كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

القاهرة فى مهرجانها السينمائى "الملاكي" تمنح نفسها الجوائز الهامة بالجملة!

الصحافة الفنية العالمية لم تشعر بوجود مهرجان القاهرة فى الوقت الذى احتفت بشدة بمهرجان مراكش

إيهاب التركي

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والثلاثون

   
 
 
 
 

وهكذا انتهت فعاليات الدورة رقم 34 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بفوز ساحق ماحق مدهش لمصر بأهم جوائز المهرجان، الهرم الذهبى لأفضل فيلم فى المسابقة الرسمية "الشوق"، وجائزة أفضل فيلم عربى "ميكروفون"، وأفضل ممثل مناصفة "عمرو واكد"، وأفضل ممثلة مناصفة "سوسن بدر"، وجائزة ملتقى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للسيناريو حصلت عليها "آيتن أمين"، وما تبقى من جوائز حصلت عليها الدول الأخرى، وتبدو هذه النتائج كأن مصر كانت تنافس نفسها، أو أن ادارة المهرجان استعانت بأفلام ضعيفة لم تقو على منافسة الأعمال المصرية المتفوقة، أو انها تغافلت عن أعمال أهم وتحيزت للمصريين فالأقربون أولى بالجوائز، ورغم التقدير لكل مجهود النجوم والأفلام الفائزة فهناك أمر ما يصعب تفسيره لتفوز مصر بكل هذه الجوائز دفعة واحدة فى مهرجان دولى وليس مهرجان ملاكى، فرغم أن مصر هى التى تنظم المهرجان الا أن كونه مهرجاناً دولياً يفترض أن المنافسة فيه صعبة وعليه حساسيات كثيرة فى التقييم ومنح الجوائز، ولا تعبر هذه الأريحية التى حصلت بها مصر على كل هذه الجوائز على أى حساسية أو منافسة قوية أو مهرجان دولى، فلم نسمع أن الألمان اكتسحوا كل جوائز مهرجان برلين الهامة فى دورة ما، أو الفرنسيين حصلوا على كل جوائز مهرجان كان، وأتمنى ألا يكون المهرجان استلهم روح الانتخابات البرلمانية الأخيرة وقرر انه ما دام المهرجان مهرجاننا والجوائز جوائزنا فلما لا نمنح أنفسنا كل الجوائز الهامة؟ من سيحاسبنا ويشكك فى النتائح سيكون بالضرورة حاقد أو مشكك أو يغار من نجاح السينما المصرية، وسيغنى البعض خدوا عينى شوفوا بيها المهرجان .. أفضل دورة وأعظم دورة وأفضل أفلام وتمثيل، ولن يكون غريباً فى الدورات القادمة تخيل تردد الدول الأجنبية فى المشاركة فى مهرجان يحصل أصحاب البلد فيه على أهم وأغلب جوائزه.

يسعى مهرجان القاهرة السينمائى منذ سنوات عديدة الى صبغ المهرجان الدولى بصفات المهرجانات المحلية الصغيرة، سواء بسوء التنظيم أوغياب الأفلام الهامة أوغياب نجوم وصناع السينما فى العالم، أكثر ندوات المهرجان التى اهتم بها الاعلام كانت ندوة عن قرصنة الأفلام فى مصر، وهى ندوة موضوعها محلى يهم فقط المنتجين المصريين وشرطة المصنفات وليس مكانها مهرجان دولى، وهاهو المهرجان يتعامل مع جوائز المهرجان بنرجسية ويمنح أغلبها للمصريين، ثم ما هذه المصادفة فى كم الجوائز المناصفة التى لا يدل سوى على التردد والحيرة فى منح جائزة التمثيل لممثل واحد أو ممثلة واحدة؟

دائماً هناك شىء ما فى معادلة مهرجان القاهرة الدولى السينمائى لا يكتمل، اذا حضر للمهرجان بعض النجوم العالميين غابت الأفلام الهامة الحديثة التى ينفرد المهرجان بعرضها لأول مرة، واذا حضرت الأفلام الجيدة فأغلبها قديم وأقرب الى منتخبات من الأفلام الهامة الحاصلة على جوائز خلال السنوات السابقة، ولكن الأمر الذى يحافظ عليه المهرجان منذ سنوات غياب صدى المهرجان فى الصحافة العالمية والفنية المتخصصة، وجود "ريتشارد جير" و"جولييت بينوش" ساهم فقط فى انقاذ البرواز العالمى لصورة المهرجان المحلى أمام الصحافة والاعلام المحلى، ولكن حتى وجودهما لم يلفت نظر وكالات الأنباء العالمية التى تتابع دبة النمل فى مصر، ويبدو أن مهرجان القاهرة السينمائى رغم انه دولى لا ينافس صوته دبة النملة، ولهذا لم يقدر على لفت نظر واهتمام الصحافة العالمية كما تفعل مهرجانات عربية سواء الخليجية الثرية أو المغربية التى تشترك مع مهرجان القاهرة فى قلة الامكانيات المادية، وهذا يثبت أن الامكانيات المادية قد تكون عامل هام ورئيسى ولكنها ليست كل شىء، فهناك شىء ما يجر مهرجان القاهرة من العالمية الى المحلية ولا أحد يفعل شىء لتدارك هذا المصير.

مما لا شك فيه أن حضور النجوم العالميين يصنع للمهرجان زخم غير عادى ويضيف كثير من البريق يساهم فى تلقف وكالات الأنباء والمواقع الاخبارية الاكترونية العالمية وأيضاً الصحافة المطبوعة صور النجوم الذين حضروا المهرجان وهو ما يتبعه بالضرورة تقارير اخبارية تسلط الضوء على فعاليات المهرجان، ولهذا ليس مدهشاً تماماً حينما نكتشف بعد مرور أيام من افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بحضور النجم الأمريكى "ريتشارد جير" والنجمة الفرنسية "جولييت بينوش" أن صدى افتتاح المهرجان على المستوى العالمى خافت ولا أريد أن أقول أخرس هذا فى نفس الوقت الذى يمكن رصد صدى حفل افتتاح مهرجان مراكش فى عديد من مواقع الانترنت الاخبارية والفنية من خلال عشرات التقارير والتغطيات المصحوبة بصور هذا العدد الكبير والمتنوع من النجوم يمكن أن نذكر منهم "كيانو ريفز" و"جون مالكوفيتش" و"مارتن سكورسيزى" و"فرانسيس فورد كوبولا" و"هارفى كايتل" و"جيمس كان" والنجمتان الفرنسيتان "صوفى مارسو" و"ماريون كوتيلارد"، بالاضافة الى الممثلة الأمريكية الشابة "ايفا منديز" عضو لجنة التحكيم، ويكتب "مارتن دال" الصحفى بمجلة "فارايتى" الأمريكية يوم الثلاثاء الماضى أن مهرجان مراكش فى دورته العاشرة يسعى لينضم الى دائرة أهم سبعة مهرجانات عالمية، ولا نجد فى نفس المجلة أى خبر عن مهرجان القاهرة، فأخر تقرير فنى عن مصر فى أغلب المجلات والمواقع الفنية المتخصصة كان فى سبتمبر الماضى عن اختيار مصر لفيلم "رسائل البحر" للمخرج "داوود عبد السيد" لتمثيلها فى مسابقة الأوسكار!

الدستور المصرية في

11/12/2010

 

مصر تسطع.. بثقافتها

بقلم: كمال رمزي

مع تعدد وتنوع المهرجانات السينمائية فى الوطن العربى، كان لابد أن يندلع بينها ذلك التنافس الخلاق، فالواضح أن كل مهرجان يحاول، بكل ما يملك وما يستطيع، أن يغدو الأقوى، والأكثر اكتمالا، وبالتالى، اعتمدت مهرجانات الخليج، بسبب ثرائها، على أمرين، يحققان لها حضورا مرموقا، أحدهما يصب فى طاحونة الإبداع السينمائى، ويتمثل فى تدعيم واستكمال مشاريع صنع الأفلام، بمنح مالية، بالإضافة لورش تدريب أبناء الخليج، وإقامة مسابقات خاصة بأفلامهم.. ويتعلق الأمر الثانى باستضافة بعض النجوم العالميين، وأحيانا لا يكون لهم أفلام فى المهرجان، فقط كى يتبخطروا على السجادة الحمراء، تلتقط لهم الصور، ويشيد معظمهم بجودة مهرجان لا يتابعونه.. فى المقابل، يتعمد مهرجان دمشق عرض أكبر كمية من الأفلام، فى العديد من أقسامه، وفى ذات الوقت يصدر مجموعة مهمة من الكتب السينمائية، تشكل مكتبة فنية ثمينة، على مدى الدورات السابقة. وإذا كان مراكش يبحث بدأب عن الأفلام المتميزة، من بلاد تكاد مجهولة سينمائيا، فإن مهرجان قرطاج يعتبر النافذة الأوسع على الأفلام الأفريقية، التى لا نكاد نراها، إلا مصادفة.

