كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ومضة فنية جديدة يطلقها داود عبد السيد

"رسائل البحر"..

طبيب متلعثم يفضح تغير المجتمع المصري

طارق الشناوي -mbc.net

عن فيلم

رسائل البحر

   
 
 
 
 

الفيلم يتناول علاقة المخلوق بالله وتشريح المرأة والواقع الاجتماعي

بين الحين والآخر يبرق فيلم يعيد للسينما المصرية تواجدها العريق عبر الساحة العربية والعالمية، وفي الوقت نفسه يمنحنا قدرًا من الارتياح للرهان على أن غدها أفضل. هذه المرة جاء المخرج المصري "داود عبد السيد" بفيلمه "رسائل البحر" بعد غياب تسع سنوات عن الساحة لنرى أمامنا سينما بحق وحقيق، عبر مخرج لديه "هم، وموقف، ووجهة نظر"، وقبل ذلك لديه أدوات صناعة فيلم، شهد العرض الأول له بدور العرض قبل أيام فقط.

هكذا جاء "داود" محملاً بكل هذه الطاقة المخزونة إلى "رسائل البحر" مع أبطاله الجدد "آسر ياسين" و"بسمة" ليقدم رؤية تحمل وميض الفلسفة في العلاقة بين الإنسان وخالقه، وأيضًا رؤية اجتماعية للواقع الذي يعيشه الناس في مصر، ولا يخلُ الأمر من موقف سياسي يعلن عن نفسه في تفاصيل الفيلم.

من الطب إلى الصيد

بطل الفيلم طبيب مع إيقاف التنفيذ.. إنه لا يمارس المهنة التي درسها لأنه مصاب بداء التلعثم، فكيف يصف لمريض الدواء؟ إن التخاطب بين المريض والطبيب يحتاج إلى أن ينطلق لسانه في تقديم المعلومات الضرورية له، إلا أنه يفقد هذه القدرة، لكنه يتذكر كيف أن زملاءه من الأطباء والممرضات وأيضًا المرضى كانوا يضحكون أو يشرعون في الضحك وهو يتحدث إليهم!

بل لا ينسى موقف الأسرة -خاصة أباه الذي رحل وهو يعتقد أنه عار على الأسرة- نعم نجح بتفوق في كلية الطب لكنه لم يستطع أن ينتصر على تلعثمه!

اختار "داود" للبطل مهنة جديدة هي الصيد، فمنها صار يتكسب ويعيش.. يلقي بالسنارة للبحر كل يوم، ومن خلال الرزق الذي يمنحه له الله يكسب، وعن طريق المقايضة يستطيع مواصلة الحياة.

تأتيه بين الحين والآخر حوالة مالية من شقيقه في أمريكا، وقد تتأخر قليلاً.. نظام المقايضة بالسمك هو الأساس في تعامله مع الجميع.. المرأة في حياته نراها في صورتين: ابنة الجيران التي تربى معها، وتؤدي دورها الوجه الجديد "سامية أسعد"، وهي تعمل خياطة.

وفتاة أخرى التقى بها مصادفة في الشارع، وكان يعتقد أنها فتاة ليل، وظل حتى النهاية أسير هذا الاعتقاد.. ومن خلال هذه الشخصية التي تؤديها "بسمة" يطرح "داود" فكرة الزواج الشرعي الذي يصبح مجرد إطار رسمي وديني لكنه لا يعني في عمقه قيمة الزواج؛ إذ إن "بسمة" هي الزوجة الثانية لأحمد كمال، الذي يلتقي بها مرة في الأسبوع بالإسكندرية، بينما هو حياتها كلها في القاهرة.

هي مجرد امرأة للمتعة "الشرعية"، ولهذا لا تصادر على رأي "آسر"، وهو يعتقد أنها فتاة ليل يمنحها عشرة جنيهات، وبالباقي سمك في أول ليلة تجمعهما.. الشخصية التي تقف في هذه الدائرة هي "قابيل" الذي أدى دوره "محمد لطفي" فهو رجل أمن أو "بودي جارد" يعتمد فقط على ملامحه الجسدية، لكنه لا يشارك في أي معركة، وقد آثر ألا يضرب أحدا، لأنه يتذكر معركة قديمة له عندما اضطر إلى ضرب ثلاثة أشخاص، مات واحد منهم، ولم ينس ملامحه أبدًا، وبعد خروجه من السجن قرر ألا يفعلها مرة أخرى، كأنه ترديد لنموذج "قابيل" الذي قتل أخاه "هابيل".

حكاية شخصيات الفيلم

يطرح "داود" هذا السؤال: ماذا لو امتدت الحياة بقابيل، هل كان سيعاود القتل؟ "داود" أجاب سينمائيًا بـ: لا.. وهذه هي الحكاية التي تعيشها كل الشخصيات الرئيسة في الفيلم.

ولا ننسَ المرأة الإيطالية التي أدت دورها "نبيهة لطفي" في الفيلم، وكيف أنها قررت الهجرة مرة أخرى بعيدًا عن بلدها.

"رسائل البحر" إذن رسالة نراها في بداية الأحداث داخل زجاجة بلاستيكية يمسك بها بحار ثم يلقيها مرة أخرى حتى تصل إلى بطل الفيلم "آسر يسن"، ويبدأ في قراءتها، ويكتشف أنها بالحروف اللاتينية، وبلغة غير مستخدمة، لذا يعجز عن فك طلاسمها، إلا أنها تظل كأنها تحمل قدرًا من الغموض، لكنها تعني أنها رسالة خاصة له.

الشقة التي يقيم فيها يحاول صاحب البيت إخراجه منها لكي تصبح "مول" ضخما، لكنه يرفض الاستسلام على الرغم من تعرضه للضغوط، ولملاحقة البواب كلما صعدت إليه "بسمة"، وتنتهي الأحداث بأن نرى "بسمة" و"آسر" في وسط البحر، وحولهما الأسماك الميتة بفعل –الديناميت– لأن "صلاح عبد الله" المالك الجديد للبيت يستخدم الديناميت في اصطياد الأسماك فيقتله.. لنرى الكاميرا، وهي تطل من أعلى على هذا الحدث لتمنح قدرًا من المقاومة بالرغم أن الموت يحيط بهم؟!

حالة إبداعية خاصة برع في نسجها "داود عبد السيد"، كما أنه منح ممثليه أفضل أدوارهم، وصعدوا بها خطوات؛ "آسر ياسين" يضعه هذا الدور لا شك في دائرة النجم الممثل؛ إذ إن التلعثم الذي يؤدي به الشخصية يصبح موازيًا للتلعثم في علاقته مع الحياة بكل مفرداتها.

"بسمة" أجادت تجسيد دور المرأة المتمردة على الوضع الاجتماعي الذي يحيط بها كامرأة شريفة متزوجة، في حين أن بداخلها إحساسا مسيطرا عليها بأنها تبيع نفسها.. إنها في داخلها تعتبر نفسها داعرة برغم أنها ليست كذلك في نظر المجتمع.

"محمد لطفي" يقدم واحدًا من أفضل أدواره بأداء يعلو به للقمة، بينما اتسمت الوجه الجديد "سامية أسعد" في دور الفتاة الإيطالية في أدائها بدرجة تلقائية عالية، وأجادت "دعاء حجازي" في دور حدود الدور كصديقة، وكانت "نبيهة لطفي" في حالة ألق فني خاص.

ديكور "أنس أبو سعد" كان نجمًا، كما أجاد مدير التصوير "أحمد المرسي".. وباختصار فإن فيلم "رسائل البحر" هو أحد دُرر السينما المصرية القليلة جدًا في واقع سينمائي نادرًا ما يسمح بأن تومض فيه اللآلئ!

mbc net في

07/02/2010

 

أفلام داود عبد السيد تهزم فوضى خالد يوسـف!

رشا عزب

يظهر مرة كل عدة سنوات.. يحاول جاهدا أن يقدم ما يحلم به، ما يؤمن أنه سينما حقيقية.. لا يزعجه أبدا أن يقدم مخرجًا مثل خالد يوسف، عشرة أفلام فى خمس سنوات.. فهو يقدم فيلمًا كل خمس سنوات وأحيانا كل عشر.. لا ينزعج داوود عبد السيد من أن يقدم فيلما بميزانية ضعيفة، لكنه لا يقدم فنا ضعيفا أبدا..

لا يؤمن بمعارضة السينما النظيفة على طريقة خالد يوسف وجرجس فوزى بتقديم مزيد من العرى المكثف، لأنه يؤمن بما هو أهم وأكبر, إنه يؤمن بحرية الفن التى هى امتداد لحرية الجسد والعقل.. حين قدم رائعته "الكيت كات" لم يكن ينوى أن يقدم فيلما عالميا عن حى مصرى فقير فى منطقة إمبابة، لكنه قرر أن يقدم عملا مختلفا عن رواية عظيمة كتبها إبراهيم أصلان بعنوان "مالك الحزين"..

المشاهدون العاديون أحبوا شخصية "الشيخ حسني" وأحسوا أن الشوارع التى عاش فيها تشبه شوارعهم ومنازلهم.

والمثقفون والنقاد رأوا فى هذا الفيلم تحفة فنية كاملة المواصفات، سواء على مستوى الصورة أو على مستوى الأداء التمثيلى المبهر لكل الذين عملوا فيه.. وظل عبد السيد غائبًا، ليظهر بـ"سارق الفرح" بعد سنوات، وبـ"أرض الخوف" بعد سنوات بعيدة، وبفيلم "مواطن ومخبر وحرامي" بعد سنوات أبعد.. وخلال هذه الفترة، كانت سينما داوود عبد السيد الغائب الحاضر فى السينما المصرية.. نشتاق اليها ولا نطولها أبدا.. نحلم بها بينما المنتجون يفرضون علينا كابوس اللمبي..

