرجان يُلغى قبل أن يجري انقاذه سريعاً. التغيير الثاني تمثل في انتقاله من تشرين الأول الى الثاني. التصاقه زمنياً بمهرجان ابو ظبي، لم يكن دائماً في مصلحة مهرجان الدوحة. وها انه يتضارب، في توقيته الجديد، مع موعد آخر هو "ايام قرطاج السينمائية". لكن، لا بأس، لكلٍّ منهما قارته وأولوياته وضيوفه وطموحاته. هذا التوقيت الجديد لـ"الدوحة" يتيح له ان يوفر للقادمين من الخارج، ظروفاً مناخية افضل. على بُعد أسابيع من نهاية السنة، لا تعود الرطوبة عالية في الدوحة، فيصبح التنزه بين فيلم وآخر في أزقة سوق واقف، حيث تعقد بعض العروض، هواية ممتعة

التغيير الثالث شمل الضيوف. فهم أقل عدداً هذه السنة، قائمة الصحافيين المدعوين تقلصت، بسبب خفض الموازنة. هذه السنة، كانت "النهار" الوسيلة الاعلامية اللبنانية الوحيدة التي غطت الحدث. أما النفضة التي شهدها المهرجان في عهد رئيسه الجديد، فطاولت الأماكن الجديدة التي يُعقد فيها المهرجان، وتوزعت بين المتحف الاسلامي الجميل ومدينة كاتارا ومسرح الريان. لم تعد هناك عروض في المجمع التجاري، المكان الذي احتضن سابقاً معظم الأفلام. انه زمن التقشف في العالم أجمع، ولهذا التقشف في الدوحة فوائد لا نستطيع انكارها: لملمة كل ما كان فضفاضاً الى الآن، من الصور الفوتوغرافية المشغولة على عجل لبريجيت لاكومب التي كانت تحتل الجدران، الى بعض مظاهر البذخ غير الضرورية. اصحاب الشأن اقتنعوا ربما بأن هذه المظاهر لا تصنع مهرجاناً سينمائياً ذا شأن. ايضاً، في عداد التغييرات: جعل المهرجان ثمانية أيام بدلاً من ستة. أخيراً، القيت السجادة الحمراء هذه السنة في معلم شعبي، على احد مداخل سوق واقف، بين بائعي التحف والمتلذذين بنفخة أركيلة مسائية

لا يزال للمهرجان بعد دورته الرابعة رصيداً مهماً: روبرت دو نيرو. الممثل الأميركي الذي أسس "ترايبيكا"، وهو النسخة الأميركية الأصلية لهذا المهرجان، يحرص على الحضور الى الدوحة، عاماً بعد عام. هذا يعطي المهرجان صدقية معينة ويفتح أمامه الآفاق، وإن كان الاعتماد عليه سيُظهر عاجلاً ام آجلاً محدودية هذا الرهان. في هذا السياق، يجب الا ننسى ان "ترايبيكا"، ولد من حاجة لدى دو نيرو: 11 ايلول، مانهاتن، الارهاب، الصراع الكاريكاتوري بين الخير والشر. هذا كله دفع أشهر سائق نيويوركي في السينما الأميركية الى الرد على صوت الغريزة والغوغاء بصوت العقل والفنّ. لكن مهرجان الدوحة، في دوراته الاولى، أخذ لحم المهرجان الأميركي وتخلى عن عظامه، كونه لم يكن معنياً بالأهداف الثقافية والحضارية لـ"ترايبيكا" الأميركي. وها ان السينما تضعه أمام استحقاق جديد ظهر جلياً في ليل الافتتاح: عرض فيلم "الاصولي المتردد" لميرا نايير ("الأسد الذهب" عام 2001 عن "عرس موسم الريح")، الذي ينشغل بالتداعيات النفسية والثقافية الناتجة من الهجوم الارهابي على مركز التجارة العالمي في ايلول المشؤوم. بأسلوب حاد وقاسٍ، تروي نايير حكاية شاب باكستاني ينهار حلمه الأميركي مع انهيار البرجين. معنوياً، ربط فيلم نايير لحظتين مأسويتين يمر بهما العالم، واحدة باتت في ضمير الصورة (الشاشة) والثانية لا تزال ترسم ملامح العالم العربي والاسلامي. طبعاً، لوصول الفيلم الى هنا أسباب تتخطى الفنّ والأهداف السامية والمصادفات: فمؤسسة قطر للأفلام، راعية المهرجان ومنظمته، ضخت الأموال في الانتاج، وكان أول انتصار رمزي لها اختيار الفيلم لافتتاح مهرجان البندقية الأخير