فى التسابق بين مهرجاناتنا العربية، راهنت مصر على أفضل ما تملكه، وأعز ما يفخر به أى وطن: الثقافة.. وفى هذه الدورة المتميزة تجلى النجاح فى عدة جوانب، منها على سبيل المثال لا الحصر، النشرة اليومية التى أصدرها المهرجان، بعنوان «بانوراما»، بمقالاتها الشاملة، العميقة، عن سينمات العالم، والمخرجين، والأفلام، والنجوم. مقالات ليست عابرة، مؤقتة، ولكن تستحق البقاء، وإعادة القراءة، كتبها مجموعة من مثقفى السينما، لا يتسع المجال لذكر اسمائهم، وطبعا، لا يمكن إغفال دور ناقدنا الكبير، الباحث الموسوعى الدءوب، أحمد رأفت بهجت، رئيس تحريرها، الذى جعلها تتجاوز، بموادها ورونقها، النشرات الخفيفة، المتعجلة، الصادرة من مهرجانى دبى وأبوظبى، فضلا عن اعتمادها على اللغة العربية، بينما نشرتا قرطاج ومراكش يغلب عليهما اللغة الفرنسية.

أما الجانب الثانى فإنه يتبلور فى قناة «نايل سينما»، فى برنامجها اليومى الشديد الأهمية «استوديو مصر»، الذى تقدمه، على نحو نموذجى، مذيعة متفهمة، مستوعبة للقضايا التى تثيرها، بسيطة وذكية وجذابة، تجيد الكلام المبنى على معرفة وذوق رفيع، كما تجيد الإصغاء الإيجابى، بملامح وجهها، هند القاضى، فهى لا تستمع بأذنيها وحسب، بل بملامح وجهها، المعبرة بوضوح عن الموافقة أو الاعتراض أو الدهشة أو الإعجاب أو عدم التصديق، إنها تعطى نموذجا للمذيعة المصرية، المثقفة بحق.

إلى جانب لقاءات هند القاضى الممتعة مع طواقم صناع الأفلام، قدمت القناة مجموعة من التقارير الفنية عن النجمين العالميين «ريتشارد جير» و«جولييت بينوش»، فضلا عن مبدعى مصر، خارج البلاد، الذين لم تنسهم ذاكرة المهرجان «فؤاد سعيد»، «ميلاد بسادة»، «خالد عبدالله»، بالإضافة للمكرمين «ليلى علوى»، «صفية العمرى» «رمسيس مرزوق».. وهذه التقارير المعتمدة على لقطات ومشاهد وصور فوتوغرافية وعناوين لموضوعات ومقالات، تكاد تصبح أفلاما قصيرة، للأسف لم يكتب أسماء المساهمين فى خروجها للنور.. راهنت مصر على ثقافتها.. فكسبت مكسبا يليق بها.

الشروق المصرية في

11/12/2010

 

على البساط الأحمر

بقلم: حاتم جمال الدين

من هو ذلك العبقرى الذى اختار دار الأوبرا مكانا لاستضافة حفلى الافتتاح والختام ومقرا للمركز الصحفى لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟ وهل كان الاختيار لجمال المكان ووسطية الموقع فى قلب القاهرة أم أنه اختار الأوبرا باعتبارها موقعا تابعا لوزارة الثقافة، ولن يكلف إدارة المهرجان نفقات إضافية؟ تلك الأسئلة يطرحها ذلك الصرح الخشبى، الذى أقامته إدارة المهرجان فى ساحة الأوبرا لتفرش عليه بساطها الأحمر، الذى تغنى به الدكتور عزت أبوعوف ورفاقه، واعتبروه أحد مظاهر العظمة والجو الأسطورى، الذى أحاط بانطلاق دورة المهرجان الجديدة، ولم يلق القائمون على المهرجان أى اهتمام بما أبداه مهندسو الأوبرا من تحفظات على بناء صرح أمام مبنى الأوبرا وما سيترتب عليه من حجب واجهته الجميلة، فضلا عن إعاقة الطريق طوال العشرة أيام الماضية أمام رواد وزوار الأوبرا وما يجاورها من مراكز ثقافية، ليعبر بذلك المهرجان فى دورته الرابعة والثلاثين عن حالة العشوائية، التى تجتاح كل شىء فى حياتنا، والتى لم تستثن تلك التظاهرات الفنية الكبرى.

واختلفت آراء زوار المثلث الذهبى للثقافة والفنون المعروف بأرض الأوبرا حول أسباب هذا البناء، الذى تكلف مبالغ طائلة لترمقه الكاميرات فى خلفية المشهد خلال حفلى افتتاح وختام المهرجان، وقيل إنه أقيم خصيصا ليتغنى ببنائه رئيس المهرجان وأتباعه كما لو كانوا قد أقاموا سدا عاليا جديدا، والبعض الآخر فسر الأمر باعتباره محاولة فتح أبواب رزق لناس غلابة «هيدعوا» للمهرجان وأصحابه بدوام النجاح، وأيا كانت أسباب بناء هذا المسخ فى دار الأوبرا المصرية فإنه قد حجب عن العالم تفاصيل المبنى، الذى تحول خلال ربع قرن من الزمان إلى واحد من أهم المعالم الحضارية فى قلب مصر.

فى الفاصل

تسربت العشوائية من ساحة الأوبرا إلى المسرح الكبير، حيث فاجأ حضور حفل الفرقة الاستعراضية الأمريكية «رات باك» بصوت ركيك لمذيعة مبتدئة تعلم الحاضرين بمواعيد العروض الأخرى على مسارح الأوبرا، وأسعار التذاكر وهو أسلوب دعاية لا يليق بدور الأوبرا، ولا محبى فنونها، ولو كانت هناك ضرورة لتوجيه الجمهور لأمر ما مثل إلغاء حفل أو جزء من البرنامج ، فعلى الأوبرا أن تستعين بصوت يليق بوقار المكان، ومذيعة محترفة تعرف أصول الإلقاء.

الشروق المصرية في

11/12/2010

 

مصر تحصد 5 من جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

وزير الثقافة تغيب عن الحفل للمرة الأولى.. وجدل وراء الكواليس حول «الشوق»

القاهرة: سها الشرقاوي

لم يكن حفل اختتام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي زاهيا كثيف الحضور من جانب نجوم الصف الأول كحفل ختامه، حسبما رأى نقاد ومراقبون، بينما لمحت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى جدل دار خلف الكواليس بين أعضاء لجنة التحكيم حول منح الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية الهرم الذهبي الذي تنافس للحصول عليه 16 فيلما من عدة دول.

فبقدر ما شهد حفل الافتتاح إقبالا من كبار الفنانين المصريين والعالمين، شهد حفل الختام، الذي أسدل الستار أول من أمس (الخميس) على المهرجان المصنف في المستوى الثالث بين المهرجانات الدولية السينمائية، فقرا ملحوظا من هذه الناحية. حتى إن الممثلة روبي، إحدى بطلات فيلم «الشوق»، وهو العمل المصري الفائز بالجائزة الأهم بالمهرجان، لم تحضر الحفل الذي كُرم فيه زملاؤها في العمل. وفسر مراقبون هذا العزوف الجزئي بتزامن موعد الحفل مع بدء فعاليات مهرجان مراكش الدولي بالمغرب.

وحرص على حضور حفل الختام، الذي قدمه الفنان آسر ياسين والفنانة أروى جودة: النجم العالمي عمر الشريف وليلى علوي وبسمة وفيفي عبده ورغدة، التي شكت عدم تمكنها من دخول القاعة وانتظارها لمدة ثلث ساعة خارج القاعة.

جدير بالذكر، أن حفل الافتتاح شهد استضافة كبار النجوم العالميين وتكريمهم، وأهمهم: الأميركي ريتشارد غير والفرنسية جولييت بينوش، جنبا إلى جنب مع عدد كبير من نجوم الصف الأول المصريين. في المقابل، تغيب وزير الثقافة المصري فاروق حسني عن حفل الختام، وذلك للمرة الأولى منذ عدة دورات، كما لم يحضر الحفل عدد من أعضاء لجنة التحكيم، بينهم المخرجة السعودية هيفاء المنصور والممثل الهندي عرفان خان والمصرية نيللي كريم. في حين حرص النجوم الذين حصدوا الجوائز على الحضور، كعمرو واكد وخالد أبو النجا، باستثناء روبي التي لم يكشف بعد عن سبب تغيبها.

وقالت مصادر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: إن الفيلم المصري الحاصل على جائزة الهرم الذهبي لاقى استحسانا من جانب أعضاء هيئة التحكيم الأجانب، في حين لم يلق المستوى ذاته من التشجيع من جانب الأعضاء المصريين في هيئة التحكيم؛ حيث رأى فيه المحكمون الأجانب «صورا جديدة لم يعهدوها عن الحياة في مصر وتفاصيلها وتفاعلاتها داخل الأحياء الشعبية الفقيرة».

وتركز قصة الفيلم، وهو من إخراج خالد الحجر وقصة سيد رجب وإنتاج محمد ياسين، على سيطرة العنصر الأنثوي على الحياة في أزقة الأحياء العشوائية بأطراف القاهرة؛ حيث تضطر الأم للجوء إلى التسول لتدبير نفقات غسيل كليتي ابنها العليل. وينتهي بانتحارها خلال نوبة عصبية تنتابها على حين غرة ولا يتدخل أحد من أهل الحارة لإنقاذها نظرا لعلمها بجل أسرارهم المخجلة. وقد فازت سوسن بدر (الأم) بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا العمل، مناصفة مع الفرنسية إيزابيل أوبير عن فيلم «كوباكابانا» للمخرج مارك فيتوسي.

