كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

على الوتر

يوميات محمود حسونة

في الخليج الإماراتية

دراما رمضان

2008

يوميات

   
 
 
 
 

لقطات

* في ظل الزحام الذي ساد الفضائيات العربية خلال رمضان  ولا يزال  والذي جعل الجالس أمام الشاشة كما الجالس في سيرك تشده هذه اللعبة لدقائق ثم يبحث عن لاعب آخر ثم ثالث ورابع من دون أي تركيز.. في ظل كل ذلك سلكت قناة الشارقة الفضائية طريقاً مختلفاً وسارت على دربها من دون أن تلتفت لكل هذه الضوضاء، ورغم ان الفضائيات تحولت إلى أداة تفريق بين أبناء العائلة الواحدة استطاعت قناة الشارقة أن تكون أداة وصل من خلال فترة مدفع الافطار التي كانت تبثها من أمام مسجد النور على مدار أيام الشهر الكريم، ليتحول هذا المكان إلى مركز تجمع للمغتربين من الجنسيات المختلفة، لأجل التواصل مع الأقارب والأهل من خلال جولة الكاميرا على وجوه من يذهبون إلى هناك لطمأنة ذويهم حتى لو كان ذلك من خلال صورة حية صامتة.

وأيضاً واصل تلفزيون الشارقة احتفاءه بالأصوات العربية المتميزة في الانشاد الديني من خلال الجزء الثالث من “منشد الشارقة” لتؤكد اصرارها على الاختلاف وأنها القناة التي يقصدها كل من لا تشغلهم الضوضاء والصخب الدرامي.. فتحية لقناة الشارقة الفضائية وللقائمين عليها.. ولننتظر منها المزيد مما يسمو بالقيم ويساهم في الوصل بين الناس.

* منذ سنوات صدر كثير من التحذيرات الطبية من برامج “الكاميرا الخفية” التي يتطفل صناعها على حياة الناس ويسعون لاضحاك الناس عليهم وهو ما يهدد مرضى القلب وغيرهم ممن يتأثرون بالانفعال والغضب ويرفضون اقتحام خصوصياتهم، ولكن لا يزال البعض يتوهم ان برامج “الكاميرا الخفية” من ملامح اللعبة التلفزيونية في رمضان، ومن لا يجد برنامجاً حقيقياً يحمل بعضاً مما يضحك الناس على بعضهم بعضا أو على أنفسهم، يقدم أي برنامج تحت أي عنوان ويقول إنه الكاميرا الخفية، ومن نماذج ذلك البرنامج الذي بثه تلفزيون أبوظبي بعد الافطار مباشرة تحت اسم “خليك كوول” والذي لم يكن سوى فترة زمنية “كووول جداً” على الشاشة، حيث انه لا يتضمن أي مواقف ولا كوميديا ولا خفة دم، ولا أي شيء، ولا يجد المشاهد من ورائه هدفاً سوى شغل مساحة زمنية على الشاشة.

* بعد البرنامج “الكوول” على تلفزيون أبوظبي كان الموعد يومياً مع السيت كوم “راسين في الحلال” والذي شاهدنا خلاله طلعت زكريا يؤدي شخصية موفق “منفوش الشعر” صاحب مكتب توفيق راسين في الحلال، وللأسف انه لا ينتمي إلى فصيلة السيت كوم ولا أي فصيل فني، وكان ينافس “خليك كوول” في اللامعنى واللاهدف واللاطعم واللالون.. وأيضاً كان مجرد شيء لشغل مساحة زمنية على الشاشة.

وأمام كل ذلك لا يسعنا سوى أن نقول الحمد لله أن رمضان انتهى على خير، دون أن نصاب باحدى آفات ما تبثه التلفزيونات، ونتمنى ان تحمل المرحلة المقبلة جديداً لعله يكون الأفضل.. وكل عام وأنتم بخير.

01/10/2008

  

التكريم لمن يستحق

على مدى سنوات عاش الفنانون الإماراتيون لحظات من الأمل، وأياماً من اليأس والاحباط، والسبب كان دائماً حال الدراما الإماراتية، التي كثيراً ما حلموا أن يكون لها وجود يتوازى وحجم الدولة ومكانتها بين الأمم، ولكنهم كانوا يعانون التجاهل والصد، وكان يوجعهم النظر إلى الخارج وتقدير الدراما غير الإماراتية وشراؤها بأغلى الأسعار.

ومن حين لآخر كانوا يفاجأون ببعض المبادرات المؤقتة لانتاج أعمال درامية محلية، وهو ما كان يجدد لديهم الأمل ويبعث في نفوسهم الثقة والطمأنينة، وسرعان ما تغلق الأبواب ثانية ليعود اليأس والاحباط، ورغم ذلك لم يستسلموا وواصلوا رحلتهم بما هو متاح، وأصروا على أداء رسالتهم كلما تيسر لهم، حتى فتحت لهم أوسع الأبواب لتتبدل الحال، بعد أن تبنت مؤسسة دبي للاعلام استراتيجية للانتاج الدرامي الدائم وها نحن نعيش مع ثمارها التي تتمثل فيما نشاهده من أعمال درامية وكرتونية تغطي مساحات واسعة من شاشتي دبي وسما دبي، التي تنبئ بمستقبل متميز للدراما المحلية بعد أن فرضت وجودها وسط الزحام الدرامي العربي حتى ولو كانت تعاني بعض الأخطاء، التي لا شك سيتم تداركها مستقبلاً، وسيتم تلاشيها مع الخبرة التراكمية.

وخلال الحفل الذي أقامته مؤسسة دبي للاعلام لتكريم نجوم الدراما المحلية والخليجية كانت المفاجأة الكبرى عندما أعلن أحمد الشيخ العضو المنتدب لمؤسسة دبي للاعلام عن اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالدراما المحلية، وهو ما ترجمه بالمكرمة التي بلغت 15 مليون درهم تقديراً من سموه لصناعها ومبدعيها والتي توزعت على حوالي 60 فناناً منهم، بجانب تبني المؤسسة إنتاج 10 مسلسلات محلية خلال العام المقبل، من أجل فتح أبواب الابداع أمام كل صاحب موهبة ليعبر عنها، ويفرضها ويفاخر بها، خصوصاً أنه سيجد من يتبناها، بعد أن أغلق هذا القرار أبواب اليأس والاحباط وأسدل الستار على ما كان يعانيه الفنانون من تجاهل في الماضي.

ورغم ان الفرحة كانت كبيرة والسعادة كانت غامرة إلا أن عدداً محدوداً من صغار الممثلين عبروا عن غضبهم لعدم شمولهم بمكرمة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، وكأنهم يطلبون المساواة بمن عانوا كثيراً حتى أصبح للدراما المحلية وجودها، غير مدركين ان تكريم الجميع في أي مناسبة ينال منها، وبدلاً من أن يصفقوا لزملائهم الكبار الذين تم تكريمهم، ويدركوا ان الدور سيصيبهم في السنوات المقبلة، ويسعدوا أنهم ينتمون إلى دولة تقدر كل مجتهد، وتصفق لكل صاحب موهبة حاولوا ان يعكروا المناسبة الكبيرة بتصرف صغير.

إن المواهب الحقيقية يسعدها قرار انتاج 10 مسلسلات في العام، وتسعى لإثبات ذاتها لتنال التكريم في الأعوام المقبلة بدلاً من أن تنظر لغيرها ممن نالوا التكريم لا لشيء سوى لأنهم يستحقونه.

إن مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ودعمه للدراما المحلية خير حافز لتقديم أعمال متميزة في هذا المجال مستقبلاً، خصوصاً ان الفنان الإماراتي أثبت انه عندما يجد الدعم يعطي كل ما لديه وخير دليل الحال التي وصل إليها المسرح نتيجة الدعم الذي يلقاه من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. فهنيئاً لصناع الفن الإماراتي بهذا الدعم الذي نتمنى أن يؤتي أكله في المستقبل إن شاء الله.

30/09/2008

 

 ملاحظات قارئ

يبدو أن ما يتردد عن أن العرب لا يستطيعون تقديم إنجاز مكتمل أمر ينطبق على مسلسل “أسمهان” الذي اختاره كثير من النقاد والمشاهدين كأفضل عمل درامي، إلا أن ذلك لا ينفي أنه مليء بالأخطاء دفعت مراجعه والمشرف على السيناريو ممدوح الأطرش أن يتبرأ منه ويطلب حذف اسمه من على التترات، بجانب أنه تسبب في معركة بين الكاتب قمر الزمان علوش والمخرج نبيل المالح وهما من أكبر المساهمين في كتابة المسلسل، بجانب الأخطاء البسيطة الإملائية في الترجمة والتي تشوه العمل وتنال منه.

وتعقيباً على مقال سابق عن المسلسل تلقينا الرسالة التالية من القارئ أحمد عوكل والتي يفند فيها عدداً من أخطاء المسلسل ويقول نصها:

1 يغفر للمسلسل أن ذكر التاريخ الصحيح لمولد الراحلة أسمهان وهو عام 1917 وللعلم فإن الموسيقار الكبير فريد الأطرش من مواليد عام 1915 لأن الكثير من الكتاب يسجلون أنه من مواليد عام 1910 وأسمهان من مواليد عام ،1912 أما الأخطاء التي جاءت في المسلسل فهي كثيرة ويمكن للمقرب من عائلة الراحلة أن يذكر أخطاء أكثر مني، أولها أنه كان مفروضاً مع بداية أي مشهد لسنة وقعت فيها حوادث أن يعرض تاريخ السنة لمدة ثوان على الشاشة لأن معظم المشاهدين لم يطلعوا على حياة أسمهان ولا يعرفون في أية سنة وقعت هذه الحوادث.

