كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

شفرة دافنشي

د. إكرام لمعي

عن فيلم

شفرة دافنشي

   
 
 
 
 

أثار فيلم شفرة دافنشي والمأخوذ عن رواية بنفس الاسم لدان براون الكثير من اللغط وسوء الفهم في داخل مصر أو خارجها، ولقد ازداد اللغط عندما أعلن أن الفيلم سوف يعرض بدءاً من يوم 19 مايو، ولم يعرض بعد ولم يصدر قرار واضح في هذا الشأن. ورواية شفرة دافنشي تعتمد على تحليل صورة العشاء الأخير للسيد المسيح وترى أن الذي يجلس على يمين السيد المسيح هي مريم المجدلية وليس تلميذه يوحنا الحبيب. ويرسم دافنشي الفراغ بينهما على شكل حرف (V) والذي يشير للمرأة في اللغة اليونانية ويستكمل الرسم بحرف (M) والذي يشير إلى مريم، وبهذا يؤكد أن المسيح كان متزوجاً من مريم المجدلية، ويقول دان برون أنه يعتمد أيضاً في ذلك على رواية الدم المقدس أو الكأس المقدسة والتي فيها جمع يوسف الرامي أحد أتباع المسيح الدماء النازلة من السيد أثناء صلبه، وأن هذه الدماء كان لها أثر كبير في صنع المعجزات، وأن دماء المسيح ما زالت سارية حتي اليوم في نسل المسيح والمجدلية، كدماء ملكية. وأيضاً يقول إنه يعتمد على إنجيل فيليب وإنجيل يهوذا وهما من الأناجيل الغنوسية التي اكتشفت في نجع حمادي. ولنا هنا بعض الملاحظات :

أولاً: إن ما اعتمد عليه براون من الأناجيل كلها غير قانونية: فإنجيل يهوذا هو عبارة عن سبعة عشر صفحة مكتوبة باللغة القبطية وكما نعلم فإن الأناجيل التي اعترفت بها الكنيسة صدرت من تلاميذ المسيح في فلسطين ومكتوبة باللغة العبرية والآرامية واليونانية، وأن يهوذا لم يكن يعلم اللغة القبطية، وأن هذا الإنجيل ليس مترجماً من أي لغة، ثم إن يهوذا مات شانقاً نفسه في وقت معاصر لموت المسيح فمتى كتب مثل هذا الإنجيل؟! والإنجيل مكتوب بلغة أدبية أي يمكن القول بأنه خيال أدبي محض، هذا فضلاً عن أن هذه الأناجيل ( توما – فيليب - يهوذا - .. إلخ ) تسمى بالأناجيل الغنوسية وهي كلمة تعني المعرفة وتطلق على جماعة مبتدعة كانت تعيش في مصر في القرون الأولى، وقد رفضت الكنيسة أناجيلهم واعتبرتها هرطقات مرفوضة.

ثانياً : اعتمد براون على أساطير وخرافات: فقد ادعى براون أن لوحة الموناليزا التي رسمها دافنشي هي رسم لصورة دافنشي نفسه (الفصل الأول من الرواية ص 185) لكن من الثابت تاريخياً أن هذه اللوحة هي رسم لزوجة رجل يدعى فرانسيسكو زوكندو وكان الاسم الحقيقي لهذه المرأة مادوناليزا. وكتب أيضا ًفي نفس الفصل أن دافنشي كان يعاني من الشذوذ الجنسي وهو ما لم يثبت تاريخياً، أما عن زعمه بأن مريم المجدلية موجودة في لوحة العشاء الرباني فلم يقبله الباحثون وعلى رأسهم "كارمان بام" ولم يقل بهذا سوى براون. أما عن زواج السيد المسيح والذي يعتمد فيه على أن كل يهودي بالغ كان لابد وأن يتزوج وأنه لم يكن في عصر المسيح يهودي بالغ غير متزوج، فالتاريخ يثبت عكس ذلك فيوحنا المعمدان (النبي يحي) لم يكن متزوجاً وكان معاصرا ًللسيد المسيح، بل وكانت هناك جماعة تسمى بالأسينيين عاشوا في الصحراء ورفضوا الزواج.