كان النصيب الأكبر من الجوائز للنجوم المصريين، حاصدين 5 جوائز، منها: جائزة التمثيل، وتسلم جائزة كل من المخرج خالد الحجر والمنتج محمد ياسين، وأهدى الحجر الجائزة لروح المخرج العالمي يوسف شاهين، ولمهندس ديكور الفيلم الذي توفي أثناء التصوير حامد حمدان.

كما فاز فيلم «ميكروفون» ضمن مسابقة الأفلام العربية بجائزة أفضل فيلم عربي، وقيمتها 100 ألف جنيه مصري، وهو من بطولة وإنتاج خالد أبو النجا، وشارك في الإنتاج محمد حفظي وإخراج أحمد عبد الله، وتمنح الجائزة مناصفة بين المنتج والمخرج، وحصل الفنان عمرو واكد على جائزة أفضل ممثل عن فيلمه «الأب والغريب» مناصفة مع إليساندرو جاسمان عن دوره في العمل نفسه.

أما في مسابقة أفلام الديجيتال الروائية الطويلة، فقد حصل على الجائزة الذهبية فيها فيلم «جوي» الهولندي إخراج مايك دي يونغ، وقيمة الجائزة 10 آلاف دولار أميركي، وحصل فيلم «إيماني» الأوغندي للمخرجة كارولين كامبا على الجائزة الفضية وقيمتها 6 آلاف دولار، كما منحت لجنة التحكيم شهادتي تقدير لكل من المخرج داوود أولاد سياد عن الفيلم المغربي «الجامع»، وشهادة تقدير أخرى الممثلة التونسية هند الفاهم عن دورها في فيلم «آخر ديسمبر» كأول ظهور سينمائي مهم لها وجائزة أفضل سيناريو عربي وقيمتها 100 ألف جنيه مصري سلمت مناصفة بين الفيلمين اللبناني «رصاصة طائشة» للسيناريست والمخرج جورج هاشم، والعراقي «ابن بابل» للمخرج محمد الدراجي، وجاء فوزه بناء على ما قررته اللجنة من «حساسية الموضوع وإنسانيته وشاعريته العالية».

أما بالنسبة لجائزة ملتقى القاهرة السينمائي الأول وقيمتها 100 ألف جنيه مصري فحصلت عليها المصرية أيتن أمين عن سيناريو فيلم «69 ميدان المساحة»، أما عن جائزة أفضل عمل إبداع فني وتحمل اسم «جائزة يوسف شاهين» فقد فاز بها الفيلم الفلبيني «أمير» للمخرج شينو رونو عن موسيقى أوركسترا الفلبين الهرموني، كما نجح الفيلم الإيطالي «الأب والغريب» في أن يحصد جائزة أفضل سيناريو وتحمل اسم «سعد الدين وهبة» الذي شارك في كتابته 4 من كتاب السيناريو هم: جيان كارلو دي كاتالدو وجرازيانو ديانا وسيمونا لزو وريكي تونياتزي، أما جائزة أفضل مخرج لعمل أول وتحمل اسم جائزة «نجيب محفوظ» فحصل عليها أندريج كوتكوفسكي، مخرج فيلم «ولد من البحر» من بولندا، وجائزة أفضل مخرج حصل عليها سفيتوساف أوفتشاروف مخرج الفيلم الإيطالي «التعليق الصوتي» وحصل أيضا على جائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقاد «فيبرسي»، أما عن باقي جوائز المسابقة، فقد فاز بجائزة الهرم الفضي فيلم «وكأنني لم أكن هناك» وهو إنتاج آيرلندي - مقدوني – سويدي، من إخراج خوانيتا ويلسون.

الشرق الأوسط في

11/12/2010

 

القاهرة السينمائي يختتم بتألق سوسن بدر

كتبت : علا الشافعي

اختتمت اول أمس فعاليات الدورة الـ‏34‏ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي‏,‏ والتي تميزت بالنجاح الي حد ما والقليل من النقاط السلبية التي علي المهرجان أن يتفاداها في دوراته المقبلة وأعتقد أن تخصيص مبني كامل يضم الكثير من الأنشطة والفعاليات سيحل الكثير من أزمة المهرجان والمتعلقة بتعدد وبعد الأماكن التي تضم الأنشطة إضافة إلي ضرورة التدقيق في اختيار الأفلام التي جاء بعضها أقل من مستوي المشاركة في مهرجان بحجم مهرجان القاهرة السينمائي‏,‏ سواء في المسابقة الدولية أو العربية والتي شارك فيها الفيلم المغربي الخطاف‏,‏ وهو ما يجعلنا نطرح تساؤلا حول لجان اختيار الأفلام خاصة أنه يجب أن يكون هناك حد أدني للمستوي الفني الذي يتم اختيار الأفلام علي أساسه ورغم ذلك وإجمالا نجحت الدورة الـ‏34‏ في تخطي الكثير من المشاكل التي كانت تحاصر المهرجان وسيتبقي في الذاكرة العديد من الأفلام الجيدة التي ضمتها المسابقة الدولية ومنها الفيلم الأرجنتيني أسير الأوهاموالفيلم الايرلندي كأنني لم أكن هناك‏,‏ والفيلم التركي اسأل قلبك وغيرها‏..‏كما أن هذه الدورة شهدت مشاركة ثلاثة أفلام مصرية وهي الشوق والطريق الدائري وميكروفونوالتي جاءت مختلفة في رؤاها السينمائية ولكنها تحمل قدرا كبيرا من التميز واستثني لي مشاهدة الأول والثاني

الشوق

مثل فيلم الشوق الذي كان يمثل مصر في المسابقة الدولية والعربية والفيلم هو التجربة الأولي في الكتابة السينمائية للممثل سيد رجب والذي يشارك في بطولة الفيلم أيضا‏,‏ وإخراج خالد الحجر وبطولة سوسن بدر وأحمد عزمي وروبي وميريهان والإنتاج لمحمد ياسين والذي غامر بتقديم تجربة مختلفة تحسب له لأنه بهذا العمل يثبت أنه يملك وعيا بضرورة الموازنة مابين السينما الجماهيرية والفنية لهذا اقتنص الفيلم جائزة الهرم الذهبي و ايضا جائزة احسن ممثلة للفنانة سوسن بدر‏.‏
ويصور فيلم الشوق للمخرج خالد الحجر رؤية سوداوية لسكان شارع من شوارع منطقة المكس في الإسكندرية من البسطاء‏,‏ وأحلام أهالي الشارع الصغيرة التي تصطدم بالكثير من سوداوية الواقع وانسداد الأفق‏.‏

بطلة الفيلم أم شوق‏,‏ التي تقوم بدورها الفنانة سوسن بدر‏,‏ تملك قدرات خاصة حيث تشعر بالأشياء قبل حدوثها مع جيرانها وهي بالنسبة لأهل الشارع ممسوسةأوملبوسة بالجان لا تستطيع منذ البدايات أن تحقق حلمها في أن تتزوج من حبيبها برضي أهلها‏,‏ فتهرب معه إلي الإسكندرية حيث يعمل زوجها سيد رجب في إصلاح الأحذية ويتحول مع ضغوط الحياة والإحساس الدائم بالقهر إلي سكير‏.‏

ترتبط الابنة الكبري شوق‏(‏ روبي‏)‏ بالشاب حسين‏(‏ احمد عزمي‏)‏ الذي يعمل في محل تجاري وينتظر الحصول علي وظيفة تناسب شهادته‏,‏ وتنشأ بينهما علاقة تقوم علي حلم الارتباط والعيش معا‏.‏ أما الشقيقة الصغري عواطف‏(‏ الوجه الجديد مريهان‏)‏ فترتبط بابن الجيران يجسده محمد رمضان الذي يدرس في الجامعة ويحلم بالخروج من هذا الشارع بأي طريقة حتي لو خسر أهله والفتاة التي يحب‏.‏

ويأتي مرض الشقيق الأصغر بالقصور الكلوي ليغير حياتهم عندما تتفاقم حالته ويصبح ضروريا توفير مبالغ مالية أسبوعية لمصاريف العلاج لا تستطيع العائلة تأمينها‏.‏

الفيلم والذي يبدو للكثيرين شديد القتامة إلا انه يحمل حالة خاصة عن البشر المكسورين والمقهورين‏,‏ خصوصا مع تحول الأحداث إلي منحي شديد الدرامية فالفيلم قدم صورة عن حقيقة بشر يعيشون حالة القهر والانكسار واعتقد أن خالد الحجر المخرج كان يعيش الحالة واخرج أجمل ما في الممثلين العاملين معه في الفيلم رغم أن الشخصية كانت أحيانا ما تهرب من روبي وشقيقتها ميريهان إلا أنه استطاع بنجاح تقديم أجواء خاصة بصريا بمساعدة مدير التصوير إضافة إلي شكل الشوارع في مدينة الإسكندرية والتي أضفت بعدا جماليا للفيلم‏,‏ وتميزت سوسن بدر في تقديمها لدور الأم ونجح المخرج ومعه كاتب السيناريو في إظهار أن هناك شعرة بين وقوعها في حالة من المس وحالة أخري من القهر الذي يدمر الشخصية ويجعلها تتصرف بعنف شديد مع من حولها‏,‏ واعتقد أن الشخصية فيها نوع من الواقعية السحرية التي نراها في أدب أميركا اللاتينية وسوسن التي بدت أنها تحمل الفيلم علي عاتقها‏,‏ حيث أعتقد أن الكاتب والمخرج وقعوا في أسر الشخصية من شدة جمالها وتميز أداء سوسن وهو ما انعكس بشكل كبير علي إيقاع الفيلم والذي أعتقد أنه في حالة عرضه جماهيريا علي المخرج أن يعيد مونتاج بعض أجزائه والمتعلقة بالمشاهد الكثيرة المتكررة‏,‏ قبل وفاة الابن ومشاهد الشحاذة المتعلقة بسوسن بدر‏,‏ كما أن مشهد النهاية والذي شهد خروج الفتاتين من الحارة حاملين جوال الفلوس بعد وفاة الأم أخل بالإيقاع أيضا لأنه جاء ما بعد الذروة‏,‏ كما أنه متوقع‏.‏

