كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رحل عن 84 عاماً وعن إحساس بالمرارة...

فؤاد المهندس... حتى الكوميديا يمكن أن تكون رسالة اجتماعية

بيروت - ابراهيم العريس

عن رحيل

مهندس الكوميديا

فؤاد المهندس

   
 
 
 
 

لم يعش فؤاد المهندس تلك «الألف عام» التي تحدث عنها سلفه الكبير يوسف وهبي في كتاب مذكراته، لكنه واكب معظم اجيال الكوميديا المصرية خلال النصف الثاني من القرن العشرين. مشكلاً ما يمكن اعتباره واسطة العقد بين تلك الاجيال. 

وفؤاد المهندس، الذي رحل أمس عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، بدأ حياته الفنية بلقاء مع نجمه المفضل، في ذلك الحين، نجيب الريحاني، من دون ان يعرف ان اللقاء سيقوده حقاً الى طريق الفن، ذلك ان كل شيء في طفولته وشبابه كان يؤشر الى انه سيسير على «الطريق المستقيم» بعيداً من الفن. لكن المهندس الذي سيظل مشاكساً طوال العقود التالية، ربما كانت رغبته في مشاكسة الريحاني هي التي اخرجته من اجواء العلم التي تميز بها بيته العائلي. فما أن سمع الريحاني من المهندس الشاب انه يهوى الفن ويود لو يسير على خطاه كمعلم له، حتى اجابه بسرعة «كن رجلاً ولا تبتغي». يومها احس المهندس ان الرجولة تكمن في مكان آخر: في ان يختار طريقه بنفسه. فاختار الفن تاركاً التجارة التي حصل على شهادة البكالوريس فيها ليعلقها زينة في بيته لا اكثر.

وطوال العقد الذي سبق رحيله، ربما يكون فؤاد المهندس ندم على ذلك الاختيار، لا سيما حين وضع في المتحف مكرماً في شكل مبكر ولم يعد احد يختاره لعمل سينمائي أو تلفزيوني. لهذا كان يشعر بمرارة وأتى الموت، كما يبدو، لينقذه منها. لكن فؤاد المهندس الذي كان دائماً من دعاة الفن الراقي والكلام الانيق، فضل ان يعيش نهايته بكرامة: صامتاً مراقباً ما يحدث من حوله، لا سيما في عالم الفن الذي هبط مستواه، منذ توقف فؤاد المهندس وغيره من آخر ابناء الجيل الذهبي عن العمل.

كان من ابناء ذلك الجيل، في الاذاعة المصرية اولاً، ثم في المسرح والسينما. اما البدايات فكانت مع فرقة «ساعة لقلبك» التي كان عمله فيها اول تطبيق للدروس التي تعلمها من «أستاذه» الريحاني. بعد ذلك لم يبارح المهندس تلك الدروس لا في المسرحيات، التي وصل الى الذروة فيها مع رفيقته الأولى شويكار، ولا في السينما التي اربى عدد ما مثَّله من افلامها على السبعين فيلماً، بين ادوار ثانوية، وأدوار «السنيد»، والبطولة المطلقة. في هذه الاعمال كلها، التي قدم الجزء الأكبر والاهم منها في الستينات ثم السبعينات - بدرجة اقل - كان المهندس مميزاً حتى حين كانت الأعمال نفسها ضعيفة او ركيكة. كان اسمه وأداؤه وحدهما كافيين لقلب المعادلة. فهو، بعد كل شيء، كان شعاره: لنقدم الفن الجميل والراقي في كل مناسبة تسنح لنا.

وحسبنا اليوم ان نشاهد تسجيل مسرحيات له مثل «سيدتي الجميلة» او «سك على بناتك» او «انها حقاً عائلة محترمة»، أو افلام مثل «ارض النفاق» و «اعترافات زوج» او «انا وهو وهي» و «جناب السفير» حتى ندرك كم كانت نوعية الاضافة التي قدمها فؤاد المهندس، في ذلك الزمن الانتقالي. بل يمكن القول انه أمن وحده، ومع شويكار في مرات عدة، تواصل تلك المرحلة مع التي سبقتها ومع التي تلتها... فكان نجم الكوميديا في الستينات والسبعينات، الحاضر بكثافة... جعلت كثراً لا ينتبهون الى ان المهندس غاب عن الساحة منذ حوالي 12 عاماً.

كان نسيج وحده، في صعوده وهبوطه، في أدائه الذي كان فيه وريثاً شرعياً للريحاني، كما في انفتاحه على الآخرين ومساعدته الجيل الجديد الذي ساهم في اطلاقه فورثه بشكل شرعي (عادل إمام، وسعيد صالح بين آخرين)... وثمة خوف من أن موت المهندس هو موت لمستوى معين من الكوميديا المصرية والعربية، ولنوع من الفنانين الكوميديين الذين ينظرون الى الفن كرسالة اجتماعية يجب ايصالها مهما كانت الصعوبات ومهما كان مستوى الوعاء الذي يحتويها.

الحياة اللبنانية في

17.09.2006

 
 

رحيل أخطر رجل في العالم

دعاء الشامي – قلم رصاص – القاهرة

في الصباح ومع أول يوم أجازة منذ فترة قررت أن أشاهد التلفزيون، ولا أتذكر أي القنوات اخترت.

لم استطع التجول بين القنوات كثيراً، جذبتني لقطة كانت من مسلسل (عيون) للجميلة سناء جميل والرائع فؤاد المهندس ويونس شلبي وشيرين، ولكن وقعت عيناي على العنوان المكتوب أسفل الشاشة على اليمين... "وداعا فؤاد المهندس" ليتوقف رأسي عن التفكير لحظات، وسألت نفسي هل لحق فؤاد المهندس بسجل المبدعين الراحلين هذا العام؟!

بعد لحظات دارت رأسي وأخذت أتذكر فؤاد المهندس وأفلامه وإفيهاته، ولكن ما شغل بالي وقتها ليس فؤاد المهندس الكوميدي وأفلامه الرائعة ولكن الأستاذ الذي تعلق به ذهني... هو الذي يرتبط برمضان والصبوحة وأغنية "الراجل ده هيجنني هيجنني..طير مفاتيح عقلي مني هيجنني" التي تعودنا عليها طوال شهر رمضان بصوته لنضحك ونعلن انتمائنا إلى فئة هذا الرجل الذي رحل عنا صباح هذا اليوم.

"شنبو".. غادر المصيدة

أعلن افتقادي لعمو فؤاد وحلقاته التي علمتنا أساس التعامل والاحترام والذكاء في آن واحد، ولكن هذا العام سيأتي رمضان بدون عمو فؤاد الذي رحل قبل رمضان بأسبوع تقريباً.

رحل فؤاد المهندس.. الأستاذ كما تعودنا أن نطلق عليه في نفس الشهر الذي شهد قدومه إلى الحياة فقد ولد فؤاد المهندس في السادس من سبتمبر عام 1924 في حي العباسية في القاهرة في أسرة أستاذ اللغة العربية زكي المهندس وكيل كلية دار العلوم ووكيل المجمع اللغوي، ليجيد الطفل اللغة التي يدرسها والده وتصبح سلاحه القوي في هوايته التي لم يفاتح والده فيها خوفا من رد فعله..!!

كن رجلاً ولا تتبعني

التحق المهندس بكلية التجارة جامعة القاهرة، وكان عاشقاً لأفلام ومسرحيات نجيب الريحاني ولا يفوت أيٍ منها مهما كانت الظروف إلى أن وقف الحظ إلى جانبه من خلال شقيقته صفية المهندس التي التحقت بالإذاعة المصرية في بدايتها وتزوجت من الإعلامي اللامع محمد محمود شعبان "بابا شارو".

لتبدأ أولى خطواته في التعرف على نجمه ومثله الأعلى نجيب الريحاني الذي ظل يلازمه كظله ولم يوافق على تركه حتى أعلن الريحاني ضيقه منه قائلاً : "يا ابني حرام عليك أنا مش عارف أتنفس منك روح في داهية بقى"...!!

يتدخل (بابا شارو) في الموضوع ويعرف الريحاني بأخي زوجته ويشرح له تعلقه الشديد به ليفوز بموعد في المسرح مع الريحاني ويلازمه عامين كاملين، ويأخذ أولى وأهم النصائح التي أعطاها له الريحاني ولم ينساها : "أنا أثق تماماً في قدراتك ومقتنع بأنك ستكون خليفتي، ولكن يجب أن تكون لك شخصيتك المستقلة وأداؤك المختلف... كن رجلا ولا تتبعني".

كان موقف أستاذ اللغة زكي المهندس واضح ومحدد لابنه فقد اختار له نفس الطريق، أن يتخرج من كلية التجارة ويلتحق بالعمل وينسى فكرة التمثيل من الأصل وكان فؤاد يحب والده ويوقره إلا إنه لم يستطع الهروب من موهبته التي ظلت تلاحقه خصوصاً أنه وصل إلى الريحاني.

شاهده والده للمرة الأولى وهو يقف على مسرح الجامعة في السنة النهائية، وأعلن لأول مرة موافقته على الطريق المختلف الذي اختاره فؤاد قائلاً له : "لم أكن اعرف أنني أنجبت فناناً عظيماً بهذا القدر"، وكان ما قاله والده الأستاذ زكي بمثابة نقطة الانطلاق لفؤاد المهندس، فاستقال من وظيفة الحكومة التي حصل عليها كموظف برعاية الشباب بالجامعة وبدأ طريق التمثيل الذي اختاره.

ساعة لقلبك

التحق المهندس بفرقة ساعة لقلبك وأصبح أحد نجومها ثم انقطع عنها بعد الخلافات التي دبت داخلها وجذبته السينما، فقدم أول بطولة مع محمود ذو الفقار في فيلم "بنت الجيران"، ولكن المهندس الذي يطير الناس بضحكاته لم يوفق في الأدوار الأولى كبطل فاختار الأدوار الثانية إلى جانب نجوم السينما في ذلك الوقت أو دور السنيد التي توالت عليه.

فقدم "نهر الحب" مع عمر الشريف،" بين الأطلال" مع عماد حمدي وفاتن حمامة، "الساحرة الصغيرة" مع رشدي أباظة، "ألمظ وعبده الحامولي" مع عادل مأمون، "الشموع السوداء" مع نجاة الصغيرة وصالح سليم، وغيرها من الأفلام حتى ظهوره في فيلم "عائلة زيزي" مع سعاد حسني وأحمد رمزي والذي قدم بعده المهندس أفلام البطولة المطلقة.

شويكار في حياته

تزوج فؤاد المهندس من السيدة "عفت" في بداية حياته وهي أم ولده أحمد، ثم انفصل عنها ووقتها تعرف على الفنانة شويكار التي دخلت إلى دنيا الكوميديا كما دخل هو من خلال "ساعة لقلبك" وكان يرفض الاعتراف بها كممثلة كوميدية ليقع في حبها ويتزوجها.

ثنائي ذهبي مليء بالحيوية والتفاهم والحب والغيرة والنجومية هذه هي الحالة التي كان عليها الثنائي المميز شويكار وفؤاد المهندس.. الذي يحكي عنها في حواره مع جريدة الجزيرة "أنها حبه الأول والأخير وأنه لم يحب امرأة كما عشق شويكار"..!

كان هذا الحب السبب في تحقيق نجاح فني وعائلي دام 20 عاماً هي مدة هذا الزواج الذي أنتج عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية الناجحة للدويتو الشهير المهندس وشويكار لينتهي بفعل التراكمات كما يقول المهندس.

فؤاد المهندس.. مش كلمتين وبس

عندما نتذكر المهندس يخطر على بالنا العديد من الأسماء والشخصيات التي قدمها بنجاح باهر مثل "أخطر رجل في العالم"، "شنبو في المصيدة"، "أرض النفاق"، "اعترافات زوج"، "أنا وهو وهي"، "هارب من الزواج"، "مطاردة غرامية"، "عودة أخطر رجل في العالم"، و"جناب السفير".

