كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مديحة يسرى:

لولا أفلامنا فى الخمسينيات ما كان هناك  30 قاضية الآن

هدي المصري

السينما المصرية في عيدها المئوي

   
 
 
 
 

قالت عنها الممثلة «زينب صدقى» من ينظر إليها للوهلة الأولى يحسبها شخصية حزينة هادئة.. لكن الحقيقة أنها تميل إلى الفرح والفكاهة.. فضلا عن كونها تملك طاقة كبيرة من الثورة والطموح.. تلك هى «الأفوكاتو مديحة» التى تتحدث عن المسألة السينمائية عابرة من مشوارها فى الزمن الجميل وحتى الحاضر الذى ترى أنه ظلم أبطاله مستشرفة سينما تدرك وعى الجمهور.. تقول مديحة يسري: أنتجت أجمل وأروع الأفلام السينمائية وتعاملت مع الفن بمنطق واع راشد لم تكن سينما سطحية ولكنها تبنت العديد من القضايا من المرأة والعمال آمالهم وثوراتهم، وقد خضت حربا فى مجلس الشورى من أجل قضية السينما التى تبنيتها منذ شبابى وطالبت ببنك من أجل تسليف السينما.

·         وماذا عن جيلك

جيلى كان يحب بل يعشق السينما، حمل همومها على أكتافه، كنا نضحى، ومن أجلها أنتجنا أفلاما عديدة، والكثير منا كان يتنازل عن جزء كبير من أجره لأننا بجد كنا نحب الفن، كان الهدف الأول والأخير أن نبنى مجد السينما ونثبت أقدامها فلم نتعامل معها كمهنة أو وظيفة نجنى أموالا طائلة من ورائها مثلما يحدث الآن، وكنا نحمل رسالة، ومع ذلك اعتبر الجيل الحالى مظلوما.

·         هل تعنى أن جيلك كان محظوظا

نعم جيلى كان يحمل قضية ورسالة واستطاع تحقيقها.

·         وكيف ظلم هذا الجيل

بسبب الفارق الزمنى والاجتماعى واختلاف الظروف والمعايير أصبحت النصوص السينمائية دون المستوى، سيئة، حتى الكلمة نفسها تغير معناها، أصبحنا نسمع مصطلحات غريبة لم نكن نسمعها من قبل سمعناها فى السينما الحالية، سينما بلا بصمة أو علامة.

·         ما رأيك فى الأفلام الحالية

بلا هدف تختفى فيها معانى الانتماء والتضحية، تزخم بمفاهيم العنف، وهذا يجعل الأفلام مليئة بالابتذال وليست مادة جيدة تقدم للشباب الذى يحتاج إلى جرعات مكثفة من الانتماء وحب هذا البلد بصدق، والتضحية من أجله، بدلا من أن نشغله بمضامين تافهة مليئة بالعنف، ودور القائمين على السينما القيام بالتوجيه، ولكن للأسف موضوعات الأفلام المعروفة الآن تسىء إلى السينما المصرية وتاريخها ولايمكن أن تضيف شيئا. وأتمنى التركيز على المضامين الاجتماعية كحب الأسرة وبر الوالدين وبث الحس الوطنى لدى الشباب ولكن للأسف الموضوعات سيئة للغاية والكتابة نفسها لاترتقى بعقلية جمهور السينما، أحداث مفتعلة بلا صدق لايمكن أن يتفاعل معها جمهور وصل إلى مرحلة من النضج الفكرى يرفض هذا الإسفاف.

·         فى أى مرحلة عبرت السينما عن آلام المجتمع

كانت فترة الخمسينيات والستينيات هى التى عبرت عن المجتمع المصرى بعمق وصدق فى أفلام محمد فوزى وليلى مراد وأنور وجدى وعماد حمدى وحسين صدقى ويوسف وهبى كانت السينما تحمل قضية ورسالة حب وتضحية ورومانسية. لقد اخترق جيلى جميع القضايا (دين وسياسة، استعراض وغناء) كانت هناك القصة الجيدة والسيناريو والحوار الجيد ورؤية مخرج تتسم بالعمق والوعى الفنى أما الآن فضرب وقنابل وعنف.

·         إلى أين تتجه السينما

تتجه إلى الأفلام الكوميدية الهابطة وارتفاع مضمون العنف ونسبته فى معظم الأفلام ما يميز سينما هذه الأيام، وأتوقع سيناريو أفضل خاصة أن بعض الأفلام الجديدة بدأت تطرح قضايا اجتماعية ملحة، ولكن للأسف عددها قليل.

·         ما أهم الأفلام التى تعرضت لقضايا الظروف الراهنة

لا أستطيع أن أذكر أسماء وإلا سوف يتهموننى بالتحيز، ولكن كل ما أستطيع أن أقوله أنه أصبح هناك اهتمام بصناعة السينما بتدخل وزارة الإعلام وشركات الإنتاج وأتوقع أن تضع السينما أقدامها على أولى الخطوات السليمة.

·         ما مواصفات البطلة فى جيل مديحة يسرى

ذكية، مشبعة حتى أطراف قدميها بالموهبة الفنية، البحث عن ذاتها واستخراج الفن من داخلها، الإصرار أهم شىء بالإضافة إلى الالتزام الأخلاقى والفنى وتقمص الشخصية واستيعابها، وأناقة اللبس والمكياج.