الطريق الدائري

يبدو أن هموم المصريين وتحديدا مع مرض الإصابة بالفشل الكلوي شكلت قاسما مشتركا مابين فيلمي الشوق والطريق الدائري فإذا كان ابن البطلة في الفيلم الأول قد ذهب ضحية للمرض فان ابنة بطلنا في الطريق الدائري تعاني هي الأخري نفس المرض‏,‏ ولكن الرؤية الفنية والتركيبة الدرامية تختلف كلية مابين الفيلمين فبطلنا عصام في الطريق الدائري ـ يجسده نضال الشافعي ـ يعمل صحفيا بجريدة الحقيقة ومهموم بقضايا الفساد وتحديدا قضية الفلاتر الطبية والتي تسبب الوفاة لمرضي الفشل الكلوي ـ ولا نستطيع أن نشاهد الفيلم بمعزل عن قضية أكياس الدم الشهيرة والتي كان بطلها رجل الأعمال الدكتور هاني سرور ـ وتتصاعد الأحداث أمام إصرار عصام علي كشف كذب وغش رجل الأعمال وصاحب مصانع الأدوية رفعت رضوان ـ يجسده عبدالعزيز مخيون ـ ومحاولات الرجل محاربة عصام والقضاء علي سمعته بكافة الطرق غير المشروعة منها توريطه في علاقة غرامية إلي أن يجد عصام نفسه في مأزق حقيقي فهل يبيع ضميره وتتغير نظرته إلي الفساد والفاسدين بسبب ابنته التي تحتاج إلي عملية زرع كلي‏,‏ أجمل ما في الفيلم أنه قدم شخصيات إنسانية تنفعل وتتفاعل معها طوال الأحداث‏,‏ بعيدا عن بطولة دنكيشوط وتمكن تامر عزت من رسم التفاصيل الخاصة بكل شخصيات الفيلم بحرفية شديدة كما جاءت العلاقة التي ربطت بين عصام البطل وأميرة ـ جسدتها فيدرا ـ شديدة الحساسية وبالغة الرقي وغزل تامر تلك العلاقات في قالب درامي مؤثر وبحوار مكثف وذكي وأسلوب إخراجي خاص ومميز جعل الفيلم يأخذنا إلي منطقة بعيدة لاسيما ان قصته قد لا تحمل الجديد في نظر البعض أو سبق للسينما المصرية تناول مثلها من القضايا ولكن روح تامر والتي تبشر بمخرج واعد يسيطر علي عناصر العمل من تصوير وإضاءة للموهوب شريف هلال مناسبين تماما لروح الفيلم وموسيقي تصويرية لتامر كروان تملك خصوصية أيضا‏,‏ وقد يكون التوفيق خان المخرج فقط في تنفيذ مشهد اقتحام الشركة الذي جاء بعيدا عن روح الفيلم‏,‏ والفيلم يعد انطلاقة حقيقية للنجم المتألق نضال الشافعي والذي أعاد تامر عزت اكتشافه في دور مركب وملئ بالأحاســــيس وأثبت نضال أنه نجم ينتمي لأصحاب المواهب من العيار الثقيل الطريق الدائــــري تأليف ومونتاج وإخــــــراج تامر عزت‏.‏

الأهرام اليومي في

11/12/2010

 

المخرجة المصرية أيتن أمين تفوز بجائزة الملتقي

من المميزات المهمة التي صاحبت الدورة الـ‏34‏ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي تنظيم أول ملتقي للأفلام والذي يتم من خلاله دعم مجموعة من السيناريوهات لشباب المخرجين بعضها أعمال ما تزال في مرحلة الكتابة‏ والاخري في مرحلة ما بعد التصوير وتحتاج دعما فعليا لاستكمال العمليات الفنية‏,‏ والاخري سيناريوهات مكتوبة بالفعل‏,‏ وهي الخطوة التي قام بالتخطيط لها المنتج جابي خوري والمنتجة ماريان خوري ووافقت وزارة الثقافة المصرية علي تنظيم الدورة الأولي منها هذا العام الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة في مصر والمركز القومي للسينما إضافة إلي شركة مصر العالمية للإنتاج وبمشاركة عدد من المنتجين المصريين والأوروبيين والأفارقة‏..‏وكان مهرجان القاهرة السينمائي قد تأخر في إطلاق هذه التجربة رغم كونه المهرجان الأقدم والأعرق وسبقته إليها العديد من المهرجانات حديثة العهد نجحت في استقطاب العديد من المشروعات السينمائية لجيل الشباب من السينمائيين العرب وهو ما أعطاها ثقلا‏,‏ وبعيدا عن أن الجائزة تذهب إلي سيناريو فيلم واحد إلا أن التجربة في حد ذاتها مفيدة لجميع المشاركين فيها والذي أتيح لهم الاتصال مع العديد من المنتجين والشركات الأوربية الداعمة وبالتأكيد كون هؤلاء المخرجين الشباب علاقات عديدة واتصالات تسمح لهم بالعمل علي استكمال مشروعاتهم والاهم من إطلاق مشروع الملتقي هو استمراره والعمل علي تطويره في السنوات المقبلة‏.‏

وقامت لجنة التحكيم التي رأسها المخرج المصري سمير سيف وشارك في عضويتها عدد من المنتجين والمهتمين بصناعة السينما وهم المنتجة والكاتبة الفرنسية ماري بييرديهاميل والإنجليزية سو أوستين التي تعمل كمنتج فني بالـ بي بي سي بالإضافة لعضوية جاك أكشوتي وهو مخرج ويقوم بتدريس الكتابة والإخراج بالكلية الفرنسية الوطنية وأخيرا الناقدة السينمائية المصرية خيرية البشلاوي‏,‏ باختيار‏12‏ مشروعا سينمائيا بهدف إتاحة الفرصة أمام السينمائيين العرب لتجد أعمالهم موقعا ودعما في السينما العالمية‏,‏ حسبما أوضح رئيس مهرجان القاهرة السينمائي عزت أبو عوف‏.‏

ومن بين المشاريع التي تم اختيارها بعد التصفيات للمشاركة في هذا اللقاء مع منتجيها ومخرجيها‏,‏ وكان من ضمنها عملان في مرحلة ما بعد الإنتاج وهما آخر أيام المدينة للمخرج المصري تامر السعيد‏,‏ ومتران من هذا التراب للمخرج الفلسطيني احمد النتشة إلا أن المخرجة المصرية الشابة أيتن أمين فازت بالجائزة عن سيناريو فيلم‏69‏ ميدان المساحة وتبلغ قيمة الجائزة‏100‏ ألف جنيه تذهب للمخرج والفيلم سيكون من إنتاج إيهاب أيوب إضافة إلي شهادة تقدير للمخرج اللبناني هشام بزري‏.‏

وشارك في الملتقي مشاريع أفلام من مصر ولبنان وفلسطين وسوريا وقد بدأت الجلسات بين المخرجين ومنتجيهم وأطراف يمكن أن تكون مهتمة بالمساهمة في انجاز هذه الأعمال‏.‏ وتقدم للمشاركة في المسابقة فيلم مترو نوم للمخرج إسلام العزازي والمنتجة رينا خوري‏,‏ ومغازلة ليلي للمخرج اسعد قلادة والمنتجة ديما الأنصاري‏,‏ ومندوب مبيعات للمخرج علاء عزام والمنتج هيثم فاضل‏,‏ ومشروع صحرا للمخرج احمد رشوان الذي شارك قبل عامين في مهرجان القاهرة السينمائي قبل عامين بفيلمه الأول بصرة الذي ينتمي إلي مجال السينما المستقلة‏.‏

كما تقدم للملتقي أيضا المخرج تامر عزت عبر لما بنتولد الذي سيكون بمشاركة في السيناريو لنادين شمس والمخرجين رشا الجمال ووائل عمر في مشروع الشريفة إضافة إلي مشروع ايتن أمين والذي حصل علي الجائزة‏.‏

الأهرام اليومي في

11/12/2010

 
 

خالد عبدالله:

رفضت لعب دور الإرهابى فى أفلام تشوه صورة العرب

كتب أسماء نصار

كرمته إدارة مهرجان القاهرة الدولى السينمائى فى دورته الرابعة والثلاثين من بين مصريين أبدعوا فى الخارج وقام بتجسيد صورة العربى فى أكثر من فيلم أمريكى وعالمى مع أن عمره لا يتعدى الـ 92 عاماً ويكفيه أنه عمل مع مخرج هوليوود الشهير بول جرين جراس فى اثنين من أهم أفلامه عن العرب والمسلمين وهما «يونايتد 39» و«جرين زون» كما قام ببطولة الفيلم الأمريكى السياسى المهم «الطائرة الورقية» حيث جسد شخصية مهاجر أفغانى وقد أثار الفيلم جدلاً كبيراً خاصة أنه كان ينتقد ظروف المجتمع الأفغانى أثناء حكم طالبان.