هذا في دنيا السينما أما على المسرح فلا يستطيع أي منا نسيان رائعته وهو وشويكار"سيدتي الجميلة"، هذا بجانب "السكرتير الفني"، "أنا فين وإنتي فين"، "حواء الساعة 12"، ثم تأتي بعد ذلك "سك على بناتك" مع سناء يونس التي رحلت قبله بشهور، و"هالة حبيبتي" التي لا يختلف عليها الكبار والصغار والمأخوذة من الفيلم العالمي (آني).

أما التلفزيون فلم يتركه المهندس بلا بصمات فقدم مسلسل"عيون" في بداية الثمانينيات مع سناء جميل ويونس شلبي وشيرين، ثم قدم مسلسل "أزواج ولكن غرباء"، وأصبح المهندس الضيف الرمضاني الصدوق كل يوم قبل الإفطار بربع ساعة ليقدم لنا فوازير عمو فؤاد لمدة 27 عاماً كاملةً.

ورغم عمله في المسرح والسينما والتلفزيون إلا أنه لم ينس أبداً أن الإذاعة كانت محطة البداية فظل يتواصل مع جمهور الإذاعة صباح كل يوم من خلال "كلمتين وبس"، ليصبح هو النجم المسيطر على كل تلك الوسائل التي تطورت وتطور هو معها ليبقى أشطر مهندس في الكوميديا بجميع أشكالها ويرحل وهو آخر من لقب بالأستاذ بعد أن سبقه أستاذه عبد المنعم مدبولي.

بعد أن تأكدت من رحيل الأستاذ دونت تاريخه إلى جانب من رحلوا هذا العام ، سناء يونس، عبد المنعم مدبولي، أبو بكر عزت، هدى سلطان.. لنقترب من فقدان كل الأساتذة.

فوداعاً أخطر رجل في عالم الكوميديا.

استمع إلى :-

- الراجل ده هيجنني (صباح وفؤاد المهندس).

- أنا واد خطير (فؤاد المهندس).

* استمع إلى حلقات من ساعة لقلبك:-

- الزوجة.

- الأتوبيس.

- مساء الخير.

- ألحقني.

- فين المتهم.

موقع "عشرينات" في

17.09.2006

 
 

فؤاد المهندس: ثلاثة رجال في رجل

بقلم: أسامة الغزولي

لم يتأخر كثيرا عن زميله الكبير، فبعد اسابيع قليلة من رحيل هذا الزميل الكبير رحل فؤاد المهندس عن دنيانا وكأنه مرة اخرى يحاول اللحاق بعبدالمنعم مدبولي.

الفنان فؤاد المهندس الذي توفي امس عن 82 عاما يملك موهبة تأثرت تأثرا واضحا بثلاثة رجال: والده اللغوي عضو مجمع الخالدين، مجمع اللغة العربية زكي المهندس وزميله الكبير عبدالمنعم مدبولي والممثل الكوميدي الاميركي اليهودي جيري لويس.

صوت فؤاد المهندس هو صوت خطيب مفوه يستخدم كل ما في رئتيه من هواء عندما ينطق ولو بأبسط كلمة، ولو كان يطلب كوب ماء، يستجدي من محبوبته نظرة عطف ولو كان يعتذر لطفل صغير عن خطأ غير مقصود.

الاصل عند فؤاد المهندس هو ان يكون الصوت مجلجلا والنطق واضحا ومخارج الحروف سليمة، وان يكون الرأس مرفوعا والساعد ممتدا بقوة ليشير بإصبع الاتهام او ليتوعد او ليتوسل او ليضرب الممثلين والممثلات من حوله.

في هذا كله، نجد انسانا خلق ليكون خطيبا، فهو ابن لغوي بارز وشقيق اذاعية رائدة هي صفية المهندس.

والويل كل الويل لمن يخطئ في نطق كلمة عربية او انكليزية وهو يتحدث الى فؤاد المهندس.

وقد استفاد عبدالمنعم مدبولي من هذا الاستعداد الفطري عند فؤاد المهندس فضمه الى الفريق الذي شكل منه مجموعة 'ساعة لقلبك' على موجات الاذاعة المصرية مطالع الخمسينات ومن ساعة لقلبك خرج اعظم نجوم الكوميديا في عصر اسماعيل ياسين الذي امتد الى نهاية الستينات ومطالع السبعينات.

الإنجاز الأكبر

احيانا يكون انجازك الاكبر ان تثبت وجودك في فترة يهيمن عليها عبقري ناجح، او فنان ذو شهرة كاسحة، والناقد كمال النجمي كان يقول دائما ان اكبر انجاز لفريد الاطرش انه حقق نجاحا كبيرا في زمن ام كلثوم وعبدالوهاب.

اضواء ام كلثوم لا تكشف نور شعلة عبدالوهاب واضواء عبدالوهاب لا تكشف شمس ام كلثوم.

ويستطيع كل منهما ان يتألق في ذروة تألق الآخر. اما ان يتألق فريد الاطرش في زمن هذين القطبين فهذا انجاز، في رأي النجمي.

وتستطيع ان تقول شيئا مشابها عن مجموعة ساعة لقلبك التي انتمى اليها فؤاد المهندس فإنجازها الاكبر انها ظلت حية في قلوب الناس طوال زمن اسماعيل ياسين.

قد يتعجب بعض ابناء هذا الجيل اذا قلنا لهم ان اسماعيل ياسين كان مضحكا. لكنه منذ الاربعينات وحتى نهاية الستينات كان اسماعيل ياسين هو الضحك. او كان شمس الكوميديا التي تدور حولها الكواكب الضاحكة: عبدالسلام النابلسي، عبدالفتاح القصري، حسن فائق وزينات صدقي.

وعلى رغم صمود مجموعة 'ساعة لقلبك'، فقد اضطرهم نجاح اسماعيل ياسين الكاسح الى ان يبقوا مجرد ظاهرة فنية اذاعية حتى افل نجمه مع نهاية الستينات.

ولم يكن الراديو وسيلة اعلامية هامشية، فقد كان راديو القاهرة، بالذات، قوة اقليمية جبارة في حضور جمال عبدالناصر ووراءه جيش من المغنين والموسيقيين والمتحدثين الاذاعيين ومقدمي البرامج الفكاهية والغنائية الجذابة.

ولهذا السبب فإن ظهور فؤاد المهندس في دور البطولة في فيلم بنت الجيران عام 1954 كان مبادرة سابقة لاوانها، فلم يكن ذلك هو التوقيت الذي يضمن له الاستمرار، على رغم انه ظهر امام معبودة الجماهير شادية التي كان المنتجون يعطونها البطولة امام اي وجه جديد لتضمن له الرواج او لتفتح له قلوب الجماهير.

وقد جاء ظهورها امام فؤاد المهندس بعد فترة وجيزة من ظهورها امام عبدالحليم حافظ في فيلمه الاول 'لحن الوفاء' الذي حقق به نجاحا متواصلا الى ما بعد وفاته بثلاثين عاما الى يومنا هذا.

لكن التعويذة لم تجد مع فؤاد المهندس وبقي نجاحه محصورا في 'ساعة لقلبك'، وقد سمعت عبدالحليم حافظ وهو يغني لاول مرة في احدى حلقات 'ساعة لقلبك'، وتعجبت عندما صفق له جمهور حضر التسجيل وتساءلت: كيف يصفقون لهذا المجهول حتى قبل ان يغني؟

في فيلم 'بنت الجيران' كان المهندس لا يزال في مرحلة شاري شابلن الذي تأثر به عدد كبير من كوميديانات مصر ممن جاؤوا بعد نجيب الريحاني.

وكان اداؤه ذكيا ونشيطا وخاليا من الحرارة العاطفية.

وقد ظل المهندس بعد هذا الدور يطل علينا من خلال ادوار ثانوية في افلام مثل 'بين الاطلال' الذي قدمه المخرج عز الدين ذو الفقار مقتبسا من رواية يوسف السباعي نهاية الخمسينات وكان ميلودراما كئيبة حققت نجاحا تجاريا كبيرا بفضل قدرة بطلته فاتن حمامة (الزوجة السابقة لعز الدين ذو الفقار)، على ان تستدر دموعنا نحن تلاميذ المدارس واباءنا وامهاتنا الذين كانوا عاطفيين ربما بالمستوى نفسه من السذاجة.

وكان اداء فؤاد المهندس في المشاهد القليلة التي ظهر فيها في هذا الفيلم واحة مرح وسط صحراء الحزن القاحل والقاتم التي امتدت طوال احداث هذا الفيلم، الذي تميزت مشاهده بالظلال الداكنة والثقيلة، مثل معظم أفلام عز الدين ذو الفقار.

وقد ظهر فؤاد المهندس أيضا مع المخرج ذاته والنجمة ذاتها في فيلم آخر، في الفترة ذاتها، اسمه 'نهر الحب' وهو معالجة شديدة السطحية والبلاهة لواحدة من أعظم الروايات في تاريخ الأدب العالمي وهي 'آنا كارنينا' التي كتبها ليو تولستوي.

في هذا الفيلم الغارق في الظلال الداكنة ايضا، كان حضور فؤاد المهندس ومضات مرح وفرح موزعة بين اجزاء الفيلم.

موعد مع البطولة

لكن المهندس كان على موعد مع البطولة عندما قرر أحد قيادات حكومة يوليو، وهو وزير الارشاد القومي (الإعلام) أيامها عبدالقادر حاتم ان ينشئ عشر فرق مسرحية ففتح المجال واسعا أمام اصحاب المواهب الكوميدية الكبيرة أمثال عبدالمنعم مدبولي وفؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدي.

وقدم المهندس مسرحية 'أنا وهو وهي' وشاركته البطولة النجمة التي اقترن بها، كزوجة ثانية، فشاركته حياته الزوجية ومجده الفني وهي الفنانة شويكار.

أحدثت هذه المسرحية زلزالا في الوسط الفني، كان نجاحها هائلا ومدويا. لكن عنصر النجاح الصاعق فيها لم يكن فقط موهبة فؤاد الكوميدية الناصعة ولا موهبة شويكار الكوميدية الطالعة بل كان هناك شيء آخر وراء هاتين الموهبتين يكهرب الجو ويكسب الآراء توهجا شديدا.

ففي معظم مشاهد المسرحية كان فؤاد وشويكار وحدهما يملآن الخشبة ويملآن أعين الناس وأسماعهم وقلوبهم. وقد شكلا ثنائيا حسيا قويا. فؤاد برجولته الواضحة في حركاته التي تنم عن القوة البدنية حتى وهو يؤدي حركات البلياتشو أو المهرج الساذج، وشويكار بأنوثتها الطاغية الفواحة.

لم تكن حسية خافتة هامسة. فقد كانت رجولة فؤاد مجلجلة صاهلة وكانت أنوثة شويكار تبرق وترعد وتفور، وكل ذلك في إطار أنيق للغاية وفكاهي الى أبعد مدى وهكذا ولد الثنائي الناجح الأول بعد ثنائي ليل مراد وأنور وجدي. حاول عماد حمدي وشادية وحاول كمال الشناوي وشادية وحاول عماد حمدي وفاتن حمامة وحاولت فاتن حمامة مع أكثر من ممثل وحاول المخرجون والمنتجون من خلال هؤلاء جميعا أن يعيدوا أسطورة الثنائي الناجح ولم يفلحوا.

المحاولات فشلت لأنها كانت تعود الى المنبع نفسه الذي نهل منه أنور وجدي وليل مراد، منبع الرومانسية الشجية ذات الطابع الغنائي.