وخلال الأيام الماضية، حدثت انفراجة مع عرض فيلم جديد لداوود عبدالسيد وهو فيلم "رسائل البحر" الذي ظل يعمل عليه لمدة خمس سنوات متواصلة، دون أن يجد له إنتاجا، حتى قررت الشركة العربية للإنتاج السينمائي المغامرة بإنتاجه بميزانية محدودة، لكنها كانت كافية لأن يقوم داوود بعمل حاز على إعجاب الجميع حتى الآن..

ومن بين حواراته القليلة، أجرت الإعلامية رولا خرسا حوارا مع المخرج الكبير فى برنامجها "الحياة والناس" على تليفزيون الحياة.. فى حلقة رشيقة عرضت فى 7 فبراير، تحدث فيها داوود عبد السيد عن فيلمه الجديد "رسائل البحر"، بطولة عدد من الفنانين الشباب مثل آسر ياسين وبسمة ومحمد لطفي ومي كساب.. فانتقد عبد السيد ممارسات الرقابة مع بعض الأفلام، وآراء الجماعة الدينية في بعض الأعمال الفنية. وقال: إن العديد من المواطنين أصبحوا يشعرون بالقهر وعدم الأمان، وهذه العناصر أحرصُ على ظهورها بوضوح في أفلامي لأنني أحب الواقعية أكثر من الخيال.

من المعروف أن فيلمه الجديد، تم إدراجه مع الأفلام التى تحمل إشارة "للكبار فقط"، لأن الرقابة رأت أنه يتناول قضايا حساسة. وعن ذلك علّق المخرج الكبير، وقال: ألجأ إلى لافتة "للكبار فقط" في أي فيلم سينمائي، عندما يكون لها وظيفة. مثل احتواء الفيلم على مفاهيم كبيرة على الأطفال. وهذه اللافتة لا أحبها ولا أكرهها. وما تقوم به الرقابة مع بعض الأفلام يؤدي إلى تجميد المجتمع وعدم تحديثه. والمسئولون في الرقابة أحرار لأن لهم الحق في قمع الأفكار وفقا للقانون.

مشددا على أنه توجد فئة معينة تستهدف تحويل مصر إلى دولة دينية، وهذه المحاولات يتصدى لها النظام بشكل "أمني"، لكن الأهم من ذلك أن يتم التصدي لها بشكل فكري وثقافي لضمان تغيير تفكير هذه العناصر إلى الأفضل. وأنا لست من محبي المشاركة في المظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية، لكنني شاركت مرة مع زوجتي الكاتبة الصحفية كريمة كمال في مظاهرة تضامنا معها. مضيفا: القهر أصبح شيئا معتادا فى المجتمع المصرى، وشعور المواطن بالقهر يؤدى لشعوره أيضا بعدم الأمان. وهذا ما يظهر بوضوح في أفلامي، لأننى أنقل صورة من الواقع وليست صورة خيالية.

وشدد داوود على أن الديمقراطية ليست مجرد صندوق انتخاب، لكن الديمقراطية الحقيقية هي ما بعد الفرز حتى يتم الإعلان عن النتيجة التي تعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب. وأشار إلى أن فكرة فيلم "رسائل البحر" تركز على أن كل إنسان يتم إرسال رسالة إليه، وأحيانا لا يعرف معناها ولا يتوقف أمامها، إلا فى آخر عمره. ويركز الفيلم أيضا على أننا نولد في ظروف معينة، ولا نختار الزمن الذي نعيش فيه أو الأسرة التي نتربى فيها، وأن أشياء قدرية تحدث لنا بدون أن يكون لنا يد في حدوثها. ويؤكد الفيلم أيضا على ضرورة تقبّل الحياة بحلوها ومرها، بمتاعبها ومشاكلها وأفراحها أيضا.

وأكد داوود عبد السيد أن تنفيذ أي فيلم من البداية وحتى النهاية بما فيه من اختيار الممثلين وفريق العمل، لا بد وأن يكون بناء على وجهة نظر متفق عليها بين المنتج والمخرج. فلا يفرض أحد وجهة نظره على الآخر بدون أسباب مقنعة. وقال عبد السيد: "لا أشاهد كل الأفلام التي تعرض بالوقت الراهن، لكن أشاهد الملفت منها فقط، مثل أفلام المخرجة كاملة أبو ذكري التى تثير إعجابي".

وأكدت الفنانة بسمة، وهي من بطلات الفيلم الأخير، في مداخلة هاتفية، أنها لا تحب ولا تعترف بما يطلق عليها السينما النظيفة وأفلام المهرجانات وسينما الشباب، لكن يوجد سينما جيدة وأخرى سيئة، ومع المخرج الكبير داوود عبد السيد لدينا ضمان أن أفلامه تصنف ضمن الأفلام الجيدة.

بأفلام داوود عبد السيد تستطيع السينما المصرية أن تتحدى مفاهيم السينما النظيفة التي تطلقها مجموعات الضغط الدينية من جهة، ومجموعات السُّبْكيّة للإنتاج السينمائى الهابط من جهة أخرى.. كما تستطيع مواجهة تيار سينما الوعى الكاذب التي يقودها خالد يوسف.. أفلام داوود عبد السيد تكشف عن مواهب حقيقية كما تكشف عن كابوس تعيشه السينما المصرية، ولا تفيق منه إلا لحظات.. ثم تعود الى النوم من جديد.

السياسي الإلكتروني في

09/02/2010

 

دعوة جادة للمصالحة مع النفس

رسائل البحر.. أول فيلم يناقش قضية «صعوبة الكلام»

القاهرة - عبدالغني عبدالرازق

استقبلت دور العرض السينمائية منذ أيام فيلم «رسائل البحر» الذي يعود به المخرج الكبير داود عبدالسيد بعد فترة غياب طويلة دامت لأكثر من خمس سنوات, حيث كان آخر أفلامه فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» الذي قام ببطولته شعبان عبدالرحيم وخالد أبوالنجا, ولكن الفيلم وقتها لم يحقق النجاح المتوقع. أما فيلم «رسائل البحر» فقد أسند داود عبدالسيد البطولة فيه للممثل آسر ياسين, وهي أول بطولة مطلقة له بعد فيلم «الوعد» الذي قدمه مع المطربة روبي.

تدور قصة الفيلم حول مشكلة الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الكلام, وبسبب ذلك ينعزلون عن المجتمع, فينشأ الشخص انطوائيا ليس له علاقة بغيره بسبب الخوف من رد فعل الطرف الآخر عندما يعلم أنه يعاني مشكلة في الكلام, وقد سبق للسينما المصرية أن تناولت الشخصية التي تعاني من مشاكل في الكلام في العديد من الأفلام السينمائية مثل فيلم «لوكاندة المفاجآت» حيث كان الراحل محمد توفيق يقوم فيه بدور شخص يعاني صعوبة في الكلام وكذلك فيلم «سمكة وأربع قروش» حيث قدم فيه الراحل علاء ولي الدين دور لص يعاني صعوبة في الكلام, ولكن يجب ملاحظة شيء مهم هو أن هذه الأفلام تناولت هذه الشخصية من منظور كوميدي فقط, فلم تكن تهتم بالمشاكل التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص.

ولكن فيلم «رسائل البحر» يناقش هذه المشكلة بشكل تراجيدي جاد, حيث تدور قصته حول يحيى (آسر ياسين) الذي يعاني صعوبة في الكلام, وبسبب ذلك فهو يفضل الابتعاد عن الناس لأن البعض منهم يسخر منه, ولكنه رغم ذلك كان متفوقا في دراسته, فدرس في كلية الطب وكان من المفترض أن يعمل طبيبا بعد أن ينهي دراسته, ولكن عندما عمل طبيبا كان جميع زملائه يسخرون منه حتى الممرضات, وكان ذلك بسبب الطريقة التي يتكلم بها, وبسبب ذلك ترك مهنة الطب وقرر أن يعمل في مهنة لا يوجد بها كلام أو تعامل مع الناس, فقرر أن يعمل صيادا ويبع السمك الذي يصطاده حتى يجد دخلا ينفق منه على نفسه بعد أن ترك مهنة الطب, وقد أصيب بعقدة نفسية بسبب ذلك. فيقول في أحد المشاهد لقابيل (محمد لطفي) الذي تعرف عليه في إحدى الخمارات إنه كان يحلم بأن يكون في نفس قوته وأن يتكلم بطريقة طبيعية, ولكن يكتشف بعد ذلك أن قابيل سيجري جراحة دقيقة في المخ وأنه معرض لأن يفقد ذاكرته, في إشارة إلى أنه لا يوجد شخص كامل, وأنه لا بد لأي إنسان أن يرضى بقدره, فالكمال لله وحده.

بعد ذلك يتقابل يحيى مع نورا (بسمة) التي تعمل فتاة ليل فيدخل معها في علاقة غير شرعية فيقع في حبها بعد ذلك وحتى بعد أن يكتشف أنها تعمل فتاة ليل, حيث تقنعه بأن هذه هي حقيقتها, والواقع الذي تعيشه. فتحضر له بعد ذلك هدية عبارة عن أسطوانة موسيقية فيزداد تعلقه بها, ويقرر الزواج منها, ولكنها ترفض لأنها حامل فتجهض نفسها ويتزوجها بعد ذلك.

