كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مخرج التايتانيك جيمس كاميرون

ينقل السينما إلى عصر جديد

بفيلم الفانتازيا «أفاتار» الذي اختتم به

مهرجان «دبي» دورته السادسة

هوليوود: محمد رُضا

عن فيلم

أفاتار

AVATAR

   
 
 
 

لويس لو برينس أنجز سنة 1888 الفيلم الأول في التاريخ.

تشارلي تشابلن غيّر وجه الكوميديا.

ايزنشتاين أنجز نظرية المونتاج.

ألفريد هيتشكوك امتلك ناصية التشويق.

ستيفن سبيلبرغ غيّر فصول السينما.

أما جيمس كاميرون فقد نقل السينما من عصر إلى عصر.

فيلمه الجديد «أفاتار» أكثر من مجرّد فيلم فانتازي ثم أكثر من مجرّد فيلم مؤثّرات. إنه عالم مصوّر آت من بعيد لم تصنعه الكاميرا وحدها أو المؤثرات وحدها أو الكومبيوتر غرافيكس بمفرده. صنعته مخيّلة مخرج عظيم الشأن، عنيد النيّة وموهوب حتى آخر خلية في مخّه.

هذا أغلى فيلم تم صنعه وأعلى الأفلام على صعيد الطموحات المحيطة به. يوم الجمعة في الرابع من هذا الشهر تم عرض الفيلم على نقاد هوليوود. يوم السبت قابلنا المخرج وفريق عمله ومن وقتها والفيلم، الذي اختتم الدورة السادسة من مهرجان «دبي»، لم يبارح البال. صوره عالقة. مشاهده تذهب معك إلى الفراش وتستيقظ فتجدها تنتظرك في اليوم التالي.

عمل غريب المواصفات في الوقت ذاته قابل للتصريف على أكثر من وجه. هو قصّة حب. هو وسترن في عصر مستقبلي. هو فيلم سياسي. هو فيلم مغامرات خيالية ـ علمية وهو فيلم فانتازي. تكلّف مائتين وخمسين مليون دولار، كما يخبرنا مسؤولون في شركة «فوكس» المنتجة. تكلّف 400 مليون دولار كما يؤكد أصحاب الشائعات. سينجح محطّما الأرقام القياسية، يقول مسؤولو الاستوديو، من الصعب أن ينجح؛ يتوقّع الساخرون. لكن ذلك كله متوقّف على كم مهم بالنسبة للفرد مقارنة الدولار باللقطة أو بالكادر الواحد. بثانية يتيمة منفصلة من الفيلم الذي تبلغ مدّة عرضه 163 دقيقة.

نحن في مؤسسة علمية وعسكرية أميركية متقدّمة فوق كوكب بعيد اسمه باندورا سنة 2154. المارينز الأميركي جاك سولي (سام وورثنغتون) متطوّع للتحول إلى «أفاتار»: مخلوق نصفه آدمي من الأرض ونصفه من شعب نافي الذي يسكن القارّة. مطلوب منه أن يتعوّد على عادات وتقاليد شعب نافي لكي يتجسس على ذلك الشعب المتمسّك بأرضه في وجه مطامع المؤسسة وسياساتها الهادفة إلى تهجير الشعب عن أرضه طمعا في ثروته المدفونة تحت الأرض والتي لا تقدّر بثمن. لكن جاك يقع في حب المحاربة نيتيري (زوسالدانا) التي تقود مع والدها وشقيقها تلك الحملة المدافعة عن وطنهم رغم أن سلاحها لا يعدو القوس والنشاب. جاك يجد نفسه منجذبا لا إلى الفتاة التي أنقذت حياته ومنحته ثقتها فقط، بل إلى الحياة التي يحاول ذلك الشعب الحفاظ عليها ضد الجحافل العسكرية المزوّدة بأحدث المعدّات (موديل العام المذكور). وما تلبث المعارك غير المتكافئة أن تقع وعلى جاك أن يقرر أين ينتمي.

جيمس كاميرون كثيرا ما تعامل مع المؤثرات الخاصّة، لكنه لم يتعامل معها على هذا النحو الكاسح والجامح والجانح كما يفعل في هذا الفيلم. لم يبن عالما متكاملا ومذهلا على هذا النحو. سابقا، في أفلام مثل «ترميناتور» و«آليانز» و«تايتانك» استخدم المؤثرات في أماكن متعددة لكنه هنا يستخدمها طوال الوقت منفّذا رؤية صاحبته لخمس عشرة سنة. بعد «تايتانك» وأوسكاراته، توقع الجميع أن يعود كاميرون بفيلم كبير آخر، لكن ليس بعد اثنتي عشرة سنة ولا بهذا الحجم. جيمس يجلس ليتحدّث وهو عندما يتحدّث يكاد لا يتوقّف فحجم ما لديه قوله يماثل حجم فيلمه الجديد، لذلك وجب القيام بمونتاج حتى لا تحتل المقابلة صفحتين أو ثلاثا.

·         هل صحيح كما يقول الملف الموزّع علينا بأن الفيلم عاش معك خمس عشرة سنة قبل أن يتحوّل إلى حقيقة؟

ـ صحيح. يومها كتبت الفكرة على أوراق احتفظت بها وكنت في كل مرّة ألقي نظرة عليها وأقرر أن الوقت لم يحن بعد لإنجازها فيلما.

·         لماذا؟

ـ لأن المؤثرات لم تكن قد وصلت إلى ما أطمح إليه. أقصد بذلك أن التطوّرات التقنية لم تكن قد وصلت إلى ما وصلت إليه الآن. خلال السنوات الفاصلة بين فيلمي «تايتانك» سنة 1997 وهذا الفيلم تقدّمت المؤثرات التقنية بكافّة مجالاتها ولم يكن من الممكن مطلقا تنفيذ الفيلم قبل اليوم بنفس النتيجة التي جاء عليها الآن. ولا تنسى فيلما كهذا حتى يكتمل تطلّب سبع سنوات من كتابة السيناريو إلى الظهور على الشاشة بالصورة التي شاهدتها.

·         هل كبرت أحلامك خلال هذه الفترة؟ هل كبرت أنت؟

ـ لا أعتقد أنني كبرت على الإطلاق لكني أعتقد أنه خلال السنوات العشر الأخيرة أصبحت أكثر تركيزا على ما أريد القيام به. لا أقصد كأفلام فقط، بل على صعيد ما نعيشه من حالات وظروف. طبعا لاحظت أن القوّة التدميرية التي تمثّلها الأرض فوق كوكب باندورا هي صدى لما يحدث فوق كوكبنا الآن. وحين أقول إنني أصبحت أكثر تركيزا، فأنا أقصد أنني بدأت أتعاطى قضايا البيئة المختلفة وهذا ما تراه في الفيلم كيفما قرأته. لقد سبق لي وأن عالجت هذه المسألة في أفلامي التسجيلية الأخيرة. لقد بدأت أرى حقيقة كيف يمكن لي أن أستخدم السينما كطريقة للحديث عن العلم والبيئة ولكي أبحر في مسائل الحياة على الأرض وما سبّبه الإنسان من ضرر للطبيعة في كل مكان.

·     الفيلم أيضا يتحدّث عن هنود القارة الأميركية فبقليل من التحوير نفهم أن ما يحدث على كوكب قارة «باندورا» هو نفسه ما حدث مع المواطنين الأصليين لأميركا. إبادة. تهجير. حرب ضارية.

ـ صحيح لأن هذا النوع من الحرب مرتبط بالمصالح ذاتها التي تسببت في الإضرار بالبيئة العالمية تبعا لسياسة اقتصادية لم تأخذ بعين اعتبارها المسائل الإنسانية ولا المصالح الرئيسية للناس في أي مكان. نحتاج أن نقدّر الحياة الأم كما وُلدت على سطح هذه الأرض. علينا حماية البيئة والطبيعة والدفاع عما وجدنا هذا العالم عليه حين وُلدنا فوقه عوض أن نتركه خرابا ودمارا للأجيال المقبلة. هذا يشغلني لأنه ليس مسألة خارجية أو كمالية. إنها مسألة لها علاقة ببقائنا أحياء. علينا أن نفهمها بطريقة علمية وعلينا أن نفهم ما علينا القيام به قبل أن ننجح في تدمير الأرض. بالتالي علينا أن نغير طريقة حياتنا وبذلك فإن المسألة ليست مجرد طبيعة لا تلبّي احتياجاتنا بل هي مسألة تتعلّق بنا في الأساس.

·         حين تتحدّث عن العلم تعني العلم في حياتنا. أليس كذلك؟

ـ بالطبع.

·     لكن ماذا بالنسبة للعلم على الشاشة؟ هل أستطيع أن أشكرك أولا على أنك أعدت العلم إلى الخيال العلمي بدل أن يبقى هذا النوع شأنا ترفيهيا خالصا؟

ـ أنا من أشكرك وهذا صحيح. العلم في الخيال العلمي ضاع بالفعل. ألا تعتقد؟. لقد تابعت أفلام الخيال العلمي منذ أن كنت صغيرا وأذكر كيف كانت تتحدّث عن المخاطر التي تهدد الإنسان منذ ذلك الحين. وكانت تنوّع في مصادر هذه المخاطر. بعضها كان يتحدّث عن دمار العالم بفعل القنبلة النووية، بعضها بفعل الهجوم على الأرض.

·         في «أفاتار» نحن الذين نهاجم الكواكب الأخرى..

ـ صحيح.