ثالثاً: أعلنت الشركة المنتجة أن الفيلم والرواية مجرد خيال علمي: ونحن نفهم أن الفيلم والرواية خيال أدبي وليس علمياً، فأين هو العلم أو الخيال العلمي في رواية مثل هذه.

رابعاً: الرواية والفيلم لا يقدمان رسالة محددة: في رواية الإغواء الأخير للمسيح كانت هنالك رسالة محددة، هي صراع صاحب الرسالة بين تقديم ذاته للموت لأجل رسالته وبين أن يضع ذاته أولاً، وقد عبر كاتب الرواية كازنزاكس الأديب اليوناني والحاصل على جائزة نوبل في الأدب عن ذلك بأن تخيل إبليس وقد جاء للمسيح وهو يعاني سكرات الموت وقال له لماذا صممت أن تتصادم مع السلطة، ألم يكن من الأفضل لك أن تكمل رسالتك كباقي الأنبياء وتعيش حياتك وتتزوج؟ ويصور كازنزاكس هذه اللحظات التي مرت بسرعة على ذهن المسيح كإغواء من إبليس، أن السيد المسيح تصور أنه تزوج وأنجب وعاش مع أصدقائه وبعد أن شاخ وجد نفسه يموت ولكن بلا معنى حقيقي يساوي ما كان يمكن أن يحققه بموته وهو ابن ثلاثة وثلاثين عاماً، وهنا رفض الإغواء وسار في طريق الموت لأجل الرسالة وهذا الصراع يوجد في داخل كل صاحب رسالة، لكن ما أثار الناس أنه عندما تحولت الرواية إلى فيلم رفض الناس – رغم علمهم بالفكرة - أن يروا السيد المسيح وهو يتزوج وينجب.. إلخ ولديهم الحق في ذلك، رغم أن هذا لم يكن سوى فكرة شيطانية مرت للحظة بفكره وقد رفضها.

خامساً: نحن نطالب بعرض فيلم شفرة دافنشي: إن عدم عرض الفيلم يجعل هذا الفيلم عملاقاً مختبئاً في الظلام لا يعرف أحد مدى حجمه، خاصة وأنه عندما عرض في مهرجان كان السينمائي قوبل بفتور شديد من النقاد والجماهير، أما إذا عرض فسيكون هناك مجال لمناقشته ونقده ووضعه في حجمه الحقيقي. هذا فضلاً عن أن أسلوب المنع لم يعد صالحاً للزمن الذي نعيش فيه، فالفضائيات سوف تعرضه، وشرائط الفيديو بل والـC.D سوف تملأ شوارع مصر، وهو ما حدث في فيلم " آلام المسيح " لميل جيبسون، فعندما خرجت إشاعة أنه لن يعرض في مصر كان يباع C.D بخمسة جنيهات على الأرصفة، وعرض في النوادي والكنائس، ثم إن قضية الرقابة سواء كانت دينية أو ثقافية تظهر الشعب المصري وكأنه يحتاج إلى وصاية، أي شعب ناقص الأهلية ولذلك لابد وأن يوجد عليه أوصياء عاقلون يسمحون بما يراه أو يسمعه أو يقرأه. وهذه مأساة نعيشها في بلادنا لأنه كثيراً ما نكتشف أن هؤلاء الأوصياء يحتاجون إلى مزيد من الثقافة وفهم مستنير للدين. ودليلنا على ذلك أن هناك روايات منعت وقامت لأجلها مظاهرات والذين قادوا المظاهرات وساروا فيها لم يقرؤها أصلاً، لكن هذا ما قاله لهم الأوصياء، وعندما قرأوا الرواية بعد ذلك شعروا بأنهم كانوا مخطئين. وقد حدث هذا أيضاً مع أفلام رفعت قضايا لمنعها من العرض من أناس لم يشاهدوها أصلاً وكان القاضي يرفع حاجبيه عجباً، ولذلك نحن أيضاً نرفع حاجبينا عجباً كلما سمعنا أي سلطة تنادي برفض عرض الفيلم. اتركوا الشعب المصري يتدرب على تكوين العقل النقدي الذي يرفض ويقبل بفهم وإدراك ومسئولية وإلا أغلقتم على المستقبل بمفتاح الجهل.