2 عندما جاءت أسمهان للدنيا كان سن فريد حوالي سنتين بينما المسلسل أظهره بسن أكبر من الخامسة.

3 لم نقرأ في مذكرات فريد الأطرش وفي الكتب التي تناولت سيرة فريد وأسمهان بأن والدتهما كانت تغسل وتكوي الثياب، وما قرأناه أنها كانت تغني في صالات روض الفرج وتخيط مناديل وتبيعها على النساء.

4 في المسلسل يقول فريد “مقامتش الحرب الا لما بدينا نشتغل في الفيلم” طبعاً يقصد فيلم “انتصار الشباب”، وفي مذكراته ذكر فريد أنه عندما قامت الحرب العالمية الثانية كان في باخرة قادماً من لندن حيث ذهب إلى هناك لتسجيل بعض أغنياته لإذاعة لندن.

5 الذي يقوم بدور محمد التابعي يبدو شاباً في الثلاثينات من العمر بينما محمد التابعي عندما تعرف إلى أسمهان عام 1940 كان عمره 44 سنة، حيث إنه من مواليد عام ،1896 كما أن الممثل بعيد الشبه عن محمد التابعي كلياً، كذلك يوسف شعبان الذي مثل دور أحمد حسنين لا يشبهه إطلاقاً.

6 الموسيقار الكبير رياض السنباطي يبدو في المسلسل عام 1941 أكبر من سنه بكثير أي كان عمره في ذلك الوقت 31 سنة أي انه من مواليد 1910.

7 أما موضوع السيارة التي أهداها الأمير لأسمهان فهو نكتة المسلسل أو ممكن أن نقول إنها نكتة الموسم، وبداية لم تكن هناك سياحة خليجية لمصر كما هذه الأيام، والخليجيون لم يكونوا في ذلك الوقت على ثراء كبير كما هو اليوم لكي يهدي أحدهم سيارة لأسمهان.

المعروف أن أسمهان تقاضت 1500 جنيه مصري، وكذلك أخوها فريد 1500 جنيه مصري عن دورهما في فيلم “انتصار الشباب” وأول ما فكرا به هو شرائهما سيارة لكل منهما ولا ندري من أين استقى كتاب المسلسل معلومة إهداء سيارة لأسمهان.

إنها ملاحظات جديرة بالاهتمام، وليت القائمين على المسلسل يردون عليها.

29/09/2008

 

بعد الفراق

لعل أكثر الأعمال الدرامية التي غاصت في عالم الصحافة هذا العام مسلسل “بعد الفراق”، ويبدو أن مؤلفه محمد أشرف ومخرجته شيرين عادل اتفقا على أن يتخذا من بلاط صاحبة الجلالة إطاراً لتناول قصة حب شديدة الرومانسية وشديدة القسوة بين رجل وامرأة أجبرتهما الظروف على الفراق عدة مرات، وعاشا آلامه وعذاباته، ولكنهما  المؤلف والمخرجة  وجدا نفسيهما غارقين في عالم الصحافة بتناقضاته وصراعاته وتشابك علاقات العاملين فيه مع بعضهم بعضاً، ومع العالم الخارجي، ليجد المشاهد نفسه أمام عمل درامي يتناول بشيء من التفصيل بعض ملامح العمل الصحافي، وتكاد قصته الرئيسية تتحول الى حكاية هامشية، وهو ما يحمل دلالات على أن خيوط اللعبة الدرامية كادت تفلت من يد المؤلف.

ولعله، طبيعياً، أن أكثر ما يجذب الناس الى المسلسل هو حكاية عشق الصحافي يوسف الصياد (خالد صالح) مع ابنة قريته الخادمة سكرة (هند صبري) واللذين اغتالت ظروفهما الاقتصادية والاجتماعية أحلامهما، وبعد أن ضحكت لهما الدنيا وأصبح الصحافي الصغير رئيساً للتحرير، وأصبحت الخادمة سيدة أعمال لم يغير ذلك من الأمر شيئاً، ودخلت حسابات الكرامة ورغبات المستفيدين والمحيطين لتباعد بينهما أكثر، والسبب في سعي المشاهدين لمعرفة تطورات العلاقة بينهما هو افتقاد الرومانسية في الدراما العربية.

ورغم كل ذلك، إلا أن كواليس بلاط صاحبة الجلالة شغلت قطاعا من المشاهدين وأصبحوا تواقين لمعرفة آخر الحملات والمعارك التي يخوضها يوسف الصياد مع زملائه المنافسين، وخصوصاً أولئك الذين يتولون مسؤولية صحف صفراء تعتمد على فضائح الناس لكسب القراء، ويدبرون له المكائد والمؤامرات للنيل من نجاحه.

المسلسل كشف بعضاً من ملامح اللعبة الصحافية عند الصحافة الصفراء، وألقى الضوء، ولو سريعاً، على بعض من نماذج الصحافة المستقلة التي انتشرت في مصر خلال السنوات الماضية، ومر مرور الكرام على الصحافة القومية، وتجاهل تماماً الصحافة المعارضة، وقد يكون ذلك تعبيراً عن الشارع المصري الذي كاد ينسى وجود صحافة معارضة بعد الهزيمة التي منيت بها أمام المستقلة، وان كان البعض يواصل متابعة الصحافة القومية، إلا أن الكثيرين فقدوا ثقتهم بها.

ويأتي “بعد الفراق” في حياة خالد صالح الفنية كتجربة كان يسعى لأن يؤكد من خلالها النجاح الذي حققه سينمائياً، وتلفزيونياً بعد مسلسل “سلطان الغرام” العام الماضي، وفيلمي “هي فوضى” و”الريس عمر حرب”، ولكن لا تأتي  الرياح دائماً بما تشتهي السفن، حيث جاء أداؤه متصنعاً ليكون هذا المسلسل هو الحلقة الأضعف في الأعمال التي جسد فيها البطولة.

أما بالنسبة لهند صبري، والتي تخوض أول تجربة تلفزيونية لها، فقد أدهشت المشاهدين بامتلاكها لزمام الشخصية في مراحلها المختلفة ابتداء من مرحلة الضياع والحيرة بين العمل والدراسة، ومروراً بمرحلة العمل كخادمة وانتهاء بسيدة الأعمال، لتقدم واحداً من أفضل أدوارها، وتخرج الرابح الأكبر من تجربة “بعد الفراق”.

27/09/2008

 

محلّك سر

اتخذت يسرا في مسلسلها “في إيد أمينة” من مهنة الصحافة إطاراً لمناقشة عدة قضايا على رأسها عمالة الأطفال والاتجار في الصغار والفساد، لتعيد إلى الأذهان ما فعلته سابقا عندما اختارت مهنة المذيعة في “لقاء على الهواء”، والطبيبة في “قضية رأي عام” لتناقش قضايا مثل الفساد والاغتصاب وخلافهما.

وفي المسلسل، الذي يعرضه تلفزيون دبي، نتابع يومياً الصحافية أمينة درويش وهي تتصدى لكل قوى الشر من موقعها كصحافية، اختار لها صناع المسلسل أن تكون بصورة لا تمت إلى الواقع بصلة، وأن تبدأ من الحلقة الأولى رمزا للخير والعطاء والتضحية ونصرة المهمشين والمظلومين حتى الحلقة الأخيرة، ليعيش المشاهد مع شخصية لا تتطور ولا تتغير ولا تتأثر بأي عوامل محيطة، مخالفة بذلك كل قواعد اللعبة الدرامية التي تعتبر التطور ملمحا رئيسياً فيها.

ولعل هذا الجمود لم تصب به شخصية أمينة درويش فقط، ولكن معظم شخصيات المسلسل التي تتطور بمنطق “محلك سر” ومن دون أي خطوة للأمام أو حتى للخلف، وإن كان ذلك يحدث ضمن تطورات درامية في المسلسل، ليظهر الممثلون وكأنهم مصابون بمرض توقف النمو، ولا يجدون من يعالجهم منه.

وبعيداً عن قضايا عمالة الأطفال وسرقة الصغار والاتجار فيهم والفساد، يقدم مسلسل “في إيد أمينة” صورة مغلوطة عن مهنة الصحافة، التي لم ينضم إلى صفوف العاملين فيها “ملائكة” حتى الآن، حيث نجد أمينة درويش إمرأة تسمو على مهنتها وعلى واقعها وعلى النموذج البشري بشكل عام، من دون أن تكل أو تمل، لدرجة أنها تنسى نفسها ومشكلاتها واحتياجاتها الانسانية من أجل الآخرين.

معظم مشاهد المسلسل تدور في صالة للتحرير لا تصلح لأن تكون صالة تحرير صحيفة مدرسية أو مجلة حائط، والصحيفة ليس فيها سوى رئيس التحرير (هشام سليم) الذي يدير العمل وفق توازنات، وبما يتواءم مع مصالحه ولا يفرق ما بين التحرير والإعلان، وهو مسؤول بلا قرار حيث تديره سكرتيرته التي لا نفهم حتى الآن ما دورها بالتحديد، وكيف يسمح لها بالتدخل في كل شيء، حتى سياسة النشر، وتليه أمينة درويش (يسرا) رئيسة أحد الأقسام، والتي تتناقض معه منهجياً وإنسانياً، ورغم حكمتها في معالجة المشكلات إلا أنها متسرعة أمام أي نداء، وهو ما يعكس حالة من التناقض داخل الشخصية، ومعهما مجموعة من المحررين الصغار الذين يلتفون كل الوقت حولها، ملبين كل مطالبها ورافضين كل من سواها.