* وما أقوله هو أنك كنت تستطيع أن تجعل أهل الكوكب الآخر أشرارا وبذلك يتم تحويل العلم إلى غاية للدفاع عن الإنسان بصرف النظر عن أفعاله.. بذلك يصبح «أفاتار» فيلما عسكريا.. ـ كان لا بد من الاهتمام بما يمنح الفكرة كل ما ذكرته من التعاطي مع الشؤون الإنسانية. لقد محا الإنسان حضارات سابقة بفعل الهيمنة والسيطرة على الشعوب التي كانت تعيش تبعا لتقاليد لم تكن لتستطيع مقاومة التغيير الهائل الذي حدث.

·         تماما كالجنود الزرق والهنود الحمر..

ـ صحيح. ولا أعتقد أنه كان بالإمكان إيصال هذه الرسالة من دون منح أهالي الكوكب المذكور حيزا واقعيا وحقيقيا لأنك لا تستطيع تمرير رسالتك إذا ما وجدت أن الضحايا في الفيلم يستحقّون مثلا أن يكونوا كذلك. كأن تقدمهم كأعداء للحضارة الوافدة. عليك أن تُلازم الحقيقة كما برهنها التاريخ وهي أن الإنسان الأبيض هو الذي أضر بمصالح الحضارات الأولى وسمّاها بدائية. جزء من هذا الاحترام هو إيجاد لغة جميلة يتحدّث بها أهل الكوكب.

·         من أين ألّفت هذه اللغة؟ من أين جئت بها؟

ـ هذه لغات حقيقية بعضها له أصول هندية وبعضها من أصول آسيوية. لغات حقيقية متداولة ومهددة. تصوّر أن هناك لغات قد اندثرت تماما من دون أن يستطيع الإنسان الاحتفاظ بها. إنها جزء من حضارات منتهية كان يمكن إنقاذها من الدمار.

·     هل لك أن تتوسع قليلا في الحديث عن كيف تم إنجاز هذا الفيلم تقنيا؟ هذا أيضا جزء من الاحتفاء بالحضارة أن تعتني بالعالم الذي تقع فيه تلك الحضارة ونحن نلاحظ قوة بصرية تدعو إلى الإعجاب بالمكان وبالشعب..

ـ هذا ما أود سماعه وقد انتهيت من مشاهدة فيلمي كاملا لأول مرّة قبل ساعة ونصف فقط من عرضه عليكم. كنت أتساءل إذا ما كان سيقدّر البعض أن جماليات الفيلم كلها تكمن في ذلك العالم الجميل وليس في العالم المسلح بالرغبة في السيطرة عليه. ردّا على سؤالك، كنا نعلم أننا سنحاول رفع سقف فن الكومبيوتر غرافيكس إلى ما لم يصل إليه فيلم آخر. كان علينا أن نؤسس لمخلوقات جديدة وعالم جديد من دون أن نغترب بعيدا. كان علينا أن نبقى قريبين من العاطفة في الوقت ذاته. هذا فيلم عاطفي ليس فقط بسبب قصته، بل بسبب ما يقترحه من علاقة منشودة بين المشاهد وبين شخصياته الإيجابية. علينا أن نصدق ما نراه لكي نتعاطف مع ما نراه. لذلك كان علينا أن نبلور تكنولوجيا جديدة تستطيع إنجاز ذلك وتأكيد أنه ممكن. وكان علينا أن نبرهن لأنفسنا أولا أن إنجاز هذه التقنية لتؤدي هذا الغرض هو أمر ممكن وإلا لما كان هناك فيلم أساسا. كنا نريد أن تشعر شركة «فوكس» بأن ما نقدّمه أمر يستطيعون تبنيه أيضا قبل أن يضعوا التمويل المطلوب لهذا الفيلم.

·     الممثلون الآدميون صوروا أدوارهم ثم تم تلبيس الشخصيات الملامح المستحدثة على الكومبيوتر وهذا تم سابقا وإن لم يكن بنفس الطريقة؟

ـ بيتر جاكسون («سيد الخواتم») وروبرت زميكيس («كريسماس كارول») فعلا ذلك، لكن الوسيلة التي اتبعناها على الكومبيوتر، واسمها «أنيماشن غرافيكس» اختلفت. في الأساس استخدمنا ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المضمار ثم أضفنا الكثير مما لم يتم توفيره من قبل ضمن هذه التكنولوجيا. أعتقد أن النتائج أكثر وضوحا ودقة والحركة أكثر تلقائية كذلك لا تنسى وجود الأذن التي تتحرك تلقائيا والأذناب أيضا. هذا شعب جديد وكان بحاجة إلى معالجة جديدة من كل النواحي. تلاحظ أيضا أن إمارات أهل الكوكب تختلف فيما بينها كما تختلف إماراتنا. لكل ملامحه وهذا بدوره كان يتطلب شغلا خاصا على الوجه وبأدق التفاصيل.

·     فوق كل حسناته هو أيضا فيلم بالأبعاد الثلاثة. هل ترى أن السينما ستنتقل من اليوم وإلى الأبد إلى هذا النوع من العرض، ولماذا تعتقد أنه مهم لنا؟

ـ هذا ما أراه في هذا الشأن: أنت ترى العالم في حياتك الخاصّة بالأبعاد الثلاثة. لكنك تعوّدت على البعدين وعلى محدودية الشاشة المسطّحة. قبلت بها. تماما كما قبلنا سابقا بأن الأفلام أبيض وأسود إلى أن تم صنع الأفلام الملونة وفي البداية بدا ذلك غريبا، لكنه بات اليوم ضرورة. لا تستطيع أن تشاهد فيلما جديدا غير ملون من دون أن تشعر بقدر من الغرابة. هذا ما سيقع بالنسبة لسينما الأبعاد الثلاثة. ربما هناك من لا يزال يفضل عليها الأفلام ذات البعدين وأنا لا أقول إن هذا الإعجاب بها سينزوي قريبا. لا أعتقد أن سينما الأبعاد الثلاثة ستهيمن على السينما في القريب العاجل لكنها بكل تأكيد هي المستقبل.

·         كم من الوقت سيمضي قبل أن تعود في فيلم جديد؟

ـ (ضاحكا) لا لن يكون الفاصل اثنتي عشرة سنة أخرى. أنا في المكان الذي أود أن أكون فيه الآن. أستطيع أن أنجز ما أريد.

·         إذن تعتقد أن هناك متسعا من التطور فوق ما أنجزته إلى الآن؟

ـ صحيح. أعتقد ذلك بالفعل، وسأعود قبل مضي خمس سنوات على هذا الفيلم. لقد أنشأنا عالما كما أنشأ «ستار وورز» عالمه. لكنه عالم مختلف بالطبع وإذا ما نجح هذا الفيلم سيكون هناك المزيد منه.

الشرق الأوسط في

18/12/2009

 
 

جيمس كاميرون قد يغير بفيلمه الجديد السينما كما نعرفها

مخرج التايتانيك ومسلسل أفلام «المدمر» يقدم عينة من فيلم «افاتار» ثلاثي الأبعاد

لندن: «الشرق الأوسط»

يجمع النقاد على أن آخر أفلام جيمس كاميرون، المخرج الأميركي الشهير بأفلام مثل «التايتانيك» ومسلسل أفلام «المدمر»، الذي عرض 15 دقيقة فقط منه لمعرفة ردة الفعل عليه وما قد يحمله من أفكار جديدة، سيغير مفهومنا عن السينما ويفرض علينا لونا وذوقا جديدا في مشاهدة الأفلام التي ستتحول إلى الأبعاد الثلاثة بمجملها.

المخرج الحائز على عدة جوائز أوسكار أطلق مؤخرا عينة قصيرة من فيلم «افاتار»، الذي قيل إنه «قد يغير صناعة الأفلام إلى الأبد، وله من قوة تأثير خارقة على عقل الشخص، وأن مشاهدته تشبه الحلم، لكن هذا الحلم يحدث وعيونك مفتوحة». بهذه الكلمات عبر عنه أحد النقاد البريطانيين، والذي جاءت كلماته لتعكس إجماعا من قبل النقاد بعد مشاهدتهم 15 دقيقة فقط من فيلم الخيال العلمي، أخرجها كاميرون للتذوق فقط.

الشهر الماضي عرض الفيلم، الذي سيطلق رسميا في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في صالات «ايماكس للأبعاد الثلاثة» في عدد من المدن العالمية، مثل لندن وسان دييغو بكاليفورنيا.

وبعد العرض وصف العاملون في صناعة السينما الفيلم بأنه يمثل «المستقبل»، وبعضهم قال إن مشاهدة هذا الشريط القصير وضعهم في حالة من الحلم المستمر، وكأنهم تناولوا جرعة من مخدر والآن ينتظرون الحصول على جرعة كاملة بعد أن أصبحوا مدمنين.

وراح بعض المشاهدين إلى أبعد من ذلك. وقال بعض المختصين في جراحة الدماغ إن الفيلم نشط أجزاء من المخ لم تتمكن الأفلام التقليدية من الوصول إليها.

واعتبر البعض فيلم «افاتار» بأنه يمثل بنقلته الجديدة ما قامت به الأفلام عندما أضافت الصوت للأفلام الصامتة وكذلك اللون لأفلام الأبيض والأسود. «هذه التجربة الجديد هي الأولى لجيمس كاميرون منذ التايتانيك، الفيلم الذي أدخل بدوره أيضا تحسينات على صناعة الفيلم»، قال جاك ورنر من مجلة «سكرين إنترناشونال»، المتخصصة بصناعة السينما، مضيفا «وهذا ما قام به أيضا في أفلام مثل سلسلة المدمر. هذا ما يعمله، يقضي السنين الطويلة في تطوير التكنولوجيا لتطبيقها في رؤيته الخاصة».

إلا أن بعض النقاد يرون أن أهمية «افاتار» تكمن ليس في الإبداع فقط، وإنما في وجود صعوبة في نسخ أفلام الأبعاد الثلاثة، وبهذا يمكنها التغلب على القرصنة، الأمر الذي يجذب إليها استوديوهات هوليوود. «ولهذا يأمل العاملون في صناعة السينما في أن يقوم افاتار ليس فقط في تغييرها وإنما في الحفاظ عليها من القرصنة».