93 فيلماً عُرضت في هذه الدورة، بين قصير وطويل، جديد وقديم، روائي ووثائقي. أحصينا سبعة عناوين في المسابقة المخصصة للأفلام الروائية العربية الطويلة، التي ترأست لجنة تحكيمها التونسية هند صبري. من بين هذه الأفلام، اثنان سبق أن عُرضا في كانّ، وهما اللذان نالا أهم جائزتين: "التائب" للجزائري مرزاق علواش (جائزة أفضل فيلم عربي) و"يا خيل الله" لنبيل عيوش (جائزة أفضل مخرج عربي). ما يدعو للاستغراب ان علواش سبق ان نال في الدوحة الجائزة نفسها العام الماضي مصحوبة بمئة ألف دولار، يوم قدّم "نورمال". في جديده، الذي ليس سوى فيلم قصير تعرض للمطّ، اراد مخرج "عمر قتلته الرجولة" وضع الحوادث في سياق ما عُرف بـ"العشرية السوداء". للأسف، لم يكن في مخيلة المخرج مادة درامية تضمن له فيلماً كاملاً متكاملاً. لكن، لم يكن هذا رأي لجنة التحكيم

ما انجزه نبيل عيوش مع "يا خيل الله" أكثر جرأة وعمقاً. اذ رصد سيرة منفّذي انفجارات 16 أيار 2003 في الدار البيضاء، التي تسببت بـ"تروما" حقيقية للمغاربة. يأخذنا النص الى حكاية شقيقين ورفاقهما في أحياء الحرمان والفقر وكل تلك المعاناة التي ستقود الضحايا الشباب الى إثم لا غفران له. من خلال ابراز هذين الفيلمين عن الراديكالية الاسلامية، وافتتاح المهرجان بـ"اصولي" ميرا نايير، بدا الهدف واضحاً: عقلنة الدين وتحديد الخطّ الفاصل بين القناعات، من أجل وعي ايماني يليق بالعصر. بقية افلام مسابقة الروائي العربي تضمنت اعمالاً تفاوت مستواها، في طبيعة الحال، بين ضعيف وجيد ومقبول. "عشم" للمصرية ماغي مورغان صعد في قافلة الأفلام المصرية التي ارادت تأريخ تلك اللحظة المصيرية في الوجدان المصري: 25 يناير. من خلال مقاربة الحياة العاطفية لستة أزواج، يتقدمهم عشم، البائع المتجول. "دي فيلت" للهولندي التونسي كريم ألكسندر بيتسترا، هو الآخر، يغوص في مخلفات "ثورة الياسمين"، لكن نظرته اكثر سلبية، اذ يناقش الهجرة التونسية الى أوروبا هرباً من البؤس. تونسي آخر عرض في هذه المسابقة فيلمه "الاستاذ". انه محمود بن محمود الذي يلقي نظرة على واقع حقوق الانسان في عهد بورقيبة من خلال قصة حبّ بين استاذ جامعي وواحدة من طالباته. اكتفى الفيلم بجائزة أفضل ممثل لأحمد الحفيان في دور الاستاذ