فلما جاء ثنائي فؤاد المهندس وشويكار حسيا فكاهيا لا يخلو من فجاجة في الحركات والإشارات انطلقت الارواح من سجنها وعبرت الرغبات عن حقيقتها: لقد انتهى زمن الدانتيلا بسقوط الارستقراطية التركية والبورجوازية الأوروبية والمتأوربة من فوق قمم الحكم. والان يحكم البلاد جنرالات يأكلون سندويتشات الفول في القصور الملكية.

زمن الشعب

ما دمنا في زمن الشعب فاعطونا كوميديا الشعب، واغنيات الشعب، ولغة الشعب. وهموم الشعب، واختاروا لهذا كله ما تشاؤون من القوالب الفنية وقد قدم المهندس الطبقة المتوسطة الصغرى الطامحة إلى الصعود، في تلك الفترة، بكل نجاح.

وفي اداء فؤاد المهندس المسرحي كان تلميذا نجيبا لعبدالمنعم مدبولي المؤلف والمخرج والممثل. كان نجيبا بمعنى انه لم يقلد لكنه أخذ عن استاذه وأضاف الكثير ولم يمنعه التطور من أن يبقى صديقا وشريكا للاستاذ. ولم يمنعه النجاح والصعود المتصل من الحفاظ على صداقة العمر.

واهم ما اضاف فؤاد المهندس الى ما تعلمه من عبدالمنعم مدبولي كان تأثره بحركات جيري لويس نجم الكوميديا الاميركي في الخمسينات والستينات الذي قدم افلاما مثل 'فتاة الغيشا' و'عبيط الفرقة'، وشكل مع ايني مارتن ثنائيا سينمائيا حققا نجاحا بداية الستينات.

ومن البطولة المسرحية اخذ فؤاد المهندس دورا ثانويا كبيرا مع احمد رمزي في فيلم عائلة زيزي، يمكن ان يقال ان دور فؤاد كان بطولة ثانية بجوار احمد رمزي، فالسيناريو لم يعط احدهما اكثر من الآخر لكن نجومية رمزي كانت لا تزال كاسحة، على رغم ان هذا الفيلم هو آخر امجاده.

ويقال ان الموزع اللبناني للفيلم هو الذي فرض احمد رمزي على المخرج لان اسمه يحقق رواجا باعتباره نجم شباك في العالم العربي. وتكررت ادوار البطولة التي ظهر فيها فؤاد المهندس مع زوجته شويكار على المسرح وعلى شاشة السينما. لكن أعذب فيلم فاز ببطولته كان ذلك الذي يظهر امام سعاد حسني وهو 'جناب السفير'.

واشتد تألق فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي بعد نكسة يونيو 1967 واعتبر نقاد كثيرون منهم الدكتور لويس عوض ان صعودهما تعبير عن فكر الهزيمة وفن الهزيمة الذي هو تهريج رخيص لأنه بلا معنى وبلا رسالة.

لكن عبدالمنعم مدبولي الذي يعبر عن نفسه وعن فؤاد المهندس باعتباره المنظر لمدرسة 'المدبوليزم' التي ينتمي اليها الاثنان قال ان الضحك للضحك ليس عيبا. فالضحك وظيفة اساسية لا تستقيم الحياة من دونها. ولا يكون الضحك رخيصا اذا خلا من الهدف التعليمي.

لكن الاعتراضات التي ابداها بعض النقاد لم تعط مسيرة فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي التي تواصلت حتى بدأت شمس الفترة التي ينتميان اليها تميل الى الغروب.

كان ذلك من خلال مجموعة من الممثلين الذين كانوا شبانا ايامها وهم عادل امام وسعيد صالح ويونس شلبي وآخرون. ظهر هؤلاء امام عبدالمنعم مدبولي في مسرحية 'مدرسة المشاغبين' عندما كان يؤدي دور ناظر المدرسة. لكنه سرعان ما ترك الدور ليؤديه حسن مصطفى فقد احس مدبولي وهو يقف وسط هؤلاء الشباب انه يقف خارج عصره.

واستمر المهندس يقدم اعماله المسرحية، بدرجة اقل من البريق. فقدم 'انها حقا عائلة محترمة' و'سك على بناتك' اما في السينما فبدأ يقدم ادوارا ثانوية.

ولعل اجمل دور ثانوي قدمه فؤاد المهندس في شيخوخته كان في فيلم 'البيه البواب' مع احمد زكي.

وكما بدأ في الاذاعة انتهى في الاذاعة عبر برنامج استمر حتى فقد قدرته على العطاء وهو 'كلمتين وبس' ولم يكن هنا ممثلا كوميديا، كما كان طوال حياته، بل كان خطيبا اذاعيا مفوها يعتلي موجات الاثير ليصرخ بهموم الناس البسطاء ويدافع عمن لا صوت لهم.

وفي سنواته الاخيرة وبعد ان انفصل عن شويكار بالطلاق اشترى فؤاد المهندس سريرا يقال انه كان سرير خديو مصر اسماعيل باشا، وهو ما يعكس ميلا الى العظمة تراه واضحا في حركات هذا الرجل وفي نبرات صوته.

وقبل ان يموت بأسابيع شب حريق في مسكنه فأخذ كل الاثاث والمقتنيات، كأن الزمن يمحو، بكل قسوة، كل اثر لهذا الرجل قبل ان يرحل، الا فنه.

القبس الكويتية في

17.09.2006

 
 

رحيل فؤاد المهندس عاشق المسرح

ريما المسمار 

"لقد صنعت أفلامي إما حباً بمخرجيها وإما لأتقاضى أجراً". بتلك الكلمات البسيطة وربما اللامبالية. لخص الراحل فؤاد المهندس مسيرته السينمائية. لا يثنينا ذلك عن القول إنه كان ممثلاً وفناناً. بل لعل الممثل في داخله كان أكبر من كل أدواره في السينما. هو مجموع تلك التفصيلات الصغرى التي لا تشبه سواه وهو مزيج من المهرج والكوميدي الرصين والدرامي والفكاهي وحاضر البديهة وسريع النكتة. لعله من المنطق بمكان أن تعجز السينما عن الإحاطة بكل ذلك في دور واحد أو حتى في مجموعة أدوار لا سيما أن المرحلة التي خطا فيها أولى خطواته السينمائية (منتصف الخمسينات) كانت محكومة بشروط النجومية الخاصة وفي مقدمها الوسامة. لم يمنعه ذلك من تقديم قرابة سبعين فيلماً خاضعة بمعظمها لمقولته المذكورة ولغيرها من اعترافاته حول السينما التي تبين أن الأخيرة لم تكن سوى وسيطاً أتاح له الانتشار وأمن له مورداً لعشقه الأول. او كما يسميه "بيته". المسرح.

على المسرح، كان المهندس يتألق ويذوب بكل جوارحه حتى قامت بينهما علاقة شبه سحرية. فهو يروي كيف أنه أصيب بجلطة في القلب أثناء قيامه ببروفات مسرحية "إنها عائلة محترمة حقاً" ومكث في المستشفى لأكثر من عشرين يوماً قبل أن يصر على مزاولة العمل ليشفى بعد فترة وجيزة. كذلك يروي بايمان حقيقي كيف كانت تختفي كل آلامه عندما يعتلي خشبة المسرح ثم تعاود الظهور بعيد إنزال الستار. "لم أشعر بالشغف نفسه تجاه السينما" يقول. لعلها مفارقة أن يتذكره الجمهور لا سيما من الجيل المعاصر من خلال أفلامه. فلولا بعض التسجيلات القديمة لعدد من مسرحياته الذي يبث في فترات متباعدة لما اكتشف عارفوه أنه ممثل مسرحي في الأساس بل لاقتصرت معرفتهم بمسرحه على أعماله المعاصرة مثل "سك على بناتك" و"علشان خاطر عيونك".

ولجهلوا أيضاً أن المسرح عشقه الأول والأخير وأنه دخل المسرح بعد ملازمته الراحل القدير نجيب الريحاني طوال عامين كاملين.

قبل عشرة أيام بالتمام والكمال احتفل الفنان الكوميدي فؤاد المهندس بعيد مبلاده الثاني والثمانين. هل تراه كان يستعيد في تلك المناسبة من كل عام مشواره الفني أو على الأقل بداياته؟ هذه حالنا نحن البشر. لا نتوقف ونفكر ونستعيد إلا في المناسبات. فهي تثقل من إحساسنا بالزمن والنسيان. نتذكر كي لا ننسى. وفي ذكرى الموت نرسم بكلمات قليلة ما نظنها صورة ستبقى محفورة في الذاكرة ضد الزمن وضد النسيان. ولكن موت الفنان غالباً ما يقلق ذلك النمط. فهو قد انتهى منذ زمن بعيد من محاولة مجابهة النسيان عندما دخل الصورة. لا عجب إذاً أن يتحول كل كلام عن الفنان الى كلام عن أعماله عن صوره الكثيرة لاصطفاء ما بقي منها. فؤاد المهندس حاضر في الذهن بكليته. إنه من طينة الممثلين الذين يشبهون أنفسهم الى حد بعيد ولا تزيدهم الأدوار التمثيلية المبالغ بها إلا شبهاً بأنفسهم.

لقد ولد الممثل الراحل في عائلة هو الثالث فيها بين شقيقتين كبريين وأخ هو الأصغر. كان والده زكي المهندس علامة في اللغة ولكنه برغم ذلك أورث ابنه بحسب مقربين خفة الظل وسرعة البديهة. في كلية التجارة التي التحق بها. انضم فؤاد المهندس الى فرقة التمثيل. وبعد فترة وجيزة. قرر الالتحاق بمعهد التمثيل ولكن أحد إصدقائه نصحه بالتراحع عن خياره غير الجاد. في تلك الفترة. شاهد المهندس نجيب الريحاني على المسرح في "الدنيا على كف عفريت". فذهب اليه ذات مرة وطلب منه تعليمه كيفية الوقوف على المسرح. احتضنه الريحاني ولازمه المهندس لمدة عامين على الرغم من أن الأول لم يحفظ اسمه إلا بعد سنة من تعارفهما. في سنته الجامعية الأخيرة. أخرج الريحاني لفرقة الجامعة مسرحية تحولت في ما بعد الى السينما في فيلم "لعبة الست". ولكن رحيل الريحاني المفاجئ خذل أحلام الممثل الشاب بانطلاقة مسرحية كبيرة. فكان أن وجد البديل في العام 1953 في فرقة "ساعة لقلبك" التي تكونت من كوميديين ناشئين من بينهم المهندس. على الرغم من قيامه بأدوار مسرحية كوميدية في تلك الفترة وأخرى إذاعية. ظل يحلم بدور درامي للمسرح على غرار ما كان يجسده أستاذه الريحاني. أتت الفرصة على شكل صدفة. فقد اشترى التلفزيون الذي كان وسيطاً ناشئاً وقتذاك مسرحية للريحاني هي "السكرتير الفني" وكان يستعد للعب بطولتها سيد بدير أمام ممثلة ناشئة وقتذاك. شويكار طوب صقال (شويكار التي ستصبح زوجته لاحقاً وشريكته في مجموعة أفلام ومسرحيات). ولكن ظروفاً طارئة تضطر سيد بدير للسفر فتُسند البطولة للمهندس في شخصية "ياقوت افندي". من هناك انطلقت مسيرة المهندس المسرحية التي قامت على أعمال بسيطة أساسها الضحك بدون ادعاء آخر تحت شعار "الضحك للضحك". توالت أعماله المسرحية مثل "سيدتي الجميلة" و"أنا وهو وهي" و"إنها حقاً عائلة محترمة" و"أنا فين وأنت فين" وسواها.