موقع "جود نيوز" في

01.06.2006

 
 

شفرة دافنشي...

الفلم المقتبس من الرواية الأكثر جدلاً في العالم

لربما سمعتم عن هذه الرواية التي أثارت جدلا كبيرا حول العالم و التي صورت كفيلم من بطولة النجم الكبير توم هانكس..

و لكن, لنتعرف أولا على الرواية وراء هذا الفيلم العملاق..

الرواية ــــ الفيلم

أولا ــــ أسم الرواية..

أن وراء أسم الرواية حكاية و هي  انه بناء على اكتشاف وثائق حقيقية في عام 1975 تثبت أن الفنان الإيطالي دافنشي كان أحد أعضاء جمعية سيون وأنه استخدم شفرات خفية في لوحاته (التي رسمها على الكنانس الإيطالية) للتذكير بالأصل الوثني لمسيحية اليوم!!.

القصة..

الكاتب دان براون ـ  هل روى حقائق أم ادعاءات وأكاذيب؟

تبدأ القصة في باريس حيث يقتل مدير متحف اللوفر (جاك سونيير) بطريقة غامضة. وحينها تشتبه الشرطة بالبروفيسور (روبرت لانغدون) المتخصص في تاريخ الأديان وتستعين بخبيرة في الشيفرة تدعى (صوفي نوفو) لتحليل "شفرة" كتبها سونيير قبل مقتله. شفرة مكتوبة على لوحة المونا ليزا التي رسمها الفنان العظيم ليوناردو دافينشي..

غير أن صوفي تكتشف براءة البروفيسور لانغدون فتهرب معه وتحصل (بواسطة الشفرة) على مفتاح لوديعه خاصة في بنك زيوريخ السويسري. ومن البنك يستخرجان صندوقا أودعه سونيير يضم وثائق وأسرارا مهمة تعود إلى جمعية سيون الدينية جمعية سيون الدينية السرية. و"سيون" جمعية مسيحية (حقيقية) أسسها عام 1099 في القدس قائد فرنسي يدعى غودفروا دو بويون بعد احتلال المدينة مباشرة. ويعتقد "السيونيون" أن المسيحية دخلت منعطفا سلبيا خطيرا حين تنصر الإمبر اطور قسطنطين وأدخل عليها تعديلات جذرية. فقي عهد الامبراطور قسطنطين كان الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية هو الوثنية. وحين تضاعف أتباع المسيحية في روما وبدأ المسيحيون والوثنيون يتصارعون إلى درجة هددت الإمبراطورية الرومانية بالانقسام قرر قسطنطين (عام 325) توحيد الجميع تحت دين واحد هجين. وهكذا أنشأ دينا مقبولا من الطرفين من خلال دمج الرموز والطقوس الوثنية مع الديانة المسيحية النقية- حتى ذلك الوقت. غير أن قلة قليلة من المسيحيين المخلصين بقوا على ديانتهم النقية حملت أفكارهم لاحقا (جمعية سيون الفرنسية)..

ويستدل السيونيون على حقيقة الدمج بين المسيحية والأديان الوثنية القديمة بعدة شواهد مثل فكرة التثليث الوثنية، وأقراص الشمس الإغريقية التي تحيط برؤوس القديسين الكاثوليكيين، وصورة الإلهة إيزيس (وهي تحضن طفلها المعجزة حورس) والتي اقتبست ل"مريم" وهي تحتضن المسيح الرضيع... أيضا هناك تاج الأسقف والمذبح والمناولة وكلها طقوس مستمدة مباشرة من أديان قديمة وثنية غامضة.. بل ان تاريخ ميلاد المسيح 25 كانون الاول هوفي الحقيقة تاريخ ميلاد الآلهة أوزيريس وأدونيس- في حين أن يوم الأحد هو يوم عبادة الشمس (ومنه اقتبس أسم Sunday أي يوم الشمس)! وهكذا يمكن القول أن سبب السخط على الرواية يعود إلى استعانتها بأحداث حقيقية وظفها الكاتب في سياق قصته.. أضف لهذا أن الرواية بالغت في هذه الحقائق لتقديم مزيد من الحبكة والإثارة الدرامية؛ فهي لاتشير فقط إلى أن المسيح (باعتقاد جماعة السيونيين) رجل عادي تزوج وأنجب قبل وفاته؛ بل وتدعي أن له بنتا اسمها "سارة" وأن ذريتها الملكية باقية حتى اليوم وأن وظيفة أعضاء الجمعية حماية هذه الأسرة والحفاظ عليها (وبالعودة لأحداث القصة نكتشف أن سونيير" مدير متحف اللوفر الذي قتل في أول فصل هو آخر هذه السلالة الملكية).