التوقعات بالنسبة للمشاهدين والعاملين في مجال هذا الفن الإبداعي كانت عالية جدا، لمعرفتهم بأن كاميرون قضى أكثر من 14 عاما يطبخ بهذه الفكرة، قبل أن يقدم فيلم التايتانيك، الذي حقق نجاحا خارقا من الناحية التجارية.

وبالرغم من هذه القراءة للفيلم من الناحية التقنية ومن التوقعات العالية لما قد يحققه، إلا أن كاميرون صرح قائلا «لا أعتقد أن الفيلم سيكون مطابقا للتوقعات».

الفيلم يتتبع جاك، الجندي، الذي يعاني من إعاقة جسدية بسبب انخراطه في معركة على الأرض. ولهذا فإنه ينضم إلى «برنامج افاتار» الذي يمنحه جسما يسكنه خاليا من العيوب. ويسافر هذا الجندي إلى كوكب باندورا البعيد، عالم مليء بالغابات الاستوائية ويحتوي على مخلوقات من العالم الخارجي الغريبة.

تمكن كاميرون من تطوير نظام تصويري (فيوجن) متداخل من كاميرات تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد. النظام يستخدم كاميرات عالية الوضوح مع تكنولوجيا تصويرية متحركة قادرة على التقاط تفاصيل دقيقة خصوصا تعابير الوجه للممثلين.

وفي بريطانيا تقوم السينمات بالتحضيرات المطلوبة بتطوير أجهزة العرض إلى تكنولوجيا رقمية من أجل عرض الفيلم عند إطلاقه في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ويحتاج المشاهد إلى نظارات خاصة بأفلام الأبعاد الثلاثة لمشاهدة «افاتار»، إلا أن هذه هي من نوعية تختلف عن سابقتها وتشبه هذه النظارات الشمسية.

وقال أحد المعجبين بعد مشاهدة المقطع القصير من الفيلم، إن جميع ما كان يدور حول مشاهدة أفلام الأبعاد الثلاثة يعتبر، مقارنة بما قد يقدم لاحقا من خلال افاتار، «لعبة غير جدية». «في افاتار تشعر أنك لا تشاهد فقط الغابات والمخلوقات الغريبة وإنما أنت جزء منها، وأن كل هذه الأشياء تحيطك من كل جانب»، قال دانيال بيتريدج لصحيفة «التايمز» البريطانية اليومية، بعد مشاهدته هذا الجزء من الفيلم في «كوميك ـ كون إنترناشونال» في سان دييغو بكاليفورنيا.

وحذر بعض المعلقين من أن الفيلم يشكل تحديا كبيرا لاستوديوهات «تونتيث سينتشري فوكس»، التي تمتلك جزءا منها «نيوز كوربوريشن».

تواجدت أفلام الأبعاد الثلاثة في السوق السينمائي منذ الخمسينات من القرن الماضي. لكن المشاهدين ما زالوا يجلسون أمام شاشات تستخدم لعرض الأفلام العادية ذات البعدين.

وشهد هذا العام طفرة نوعية في عالم أفلام الأبعاد الثلاثة لاستوديوهات هوليوود مثل كارولاين و«بلاداي فلانتاين» و«مومسترز مقابل ايليانز» و«بيكسار» الذي عرض في مهرجان كان السينمائي. وكلها حققت أرباحا لا بأس بها، لدرجة أن فيلم «مومسترز مقابل ايليانز» حقق أرباحا أعلى من النسخة العادية للفيلم.

لقد استثمرت الاستوديوهات أكثر من 200 مليون دولار في هذا المشروع، ولهذا تشعر أن هناك حاجة ماسة للنجاح من الناحية التجارية. وحسب الأرقام المتوفرة، فإن هذا الرقم هو ما استثمر من أجل إنتاج فيلم تايتانيك. لكن مداخيل هذا الأخير كانت الأعلى في تاريخ السينما، وحصل على 1.8 مليار دولار حول العالم.

* تاريخ أفلام الأبعاد الثلاثة

* 1894 ـ وليام فريز يتقدم للحصول على تسجيل ملكية طريقة المشاهدة للأبعاد الثلاثة، مستخدما شاشتين متقابلتين.

* 1915 ـ سرقة القطار الكبرى

* المخرج إدوين بورتر يقدم وصلات قصيرة من اللونين الأحمر والأخضر لاختبارها، إلا أن تجربته لم تتكرر.

* 1920 ـ «قوة الحب»

* فيلم (فقد) استخدم التقنية التي طورها روبرت الدار، وكان أول فيلم يعرض تجاريا في لوس أنجليس.

* 1922 ـ لورنس هاموند وووليام كاسيد يستخدمان آلتي عرض وسمع في نفس الوقت، ومن خلال ذلك تمكنا من إنتاج أفلام قصيرة وواحد طويل، «رجل من المريخ»، وعرض في سينما واحدة فقط مجهزة بأجهزة خاصة.

* 1936 ـ ام.جي.ام تحصل على جائزة الأكاديمية الأميركية للأفلام كأفضل موضوع قصير تم تطويره من قبل جون نورلينغز.

* 1952 ـ 1955

* شهدت الفترة طفرة في إنتاج هذا النوع من الأفلام تجاريا، كان أولها «بوانا ديفيل».

* 1973 ـ اندي وورهول وبول موريسي يقومان بتطوير «فليش فور فرانكينستاين».

* 1979 ـ 1985

* شهد إعادة إنتاج العديد من الأفلام الشهيرة باستخدام تكنولوجيا الأبعاد الثلاثة مثل «فرايدي ذي 13» و«جوز».

* 2003 ـ جيمس كاميرون ينتج فيلما مستخدما هذه التكنولوجيا، ويقوم المشاهدون بزيارة ركام سفينة التايتانيك التي تقبع في قاع المحيط.

الشرق الأوسط في

18/09/2009

 

AVATAR  ****

محمد رضا*

إخراج: جيمس كاميرون

تمثيل: سام وورثنغتون، زاو سالدانا، سيغورني ويڤر، ستيفن لانغ، ميشيل رودريغيز، جيوفاني ريبيسي، وز ستودي

سيناريو: كاميرون (مكتوب خصيصاً للسينما)

3 D تصوير: مورو فيوري

ألوان- دجيتال

توليف: كاميرون، جون ريفووا، ستيفن ريڤكيِن (162 د)

موسيقا: جيمس هورنر

منتجون: جيمس كاميرون، جون لانداو، كولين ولسون

شركات الإنتاج: 20th Century Fox/ Dune Entertainment/ Ingenious Film Partners

الولايات المتحدة  2009

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النوع: خيال- علمي/ فانتازيا |مفاتيح: حياة على كوكب آخر

شوهد في: لوس أنجيليس (عرض خاص)٠

الفيلم رقم: 228 من مطلع السنة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

أفلام جيمس كاميرون تتميّز بسيناريو قوي المضمون تزيّنه شخصيات نسائية قويّة القدرات: سيغورني ويڤر في »أليانز« ومن قبلها ليندا هاملتون في »ترميناتور« وماري اليزابث ماسترانتونيو في »القعر« يلتقين مع زاو سالدانا بأنهن نساء مقاتلات عنيدات وبل شرسات في سبيل ما تراه كل منهن صواباً٠

سيناريوهاته أيضاً  ليست جوفاء. دائماً هناك قصّة مهمّة تقع ضمن طيّات أحدث التقنيات والمؤثرات البصرية المستخدمة. إنه يكتب للكاميرا، لكنه يكتب للمضمون أيضاً وفي "أڤاتار" يفعل ذلك على نحو أفضل مما فعله من قبل. يدمج الإنساني بالثراء التكنولوجي ليخلق حالة متجانسة (ولو غريبة في تجانسها): طرح ذهني في مقابل ثرى بصري. هكذا وطول الوقت٠

تقع الأحداث في العام 2145 على سطح كوكب أسمه باندورا وفي مطلعها نتعرّف على قاعدة عسكرية- علمية مشتركة وتستطيع أن تقرأ في ذلك إنها رأس حربة لرجال المال أيضاً فالمارينز جايك (سام وورثنغتون) جيء به ليخلف شقيقه الذي كان يخدم القاعدة في مهامها ثم مات٠جايك مشلول لا يمشي، لكن ذلك لا يعيق عملية نقله من الشكل الآدمي الى الشكل الخاص بالمواطنين الأصليين للكوكب. الهدف من تجنيده هو التجسس على هؤلاء لتوسل الطريقة الأمثل لإقناعهم بالنزوح عن أراضيهم والسبب هو رغبة هذه القاعدة والبشر الواقفين ورائها (يمثّلهم جيوفاني ريبيسي) في استخراج ثروات من تحت الأرض يفوق ثمنها الذهب على الأرض. الكيلو الواحد يساوي عشرين مليون دولار. لك أن تتصوّر لو أن الإنسان استولى على تلك المساحة الشاسعة التي تعيش عليها قبيلة ناڤي جنباً الى جنب وحوشها وأشجارها وأنهارها لأهدر الثروة في منافعه الشخصية وأطماعه التي تتمدّد في أرجاء الكون  ينهب ما يريد بإسم الحضارة والمصلحة العامّة٠