لم يذهب هو الى السينما كما ذهب الى المسرح. السينما هي التي أتت اليه. كان أمراً بديهياً ان يتسلل الممثل الكوميدي الى السينما لا سيما أنها كانت مرحلة ذهبية للكوميديا السينمائية وقتذاك. أطل المهندس على الشاشة الكبيرة في أعمال جيرانه أولاً الاخوين محمود وعز الدين ذو الفقار. كانت البداية في "بنت الجيران" عام 1954 ومن ثم "الأرض الطيبة" و"عيون سهرانة" و"الشموع السوداء" و"نهر الحب". في المعادلة السينمائية التي كانت سائدة وقتذاك. جاء موقع المهندس في الدور الثاني. صديق البطل خفيف الظل في معظم الأحيان الذي يضفي شيئاً من البهجة على درامية الحكاية. ولكن بمحاذاة تلك الشخصية السينمائية الكوميدية، تكونت ملامح شخصية سينمائية أخرى للرجل الظريف الذي يعشق النساء وهو ما سيدأب على تجسيده في مجموعة كبيرة من الأفلام أمام شويكار ومع غيرها مثل سعاد حسني في "جناب السفير".

تكرس حضور الممثل السينمائي أوائل الستينات مع المخرج فطين عبد الوهاب الذي منح الكوميديا السينمائية نكهة خاصة فكانت بداية التعاون في فيلم "عائلة زيزي". ثم تلاه "صاحب الجلالة" الذي كان قد لعبه الريحاني بعنوان "سلامة بخير" عام 1937 بإدارة نيازي مصطفى. ولكن المهندس لعب الدور الثاني في الفيلم بينما أسند دور الريحاني الى فريد شوقي. في العام 1964. قدما معاً "اعترافات زوج" في بطولة مطلقة للمهندس أمام شويكار. انقطع بعده التعاون بين الاثنين لأربع سنوات قبل أن يعودا بفيلم "أرض النفاق" عام 1968. جاء الفيلم في أعقاب هزيمة 1967 ولكن صناعه جعلوا أحداثه تدور في العام 1948 هرباً من الرقابة! الفيلم أقرب الى فانتازيا خيالية عن قصة ليوسف السباعي. خلال تلك المرحلة. تعاون مع مخرجين آخرين من أمثال حسن الصيفي (اقتلني من فضلك) ونيازي مصطفى (جناب السفير) وحسام الدين مصطفى (مطاردة غرامية) وحلمي حليم (مراتي مجنونة) في تنويعات على الكوميديا الخفيفة التي تحاكي الفودفيل في المسرح. وهي بمعظمها أفلام مقتبسة من أفلام أجنبية إلا أن وجود فؤاد المهندس فيها منحها نكهة مصرية صميمة بدون جهد كبير لتمصيرها أحياناً.

اتسمت المرحلة التالية من بداية 1967 بالأفلام الكوميدية البوليسية من طراز "عودة أخطر رجل في العالم" و"انت اللي قتلت بابايا" و"العتبة جزاز" و"ربع دستة أشرار" و"سفاح النساء" التي كانت أقرب الى محاكاة كوميدية لأفلام الويسترن لا سيما "فيفا زالاطا" عام 1976الذي اقتبس منها عناصر المكان والأزياء وسواها أيضاً. في العام 1977 قدم دوراً مختلفاً في "كان وكان وكان" لعباس كامل الذي اقترب فيه من شخصيات الريحاني المقهورة في دور كاتب مهمش ينال حقه عندما يعتقد الناس أنه مات. الثمانينات قدمته في أدوار مختلفة ولكنها ربما الألصق في ذاكرة عدد كبير من المشاهدين من "كلو ماشي" في "خمسة باب" و"زوج تحت الطلب" و"خللي بالك من جيرانك: مع عادل إمام الذي كان قد أصبح نجم الكوميديا بلا منازع.

برغم اعترافه بالقيام بعدد من أدواره السينمائية مجاملة إلا أن فؤاد المهندس لم يساوم على الفنان الذي في داخله. لعل السينما كانت قاصرة عن استغلال تلك الموهبة بسبب من معادلاتها الجاهزة في معظم الأحيان أو بسبب من عدم امتلاك الممثل لطموح كبير في السينما كما قال. ولكن ذلك لم يمنعه من الإمساك ببيت القصيد عندما يتحدث عن مشكلات السينما المصرية فيقول "النص ثم النص.. إنه روح العمل" مقولة أخذها عن هيتشكوك الذي التقاه مرة في فندق "شيبرد" بالقاهرة وطلب أن يسديه نصيحة فقال هيتشكوك: "أهم شيء في المسرح أو السينما أو التلفزيون النص" فسأله "والثاني؟" فأجابه معلم التشويق "النص أيضاً".

ربما يكون فؤاد المهندس من بين كثيرين بخستهم السينما حقهم وأسهم المسرح في إبعاده من الذاكرة البصرية الجمعية ولكنه من القلائل الذين تدلك اليهم حركة أو نظرة أو ايماءة كافية للتدليل على أنه فنان.

المستقبل اللبنانية في

17.09.2006

 
 

مسيرة فنية حافلة بالانجازات

رحيل الفنان المصري فؤاد المهندس  

المهندس يعتبر مدرسة فنية في الكوميديا العربية وقدم عددا من ابرز الاعمال المسرحية على مدى مسيرته الفنية الحافلة.  

القاهرة - توفي الفنان المصري فؤاد المهندس يوم السبت عن 82 عاما بعد نصف قرن من العمل الفني في السينما والمسرح.

وأفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ان جنازته ستشيع بعد عصر السبت.

ولد المهندس في السادس من سبتمبر/أيلول عام 1924 وهو ابن اللغوي المصري زكي المهندس عميد كلية دار العلوم عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

وكان المهندس هاويا للتمثيل منذ سن مبكرة ففي أثناء دراسته بكلية التجارة شاهد بعض مسرحيات الممثل الكوميدي نجيب الريحاني وقرر أن يكون الفن حرفته حيث انضم الى فرقة "ساعة لقلبك" في بداياتها.

وقام بدور البطولة السينمائية عام 1954 في أول أفلامه "بنت الجيران" لمحمود ذو الفقار الا أنه عاد الى الادوار الثانية على مدى حوالي عشر سنوات حيث كان يؤدي مساعدا في أفلام أسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة من عمر السينما المصرية.

ومن بين الادوار الثانية للمهندس عمله مساعدا لكمال الشناوي في "الارض الطيبة" ولعماد حمدي في "بين الاطلال" ولرشدي أباظة في "أميرة العرب" و"الساحرة الصغيرة" ولعمر الشريف في "نهر الحب" ولشكري سرحان وعادل مأمون في "ألمظ وعبده الحامولي" وللاعب كرة القدم صالح سليم في "الشموع السوداء".

وكان فيلم "عائلة زيزي" الذي أخرجه فطين عبد الوهاب أحد العلامات في مسيرة الكوميديا لدى المهندس الذي اختير بعده لادوار البطولة المطلقة.

وشكل المهندس مع زوجته انذاك الممثلة شويكار ثنائيا فنيا أثمر عددا من الافلام الكوميدية منها "مطاردة غرامية" و"شنبو في المصيدة" و"أرض النفاق" و"أخطر رجل في العالم".

وقدم المهندس بعض ممثلي الكوميديا الشبان انذاك في أدوار بارزة ومنهم عادل امام في مسرحية "أنا وهو وهي" عام 1964 وسعيد صالح في فيلم "ربع دستة أشرار" عام 1970.

الا أنه عاد بعد أن تقدمت به السن الى الادوار الثانية مع بعض هؤلاء الذين صاروا نجوما ومنهن عادل امام في فيلمي "خلي بالك من جيرانك" و"خمسة باب".

وكانت ستينيات القرن العشرين العصر الذهبي للمهندس مسرحيا ففيها قدم أعمالا منها "السكرتير الفني" و"سيدتي الجميلة" و"أنا وهو وهي" و"حواء الساعة 12" وفي مرحلة تالية قدم مسرحيات أخرى مثل "انها حقا عائلة محترمة" في أول مشاركة كوميدية لامينة رزق و"سك على بناتك" أمام شريهان و"هالة حبيبتي".

وكان اخر أفلام المهندس "ونسيت أني امرأة" عام 1994.

وقدم المهندس برنامجا اذاعيا يوميا استمر سنوات هو "كلمتين وبس".

وللمهندس شقيق وشقيقتان احداهما الاذاعية البارزة صفية المهندس.

ميدل إيست أنلاين في

16.09.2006

 
 

بعد نصف قرن من العمل الفني في المسرح والسينما

وفاة الفنان المصري فؤاد المهندس عن عمر يناهز 82 عاما 

القاهرة- وكالات: توفي الفنان المصري فؤاد المهندس اليوم السبت 16-9-2006 عن 82 عاما بعد نصف قرن من العمل الفني في السينما والمسرح.وأفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ان جنازته ستشيع بعد عصر اليوم.

ولد المهندس في السادس من سبتمبر أيلول عام 1924 ، وهو ابن اللغوي المصري زكي المهندس عميد كلية دار العلوم عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وكان المهندس هاويا للتمثيل منذ سن مبكرة ففي أثناء دراسته بكلية التجارة شاهد بعض مسرحيات الممثل الكوميدي نجيب الريحاني وقرر أن يكون الفن حرفته حيث انضم الى فرقة "ساعة لقلبك" في بداياتها

 وقام بدور البطولة السينمائية عام 1954 في أول أفلامه "بنت الجيران" لمحمود ذو الفقار الا أنه عاد الى الادوار الثانية على مدى حوالي عشر سنوات حيث كان يؤدي مساعدا في أفلام أسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة من عمر السينما المصرية.

ومن بين الادوار الثانية للمهندس عمله مساعدا لكمال الشناوي في " الارض الطيبة" ولعماد حمدي في "بين الاطلال" ولرشدي أباظة في "أميرة العرب" و"الساحرة الصغيرة" ولعمر الشريف في "نهر الحب" ولشكري سرحان وعادل مأمون في "ألمظ وعبده الحامولي" وللاعب كرة القدم صالح سليم في "الشموع السوداء". 

وكان فيلم "عائلة زيزي" الذي أخرجه فطين عبد الوهاب أحد العلامات في مسيرة الكوميديا لدى المهندس الذي اختير بعده لادوار البطولة المطلقة. وشكل المهندس مع زوجته انذاك الممثلة شويكار ثنائيا فنيا أثمر عددا من الافلام الكوميدية منها "مطاردة غرامية" و"شنبو في المصيدة" و"أرض النفاق" و"أخطر رجل في العالم".

وقدم المهندس بعض ممثلي الكوميديا الشبان انذاك في أدوار بارزة ومنهم عادل امام في مسرحية "أنا وهو وهي" عام 1964 وسعيد صالح في فيلم "ربع دستة أشرار" عام 1970. الا أنه عاد بعد أن تقدمت به السن الى الادوار الثانية مع بعض هؤلاء الذين صاروا نجوما ومنهن عادل امام في فيلمي "خلي بالك من جيرانك" و"خمسة باب". 

وكانت ستينيات القرن العشرين العصر الذهبي للمهندس مسرحيا ففيها قدم أعمالا منها "السكرتير الفني" و"سيدتي الجميلة" و"أنا وهو وهي" و"حواء الساعة 12" وفي مرحلة تالية قدم مسرحيات أخرى مثل "انها حقا عائلة محترمة"و"سك على بناتك" أمام شريهان و"هالة حبيبتي". كما قدم برنامجا اذاعيا يوميا استمر سنوات هو "كلمتين وبس". وهو له شقيق وشقيقتان احداهما الاذاعية البارزة صفية المهندس.

العربية نت في

16.09.2006

 
 

وفاة نجم الكوميديا فؤاد المهندس 

القاهرة- توفى السبت بالقاهرة الفنان الكوميدى الكبير فؤاد المهندس عن عمر ناهز 83 عاما .

ولد الفنان فؤاد المهندس فى السادس من شهر سبتمبر عام 1924 فى منطقة العباسية ، وكان ترتيبه الثالث بعد أختين شقيقتين هما صفية ودرية ثم شقيقه الرابع سامى المهندس ، أما أبوه فهو الاستاذ الدكتور زكى المهندس العلامة اللغوى الكبير عميد كلية دار علوم وعضو مجمع اللغة العربية الشهير .