للمناسبة، وجّه المهرجان في ذكرى اربعينية الثورة الجزائرية، تحية خاصة الى تلك السينما التي خرج من عباءتها سينمائيون مثل محمد لخضر حمينا. اكتفى المنظمون بأربعة افلام: "نوبة نساء جبل شنوة" لآسيا جبار؛ "عمر قتلته الرجولة" لمرزاق علواش؛ "رياح الأوراس" لحمينا، وأخيراً "روما ولا انتوما" للشاب الأكثر موهبة في السينما العربية، طارق طقية. في خانة الأفلام الوثائقية العربية الطويلة، كانت المفاجأة في انتظارنا. هذه المفاجأة كانت متوقعة بعض الشيء لأن ثمة اصداء ايجابية كانت قد وصلت الينا بعد عرضه الأول في تورونتو. نتكلم عن "النادي اللبناني للصواريخ" للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج، اللذين نالا جائزة "أفضل فيلم وثائقي". يتميز الفيلم بفكرته الخلاقة، اذ يذهب الى فصل منسي من التاريخ اللبناني: من يتذكر اليوم ان لبنان كان اول أرض لأطلاق الصواريخ في الشرق الاوسط، وذلك في ستينات القرن الماضي؟ هذا الحدث ظلّ خارج الذاكرة الجمعية، وهذا ما يحاول الشريط الاضاءة عليه، في ظل المتغيرات التي تعصف بالمنطقة، رابطاً تلك الحادثة بالسياق العربي الذي تطورت فيه.

المتغيرات هي ايضاً المادة الوثائقية التي تبني عليها حنان عبدالله فيلمها "ظل راجل" (افضل مخرجة وثائقية)، فتتعقب سيرة اربع سيدات من خلفيات ثقافية واعمار مختلفة. في المقابل، توزعت مسابقة الأفلام العربية القصيرة على ثلاثة برامج، اطلق على واحد منها اسم "آمال الربيع"، وجاء في النص الممهد له، الآتي: "حان الوقت لنعيد النظر في تاريخنا وشعاراتنا واوهامنا ومخاوفنا. حان وقت تدمير التماثيل وتكسير الروتين". أما تحت عنوان "صُنع في قطر"، فعرضت مجموعة من الأفلام ــ المحاولات التي أبصرت النور على أراضي الامارة التي تنفق على الثقافة والفنّ أموالاً باهظة. لكن الشيء الايجابي في هذا القسم أن 8 مخرجات من قطر شاركن فيه، في دورة ضمّت عدداً لا يستهان به من السينمائيات العربيات المبتدئات، وخصوصاً من منطقة الخليج. وكانت المخرجة السعودية عهد كامل اعطت زخماً وصدقية لهذه التشكيلة النسائية، بعدما قدمت فيلمها القصير الثاني، "حرمة"، حيث نتابع معاناة امرأة يموت زوجها فتضطر الى ان تتدبر أمورها الحياتية

الأفلام التي صُنعت خارج البلدان العربية، كان لها ايضاً حصتها في الدوحة: 22 عملاً في قسم "أفلام عالمية معاصرة"، منها "حصة الملائكة" لكن لوتش و"اطفال ساراييفو" لعايدة بجيك. بيد ان واحداً من الاكتشافات المهمة في هذا القسم كان "النمر الأبيض" للروسي كارين شاخنازاروف. هذا شريط عن الحرب والدبابات والكراهية التي لا تحتمل بين الروس والألمان. لكن أهم ما فيه انه يقفز فوق اسوار البطولة والتمجيد الأبله للنصر الوطني (وليس الالهي، يا لخسارتنا!). 

كم من السوداوية ضرب الأفلام خلال المهرجان، لكنه تبخر لحظة استعادة "سينما باراديزو" لجيوسيبي تورناتوري، في الهواء الطلق، مساء السبت الماضي. لم يكن الضجيج الصادر عن المحتفين بالكرمس في كل أرجاء "كاتارا" عائقاً للابحار مع الفريدو وتوتو في عالم الصور المتشحة سواداً وبياضاً. فيلم عن رقيب يحتج على مشاهد القُبل في الأفلام، مَن كان يحلم بهذا في الدوحة؟ 

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

29/11/2012

 

السينما المصرية المحور الأبرز في مهرجان الدوحة السينمائي

رسالة الدوحة: هبة عبدالعزيز  

فرط في التمويل‏,‏ زخم في الانتاج‏,‏ تنظيم في التسويق‏,‏ إصرار علي الظهور‏,‏ وشغف حاد في الوصول للعالمية‏,‏ كل تلك المفردات كانت بمثابة المعطيات الرئيسية لمهرجان الدوحة السينمائي الرابع الذي احتفي بالكثير من الأعمال العربية واهتمام خاص جدا بالسينما الجزائرية التي حصدت جائزة أفضل فيلم لهذا العام من خلال' التائب', وهو فيلم جزائري فرنسي مشترك.