لكن المرء، والفيلم يقصد ذلك أساساً، ليس عليه الإنتقال الى مستقبل الفيلم ليتخيل ذلك. في شفافية واضحة تستطيع أن تعتبر شعب النافي هو أي شعب تعرّض للتهجير (والقتل إذا مانع) في سبيل ثروة: الأرض، الماء، ثروات ما تحت الأرض الخ...). تستطيع أن تستبدل الناڤي بالسيوكس او بالأباتشي او بكل القبائل الهندية التي سكنت القارة الأميركية الى أن حل ذات يوم ضيف أبيض ثقيل الظل وأجاز لنفسه ذات أفعال المؤسسة الفضائية في هذا الفيلم. إنها، بالنسبة إليه، مسألة اقتصادية وليست اخلاقية وفي سبيل المصلحة ليس من الضروري أن يرى شيئاً آخر. "أڤاتار"  يمعن في قراءة الحاضر والماضي بينما يوالي كتابة حكايته المصوّرة٠

حين يطأ جايك أرض الكوكب يتعرّف على نايتيري (زاو سالدانا) التي  تنقذ حياته من تلك الوحوش الضخمة او الشرسة وتعارض رغبة أهلها في الثقة به ومنحه حق البقاء. لكنه جاسوس على أهلها وهي لا تعلم، وحين لا تعلم يكون قد مر بتجربة تتركه غير قادر على مزاولة عمله بعدما أدرك أن عليه مساعدة تلك القبيلة المسلّحة بالروحانيات وبالقوس والنشّاب أساساً مواجهة القوّة الأميركية العاتية. هذا يعيدنا مرّة أخرى الى كل المواجهات الأميركية (والغربية عموماً) التي وقعت في كل تلك العصور الغابرة: ألم يتألّف التاريخ من حكم القوي في فلسطين وفييتنام وعموم القارّة الأفريقية ونصف آسيا وكل القارّة الأميركية؟ يحدث هنا المتوقّع حين تدرك نايتيري أنها خُدعت ووثقت بمن لا تراه أهلاً للثقة. أما هو فهو صادق النيّة في التكفير عن منطلقاته السابقة. يواجه الأعداء معها ويتسبب -بعد معارك طاحنة- بانسحاب المعتدين (او مقتلهم) من دون تحقيق غاياتهم٠

قلت أن جايك كسيح. لكنه كسيح في حياته البشرية. حين يصل الى القاعدة لاحظ كيف يبدو مثل معتوه. شاة لا قول لها في كيف سيتم التعامل معها في المسلخ. المسؤولة عنه هي العالمة غرايس (سيغورني ويڤر) وهي تعامله بجفاء برمجته أيامها وقناعاتها. الفيلم في هذا التمهيد لا تبدو عليه بعد "آثار" الرسالة اليسارية التي سيحملها بعد قليل. بل هو، حتى ذلك الحين وما بعد بقليل، هو من ذات المنظور الذي تميّز به فيلم كاميرون الأسبق "أليانز" الذي آثر البقاء في ذلك التغليف معظم الوقت. هنا تتفتّح الحقيقة بعد قليل حين يبدأ جايك بالدخول والخروج من شخصيته الحقيقية الى شخصية المخلوق الشبيه بشعب النافي  مع ملاحظة أنه حين يفعل ذلك، لا يكتشف حقيقته فقط، بل يحقق ما يتمنّاه كل من لا يستطيع الحركة الا وهو: الحركة. الحياة الجديدة تمكّنه من المشي وهو الكسيح خارجها٠

تغيّره الداخلي ناتج عن إدراكه لكنه ناتج أيضاً عن حبّه لنايتيري وحبّها له. في هذا النطاق، تستطيع أن تقارنه بالكابتن سميث (كولن فارل) في فيلم ترنس مالك "عالم جديد" (2002)  و(على الأخص) مقارنة نايتيري ببوكاهونتاس (وكما لعبتها الهندية الأصل كوريانكا كيلشر) في ذات الفيلم. بعد قليل، حينما يتقبّل جايك هذا التغيير تستطيع مقارنته بلوتاننت دنبار في "يرقص مع الذئاب« (1990). ثم لاحقاً ، وفى حمى المعركة الكبيرة قبيل نهاية الفيلم، من الممكن جدّاً رسم خط بين رئيس القوّة العسكرية الأميركية (ستيفن لانغ) الذي يواجه القبيلة المحاربة بقوّاته المحصّنة بدبّباتها وطائراتها  وبين دور جورج أرمسترونغ كاستر، كما أدّاه روبرت شو في فيلم روبرت سيودماك "كستر الغرب" ( 1967)٠

المشترك بين هذه الأفلام الثلاثة السابقة هي أنها جميعاً من "الوسترن" وهذا طبيعي طالما أن النيّة ليست طرح مستقبل الإنسان بمعزل عن ماضيه. لكن إذ ينطلق كاميرون في استلهام هذا الماضي، فإن قوّة فيلمه متمثّلة في تكنولوجيا مؤلّفة من إنجازات مبدعة في مختلف الميادين: من التصوير بالأبعاد الثلاث الى الأنيماشن غرافيكس، الى تصاميم المخلوقات نصف الآدمية والوحوش ودقة حركاتها التفصيلية كما العامّة، ومن تصاميم ورسم عالم جديد كليّاً تختلف مياهه وأشجاره وصخوره عن توقّعاتنا، الى كل ما يدخل ضمن تركيبة الكومبيوتر غرافيكس وصولاً الى عدم تناسي تفاصيل من نوع حمل اسطوانة باليد بينما هناك حركة لبشر مطبوعة فيها، مثلاً٠

الفيلم بالأبعاد الثلاثة كما يدرك الجميع، لكن جديده هو أن التصوير تم بكاميرا متخصصة للغاية أسمها Fusion هذه الكاميرا الدجيتال تستطيع التصوير مباشرة بالأبعاد الثلاثة بنظام أسمه Stereoscopic 3-D وكان كاميرون استخدمها في فيلميه التسجيليين Aliens of the Deep و Ghosts of the Abyss والنتيجة مبهرة ولو أنها ليست مبهرة لحد تشكيلها العنصر الأفضل تقنياً. أخلع النظّارة وحاول مشاهدة الفيلم (او بعضه) بالبعدين التقليديين وستجد أن لو قام كاميرون بتحقيق الفيلم بالبعدين التقليديين لأنجز فيلماً رائعاً على أي حال بسبب قوّة موضوع وقوّة المؤثرات المستخدمة وحسن التحامهما من دون تفرقة تذكر٠

بعض المسارات القصصية في الفيلم تضعنا أمام المتوقّع مثل قصّة الحب والجفاء ثم إدراك الحقيقة والوقوع في الحب مرّة أخرى، ومثل رحلة الكشف عن مدارك جديدة لجايك تجعله يتعرّف الى الحقيقة. لكن هذه ليست  محطّات مهمّة او خاصّة يمكن التوقّف عندها للنيل من الفيلم. إذا ما كان هناك أمر واحد عملياً رديء او ضعيف في هذا الفيلم فأنا لا أعرفه. كل شيء يبدو ناجحاً في عالم الفيلم الذي يشيده  وما يشيده محسوب بالثانية والكادر لإنجاز العمل على نحو مثير ومشوّق. المهم إنه ليس فيلماً خالي الوفاض من المضمون ذي الرسالة والى جانب ما سبق وروده هنا، هناك ذلك الرصد لعملية ارتباط الشعوب ذات الحضارات غير المادية او الصناعية بالروحانيات على نحو شديد. كاميرون يقول إنه لا يكترث أي دين يعتنقه البشر طالما أنه ليس دين عداء وسفك دماء وقهر. ويقدّم مشاهد من تآلف شعوب الناڤي مع الطبيعة التي تدفع، في مشاهد لاحقة، ثمناً باهظاً حين تهاجم القوّة العسكرية ذلك الشعب وتدمّر، خلال ذلك، طبيعته (مشهد آسر وحزين لتدمير شجرة عملاقة يبلغ طولها طول ناطحة سحاب في دبي او نيويورك) وتراثه٠

في كل ذلك، »أڤاتار« فيلم فاتح للبصر وللمدارك ويستخدم السرد غير العاكس للذات لكي يعكس الذات في ذلك الوقت بمعنى أنه ليس فيلم تأمّلات، لكنه ينجح في إثارتها على كل حال. تجلس لترى الفيلم فتفاجأ بأنه سحبك معه في رحلة من التشويق الفاعل من دون أن تضطر لترك دماغك على الأرض٠

 

James Cameron

مواليد:  16 آب/ أغسطس سنة 1954

مكان الولادة: كابوسكاسينغ، مقاطعة أونتاريو، كندا٠

مهن: مخرج، كاتب سيناريو، منتج، منتج منفّذ وممثل سابقاً٠

الأنواع: خيال/ علمي، أكشن٠

سنوات المهنة: الثمانينات الى اليوم

الأفلام

إخراج (الطويلة فقط)٠

  Piranha Part Two: The Spawning (1981)  **1/2

1984:  The Terminator (1984)  ***

 Aliens (1986) ***1/2

 Terminator 2: Judgment  Day (1991) ***

 True Lies (1994)  **1/2

  Titanic (1997)   ***

2005: Aliens of the Deep (Documentary- 2005) ***

كتابة (الطويلة فقط، غير المذكورة أعلاه)٠

Rambo: First Blood Part II | George P. Cosmatos (1985) ***

Strange Days | Kathyn Biglow (1995) ****

إنتاج (السينمائية فقط)٠

Terminator 2: Judgment Day | J. Cameron  (1991) ***

Point Break | Kathlyn Biglow (1991) ***

Strange Days  | Kathlyn Biglow (1994) ****

Titanic | J. Cameron (1997) ***

Solaris | Steven Soderbergh (2005) ***

Expedition: Bismarck | James Cameron (Documentary-2005) ?