الغريب، أن لا قواعد تحكم العلاقة بين رئيس التحرير والصحافية القادمة من كوكب آخر، حيث إنها تهدده معظم الوقت، وأحياناً تعطيه التعليمات وتتحداه من دون أي اعتبار لموقعه ومكانته الوظيفية.

أما بالنسبة للمحررين فحدّث ولا حرج، حيث إنهم ينادون رئيس التحرير باسمه، ويعيشون في حالة من السخرية شبه الدائمة منه، ويتعاملون مع أمينة درويش على أنها صاحبة القرار والكلمة العليا.

ويوجد في الجريدة مصور صحافي يجلس مع المحررين في الصالة، ويعتبر الأقرب من أمينة، بل إنه صاحب كلمة على زملائه الصحافيين، ولعل السبب في تجميل صورة المصور هو أن كاتب القصة هو المصور الصحافي عادل مبارز، الذي سعى للانتصار لنفسه ولزملائه، حتى ولو كان ذلك مجافياً للحقيقة، حيث للمصور دوره وموهبته وأيضاً للصحافي مكانته ولا ينتقص أي منهما من شأن الآخر في أي مكان، إلا في جريدة “الأيام” التي أصدرتها يسرا وصدقت هي وطاقم عملها كل ما ورد فيها.

أما بالنسبة للمخرج محمد عزيزية فهو يكرر ما شاهدناه العام الماضي من حيث توظيف الفلاش باك مثل مشهد اختفاء الطفل إبنة السيدة البسيطة منها وسط الزحام الذي يذكرنا بمشهد الاغتصاب في “قضية رأي عام”، بجانب أن فقر ديكور صالة التحرير وضياع ملامح الشخصيات مسؤوليته ويشترك معه في جانب منها السيناريست محمد الصفتي.

26/09/2008

 

الدراما والصحافة

استحوذت الصحافة على فكرة عدد من كتاب الدراما المصرية وصناعها هذا العام، ليتخذوا منها إطاراً لمناقشة قضايا متنوعة وطرح حكايات مختلفة، وقد يكون السبب وراء ذلك هو أن الصحافة هي النافذة التي يمكن أن يطل منها المبدع على مختلف المجالات، وتتيح له الغوص في أي مشكلة.

ومن يستعرض المسلسلات المصرية التي تم إنتاجها في العام الأخير سيجد أن مهنة الصحافة كانت إطاراً لمناقشة قضايا الفساد، وعمالة الأطفال والاتجار بالرضع، وحياة المهمشين في المناطق العشوائية، وأيضاً قصص الحب والحكايات العاطفية، وذلك من خلال ستة مسلسلات يأتي على رأسها “في أيد أمينة” بطولة يسرا وهشام سليم واخراج محمد عزيزية و”بعد الفراق” بطولة خالد صالح وهند صبري وإخراج شيرين عادل، و”دموع القمر” الذي تجسد فيه رانيا فريد شوقي شخصية صحافية تدافع عن قضايا المرأة وتتلقى تهديدات بالقتل والمسلسل بطولة نور وإخراج عصام شعبان، ومسلسل “وكالة عطية” للمخرج رأفت الميهي وفيه يجسد أحمد عزمي شخصية محرر يصل إلى رئاسة التحرير، و”الدالي” الذي يجسد فيه عمرو يوسف شخصية صحافي يعتبر أن إبداعاته الشخصية ليست ملكاً لأحد.

والغريب أن معظم الصحافيين في الأعمال الدرامية يصلون إلى موقع رئيس التحرير من مجرد قيامهم بعدة موضوعات متميزة، وكأنه المنصب الذي يبحث عن من يشغله في الصحف.

ويبدو أن النجاح الذي حققته الصحافة المستقلة في مصر، واختراقها لكل الحواجز، ومناقشتها لكل ما كان محظوراً، هو الدافع لأن تدور أحداث هذه المسلسلات جميعها في صحف مستقلة من دون الالتفات إلا بشكل هامشي إلى الصحافة الحكومية أو القومية.

ورغم تطرق هذا العدد من المسلسلات إلى مهنة الصحافة إلا أن أياً منها لم يقدم الصورة الواقعية لطبيعة العلاقات التي تربط بين أبناء هذه المهنة، وقدموا إلينا نماذج لصحافيين لا يدركون شيئاً عن القواعد التي تحكم العمل في بلاط صاحبة الجلالة، وقد يكون السبب أن كتاب هذه الأعمال ليس لهم علاقة بالمهنة، ولم يمارسوها، وقد يكونون استقوا معلوماتهم عن حالات التحرير وقواعد اللعبة الصحافية من مبتدئين ليس لديهم الدراية ولا الوعي الكامل بطبيعة المهنة.

البعض اعتبر أن اهتمام الدراما بمهنة الصحافة أمر غير مسبوق متناسين أن الكثير من الأعمال السينمائية والدرامية دارت أحداثها في بلاط صاحبة الجلالة، وأن كل هذه الأعمال لا توازي مسلسل “زينب والعرش” الذي تم تقديمه منذ حوالي 20 عاماً عن قصة فتحي غانم وبطولة سهير رمزي ومحمود مرسي وهدى سلطان باعتباره أفضل عمل درامي تناول كواليس مهنة الصحافة والعلاقات والمصالح المتشابكة بين العاملين فيها والمسؤولين.

كما كان للصحافة وجود مهم في دراما رمضان من العام الماضي، حيث شاهدنا عدة أعمال تناولت المهنة والعاملين فيها من خلال أطر مختلفة مثل مسلسل “من أطلق الرصاص على هند علام” للمؤلف يسري الجندي والذي جسدت فيه الممثلة نادية الجندي شخصية صحافية تسعى لكشف الحقيقة والدفاع عن المظلومين، وتعاني من اضطهاد مراكز القوى في المجتمع، ومن خلال مسلسل “قلب امرأة” لمجدي صابر وبطولة الهام شاهين جسدت الممثلة ريم البارودي شخصية صحافية تسعى للتواصل مع هموم ومشاكل الناس، وفي الجزء الأول من “الدالي” كان هناك نموذج الصحافي الذي يطارد سعد الدالي ويتعقب خطواته منقباً عن كل ما يتعلق بماضيه وهو ما نتابع تطوراته حالياً.

ورغم كثرة المسلسلات التي تتناول مهنة الصحافة هذه إلا أنها جميعاً قدمت صورة مفتوحة وغير واقعية ومشوهة أحياناً، ومن يريد أن يتعرف إلى الصورة الحقيقية للصحافي فليتابع شخصية محمد التابعي في مسلسل “اسمهان” وليتابع شخصية محمد حسنين هيكل في “ناصر” ليكتشف أنه شتان بينهما وبين الصورة الخيالية التي تقدمها لنا المسلسلات ولأجل وضع النقاط  على الحروف نتناول بعض هذه الأعمال تفصيلياً من الغد.

25/09/2008

 

مفاجآت وأخطاء

طعن الأمير فيصل الأطرش ابن شقيق المطربين الراحلين أسمهان وفريد الأطرش قبل أيام في صحة بعض الأحداث الواردة في المسلسل الذي يتناول سيرة عمته ويحمل اسمها، مؤكداً أن الموسيقار فريد غصن لم يكن مؤثراً في حياة عائلة الأطرش وأن فريد وأسمهان لم يلتقياه إلا عند قدومهما الى مصر، كما شكك في بعض المعلومات الواردة عن الأم علياء المنذر، واستغرب الزج بوالده فؤاد الأطرش في المسلسل رغم أنه لم يكن شخصية عامة.

وإذا كان من حق من يتناول التاريخ أو سير الشخصيات العامة درامياً إجراء بعض التغييرات لمصلحة الحبكة الدرامية، فإن ذلك يكون من دون مخالفة للأصول والأحداث التاريخية.

أما المطالبة باستبعاد شخصية فؤاد الأطرش فهو من المستحيلات وخصوصاً أن العمل الدرامي لا يتناول الشخصية مجردة من أي علاقات، ولكنه يقدمها بمحيطها العائلي والمهني والاجتماعي، ولذا فإنه من المستهجن استبعاد فؤاد الأطرش، ومنح مساحة للشغالة والجيران، ومن ساعد العائلة على الهروب من البطش التركي، وكابتن السفينة التي هربوا عليها، وجارتهم في مصر التي ساعدت الأم على الغناء في الأفراح و.... إلخ.

لا شك أن “أسمهان” مثل أي عمل فني لا يخلو من أخطاء، ولكن المهم أنه قدم صورة مقاربة للواقع حتى ولو كانت تغضب الأقارب أو المعجبين أو من تناولهم المسلسل بالسلب.

ولعل من أسباب نجاح “أسمهان”، والذي قد يكون أفضل عمل درامي عربي في رمضان، دقة المخرج شوقي الماجدي واستخدامه إكسسوارات تنتمي الى زمن أسمهان، وأيضاً براعته في نقلنا نحن المشاهدين لنعود الى الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي ونعيش هذه المرحلة بلباسها ومأكلها وموسيقاها وسياراتها وشوارعها ومبانيها وملاهيها الليلية.