نحن نتحدث عن الممثل المصرى البريطانى خالد عبدالله والذى عرض له بمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية الفيلم الأمريكى «جرين زون» أو المنطقة الخضراء على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى والذى قام فيه بدور مترجم عراقى يساعد الأمريكان ليكتشفوا فى النهاية أن السبب الذى اعتقدوا أنهم جاءوا من أجله غير صحيح وأنه لا توجد أسلحة دمار شامل وكان البطل الذى توصل لتلك الحقيقة هو الممثل الشهير مات ديمون.

فى الندوة التى أعقبت عرض الفيلم تحدث خالد بشكل يجعلك تشعر أن هذا الشاب مثير للانتباه بحق حيث بدا وكأنه يعانى من صراع ما بين كونه عربى الجذور ولكن بريطانى الجنسية والثقافة وأن هناك أشياء لم يتصالح فيها مع نفسه ويحاول طوال الوقت أن يجد لنفسه قبل أن يجد للآخرين مبررات للأزمة التى يعانى منها بسبب انقسامه ما بين حضارتين فى نفس الوقت، حيث اعترف أن بالفيلم أخطاء وأن هوليوود تتحكم فيها السياسة الأمريكية فى أحيان كثيرة وانه عانى من التعامل مع الجنود الأمريكان ولكنه عاد ليقول ولكنى فوجئت بعراقيين رغبوا فى تواجد الأمريكان ثم عاد ليقول ولكن يجب ألا تكون الضريبة هى آلاف من القتلى بالتأكيد وقد كان أميناً فى عرض ما بداخله وخاصة عندما قال «بيجيلى شحنة من التناقض والغضب والفخر ساعات ببقى عايز اختفى وساعات ببقى فخور».

بعد الندوة بيوم عاد خالد عبدالله إلى لندن ولكن روزاليوسف حاورته تليفونيا لأن الأشياء التى قالها كان يجب التوقف عندها.

·         من هو خالد عبدالله؟

- أنا ولدت فى اسكتلندا لوالدين مصريين وانتقلت لأعيش فى لندن عندما كان عمرى 5 سنوات، والدى هو الدكتور حسام عبدالله رئيس أكبر وحدة أطفال أنابيب فى بريطانيا ووالدتى طبيبة أطفال ومنذ كنت طفلا اعتدت أن أزور مصر مرتين فى العام مرة فى الصيف ومرة فى الشتاء ومصر لم تغب أبدا عن البيت من خلال الأغانى والأفلام.

·         ولكن كيف تعلمت اللغة العربية ؟

- عندما كان عمرى 7 سنوات بدأت فى الذهاب لمدرسة عربية، فى الحقيقة كنت بروح بالعافية لأنى كنت أذهب فى أيام الأجازة ولكن عندما أصبح عندى 14 عاماً بدأت أنتبه إلى أنه لو لم أركز على تعلم العربى فى هذا الوقت سأفقده والنظام فى انجلترا أن هناك سنة فاصلة بين الجامعة والمدرسة يفعل فيها الطلاب ما يريدونه وأنا اخترت فى تلك السنة أن أعود لمصر وطوال 7 أشهر من تلك الفترة ركزت فقط على تعلم العربية وعملت بالقاهرة فى الأهرام ويكلى وقمت بعمل تطوعى مع الأطفال بمركز الجيل بالقاهرة وقمت أيضا فى تلك السنة بعمل جولة فى مجموعة من الدول العربية فذهبت للبنان وسوريا والأردن والضفة ثم عدت للندن لألتحق بالجامعة.

·         وكيف جاءت علاقتك بالتمثيل وكيف دخلت هوليوود؟

- عندما كان عمرى 15 عاماً جاءنى مدرس ليقول لى أنه يقوم بعمل مسرحية ويرى دورا فيها يناسبنى تماماً وقلت أنه مجنون ولماذا يرانى مناسبا ولكنه أصر وكانت مسرحية عن الحرب العالمية الثانية مثلت فيها دور جندى وكانت مفاجأة بالنسبة لى وشعرت أن شيئا ما حدث لى واكتشفت أن هذا هو العالم الذى أريده وبعد ذلك تعرفت على مخرج معروف ومميز يدعى فيليب سون وكان يصطحبنى مع مجموعة من زملائى إلى أكبر مهرجان للمسرح فى العالم والذى يقام فى لندن وكان عندى 17 عاما وقمت تحت إشرافه بإخراج مسرحية بعنوان «شخص يأخذ باله منى» وحصلت على خمس نجوم وكنت أصغر مخرج فى تاريخ المهرجان يحصل على ذلك وبعدها التحقت بجامعة كامبريدج ودرست بها الأدب الإنجليزى .

·         وكيف تعرفت على المخرج الكبير بول جرين جراس؟

- عندما أنهيت دراستى فى فرنسا وعدت لإنجلترا عرفت أن بول يبحث عن شخص به مواصفات تقترب من مواصفاتى لدور جديد فقمت بعمل «تجربة أداء» ووجد جراس أنى أصلح للدور وبالفعل قمت بدور الإرهابى الذى يختطف الطائرة ويوجهها لتفجير برج التجارة العالمى فى أحداث 11 سبتمبر فى فيلم «يونايتد93».

·         هل يمكن أن تذكر لى أمثلة من أفلام رفضتها لأنها تقدم صورة خاطئة عن العرب؟

- لا أريد ذلك ولكن ما أريد أن أقوله بحكم تواجدى فى أوروبا وأمريكا أن الأوروبيين والغربيين عندما يعرفوننا ويتعرفون على قضايانا وتتاح لهم الفرصة لعرضها بشكل أمين وموضوعى من الصعب جداً ألا يتعاطفوا معنا فهناك قضايا واضح جداً أننا على حق فيها مثلا عندما يسأل الغربى نفسه عن الفلسطينى الذى يفجر نفسه فى أتوبيس وعن الأسباب التى قد تدفعه لذلك.

·         شعرت من أشياء قلتها فى الندوة أن بداخلك صراعا ما بين كونك شرقيا وغربيا فى نفس الوقت وأنك تعانى بعض التناقضات؟

- خالد الشخص ليس لديه أى مشكلة أو تناقضات لأن الأشياء محسومة بداخلى وأعرف مصر جيداً ولم تغب عنى وأعرف الغرب جيداً ففى حرب العراق مشيت فى مسيرة ضد الحرب كان بها مليون شخص معظمهم انجليز ومن جنسيات مختلفة ولكن بعد التفجيرات الأخيرة فى لندن وزيادة نبرة التوتر تجاه العرب هذا لم يشعرنى بصراع أو تناقض ولكن مثل تلك المواقف تجعلنى أشعر بمسئولية ان اعمل على توصيل وجهة نظر معينة للطرفين فأنا أفهم الجانب الشرقى جيدا وأفهم الجانب الغربى جيدا واشعر اننى نقطة التقاء بين الاثنين.

قلت أنك عانيت نفسياً أثناء العمل فى فيلم «المنطقة الخضراء» حيث عمل به جنود حقيقيون ممن كانوا فى الحرب وقلت لم أكن أعرف كيف أتعامل مع هؤلاء، فقد شاركوا فى قتل الكثير من أبناء عروبتى من العراقيين، وهم الآن يمثلون أمامى من خلال فيلم سينمائى ويصوّبون بنادقهم الآلية نحوى ولكن دون ذخيرة حية وقلت كيف أصنع فناً مع من قتلوا إخوتى

·         فلماذا لم تنسحب من الفيلم إذا كنت فعلا شعرت بذلك؟

- نعم شعرت بمشكلة نفسية لكن فى النهاية كلنا بنو آدام و هم يقومون بعمل الفيلم لنفس السبب الذى أقوم به وكلهم حاربوا لأسباب وتغيرت وجهة نظرهم وفى النهاية الفيلم فى صالح العرب فهو يبين خطأ الإدارة الأمريكية والصراع بين العسكرية الأمريكية والمخابرات الأمريكية وأن الجنود ذهبوا للبحث عن أسلحة الدمار الشامل ولم يجدوا شيئا وهذا كان دور الممثل مات ديمون الذى كان يبحث طوال الوقت عن الأسلحة فهى السبب الذى جاء من أجله وليس قتل الناس بالخطأ وفى النهاية اكتشف انه ليس هذا هو السبب للحرب وانه لاتوجد أسلحة دمار شامل فى العراق.

·         ما أكثـر الاشياء التى تلفت انتباهك عندما تنزل مصر وتستحوذ على تفكيرك؟

- حالة الإحباط الشديد التى أراها عند الناس والشباب وانا أفهم دوافعها ومتعاطف معها لكن المشكلة أن الناس فى مصر وصلت لمرحلة من الإحباط جعلتها تفقد الثقة حتى فى المحاولة .