Aliens of the Deep | J. Cameron (Documentary- 2005) *** 

*المقال في مدونة الناقد محمد رضا على العنوان التالي:

http://filmreader.blogspot.com/2009/12/year-1-issue-46-avatar.html

مدونة الناقد (ظلال وأشباح) في

18/12/2009

 

فيلم Avatar

الإنسان هو وحش الكون

فهد الشقيران / دبي

ذروة الشر تتمركز في الإنسان ذاته، بهذه الفكرة المبدئية ينطلق مسار فيلم Avatar من إتقان المخرج جيمس كاميرون، الذي غاب عقدًا كاملاً، ليعود  حاملاً مأساة الإنسان الوجودية، ليخلق من اللاشيء؛ من سديم الخيال صورةً عن الإنسان غابت عن الإنسان ذاته طويلاً. خلق أشرطة بصرية راجعَ من خلالها مفهوم "الإنسانية" ذاته. لطالما أراد الإنسان أنسنة معارفه، لكنه غفل عن أنسنة ذاته. بل عجز عن ترويض ذاته، وقمة العجز، أن يتحول الإنسان ذاته إلى خطر على نفسه هو.

في الفيلم يعيد المخرج في فيلمه الإنسان إلى قاعه، إلى حثالته الأصلية الرابضة في الطبقات الغامضة من عالمه، أعاده إلى وحشية مستقرة، يسترها تمثيله، واصطناعه، ويسترها بأعنف أسلحته: "اللغة". إنه وحده من أطلق على كائنات الغابة "وحوشًا" بينما هو الوحش ذاته، وهو المخيف الأول، وهو الذي بقر أمعاء كل كائنات الغابة، ليقف من أعلى الجبل خطيبًا، يضرب بكفيه على رئتيه، معلنًا نهاية عصر الغابة، ودخول عصر تسيّد الإنسان، ليذبح بآرائه وأفكاره، وآلاته، شرايين الطبيعة.

كان مارتن هيدغر، من أوائل الفلاسفة الذين أعلنوا أفول سيطرة الإنسان على التقنية، ليتحول إلى مجرد عبد في محرابها، بسبب انفلاتها من يده. تمثل الانفلات بـالقنابل الذرية-قبل النووية-، والحروب العنصرية، والألغام، والقنابل-التي أسماها الإنسان عبر لغته هو- بـ"القنابل الذكية"، كان -الإنسان- لا يحفر قبره هو فقط، بل كان يحفر قبور الأولين والآخرين.

في الفيلم: الكائنات الغريبة-التي يخطط الإنسان لقطع شجرتها المقدسة- كانت تتصل عبر "جذورها" بأجدادها، كانوا يسمعونهم. لكأن كل الطبيعة تسكن السكينة، وتطرب للتذكر، وتتمايل على استحضار ما لا يأتي؛ ليس عبر العقل وحده، وإنما بطرائق الحس، ودروب الخيال.

كان القرن العشرين-بحسب ما تنبأ مارتن هيدغر- المسرح الأخطر لتجسيد مبادئ التوحش. وإذا كانت النازية والفاشية تمثلان أبشع تشكيلات الحدية الوحشية، بسبب بناء التمييز على الفروقات العرقية، بتخصيص الأبيض، وعلى رأسه نوع الرومان، والجرمن، فإن كل إنسان يمكن أن تدجّن جذور وحشيته، بأصالة الشر المحفورة في عمقه، والتي وضع لأجل كبحها القانون. إذ البراءة الأصلية توجد في الأذهان فقط، وإلا فإن الشر صديق الكتل البشرية. يقول الباحث في الفلسفة "جون ميشال بيسنييه": (كان هيغل يشكك في إنسانية الأفارقة). والكراهية لعنته، كتب بليز باسكال في خواطره-وكم كان حزيناً حينها-:(لو عرف جميع الناس ما يقوله بعضهم في بعضهم الآخر لما وقعت على أربعة أصدقاء في العالم). إنها شجرة الكراهية.

لم يكن الفيلسوف الألماني هيدغر، يوزّع الإجابات -على طريقة السلاحف الأكاديمية المتكاثرة التي تطرح الأجوبة الكبيرة، الميّالة إلى الثرثرة- بل كان يطرح أسئلة كالجمر ملتهبة، تتدحرج بنارها من قرن إلى قرن، تغدو كل محاولة للإجابة على سؤال من الأسئلة يزيد من اشتعال تلك الكرة النارية، تحولها –محاولات الأجوبة- إلى كارثة الكوارث، لهذا كان دور من بعد هيدغر أن يروضوا أسئلته بتوزيع الطرق، فنشطت "الهرمونطيقيا" بعصا هانز جورج غادامير، نبتت من بذور هيدغر فلسفات كبيرة، طورت الأسئلة تلو الأسئلة، لتعود السفسطة الإيجابية -بعد أن كانت مسبّة- لتكون جذرًا مهمًا من جذور الفلسفة الحديثة. كان هيدغر أول من بعث سؤال الكينونة من مرقده، لهذا كان مفصلاً في فلسفات القرن العشرين.

أطلق هيدغر سؤاله عن مآل الإنسان مع التقنية، أطلقه من كوخه الصغير في أعلى الجبل بعد أن اعتزل البشر، كان سؤاله:(هل الثقافة التقنية وتبعًا لها التقنية ذاتها تمهد بشكل عام لشي؟ وإذا كان الجواب بنعم، فبأي معنى، لثقافة إنسانية؟ أم أنها تهدد الثقافة الإنسانية بالانهيار؟).

 في الفيلم: يواجه الإنسان الوحوش لأنها كائنات بلا لغة!.

أراد عبر آلاته المتوحشة دكّ شجرتها المقدسة، لهذا لم تجد بدًا من مواجهته. الإنسان لم يفهم الطبيعة، لهذا واجهها، لأن الطبيعة بلا لغة. لا غرابة أن  يستنكف بعض الفلاسفة والعلماء من تفاهة الإنسان ذاته. كتب ديوجين قديمًا: (من الواجب علينا أن نعود لنعيش مع الحيوانات فهي جد دمثة ومطمئنة ومنطوية على نفسها). كره هيدغر اللغة المتبجحة التي ينتهجها الإنسان، بل كره لغونات الإنسان وزيفه، كره نوعه الحشري الفتاك، فكتب في نص أثير له: (أجلس مع الفلاحين على مقعد أمام المدفأة أو حول طاولة وأحيانًا نصمت وندخن الغليون، ومن حين إلى آخر نتحدث عن شح الخشب، أو عن حمل البقرة). نيتشه كان واضحًا إذ هتف: (إن الإنسان أعرق من القرود في قرديته).

إنه أكثر الكائنات تباهيًا بذاته وأبشعها غرورًا. في الفيلم؛ يبرز المخرج بعبقرية فذة، ذلك العسكري الضخم وهو يستعد بعضلاته لهزيمة "الوحوش"، إن ذلك العسكري هو النموذج الصارخ للإنسان البهيمي، المنخلع من التفكير بذاته، كان كتلة لحم، كان مجرد كيس بشري مدجج بأصناف الكراهية، رضع من ثدي اللعنة ألبان الحرب، فعشق شرب الدم، هكذا تمت نمذجة الإنسان الحديث بالذات.

كان الإنسان مثار حديث منذ القدم، منذ أن حكى هيراقليطس عن جهد الإنسان في مقاومة "الصيرورة"، إلى أزمنة الحداثة البعيدة التي رأت في الإنسان مقاومًا لجيوب فضائحه. عالجت الفلسفات البعدية فضائح الإنسان، بعد أن انشغلت الحداثة بذكر مزاياه. اكتشفت الفلسفات أن العقل المقدّس حداثيًا هو من أجهز على الحدس. لهذا كتب فوكو أنه يكتب بشكل "فني".

العقل ذاته -وفق أنظمته المتعددة- هو الذي أنتج شتى اللغونات النظرية، هو من أنتج فلسفات الخراب، التي تضخ السياسات المعاصرة. توماس هوبز من أبرز المنظّرين لما عرف لاحقًا بـ"الهوبزية". توماس هوبز له قيمته الأساسية في فلسفة انجلترا في القرن السابع عشر فهو من أوائل الماديين المحدثين. برغم دراسته المبكرة لفلسفة أرسطو والمنطق المدرسي إلا أنه ظل يكن لهما الازدراء طوال حياته، فتنتْه الهندسة، وهو صاحب الفكرة التي ترى إمكانية إعادة التنظيم الاجتماعي على أساسٍ عقلاني يماثل علم الهندسة في انتظامه، بل إنه أراد أن يطبّق قوانين الميكانيكا والحركة والمادة على السلوك الإنساني، وهو من أشد الفلاسفة إعجابًا بكوبرنيكوس وكبلر وجاليلو. أخذ عليه نظريته السياسية التي تجعل من الدولة «الحاكم المطلق» وقد أسس لذلك الرأي في كتابه (التنين) والذي نشره عام1651 وأدرجها في ضمن كتابه الآخر (مبادئ القانون الطبيعي والسياسي).

كان تنظير هوبز السياسي هو الجانب الأشهر في فلسفته، أخذت فلسفته ... تم تكريرها بتأويلات متناسلة، لم تقف حتى اليوم. اعتبر هوبز تاريخيًا بأنه الأب الروحي للفكر الأنغلوأمريكي والمرجع التسويغي للامبراطوريتين البريطانية ثم الأميركية وذلك وفق التبريرات التي نسجها هوبز واستوت على سوقها على يد «ستراوس» لدى شرحه لهوبز. تمركزت أطروحة هوبز على طرح ينطلق من: (طبيعة الإنسان من حيث هو كائن حيواني مدفوع بالخوف من الموت وخاصة الموت العنيف الذي يسببه له الآخر كعدو بالقتل تعتبر تلك الأطروحة هي الأصل الانتربولوجي الذي يعارض الأطروحة الأفلاطونية).