ونشأ الطفل فؤاد ليجد نفسه فى بيت هو أشبه بقلعة من قلاع الحفاظ على اللغة العربية، فوالده لا يتكلم إلا بالفصحى ولا يطالع سوى الكتب والمعاجم والمجلدات التى كانت دائما تملأ المكان ، لذا قيل إن صاحب الفضل الاول فى تنمية موهبة فؤاد الفنية هو والده العلامة الكبير زكى المهندس الذى أخذ عنه فؤاد كل شىء تقريبا خصوصا خفة الدم وحضور البديهة .

والتحق فؤاد المهندس بكلية التجارة وبفريق التمثيل وجاءت مشاهدته للريحانى فى مسرحية "الدنيا على كف عفريت" لتقلب حياته رأسا على عقب ، فجعلته أحد حوارى هذا الفنان الكبير .. ولهذا السبب رسب عامين فى الكلية قبل أن يتخرج ويتقرب أكثر من الريحانى ليحضر بروفات مسرحياته ويتعلم كيف يقف على خشبة المسرح .

وظل فؤاد ينتظر اللحظة التى يتم فيها الاعلان عن ميلاده كفنان فى فرقة الريحانى ، لكن أستاذه رحل فجأة ودفع رفيق عمر الريحانى الفنان بديع خيرى بابنه عادل خيرى للقيام بأدوار الريحانى .

وفى هذه الفترة الحرجة تكونت فرقة " ساعة لقلبك " من مجموعة فنانين أصبحوا نجوم الكوميديا فى مصر منذ تلك الفترة ، وكان فؤاد المهندس واحدا من هؤلاء وكان ذلك عام 1953 ، وأصبحت شخصية " محمود " الزوج الطيب للزوجة المناكفة على كل لسان فى مصر ولكنه ظل يحلم بالريحانى والادوار الدرامية الكبيرة وظل يطرق كل الابواب .

ومع بداية الستينيات بدأ التليفزيون إرساله وكانت تلك فرصة كبيرة ليظهر فى برنامج " وراء الستار " مع القديرة سناء جميل ، فكرس شهرته بين الناس قبل أن تأتى الفرصة الكبرى والخطوة الحقيقية للانطلاق بعد انضمامه إلى مسارح التليفزيون عندما 
تحمس له الفنان سيد بدير ويشترى التليفزيون من فرقة الريحانى " السكرتير الفنى " الذى كان الراحل سيد بدير يستعد لكى يلعب بطولتها أمام فنانة شابة دخلت حديثا إلى عالم الفن وهى الفنانة "شويكار طوب صقال" ، لكن الظروف الطارئة اضطرت بدير للسفر إلى تشيكوسلوفاكيا وأسند بطولة المسرحية إلى الفنان فؤاد المهندس .

واحتضن فؤاد المهندس شخصية " ياقوت أفندى " وهو دور أستاذه العظيم الريحانى، وينطلق بسرعة الصاروخ بعد أن ذاع اسمه على كل لسان وعلى كل صفحات الجرائد والمجلات وانتقل من نجاح لاخر .

وحرص فؤاد المهندس على أن يقدم فى كل أعماله الضحكة البسيطة دون ادعاء وكان شعاره " الضحك للضحك " فقدم " سيدتى الجميلة " التى فرضت شهرتها الضخمة .. ثم " أنا.. وهو .. وهى " التى كانت تتنبأ بأزمة الاسكان الحالية ، وكان ظهورها إيذانا بانتهاء حقبة كوميدية كاملة تعتمد على اضطهاد العامل قبل الثورة كما فى أعمال الريحانى وولادة حقبة جديدة تحول فيها الضحك من الانسان إلى الموقف أو الحدث الاجتماعى .

وكانت هناك تحديات سياسية واقتصادية وحركة بناء شاملة فى أواخر الخمسينات لكن المسرح الخاص لم يكن معنيا بذلك ، وكان كل ما يهمه هو الترفيه وتقديم الضحك النظيف للجماهير ، وهو ما لعبه فؤاد المهندس ببراعة .

وفى هذه المرحلة نظر تجار السينما حولهم وكعادتهم وجدوا فى فؤاد المهندس دجاجة تبيض ذهبا ، ولم يخرج فؤاد عن شعاره ( الضحك للضحك ) وهو يوافق على تقديم أفلام ناجحة جماهيريا من نوعية ، هارب من الزواج ، أنا وهو وهى ، جناب السفير ، اعترافات زوج ، غرام فى أغسطس ، أخطر رجل فى العالم ، مطاردة غرامية ، شنبو فى المصيدة ، العتبة جزاز ، إنت اللى قتلت بابايا .

وقدم الفنان فؤاد المهندس أعمالا أخرى هامة لها مضمونها الاجتماعى الهام مثل ( أرض النفاق ) التى قدمه مع المخرج الكبير فطين عبدالوهاب فى عام 1968 واعتبر واحدا من أهم أفلامه على الاطلاق وكذلك فيلم (كان وكان وكان) وقدمه عام 1977 ووصل فيه إلى قمة النضج الفنى مع عباس كامل .

ورغم التحولات الاجتماعية التى فرضت نفسها فى الفترة التى قدم فيها فؤاد المهندس أدواره الكوميدية ، إلا أن البعض ظل يرى أنه امتداد لشخصية المصرى الطيب القنوع الذى لعبها الريحانى باقتدار ، ورغم ذلك يظل النجم فؤاد المهندس حالة خاصة من الكوميديا ومدرسة لها ملامحها المميزة والتى ستظل لسنوات طويلة قادمة محفورة فى وجداننا .

وقد ارتبطت بدايات فؤاد المهندس السينمائية بعلاقة الجيرة القوية مع آل ذوالفقار الذين كانوا يقطنون العباسية ، لذلك أشركه الشقيقان (محمود وعز) فى أفلامهما المختلفة فى ذلك الوقت مثل ( بنت الجيران ، الارض الطيبة ، عيون سهرانه ، الشموع السوداء ، نهر الحب ) وغيرها ، وقد استغرقت هذه المرحلة فترة الخمسينيات وحتى بداية الستينيات .

وفى هذه الاعمال التى قدمها مع عزالدين ذوالفقار كان يقدم شخصية صديق البطل الذى يخفف ببهجته حدة المواقف مما يضفى لمسة كوميدية ، وقد ظهر ذلك فى الشموع السوداء ، بين الاطلال ، موعد فى البرج ، ونهر الحب .

ولاشك أن وجود فؤاد المهندس فى تلك الاعمال الرومانسية الخالدة كان أفضل تمهيد سينمائى له ، وفى نفس الوقت استفادت هذه الاعمال من وجوده دراميا بتخفيف اللحظات المؤلمة ، وتغليفها بابتسامة وتلقائية وهو ما خلق توازنا فنيا وإنسانيا داخل هذه الاعمال .

وبشكل عام ، يمكن أن نقول إن من أشهر أفلام الفنان فؤاد المهندس أنا وهو وهى ، أخطر رجل فى العالم ، اعترافات زوج ، جناب السفير ، مطاردة غرامية ، شنبو فى المصيدة ، العتبة جزاز ، إنت اللى قتلت بابايا ، غرام فى أغسطس ، أرض النفاق ، هارب من الزواج ، الشموع السوداء ، بنت الجيران ، بين الاطلال ، موعد فى البرج ، عيون سهرانه ، شلة المحتالين ، مدرسة المراهقين ، وفيفا زالاطا .

أما من أشهر مسرحياته أنا وهو وهى ، السكرتير الفنى ، سيدتى الجميلة ، سك على بناتك ، وغيرها من المسرحيات الناجحة والتى يذكرها الناس إلى الان لهذا النج الكبير .

وشيع عقب صلاة عصر السبت جثمان الفنان فؤاد المهندس من مسجد مصطفى محمود بالجيزة والذى وافته المنية فى وقت سابق  عن عمر يناهز 82 عاما.

وتقدم موكب التشييع اللواء ماهر السيد أحمد مندوبا عن الرئيس حسنى مبارك بمشاركة مئات الفنانيين يتقدمهم نقيب الممثليين الدكتورأشرف زكى والفنانين محمود عبد العزيز وسمير غانم ومحمود ياسين وجلال الشرقاوى ودلال عبد العزيز ونجوى فؤاد 
وحسين فهمى وعادل إمام وممدوح الليثى ورشوان توفيق وجمال إسماعيل ومحمد أبو داود وعمر الحريرى.

كما شارك فى تشييع الجثمان مطلقة الفقيد الفنانة شويكار وشقيقته الاذاعية صفية المهندس وأفراد أسرة الفقيد الراحل ومئات المواطنين من محبى وعشاق فنه..حيث سكن الفنان الراحل مثواه الأخير بمقابر أسرته بمنطقة الغفير بالقاهرة.

موقع "مصراوي" في

16.09.2006

 
 

وفاة الفنان المصري فؤاد المهندس

توفي الفنان الكوميدي المصري فؤاد المهندس يوم السبت 16 أيلول 2006 عن 82 عاما بعد نصف قرن من العمل الفني في السينما والمسرح.

وكان المهندس هاويا للتمثيل منذ سن مبكرة، ففي أثناء دراسته بكلية التجارة شاهد بعض مسرحيات الممثل الكوميدي نجيب الريحاني وقرر أن يكون الفن حرفته فانضم إلى فرقة "ساعة لقلبك" في بداياتها.

وقام بدور البطولة السينمائية عام 1954 في أول أفلامه "بنت الجيران" لمحمود ذو الفقار إلا أنه عاد إلى الأدوار الثانية على مدى حوالي عشر سنوات حيث كان يؤدي مساعدا في أفلام أسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة من عمر السينما المصرية.

ومن بين الأدوار الثانية للمهندس عمله مساعدا لكمال الشناوي في "الأرض الطيبة" ولعماد حمدي في "بين الأطلال" ولرشدي أباظة في "أميرة العرب" و"الساحرة الصغيرة" ولعمر الشريف في "نهر الحب" ولشكري سرحان وعادل مأمون في "ألمظ وعبده الحامولي" وللاعب كرة القدم صالح سليم في "الشموع السوداء".

وكان فيلم "عائلة زيزي" الذي أخرجه فطين عبد الوهاب إحدى العلامات في مسيرة الكوميديا لدى المهندس الذي اختير بعده لأدوار البطولة المطلقة حيث شكل المهندس مع زوجته آنذاك الممثلة شويكار ثنائيا فنيا أثمر عددا من الأفلام الكوميدية منها "مطاردة غرامية" و"شنبو في المصيدة" و"أرض النفاق" و"أخطر رجل في العالم".

وقدم المهندس بعض ممثلي الكوميديا الشبان آنذاك في أدوار بارزة ومنهم عادل إمام في مسرحية "أنا وهو وهي" عام 1964 وسعيد صالح في فيلم "ربع دستة أشرار" عام 1970، إلا أنه عاد بعد أن تقدمت به السن إلى الأدوار الثانية مع بعض هؤلاء الذين صاروا نجوما ومنهم عادل إمام في فيلمي "خلي بالك من جيرانك" و"خمسة باب".

وكانت ستينيات القرن العشرين العصر الذهبي للمهندس مسرحيا، ففيها قدم أعمالا منها "السكرتير الفني" و"سيدتي الجميلة" و"أنا وهو وهي" و"حواء الساعة 12". وفي مرحلة تالية قدم مسرحيات أخرى مثل "إنها حقا عائلة محترمة" في أول مشاركة كوميدية لأمينة رزق و"سك على بناتك" أمام شريهان و"هالة حبيبتي".

وكان آخر أفلامه "ونسيت أني امرأة" عام 1994، كما قدم برنامجا إذاعيا يوميا استمر سنوات هو "كلمتين وبس". وللمهندس شقيق وشقيقتان إحداهما الإذاعية البارزة صفية المهندس.