مجلة روز اليوسف المصرية في

11/12/2010

 

الذين دفعوا ثمن «الشوق»

كتب طارق مصطفي

«الشوق» هو اسم الفيلم الذى مثل مصر مؤخرا فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بدورته الرابعة والثلاثين، وهو اسم بحق خدع الكثيرين منا ممن تصوروا أن الفيلم يتحدث بشكل أساسى عن الاحتياج أو الكبت الجنسى، خصوصا عندما ربطوا بين اسم الفيلم وبين مشاركة «روبى» بالتمثيل فيه، ولكنهم صدموا عندما اصطدموا بفيلم قاسٍ فى أزمته وراقٍ فى لغته السينمائية وجاد فى طرحه وهمه وعندما اكتشفوا مثلا أن قصة الفيلم تدور فى الأساس حول شخصية «أم شوق»، التى جسدتها بعمق وقوة «سوسن بدر»، أما «روبى» فلعبت دور ابنتها الكبرى «شوق»، بينما لعبت الوجه الصاعد «مريهان» - التى فضل البعض توصيفها باعتبارها شقيقة «روبى» قبل أن يمهل نفسه الفرصة لمشاهدة الفيلم- دور ابنتها الصغرى المتمردة «عواطف».

لم يحفل الفيلم بالتوابل الجنسية التى انتظرتها كثير من الأقلام للانقضاض عليه ، خصوصا بعد الهجوم الذى تم شنه قبل عرضه بسبب صورة نشرت لـ«روبى» و«مريهان» زعم البعض أنها تحمل إيحاءات جنسية مثلما لم يحرص صناعه على الالتفاف حول عدد من الشعارات التى يحملها الكثير من المخرجين الذين يعتبرون أنفسهم المتحدثين الرسميين باسم الطبقات الفقيرة والمهمشة فى مصر، ولذا لم يكن غريباً أن يحصد جائزة أحسن فيلم وأحسن ممثلة لـ«سوسن بدر» التى قدمت مستوى آخر للتمثيل بهِ من العمق والقوة معاً ما يجعلك تكتفى بالانبهار أمام هذه السيدة. هنا أنت حقا أمام فيلم مهم وهذا يكفيه.

ثلاثية الموت

الجهل، الفقر، المرض .. ما الذى من الممكن أن يحدث لأسرة ما إذا التف حولها هذا الثلاثى وقام بشل قدرة أفرادها على الحركة وعقولها على التفكير ؟ الحقيقة أن هذا الثلاثى قادر على فعل الكثير والكثير.

هذه هى النتيجة التى يمكنك أن تتوصل إليها بعد مشاهدتك لأحداث فيلم «الشوق» الذى حرص مخرجه خالد الحجر على أن تكون معظم كادراته قاتمة من حيث الإضاءة وضيقة بحيث تجعلك تتوحد مع أزمة أبطاله الذين يبدون كما لو أنهم فى صراع مع قدر محتم.

لعل أهم ما يميز الفيلم هو تلك الملامح الملحمية التى اتسم بها، حيث عدد محدود من البشر يعيشون فى قلب حارة فقيرة فى منطقة اللبان بالإسكندرية، كل منهم له أزمته الخاصة ولكنهم فى النهاية مشتركون فى أزمة واحدة عامة أكبر من قدراتهم تدور فى فلك ثلاثى «الفقر والجهل والمرض».

«الشوق هنا لكل شىء، السلطة والقوة والجنس، وشوق للحب وهذا شىء واضح ومعلن فى الفيلم لا نستطيع أن ننكره».

هكذا قال لنا خالد الحجر عندما سألناه عن دلالة اسم الفيلم. وما قاله يبدو منطقيا إلى حد بعيد فى ضوء قراءة الفيلم .. فجميع أبطال الفيلم دون استثناء ضحايا «الشوق».

الشوق

«الشوق» يدور باختصار حول مأساة «أم شوق» التى هربت من أهلها وهى صغيرة للزواج من فتى أحلامها، الذى يتحول بمرور الوقت إلى عامل فقير يتركها فى المساء ليذهب إلى إحدى الحانات الفقيرة لاحتساء البيرة ومغازلة الفتاة التى تعمل هناك وفجأة تجد حلم الحب القديم يتبخر ويتحول إلى كابوس خنقه الفقر.

يمرض الابن الصغير ويحتاج إلى جلسات «غسيل كلوى». تنجح هى وزوجها بصعوبة فى الحصول على الأموال اللازمة لأول جلسة ولكن الأمر يسوء . يقنعها زوجها بالسفر لأهلها، تخاف فى البداية ولكنها تقتنع فيما بعد ولكن بعد وصولها إلى أهلها تهرب مرة أخرى عائدة إلى محطة القطار ولكنها تركب القطار الذاهب إلى القاهرة . تسير فى الشوارع كالضائعة وفجأة يضع شخص ما جنيها فى يدها ومن وقتها تقرر أن التسول هو الحل. تظل فى القاهرة أسبوعا تمارس مهنتها الجديدة ثم تعود لتجد أن ابنها قد مات. وفجأة يقفز الهاجس إلى رأسها، الفقر هو عدوها لن يرحمها ويوماً ما سيأخذ إحدى بناتها ومن وقتها تقرر الذهاب بشكل دورى إلى القاهرة لممارسة مهنة التسول، حيث تتطور صداقة بينها وبين المرأة التى تعمل بالحمام وتعيش بجواره «منحة زيتون» التى تقنعها أن الحل لكى لا يفضحها أهل الحارة إذا علموا هو أن «تكسر عينيهم».

«أم شوق» على صلة بالعالم الآخر، أو هكذا يبدو فى الفيلم، ومعروف عنها أنها تقرأ الفنجان وتتنبأ بالغيب ومن ثم تصبح تلك هى طريقتها لمعرفة أسرار الحارة وفضائحها، فهناك الصعيدى الهارب من الثأر الذى يغازل نساء الحارة، وهناك جارتها التى تستجيب لمغازلة الصعيدى بسبب عجز زوجها الجنسى. هناك أيضا جارتها الشابة التى تخون زوجها الكبير مع المراهق الذى كانت ترعاه فى بيتها. فى الوقت نفسه الذى تنجح فيه فى تكوين رأس مال صغير فتشارك معظم أهل الحارة فى أعمال تجارية تجعلها تملك السلطة والمال فى آن واحد ..

وهكذا تتطور أحداث الفيلم وشخصياته وتتحول «أم شوق» من امرأة آلمها فراق ابنها إلى امرأة أخرى متسلطة ومسيطرة تستغل ضعف وفقر أهل الحارة لامتلاكهم فى يديها، بل تسخرهم لحماية بناتها اللاتى تحبسهن ليلا نهارا فى البيت، بل تحرم إحداهن «شوق» من الزواج بالشاب الذى طالما أحبته «حسين» وتدفع ببعض الرجال لمنحه «علقة العمر» فيهرب بعيدا عن «شوق». الأمور تسوء أكثر والأم تصبح أكثر توحشا وكذلك بناتها اللاتى يفرطن فى شرفهن عقابا لها و يتركنها تموت فى إحدى نوباتها التى تهلوس فيها بعد أن تتلبسها الأرواح التى تتملكها من وقت لآخر .. بينما أهالى الحارة يكتفون بالمراقبة.

البنات يرحلن مع ضوء الفجر ومعهن ثروة الأم وأمامهن غد سيصنعنه بأنفسهن.

اختلاف

كما وضحنا من قبل فإن السيناريو تم بناؤه بطريقة مختلفة وجذابة تعتمد على سرد رحلة «أم شوق» فى مواجهة قدرها المحتوم .. ولكن هل كان هذا متعمدا من قبل صناع الفيلم؟ .. سؤال طرحناه عليهم فجاءت إجاباتهم متنوعة .

فـ «خالد الحجر» على سبيل المثال قال لنا إن: الشكل الذى كتب به «سيد رجب» الفيلم جعله يبدو وكأنه ملحمة لدرجة أنه أثناء قراءتى للسيناريو شعرت وكأننى أقرأ رواية عن «أم شوق» وبناتها، أما «سيد رجب» السيناريست فكان له رأى آخر حيث قال: «تعمدت أن أرصد الواقع الذى عايشته من خلال تجربتى وخبرتى من خلال شخصيات موجودة كل منها له أزمته الخاصة ولكنها تشكل سويا حكاية واحدة . أيضا أعجبتنى فكرة البطلة المرأة لأن السينما المصرية فى حاجة إليها مثلما تقدم طوال الوقت البطل الرجل الفرد.

«سوسن بدر» أيضا قالت: إن ما أعجبنى فى الفيلم اختلافه، بمعنى أن القضايا التى نناقشها هى نفسها القضايا التى طرحت فى أفلام كثيرة بدءا من العزيمة ووصولا إلى فيلمنا هذا ولكن طريقة الحكى والسرد والمعالجة هنا مختلفة تماما.

أيضا من ضمن الأسئلة التى شغلتنا: ما هو الشىء الذى قد يفرض على «أم شوق» كل تلك التحولات الدرامية التى طرأت على شخصيتها وأودت بها إلى الموت فى النهاية؟.. و هو ما أجابت عنه «سوسن» قائلة: أتصور أن ما فرض على «أم شوق» هذه التحولات الجذرية هو الخوف والجهل والحاجة، فكل هذه الأشياء كفيلة بأن تجعل أى إنسان يقدم على أشياء ليس راضيا عنها، وهذا ما قالته بصراحة فى الحوار . فهى لم تختر ما حدث برضاها وإنما الخوف على أبنائها جعلها مضطرة لشراء كل من حولها .