لم يتطوّر هوبز إلا عبر تأويلات جديدة اعتبر المنظّر الأبرز وبرأي مطاع صفدي في كتابه  الثري: (نظرية القطيعة الكارثية) فإن هايك - أبرز شراح فلسفة هوبز وأفلاطون السياسية- قد خصّ توماس هوبز بدور المرجع الأول لليبرالية الأنجلو أمريكية تحديداً –ووفق صفدي أيضاً- فإن هايك: (قد درّس هايك أجيالاً من الشباب الأمريكي طيلة ثلاثة أرباع القرن العشرين، وكان له التأثير الحاسم في نمو اليمين المتطرف المسيطر على رسم الاستراتيجيات في البيت الأبيض خلال عهد بوش الأخير ومساعد رامسفليد أحد تلامذة هذا المفكر هايك ولفوفيتز يعتبر أحد المهندسين الأساسيين للحرب على العراق).

من هناك؛ من ذلك الانبعاث التاريخي لثقافة «الخراب» تمت عقلنة أشكال الخراب، يتوغّل الخراب داخل بقايا المدنية والتي ابتدأت فعلياً في أوروبا القارة التي حافظت طويلاً على الحس المدني عبر اجتباء أعمق النظريات تأثيرًا على الحياة وعبر إيقاف صهيل ثقافة التخريب والردم، هل تنوي أوروبا وأغلبها يسير اليوم مغمض العينين خلف إرادات الخراب التي تحاول هندستها استراتيجيات هدمية تحاول اجتثاث الإنسان من أصله وتسويق بقاياه، أم أن غضبة على وزن ثورة جديدة أوروبية ستوقف ذلك المد المخيف؟

 يأتي الفيلم التحفة Avatar في عصر تهدد فيه الحرارة سلامة الكوكب، في زمن قمة "كوبنهاجن"، في زمن تربص الامبراطوريات وتعنت الإنسان. يأتي ليضع الإنسان على حافة السؤال، كيف يمكنه أن يواجه ما كسبت يداه. كيف يمكنه أن يخرج من مأساته التي صنعها هو. كان الفيلم نعيًا لكل المرارات التي جذرها الإنسان ورماها على الأرض، كان تعبيرا-بالنيابة عن كل سكان الطبيعة-عن رفض ما فعله الإنسان منذ قرون. كان مشهد الشجرة وهي تسقط على قطيع سكان تلك الغابة مؤلمًا، لم يكن لذلك المشهد أن يؤلم لولا أن الإنسان ذاته بات مشكلة نفسه. كيف يمكن للامبراطوريات أن تتحفظ على خطط أممية لإنقاذ الكوكب، وإغاثة الطبيعة؟

في الفيلم: يأتي العسكري، تلك الحمولة البشرية الخالية من كل معنى كوني، يأتي إلى الغابة باطشًا، موقف العسكري في تلك اللحظة، هو موقف الكثير من البشر، الذين تتوقف مصالحهم ونزواتهم على إهلاك الآخرين. يا لها من مشاهد كارثية، حملها فيلم المخرج الذي صمت دهرًا ونطق برضة عنيفة. كتب نيتشه على لسان زرادشت: (إن اكتشاف خفايا الإنسان لمن صعاب الأمور، وأصعب الأمور أن يكتشف الإنسان نفسه).

يحاول الإنسان اكتشاف معايب غيره، والتشنيع على سواه، ليطمئن إلى حثالات عيوبه، تلك هي طينة الخراب التي لا مفر منها. لكأن النشيد القديم السائل عن موعد شفاء الإنسان من مرضه المستديم لم يكن سوى صرخة في فلاة، لن تسمع. وما الإنسان-لدى نيتشه- سوى (مجموعة من العلل، تتطلع بالعقل إلى العالم الخارجي مفتشة عن غنيمة، ليس هذا الإنسا إلا كتلة أفاع اشتبكت). في نهاية الفيلم خرج العشرات يحكون مؤخراتهم، يبحثون عن باعة الفطائر والكابيتشينو، كأن الإنسان  ليس من بني جنسهم، كأنهم ليسوا نسخًا مكررة منه، كانت تلك هي الكارثة! هل البشر مجرد دمامل تمشي على الأرض، ترهق الأرض بقاذوراتها اللعينة، وتمضي-هكذا تساءل يوماً نيتشه-.

موقع "إيلاف" في

20/12/2009

 

جيمس كاميرون ثلاثي الأبعاد  

«أفاتار».. اقتراح سينمائي لكون آخر 

زياد عبدالله – دبي

 

«أنا ملك العالم» يقول جاك في «تيتانك»، ولعل قوله ذلك يمسي عبارة تصف حال المخرج الكندي جيمس كاميرون هذه الأيام التي بدأ فيها عرض فيلمه المرتقب Avatar «أفاتار» وكل العيون شاخصة نحوه، بعد أن كان فيلم اختتام الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي، وها هو الآن معروض في جميع دور العرض المحلية.

الاستعداد لاستقبال الفيلم معد سلفاً ومسبوق بالكثير، كونه يشكل عودة لكاميرون يحقق من خلالها حلماً راوده أكثر من 10 سنوات، هو المسكون في الخيال العلمي، الذي أمضى جل أوقاته في صباه غارقاً في رواياته وعوالمه، ولعل ميزانية الفيلم الضخمة كانت تقف حجر عثرة أمام إنجازه، إضافة إلى بحثه عن تقنيين يجسدون جنوح خياله هو، المهووس بعالم ثلاثي الأبعاد.

كل ذلك تم تذليله، وها هو «أفاتار» يطفو على سطح الشاشة، وقد كلّف أكثر من 300 مليون دولار، بعد أن أعلن عنه كاميرون عام 2005.

حرص كاميرون في هذا الفيلم على ألا تكون الشخصيات وليدة الكمبيوتر فقط، وأن يجري شيء من المزج بين أداء الممثل وأشكالها المبتكرة، وبناء شكل من التعاطف بين الشخصيات والمشاهدين، وسرد قصة تحتمل الكثير.

أحداث الفيلم تجري عام ،2154 والآية معكوسة هنا، إنهم البشر من يغزون عالماً فضائياً جديداً يطلق عليه «باندورا»، حيث يكون هذا الكوكب أو النجم غنياً بمادة معدنية تحتاج إليها الكرة الأرضية بقوة، بينما يكون هذا النجم مسكوناً بكائنات عملاقة زرقاء، تتكلم لغة جعلها كاميرون مزيجاً بين ثلاث لغات، من بينها لغة الهنود الحمر، ولتتمتع هذه الكائنات بصفات البشر الفسيولوجية نفسها، تأكل وتشرب وتنام وتحب وتكره، وللوصول إليها يتم خلق كائنات مماثلة لتلك الكائنات الفضائية اسمها «أفاتار»، تكون جسداً فقط يسكن في داخله بشري يمضي كامل وقته في صندوق محكم لا يخرجه إلا عند نوم ذاك الكائن أي الـ«أفاتار».

هنا يحضر جاك سولي (سام وريثنغتون) الذي يحل محل أخيه المتوفى، ويمسي المسير للكائن الأزرق الذي يعيش مع شعوب ذلك النجم للتعرف إليهم عن كثب، وإقناعهم بمغادرة أراضيهم التي تكون مملوءة بالمواد المعدنية التي يبحث عنها البشر، لكنه سرعان ما يقع بحب نيتري (زو سالندانا)، وينقلب على البشر ووحشيتهم في اقتلاع تلك الكائنات من أراضيها.

المدهش في فيلم «أفاتار» سيأتي من جهة المقترح الجمالي الذي يقدمه، من العالم الكامل الذي يخلقه أمام المشاهد، وهو يتعرف إلى كون آخر، له نباتاته وحيواناته وكائناته، هنا سيكون المنجز الإبداعي الأكبر، فما أن يمضي جاك في حياته داخل أدغال الكوكب وقد صار «أفاتار»، حتى تتفتح أمامنا عوالم لا تنتهي، ومعها حياة الشعب الأصلي هناك وعلاقته بالطبيعة حوله، والتي تمشي على شيء من محاكاة كائنات أرضية لكنها حاملة لمساحات أسطورية، تجعل من طيور عملاقة طائرات يتم ترويضها، ومن الجبال كتلاً طافية في الهواء، وغير ذلك مما يأخذ بالأبصار وهي تتعقب اكتشافات لا حدود لها، يحتشد بها منتصف الفيلم الذي يمتد لأكثر من 162 دقيقة. يمكن تحميل الفيلم مقولات وإسقاطات كثيرة تطال حضارة الرجل الأبيض، الذي لم تستوقفه شعوب القارات التي اكتشفها إلا بوصفها مادة للمجازر والتصفية العرقية، ولينقل كاميرون ذلك إلى خارج الكون حيث لن يتوقف أيضاً القائمون على نهب ثروات «باندورا» عند إبادة جميع سكانه، وهذا ما سيحصل حين يتم تدمير شجرة هائلة يعيش تحتها ذلك الشعب، لا لشيء إلا للحصول على المادة المعدنية المطلوبة. هذا سيأتي بعد أن يكون المشاهد قد بنى علاقة سحرية مع ذلك الشعب المسالم الملتصق بالطبيعة، الذي يؤمن بالآلهة التي سرعان ما تنصره، ولتكون أيضاً على تشابه كبير مع الهنود الحمر الذين أقيمت على أجسادهم ودمائهم أميركا الحالية، أو العالم الجديد الذي لم يرحم السكان الأصليين، لا بل إن المسؤول العسكري عن العملية سيعتبر أي فعل تقدم عليه الشعوب في مواجهته «إرهاباً»، وسيقول «لا يمكن مجابهة الإرهاب إلا بالإرهاب»، وليكون الأمر بكامله مجرد حفلة إبادة لهم، وباستخدم أعتى وأعنف الأسلحة التي لا تعرف تلك الشعوب عنها شيئاً.