سر الرسالة المجهولة

أثناء صيد يحيى للسمك يعثر على زجاجة يجد بداخلها ورقة مكتوبا فيها رسالة تشبه اللغة اللاتينية فلا يستطيع أن يفك شفرتها رغم أنه يعرف لغات كثيرة فيعرضها على مجموعة من الأجانب فلا يستطيع أحد أن يفك شفرتها, لأن اللغة المكتوبة بها الرسالة لا يعرفها أحد, ولذلك في نهاية الفيلم يقول إنه كان يريد أن يعرف سر هذه الرسالة فتقول له نورا (بسمة): إنها يمكن أن تكون رسالة من بحار لزوجته, أو من تاجر, أو من أي شخص, ولكن الشيء المهم أنها رسالة من البحر.

الخطأ الذي وقع فيه داود عبدالسيد

طرح فيلم رسائل البحر مشكلة الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الصعوبة في الكلام وهي مشكلة موجودة بالفعل في المجتمع المصري وجميع دول العالم, والدليل على ذلك مراكز التخاطب التي تمتلئ بالمرضى, ولذلك فهذا الفيلم يعتبر من أفضل أفلام داود عبدالسيد, ولكن الذي عاب الفيلم كثرة المشاهد الساخنة التي تم إقحامها فيه, إضافة إلى شيء مهم هو أن الفيلم تضمن كما كبيرا من الألفاظ الخادشة للحياء, فمثلا في أحد المشاهد التي تضمنها الفيلم بين بسمة وآسر ياسين, عندما يكتشف أنها فتاة ليل يقول لها إنها مومس وإنها تبيع جسدها مقابل المال, ثم يسألها عن الأجر الذي تحصل عليه من كل رجل, وهل تكسب من هذه المهنة أم لا؟ كما أخطأ داود عبدالسيد عندما تطرق إلى تفاصيل حياة نورا, فقضية الفيلم الأساسية هي المشكلة التي يعاني منها يحيى بطل الفيلم, فلم يكن هناك مبرر درامي للدخول في تفاصيل حياة نورا وأنها تحب مهنتها, وبجانب ذلك تضمن الفيلم مشهدا يجمع بين ابنة السيدة الإيطالية التي تسكن مع يحيى في نفس العمارة وصديقتها, في إشارة إلى العلاقة المثلية التي تجمع بينهما, وهو مشهد تم إقحامه في الفيلم, فلو تم حذفه لما تأثرت أحداث الفيلم.

مبالغة في الأحداث

في أحد المشاهد يقول شخص لبسمة إنه على استعداد لأن يدفع لها الأموال التي تريدها لكي لا تبيع جسدها, فتقول له إنها لا تبيع جسدها من أجل المال فقط, ولكن من أجل أن تقضي وقتها, فيكتشف المتفرج بعد ذلك أنها الزوجة الثانية لهذا الرجل, وذلك عندما يقول لها أنت زوجة شريفة ولا يصح أن تبيعي جسدك, وهي مبالغة غير منطقية, فلا يعقل أن يعلم زوج أن زوجته تخونه ويتركها, حتى إن كانت الزوجة الثانية, ولا يريد أن يكون له أولاد منها.

عناصر تستحق الإشادة

رغم أن الفيلم تضمن مشاهد وألفاظا خادشة للحياء أفسدت القضية التي يطرحها الفيلم, فإن ذلك لا يمنع من أن هناك عناصر تستحق الإشادة, فقد جاء الفيلم من الناحية الإخراجية متميزا جدا, حيث ظهرت قيادة المخرج داود عبدالسيد للممثلين, فكان كل ممثل في الدور المناسب له, أما الشيء الذي يحسب فعلا لداود عبدالسيد فهو أنه ناقش هذه المشكلة بشكل جاد, كما نجح في إظهار العلاقة بين يحيى وجارته الإيطالية, حتى إنها كانت تعامله مثل ابنها, وهذا الذي يجب أن يحدث في جميع دول العالم, فيجب أن نتعامل باحترام مع الآخر مهما كانت ديانته أو جنسيته.

أما أداء الممثلين في الفيلم فكان أكثر من رائع, حيث كان أداء آسر ياسين متميزا جدا, فقد أقنع المتفرج بأنه فعلا شخص مريض يعاني من صعوبة في الكلام, كذلك أدت بسمة دور نورا بشكل متميز, أما مي كساب فرغم أن دورها كان صغير جدا فإنه كان متميزا, كما أنها استطاعت إضحاك الجمهور في صالة العرض, كذلك كان دورا محمد لطفي وصلاح عبدالله جيدين جدا, وكل منهما أدى الدور بشكل متميز.

العرب القطرية في

10/02/2010

 

ثلاثة مفاتيح لدخول عالم رسائل البحر!

كتب محمود عبد الشكور

مُهمّتي -بلا جدال- صعبة وعسيرة إذ تنتظر مني أن أقوم بدور المرشد السياحي الذي يطلعك علي كل المناطق الجميلة في مدينة باذخة السحر اسمها رسائل البحر أحدث إبداعات فنان السينما الكبير حقا داود عبدالسيد كتابة وإخراجا.. مهمتي صعبة لأنني مطالب من خلال العبارات الضيقة والمساحة المحدودة أن أعبٍّرلك عن المعاني الواسعة والسحر الغامض الذي يمتلئ به العمل المهم في مستوياته المختلفة

إنه بالتأكيد فيلم العام وأحد أهم وأفضل أفلام السينما المصرية منذ عرفت إنتاج الأفلام الروائية الطويلة.. لا مبالغة في ذلك إذ أنه من النادر أن يمتزج الخاص بالعام بالإنساني علي هذا النحو المركَّب والممتع معًا، تقريبا ليس لدينا سوي أقل القليل من تلك الأعمال التي يقفون خلفها يفكرون بالكاميرا ويقدمون تجربة إنسانية عميقة وتجربة فنية جميلة في نفس الوقت.. رسائل البحر -مثل كل أعمال داود عبدالسيد الذي توقف تسع سنوات عن العمل منذ عرض فيلمه مواطن ومخبر وحرامي- عمل شديد الثراء يستحق دراسة أطول، ولكنني سأحاول أن أقدم لك مفاتيح أساسية تفتح لك أبواب هذه التجربة، وأتمني أن يتيح ذلك الفرصة لكي يتذوق هواة سينما الحواديت والأفلام الأمريكية ذات السرد التقليدي نوعا آخر من الأفلام ترسم ملامح شخصيات لا تنسي، أفلام تحلِّل العواطف والأحاسيس وتهتم بتجارب الإنسان الداخلية وتتأمل وحدته واغترابه ومصيره وعبوره الجسر الواصل بين الإحساس بالعجز والقدرة علي الاختيار.

قبل أن أقدم لك مفاتيح قراءة فيلم العام لابد من الإشارة إلي ملاحظة عامة سريعة عن عالم داود عبدالسيد.. ما يكسبه هذا الثراء هو أنه -كما وصفته دائمًا- أقرب إلي روائي كبير يمتلك عين سينمائي.. في أفلامه التي كتبها وأخرجها جميعا باستثناء أرض الأحلام الذي كتبه هاني فوزي ما يذكرك ببناء الرواية وقوة شخصياتها وتعدد مستوياتها، ينطبق ذلك علي أعمال أعدت عن روايات أو قصص مثل الكيت كات وسارق الفرح أو تلك التي كتبها مباشرة للسينما مثل أرض الخوف.. ولكن التعبير عن هذه الرؤية العميقة للبشر وللأماكن وللظروف يتم من خلال استخدام أدوات السينما صوتا وصورة بأسلوب ناضج ومؤثر ومختلف.. كل فيلم يبدو مع شخصياته أقرب إلي رحلة أو تجربة مفتوحة لا تغلق الأقواس وكأنها بلا نهاية، المشهد الأخير في كل فيلم هو بداية التفكير والتأمل، وأبطاله لا يتوقفون عن اكتشاف أنفسهم وإثارة التساؤلات، إنهم يبدأون عادة من أشياء خاصة جدا وبسيطة للغاية لكي يصلوا إلي موقف عام من الوجود ذاته، وبسبب ذلك تحتاج أفلامه إلي قراءات أعمق لتحليل مستوياتها وطبقاتها المتراكبة.

أسوأ استقبال لفيلم مثل رسائل البحر أن تشاهده كعمل تقليدي يحكي حدوتة بحكم السائد في الأفلام المصرية والأمريكية.. الاستقبال الصحيح أن تستقبله بوصفه تجربة أو رحلة نخوضها مع بطله الشاب يحيي الذي لعبه ببراعة نجم السنوات المقبلة الموهوب آسر ياسين.. هي -بمعني أدق- ثلاث تجارب تشكل المفاتيح الثلاثة للفيلم وتتخذ إيقاعا هادئا ومتأملا يمكنك من استخدام عقلك وعواطفك وحواسك معا خلال هذه الرحلة التي تنتصر في نهايتها لسحر الغموض ولروعة الاختيار وللخلاص بالحب باعتباره الملجأ والملاذ مثلما هو كذلك في كل أعمال داود عبدالسيد.