وفى النهاية كان لابد أن يموت طرف من أطراف الصراع، إما البنات أو الأم التى حاصرت بناتها وأغلقت عليهن كل النوافذ المطلة على الحياة.

لم تكن «أم شوق» شخصية سهلة على الإطلاق فهى شخصية مركبة لها أكثر من بعد ومستوى فما بين اتصالها بأرواح من العالم الآخر وما بين مشاعرها كأم تحاول إنقاذ بناتها وأسرتها بأى ثمن وما بين تحولها إلى امرأة ذات سلطة تسخر أهل الحارة لخدمة خوفها تحولات وتنقلات كثيرة كفيلة بأن تسبب أزمة لأى ممثل، خصوصا ذلك المشهد الذى تحاول فيه «أم شوق» التحرك بيدها فوق جسد زوجها محاولة إحياءه جنسيا مرة أخرى قبل أن يحبطها هو الآخر. عن ذلك المشهد وأشياء أخرى سألنا «سوسن» التى قالت لنا: بالمناسبة فإن المشهد الذى تحاول فيه إغواء زوجها يحمل دلالات أخرى كثيرة فهى لم تكن تسعى للجنس بقدر ما كانت تحاول التماس الأمان لأنه عند مثل هذه الطبقات البسيطة التلامس والتقارب الجسدى يمنح إحساسا بالأمان وهنا نرى كيف أن رجلها يحبطها للمرة المليون.

لقد قمنا بتحضير الشخصية نظريا من خلال الاكسسوارات والملابس قبل دخول موقع التصوير، ومن هنا تبدأ الصعوبة حيث تبدأ فى رؤية الشخصيات وهى تتجسد وتتحرك أمامك ويصبح عليك أن تتعايش مع الشخصية وتصبح جزءا منها وهذه هى الصعوبة الحقيقية.

حارة النساء

كان لدينا تصور ما بأن معظم الرجال فى الفيلم اتسموا بسلبية شديدة فى الوقت نفسه الذى كانت تبدو فيه النساء «أم شوق» وبناتها قادرات على اتخاذ قرارات ولكن صناع الفيلم كان لهم رأى آخر . فـ «سيد رجب» مثلا عبر عن وجهة نظره قائلا: «فى هذا الفيلم هناك شابان أحدهما هو «محمد رمضان» الطموح جدا الذى قرر منذ البداية أن يترك الشارع ويسعى وراء مستقبله، وهناك «حسين» أو أحمد عزمى الذى نراه ورغم حبه لشوق وطيبته وجدعنته يقرر أن يترك هذا الحب فى اللحظة التى تهان فيها كرامته».

أما «أحمد عزمى» الذى جسد شخصية «حسين» فقال لنا : إن أهم ما يميز حسين هو أنه رغم كل الظروف التى تقهره مازال قادرا على الحب ولديه قوة الحب التى تدفعه للدفاع عنه ولكنه لا يستطيع أن يواجه ما حدث بعد ذلك، فبعد واقعة الاعتداء عليه بالضرب يشعر وكأن هذه هى النهاية لأنه لن يقبل أى إهانة لكرامته أو كرامة أسرته.

«حسين» ليس عاجزا، لذا تحمل أن يكون عاطلا عن العمل وأن ينتظر خطاب التوظيف من القوى العاملة لكى يتزوج «شوق» ويعيش معها فى سعادة، لذا لا تجد حتى علاقة خارجة بينه وبين شوق لأنه يخاف عليها ولأن الرجل فى مثل هذه المناطق يشعر بالمسئولية تجاه من يحبها ويكون حريصا على ألا يفسدها، لذا ينهار عندما يعرف أنها فسدت، لذا تجد أننا كنا حريصين على ألا يكون هناك حتى قبلة صريحة بين «حسين» و«شوق» حتى نكون واقعيين ومنطقيين. أتصور أن «حسين» كان قويا بحبه وليس عاجزا.

«سيد رجب» عاد ليؤكد من جديد على أن «باقى الرجال فى الحارة هم أيضا جزء من الخوف، جزء من حالة الانكسار وجزء من «أم شوق» ولديهم أمل فى أن يكملوا ما تبقى من عمرهم فى أمان».

نساء صغيرات

فى الفيلم تقرر الشقيقتان بقيادة الصغرى «عواطف» أن تعاقبا الأم وتفرطا فى شرفهما عقابا لها، لذا كان من المنطقى أن نسأل «مريهان» التى جسدت شخصية الأخت الصغرى عن تصورها للدافع الذى قد يدفع «عواطف» إلى التصرف بهذه الطريقة بل إلى درجة أن تترك أمها تموت أمامها دون أن تتدخل.

«مريهان» قالت لنا: أتصور أن ما دفع «عواطف» و«شوق» إلى التمرد على أمهما بتلك الطريقة هو الخوف من كل شىء، من الفقر ومن مجتمع أصبح يرفضهما ومن الأم نفسها التى يمكنك اعتبارها السبب فيما وصلتا إليه بعد أن حرمتهما من كل شىء حتى الرجل الذى أحبته الابنة الكبرى وكان مستعدا للزواج منها، وبالتالى كان من المنطقى أن تقولا لها «كفاية بقى».

أى أن البنتين أرادتا الانتقام من الأم التى لم ترد إلا أن تحميهما من كل شىء، وربما أرادت «عواطف» أيضا الانتقام من «سالم» حبيبها الذى تخلى عنها ومن أبيها السلبى ومن الحارة .. لقد أرادت أن تعاقب الكل.

سألنا «مريهان» باعتبارها أصغر الوجوه المشاركة بالفيلم عن أكثر ما ضايقها، فى تجربتها الأولى كممثلة فقالت: أكثر ما أزعجها الهجوم على الفيلم من قبل بعض الصحفيين، وحتى قبل عرضه بسبب الصورة التى نشرت لها ولأختها «روبى» بزعم أنهما تقدمان مشاهد جنسية صريحة . مريهان قالت: شعرت بالضيق عندما سمعت وقرأت عبارات من نوعية «احنا ناقصنا أخت روبى كمان»، ولكنها تجاوزت ذلك كله عندما شاهدت الفيلم يعرض فى المهرجان ويحظى بردود فعل إيجابية .

فى النهاية قال لى «خالد الحجر»: «أنا كمخرج لا أفضل على الإطلاق أن أدين أى شخص فالأبطال فى هذا الفيلم يتصرفون بشكل طبيعى وبشرى سواء كانت الظروف طبيعية أو غير طبيعية فهم استغلاليون أحيانا ومثاليون فى أحيان أخرى . بل إننى أرفض وبشدة محاولة ترميز الفيلم أو الادعاء بأنه يمثل مصر لأننى مقتنع أنه لا يوجد فيلم يمثل مجتمعا كاملا».

مجلة روز اليوسف المصرية في

11/12/2010

 

مهرجان القاهرة افتتاح مبهر وأفلام متواضعة

أحمد النومي

اتفق معظم نجوم ونجمات السينما على تخلص مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الرابعة والثلاثين التى انتهت منذ أيام من كثير من سلبياته، وأشادوا ببساطة حفلى الافتتاح والختام، وسوق المهرجان الذى يعتبر فرصة جيدة لتسويق الأفلام، لكنهم اعترضوا على تواضع مستوى كثير من الأفلام والغياب الملحوظ لنجمات ونجوم السينما المصرية من جيل الشباب.. وهذه هى آراؤهم بالتفصيل..

فى البداية قالت النجمة الكبيرة نبيلة عبيد: «أحرص على التواجد كل عام فى المهرجان لأننى أعتبر ذلك واجباً وطنياً من قبل النجوم المصريين تجاه المهرجان وأرى أن دورة هذا العام جاءت متميزة سواء فى مستوى الأفلام المعروضة فى المسابقات العديدة أو التميز فى حضور النجوم العالميين كما أن حفل الافتتاح جاء بسيطاً لكنه شيك ومبهر أيضاً وكنت أتمنى تواجد أكبر النجوم.

وترى رانيا فريد شوقى أن المهرجان يتطور من عام لآخر وفى كل دورة تكون هناك أشياء جميلة لعل أبرزها فى هذه الدورة فكرة مصر فى عيون سينما العالم فهى فكرة جميلة ورائعة وتُعرِّفنا على الأفلام التى تناولت مصر أو صوراً فى مصر.. ولكن يبقى مستوى الأفلام متوسطة من الناحية الفنية وإن كنت أرى أنها مشكلة عالمية فى كل المهرجانات فى السنوات الأخيرة.

وتقول الفنانة فيفى عبده إن مهرجان القاهرة من أجمل المهرجانات التى تحضرها.. رغم أنه ليس فى نفس قوة مهرجانات أخرى وراءها أموال لكن فكر وعقلية إدارة المهرجان تتغلب على ذلك الأمر ورغم حضور عدد كبير من النجوم إلا أننى حزنت لعدم وجود نجوم شباب كثيرين.. ولا أعلم سبب عدم وجودهم.