لكم أن تشاهدوا أو تقرأوا ذلك، وأن تستعيدوا ما تشاؤون من تاريخ الاستعمار الغربي، وفتوحاته التي كانت تحدث على إيقاع العنصرية والشعوبية، وليأتي تمكن ذلك الشعب الفضائي بمساعدة جاك على الانتصار، رسالة استثنائية يقدمها كاميرون لها أن تقول، إنها البدائية والفطرية ما عليها أن تسود مقابل الجشع والوحشية التي تحيط التحضر والحضارة بهالة لا تفارقهما، إنها الطيور الأسطورية مقابل الطائرات الهائلة المتوحشة، إن الأسهم مقابل البنادق والرجال الآليين وما إلى هنالك، وصولاً إلى إجبار البشر على الانسحاب من النجم والعودة إلى أرضهم.

سيكون لافتا كثيرا ما تقدم، وله أن يأتي مع الجماليات البصرية السحرية على تناغم يمارس ضبطاً لما له أن يفهم بوصفه ترفيهاً بصرياً لا أكثر ولا أقل، لكن كل ما في الفيلم يقول لنا عكس ذلك، إنه فتح بصري وسينمائي متسلح بمقولات تعزز من لذة أن يقترح فيلم سينمائي كون آخر له كائناته التي سرعان ما نقع في حبها والتعاطف معها.

الإمارات اليوم في

20/12/2009

 

في فيلمه الجديد «أفاتار»

جيمس كاميرون.. ينقل السينما إلى عصر جديد

عبد الستار ناجي

الذهاب الى عالم المخرج الكندي جيمس كاميرون يعني الذهاب الى حالة من الابداع والبصمة المتجددة في تاريخ السينما العالمية، فاذا كان الاخوان لوميير قد اكتشفا السينما ولوي لوبرينس انجز اول عمل سينمائي عام 1888، وابدع شابلن الكوميديا الجديدة وطور ايزنشتاين نظريات المونتاج السينمائي ومنح الفريد هيتشكوك السينما متعة التشويق وساهم الثنائي جورج لوكاس وستيفن سبيلبرغ في تغيير فصول السينما، فان جيمس كاميرون استطاع ان ينقل السينما الى عصر جديد من تاريخ ومسيرة السينما العالمية، من خلال فيلمه الجديد «آفاتار» الذي يعتبر اغلى انتاج سينمائي، امتزجت فيه الحرفيات السينمائية، لتتجاوز لغة الصورة والمؤثرات والكمبيوتر والمؤثرات، الى عالم جديد يحمل المتعة السينمائية هو عالم جيمس كاميرون.

ونذهب الى الفيلم في لمحة سريعة، لنتوقف عنده لاحقاً بمزيد من العرض والتحليل والدراسة.

فيلم يختصر كل الاشياء، حيث كم من الوجوه والملامح والمعطيات فهو فيلم عن عصر المستقبل، وهو مغامرات علمية خيالية، وهو السياسة الصريحة والواضحة الدلالات وهو قبل كل هذا وذاك «قصة حب» في عوالم مستقبلية.

كيف لا، وقد ابتكر كاميرون اجمل قصة حب في زمن الكارثة، حينما قدم فيلمه الخالد «تايتانيك» واليوم حينما يذهب بنا الى الفضاء - الى المستقبل - يكون الحب هو جوهر التجربة.

وكما اسلفنا، وباختصار.. واقتضاب...

تجري الاحداث عام 2154 في كوكب بعيد يطلق عليه «باندورا» ومنذ اللحظة الاولى، نحن مع حكاية المارينز الاميركي جاك سولي، يجسد الدور الممثل سام ورثنغتون، يقوم بالتطوع من اجل التحول الى «آفاتار» فمن هو «الآفاتار» هذا انه مخلوق نصف ادمي ونصفه من شعب يسكن ذلك الكوكب النائي البعيد، ويطلق عليه شعب «نافى» وتكون مهمته التعود على عادات وتقاليد ذلك الشعب «نافى» القوي والمتماسك والعنيد والمحافظ على ارضه امام الهيمنة الرسمية للمؤسسة العلمية والسياسية التي تسعى الى تهجير ذلك الشعب من ارضه طمعاً في خيراته وثرواته المدفونة والتي لا يعرف اسرارها وثمنها الا خبراء وقيادات تلك المؤسسة «اشارة الى اميركا».

وبعكس ما هو متوقع، يقع جاك سولي، بعشق وغرام المحاربة (الناخوية) نيتري وتقدم الشخصية الممثلة الجميلة زو سالدانا التي تواجه مع افراد اسرتها (والدها وشقيقها) معركة المواجهة مع القوات الغازية، رغم ان ما تمتلكه من اسلحة لا يتجاوز السهام والقوس وايضا الارداة العالية.. فأين يكون مصير جاك، وهو يجد من يحب، ومن انقذت حياته في مواجهة الخطر المتمثل في أهله القادمين من عالم المؤسسة العلمية والعسكرية والسياسية.

وحينما تبدأ المواجهة، تبدأ الاحداث الحقيقية لهذه النقلة السينمائية العالية الجودة، حيث الابعاد الفلسفية والفكرية العميقة، وايضا التقنية، التي لا تمتلك امامها الا «الدهشة» فنحن في زمن جديد وعصر جديد وفكر سينمائي جديد، يتجاوز كل ما هو مطروح حاليا، يجعلنا امام نهج وبوابة ومسار جديد في مسيرة الفن السابع.

انه عالم جيمس كاميرون، الذي لطالما استخدم التقنيات والحرفيات، في العديد من اعماله السابقة ومنها «ترمنيتو» و«الغرباء» وحتى «تايتانيك» ولكنه في هذه المرة، ينطلق جامحا.. متجاوزا كل الحدود.. كاسحاً محلقا بعيدا، في آفاق سينمائية ستشكل نهجا تسير في نهجة الاستديوهات والحرفيين.. حيث المؤثرات الخاصة منذ اللحظة الاولى، ومنذ المشهد الاول حتى النهاية، عالم من الاحتراف المكلف.. بل والمكلف جدا.

انه عالم «افاتار».

الذي لا نستطيع امامه، الا ان نقول ان صناعة السينما بخير.. وبعافية.. حيث تتجدد.. وتنبض.. وتعيش.. وتحلق.. وتدهشنا.

ويبقى ان نقول..

الى قراءة اخرى.. عن «أفاتار» التحفة.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

24/12/2009

 
 

أفاتار.. جيمس كاميرون..

يقود السينما نحو المستقبل

أكثر من عشر سنوات انتظرها المخرج الأمريكي جيمس كاميرون ليُنجز فيلمه الجديد (أفاتار-Avatar)؛ حيث كان مقرراً له أن يكون الفيلم التالي بعد فيلمه الأسطوري (تايتانيك) الذي حطم الأرقام القياسية عام 1997، لكن المشروع تأجل إلى الوقت الذي تسمح فيه إمكانيات التكنولوجيا بتصوير العالم المتخيل الذي تجري فيه أحداث الفيلم وبالشكل الذي يريده جيمس كاميرون، وقد تحقق ذلك في منتصف العام 2006 حين أعلن صاحب المشروع عن البدء بتنفيذ فيلمه الحُلُم ليكون متاحاً للجمهور عام 2009؛ مُدشناً بذلك عصراً جديداً للسينما الرقمية.

وفي أول ثلاثة أيام له في صالات السينما، تصدر الفيلم شباك التذاكر الأمريكي لهذا الأسبوع مُحققاً أرباحاً تعادل ربع تكلفته الإجمالية البالغة 280 مليون دولار، كما حصد أربع ترشيحات للغولدن غلوب من بينها أفضل إخراج وأفضل فيلم، إضافة للثناء النقدي العالي الذي أكد على النقلة الجديدة التي يقدمها الفيلم في عالم المؤثرات البصرية.

يروي الفيلم قصة مستقبلية تجري أحداثها في العام 2154 حين خطط البشر لغزو الكواكب المحيطة بالأرض بحثاً عن مجال جديد يمارسون فيه جشعهم وهمجيتهم، وقد اكتشفوا كوكباً يدعى "بانادورا" يحتوي على مقوماتِ حياة شبيهة بتلك الموجودة على الأرض، إلا أن التنفس فيه غير ممكن، لذا يخترع البشر طريقة للعيش في الكوكب الجديد، تتمثل في خلق كائن جديد يدعى "أفاتار" هو مزيج من الإنسان ومن السكان الأصليين المدعوّين بال"نافي"، ويتم التحكم بهذا الكائن المستنسخ ذهنياً عبر أفراد فريق البعثة البشرية المتواجدة على أرض الكوكب، والتي يرأسها الجندي المشلول جاك سولي، وهو أحد الجنود المكلفين بقراءة مقومات كوكب "بانادورا" وإرسال تقارير عسكرية لقادته في الأرض، تمهيداً لاحتلال الكوكب الجديد، ولأنه عايش شعب "نافي" عن قرب، واكتشف طيبتهم وبراءتهم، وعشق أجمل فتياتهم، فسيتضامن مع هذه المخلوقات البريئة في حربها ضد أطماع الآدميين.

حكاية الفيلم بدأت مع جيمس كاميرون منذ العام 1994 حين كتب مسودة سيناريو من 114 صفحة وضع فيها تصوراً أولياً عن أحداث حقيقية تجري في كوكب بعيد، مستلهماً ذلك من القصص المصورة التي كان مفتوناً بها في طفولته، وقد قام حينها بالبحث عن إمكانية تجسيد هذا العالم سينمائياً بالصورة الواقعية التي يطمح لها، ووجد أنها ستكلف حوالي نصف مليار دولار، لذلك أجبر على تأجيل حلمه الكبير وشرع في تصوير فيلم "تايتانيك"، معلناً أن فيلمه المنتظر سيرى النور في نهاية العام 1999 إلا أنه تأجل عشر سنوات حتى توفرت التقنية التي سمحت له بتجسيد أحلامه وبكلفة إنتاجية مقبولة.