فؤاد المهندس فنان كوميدي مصري من كبار الفنانين المخضرمين المحترمين الذين مثلوا في المسرح و السينما و التليفزيون كما أنه له برنامج إذاعي اجتماعي يومي يسمى كلمتين وبس ، كما أنه خلف كماً كبيراً من الأغاني في أفلامه و مسرحياته ، و تميز في التليفزيون بتقديم أعمال كثيره للأطفال أشهرها فوازير عمو فؤاد في شهر رمضان و التى لاقت نجاحاً كبيراً لدى الأطفال كما قدم مسرحيات كثيرة للأطفال منها هاله حبيبتي و غنى أغنيات للأطفال أشهرها هنوا أبو الفصاد و رايح أجيب الديب من ديله اللتان لايزال يرددها الأطفال إلى الآن ، كما أنه دخل تجربة الإنتاج السينمائي عندما أنتج فيلم فيفا زلاطة الكوميدي إلا أنه لم يلقى نجاحاً في وقتها.

البيانات الشخصية

الإسم الكامل فؤاد زكى المهندس من مواليد 6/9/34 ولد بالقاهرة فى منطقة العباسية و ترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد اختين هما صفيه و درية و الشقيق الرابع سامى المهندس.

البداية الفنية

والده هو الأستاذ الدكتورزكي المهندس العالم اللغوى الكبير و لذلك كان منزلهم قلعة للحفاظ على اللغة العربية التى أتقنها من خلال ابيه الذى كان صاحب الفضل الأول فى تنمية مواهبه الفنية و قد ورث عنه خفة الدم و حضور البديهه وسرعة الخاطر الذي ميزه في مشواره الفني.

و عندما التحق بكلية التجارة انضم لفريق التمثيل بالجامعه و شاهد الفنان الراحل نجيب الرحاني و أعجب به فى مسرحية الدنيا علي كف عفريت فأنضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار الا أنه لم يساعده كثيراً و بعد وفاته انضم لفرقة سعة لقلبك و كانت هذه بدايته مع التمثيل. حبه للمسرح علي الرغم من أنه قدم ما يقرب من 70 فيلم سينمائى الا أنه أحب المسرح لدرجه أنه كان يقدم مسرحية انها حقا عائلة محترمة هو وشويكار وهو مصاب بجلطه فى القلب ، و أكد له الأطباء أنه شفي منها من خلال عمله على المسرح.

فكرة تقديم أعمال للأطفال

فؤاد المهندس يرى أن الفن له رساله ساميه و هى خدمة المجتمع ولأنه يحب الأطفال فقد كان يبحث عن عمل يلتقى به بالأطفال وقد حالفه التوفيق في ذلك بعد مشوار فنى طويل مع الأطفال أن يقدم فوازير عمو فؤاد التى يتابعها كل الأطفال فى مصر و العالم العربى.

مسرحية هاله حبيبتى

أراد بعد أن قطع شوطاً في مشواره الفني أن يقدم عمل مسرحى للأطفال فكانت مسرحية هاله حبيبتي التى أوضحت سوء المعاملة التى يلقاها الأطفال فى الملاجئ وقد كانت المسرحية كوميدية فأضحكت الأطفال ونبهت الكبار لما يحدث فى الملاجئ من تجاوزات بحق الأطفال.

الغناء فى الأعمال الفنية

كانت البداية فى مسرحية انا فين وانت فين اجيب الديب من ديله" و بعدها توالت الأغنيات بالأعمال الفنية و قد قدم العديد من الأغنيات للأطفال لأنه كان يحب الغناء منذ الصغر حيث كان رئيساً لفرقة الأناشيد فى المرحلة الأبتدائية و عموماً فإن الغناء كان دائماً موظفاً داخل العمل الفنى لأنه ليس مطرباً بمعنى الكلمة.

الثنائي مع شويكار

مثل فؤاد المهندس كثير من الأفلام و المسرحيات مع شويكار التي كانت زوجته لفترة قبل أن يحدث بينهما الإنفصال ومن أشهر الأعمال التي جمعتهما على الإطلاق مسرحية سيدتي الجميلة على كثير من الأغنيات واللزمات التي حفظها الناس.

الأعمال الفنية

من أفلامه

-  عودة أخطر رجل في العالم ( فؤاد المهندس - شويكار)

-  فيفا زلاطا( فؤاد المهندس - شويكار)

-  أرض النفاق ( فؤاد المهندس - شويكار) ()

من مسرحياته

-  سيدتي الجميلة ( شويكار) -عن قصة بجماليون لــ جورج شو

-  سك على بناتك

-  إنها حقاً عائلة محترمة

مسلسلات تليفزيونية

-  عيون ( شيرين - يونس شلبي )

 

المادة من تجميع من عدة مواقع قام بها الزميل محمود صابر من مصر

موقع "ديوان العرب" في

17.09.2006

 
 

فؤاد المهندس: ثلاثة رجال في رجل

بقلم: أسامة الغزولي

لم يتأخر كثيرا عن زميله الكبير، فبعد اسابيع قليلة من رحيل هذا الزميل الكبير رحل فؤاد المهندس عن دنيانا وكأنه مرة اخرى يحاول اللحاق بعبدالمنعم مدبولي.

الفنان فؤاد المهندس الذي توفي امس عن 82 عاما يملك موهبة تأثرت تأثرا واضحا بثلاثة رجال: والده اللغوي عضو مجمع الخالدين، مجمع اللغة العربية زكي المهندس وزميله الكبير عبدالمنعم مدبولي والممثل الكوميدي الاميركي اليهودي جيري لويس.

صوت فؤاد المهندس هو صوت خطيب مفوه يستخدم كل ما في رئتيه من هواء عندما ينطق ولو بأبسط كلمة، ولو كان يطلب كوب ماء، يستجدي من محبوبته نظرة عطف ولو كان يعتذر لطفل صغير عن خطأ غير مقصود.

الاصل عند فؤاد المهندس هو ان يكون الصوت مجلجلا والنطق واضحا ومخارج الحروف سليمة، وان يكون الرأس مرفوعا والساعد ممتدا بقوة ليشير بإصبع الاتهام او ليتوعد او ليتوسل او ليضرب الممثلين والممثلات من حوله.

في هذا كله، نجد انسانا خلق ليكون خطيبا، فهو ابن لغوي بارز وشقيق اذاعية رائدة هي صفية المهندس.

والويل كل الويل لمن يخطئ في نطق كلمة عربية او انكليزية وهو يتحدث الى فؤاد المهندس.

وقد استفاد عبدالمنعم مدبولي من هذا الاستعداد الفطري عند فؤاد المهندس فضمه الى الفريق الذي شكل منه مجموعة 'ساعة لقلبك' على موجات الاذاعة المصرية مطالع الخمسينات ومن ساعة لقلبك خرج اعظم نجوم الكوميديا في عصر اسماعيل ياسين الذي امتد الى نهاية الستينات ومطالع السبعينات.

الإنجاز الأكبر

احيانا يكون انجازك الاكبر ان تثبت وجودك في فترة يهيمن عليها عبقري ناجح، او فنان ذو شهرة كاسحة، والناقد كمال النجمي كان يقول دائما ان اكبر انجاز لفريد الاطرش انه حقق نجاحا كبيرا في زمن ام كلثوم وعبدالوهاب.

اضواء ام كلثوم لا تكشف نور شعلة عبدالوهاب واضواء عبدالوهاب لا تكشف شمس ام كلثوم.

ويستطيع كل منهما ان يتألق في ذروة تألق الآخر. اما ان يتألق فريد الاطرش في زمن هذين القطبين فهذا انجاز، في رأي النجمي.

وتستطيع ان تقول شيئا مشابها عن مجموعة ساعة لقلبك التي انتمى اليها فؤاد المهندس فإنجازها الاكبر انها ظلت حية في قلوب الناس طوال زمن اسماعيل ياسين.

قد يتعجب بعض ابناء هذا الجيل اذا قلنا لهم ان اسماعيل ياسين كان مضحكا. لكنه منذ الاربعينات وحتى نهاية الستينات كان اسماعيل ياسين هو الضحك. او كان شمس الكوميديا التي تدور حولها الكواكب الضاحكة: عبدالسلام النابلسي، عبدالفتاح القصري، حسن فائق وزينات صدقي.

وعلى رغم صمود مجموعة 'ساعة لقلبك'، فقد اضطرهم نجاح اسماعيل ياسين الكاسح الى ان يبقوا مجرد ظاهرة فنية اذاعية حتى افل نجمه مع نهاية الستينات.

ولم يكن الراديو وسيلة اعلامية هامشية، فقد كان راديو القاهرة، بالذات، قوة اقليمية جبارة في حضور جمال عبدالناصر ووراءه جيش من المغنين والموسيقيين والمتحدثين الاذاعيين ومقدمي البرامج الفكاهية والغنائية الجذابة.

ولهذا السبب فإن ظهور فؤاد المهندس في دور البطولة في فيلم بنت الجيران عام 1954 كان مبادرة سابقة لاوانها، فلم يكن ذلك هو التوقيت الذي يضمن له الاستمرار، على رغم انه ظهر امام معبودة الجماهير شادية التي كان المنتجون يعطونها البطولة امام اي وجه جديد لتضمن له الرواج او لتفتح له قلوب الجماهير.

وقد جاء ظهورها امام فؤاد المهندس بعد فترة وجيزة من ظهورها امام عبدالحليم حافظ في فيلمه الاول 'لحن الوفاء' الذي حقق به نجاحا متواصلا الى ما بعد وفاته بثلاثين عاما الى يومنا هذا.

لكن التعويذة لم تجد مع فؤاد المهندس وبقي نجاحه محصورا في 'ساعة لقلبك'، وقد سمعت عبدالحليم حافظ وهو يغني لاول مرة في احدى حلقات 'ساعة لقلبك'، وتعجبت عندما صفق له جمهور حضر التسجيل وتساءلت: كيف يصفقون لهذا المجهول حتى قبل ان يغني؟

في فيلم 'بنت الجيران' كان المهندس لا يزال في مرحلة شاري شابلن الذي تأثر به عدد كبير من كوميديانات مصر ممن جاؤوا بعد نجيب الريحاني.

وكان اداؤه ذكيا ونشيطا وخاليا من الحرارة العاطفية.

وقد ظل المهندس بعد هذا الدور يطل علينا من خلال ادوار ثانوية في افلام مثل 'بين الاطلال' الذي قدمه المخرج عز الدين ذو الفقار مقتبسا من رواية يوسف السباعي نهاية الخمسينات وكان ميلودراما كئيبة حققت نجاحا تجاريا كبيرا بفضل قدرة بطلته فاتن حمامة (الزوجة السابقة لعز الدين ذو الفقار)، على ان تستدر دموعنا نحن تلاميذ المدارس واباءنا وامهاتنا الذين كانوا عاطفيين ربما بالمستوى نفسه من السذاجة.

وكان اداء فؤاد المهندس في المشاهد القليلة التي ظهر فيها في هذا الفيلم واحة مرح وسط صحراء الحزن القاحل والقاتم التي امتدت طوال احداث هذا الفيلم، الذي تميزت مشاهده بالظلال الداكنة والثقيلة، مثل معظم أفلام عز الدين ذو الفقار.

وقد ظهر فؤاد المهندس أيضا مع المخرج ذاته والنجمة ذاتها في فيلم آخر، في الفترة ذاتها، اسمه 'نهر الحب' وهو معالجة شديدة السطحية والبلاهة لواحدة من أعظم الروايات في تاريخ الأدب العالمي وهي 'آنا كارنينا' التي كتبها ليو تولستوي.

في هذا الفيلم الغارق في الظلال الداكنة ايضا، كان حضور فؤاد المهندس ومضات مرح وفرح موزعة بين اجزاء الفيلم.