التجربة الأولي عاطفية وجدانية تنتهي بالتمسك بالحب.. ستجد بطلنا طبيب التحاليل الفاشل يحيي يتعثر في النطق، ويلجأ إلي صيد الأسماك في الإسكندرية للإنفاق علي نفسه، هو طفل كبير يعشق الموسيقي ويقع في سحرها، ولكنه بلا تجارب ولا أصدقاء، رجل وحيد تركه أخوة عائدا إلي أمريكا، وبقي هو غريبا يزيد من مشكلته غروب شمس مدينة قديمة عظيمة تحولت مبانيها إلي أطلال، وظهر أمثال الحاج هاشم (صلاح عبدالله) الذي يريد هدم المنزل لتحويله إلي مول، والذي يصطاد الأسماك بالدنياميت.. الحب وحده هو الذي سينقذه، سنسمع صوته بلا تلعثم أو تهتهة كراوٍ علي شريط الصوت يحكي لنا تجربته.. سيحاول أن يستعيد ذكري حب بعيد مع الإيطالية كارلا (سامية أسعد) ولكنه سينتهي إلي حب أعمق مع المومس نورا (بسمة).. الحب أيضًا سيكون طريق صديقه البودي جارد الطيب قابيل (محمد لطفي) الذي هدِّده فقدان الذاكرة بسبب عملية في المخ، ولكن حبيبته بيسة) (مي كسَّاب) تستمع إليه لتحفظ في ذاكرتها كل تاريخ حياته في أحد أجمل مشاهد الفيلم.. الحب في أفلام داود عبدالسيد هو الشيء الوحيد الثابت وسط عالم قلق ومضطرب، الحب هو محرر الإنسان من العجز (راجع علاقة شريف منير بـعايدة رياض في الكيت كات)، والحب هو أيضًا خط الدفاع الأخير للإنسان في عالم يحاصر الخوف (أحمد زكي وفرح في أرض الخوف).. الحقيقة أن الحب في رسائل البحر يتجاوز العلاقات الإنسانية إلي حب المدينة التي كانت رمزا للجمال وللتنوع الكوزموبوليتاني فأصبحت تدافع عن نفسها ضد القبح والسوقية والتعصب.. فرانشيسكا العجوز أم كارلا هي رمز المدينة الغاربة، وقد لعبتها باقتدار المخرجة التسجيلية نبيهة لطفي عندما تقرر فرانشيسكا العودة إلي إيطاليا فإنها تعاني لوعة هجر محبوبتها الأبدية الإسكندرية، ومن الزاوية العاطفية أيضا فإن رسائل البحر قصيدة حب لا تنتهي للجمال وللأصالة ممثلة في المباني العتيقة وأغنيات أم كلثوم وفايزة أحمد ومحمد قنديل وسيد مكاوي التي تملأ شريط الصوت، وممثلة في هذا الطفل الكبير يحيي الذي لا يكذب، والذي يبدو قادما من زمن البراءة المفقودة.

ولكن الفيلم لا يكتفي بهذه الزاوية العاطفية الوجدانية، وإنما يقودنا إلي تجربة فلسفية وجودية تنتهي بالاختيار، بطل الفيلم يحيي هو اللحن الأساسي والشخصيات الأخري تنويعات علي نفس اللحن، لا تستطيع أن تتجاهل هذا الخطّ الواصل بين يحيي ويحيي المنقبادي الذي لعبه أحمد زكي في فيلم أرض الخوف.. الاثنان خاضا تجربة شاقة ومعركة داخلية وخارجية معا، والاثنان محكوم عليهما بالحرية والاختيار مثل أبطال الأدب الوجودي، والاثنان يشعران بالوحدة والاغتراب ولا يجدان إلا مرفأ الحب، في بداية الفيلم يفتح يحيي شباك شقته في الإسكندرية ليختبر لأول مرة قدرته علي ممارسة الحرية بعد أن تركه أخوة وعاد إلي أمريكا، ولكن الاختيار تجربة قاسية لذلك سيتألم يحيي كثيرا حتي يختار أن يتمسك بفتاته نورا رغم ماضيها، وسيتألم قابيل كثيرا وهو يختار أن يجري عملية بالمخ قد تفقده الذاكرة وستتألم فرانشيسكا طويلا وهي تختار أن تترك مدينة تغيرت فلم تعد تعرفها، وستتألم نورا وهي تختار أن تجهض نفسها لكي تولد من جديد استعدادا لحب حياتها يحيي، وستتألم كارلا حتي تستقر علي أن تمارس حياتها المثلية مع زبونتها في أتيليه الملابس ريهام (دعاء حجازي).. الإنسان يتحقق من خلال فعل الاختيار والتمسك به، وقبل الاختيار هناك تجربة مؤلمة وشاقة وصلت إلي حد التعميد بالدم كما في حالة نورا التي تخلصت من الجنين لكي تبدأ حياة أخري اختارتها بعد حياة أرادت التكفير عنها.

لا يتوقف رسائل البحر عند هذه الرؤية الفلسفية الوجودية ولكنه ينطلق إلي آفاق تجربة إنسانية روحية يمكن أن تعتبرها المفتاح الثالث لدخول عالم الفيلم الثري.. من هذه الزاوية يمكن أن تعتبر يحيي رمزا للإنسان الباحث عموما عن مساندة واهتمام من قوة أكبر وأعظم بدلا عن وحدة قاسية تجعله خائفا وشاعرا بالاغتراب.. وهنا يبرز البحر كرمز لهذه القوة.. كان الإغريق القدماء يعتقدون أن للبحر إلها اسمه بوسايدون يغضب فتثور الأمواج ويهدأ فتصفو الطرق للإبحار..

البحر في فيلم داود البديع ليس مجرد مكان يستكمل صورة الإسكندرية، ولا هو خلفية للقاء رومانسي بعد عودة نورا إلي يحيي، ولكنه المعادل البصري والسينمائي الذكي لهذه القوة التي يقف أمامها الإنسان ضئيلا كما يظهر في لقطات لا تنسي لـيحيي أمام المياه، أرجو ألا تنسي أن البحر هو الذي يرسل الرزق الذي يعيش عليه البطل الوحيد، وفي مشهد مهم يصرخ يحيي مخاطبا البحر لأنه حرمه من السمك عندما لم تصله النقود في حين أعطاه الرزق وقت أن كان معه المال، وفي آخر لقطات الفيلم يأخذ البحر دلالته الميتافيزيقية الواضحة كمعادل للقوة التي يلجأ إليها الإنسان عندما يطرد يحيي من شقته فيصطحب نورا إلي قارب وسط المياه، وعندما يسألها عن الرسالة المكتوبة بحروف غامضة والتي وجدها في زجاجة ألقي بها البحر، تقول له لا يهم معني الرسالة ولكن المهم أن البحر اهتم بأن يبعث إلينا برسالة.. هناك بعيدا خلف هذا البحر من يهتم بأمر الإنسان الكائن الوحيد المغترب.. قد لا يكون الإنسان قادرا علي تفسير هذا الاهتمام ولكن يكفي أنه موجود..

أرجو أن تتذكر أن يحيي المنقبادي كان يتلقي أيضا رسائل انتهت إلي صدمة هي أنه أصبح وحيدا في مهمته.. يحيي -والاسم دال بالطبع- سيهرب من البرّ ليكون في أحضان البحر بكل دلالته.. صحيح أن المياه سوداء وصحيح أن السمك الميت يطفو عليها بسبب تفجير الديناميت وصحيح أن لغة الرسالة يصعب فك طلاسمها رغم كتابتها بحروف لاتينية، إلا أن هناك من يهتم بنا، وهناك من يبعث إلينا برسائله من خلف هذا البحر الغاضب والمتسامح. لاحظ أن هذه الحكمة تصدر من فم مومس ولدت من جديد بالحب، ولاحظ أيضا أن الفيلم يعتبر الغموض جزءًا من سحر الكون.. هناك أشياء نحبها دون أن نفهمها مثل الموسيقي التي تأسر روح يحيي.

معظم الشخصيات لها ظاهر وباطن ولا تكشف عن نفسها إلا شيئا فشيئا كارلا تبدو كفتاة رومانسية ثم نكتشف أنها مثلية، يحيي يبدأ عاجزا ومترددا ثم يكتشف قدرته علي الفعل والاختيار، قابيل يبدو مخيفًا ولكنه إنسان مسالم يرفض أن يضرب أحدا، بيسة تبدو كفتاة جريئة تحاول التحرش بـيحيي في السينما ثم نكتشف كم هي رومانسية ووفية تتذكر الفراشات الملونة وسط حقول القمح في برمهات.. يستحق هؤلاء الوحيدون الشاعرون بالاغتراب أن يبعث إليهم البحر برسالته.. وتستحق نورا أن تبدأ من جديد أمام البيانو، وأن تهرب مع يحيي في قارب أبيض وسط الموج الأسود والسمك الميت.. الشر موجود والقبح والدنياميت يقتلان الجمال والحياة.. ولكن البحر ما زال يحمل رسائله، هنا نهاية أكثر تفاؤلا إلي حد كبير مقارنة بنهاية أرض الخوف.

نجح داود عبدالسيد مع المونتيرة مني ربيع في منح فيلمه هذا الإيقاع الهادئ والمتأمل الجدير بأفكاره ورموزه، وهو أمر شديد الصعوبة ويحتاج إلي خبرة عالية، كما نجح المخرج الكبير في إهداء ممثلون الموهوبين أدوارًا لا تنسي، آسر ياسين في دور شديد الصعوبة يعتمد علي لقطات رد الفعل والانفعالات الداخلية التي لم تفلت منه في مشهد واحد، وبسمة التي استخدمت ببراعة نظرات العيون والإيماءات ولحظات الصمت، ومحمد لطفي الذي ضبط انفعالاته علي نفس الموجة دون مبالغة في التعبير أو الحركة، ومي كساب في بساطتها وتلقائيتها، ونبيهة لطفي التي اكتشفت السينما موهبتها متأخرًا، والرائعة سامية أسعد في دور شديد الثراء من حيث الأحاسيس والمشاعر والجرأة، كما أثبتت دعاء حجازي من جديد أنها ممثلة جيدة تستحق فرصًا مستمرة ومع مخرجين كبار، وكانت قد أدت دورًا مدهشًا في فيلم ليلة في القمر مع خيري بشارة كل العناصر الفنية كانت في مستواها الرفيع: مدير التصوير أحمد المرسي الذي عكست إضاءته علي الوجوه أزمة للشخصيات خاصة يحيي في تجربته الصعبة، مهندس الديكور أنسي أبو سيف الذي أعاد بعث عالم جميل قديم يوشك علي الاندثار، موسيقي راجح داود المثيرة للشجن والمتعاطفة مع معاناة الإنسان، جمعة عبداللطيف وشريط الصوت الحافل بالمونولوج الداخلي لـنورا أو بتعليق يحيي أو بأغنيات من زمن الكبار بسمة الغامري وملابس الشخصيات خاصة يحيي ونورا والتي نادرًا ما تخرج عن الأحمر والأسود، عاطفتان مشتعلتان محاصرتان بأحزان عميقة، فقط عند اللقاء علي الشاطئ يرتدي يحيي اللون الأبيض.. ولكن إلي حين.