أما سلاف فواخرجي فقد توحدت مع شخصية أسمهان ونقلت إلينا ملامحها النفسية قبل الجسدية، وعاشت معاناتها وعدم رضائها بحياتها وتمردها على الزواج والأمومة والعائلة والتقاليد، كما نجحت في أن توهمنا بأنها هي التي تؤدي الأغنيات بصوتها نتيجة اندماجها في الأداء والتعبير الشكلي خلال الحفلات التي نقلت ضمن مشاهد المسلسل.

وكانت المفاجأة الكبرى في الممثل أحمد شاكر عبداللطيف الذي جسد شخصية فريد وتقمصه في أسلوب الكلام، والحركة، وحالة الهدوء النفسي التي جعلت منه حالة غريبة وسط عائلة تعيش الصخب والتوتر معظم الوقت.

ولأن المجال لا يتسع للحديث عن كل من شاركوا في هذا العمل المميز فإنني أؤكد أن كلا منهم اختارته الشخصية التي أداها، وإن كان لا يجب إغفال الممثلة العظيمة ورد الخال في دور الأم الحمولة المتألمة في صمت علياء المنذر، وفراس إبراهيم في دور فؤاد الذي أصاب المشاهدين بكثير من التوتر.

ولعل الخطأ الأكبر الذي وقع فيه مسلسل “أسمهان” والقائمون عليه هو عدم انصاف المطربة وعد البحيري التي ورد اسمها في التيترات بشكل خجول رغم أنها من حقها ان تقتسم النجاح مع سلاف فواخرجي خصوصاً أنها أدت جميع أغنيات أسمهان بصوتها وأبدعت فيها، وأعادتنا الى زمن الغناء الجميل لنؤكد أن الأرض العربية زاخرة بالأصوات الجميلة القوية، ولكن من يتحكمون ويحكمون الفضائيات وشركات الانتاج لا يريدون سوى نشر الغث الذي يصم الآذان ويتحدر بالذوق الى الهاوية.

24/09/2008

 

 

أسمهان بلا رتوش

من شاهد معظم الحلقات التي عرضت من مسلسل “أسمهان” يدرك دوافع ورثتها لفرض حصار على سيرتها وقصة حياتها، ويلتمس لهم بعض العذر رغم أن سيرة حياة أي شخصية عامة ليست ملك ورثتها، وانما ملك الجمهور الذي التف يوماً حول هذه الشخصية ومنحها الشهرة والمجد.

لعل الكثيرين لا يعلمون عن أسمهان سوى انها مطربة تنتمي لعائلة الأطرش الدرزية العريقة واسمها الحقيقي هو آمال الأطرش، وانها ولدت عام 1912 وماتت عام 1944 في حادث لا يزال غامضاً وان كانت هناك أقاويل عن تعاونها مع المخابرات الانجليزية وانها لها يد في قتلها، كما يتردد ان الملك فاروق كان له يد في الأمر، إلا أن المسلسل قدم صورة غير متداولة عن حياتها، وجاءت هذه الصورة بلا رتوش لتنصف العائلة صاحبة التاريخ الوطني والمقاوم للاحتلال التركي والفرنسي، ولتدين المطربة وشقيقها فؤاد، وهو ما يفسر رفض الورثة فتح ملفات كانوا يفضلون أن تظل طي النسيان حتى لا تكشف المستور، وتنال من صورة مطربة نافست الكبار، وكان يمكن أن تنافس على المركز الأول لو لم تعش الحياة بالطول والعرض.

ولعل أهم ما يميز هذا المسلسل انه من أول أعمال السير الذاتية التي لم تقدم لنا المطربة المشهورة في صورة ملائكية، كما انه لم يسع لتبرير سلوكياتها القريبة لجذب تعاطف الجمهور معها، فشاهدناها امرأة صدقت أحد المنجمين الذي توقع لها الموت مبكراً فقررت أن تنتقم، وألا تضيع أي فرصة للهو والسهر والضياع، فلم تترك شيئاً إلا وفعلته من منطق أن أيام العمر معدودة ولابد أن نحياها ونستمتع بها.

منحها زوجها الأول الأمير حسن الأطرش كل الحب، لترد عليه بالتمرد، ومحاولة اجهاض حملها منه والذي كانت ثمرته ابنتها الوحيدة كاميليا، ورغم ان القدر لم يستجب لإرادتها ووضعت ابنتها، إلا أنها حرمتها حنان الأم وانشغلت عنها بالسعي وراء الشهرة والبحث عن كل ما لذ وطاب.

ورغم أنها كانت تتمتع بصوت ملائكي إلا أنها لم تحافظ عليه وراحت تسهر وتشرب وتقامر وتدخن وتعيش لأجل ذاتها وليس لأجل أحد من المحيطين بها.

وفي المقابل يقدم المسلسل شخصية فؤاد الأطرش شقيقها الأكبر، العاطل الذي يعتبر نفسه رجل العائلة إلا أنه لا يقدم شيئاً لصالح العائلة سوى ممارسة دور الرقيب والحارس الوهمي لاسم آل الأطرش، والذي يغير قناعاته فور التلويح له بالفلوس.

أما النموذج الايجابي الوحيد فهو الشقيق الأصغر فريد الأطرش، والذي كان حريصاً على أسمهان وحارسا على موهبتها، وإن كانت قد أصمت آذانها أمام نصائحه كثيراً.

المسلسل كشف أن حياة أهل الفن لم تكن ثرية مثلما نرى اليوم، بل كانوا يعانون الحاجة والفقر والعوز، وهو ما لمسناه في سيرة أسمهان وعائلتها وأيضاً فريد غصن الملحن اللبناني الذي جاء إلى مصر وانخرط في كواليس استوديوهاتها وشركات الانتاج حتى غادرها بعد أن ضاقت به الحياة.. وللحديث صلة.

23/09/2008

 

 

أمراض مسلسلات الأجزاء

يغري نجاح أي عمل فني صناعه بتكرار التجربة أملا في حصاد ذات الثمار، ويكون ذلك نتيجة اعتقادات وهمية بأنهم يملكون بين أيديهم الوصفة المضمونة للنجاح أو كما يقولون “الدجاجة التي تبيض ذهباً”، ولكنهم غالباً ما يحصدون فشلاً، أو على الأقل ينصرف الناس عن أعمالهم بعد أن يتسرب إليهم الملل من أمراض التكرار مثل المط والتطويل وتوقف نمو العمل الدرامي وتحرك أبطاله في دائرة مفرغة.

أشهر أشكال التكرار هو تقديم عدة أجزاء منه، وادعاء أن الفكرة تحتمل المزيد وان القماشة الدرامية للعمل ما زال فيها الكثير الذي لم يستغل، وتكون النتيجة أن يأتي الجزء الثاني أضعف من الأول، وتأتي التوابع أكثر ضعفاً ومرضاً.

ومن نماذج ذلك مسلسل “حاير طاير” الذي رغم أنه لا يزال “علامة الجودة” في الدراما الإماراتية، إلا أن أمراض الأجزاء بدأت تنال منه، حيث وصفته قارئة متابعة للدراما الإماراتية لي في رسالة إلكترونية قائلة “فكرة حاير طاير” مناقشة قضايا ومشكلات الناس في قالب كوميدي له مغزى، لكنه هذا العام خرج عن هذا الإطار، وشملت العديد من حلقاته قضايا مكررة سبق أن طرحت، وقضايانا ومشكلاتنا أصبحت محصورة في تعدد الزوجات، الزوجة الأجنبية، الزوج الوافد، الغلاء، بجانب أن هذا الجزء تحديداً لا تخلو أغلب حلقاته من الصراخ”.

وهناك أيضاً مسلسل “باب الحارة” الذي التف حوله الجمهور العام الماضي في مختلف البلدان العربية، وشاهدنا من يطلقون اسمه على محالهم ومشاريعهم، ومن يحاولون تقديم عروض مسرحية حوله، ولكن الجزء الثالث منه جاء بلا أحداث جديدة، ويبدو أن النجاح أوهم القائمين عليه بأنهم قادرون على التضحية بأي من أبطاله حتى لو كان “أبو عصام” من دون أن يمس ذلك بجماهيريته، وكان رد الفعل الطبيعي على ذلك انصراف كثير من مشاهديه عنه.

أما بالنسبة للفنان نور الشريف فقد أغراه أيضاً النجاح المحدود لمسلسل “الدالي” لأن يقدم منه جزءاً ثانياً رغم أنه يحكي قصة حياة رجل لا تحتمل جزءاً واحداً، بل والأدهى أنه قد جاءنا خبر قبل أيام بأن هناك جزءاً ثالثاً سيبدأ تصويره في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ولا أدري على أي أساس تتخذ مثل هذه القرارات.

وقد وقع في الفخ نفسه الشاب الواعد محمد سعيد حارب مخرج ومبدع “فريج” والذي جاء في استطلاع للرأي أجريناه العام الماضي أفضل مسلسل، ورغم أنني لم تتح لي فرصة متابعة الجزء الثالث منه الذي يعرض حالياً، إلا أن كثيرين تحدثوا معي منتقدين إياه ومعتبرينه أضعف كثيرا من الجزءين الثاني والثالث، ناهيك عن إصابته أيضاً بتكرار القضايا التي يعالجها وعدم احتوائه على الجديد الفني الذي يغري الجمهور بمتابعته.