بينما حصلت الصين من خلال فيلم' الدائرة الكاملة' علي جائزة الجمهور.

ورغم كل تلك الإنفاقات الطائلة في التحضير للمهرجان تلخص الحضور الهوليودي في النجم العالمي' روبرت دي نيرو' باعتباره مؤسس مهرجان' نيويورك ترايبيكا العالمي' والذي تقدم نسخته العربية في قطر. فيما ظهرت الأعمال المصرية في حلبة المنافسة علي استحياء من خلال مجموعة من الأفلام الشبابية القصيرة مثل' اللون الازرق',' طارق', وفيلم روائي طويل' عشم' وفيلم وثائقي طويل, و' ظل رجل' وهو الفيلم المصري الوحيد الذي نالت مخرجته حنان عبدالله جائزة أحسن إخراج!, فما الذي حدث للفن المصري ؟

وعلي الرغم من حالة الارتباك الاجتماعية والسياسية التي تسلط أضواءها علي المشهد العربي عموما والمصري بشكل خاص, وفضلا عن الوعكة الإبداعية التي أصابت صناعة السينما في الآونة الأخيرة نتيجة ضعف التمويل وانقراض المنتجين, تظل صناعة السينما المصرية محور اهتمام الجميع, وهذا ما تجلي في الحشد الضخم للندوة التي عقدها نخبة من النجوم المصريين, وفي الوقت الذي التهمت فيه دول المغرب العربي الثلاث مضافا اليها بعض النفحات الخليجية النصيب الأكبر من كعكة المهرجان, لكن تبقي للمهرجان فعاليات يمتد أثرها علي وجه الفن السابع بعض الوقت, ومنها تلك الجلسة النقاشية التي عقدت علي المهرجان تحت عنوان' هل هناك موجة جديدة تجتاح السينما المصرية؟', وذلك في حضور النجوم' يسرا- هند صبري- نيللي كريم- خالد أبو النجا- المنتج محمد حفظي' وقد بدأت الجلسة بالحديث حول محورين أساسيين وهما السينما:' المصرية في ظل الظروف الحالية وأهم التحديات التي تواجهها', والمحور الثاني هو' السينما الجديدة التي تجتاح السوق المصرية حاليا'.

في البداية تحدث المنتج محمد حفظي مستعرضا ظروف مصر الحالية في محاولة لربط الأحداث السياسية الجارية بالواقع الدرامي المعاش, وتأثير ذلك بشكل مباشر علي صناعة السينما, وردت الفنانة الكبيرة يسرا قائلة: علي الرغم من هذه الظروف والمتغيرات التي يواجهها المجتمع المصري, إلا أننا انتجنا02 فيلما هذا العام وهو ما يعد مؤشرا جيدا في تلك الصناعة, ولا يخفي علي أحد أن مقومات التسويق السينمائي اختلفت حيث أننا الآن أصبحنا نري القنوات الفضائية هي التي تشتري الأفلام, وبالتالي فالصناعة أصبحت تخضع لأذواقهم. ومن جانبه عاود حفظي الحديث في محاولة للتوضيح قائلا: عدد هذه القنوات أقل بكثير فليس هناك إلا محطات معدودة تشتري الأفلام, وهو ما يعني أن اعتمادنا علي بيع الأفلام للفضائيات بات أمرا لايمكن الاعتماد عليه, لذلك أري أن كثيرا من المنتجين لابد أن يعتمدوا علي الشكل التقليدي عن طريق التسويق المباشر لأفلامهم عن طريق شباك التذاكر والمشاركة في المهرجانات لأن هذا السبيل الوحيد لبقاء هذه الصناعة الثقافية الحيوية. وحول الأوضاع الاقتصادية وهل تؤثر علي خيارات الفنان لأعماله قالت هند صبري: إننا كفنانين لم تصبنا حتي الآن رياح التغيير المطلوب, حيث أننا نوافق علي العمل في السينما التي لا تعتمد علي شباك التذاكر, نحن قررنا أن نلعب خارج الميدان الرائج وهو السينما التجارية, وأصبحنا معروفين في عالم السينما المستقلة, والتقطت نيللي كريم خيط السينما المستقلة قائلة: كنت أفكر دائما في أسباب عدم قيامنا بعمل مشاريع سينما مستقلة بجهودنا بغض النظر عن مردودها المادي فعلي الأقل نحن نقدم من خلالها كل ما لدينا من قناعات, وأعتقد أن هذا هو المشروع الإيجابي الأفضل علي المدي الطويل.