ويقول النجم حسين فهمى إنه حدث تطور ملموس فى فاعليات المهرجان سواء من حيث التنظيم الجيد فى حفل الافتتاح وتخصيص مكان معين للنجوم للتسجيل مع القنوات الفضائية ومكان آخر مخصص للمصورين وهو أمر جيد كان من أبرز السلبيات التى حدثت وتُحدث نوعًا من الفوضى والعشوائية وتُعرِّض النجوم لمواقف «بايخة» لدرجة أن بعضهم كان لا يحضر بسبب سوء التنظيم الأمر الآخر أن حفل الافتتاح يتميز بالإبهار والبساطة وعبر عن حضارتنا المصرية كما أننى معجب جداً بالنجوم العالميين المكرمين خصوصاً فؤاد سعيد لأنه المصرى الوحيد الحائز على الأوسكار بخلاف الآخرين مثل المخرج ميلاد بشارة، والممثل خالد عبد الله.. كما يحسب لإدارة المهرجان استطاعتها افتتاح النجم الأمريكى ريتشارد جير لحضور المهرجان وتكريمه فهو نجم عالمى كبير وكذلك النجمة جولييت بينوش.. أيضاً إقامة السوق وعمل ملتقى للسيناريوهات شىء جميل جداً.. فضلاً عن وجود أفلام مصرية تمثلنا فى المسابقات الدولية والعربية..

وقال الناقد السينمائى طارق الشناوى هذه الدورة من أنجح دورات المهرجان فحفل الافتتاح جاء منضبطاً وأشاع عمر الشريف قدراً كبيراً من البهجة على خشبة المسرح فضلاً عن حضور نجمين كبيرين هما ريتشارد جير وجولييت بينوش كما أن فيلم الافتتاح كان متميزاً ومستوى الأفلام خاصة فى المسابقة الدولية جاء جيداً.. وإن كانت كظاهرة مصر فى عيون سينما العالم عابها قلة عدد الأفلام ولا يليق بهذا الحدث هذا الكم الضئيل من الأفلام التى تتحدث عن مصر. أما غياب النجوم الشباب عن المهرجان فهو سلوك والمهرجان لا يضر سلوكهم وليس لديهم ثقافة حضور المهرجانات وكانت فكرة ملتقى السيناريو جيدة وكذلك إقامة السوق.

مجلة أكتوبر المصرية في

12/12/2010

 

«الشوق».. فيلم مأساوى يثير الجدل 

أثار فيلم «الشوق» بطولة روبى وسوسن بدر إعجاب النقاد والصحفيين الذين حضروا العرض الخاص وشاركوا فى الندوة التى أقيمت حول الفيلم ضمن فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، خاصة بعد الجدل الذى أثير حول الفيلم بسبب ما أشيع حول وجود مشاهد زنا محارم وعلاقة سحاقية بين روبى وشقيقتها فى الفيلم والتى تقوم بتجسيد شخصيتها الحقيقية «كوكى» فى أول تجربة لها فى السينما.

وقال الناقد د. رفيق الصبان الذى أدار الندوة: إن الفيلم رغم أنه يتناول قضية العشوائيات والمهمشين فى المجتمع والتى سبق تناولها فى أكثر من فيلم خلال السنوات الماضية، إلا أنه جاء غير تقليدى أو نمطى فى معالجته لهذا الموضوع، مشيدًا بأداء الممثلين وخصوصا المجتهدة سوسن بدر.

ويرصد الفيلم حالة الفقر التى تعانيها أسرة تتكون من أم وأب وثلاثة أبناء يتعرض الابن الأصغر للإصابة بمرض الفشل الكلوى الذى يجبر العائلة على طرق كل الأبواب حتى يجمعوا المال اللازم لغسل الكلية كل أسبوع ثلاث مرات وثمن الجلسة الواحدة 300 جنيه ولكن دون فائدة، وهو ما أدى إلى وفاة الطفل فى النهاية، بعد أن انقلب حال الأسرة وتحولت الأم إلى شخصية حاقدة على المجتمع وعرفت الفتاتان طريق الشذوذ والانحراف.

أما الفنانة سوسن بدر فقالت إن دور الأم فى الفيلم من أصعب الأدوار التى قدمتها على الإطلاق، وإن أصعب مشهد كان يبكينى حقا هو مشهد موت الطفل بعد كل المحاولات لجمع المال لإنقاذه. وأيضا المشهد الذى تضطر فيه إلى ممارسة مهنة التسول باعتباره الوسيلة الوحيدة للحصول على المال اللازم لإجراء عمليات غسيل الكلى للطفل المسكين.

من جانبه قال المخرج خالد الحجر إن الفيلم يتضمن عدة رموز منها السلطة وما يحصل للشعب وللبلد كله، مشيرا إلى أن سوسن بدر ترمز فى الفيلم إلى البلد أما روبى وأختها فهما جزء من الشعب، أو الشعب الذى لا يحب بلده لدرجة أنه يدمرها. وعن تعاونه مع المؤلف سيد رجب لأول مرة رغم أنه فى الأساس كاتب مسرحى.. قال الحجر: «رجب حكواتى كتب السيناريو على شكل حكاية، وهذا ما جذبنى إلى السيناريو، فيه حكاية عادية جدا، وحين قرأت القصة أعجبتنى وطلبت منه أن يكتبها سيناريو، فاتصلت به وقلت له إننى أريد إخراج هذا الفيلم وإنتاجه، وفعلا كنت منتج الفيلم لفترة وتم اختياره من عدة مهرجانات وصناديق لدعم الأفلام وقدموا لنا الدعم فى مهرجانى كان ومراكش وغيرهما، وشاركنا فى ورش فنية للبحث عن تمويل ثم قدمت طلبا لفوند سوث صندوق الجنوب» فى فرنسا وحصلنا على التمويل وبعدها اتصلت بالمنتج اللبنانى الكبير محمد ياسين الذى يعمل فى مصر، فعرضت عليه المشروع فأحبه ودخل كمنتج مع فرنسا.وحول اختياره لمدير تصوير إنجليزى للفيلم أوضح الحجر: كنت أود التعاون مع مدير التصوير نيستور كالفو فقد عشت معه وتعلمت منه الكثير فى إنجلترا، وقد كان مدير التصوير فى مشروع تخرجى وثلاثة أفلام قصيرة لى، وقد حضر معنا إلى ورشة مراكش، وجاء إلى مصر قبل بدء التصوير بشهرين حيث قمنا بتقطيع المشاهد، وكنت أرغب بتصوير كل مشهد بلقطة واحدة دون تقطيع كثير وقد وافقنى على ذلك، وأمضينا وقتا كثيرا ونحن نرسم على الورق حركة الكاميرا، وأنا أحب تصويره جدا فهو موهوب وحساس إضافة إلى كوننا أصدقاء توجد بيننا ألفة، وهذه العلاقة أثرت على نوعية الصورة لأننا كنا نتحدث عن كل لقطة والإحساس الذى تتضمنه هذه اللقطة، لذلك كان نيستور أحد العناصر المهمة فى خروج الفيلم بالشكل الذى كنت أريده.

مجلة أكتوبر المصرية في

12/12/2010

 

مخرج «مسلم» يفاجئ الجمهور بحضور والدته عرض الفيلم

منى أبورية

أكد المخرج الأمريكى الشاب قاسم باسير أن معظم أحداث فيلمه المثير للجدل «مسلم» والذى عرض ضمن مسابقة أفلام الديجيتال بمهرجان القاهرة السينمائى هذا العام مستوحاة من قصة حياته الشسخصية، ومن وقائع حقيقية عايشها بنفسه كمسلم أمريكى من أصل أفريقى، مشيراً إلى أن شخصية شقيقه البطل فى الفيلم «تقوى» هى النموذج المثالى الذى يريد أن يقدمه للشخص المسلم البعيد عن التعصب والتطرف والمحب للحياة والذى يتمسك بمبادئ دينه فى نفس الوقت. وقال قاسم إن هدفه الأساسى من وراء هذا الفيلم الذى عُرض للمرة الأولى خارج أمريكا هو تغيير الصورة المشوهة حول المسلمين فى أمريكا والغرب وخاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر لأن الوضع فى الولايات المتحدة كان صعباً للغاية وكنا نعامل كمسلمين بريبة شديدة واتهمنا جميعاً بأننا إرهابيون، مؤكداً أن هذا الفيلم هو أقل شئ يقدم لتعريف العالم بالمسلم الحقيقى البعيد كل البعد عن العنف والإرهاب. ورداً على سؤاله حول الصعوبات الإنتاجية التى واجهت الفيلم قالت منتجته فى الندوة التى أعقبت عرضه بقاعة مركز الإبداع بالأوبرا إنها تحمست منذ البداية لفكرة الفيلم، خاصة أن الكثيرين فى الولايات المتحدة بدأوا يغيرون نظرتهم الآن للمسلمين بعد أن هدأت الأمور قليلاً وبدأوا ينظرون للمسألة بموضوعية أكبر، مشيرة إلى ترحيب أبطال الفيلم وعلى رأسهم الممثل الأمريكى الشهير دانى جلوفر، وابنته النجمة ديانا روس بالاشتراك فى هذا الفيلم الذى يصحح كثيراً من المفاهيم المغلوطة حول الإسلام والمسلمين. وقد فاجأ المخرج الشاب جمهور الندوة بحضور والدته فأخذوا يصفقون لها طويلاً، خاصة بعد أن اعترف بأن شخصيتها تحمل الكثير من ملامح والدة بطل الفيلم، وأنها عانت كثيراً من أجله وهى تواجه أيضاً والده قاسى القلب.

مجلة أكتوبر المصرية في

12/12/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)