عن ماذا تتكلم الرواية؟؟

- أسطورة الكأس المقدسة والدم الملكي والنسل المزعوم:  تقول هذه الأسطورة، أسطورة الكأس المقدسة (Holy Grail)، أنها الكأس الذي استخدمها يوسف الرامي ليجمع فيها دم المسيح التي تساقط من جسده على الصليب. هذه الكأس كانت لها قوة إعجازية كبيرة، ثم حملها يوسف الرامي وذهب بها إلى بريطانيا، وهناك أسس سلالة من الحراس لحمايتها. وكان العثور على هذه الكأس هو هدف فرسان الدائرة المستديرة التي كونها الملك آرثر الذي حكم بريطانيا في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية السادس، والذي دارت حوله الأساطير الكثيرة.

 وفي فرنسا دونت الأسطورة في شكل قصيدة غير كاملة ودخلت الأدب الأوربي لأول مرة عن طريق الكاتب الفرنسي Chrétien de Troyes (1180 - 1219م)،
أدعى أنه أخذها من كتاب حقيقي أعطاه له رئيسة الكونت Philip of Flanders. ثم ترجمت إلى بقية اللغات الأوربية التي أضافت إليها عناصر جديدة. ثم تم ربطها بأسطورة أخرى، هي أسطورة الكأس التي استخدمها الرب يسوع المسيح في العشاء الأخير (Holy Chalice)، وقالت أن يوسف الرامي استخدم كأس العشاء الرباني في جمع دم المسيح من على الصليب، ثم أُلقي يوسف في السجن، وهناك زاره المسيح وكشف له أسرار هذه الكأس المقدسة، وبعد أن خرج من السجن أخذ أنسباءه وأتباعه الآخرين وسافر إلى الغرب، وهناك أسس سلالة حراس الكأس المقدسة.   وفي القرن التاسع عشر انتشرت هذه الأسطورة بصورة كبيرة وكتب عنها الكثيرون من الكتاب، وفي القرن العشرين تم تصويرها في كثير من الأفلام الروائية. وأخيرا صدرت في كتاب روائي باسم: " الدم المقدس، الكأس المقدسة " سنة 1982م. وفي هذا الكتاب قدم مؤلفوه الثلاثة الأسطورة بأسلوب تقديم الحدث التاريخي في صورة رموز وألغاز وأسرار، وحولوا دم المسيح إلى نسل للمسيح والكأس إلى رحم مريم المجدلية، الذي حمل نسل المسيح، دم المسيح. وزعموا أنه من المحتمل أن يكون المسيح قد ذهب بعد الصلب مع مريم المجدلية وأطفالهما، التي تخيلوا أنه يمكن أن يكون قد تزوجها، إلى ما يعرف الآن بجنوب فرنسا، وأسسوا هناك سلالة ملكية، هي الميروفينجيان Merovingian's، الذين حكموا المنطقة التي تعرف الآن بفرنسا وألمانيا من القرن الخامس الميلادي إلى القرن الثامن، وكان يشار إليهم أحيانا بالملوك ذوي الشعر الطويل.  وزعم الكتاب أنهم توصلوا من خلال بحثهم في أسطورة الكأس المقدسة في قصر  رينيه بجنوب فرنسا، إلى وجود جمعية سرية تدعى " أخوية سيون " ترجع إلى زمن الحروب الصليبية، وزعموا أنها بدأت مع تكوين فرسان الهيكل، لحماية هذا النسل الملكي الذي قد ينتمي إلى المسيح والمجدلية، أو على الأقل ينتمي لداود الملك والنبي ورئيس الكهنة هارون. كما ادعوا أن الكنيسة الكاثوليكية حاولت قتل كل بقايا هذه السلالة وحراسها، وكذلك حراس الهيكل (هيكل سليمان)، لكي تستمر في سيطرتها من خلال تتابع التسليم الرسولي عن بطرس الرسول وليس مريم المجدلية، التي زعموا أن المسيح أراد أن يضعها على رأس الكنيسة بدلاً من بطرس الرسول!!