أزمة السينما المصرية ليست اقتصادية هكذا بدأ خالد أبو النجا كلامه حول القضية مضيفا: هناك أفلام يتم الاعتماد فيها علي شباك التذاكر, وهناك أفلام للمهرجانات فقط, وهناك سينما بديلة, وبات لها نصيب أيضا في شباك التذاكر من خلال موضوعات جادة تناقش قضايا هامة من قلب المجتمع. وأشار أبو النجا إلي نقطة جوهرية في صناعة السينما قائلا: ربما تكون محاولات حرمان صناعة السينما من القيام بدور سياسي عبر منع التمويل والاستثمار لدول' البترودولار' لتلك الصناعة سببا جوهريا في تراجع الإنتاج, ولكن مع كل ما ذكرته أقول'رب ضارة نافعة', فنحن الآن أصبحنا نخطو نحو صناعة سينما مصرية مستقلة وبديلة سدت- إلي حد ما- فجوة السينما التي ظهرت بقوة بعد قرارات توقف التعاون الانتاجي المشترك, وتحديدا ذلك المال القادم من منطقة الخليج.

وفي اتجاه أكثر تفاؤلا نحو استمرار السينما المصرية علي الطريق, قال أبو النجا أن هناك مخرجين من جيل الرواد يقومون أيضا بالتغيير الذي نراه حاليا في السينما, فضلا عن كل ماسبق يبقي أهم تغيير حدث وله تأثير كبير علي السينما ذلك الذي يتمثل في تغير سلوك المواطن العربي الذي بات يرفض أن يداس له علي طرف من أي شخص, ولم يعد سلبيا بأي حال من الأحوال, ومن ثم سينعكس ذلك علي مجمل الأوضاع ومنها السينما بالتأكيد. وفي نفس الاتجاه الذي يشير إلي تأثر السينما بالأوضاع السياسية في مصر قالت يسرا أن الفن أداة قوية للتغيير, وأن بعض القوي السياسية أدركت قوة الفن وبدأوا في إنتاج سينما تخدم مصالحهم, أما فيما يتعلق بالمخاوف علي السينما من جانب تيار الإسلام السياسي أقولها بوضوح لا لبس فيه: جميع السينمائيين يدركون حقيقة رسالتهم وما يقدمونه من أعمال, ولكن ينبغي علينا ألا نستبق الأحداث ونتعجل حتي لا نفتح عقولهم علي اشياء ربما لا تدور بمخيلتهم, ولو قدر لهم أن يحاربوا السينما سيقف جميع الفنانين وقفة رجل واحد, ولو أقبلوا علي محاولات المحاكمة لنا فلن يستطيعوا أن يحاكموا الجمهور الذي له الرأي الأول والأخير. وأضاف أبو النجا: بالمناسبة المخاوف من الإسلاميين لدي البعض أقل بكثير من خوف الإسلاميين من الناس.