رسائل البحر ليس فيلمًا عاديا. إنه نموذج للأفلام التي استحقت وتستحق دعم وزارة الثقافة، وهو أحد أنضج تجارب داود عبدالسيد: مازال الإنسان في أفلامه محكومًا عليه بالحرية والاختيار، ومحكومًا عليه بأن يحقق خلاص الفردي بالحب وبالتجربة المؤلمة، ولكن في آخر النفق ضوء خافت بعيد، ورسالة غامضة صعبة التفسير، وبحر يحملنا عندما يضيق علينا البر.. ويا له من أمل يستحق البحث عنه حتي النهاية!

روز اليوسف اليومية في

10/02/2010

 

قالت إن مهمتها كفنانة ليست تسلية الناس فقط

بسمة: "داود عبد السيد" جعلني أكتشف في نفسي قدرات تمثيلية لم أكن أعرفها

أحمد خير الدين 

بدايتها كانت مختلفة بدور مختلف مع مخرج استثنائي هو المخرج يسري نصر الله في فيلم «المدينة».. لتعبر بعدها «بسمة» محطات فنية عديدة تخطي عددها الخمسة عشر فيلما قدمت خلالها أدوارا تنوعت بين الكوميدية والرومانسية مثل «الناظر» و«ليلة سقوط بغداد» و«النعامة والطاووس» و«زي النهارده». لكنها في فيلم «رسايل البحر» الذي بدأ عرضه مؤخرا تقدم تجربة شديدة الاختلاف بتعاونها مع المخرج داود عبد السيد ..في هذا الحوار سألنا بسمة عن تجربة التعامل مع المخرج داود عبد السيد وسر حماسها لتجسيد شخصية نورا ضمن أحداث الفيلم

·         ما الذي حمسك للمشاركة في فيلم «رسائل البحر» وتقديم شخصية نورا ضمن أحداث الفيلم؟

- أولا: أن الفيلم مع مخرج بحجم داود عبد السيد، ولأن دوري في الفيلم وباقي الأدوار مكتوبة بشكل رائع، كما أن دوري أنا كان يمثل تحديا لي كممثلة لأنه قدمني بشكل مختلف عن الشخصية التي تعود الناس عليَّ فيها كما أنني كنت متأكدة أنني سأتعلم أشياء كثيرة جدا علي المستوي الفني والمستوي الإنساني، وشخصية نورا هي شخصية موجودة في الحقيقة مثل الكثيرات..لا تملك الوعي بما يدور حولها مما جعلها تتخذ قرارا متسرعا بالزواج بهذه الطريقة ولكن مع مرور الوقت أصبح لديها الوعي بنتائج هذا القرار الذي اتخذته وتأثيره في حياتها، وأنا في رأيي أن وجود علاقة زواج بورقة رسمية ليس معناه بالضرورة أن العلاقة صحيحة تماما.

·         ألم يراودك قلق أو خوف من تقديم فيلم يصنفه البعض علي أنه شديد الجرأة ؟

- مهمتنا كفنانين ليست مجرد تسلية الناس وترفيههم فقط، فمن الضروري في بعض الأحيان أن نذكرهم بأشياء جميلة فقدوها في حياتهم أو نوصل لهم رسالة صغيرة ربما تكون مهمة جدا بالنسبة لهم. واتهامي بالجرأة هو أمر غريب ومثير للدهشة.

·     بدايتك كانت مع المخرج يسري نصر الله من خلال فيلم «المدينة» ومؤخرا فيلم مع المخرج داود عبد السيد وما بينهما عدد كبير من الأفلام المختلفة تماما في نوعيتها..هل هو تردد في اختيار الأدوار أو تعمد من ناحيتك لتنويع أدوارك ؟

- في الحقيقة أنا اكتشفت مؤخرا أن لدي هوسا ورغبة دائمة في تنويع أدواري وأحاول من وقت لآخر أن أقدم أدوارا مختلفة عن الأدوار الخفيفة والكوميدية.

·     اعتمد سيناريو الفيلم علي الصورة والإحساس بما يدور داخل كل شخصية من شخصيات الفيلم هل وجدت صعوبة في توصيل هذا الإحساس بقليل من الحوار؟

- السينما في النهاية لغة عالمية أداتها في الوصول للمشاهدين هي الصورة والإحساس ومثلما كان هناك أشخاص ساهموا في تدني أذواق الجماهير. فمن الضروري أن يكون هناك فئة أخري من صنَّاع السينما مهمتهم أن يرتقوا بذوق الجمهور ويحاولوا أن ينظفوا عيونهم بأفلام مختلفة وممتعة وراقية ومنهم المخرج داود عبد السيد الذي استمتعت بتجربة العمل معه ويكفي أنه جعلني اكتشف في نفسي قدرات تمثيلية لم أكن أعرفها.

·         ما سبب ظهورك في الفيلم بشكل مختلف تماما عن المعتاد؟

- أنا أريد أن أقيم تمثالا لفنان الماكياج أحمد المرسي الذي تعامل معي خلال الفيلم كما أنني في السنتين الأخيرتين زاد وزني بعض الشيء، وأنا في الحقيقة لست مع أو ضد عمليات التجميل لكنني لم أقم بأي عملية ولكن شكلي هو الذي تغيير.

الدستور المصرية في

08/02/2010

 

"رسائل البحر".. قصة مفتوحة على الكثير من التأويلات

رمضان سليم

سؤال سينمائي متكرر يطرح نفسه أمام المهتمين بالسينما العربية ونقادها، وفحوى هذا السؤال يدور حول ذلك الغياب الواضح للكثير من المخرجين، ممن لهم القدرة على العطاء، ونقصد بذلك ذلك الكم من المخرجين فى السينما المصرية الذين توقفوا عن العمل تقريبا، إلا من أفلام قليلة تفرض نفسها هنا وهناك وهو ما أبرزته السنوات الأخيرة على وجه التحديد.

لا نقصد بذلك الجيل القديم أو جيل الوسط بحسب معايير تاريخ السينما في مصر، فأكثرهؤلاء قد رحلوا وقد تركوا وراءهم الكثير من الأفلام، رغم أن بعضهم قد توقف لسنوات طويلة كما حدث للمخرج كمال الشيخ وأيضا المخرج توفيق صالح الذي لم يستطع أن يستمر في تقديم الأفلام واكتفى بالقليل منها.

*جيل جديد

إن المقصود بهذا السؤال ذلك الجيل السينمائي المعروف بجيل الثمانينات الذي أفرز ما يمكن تسميته بتيار الواقعية الجديدة في مصر، من أمثال محمد خان وعلى بدر خان ومحمد راضي وخيري بشارة وداوود عبد السيد، وربما نضيف إليهم علي عبد الخالق ورأفت الميهي، وكل هؤلاء يسهمون حاليا بإنتاج محتشم، وربما كان أغزرهم المخرج محمد خان الذي حاول أن يتواجد مرة كل عام أو عامين.

من هؤلاء المخرجين داوود عبد السيد، والذي تميز بحضور قويّ، رغم قلة عدد الأفلام التي أخرجها نسبيا، ولا شك أن كل مهتم بالسينما يدرك أهمية هذا المخرج من خلال الأفلام التى قدمها مثل: "الصعاليك" و"البحث عن سيد مرزوق" و"أرض الأحلام" و"سارق الفرح" و"الكيت كات" و"أرض الخوف" و"مواطن ومخبر وحرامي".

لقد اختلفت تلك الأفلام عبد بعضها، حتى أنه من الجائز القول بأن كل فيلم يعبّر عن صورة مختلفة للمخرج، وعلى سبيل المثال سوف نجد فيلما مثل" الكيت كات" لا يكاد يتشابه مع فيلم "البحث عن سيد مرزوق" و"فيلم أرض الخوف" يختلف تماما عن" مواطن ومخبر وحرامي"، وهكذا تسير الدائرة وتتسع ولا تطبق، وهذا ما ساعد بكل تأكيد على تلوين لوحة الإخراج السينمائي، مع العلم بأن كل الأفلام المذكورة كانت من كتابة المخرج باعتباره كاتبا للسيناريو، حتى في حال الاعتماد على نص أدبي كما في "الكيت الكات" و"سارق الفرح".

بعد أكثر من سبع سنوات من التوقف، يقدّم المخرج داوود عبد السيد فيلمه الجديد وهو"رسائل البحر"" 2010"، وسيناريو الفيلم تم دعمه من قبل وزارة الثقافة في مصر، مع عدد من الأفلام، وهذا ما ساعد بكل تأكيد على إنتاج الفيلم، حيث نعلم كما قلنا في البداية بأن عدد من المخرجين لا يعملون في الوقت الحاضر، بسبب سيطرة موجه من الأفلام الكوميدية الخفيفة، وما يشبهها من أفلام الحركة والقضايا الساخنة التي تجد اقبالا جماهيريا كبيرا، وأغلب هذه الأفلام من النوعية المتواضعة، والقليل منها يمكن اعتباره فيلما مقبولا، ومن الطبيعي أن تكون السيطرة الإنتاجية لأصحاب دور العرض من الموزعين والذين يفضلون التعامل مع بعض المخرجين دون غيرهم.