إن مرض دراما الأجزاء ليس مرضاً عربياً ولا هو وليد اليوم، ولكنه آفة ينبغي أن نقاومها حتى لو كان الغرب والأتراك والمكسيكيون أساتذتنا فيه، وخصوصاً أن أعمالهم الممطوطة والتي تتجاوز المئات من الحلقات تعاني الكثير من الأمراض، كما ينبغي أن نتعلم من دروس التاريخ خصوصاً أن “ليالي الحلمية” الذي يعد من أعظم الأعمال المصرية إن لم يكن الأعظم أصابته أمراض الأجزاء فجاءت أجزاؤه الأخيرة أضعف من الأولى.

19/09/2008

 

فضة قلبها أبيض

لعل ما نتابعه في المسلسل الكويتي “فضة قلبها أبيض”، يعد المرة الأولى التي تتناول فيها دراما خليجية حياة المعاقين ذهنياً ممن يكبرون في العمر والجسم، ويتوقف نموهم العقلي عند مرحلة معينة، ومن المؤكد أنها المرة الأولى للفنانة الكبيرة سعاد العبدالله التي تؤدي فيها هذا النمط من الأدوار حيث تجسد شخصية “فضة” المرأة الخمسينية التي تعيش بعقل طفلة لم تتجاوز العاشرة، ويستعرض المسلسل جشع المحيطين بها ورغبة أقرب الناس إليها في السيطرة على ثروتها الضخمة التي تركها لها والدها.

المؤلفة هبة حمادة اتخذت من شخصية فضة منطلقا لمناقشة العديد من القضايا الاجتماعية التي تلوث مجتمعاتنا، والصراعات التي تحكم علاقات أفرادها، وسيطرة المادة على فكرهم في ظل انعدام القيم والمبادىء.

المسلسل صنفه القائمون عليه بأنه دراما اجتماعية كوميدية، ومن خلال ما شاهدته لم أجد فيه أي ملامح كوميدية، بل إنه لا يخلو من البكائيات وصراخ أبطاله وخصوصا الفنانة هدى حسين التي تجسد شخصية “فايقة” الأخت الطامعة في ثروة شقيقتها المعاقة والتي تعاملها بكل قسوة.

الغريب أن فضة صاحبة القلب الأبيض البريء والتي يفترض أنها معاقة وتفكيرها محدود، تمثل الحكمة بين باقي أبطال المسلسل، ولديها عقل يفوق باقي الشخصيات، وهي التي تحتمل الغاضبين، وتحتضن المتألمين، وتعالج مشاكل الأسوياء!

إنها نموذج لامرأة معاقة تتجاوز المألوف والمعروف عن حياة هذه الفئة من الناس، بل تتجاوز الأنماط السوية في المجتمع، ولا تفسير لذلك سوى أنه تعبير عن إرادة المؤلفة التي باركتها رغبة سعاد العبدالله في أداء هذا النمط ولو كان مخالفا لكل ما هو سائد. وإذا كانت الفنانة الكبيرة قد تحمست لهذه الشخصية متخيلة أنها تقدم جديدا على مستوى الدراما الخليجية، فكان ينبغي أن تلم بأبعادها في الأداء الحركي وأسلوب الكلام والتعبير بالوجه، وهو ما لم ألمسه حيث ضاعت منها الشخصية في الكثير من المشاهد التي أدتها وكأنها امرأة عادية لا تعاني شيئاً.

ومن عجائب هذا المسلسل الاستعانة براوٍ يشرح الاحداث والمشاهد، وهو نمط كان موجودا في بعض أعمال زمان، وبعد أن أدرك صناع الدراما أن المشاهد تشرح نفسها بنفسها، وأن المشاهد لا يحتاج إلى أن من يسقيه المعلومة وكأنها حبة دواء، استغنوا عن هذا النمط ليعيده ايضا من دون أي مبرر المخرج غافل فاضل والمؤلفة هبة حمادة والفنانة سعاد العبدالله التي من المؤكد أنها وافقت عليه قبل أن يبدأ التصوير، وقد تمت الاستعانة بالفنانة الكبيرة سميحة أيوب لرواية الأحداث وقيادة المشاهدين إلى الفهم والإدراك.

نمط فضة بقلبها الأبيض تناولته السينما المصرية في فيلم “تووت تووت” للفنانة نبيلة عبيد والمخرج الراحل عاطف سالم، ليقدم نموذج المرأة الكبيرة صاحبة العقل الصغير بشكل واقعي، وكذلك قدمه الفنان يحيى الفخراني في فيلم “مبروك وبلبل” الذي شاركته بطولته دلال عبدالعزيز، بشكل واقعي أيضاً، وكان مليئاً بالكوميديا.

لقد كان من الأفضل أن نشاهد “فضة قلبها أبيض” كعمل واقعي بعيد عن المثالية التي نشاهدها حاليا والتي لن يصدقها أحد بل ستثير الكثير من التساؤلات حول الأنماط الدرامية التي تروج لشخصيات مثالية تشبه الملائكة التي تهبط على الأرض لتصلح ما أفسده البشر، وكأن الإصلاح لن يتأتى إلا من قبل شخصيات غير واقعية.

18/09/2008

 

نتمناها إماراتية خالصة

استطاعت الدراما الإماراتية خلال السنوات الأخيرة أن تستقطع لنفسها مساحة على الشاشات المحلية خلال شهر رمضان، رغم تذبذب مواقف القائمين على المحطات التلفزيونية المحلية بشأنها، فأحياناً نجد المسؤولين عن هذه القناة يعلنون دعمهم الكامل والعملي للدراما ويقررون إنتاج عدة أعمال، ولكننا سرعان ما نفاجأ بهم أو بمن حلوا محلهم يتخلون عنها، لينتقل الاهتمام بها إلى قناة أخرى، وتبدأ في إنتاج العديد من الأعمال وتتيح الفرصة للمخضرمين والموهوبين للتعبير عن مكنونهم الإبداعي، وإن كان ذلك لا يضمن الاستمرار والديمومة.

ولعل السبب وراء هذه المواقف المتذبذبة هو عدم وجود استراتيجية إنتاجية للمحطات بعيداً عن الأشخاص المسؤولين عنها، ومدى استمرارهم في مواقعهم أو استبدالهم بآخرين.

ورغم أن الدراما الإماراتية تحدت ظروفها وكان القائمون عليها في وضع استعداد دائم لتلبية أي نداء من الذين يمتلكون القرار ويتحملون مسؤولية المحطات التلفزيونية، إلا أنها عجزت عن أن تخلق كادراً فنياً كاملاً يتحمل مسؤولية العملية الإبداعية، ويقدم دراما إماراتية خالصة.

ومن يتابع الأعمال التي تعرض حالياً والتي جاءت إجمالاً أكثر تميزاً من تلك التي عرضت في العام الماضي سيجد أن أياً منها لم يتحمل مسؤولية إدارة فريقها اسم إماراتي حيث تم اسناد مهمة الإخراج فيها إلى أسماء غير إماراتية نالت رضا نجومها خلال السنوات الماضية، بل إن مخرجاً مثل عارف الطويل يزيل اسمه أكثر من مسلسل، علماً أن ظاهرة تنقل المخرجين بين الدول المختلفة أضافت الكثير إلى الدراما العربية، والدليل الأعمال المتميزة التي أخرجها سوريون ولبنانيون في مصر التي كانت معقلاً لصناعة الدراما.

ورغم التقدير الكامل لعارف الطويل وغيره ممن تولوا مهمة إخراج الدراما المحلية التي يتابعها الجمهور حالياً، إلا أننا كنا نأمل أن نجد ولو اسماً إماراتياً واحداً مخرجاً لأي من هذه الأعمال، على أن يتضاعف في العام المقبل ويتكاثر في الأعوام التي تليه.

ومن يتابع الساحة الفنية الإماراتية سيجد الكثير من الشباب الموهوب الذي أخرج أفلاماً سينمائية وثائقية وقصيرة، وشارك في مهرجانات عالمية ونال جوائز منها، وهو ما يدحض أي مقولة تنفي وجود العناصر المؤهلة والدارسة لفنون الإخراج، ولكن يبدو أن فئة المبدعين الجدد لا تحتك ولا تتواصل مع فئة الفنانين القدامى أصحاب الكلمة الفاصلة في صناعة الدراما، وكل منهما يدير ظهره للآخر.

ليت الفنانين الكبار يطرقون أبواب المواهب الإخراجية المحلية ويدعونهم للعمل في الدراما الإماراتية على أن ينطلقوا في البداية كمساعدي إخراج لاكتساب خبرة الآخرين، والتعرف إلى المراحل الكاملة لصناعة مسلسل، وليت المخرجين الشبان لا يعتبرون أن العمل كمساعدين للمخرجين المعروفين انتقاص من شأنهم ومن موهبتهم، ويدركون أنه خطوة مهمة حتى يأخذوا مكانهم الصحيح في صناعة الدراما الإماراتية.

وفي النهاية نأمل أن نجد أسماء إماراتية تذيل الدراما المحلية في السنوات المقبلة حتى يكون طعمها إماراتياً 100%.

17/09/2008

 

حاير طاير

أثبت مسلسل “حاير طاير” أنه لا يزال يمثل “علامة الجودة” في الدراما الإماراتية، رغم أن عمره يقترب من عشر سنوات ناقش خلالها حوالي 150 قضية في حلقات منفصلة متصلة، ونتابع حالياً جزأه الخامس والأخير كل ليلة على شاشة تلفزيون دبي.