ويعود أبو النجا للحديث مرة أخري مؤكدا علي أن الثورات العربية تشبه التسونامي تدمر الكثير, ولكن بعد انتهائها نجد أنفسنا أمام مخلفات كثيرة تحتاج لفترة تي يتم إزالتها, ونحن لنا الشرف رغم المهانة والاستفزاز أننا فنانون مصريون, ورغم الحملة الشرسة التي يشنها بعض من أبناء تيار الإسلام السياسي ضد بعض النجوم ولكننا سنقف علي قلب رجل واحد مهما حدث. حول الاهتمام بالثورة المصرية في المهرجانات السينمائية وكأنها باتت موضة أو ظاهرة جديدة متكررة قال خالد أبو النجا بالفعل الاهتمام يبدو أكبر حاليا بالثورة المصرية ولكن هذا بفضل وجود صناعة سينما في مصرمازالت راسخة علي الأرض, وهناك تحركات سريعة, فلدينا شباب سارعوا بعمل فيلم عن الـ81 يوما التي لفتت أنظار العالم لثورة25 يناير, وشارك هذا الفيلم في مهرجان' كان' وغيره, ولكن الأهم أن الثورات العربية أحدثت تكاملا عربيا مهما سنراه آثاره علي أرض الواقع في الفترة المقبلة حتي لو لم يره الساسة العرب حتي الآن.

وحول ظاهرة الأفلام التجارية التي تعتمد علي موسيقي صاخبة تعرف باسم موسيقي المهرجانات مثل' أوكا وأورتيجا' قال خالد أبو النجا أن هذه الأفلام اتفقنا أواختلفنا حولها تظل ظاهرة صحية تعبر عن قطاع عريض من المجتمع, وهنا تدخل محمد حفظي قائلا: في عام1002 استعان داود عبد السيد بشعبان عبد الرحيم في فيلم' مواطن ومخبر وحرامي' وهو أمر بات متعارفا عليه في صناعة السينما.

الأهرام اليومي في

29/11/2012

 

أحمد الحفيان أفضل ممثل في مهرجان الدوحة السينمائي...

*مالك السعيد  

فاز أحمد الحفيان بجائزة أفضل ممثل في مهرجان الدوحة تريبكا الذي اختتم يوم 24 نوفمبر عن دوره في فيلم" ألأستاذ لمحمود بن محمود ، وقد فاز الفيلم بجائزة السيناريو في الدورة 24 لأيام قرطاج السينمائية .

وجاءت الجوائز كالتالي:

*صنع في قطر

فاز بجائزة صنع في قطر الفيلم الوثائقي القصير ‘بدر’ من إخراج سارة السعدي، وماريا عصامي، ولطيفة الدرويش. وقدمت اللجنة “تنويهاً خاصاً” لفيلم ‘كلام الثورة’ من إخراج شانون فرهود، أشلين رمضان، ميلاني فريدجانت، رنا خالد الخطيب.

*مسابقة الأفلام العربية القصيرة

ذهبت منحة التطوير لمسابقة الأفلام العربية إلى فيلم ‘حرمة’ للمخرجة عهد، بينما حصد فيلم ‘المنسيون’ للمخرج إيهاب طربيه على جائزة أفضل فيلم قصير. وقدمت اللجنة “تنويهاً خاصاً” لنديم ثابت عن فيلمه ‘يوم في 1959’

*مسابقة الأفلام العربية الوثائقية

ذهبت جائزة أفضل صانع أفلام وثائقية إلى حنان عبدالله عن فيلمها ‘ظل راجل’، بينما فاز فيلم ‘النادي اللبناني للصواريخ’ للمخرجين جوانا حاجي توما وخليل جريج بجائزة أفضل فيلم وثائقي. وقدمت اللجنة “تنويهاً خاصاً” للمخرج الواعد داميان أونوري عن فيلمه ‘فدائي’.

*مسابقة الأفلام العربية الروائية

حصل فيلم ‘وداعاً المغرب’ لندير مكناش على تنويه خاص بينما فاز احمد الحفيان بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم ‘الأستاذ’ للمخرج محمود بن محمود. وحصل نبيل عيوش على جائزة أفضل صانع أفلام روائية عن فيلمه ‘يا خيل الله’، وذهبت جائزة أفضل فيلم روائي طويل إلى فيلم ‘التائب’ للمخرج مرزاق علواش.