مثل الفيلم السابق "مواطن ومخبر وحرامى" الذي حقق نجاحا تجاريا مقبولا، يدفع المخرج داوود عبد السيد بفيلمه الجديد"رسائل البحر" الى دور العرض مباشرة، دون المرور بالمهرجانات السينمائية والتي اعتاد المخرج المشاركة فيها، حتى أنه نال على كل فيلم من أفلامه جائزة أو أكثر.

وهذا الاعتبار التجاري ربما يكون أحد هواجس الفيلم الجديد، حتى أنك تقرأ بوضوح إشارة الى أن الفيلم يسمح به لمن هم فوق الثامنة عشرة، وهي الإشارة التي تكررت مع أكثر من فيلم، كما في " أحاسيس وغيرة"، ولعل في ذلك دعوة لمشاهدة الفيلم بصورة غير مباشرة، لأن من يتابع الفيلم سوف لن يجد به ما يستحق هذا المنع إلا في حدود ضيقة جدا.

*موضوع مختلف

في العام يلجأ المخرج داوود عبد السيد الى اختيار الموضوعات غير المطروقة في السينما المصرية، وهو بالفعل ينجح في ذلك، وسوف نجد في فيلم "رسائل البحر" الكثير من التجديد، ولكن في حدود معينة، لأن هناك بعض الغموض يلف شخصيات الفيلم، وتبقى القصة مفتوحة لتأويلات كثيرة، لأنها تسير بطريقة غير عمودية"طولية"، على غرار بعض الأفلام التي قدمتها السينما المصرية في الآونة الأخيرة ونقصد بذلك فكرة تقديم الشرائح الاجتماعية المتعددة التي تتصل ببعضها، وهي بهذا الاتصال تجد الحلول لمشكلاتها الشخصية.

يضع الفيلم يده منذ البداية على البيت القديم الذي يحتوي على تفاصيل منقوشة، وأعمدة رخامية تستعرضها الكاميرا وتطيل في ذلك، لنعرف بأن العائلة سوف تسير في طريق بيع هذا البيت المعماري المتميز لكي ينال كل فرد نصيبه من الإرث.

ولا تهم العائلة تقريبا بكل أفرادها، ولكن المهم هو شخصية "يحيى" الذي يترك القاهرة ليسكن في شقة لها علاقة بإرث تقع في الإسكندرية وبالتالي يستجيب الفيلم لفكرة البحر ورسائله، وربما فكرة الماء بشكل عام، ففي أكثر من مشهد لاحق سوف نجد مطرا غزيرا يهطل لكي يزيل بعض الرواسب السلبية التي عاشتها الشخصيات خلال مجريات حياتها.

قلنا بأن الفيلم يتقرب من فكرة تقديم الشرائح الاجتماعية التي قدمتها السينما المصرية في أكثر من فيلم سابق وآخرها كان "واحد – صفر" للمخرجة كاملة أبو ذكرى. لكن "رسائل البحر" يختلف قليلا في موضوعه، لأنه يكاد يخرج من إطاره الواقعي الى بعض الغرائيبية المفتوحة ولهذا أعتبر الفيلم غامضا الى حدّ كبير.

من أهم شخصيات الفيلم "يحيى" وهو طبيب ترك مهنة الطب بسبب عدم قدرته على النطق السليم، فهو متقطع في الكلام "التهتهه"، ولهذا يبدو مضحكا أمام الناس ولاسيما المرضى الذين يتعامل معهم.

يترك يحيى مهنة الطب ويغادر القاهرة بعد توزيع الميراث، ليعيش في شقة في الإسكندرية، وهي بالطبع الشقة التي عاش فيها أيام الطفولة، ليجدد التعارف مع فرانشيسكا الايطالية وابنتها كارلا.

لا يقوم الفيلم على مشكلة حقيقية يعيشها يحيى، إلا أنه يشكو من التقلبات الحياتية التي تعصف بحياته، من ذلك مطالبة صاحب العقار بإخلاء كل الشقق، حتى يستفيد من الأرض لبناء عقار تجاري جديد.

يعيش يحيى علاقة عاطفية لا تتطور مع كارلا لأنها مبنية على ذكريات الطفولة فقط.

من جانب آخر يتعرف يحيى على شخصية تدعى "قابيل" يعمل فتوة في أحد الملاهي عندما يساعده بعد سقوطه مخمورا في أحد الليالي.

أيضا هناك فتاة تدعى نورا يتعرف عليها يحيى وباعتبارها فتاة ليل، لكنها في الحقيقة زوجة ثانية سرية لرجل متزوج من غيرها، ولا يريد أن يعلن زواجه بها.

نلحظ هنا بأن كل شخصية من الشخصيات المذكورة سابقا لها مشكلة اجتماعية وأحيانا نفسية، فقد قتل قابيل شخصا بطريق الخطأ ولذلك نجده لا يتعرض بالضرب لأيّ شخص رغم أنه يعمل فتوة وهو يعيش مع بعض الراقصات ممن يعملن في الملهى مثل" بيسه" وغيرها.

هناك فرانشيسكا التي تسير نحو العودة الى بلدها "ايطاليا"، وهي أيضا في طريقها الى إلغاء ذاكرتها التي عاشتها حتى صارت عجوزا في الإسكندرية.

الفتاة كارلا لديها علاقة خاصة مع فتاة أخرى، استطرد الفيلم في تصويرها بلا مبرر درامي واضح، وربما اندفع سياق الفيلم وراء فكرة إلغاء الذاكرة القديمة، فتخلصت كارلا من ذكرياتها مع يحيى بطريقة مختلفة.

يسير الفيلم بإيقاع بطيء جدا ولا تكاد الأحداث تتحرك، وربما وهل الفيلم منتصفة ولم يكشف من موضوعه. والحقيقة أن الموضوع غير واضح، ولهذا يركز الفيلم على جوانب فنية أخرى بديلة.

*رسائل مفتوحة

أما رسائل البحر، فقد تحولت الى شيء عملي وكنا نتصور بأنها مجرد رمز، فقد وجد يحيى رسالة في قارورة مرسلة الى البحر ولقد حاول معرفة لغة الرسالة، فلم يستطع بنفسه وبمساعدة الآخرين.. إنها رسالة مجهولة، مصدرها غير معلوم، ومرسلها غير محدد، وكأنها قادمة من عالم آخر..

تعطي رسالة البحر الإيحاء بأن هناك من وراء الأفق البعيد، من يهتم بمصائر الشخصيات، وهو يكاتبها يبعث فيها الأمل بالاستمرار والبحث عبر الجديد وكذلك يجمع أواصر الماضي بالحاضر والمستقبل.

ولعلنا عندما نتحدث عن الماضي والحاضر ندرك أن الفيلم يركز على الماضي كثيرا، والمقصود الذاكرة بأجمعها، متمثلة أحيانا في المباني العتيقة بما تحتوي عليه من زخرف وتحف فنية، وهي تباع من أجل فائدة مادية سريعة، أيضا سوف مجد صاحب العمارة بالإسكندرية "هاشم" يبذل كل جهوده لطرد السكان من العمارة القديمة لبناء عمارة استهلاكية جديدة... إنها محاولة لإلغاء الذاكرة بالنسبة للمكان والشخصيات. كما أن فرانشيسكا الايطالية سوف تلغي ذاكرتها القديمة وترحل لتبدأ في ايطاليا من جديد، رغم إنها طاعنة في السن.

إن يحيى أيضا يعود الى ذاكرته الطفولية في الإسكندرية بعد أن عاش زمنا طويلا في القاهرة، وهذا أيضا يحدث للفتاة كارلا التي عاشت انفصالا في الذاكرة مع صديق طفولتها بحيى تبدو هذه الفكرة أكثر وضوحا عند قابيل، فهو يعاني من مرض السرطان ويحتاج الى عملية سريعة، ولكنه مهدد بفقدان الذاكرة بعد إجراء هذه العملية، ولذلك نجده يهرب من المستشفى لكي ينقذ ذاكرته.

وفي مشهد حيوي، وبعد أن قرر إجراء العملية، يحكي قابيل لصديقته "بيسه" بعض ذكرياته لكي تذكره بها عندما يفقد ذاكرته.

لا نريد أن نضع هذا الفيلم في تعامله مع السينما في مقولة واحدة وهي الذاكرة، حيث يحتوى الفيلم على مشاهد ذات طابع جمالي، خصوصا وأن الفكرة غير مسيطرة على أنحاء وتفاصيل الفيلم.

ومن الطبيعي أن نتذكر المشهد الأخير الذى يجمع بين يحيى ونورا في قارب وقد صوّر من زاوية عليا، بينما تتراءى الأسماك من حولهما، والأمر له علاقة بالبحر من حيث البداية والنهاية.

في الفيلم شفرات، تتصرف الشخصيات وفق معانيها المرسلة، وفي شيء من الضباب والغموض، وهو ما يتيح تفسيرات شتى لهذا الفيلم.

لقد اعتمد الفيلم على "كادر" جيّد من الممثلين ومنهم آسر ياسين في دور يحيى، رغم صعوبة الدور والارتباك أحيانا في طريقة النطق المشوّهة، وهناك أيضا الممثلة بسمة في دور نورا، وهو دور إضافي لعبته الممثلة ببساطة ودون تعقيد، وينطبق النجاح أيضا وبوضوح شديد على الممثل محمد لطفي فى دور قابيل، بينما كان حضور صلاح عبد الله واضحا في دور هاشم، وكذلك بالنسبة للمخرجة نبيهة لطفي والتي استعان بها المخرج في دور الايطالية رغم أنها ليست ممثلة.