المسلسل عندما قدم لأول مرة لفت الأنظار الى موهبة بطله جابر نغموش في الأداء الكوميدي والتراجيدي، وإن كانت الحلقات التي أتيحت لي فرصة متابعتها كانت مساحة الكوميديا فيها شبه معدومة، وركز مؤلفه جمال سالم في جزئه الذي يعرض حالياً على مآسي الناس وهمومهم التي تثير الاكتئاب أحياناً، والحزن والتعاطف أحياناً أخرى.

وإذا كانت الحلقات الآتية تكاد تخلو من الكوميديا، فإن أهم ما يحسب للمؤلف فيها هو استغلال مساحة الحرية، ومناقشة قضايا كانت تعتبر من قبل خطوطاً حمراء ممنوع تجاوزها.

من الحلقات التي ناقشت ما كنا نعتبره محظوراً من قبل كانت حلقة تطرقت لوضع أبناء الإماراتية المتزوجة من وافد، والذين يولدون في الدولة ويتعلمون في مدارسها وجامعاتها، وعندما يتخرجون لا يجدون أي فرصة عمل، ويفاجأون بأن كل الأبواب تغلق في وجوههم رغم تفوقهم الدراسي، ورغم انتمائهم الى الدولة والتي لا يعرفون لأنفسهم بلداً سواها، وأيضاً لم تغفل الحلقة حرمانهم من العلاج حتى لو كانوا على شفا حفرة من الموت، وذلك في ذات الوقت الذي يتنعم فيه أبناء خالهم المتزوج من غير مواطنة بكل مميزات وحقوق المواطنة.

الحلقة كانت صادمة ومثيرة لأوجاع البعض ممن يعيشون نفس الظروف والذين يبحثون عن مخرج لأزماتهم المتلاحقة والمتكررة.

أيضاً تطرق المسلسل لقضية الطلاب الذين يبتعثون للدراسة في الخارج، والذين يعانون من ضعف مخصصاتهم المالية رغم أنهم أبناء بلد جدير بالمباهاة به أمام الآخرين، ولأجل استكمال دراستهم وتحقيق هدفهم لا يجدون مفراً سوى العمل في وظائف صغيرة ولا تليق بهم ولا بسمعة الوطن.

وبصرف النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف مع ما طرحته الحلقة حول مخصصات المبتعثين، وعملهم في الخارج إلا أن ما يحسب للمسلسل هو مناقشة للقضية بشكل مباشر لا يخلو من الجرأة والوضوح.

كما تطرق “حاير طاير” لسلوكيات الأفراد من خلال عدة حلقات مثل قضية من يستغلون سلطتهم لظلم الآخرين والسطو على ممتلكاتهم وزوجاتهم، ومن يؤجرون بيوتهم لشركات إنتاج لتصوير أعمال فيها ويتدخلون في عملهم وفيما لا يعلمون، ومن يسافرون للخارج للعلاج وينصرفون عن هدفهم لإشباع رغبات مما يعرضهم للابتزاز.. وقضايا أخرى متعددة.

المسلسل كنا نتمنى أن يمنح للكوميديا مساحة وخصوصاً أن المشاهد يحتاج لمن يرسم على شفاهه بسمة بنفس حاجته لمن يناقش همومه، وأعتقد أن الأكثر خسارة من عدم وجود مساحة كوميديا هم الممثلون وعلى رأسهم جابر نغموش الذي أمتعنا بخفة دمه في أجزاء سابقة.

16/09/2008

 

نقطة الصفر

أعتقد أن كثيرين مثلي يعيشون حالة من التيه بين الفضائيات العربية نتيجة عدم الاستقرار على الأعمال التي تستحق منهم مواصلة متابعتها حتى نهاية موسم الفوضى الدرامية والبرامجية الذي نعيش في ظله حالياً.

وحالة عدم الاستقرار التي أعاني وغيري منها لها العديد من الأسباب، ولعل أهمها الرغبة في متابعة الألوان والأجناس الدرامية المختلفة التي تزدحم بها الشاشات، ونتيجة عدم وجود الوقت الذي يكفي لمتابعة كل من الأشكال الدرامية والبرامجية (الدراما التاريخية، ودراما السير الذاتية، والدراما البدوية، والدراما المعاصرة، ودراما الحارات والأحياء الشعبية، ودراما القضايا المعاصرة، وبرامج الكاميرا الخفية، وبرامج التوك شو، والمسابقات، والبرامج التي يقدمها النجوم، وبرامج الإنشاد، والبرامج الدينية، وبرامج الطبخ وأكلات الشعوب، وبرامج الضحك على الذقون) يجب الواحد منا نفسه تائهاً، حيث يريد أن يتعرف إلى إبداعات ورؤى الجميع، ولكنه يفاجأ بأنه لم يستطع أن يتعرف بشكل كامل وحقيقي إلى أي شيء.

السبب الثاني وراء حالة عدم الاستقرار هو اختلاف الرؤى تجاه ما تعرضه الشاشات، فقد يجد أحدنا نفسه اتخذ قراراً نهائياً بمنح كل ما لديه من وقت لمتابعة أعمال معينة، ولكنه يلتقي أحداً من الموثوق فيهم لينصحوه بأن ما يشاهده ليس الأفضل، وأنه إن لم يتابع مسلسل البطل الفلاني والمخرج العلاني فسيكون قد خسر أفضل أعمال الموسم، وأمام ذلك تحدث عمليات الإحلال والتبديل ليبدأ من الصفر ويترك ما تابعه لحلقات، والنتيجة تجربة مشاهدة مفتوحة ورؤية غير متكاملة.

السبب الثالث هو حالة الجدل التي تثيرها بعض الأعمال، ولأن الإنسان كائن فضولي يجد نفسه قد تخلى عن الأعمال التي ارتبط بها وسعى وراء الأعمال المثيرة للجدل ليبدأ معها أيضاً من نقطة الصفر.

السبب الرابع هو الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والذي يقوله عبر شاشاته وصفحاته أبطال الأعمال المعروضة والإغراءات التي يقدمونها للمشاهدين، وهي لا شك تؤتي ثمارها أحياناً وتؤدي إلى تغيير اتجاهات الرأي العام ليعود البعض أيضاً إلى نقطة الصفر محاولاً الانطلاق من جديد.

الغريب أن المستفيد الوحيد من حالة اللهاث وراء الأعمال التي تعرضها الشاشات هم المعلنون، حيث احتكرت مجموعة من الشركات رعاية العديد من المسلسلات، لا بل القنوات، لتجد الإعلان الذي تتركه على شاشة معينة يلاحقك على شاشة ثانية وثالثة ورابعة وربما عاشرة، والنتيجة أن الناس حفظت الإعلانات وتاهت بين المسلسلات والبرامج.

ألم يكن من الأفضل أن تعرض لنا كل شاشة مسلسلاً واحداً أو اثنين على الأكثر على أن تواصل تقديم الجديد لنا طوال العام؟

إنه سؤال لن يجيب عنه أحد وخصوصاً أن المحطات أصبحت غير محدودة وساعات البث لا حصر لها، والمعلنون عددهم قليل، والكل يسعى لجذب المعلن وتغطية ساعات البث، حتى ولو كان ذلك على حساب المشاهد التائه بين الجميع.

15/09/2008

 

يسرا “امرأة الأحلام

اعتادت الفنانة يسرا خلال الفترة الأخيرة أن تلتقي بجمهورها سنويا من خلال مسلسل تلفزيوني، غالبا ما يكون من إنتاج “العدل جروب”، وغالبا ما يعرضه تلفزيون دبي، بعدما حدث ما يشبه التوافق الفكري والفني والمادي بينها وبين جهة الانتاج وجهة العرض.

ورغم أن يسرا قدمت في السينما مختلف النماذج الإنسانية المرفوضة والمقبولة، ولاقت الكثير من الهجوم بسبب أدائها النماذج السلبية في أكثر من فيلم وخصوصا فتيات الليل وما شابه، وكانت تتصدى لمن يهاجمونها بمقولة أن دور الفن تقديم السلبي والايجابي طالما أن لكل منهما وجوداً في الواقع.. رغم كل ذلك فوجئنا بيسرا تغير قناعاتها بعد أن تحولت إلى نجمة تلفزيونية، بتقديمها نماذج لا تنتمي إلى الواقع ولا وجود لها على كوكب الأرض.. نماذج شديدة المثالية.. لا تعرف سوى التضحية لأجل كل من حولها.. تعطي كل شيء ولا تأخذ أي شيء وكأنها “امرأة الأحلام”.

لقد تابعنا يسرا بصورة المرأة “الملائكية” في “حياة الجوهري” وأيضاً في “أحلام عادية” رغم أنها كانت سارقة ولكنها مثالية ولا أدري كيف كان ذلك.

وفي العام الماضي قررت يسرا أن تتصدى لقضايا الرأي العام، وألا يقتصر دورها فقط على النمط المثالي، ولكن امتد ليتبنى قضايا الناس ويدافع عن حقوق المظلومين ويقف في وجه الفاسدين ويفضح مستغلي السلطة، وذلك من خلال مسلسل “قضية رأي عام” الذي ناقشت فيه قضية اغتصاب المجتمع من قبل فئة أصحاب الجاه والسلطة من خلال حكاية الطبيبة وزميلاتها اللائي تعرضن للاغتصاب.

وهذا العام تواصل يسرا أداء نفس الدور من خلال مسلسل “في إيد أمينة” لتقدم شخصية لها نفس ملامح طبيبة “قضية رأي عام” وإن اختلفت الوظيفة والاسم، فهي اليوم “أمينة” الصحافية رئيسة قسم التحقيقات في صحيفة كبرى، والتي تحمل هم كل المحيطين بها سواء مرؤوسيها أو أهلها أو حتى أطفال الشوارع والخادمات وكل المهمشين في المجتمع.