موقع "التونسية" في

28/11/2012

 

ماغي مورغان:

«عشم» دراسة تحليلية للمجتمع المصري بعد الثورة 

تحت عنوان «عشم» تُطل علينا المخرجة المصرية ماغي مورغان في أول أفلامها الروائية الطويلة، وفيه تلاحق قصة 6 أزواج في مراحل رومانسية مختلفة، تحاول عبرها رصد طموحاتهم وفرحهم وخيبات أملهم، حيال بلدهم مصر، بعد أحداث ثورة 25 يناير. إلا أن تجربة ماغي السينمائية لم تبدأ من هنا، وإنما تعود إلى 2002 عندما قدمت فيلمها الوثائقي الأول «الصورة»، وتبعته بفيلم آخر عنوانه (من الداخل: قصصها)، ومن بعده أطلت بفيلمها (مصر عبر عيني مير) الذي عرض على قناة العربية في 2009. ماغي أكدت أن «عشم» من الأفلام التي تتيح مساحة للصدق والإفصاح عن الذات، رغم التقائه مع الأفلام الوثائقية في طريقة عمله. وقالت: إن التراث السينمائي المصري ورغم ميزاته قد يتحول أحياناً إلى قيد، لأنه يفرض مراعاة الجاذبية التجارية للفيلم، مشيرة إلى أن فيلمها «عشم» يمثل صورة لحساسية وهشاشة البشر. تقول ماغي عن تجربتها في الفيلم: «العمل في الأفلام الروائية الطويلة له طابع مميز، رغم أن طريقة عملنا فيه بدت مختلفة نوعاً ما، حيث كان فيه استعارة من الأفلام الوثائقية، من قبيل عدم وجود سيناريو محدد ليحفظ ويصور، وهو ما سمح بوجود مساحة لارتجال الحوار، فضلاً عن أنه أتاح لي فرصة العمل مع ممثلين منفتحين وحساسين لديهم رغبة في العمل، وهو ما لم ألمسه في الأفلام الوثائقية». وأضافت: «أعتقد أن قوة الفيلم الروائي تتمثل في صدقه، وهو ما يجعل فيها مساحة أكبر للإفصاح عن الذات، خاصة وأن الممثلين يضفون الحقيقة على أدوارهم، حيث كانت قصص ومشاعر الممثلين وحتى ردود أفعالهم حقيقية ومرتبطة بشكل مباشر مع موضوع الفيلم».

مقارنة مع الدول العربية، يحسب لمصر تفوقها في صناعة السينما، ووجود ماغي ضمن هذه البيئة ساعدها كثيراً على تقديم هذا الفيلم، وعن ذلك قالت: «هناك ميزات وعيوب لصناعة السينما المتطورة، وأعتقد أن وجود طاقم سينمائي كامل يمتلك الخبرة وبراعة العمل يعد أمراً جيداً بلاشك، ولكن أشعر أحياناً بأن هذا التراث من صناعة الأفلام قد يمثل قيداً وسجناً لنا، لأنه يفرض علينا الأخذ بعين الاعتبار جاذبية الفيلم التجارية، وهو ما قد لا يضطر إليه صناع الأفلام الآخرون في المنطقة العربية. وبالطبع وجودي في البيئة المصرية وضع أمامي تحديات عدة على مستوى التمثيل والارتجال والإخراج أيضاً، حيث كان يتعين علينا عدم الوقوع في فخ اكلشيهات الأفلام وتقنيات التمثيل الأقدم عندما نواجه مشكلة ما». وتابعت: «تعلمت من هذا الفيلم أن الصدق في عملية صنع الفيلم تمثل تحدياً، فهو يتطلب وعياً بالذات ومجهوداً أكبر».

قد تختلف ماغي في فيلمها هذا عن طبيعة أعمالها السابقة ليس في طريقة التصوير فقط، وإنما في رسالتها أيضاً، وعن ذلك قالت: «لا أظن أن لهذا الفيلم رسالة معينة»، ولذلك اعتبره التماساً أو صرخة وصورة لمدى حساسية البشر وهشاشتهم سواء في القاهرة أو أي مكان آخر، وبتقديري أن الفيلم يجتهد في الإشارة إلى لحظات الاجتماع معاً كطريقة لرؤية بعضنا بعضاً من الداخل لكي نستطيع مواصلة الحياة. ولكن لو كان لي أن أختار رسالة واحدة فأقول: «عندما تتعامل مع الناس، انظر أكثر إلى عيونهم، فالأمر جدير بالجهد».

النهار الكويتية في

28/11/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)