نعم، لا يعدّ هذا الفيلم في قوة أفلام المخرج داوود عبد السيد السابقة، لكنه فيلم يلفت الانتباه وخصوصا وأنه يرتفع من إطار الواقعية المباشرة الشكلية الى أفق أرحب وأوسع بمقدار البحر وإسراره ورسائله، كما أن الذاكرة تشتعل أيضا بالغناء الموسيقى، ولقد احتوى الفيلم على أغنيات قديمة نسبيا بعضها يعود الى الستينات مثل" جميل وأسمر" لمحمد قنديل وأغنيات لفائزة أحمد وأم كلثوم وكارم محمود، وبذلك يعيش الفيلم حالة حنين الى الماضي القريب، غير أن الرسائل المجهولة القادمة من البحر تدفع بالشخصيات الى المستقبل أو على الأقل أن تعيش واقعها ومتطلباته كما هو، ولهذا يختلف الفيلم قليلا عن فيلم "عمارة يعقوبيان" مثلا، مهما كان مقدار التلامس بينهما.

في آخر الفيلم ينجح صاحب العمارة في طرد يحيى من شقته عندما داهمته بطانة هاشم وهو مع صديقته نورا ليلا، ليصبح الاثنان مطرودين من المكان وليس أمامهما إلا البحر والقارب.

إن كل من نورا ويحيى يعملان عكس رغبتهما، فالأولى تجد نفسها في شخصية "المومس" لأنها فعليا أشبه بذلك، والثاني يختار مهنة الصيد بديلا لمهنة الطب، وهو ما يبرر وصول الرسائل إليه أو عثوره عليها بطريقة مقصودة أو غير مقصودة.

بكل تأكيد يبقى هذا الفيلم -رسائل البحر- محفزا لعدد من القرارات، ولعله يقع بين الرفض والقبول، رغم أنني أشعر بأن المخرج قد حاول أن يداعب الجمهور قليلا ويتقرب منه، ورغم ذلك ندرك أن هناك فواصل تبدو قائمة بين الفيلم والجمهور، وهي فواصل يصعب إزالتها لأننا ستبقى دائما في دائرة اسمها سينما المخرج، وهي دائرة ليس بالضرورة الخروج منها.

العرب أنلاين في

10/02/2010

 

آسر ياسين : قصة حبي لم تكتمل !

حوار: محمد كمال

دخل »آسر ياسين« مرحلة النجومية بعد ادائه في فيلمي »زي النهاردة« و»الوعد« وتم تكريمه في مهرجان الاسكندرية في احتفالية »نجوم بكرة« ولم يخيب آسر ظن النقاد ودخل هذه المرة العالم الخاص للمخرج داود عبدالسيد وقدم دور »يحيي« في فيلم »رسائل البحر«، وهو الدور الذي كان قد وافق عليه الراحل »أحمد زكي« وكان من المقرر ان يقدمه لكن القدر بعث بهذا الدور الي آسر.

في هذا الحوار يبوح بكل الرسائل. ويتحدث عن الدور وقصة حبه في العمل لكنه يرفض أن يتكلم عن الحب في جياته لأنه يعتبر الأمور الشخصية منطقة محظور الاقتراب منها.

·         صف لي شعورك بعد اختيار »داود عبدالسيد« لك خاصة مع معرفتك بالموافقة السابقة للراحل »أحمد زكي« علي تقديم الدور؟

-اختيار المخرج الكبير »داود عبدالسيد« بالنسبة لي كان شرفا كبيرا، وأتذكر انني قمت بالاحتفال مع أسرتي في المنزل، فهي فرصة عظيمة ان اتعاون مع مخرج له ثقله، وكانت فرصة ايضا للاستفادة من خبرته الطويلة.. أما فيما يتعلق بالراحل »أحمد زكي« فلم أعرف بموافقته علي هذا الدور إلا بعد أن وقعت علي العقد، وهو الأمر الذي زاد من سعادتي لكنه جعلني أشعر بالمسئولية الكبيرة التي ألقيت علي اضافة الي العمل مع »داود عبدالسيد« ويكفي ان هناك ممثلا بحجم العظيم أحمد زكي.. سبق ان اختار هذا الدور، تدور الأيام ويأتي الدور لي، وهذا يرضيني جدا ويدل علي أن اختياري موثق من موافقة فنان بحجم احمد زكي.

·         كيف استعددت لدور »يحيي« الذي يعاني من اضطراب في التحدث؟

-قابلت أطباء وأساتذة اخصائيين في التخاطب، واقدم لهم الشكر علي المجهود الكبير الذي قاموا ببذله معي والوقت الذي اعطوني اياه، وثانيا جلست مع أشخاص عندهم مشاكل في التخاطب، ووجدت أن كل شخص مشكلته تختلف عن الآخر، وبعدها جلست مع المخرج حتي أعرف منه التفاصيل الدقيقة حول مشاكل التخاطب الموجودة عند يحيي حتي لاتظهر »التهته« بطريقة مزعجة، ثم قمت بعمل بروفات مفردي ثم مع المخرج وفريق العمل وكنا نقوم باستطلاع ارائنا وآراء أشخاص آخرين سواء من اصدقائنا أو من فريق العمل.

·         إحكي لنا عن الصعوبات التي واجهتكم اثناء التصوير في الشتاء في الاسكندرية؟

-الجو كان وقتها شديد البرودة، كان التصوير مع حدوث »نوة« وكان يوجد مشاهد يجب ان تصور اثناءها.. فالحمد لله اننا كفريق عمل لم نصب بأي مرض »محدش جاله التهاب رئوي«.. فنحن كنا علي يقين ان المشاهد الخارجية في الاسكندرية ستكون في منتهي الصعوبة، لكن بصراحة شديدة عندما يتعب الانسان يكون واثقا أكثر من النتيجة.. المشكلة في مشاهد الاسكندرية كانت تكمن في الجهد البدني ولكن هناك مشهدا ارهقني كممثل وهو مشهدي علي السلم مع كارلا »سامية سعد« وهو المشهد الذي كنا نستعيد فيه ذكريات الماضي، ولا اخفي عليك سرا ان كل مشاهد الفيلم كانت صعبة جدا.

·     يحيي كان يعاني من الوحدة في القاهرة.. لهذا قرر السفر للاسكندرية حتي لايشعر بها، لكن الجمهور شعر انه لم يتخلص من وحدته رغم ذلك؟

-يحيي قرر ان يكون في هذا العالم، فقد عاد لحياته الأولي، البلد التي يعشقها والأشخاص الذين يحبهم ولم يرهم منذ ٠١ سنوات.. والقدر وضع أمامه أشخاصا آخرين لم يجعلوه وحيدا، ولكنه قرر ان يكون ضمن هذا العالم قرر ان يقوم بفتح الباب ليكتشف ويتعامل ويتخاطب لأن مشكلته التي يعاني منها هي التخاطب الفكري والإنساني، فهو طفل صغير في صورة شاب، لايستطيع ان يتواصل مع البشر، وينزعج من رد فعل الناس دائما، فبعد وفاة والدته التي كان يرعاها قرر الخروج الي عالم اخر حتي لايشعر بالوحدة.

·         هل يمكن ان تخلق الصدفة علاقات تتحول الي قصص حب، كما حدث بين »يحيي« و»نورا«؟

- طبعا وهذا ما حدث في الفيلم.. فالصدفة هي التي جمعت قصة الحب التي حدثت بين يحيي ونورا.. فعندما يأخذ الانسان قرارا معينا تكون كل الأمور مرسومة له وعليه ان يختار الطريق التي يسير فيها.. فالصدفة وحدها ليست كافية، لأن القرار في النهاية في يد الشخص فالصدفة تدخل من جزء بسيط من الأمر.

·         العلاقة التي جمعت بين يحيي وكارلا هل يمكن ان تعتبرها قصة حب؟

-هي قصة حب لم تكتمل، أو انها كانت موجودة وتوقفت لسنوات، وقد حاول يحيي اعادتها وكان يعطي لها صدمات كهربائية حتي تستعيد حياتها، لكن دون جدوي.. فالحب بين يحيي وكارلا كان موجودا لكن كارلا نفسها هي التي لم تعد موجودة نتيجة التغيرات التي حدثت لها وفي المجتمع كله.. ولهذا السبب اضطرت »كارلا« للسفر الي ايطاليا وترك مصر ونفس الأمر ينطبق علي »فرانشيسكا«.

·         هل تتفق مع نظرية »فرانشيسكا« في الحب؟

-طبعا أنا الآن لو احببت انسانة اقول لو كانت تلبس احسن أو تتكلم افضل أو بتقرأ أكثر، فمن المحتمل انها لو قامت بعمل كل هذه الأشياء أو كانت موجودة فيها من الأصل ربما لم أكن احبها.. فهذه من أهم رسائل الفيلم.. »فنورا« قالت ليحيي »انا مومس« وحامل قال لها »انا عايزك كده«.. فمن الممكن اذا كان يعرف الحقيقة في انها ليست مومس او انها التي كانت تلعب بيانو لم يكن وقع في حبها فالحب هو ان تتقبل الذي تحبه كما هو وهو يقبلك كما انت.