ورغم أن أمينة امرأة لم تظلم أحدا ولم ترتكب أي خطأ في حق صغير أو كبير، إلا أن كل “الحيتان” المحيطين بها يسعون لتدميرها، ابتداء من زوجها الذي يخونها رغم تضحيتها بالإنجاب وكل شيء لأجله  علماً أن أزواج يسرا في الدراما التلفزيونية دائما عناصر فساد وهي ضحية لهم  ومرورا برئيس التحرير الذي لم نفهم خلال الاسبوع الأول من رمضان طبيعة علاقتهما ومفرداتها، وانتهاء بالجهة المجهولة التي تهددها بالقتل منذ الحلقة الأولى من دون أن تتكشف أي من ملامحها.

لا أحد ينكر أن يسرا فنانة لها تاريخها الإبداعي ولها أعمال تتحدث عنها، ولكن نريدها أن تعود لتعيش وسط الناس وتختار من بينهم النموذج الواقعي للمرأة، بدلا من هذا التسامي الذي لا يثير سوى السخرية والاستغراب.

11/09/2008

 

الفنار

كثير من الأعمال الدرامية يتم تسويقها بأسماء أبطالها، من دون النظر إلى القضية التي تناقشها أو حبكة السيناريو أو مهنية المخرج أو أداء بقية الممثلين، وهذا النمط من الأعمال أحياناً ما يخيب آمال المحطات التي تشتريه وتعرضه، وأيضاً الجمهور الذي يتابعه، وهو فخ وقعنا فيه كثيراً من دون أن يتعلم أحد من الدرس.

والنادر من الأعمال يكون النص هو الذي يتحكم في تسويقها، وعنصر الجذب الجماهيري إليها، وهي أعمال محدودة جداً في ظل هذا الزحام الدرامي الذي نعاني منه حالياً.

من بين المسلسلات التي تخلو من أسماء الممثلين الجاذبة وتعتمد بشكل أساسي على الموضوع وحبكة السيناريو وقدرات المخرج والبطولة الجماعية “الفنار” الذي تعرضه قناة المنار اللبنانية خلال أيام وليالي رمضان.

 “الفنار” قصة وسيناريو وحوار مجدي صابر وإخراج خالد بهجت وتلعب بطولته الفنانة المحجبة صابرين، والتي اعتزلت الفن بعد أدائها لشخصية أم كلثوم، لتعود وتقدم “كشكول لكل مواطن” ثم اختفت عامين لتعود مع “الفنار” وتجسد فيه شخصية ابن أحد رموز المقاومة في مدينة بورسعيد، ويشاركها فيه عزت العلايلي وأحمد راتب وأحمد بدير وطارق لطفي وأسماء أخرى عدة.

المسلسل تدور أحداثه في مدينة بورسعيد وتبدأ بليلة شم النسيم عام ،1967 وهي الليلة التي يتجمع فيها أهالي المدينة الصامدة في أحد الأحياء ليحرقوا مجسماً لشخصية القائد الإنجليزي اللبني الذي اشتهر بدوره في الحرب العالمية الأولى وقيادته لقوة استولت على فلسطين وسوريا عامي 1917 و،1918 ليكون الممهد الأساسي لاحتلال “إسرائيل” لفلسطين، ويقود التجمع أحد رموز المقاومة وهو أبوالعربي سعد والذي قاد الكثير من العمليات ضد الإنجليز خلال حرب ،1956 وفقد نظره خلال أحد التفجيرات، ومن خلاله وبطريقة ال”بلاي باك”، نتعرف الى دور مدينة بورسعيد في المقاومة والتصدي للإنجليز.

المسلسل لم يغفل دور الخونة الذين كان لهم وجود بالأمس، وأصبحوا أكثر انتشاراً اليوم، والذين أبلغوا عن المقاومين ليقعوا في مصيدة الاحتلال أكثر من مرة، ولكن بحيل أبوالعربي ينجحون في الهروب واستكمال دورهم.

أعرف انه من المبكر جداً الحكم على عمل درامي، ولكن مثلما يقولون “الجواب يقرأ من عنوانه”، ورغم أنني لم أشاهد من “الفنار” سوى 3 حلقات إلا أنني اعتبره من الأعمال المتميزة التي تستحق المتابعة خصوصاً أنها تعيدنا الى صفحة من تاريخنا، نحن في أشد الحاجة لاسترجاعها مرة أخرى حتى نستعيد كرامتنا وكبرياءنا ومكانتنا التي تليق بنا بين الأمم.

08/09/2008

 

 

مشاكل ومشاكل

قبيل ومع بداية كل رمضان تثار مشاكل حول أعمال تعرضها الفضائيات خلال أيامه ولياليه، البعض منها يثار لأسباب تافهة والبعض الآخر بحثا عن مكاسب مادية وشخصية، والبعض الثالث يكون لأسباب جوهرية وأحياناً سياسية.

ومن المشاكل التافهة تلك التي نسمع عنها بين أهل الفن والتي تعبر عن الصراع المتجدد دائماً بينهم بسبب ترتيب الأسماء على التترات، وتصل أحياناً إلى حد نيل هذا الفنان من ذاك والطعن في موهبته وقدراته وأصوله.

أما هؤلاء الباحثون عن المكاسب المادية فهم ورثة بعض الشخصيات العامة التي يتم تناولها دراميا، والذين يحاربون تقديمها في مسلسل حتى يحصلوا على أكبر مكاسب ممكنة وبعدها يصرحون بالتصوير، وقبل العرض يحاولون العودة للابتزاز مرة أخرى أملا في مكاسب إضافية، وفي حالة عدم استجابة القائمين على العمل يكون كل الويل لهم باللجوء إلى الضغط عبر أصحاب القرار أو القضاء والاعلام.

مسلسلات أخرى تناولت الصراع العربي - “الاسرائيلي” وحاولت تسليط الضوء على الشخصية الصهيونية والجرائم التي ارتكبتها في حق العرب والانسانية حتى تقيم دولتها على أرض فلسطين المغتصبة، وهي الأعمال التي تمت محاربتها دبوماسياً، وكان التهديد بتوصيل ملفاتها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لفرض عقوبات على صناعها وكل من سهلوا مهمتهم.

وإذا كنا ممن يرفضون المشكلات سالفة الذكر جملة وتفصيلا، وخصوصاً أنها تعبر عن مصالح ذاتية جداً، ولا ينبغي منع أو مصادرة عمل لأجلها، أو أنها تعبر عن موقف سياسي ينبغي أن نتبناه جميعاً، فقط ظهر هذا العام نمط جديد من المشكلات أسبابها جوهرية ينبغي التوقف عندها، وتدارس العواقب جيداً قبل اتخاذ قرار نهائي بشأنها، وأقصد بها المشكلات التي أثارتها بعض المسلسلات البدوية التي تتناول صراعا بين قبيلتين أو أكثر من القبائل المعروفة في دول عربية مختلفة وبين أهل البادية.

إن هذه الأعمال تهدد بفتنة قبائلية وتكشف عن صفحات لن يستفيد أحد من فتحها بل من المؤكد أنه سيضر الكثيرين، وقد يؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب.

لا أعتقد أن مهمة صناع الدراما أو عارضوها خلق الفتنة، بقدر ما هي البحث عن المشكلات التي تعانيها مجتمعاتنا، والسعي لطرحها والبحث عن حلول لها، خصوصاً أننا نعيش حالياً في مرحلة حرجة من التاريخ العربي يحتاج إلى من يسعون للم الشمل لا لمن يرجون للفرقة والتشرذم والتفتت الذي ضرب وحدتنا وفرق بيننا، ولا نحتاج إلى المزيد.

ليت الفضائيات التي تعرض أعمالا بدوية يمكن ان تسيء لهذا المجتمع أن تعيد النظر في قراراتها، وتتنازل عن طموحات النجاح الجماهيري وإثارة الجدل لأجل مصلحة الجمع العربي.

06/09/2008

 

حمى الدراما البدوية

لم تقتصر عمليات الاستنساخ الدرامي على مسلسل “باب الحارة” الذي نشاهد له عدة أشقاء موزعين على شاشات مختلفة، ولكن هناك محاولات أخرى للاستنساخ وسرقة وصفة “الطبخة الدرامية مضمونة النجاح”، وتتمثل في الدراما البدوية التي ازدحمت بها الفضائيات هذا العام، وأصبحت تشكل ظاهرة غير مسبوقة، تستلزم الدراسة والبحث.

فبعد النجاح الكبير الذي حققته في العام الماضي مسلسلات “رأس غليص” و”نمر بن عدوان” و”وضحى وابن عجلان”، أصابت حمى الدراما البدوية العديد من المؤلفين والمخرجين والمنتجين الباحثين عن وصفات مضمونة النجاح والعاجزين عن ابتكار طبخات جديدة أو طرق أبواب درامية مجهولة، وكانت النتيجة 15 مسلسلاً بدوياً حسب ما استطعت إحصاءه، ناهيك عن المسلسلات التاريخية التي تتشابه معها أحياناً في الملامح الشكلية من حيث الملابس والديكورات والتصوير في المناطق الصحراوية شاسعة المساحة.