  ولكن كُتّاب رواية " الدم المقدس، الكأس المقدسة " كانوا أكثر مصداقية وأمانة من مؤلف " شفرة دافنشي"،  الذي أنتحل أفكارهم وأضاف إليها في روايته، فقد اعترفوا بأن ما وضعوه في روايتهم ما هو إلا أساطير لا دليل على صحتها، أو أنها كاذبة، بل قال ريتشارد لي أحد المؤلفين الثلاثة في حديث تليفزيوني: أنهم قدموا افتراضات وليس حقائق " ولكنهم لم يؤمنوا قط أنها حقيقة ".    ما وضعه مؤلفو رواية " الدم المقدس، الكأس المقدسة " أنتحله دان براون مؤلف " شفرة دافنشي وأضاف إليه الكثير من أساطير أخرى إلى جانب أفكاره الخاصة. فقام مؤلفو الرواية الأولى باتهام دان براون بالانتحال على أساس أنه استخدم ما جاء في رواياتهم بكثرة شديدة (بكثافة)، وسجل هو ذلك في روايته، في الفصل 60، بقوله: " وهنا المجلد الأكثر شهرة 000 كتب على غلافه: " الدم المقدس, الكأس المقدسة "، الكتاب الرائع الأكثر مبيعاً في العالم 000 وقد أثار الكتاب ضجة لدي صدوره في الثمانينات, إذا أردت رأيي الشخصي, فقد بالغ مؤلفوه قليلاً في تحليلاتهم, لكن الفكرة الأساسية كانت صحيحة وبفضلهم تم إحياء إثارة فكرة سلالة المسيح وطرحها على الملأ .