·         هل ترين أن جيلك استطاع أن يؤثر فى المجتمع وترك بصمة

بالتأكيد أفلامنا كانت بمثابة ناقوس إنذار من أجل إحداث تغييرات اجتماعية كثيرة، وإلا لما أصبح لدينا الآن 31 قاضية، واخترقت المرأة المجالس النيابية، ولقد تناولت فى أفلامى مثل «الأفوكاتو مديحة» حق المرأة فى العمل. ولقد أنتجت أكثر من 15 فيلماً لى ولغيرى من الفنانين، مثل أفلام «صغيرة على الحب»، «السيرك»، «اعترافات زوج» وغيرها، وكنت فى سن صغيرة لكى أقدم على الإنتاج، وكان الدافع حبى للسينما، وتمنيت أن أعمل حاجة حلوة، إنتاج جيد يليق بفن السينما وإثبات وجودها.

·         ما رأيك فى بطلات سينما اليوم

مظلومات ينقصهن التوجيه والكتابة الجيدة، وللأسف بعضهن يسعى وراء المادة ويهتم بالكم وليس بنوعية الأفلام التى يقدمها، والسبب: السرعة وضيق الوقت وكثرة الوجوه الجديدة على الساحة، باختلاف جيل عشق السينما، وكان يتنازل عن أجره ولا يحدد مبالغ طائلة لصالح العمل ككل.

·         هل تشاهدين بطلات السينما

للأسف أشاهد الأفلام ولكنى لا أتذكر البطلات أو الأبطال.

·         كيف ترين جمهور السينما الآن

لديه نضج فنى عال يستطيع أن يحكم على مستوى ما يقدم من أفلام، خاصة فى ظل هذا الكم من الفضائيات والقنوات المفتوحة والإنترنت، ولن يقبل أن يستمر هذا الوضع قائماً.

·         ما تعليقك على فنانات يتجاوزن الأربعين ولايزلن يؤدين دور الطالبة الجامعية

أرفض ذلك بالتأكيد، خاصة وهو فى غير صالح الفيلم أو الفنان نفسه، حيث يفقده المصداقية خاصة أن لدينا جمهورا على درجة عالية من الوعى، يحتاج إلى محتوى على نفس مستوى نضجه يشبع فهمه للمعرفة، خاصة وهو الآن أصبح متلقيا لأكثر من وسيلة، وليست السينما وحدها كما كان فى الماضى.

·         وهل هذا يعنى أن جمهور سينما الخمسينيات يختلف عن الجمهور الحالى

بالتأكيد لارتفاع نسبة التعليم، والفارق الزمنى والاجتماعى والتكنولوجى، الأمور تغيرت كثيراً وعلينا أن ندرك ذلك.

·         هل ذلك سطوة مخرج أم ضعف ممثل

أعتقد أن السبب كله يرجع إلى حب الفنان للمادة وإغفاله دوره كقدوة.

·         ما رأيك فى مخرجى السينما

لن أعلق، ولكن السينما المصرية لن تستطيع أن تأتى مرة أخرى بعز الدين ذو الفقار، أو هنرى بركات، أو صلاح أبوسيف، أو يوسف وهبى.

·         مَن مِن بنات هذا الجيل تستطيع أن تستحضر موهبة مديحة يسرى

لا توجد من تستطيع أن تعيد تاريخ مديحة يسرى حالياً.

·         ما الفيلم الذى تتبرئين منه

لا يوجد فيلم أتبرأ منه، فأنا أعتز بجميع أفلامى وفخورة بها.

·         ما الذى تودين تقديمه للسينما

لقد قدمت الكثير للسينما، أنتجت وأديت أدواراً وكتبت قصصا، وتبنيت قضية السينما، لأنها مصدر دخل قومى يدر عملة صعبة، وكانت بمثابة ثانى صناعة بعد القطن تدر دخلاً قومياً، وأتمنى أن تعود لسابق عهدها الأول.

·         ماذا فعلت فى وسط مجتمع كان ينظر للسينما والتمثيل وكأنه سبة

قدمت «الأفوكاتو مديحة» للتأكيد على دور المرأة فى المجتمع، و«بنات حواء» للمساواة بين المرأة والرجل، واستطعت أن أتمرد على دور الفتاة الأرستقراطية الذى حاصرنى فيه المخرجون، وقدمت فيلماً ينتصر لثورة العمال فى فيلم «العامل»، وتناولت فى أفلامى الطبقة الكادحة مثل فيلم «ابن الحداد».

·         ما أهم الأدوار والأبطال فى حياة مديحة يسرى

إنى راحلة، لحن الخلود، فاطمة وماريكا وراشيل، الخطايا، وقد قمت بأداء دور الأم رغم صغر سنى، فقد رأى فى مخرجو السينما أننى قادرة على بذل العطاء والتضحية، كما أن موهبتى وشكلى ساعدانى كثيراً، فالبنسبة لشخصية الأم فالحسم والطيبة صفتان مهمتان، وأعتز أيضاً بفيلم «الإرهابى» الذى تناول قضية التطرف الدينى، وهذا دور السينما أن تعالج بحكمة تلك الموضوعات التطرف الفكرى والدينى، ولا تقف عند حد المتفرج، عليها أن تهتم بالواقع الاجتماعى للمواطن المصرى دون مبالغة أو كوميديا أو إسفاف.

روز اليوسف المصرية في 5 يناير 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)