موعد مع البطولة

لكن المهندس كان على موعد مع البطولة عندما قرر أحد قيادات حكومة يوليو، وهو وزير الارشاد القومي (الإعلام) أيامها عبدالقادر حاتم ان ينشئ عشر فرق مسرحية ففتح المجال واسعا أمام اصحاب المواهب الكوميدية الكبيرة أمثال عبدالمنعم مدبولي وفؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدي.

وقدم المهندس مسرحية 'أنا وهو وهي' وشاركته البطولة النجمة التي اقترن بها، كزوجة ثانية، فشاركته حياته الزوجية ومجده الفني وهي الفنانة شويكار.

أحدثت هذه المسرحية زلزالا في الوسط الفني، كان نجاحها هائلا ومدويا. لكن عنصر النجاح الصاعق فيها لم يكن فقط موهبة فؤاد الكوميدية الناصعة ولا موهبة شويكار الكوميدية الطالعة بل كان هناك شيء آخر وراء هاتين الموهبتين يكهرب الجو ويكسب الآراء توهجا شديدا.

ففي معظم مشاهد المسرحية كان فؤاد وشويكار وحدهما يملآن الخشبة ويملآن أعين الناس وأسماعهم وقلوبهم. وقد شكلا ثنائيا حسيا قويا. فؤاد برجولته الواضحة في حركاته التي تنم عن القوة البدنية حتى وهو يؤدي حركات البلياتشو أو المهرج الساذج، وشويكار بأنوثتها الطاغية الفواحة.

لم تكن حسية خافتة هامسة. فقد كانت رجولة فؤاد مجلجلة صاهلة وكانت أنوثة شويكار تبرق وترعد وتفور، وكل ذلك في إطار أنيق للغاية وفكاهي الى أبعد مدى وهكذا ولد الثنائي الناجح الأول بعد ثنائي ليل مراد وأنور وجدي. حاول عماد حمدي وشادية وحاول كمال الشناوي وشادية وحاول عماد حمدي وفاتن حمامة وحاولت فاتن حمامة مع أكثر من ممثل وحاول المخرجون والمنتجون من خلال هؤلاء جميعا أن يعيدوا أسطورة الثنائي الناجح ولم يفلحوا.

المحاولات فشلت لأنها كانت تعود الى المنبع نفسه الذي نهل منه أنور وجدي وليل مراد، منبع الرومانسية الشجية ذات الطابع الغنائي.

فلما جاء ثنائي فؤاد المهندس وشويكار حسيا فكاهيا لا يخلو من فجاجة في الحركات والإشارات انطلقت الارواح من سجنها وعبرت الرغبات عن حقيقتها: لقد انتهى زمن الدانتيلا بسقوط الارستقراطية التركية والبورجوازية الأوروبية والمتأوربة من فوق قمم الحكم. والان يحكم البلاد جنرالات يأكلون سندويتشات الفول في القصور الملكية.

زمن الشعب

ما دمنا في زمن الشعب فاعطونا كوميديا الشعب، واغنيات الشعب، ولغة الشعب. وهموم الشعب، واختاروا لهذا كله ما تشاؤون من القوالب الفنية وقد قدم المهندس الطبقة المتوسطة الصغرى الطامحة إلى الصعود، في تلك الفترة، بكل نجاح.

وفي اداء فؤاد المهندس المسرحي كان تلميذا نجيبا لعبدالمنعم مدبولي المؤلف والمخرج والممثل. كان نجيبا بمعنى انه لم يقلد لكنه أخذ عن استاذه وأضاف الكثير ولم يمنعه التطور من أن يبقى صديقا وشريكا للاستاذ. ولم يمنعه النجاح والصعود المتصل من الحفاظ على صداقة العمر.

واهم ما اضاف فؤاد المهندس الى ما تعلمه من عبدالمنعم مدبولي كان تأثره بحركات جيري لويس نجم الكوميديا الاميركي في الخمسينات والستينات الذي قدم افلاما مثل 'فتاة الغيشا' و'عبيط الفرقة'، وشكل مع ايني مارتن ثنائيا سينمائيا حققا نجاحا بداية الستينات.

ومن البطولة المسرحية اخذ فؤاد المهندس دورا ثانويا كبيرا مع احمد رمزي في فيلم عائلة زيزي، يمكن ان يقال ان دور فؤاد كان بطولة ثانية بجوار احمد رمزي، فالسيناريو لم يعط احدهما اكثر من الآخر لكن نجومية رمزي كانت لا تزال كاسحة، على رغم ان هذا الفيلم هو آخر امجاده.

ويقال ان الموزع اللبناني للفيلم هو الذي فرض احمد رمزي على المخرج لان اسمه يحقق رواجا باعتباره نجم شباك في العالم العربي. وتكررت ادوار البطولة التي ظهر فيها فؤاد المهندس مع زوجته شويكار على المسرح وعلى شاشة السينما. لكن أعذب فيلم فاز ببطولته كان ذلك الذي يظهر امام سعاد حسني وهو 'جناب السفير'.

واشتد تألق فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي بعد نكسة يونيو 1967 واعتبر نقاد كثيرون منهم الدكتور لويس عوض ان صعودهما تعبير عن فكر الهزيمة وفن الهزيمة الذي هو تهريج رخيص لأنه بلا معنى وبلا رسالة.

لكن عبدالمنعم مدبولي الذي يعبر عن نفسه وعن فؤاد المهندس باعتباره المنظر لمدرسة 'المدبوليزم' التي ينتمي اليها الاثنان قال ان الضحك للضحك ليس عيبا. فالضحك وظيفة اساسية لا تستقيم الحياة من دونها. ولا يكون الضحك رخيصا اذا خلا من الهدف التعليمي.

لكن الاعتراضات التي ابداها بعض النقاد لم تعط مسيرة فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي التي تواصلت حتى بدأت شمس الفترة التي ينتميان اليها تميل الى الغروب.

كان ذلك من خلال مجموعة من الممثلين الذين كانوا شبانا ايامها وهم عادل امام وسعيد صالح ويونس شلبي وآخرون. ظهر هؤلاء امام عبدالمنعم مدبولي في مسرحية 'مدرسة المشاغبين' عندما كان يؤدي دور ناظر المدرسة. لكنه سرعان ما ترك الدور ليؤديه حسن مصطفى فقد احس مدبولي وهو يقف وسط هؤلاء الشباب انه يقف خارج عصره.

واستمر المهندس يقدم اعماله المسرحية، بدرجة اقل من البريق. فقدم 'انها حقا عائلة محترمة' و'سك على بناتك' اما في السينما فبدأ يقدم ادوارا ثانوية.

ولعل اجمل دور ثانوي قدمه فؤاد المهندس في شيخوخته كان في فيلم 'البيه البواب' مع احمد زكي.

وكما بدأ في الاذاعة انتهى في الاذاعة عبر برنامج استمر حتى فقد قدرته على العطاء وهو 'كلمتين وبس' ولم يكن هنا ممثلا كوميديا، كما كان طوال حياته، بل كان خطيبا اذاعيا مفوها يعتلي موجات الاثير ليصرخ بهموم الناس البسطاء ويدافع عمن لا صوت لهم.

وفي سنواته الاخيرة وبعد ان انفصل عن شويكار بالطلاق اشترى فؤاد المهندس سريرا يقال انه كان سرير خديو مصر اسماعيل باشا، وهو ما يعكس ميلا الى العظمة تراه واضحا في حركات هذا الرجل وفي نبرات صوته.

وقبل ان يموت بأسابيع شب حريق في مسكنه فأخذ كل الاثاث والمقتنيات، كأن الزمن يمحو، بكل قسوة، كل اثر لهذا الرجل قبل ان يرحل، الا فنه.

القبس الكويتية في

17.09.2006

 
 

وفاة فؤاد المهندس آخر «الكوميديانات» الكبار 

توفي الفنان المصري فؤاد المهندس أمس السبت عن 82 عاما بعد نصف قرن من العمل الفني في السينما والمسرح، شيعت جنازته عصر اليوم نفسه، وكان يعاني في السنوات الأخيرة من أمراض عدة ودخل العناية المركزة أكثر من مرة.

ولد المهندس في السادس من سبتمبر عام 1924 وهو ابن اللغوي المصري زكي المهندس عميد كلية دار العلوم عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

وكان المهندس هاويا للتمثيل منذ سن مبكرة ففي أثناء دراسته بكلية التجارة شاهد بعض مسرحيات الممثل الكوميدي نجيب الريحاني وقرر أن يكون الفن حرفته حيث انضم إلى فرقة «ساعة لقلبك» في بداياتها، والتي أخرجت الجيل القديم من الكوميديان.

وقام بدور البطولة السينمائية عام 1954 في أول أفلامه «بنت الجيران» لمحمود ذو الفقار إلا أنه عاد إلى الأدوار الثانية على مدى حوالي عشر سنوات حيث كان يؤدي مساعدا في أفلام أسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة من عمر السينما المصرية.

ومن بين الأدوار الثانية للمهندس عمله مساعدا لكمال الشناوي في «الأرض الطيبة» ولعماد حمدي في «بين الأطلال» ولرشدي أباظة في «أميرة العرب» و«الساحرة الصغيرة» ولعمر الشريف في «نهر الحب» ولشكري سرحان وعادل مأمون في «ألمظ وعبده الحامولي» وللاعب كرة القدم صالح سليم في «الشموع السوداء».

وكان فيلم «عائلة زيزي» الذي أخرجه فطين عبد الوهاب احدى العلامات في مسيرة الكوميديا لدى المهندس الذي اختير بعده لادوار البطولة المطلقة. وشكل المهندس مع زوجته آنذاك الممثلة شويكار ثنائيا فنيا أثمر عددا من الأفلام الكوميدية منها «مطاردة غرامية» و«شنبو في المصيدة» و«أرض النفاق» و«أخطر رجل في العالم».

وقدم المهندس بعض ممثلي الكوميديا الشبان آنذاك في أدوار بارزة ومنهم عادل إمام والضيف أحمد في مسرحية «أنا وهو وهي» عام 1964 وسعيد صالح في فيلم «ربع دستة أشرار» عام 1970.

وعاد بعد أن تقدمت به السن إلى الأدوار الثانية مع بعض هؤلاء الذين صاروا نجوما ومنهم عادل أمام في فيلمي «خلي بالك من جيرانك» و«خمسة باب». وكانت ستينات القرن العشرين العصر الذهبي للمهندس مسرحيا ففيها قدم أعمالا منها «السكرتير الفني» و«سيدتي الجميلة» و«أنا وهو وهي» و«حواء الساعة 12».

وفي مرحلة تالية قدم مسرحيات أخرى مثل «انها حقا عائلة محترمة» في أول مشاركة كوميدية لأمينة رزق و«سك على بناتك» أمام شريهان و«هالة حبيبتي». وكان آخر أفلام المهندس «ونسيت أني امرأة» عام 1994.

وقدم المهندس برنامجا إذاعيا انتقادياً يومياً استمر سنوات هو «كلمتين وبس». وللمهندس شقيق وشقيقتان إحداهما الإذاعية البارزة صفية المهندس.

رويترز

البيان الإماراتية في

17.09.2006

 
 

وفاة الفنان فؤاد المهندس أستاذ الكوميديا في الدراما المصرية 

القاهرة، مصر (CNN) -- توفي الفنان المصري الكبير فؤاد المهندس السبت، عن عمر يناهز 82 عاماً، بعد أن ترك تراثاً كبيراً من الأعمال الفنية في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، على مدى أكثر من نصف قرن.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن أسرة الفنان الراحل، أن جنازته ستشيع بعد عصر السبت.

والفنان فؤاد المهندس من مواليد القاهرة في سبتمبر/ أيلول 1924، وهو ابن أستاذ اللغة العربية زكي المهندس، الذي كان عميداً لكلية دار العلوم بالقاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية.