·         لكن نورا اوصلت له فكرة انها متحررة لانها تحبه.. ماتعليقك؟

-بالنسبة لنورا.. فكرة المتحررة لم تكن في دماغها أو ضمن حساباتها، هو الذي اعتقد هذا ومعه الحق في اعتقاده، حتي عندما عرض عليها المال لم تكن تعرف »تاخد كام« لكن الفكرة اعجبتها ووجدت ان وضعها الحالي مشابه لها.. فأحيانا الأشخاص هم الذين يرسمون لك حياتك أو بمعني أدق تؤثر الظروف في ان تأخذ دورا معينا.. فعلي سبيل المثال اذا جاء لك اكثر من شخص في نفس اليوم ويقولون لك »شكلك متضايق النهاردة« ستضطر ان تأخذ هذه الهيئة وهذا ما فعلته نورا فهي تشعر انها »مومس« مع زوجها لانها زوجته الثانية ويأتي لها مرة واحدة في الأسبوع ليمارس معها الجنس ويغادر في نفس اليوم.

·         هل أحب يحيي نورا بالفعل.. ام تعلق بها لانها الوحيدة التي تقبله؟

-بعد تفكير.. قال هو حبها فالمرأة عند يحيي ليست مجرد حبيبة بل هي كل شيء بالنسبة له، وهو في النهاية كما قلت- قبلها كما هي- وكما عبر المخرج داود عبدالسيد في المشهد الأخير.. احنا في المركب مع السما والبحر والسمك الذي نقوم باصطياده بطريقة شرعية والسمك الذي يأتي عن طريق الديناميت »ملناش دعوة به«.

·         الصداقة التي تجمعك مع بسمة هل هي التي اثرت علي ظهور قصة الحب بهذا الشكل؟

-بالتأكيد الصداقة لها عامل.. فعندما تقف أمام أحد اصدقائك تشعر براحة نفسية، ولكن حتي وان لم نكن نعرف بعضنا اعتقد ان المشاهد كانت ستظهر قوية ايضا، لاننا والحمد لله اصبحنا ممثلين محترفين، ونعمل بشكل احترافي لقد قمت مع بسمة بعقد جلسات عمل كثيرة وعقدنا بروفات معا ثم بروفات مع المخرج داود عبدالسيد لاننا ندرك اننا نعمل مع مخرج كبير مثله.

·         الموسيقي كانت احدي الأشياء التي يتواصل معها يحيي.. هل يحدث مع آسر نفس الشيء؟

-أنا اعشق الموسيقي بكل انواعها، ولكن الفيلم زاد من حبي للموسيقي وجعلني اسمعها بشكل مختلف، وهذه من الأشياء التي استفدت بالعمل مع المخرج الكبير داود عبدالسيد.

·         البعد الإنساني الذي كان في الفيلم هل اثر عليك شخصيا؟

-جدا.. سواء كان علي مستوي العمل أو علي المستوي الإنساني، فالفيلم مليء بالصيغة الإنسانية التي نفتقدها الآن وقد اثر في علي مستوي الخبرة والتجربة، فقد كنت سعيدا وشعرت بالراحة من الحالة التي خلقها.. الفيلم اراحني نفسيا كما ان العمل مع داود عبدالسيد يزيد النضج والوعي الفني والإنساني لدي الفنان، لأن افلامه تكون حسبة اقرب الي الواقع.

·         هل تري ان »رسائل البحر« جاء في وقته؟

-كل حاجة بتحصل في وقت ما لسبب ما لنتيجة ما التوقيت بصراحة »زي الفل« فقد جاء في احسن الأوقات.. واشكر الظروف والفرصة في انني وفقت في ان اكون في هذه المرحلة العمرية وفي بداية مشواري الفني بطل لفيلم من اخراج داود عبدالسيد ولقد كنت اتمني ان اظهر معه حتي لو كان في مشهد.. فما حدث يعد انجازا لي بان اكتسب هذه الخبرة في هذا التوقيت.. فالفيلم توقف لمدة ٧ سنوات واتي لي في النهاية.. فهذا امر لست متحكما فيه او مخططا له.

·         ماذا عن تفسيرك الشخصي للرسالة؟

-تفسيري الشخصي للرسالة انك من الممكن ان تفكر وتسأل ربك »عايز افهم ايه اللي بيحصل«.. ولكن كيف تفهم بدون ان تعيش الحياة وتجربها.. فلا يجوز ان تسأل احدا عن الحياة هعيشها ازاي او عن الدين ده حرام ولا حلال.. فعلي الانسان ان ينطلق في الحياة ليجربها حتي يستقر علي ماذا يريد.

·         الفيلم ثري بالدلالات ويقدم مجموعة من الرسائل هل تعتقد ان المعني سيصل الي الجمهور؟

-حتي الآن معظم الذين شاهدوا الفيلم كل شخص فيهم يخرج منه مكونا وجهة نظر معينة ومختلفة عن الشخص الآخر.. واري ان اهم شيء ان الجمهور يخرج مكونا وجهة نظر ويفكر في الفيلم بطريقته.. كل شخص يحاول تفسير الجزء الذي اثر فيه او تلامس معه علي حسب رأيه، لكن اهم شيء ان الفيلم جعل الجمهور يفكر.

·         هل لمصلحة الفيلم ان تترك الجمهور هو الذي يفكر ويحدد الرسالة حسب هواه وتفكيره؟

-لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.. فكل شخص مختلف عن الآخر في طريقة التفكير وكل شخص عنده شيء يؤثر فيه ويلمسه.. ولو كان الله يريدنا امة واحدة كان خلقنا امة واحدة.

·     حضر العرض الخاص بعض الشخصيات البارزة منهم الدكتور »أحمد زويل« والفنان العالمي »عمر الشريف« و»محمود حميدة«.. ماذا كان تعليقهم علي الفيلم؟

-بصراحة انا لا أعرف الدكتور احمد زويل او الفنان عمر الشريف شخصيا، لكن الطريقة والأسلوب الجميل الذي قاما بتحيتنا به هو ما أعطي لنا الانطباع ان الفيلم نال اعجابهم، فقد قام الفنان عمر الشريف بشكرنا علي الفيلم، ويكفي فقط حضوره وهذا دليل علي اهمية الفيلم لأن عمر الشريف لا يحضر عروضا خاصة للأفلام، وتعرض لنا ايضا تواجد فنانين بحجم محمود حميدة ولبلبة، واتمني ان يكون الفيلم حاز علي اعجابهم.

·         توقف تصوير فيلم »أسوار القمر« جعل احدي الصحف تكتب عن تعثر المنتج ماليا وافلاسه وان التصوير لن يكتمل؟

-هذا الكلام غير صحيح، ورغم وجود بعض المشاكل الانتاجية لكنها لن تصل الي افلاس الشركة، والمشاكل الانتاجية تحدث مع معظم الشركات لفترة ما ثم تعود الأمور لحالتها الطبيعية ولا استطيع القاء اللوم علي طرف لاننا نعمل في ظل ظروف انتاجية صعبة وأزمة اقتصادية، فلو كانت هناك حلول في يد صناع الفيلم لكانوا نفذوها علي الفور.. فالمخرج والمنتج وكل فريق العمل يرغب في الانتهاء من تصوير الفيلم لكن هناك اسباب قهرية.

·         ماذا عن ترشيحك لفيلم »الظواهري« مع أحمد عز؟

-بصراحة لم اسمع عن هذا المشروع، ولم يعرض علي حتي الآن وانتظر ان يكون هناك عرض رسمي.

·         وماذا عن تجربة فيلم »ألف ليلة وليلة« أول فيلم 3d مصري؟

-حتي الان لايوجد سيناريو او نص مكتوب، هناك تخيل ومعالجة للموضوع، وهي تجربة تستحق ان يقف الفنان بجانبها ويساندها لأننا نريد انجاز مشروع مثل »أفاتار« فالفيلم الان في مرحلة التجربة.

·         ومسلسل عرض خاص؟

-اظهر فيه كضيف شرف باسمي »آسر ياسين« وهي تجربة شبابية للمخرج »هادي الباجوري« يظهر فيها العديد من النجوم باسمائهم وتدور احداثه حول مجموعة من الشباب يرغبون في التمثيل.

·         كنت حريصا علي حضور بانوراما الفيلم الاوروبي ما رأيك فيها؟

-لقد اسعدتني جدا واتمني ان يكون هناك بانوراما اكثر ونشاهد فيها الأفلام الاوروبية التي لاتقل عن الافلام الامريكية وندعو المخرجين الاوروبيين للحضور للتحدث عن افلامهم.. فهذا العام تم دعوة المخرج »ايليا سليمان« وفيلمه »الزمن الباقي« واقيمت ندوة له كما حضر ايضا »مارتن سكورسيزي« وكان هناك اهتمام من الفنانين المصريين علي الحضور، ولكن اتمني ان تزيد الدعاية لهذه البانوراما حتي يتاح لكل الجمهور رؤيتها، وكما اتمني توافر دور عرض اكثر لعرض هذه الأفلام ونقوم بعمل اسبوع للفيلم الايطالي او للفيلم الفرنسي.

·         سمعنا عن ترشيحك لعرض في المسرح القومي مع المخرج »هشام عطوة«؟

-حتي الان لم يعرض علي شيء.

·         وهل المسرح في حساباتك؟

-اعشق المسرح.. فبدايتي كانت فيه من خلال مسرح الجامعة الامريكية والمسرح الذي اريد ان اشارك فيه ليس له وجود الان فيجب ان يتواجد نص قوي ومخرج واماكن عرض تعرض فيها المسرحية بانتظام.

·         ما مشاريعك القادمة؟

-هناك مشروع سينمائي عرض علي ولكن لا استطيع ان اكشف تفاصيله الآن حتي يتم الاتفاق عليه.

أخبار النجوم المصرية في

11/02/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)