هل تصدقون أن لدينا ما يقارب 15 ساعة درامية بدوية تعرض في حوالي 45 ساعة لو كان كل مسلسل يعرض على 3 قنوات ما بين مفتوحة ومشفرة، ناهيك عن الإعادات مرة واثنتين يومياً على ذات القناة!

إن هذه الحصيلة وحدها وما ينجم عنها من مطاردات للمشاهد كفيلة بأن تخلق عنده الملل وتدفعه للهروب من هذا النمط الدرامي الى غيره من الأنماط التي لا تعاني زحاماً، ووجود هذا العدد من الساعات الدرامية البدوية يؤكد ما قلناه ونقوله وسنقوله عن غياب التنسيق بين صناع الدراما العربية وعارضيها.

لقد عشت حالة من الحيرة في سبيل اتخاذ قرار باختيار مسلسل واحد من بين ال 15 لأتابعه، وفي النهاية وجدت نفسي أميل الى “صراع على الرمال” لما قرأته عن نصه المأخوذ عن خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واسم السيناريست هاني السعدي وأيضاً المخرج حاتم علي وأبطاله وفي صدارتهم تيم حسن الذي أمتعنا العام الماضي بأدائه المتميز لشخصية الملك فاروق، ناهيك عن ضخامة الإنتاج والتصوير في عدة أماكن عربية، والاستعانة بعناصر فنية وتقنية من جنسيات مختلفة مشهود لها بالتميز والإبداع، وكلهم أسماء لا تشارك في عمل إلا إذا كان سيضيف إليهم ولن ينال منهم.

أما باقي الأعمال التي لا يتسع المجال لسردها فإني أخشى على صناعها من أن يصابوا بالخيبة التي أصابت قبلهم كل المقلدين والمستنسخين وهواة سرقة نجاح الآخرين.

ورغم حالة الهرولة التي شهدناها الى الدراما البدوية هذا العام، فإن أحداً لم يكن ليتوقع حالة الجدل التي أخذتها بعض المسلسلات قبل عرضها والتي تهدد بفتنة قبائلية وهو ما سنتناوله في مقال قادم.

05/09/2008

 

عدوى “باب الحارة

تكرس فضائياتنا دائماً أننا قوم نجيد التقليد والاستنساخ، ونادراً ما نعرف طريق الإبداع، وهو الأمر الذي كنا نستحي منه بالأمس وأصبحنا اليوم نمارسه بوجه مكشوف بعد أن خلعت عنا محطاتنا التلفزيونية برقع الحياء.

بالأمس كانت مهمة الناقد في المقام الأول البحث عن محاور الإبداع والكشف عن لصوصه من المقلدين والمستنسخين عن بعضهم بعضاً أو عن الغرب، أما اليوم فلم يعد هذا الدور مطلوباً بعد أن جاهرت فضائياتنا وأعلنت بالصوت العالي ان كل برامجها مستنسخة ومشتراة من محطات أجنبية.

أما بالنسبة للأعمال الفنية فلا يزال لدينا بعض الحياء، وأصبحت السمة الغالبة هي استنساخ أو قل تقليد الأعمال الناجحة، وهو ما نلحظه جلياً في الأعمال السينمائية والغنائية والدرامية.

ولأننا نعيش موسم الفوضى الدرامية كما سميناه سابقاً فإن التقليد في الدراما هو ما يهمنا في هذه الأيام، وخصوصاً بعد ان اعتاد كتابنا ومنتجونا تقليد أي قيمة درامية تحقق نجاحاً، ولذا لا نستغرب أن تتشابه ملامح العديد من الأعمال الدرامية وشخوصها وأحداثها وان اختلفت عناوينها وأسماء أبطالها والحوار الذي نتابعه بينهم على شاشات مختلفة.

فبعد النجاح الكبير الذي حققه الجزآن الأول والثاني من مسلسل “باب الحارة” خلال العامين الماضيين، انتقلت عدواه الى العديد من صناع الدراما السورية لينبشوا التاريخ باحثين عن أحداث وأماكن مشابهة لتقديمها في أعمال جديدة، آملين في جني نفس النجاح، وكانت النتيجة حالة من الحيرة يعيشها المشاهد عند اختياره للأعمال التي سيتابعها، وصدمته عندما يتنقل بين القنوات ليجد أن عدة مسلسلات تقدم له نفس متعة الفرجة التي يمكن ان يقدمها له مسلسل واحد.

من بين الأعمال التي أصابتها عدوى “باب الحارة” مسلسل “أولاد القيمرية” والذي كتب له السيناريو والحوار بطل “باب الحارة” سابقاً عباس النوري وكتبت قصته زوجته عنود الخالد، ولعل في هذه التركيبة ما يكشف سر الخلاف بين النوري والمخرج، والذي انتهى باستبعاد الأول حتى لو كان الثمن اغتيال أبوعصام وقطع علاقته بالعمل نهائياً.

وأيضاً هناك مسلسل “بيت جدي” والذي يتناول البيئة الدمشقية في الثلاثينات من إخراج رشاد كوكش وبطولة ناجي جبر وأسعد فضة وأناهيد فياض، ومسلسل “فنجان الدم” ويتناول صراع القبائل في بلاد الشام خلال القرن 91 وبطولته لجمال سليمان وغسان مسعود ونسرين طافش.

ولا يختلف كثيراً عن هذه الأعمال مسلسل “الحوت” ويتناول حال الناس وحياتهم في مدينة اللاذقية خلال فترة الاحتلال الفرنسي من خلال حكاية أسعد الحوت الذي يجسده سلوم حداد ومعه بسام كوسا وخالد تاجا، أما مسلسل “أهل الراية” للمخرج علاء الدين كوكش فتدور أحداثه في حي ساروجة بدمشق ويلعب بطولته أيضاً جمال سليمان وكاريس بشار ومنى واصف.

ومن خلال قراءة في موضوعات هذه المسلسلات سنجد ان الأحداث تنتقل من الحارة الى الحي وان معظم الرجال من أصحاب الشوارب والنخوة والأصوات الجهورية، وأن مسلسلاً واحداً منها كان يغني عنها جميعاً.

02/09/2008

 

موسم الفوضى الدرامية

لعلها المرة الأولى التي يأتي فيها شهر رمضان، والجمهور العربي مشبع درامياً، بفعل الدراما التركية المدبلجة، وخصوصاً مسلسل “نور” الذي تعلق به الملايين، وتجاوز تأثرهم به حالة التشبع، إلى التوحد مع بطليه نور ومهند، والتضحية بالغالي والنفيس لأجل متابعة تفاصيل حكاية عشقهما، ولذا لم يكن مستغرباً أن نسمع عن حالات انهيار أسري وطلاق وعنف وغير ذلك من المشرق العربي الى مغربه، ناهيك عن الحكايات التي تثير الضحك والبكاء في آن واحد، مثلما فعلت امرأة بدوية سعودية من نجران قامت ببيع قطيع ماشيتها بالكامل حتى لا يشغلها شيء خلال عرض المسلسل، ولعل ما سمعناه من أقطار عربية مختلفة يؤكد أن نور ومهند نجحا في تعمية قلوب وتضليل عقول الكثيرين، ليس من الشباب والصبايا فقط، ولكن أيضاً من عواجيز العرب الذين توهموا استعادة شبابهم بفعل “نور” وحواديته الغرامية.

ومسلسل “نور” وأشقائه، وما يتضمنونه من نماذج إنسانية لا تخلو من أمراض اجتماعية ونفسية، ومن قيم تكرس العنصرية والطبقية ليس قضيتنا، ولكن خيبة أملنا في المسؤولين عن فضائياتنا وصناع الدراما في العالم العربي الذين يختصرون العام كله في رمضان، ويصرون على التزاحم على عرض كل جديد لديهم خلال لياليه، معتبرينه الموسم الوحيد للمشاهدة، وكأن الناس تضع أجهزة التلفزيون بعد انتهائها في المخازن، وتكون النتيجة خلو الساحة أمام أي دراما غازية طوال 11 شهراً.

إن التفكير القاصر والقرارات العشوائية غير المدروسة التي يتفق حولها جميع المسؤولين عن التلفزيونات العربية، هي المسؤول الأوحد عن تغلغل القيم والمبادئ التي تبثها الدراما التركية في عقول مشاهديها، خصوصاً أنهم لم يجدوا أمامهم سواها إلى جانب المسلسلات والأفلام الأمريكية التي تعج بها الشاشات وسيلة للتسلية على الشاشة الفضية طوال العام.

والغريب أن الكل يعي جيداً أن أي مشاهد مهما كان إدمانه للتلفزيون لا يستطيع متابعة أكثر من 5 مسلسلات يومياً، وهو ما توفره قناة واحدة، ومع ذلك تزدحم فضائياتنا في رمضان بعشرات المسلسلات دفعة واحدة، ليخرج كم لا بأس به من السباق، وكأنه لم يعرض أساساً، وتكون النتيجة الحكم عليه بالإعدام لأن أحداً لم ينتبه إليه في موسم الفوضى الدرامية العربية.

لعل النجاح الجماهيري الذي حققته الدراما التركية، رغم أمراضها المتعددة، يكون دافعاً أمام القائمين على الدراما العربية لإعادة النظر في مناهجهم وسياساتهم الإنتاجية الخاطئة وإدراك أن الناس تشاهد التلفزيون طوال العام، وليس خلال شهر رمضان، ولننتظر ما سيسقط جماهيرياً خلال الأيام المقبلة بسبب الزحام والسباق الدرامي الذي بدأ أمس.

01/09/2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)