ففي منتصف العام 2006 أعلن كاميرون عن البدء بتنفيذ مشروعه بعد حصوله على الإمكانية التقنية التي يتطلبها المشروع، وبدأ بكتابة السيناريو، بمساعدة الخبير اللغوي بول فورمر الذي قام بخلق لغة من العدم لشعب ال"نافي" تتكون من ألف مفردة جديدة تماماً ولا تتشابه مع أي لغة بشرية معروفة.

ويتمثل الإسهام الأكبر الذي قدمه كاميرون في هذا الفيلم بالكاميرا الجديدة المصممة خصيصاً للفيلم والتي تسمح بدمج الممثلين الحقيقيين مع الشخصيات الرسومية في كادر واحد وفي وقت واحد أثناء تصوير المشهد، فيما يقوم المخرج بمراقبة كل ذلك عبر جهاز المونيتور كما لو كان مشهداً حقيقياً يتفاعل فيه الممثلون الحقيقيون مع الشخصيات المختلقة في وقت واحد، وهذا على خلاف كل الأفلام الرقمية التي صورت سابقاً، حيث يتم أولاً تصوير أداء الممثلين، ثم يتم دمج ذلك لاحقاً بالبيئة الرقمية التي تجري فيها الأحداث. إن ما قام به كاميرون هو دمج العالم الحقيقي بالعالم المتخيل في وقت واحد أثناء التصوير.

أيضاً تم تطوير تقنيات التصوير خصيصاً من أجل الفيلم لكي تسمح بالتقاط التعابير الدقيقة لمخلوقات الكوكب الجديد وبشكل غير مسبوق في تاريخ السينما. ولكي يحصل كاميرون على أداء جيد من الممثلين الحقيقيين أثناء تأدية أدوارهم إلى جانب الشخصيات المختلقة، قام بأخذهم إلى جزر هاوي وقضى معهم أياماً في غاباتها يعيشون كما تعيش المخلوقات في غابات كوكب بانادورا.

وقد جعلت هذه الإمكانيات الجديدة التي يبشر بها فيلم "أفاتار" نقاد السينما في أمريكا يصفون الفيلم بأنه "السينما القادمة" و"حامل السينما نحو المستقبل" و"بداية العصر الجديد"، وهي أوصاف تتوّج رحلة جيمس كاميرون مع السينما والتي بدأها في العام 1978 صانعاً منذ ذلك الحين أفلاماً مميزة شكّلت نقاط تحول في سينما المؤثرات البصرية والإنتاج الضخم لعل من أهمها سلسلته الشهيرة (تيرمونيتور-The Terminator) والجزء الأول من سلسلة (غرباء- Aliens) وفيلم (تايتانيك).

الرياض السعودية في

25/12/2009

 
 

فيلم «أفاتار»:

التقدم التكنولوجي في خدمة الرسالة الجادة

محمود الزواوي

فيلم الخيال العلمي أفاتار هو ثامن أفلام المخرج جيمس كاميرون خلال نحو 30 عاما، وهو أول فيلم يخرجه منذ 12 عاما بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمه السابق تايتانيك (1997)، صاحب الرقم القياسي العالمي في الإيرادات في تاريخ السينما، وهو 845ر1 مليار دولار. وبلغت تكاليف إنتاج فيلم أفاتار 237 مليون دولار، ويحتل هذا الفيلم المركز الرابع في قائمة أكثر الأفلام تكلفة في تاريخ السينما.

قام المخرج والكاتب السينمائي جيمس كاميرون بتأليف قصة فيلم أفاتار قبل 15 عاما، إلا أنه قرر عدم إخراج الفيلم إلى أن يتقدم فن المؤثرات الخاصة إلى مستوى يصبح فيه قادرا على تصوير العالم الخيالي الذي كان يتصوره في الفيلم والكائنات الفضائية المبتكرة التي تظهر فيه. وبعد طول انتظار تحقق التقدم التكنولوجي المطلوب في نظر المخرج جيمس كاميرون الذي بدأ عملية إنتاج الفيلم في العام 2005 وقام بتصوير مشاهده في العام 2007.

تقع أحداث فيلم أفاتار في المستقبل في العام 2154، وتشتمل على رحلة من الولايات المتحدة تضم مجموعة من المحاربين السابقين والعلماء إلى كوكب يطلق عليه اسم باندورا يبعد عدة سنين ضوئية عن كوكب الأرض، حيث أنشأت شركة متعددة الجنسيات مستعمرة لاستخراج معدن تمس إليه الحاجة في كوكب الأرض الذي يتعرض لأزمة في موارد الطاقة بدونه.

يعيش في كوكب باندورا سكان أصليون مسالمون عمالقة يبلغ طول الواحد منهم ثلاثة أمتار، ويتعايشون بانسجام مع الطبيعة ومع الحيوانات الأصلية فيما يواصل الغزاة القادمون من الأرض التعدي عليهم وعلى غاباتهم الغنية بذلك المعدن. ويلجأ هؤلاء الغزاة، الذين لا يستطيعون استنشاق هواء ذلك الكوكب، إلى استخدام كائنات أفاتار، وهي كائنات هجينة شبيهة بسكان ذلك الكوكب، يتم تطويرها في كوكب الأرض، لتؤدي وظائف الغزاة نيابة عنهم.

تشتمل شخصيات القصة الرئيسة على عسكري أميركي سابق مصاب بالشلل يدعى جيك (الممثل الأسترالي سام ويرذنجتون) يرسل إلى الكوكب البعيد، حيث يصبح قادرا على المشي، على رأس فريق الغزاة. ويلتقي جيك خلال توغله في غابات الكوكب بامرأة محلية اسمها نيتيري (الممثلة زو سالدانا) تقوم بإنقاذ حياته من وحش ضار وتعلمه حب الطبيعة ولغتها الأصلية ويقع في حبها ويعجب بطبيعة حياة السكان الأصليين، ويكتشف تدريجيا الفرق بين الحياة الطبيعية للسكان الأصليين وبين الدمار التي يلحقه الغزاة المعتدون الذين يمثلهم في الحياة الطبيعية للكوكب. ويتعين عليه في النهاية أن يختار بين جانب الغزاة المعتدين وبين السكان المسالمين في معركة نهائية حاسمة.

وبين الشخصيات المحورية الأخرى في الفيلم العالمة الأميركية الدكتورة جريس (الممثلة سيجورني ويفر) والقائد العسكري الأميركي المتهور العقيد مايلز (الممثل ستيفين لانج).

يقدم فيلم أفاتار قصة رمزية تنطوي على رسائل عميقة جادة، كما عودنا المخرج جيمس كاميرون في أفلامه الخيالية العلمية السابقة. ومن الإسقاطات الواضحة في الفيلم التشابه بين ما حدث للسكان الأصليين في كوكب باندورا وما حدث للسكان الأصليين - الهنود الحمر في أميركا على أيدي المهاجرين الأوروبيين، أو بين المعركة الحاسمة بين الغزاة الأميركيين وهم يستخدمون المروحات الحربية المتقدمة في قصف السكان الأصليين في كوكب باندورا بالقذائف على غرار ما فعلته القوات الأميركية في فيتنام.

ولعل ما يؤكد إبراز المخرج جيمس كاميرون لهذه المقارنات في سيناريو الفيلم الذي كتبه بنفسه أنه تعمد تقديم الغزاة القادمين من كوكب الأرض كقادمين من الولايات المتحدة وليس مجرد أشخاص قادمين من الكرة الأرضية دون تحديد هويتهم. وكأن لسان حال هذا الفنان الكندي المولد والأميركي بالتجنس يقول إن ما فعلته أميركا لسكانها الأصليين ولدول أخرى مثل فيتنام والعراق قد نقلته الآن إلى كوكب بعيد لا ذنب له بما يتعرض له من دمار.

يشتمل فيلم أفاتار على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في تاريخ السينما، ومع ذلك فهو يقدم قصة ذات أبعاد إنسانية مناهضة للحرب ومناصرة لحماية الطبيعة. ويشكل الفيلم اختراقا تكنولوجيا، حيث يستخدم جيلا جديدا من المؤثرات الخاصة. ويشتمل الفيلم على تفاصيل بصرية غير مسبوقة. فكل ما نراه في كوكب باندورا تقريبا، بمن في ذلك سكانه الأصليون، من صنع المؤثرات الخاصة التي تقدم كل شيء بواقعية مقنعة.

ويشتمل فيلم أفاتار على جميع مقومات العمل السينمائي المتكامل، بما في ذلك قوة الإخراج وأداء الممثلين. ويحول المصور مورو فلوري مشاهد الفيلم إلى عناصر بصرية مبهرة، فيما تنسجم الموسيقى التصويرية للموسيقار جيمس هورنر مع مشاهد الفيلم المثيرة.

استخدم المخرج جيمس كاميرون في فيلم أفاتار أكثر من 2000 من المساعدين والفنيين في مختلف التخصصات، بينهم 11 مساعد مخرج ونحو 1100 من فنيي المؤثرات البصرية، و55 من البدلاء. واشتمل فريق التصوير الإلكتروني في الفيلم على 60 مصورا وفريق المونتاج على 14 مهندسا والقسم الفني على أكثر من 100 شخص.

افتتح فيلم أفاتار في 3452 من دور السينما الأميركية، وتزامن ذلك مع عرض الفيلم في 50 دولة، بينها ثلاث دول عربية هي مصر ولبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة. وعرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي.

الرأي الأردنية في

27/12/2009

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)