وحصل المهندس علي بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة في العام 1948, وبدأ حياته موظفاً بإدارة رعاية الشباب بالجامعة.

وعرف الحب الأول عندما كان طالبا بالثانوية العامة، وكانت فتاة أحلامه بنت الجيران من حي العباسية، وهي السيدة عفت سرور نجيب، وقد أثمر زواجهما ولديهما أحمد ومحمد.

أما ثاني وآخر زواج له فكان من الفنانة شويكار، بعد أن التقى بها في مسرحية "السكرتير الفني" علي مسرح دار الأوبرا، وتزوجها بعد قصة حب عنيفة.

وكان المهندس هاوياً للتمثيل منذ سن مبكرة، ففي أثناء دراسته بكلية التجارة شاهد بعض مسرحيات الممثل الكوميدي نجيب الريحاني، وقرر أن يكون الفن حرفته حيث انضم بعد ذلك، إلى فرقة "ساعة لقلبك" في بداية تكوينها.

وقام فؤاد المهندس بأول دور بطولة سينمائية في العام 1954، في فيلم "بنت الجيران" أمام شادية، للمخرج محمود ذو الفقار، إلا أنه عاد إلى الأدوار الثانية على مدى حوالي عشر سنوات، حيث كان يؤدي أدوار مساعدة في العديد من الأفلام التي أسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة من عمر السينما المصرية.

ومن بين الأدوار الثانية للمهندس، عمله مساعداً للفنان الكبير لكمال الشناوي في "الأرض الطيبة"، وللراحل عماد حمدي في "بين الأطلال"، ولرشدي أباظة في أفلام "أميرة العرب" و"الساحرة الصغيرة"، ولعمر الشريف في "نهر الحب"، ولشكري سرحان وعادل مأمون في "ألمظ وعبده الحامولي"، ولنجم كرة القدم الراحل صالح سليم في "الشموع السوداء"، وللفنان الراحل عبد الحليم حافظ في "معبودة الجماهير."

وكان فيلم "عائلة زيزي" مع أحمد رمزي وسعاد حسني، الذي أخرجه الراحل فطين عبد الوهاب، أحد العلامات البارزة في مسيرة الكوميديا لدى الفنان فؤاد المهندس، الذي اختير بعده لأدوار البطولة المطلقة.

وشكل المهندس مع زوجته آنذاك، الفنانة شويكار، ثنائياً فنياً استمر لفترة طويلة، أثمر عن عدد كبير من الأفلام الكوميدية منها "مطاردة غرامية" و"شنبو في المصيدة" و"اعترافات زوج"، و"أرض النفاق" و"أخطر رجل في العالم" و"الراجل ده هيجنني" و"أنت اللي قتلت بابايا" و"فيفا زلاطة"، الذي أنتجه المهندس، ليحاول به الخروج بالسينما المصرية إلى العالمية.

وقدم المهندس بعض ممثلي الكوميديا الشبان آنذاك في أدوار بارزة، ومنهم عادل إمام في مسرحية "أنا وهو وهي" عام 1964، وسعيد صالح في فيلم "ربع دستة أشرار" عام 1970.

وكان الفنان الراحل وزوجنه ضيوفاً على مستمعي الإذاعة المصرية في رمضان كل عام لفترة طويلة خلال عقد السبعينات، حيث كانا يقدمان مسلسلاً إذاعياً وقت الإفطار.

كما قدم المهندس برنامجاً إذاعياً يومياً، استمر لعدة سنوات، بعنوان "كلمتين وبس."

كما قدم الفنان الراحل لعدة سنوات فوازير رمضان للأطفال، التي كانت تحمل اسمه "عمو فؤاد"، وكانت تحمل طابعاً تعليمياً وتثقيفياً للأطفال.

وبعد أن تقدمت به السن، عاد الفنان الراحل فؤاد المهندس مرة أخرى، لتقديم الأدوار الثانية مع بعض هؤلاء الشبان، الذين صاروا نجوماً كباراً، ومنهم عادل إمام في أفلام "خلي بالك من جيرانك" و"خمسة باب"، و"زوج تحت الطلب."

وكانت ستينيات القرن العشرين العصر الذهبي للمهندس مسرحياً، حيث قدم خلال هذه الفترة، أعمالاً خالدة منها "السكرتير الفني" و"سيدتي الجميلة" و"أنا وهو وهي" و"حواء الساعة 12"، وفي مرحلة تالية قدم مسرحيات أخرى، منها "إنها حقا عائلة محترمة" في أول مشاركة كوميدية للقديرة الراحلة أمينة رزق، و"سك على بناتك" أمام شريهان، و"هالة حبيبتي"، و"روحية اتخطفت."

وكان آخر أفلام المهندس مع النجمة ماجدة "ونسيت أني امرأة" في العام 1994.

وللمهندس شقيق وشقيقتان، إحداهما الإذاعية البارزة صفية المهندس.

موقع الـ CNN في

17.09.2006

 
 

وداعا نجم الكوميديا فؤاد المهندس 

توفي الفنان الكوميدي القدير فؤاد المهندس عن عمر 82 عاما بعد نصف قرن من العمل الفني في السينما والمسرح وذلك بعد معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة وتعرضه لحالة من الاكتئاب الشديد إثر انصراف الفنانين عنه، عدا عن بعد رحيل صديق عمره ورفيق رحلته الفنية الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي الشهر الماضي.

ولد المهندس في السادس من سبتمبر/ أيلول عام 1924 وهو ابن اللغوي المصري زكي المهندس عميد كلية دار العلوم عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

وكان المهندس هاويا للتمثيل منذ سن مبكرة ففي أثناء دراسته بكلية التجارة شاهد بعض مسرحيات المثل الكوميدي نجيب الريحاني وقرر أن يكون الفن حرفته حيث انضم إلى فرقة (ساعة لقلبك) في بداياتها.

وقام بدور البطولة السينمائية عام 1954 في أول أفلامه (بنت الجيران) لمحمود ذو الفقار إلا أنه عاد إلى الأدوار الثانية على مدى حوالي عشر سنوات حيث كان يؤدي مساعدا في أفلام أسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة من عمر السينما المصرية.

وشكل المهندس مع زوجته آنذاك الممثلة شويكار ثنائيا فنيا أثمر عددا من الأفلام الكوميدية منها (مطاردة غرامية) و(شنبو في المصيدة) و(أرض النفاق) و(أخطر رجل في العالم).

وقدم المهندس بعض ممثلي الكوميديا الشبان آنذاك في أدوار بارزة ومنهم عادل إمام في مسرحية (أنا وهو وهي) عام 1964 وسعيد صالح في فيلم (ربع دستة أشرار) عام 1970

إلا أنه عاد بعد أن تقدمت به السن إلى الأدوار الثانية مع بعض هؤلاء الذين صاروا نجوما ومنهن عادل إمام في فيلمي (خلي بالك من جيرانك) و(خمسة باب).

وكانت ستينيات القرن العشرين العصر الذهبي للمهندس مسرحيا ففيها قدم أعمالا منها (السكرتير الفني) و(سيدتي الجميلة) و(أنا وهو وهي) و(حواء الساعة 12) وفي مرحلة تالية قدم مسرحيات أخرى مثل (إنها حقا عائلة محترمة) في أول مشاركة كوميدية لأمينة رزق و(سك على بناتك) أمام شريهان و(هالة حبيبتي).

وكان آخر أفلام المهندس (ونسيت أني امرأة) عام 1994. وقدم المهندس برنامجا إذاعيا يوميا استمر سنوات هو (كلمتين وبس)

وبشكل عام ، يمكن أن نقول إن من أشهر أفلام الفنان فؤاد المهندس أنا وهو وهى ، أخطر رجل فى العالم ، اعترافات زوج ، جناب السفير ، مطاردة غرامية ، شنبو فى المصيدة ، العتبة جزاز ، إنت اللى قتلت بابايا ، غرام فى أغسطس ، أرض النفاق ، هارب من الزواج ، الشموع السوداء ، بنت الجيران ، بين الاطلال ، موعد فى البرج ، عيون سهرانه ، شلة المحتالين ، مدرسة المراهقين ، وفيفا زالاطا.

أما من أشهر مسرحياته أنا وهو وهى ، السكرتير الفنى ، سيدتى الجميلة ،و سك على بناتك .

هذا و شيع جثمان الفقيد عقب صلاة عصر السبت من مسجد مصطفى محمود بالجيزة ، حيث تقدم موكب التشييع اللواء ماهر السيد أحمد مندوبا عن الرئيس حسنى مبارك بمشاركة مئات الفنانيين يتقدمهم نقيب الممثليين الدكتورأشرف زكى والفنانين محمود عبد العزيز وسمير غانم ومحمود ياسين وجلال الشرقاوى ودلال عبد العزيز ونجوى فؤاد، وحسين فهمى وعادل إمام وممدوح الليثى ورشوان توفيق وجمال إسماعيل ومحمد أبو داود وعمر الحريرى، كما شارك فى تشييع الجثمان مطلقة الفقيد الفنانة شويكار التي بكته بشدة وشقيقته الاذاعية صفية المهندس وأفراد أسرة الفقيد الراحل ومئات المواطنين من محبى وعشاق فنه (مصادر متعددة-البوابة)

موقع "البوابة" في

17.09.2006

 
 

وداعـا "عمو فؤاد"..

وفاة سفير الكوميديا العربية الفنان فؤاد المهندس

القاهرة: توفي صباح اليوم الفنان الكوميدي الكبير فؤاد المهندس، عن عمر يناهز 82 عاما، وذلك بعد نصف قرن من العمل الفني في السينما والمسرح.

يعد الفنان فؤاد المهندس من أبرز الفنانين الكوميدين في مصر، حيث مثل في المسرح و السينما و التليفزيون كما أنه له برنامج إذاعي اجتماعي يومي يسمى "كلمتين و بس" ، بالاضافة الي الأغاني التي قدمها في الأفلام و المسرحيات ، و تميز في التليفزيون بتقديم أعمال كثيره للأطفال أشهرها فوازير "عمو فؤاد" في شهر رمضان.

الإسم بالكامل فؤاد زكى المهندس من مواليد 6 سبتمبر عام1924 ولد بالقاهرة فى منطقة العباسية و ترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد اختين هما صفيه، و درية، والشقيق الرابع سامى المهندس. والده هو الأستاذ الدكتور زكى المهندس العالم اللغوى الكبير، وعندما التحق بكلية التجارة انضم لفريق التمثيل بالجامعه و شاهد الفنان الراحل نجيب الريحاني و أعجب به فى مسرحية "الدنيا على كف عفريت" فأنضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار الا أنه لم يساعده كثيراً و بعد وفاته انضم لفرقة ساعة لقلبك و كانت هذه بدايته مع التمثيل.

علي الرغم من أنه قدم ما يقرب من 70 فيلم سينمائى الا أنه أحب المسرح واشتهر من خلاله، وقام بدور البطولة السينمائية عام 1954 في أول أفلامه "بنت الجيران"، وكان فيلم "عائلة زيزي" نقطة انطلاقه نحو الكوميديا، بعدها الذي اختير بعده لادوار البطولة المطلقة.

قدم المهندس مع زوجته الممثلة شويكار قبل ان ينفصلوا العديد من الافلام الكوميدية منها "مطاردة غرامية"، و"شنبو في المصيدة"، و"أرض النفاق"، و"أخطر رجل في العالم".

وتألق المهندس في فترة السيينيات في المسرح حيث قدم "سيدتي الجميلة" "السكرتير الفني"، "أنا وهو وهي"، و"حواء الساعة 12"، ثم قدم عدد اخر من المسرحيات الناجحة "انها حقا عائلة محترمة"، "سك على بناتك" "هالة حبيبتي".

موقع "البراق" في

17.09.2006

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)