  أنتحل براون ما جاء في رواية " الدم المقدس، الكأس المقدسة "، وزعم أن الشخص الجالس على يمين المسيح في لوحة العشاء الأخير لليوناردو دافنشي، والذي يفترض أنه القديس يوحنا الرسول، قام ليونادرو دافنشي برسمه، بشفرة متعمدة، على أنه مريم المجدلية؛ " كان ذلك الشخص ذا شعر احمر كثيف ويدين ناعمتين مطويتين وصدر صغير. لقد كان الشخص دون أي شك 000 امرأة "، وزعم أنها كانت زوجة للمسيح وأنها كانت حامل منه، وقال أنه لم يرسم الكأس في اللوحة على افتراض أنه كان يعرف أن المجدلية هي نفسها الكأس المقدسة، حاملة دم المسيح، أي النسل الملكي!!  يقول في الفصل 58: " أن قصة الكأس هي قصة الدماء الملكية, فعندما تحدث عن قصة الكأس المقدسة، الكأس التي حملت دم المسيح 000 هي في الحقيقة تتحدث عن مريم المجدلية - الرحم التي حملت سلالة المسيح الملكية ".   وزعم أنه أيد ذلك بوجود ما يشبه حرف M الذي رسم للموقع الجسماني لكل من المجدلية والرسول الذكر القديس بطرس الذي تنحي إليه المجدلية. وأن حرف M كما جاء في الرواية: " يرمز إلي كلمة ماتريمونيوم (Matrimonium) - زواج - أو مريم المجدلية ". وزعم أن غياب القديس يوحنا، مع وجود يهوذا واكتمال عدد التلاميذ الـ 12 تُرك بدون تفسير. وزعم أن ملابس المسيح متبادلة مع ملابس المجدلية ومعكوسة الألوان دلالة على الاتحاد الكامل بينهما.  كما زعم أن التعبير الفرنسي القديم للكأس المقدسة هو San Greal وأن ذلك تبادل لفظي مع San real والذي يعني " الدم الملكي ": " وكلمة سان جريل أتت من سان san و Grail أي الكأس المقدسة. وقد أتت من كلمتين قديمتينً لكن من مكان مختلف Sang  Real 000 سان جريل كانت تعني حرفياً الدم المقدس ".   وما زعمه الكاتب هنا أعترف من قبله مؤلفو رواية " الدم المقدس، الكأس المقدسة " أنه مجرد افتراضات وتخمينات لا يؤمنون بها على الإطلاق وأنها لا سند كتابي أو تاريخي أو ديني لها، فلا مثيل لها لا في الكتاب المقدس ولا في كتب آباء الكنيسة ولا في الكتب الأبوكريفية، كما سنرى، بل هي مجموعة من الأساطير تشابكت معاً وصيغت بأسلوب وضع التاريخ في صورة ألغاز ورموز، وضعها كاتب لا يؤمن لا بالمسيحية ولا بالأديان، بل يرى أن الأديان مليئة بالأكاذيب، بل أن أسلوب التشفير المنسوب لليوناردو دافنشي لا يوافق عليه معظم علماء الفن والمؤرخين. بل وكل ما قيل عن وجود صلة بين أخوية سيون أو فرسان الهيكل هو محض ادعاءات وأكاذيب، كما سنرى في الصفحات التاليةً.  وأدعى أن من يدقق في اللوحة سيجد أن التلميذ الثالث على يسار المسيح مرسوم بشكل أقرب للأنثى مثل صورة القديس يوحنا التي يزعم الكاتب أنها للمجدلية، فهل كان دافنشي يرمز لزوجة أخرى للمسيح أو لأحد التلاميذ؟!! وهذا يكذبه علماء الفن الذين يقولون أن الرسامين في فترة دافنشي اعتادوا على رسم الشباب بهذا الشكل.   واللوحة هنا لا تصور العشاء الرباني، بل عشاء الفصح، والفارق بين عشاء الفصح والعشاء الرباني هو أن الرب يسوع المسيح تناول مع تلاميذه الفصح أولاً، وكان عشاء الفصح، حسب العادة في عصره، يتكون من خروف الفصح إلى جانب نوع الحساء (الطبيخ) المصنوع من البلح والتين والذي كانوا يضعونه في أطباق ويغمسون منه، مع وجود أربعة كؤوس يشرب فيها الجالسون الخمر على أربعة مراحل، مع التسابيح والصلوات والشكر، بينما كان العشاء الرباني يتكون من خبزة واحدة وكأس واحدة ترمزان إلى جسد المسيح ودمه. وفيما هم يأكلون الفصح قال الرب لتلاميذه: " الحق الحق أقول لكم أن واحدا منكم سيسلمني. فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهم محتارون في من قال عنه. وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه. فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. أجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي " (يو13 :21-26). نلاحظ هنا أنه في العشاء كان أمامهم أطباق يغمسون منها، وهذا هو عشاء الفصح. وبعد أن خرج يهوذا يتكلم الكتاب عن العشاء الرباني فيقول: " وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا وباركه وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. ثم اخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم. وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا " (مت26 :26-28)، ويصور عادة بمائدة تحوي كأس واحدة وخبزة واحدة.

السيادة السورية في

02.06.2006

 
 

شفرة دافنشي...رحلة إثارة

دعاء الشامي –قلم رصاص-القاهرة

"نصيحتي هي ألا تشاهد الفيلم إذا كنت تعتقد انه سيزعجك" عبارة قد تتخيل أن تصدر من ناقد سينمائي أو صديق عزيز يخاف على مواردك المالية، ولكن المثير أنها صدرت من مخرج سينمائي ليس هذا فقط ولكنه يتحدث عن فيلمه شخصيا.!، أما المخرج فهو "رون هوارد" وقالها عن فيلمه المثير للضجة "شفرة دافنشي".

أفيشات وصور نجوم متناثرة تكاد تملأ شوارع وطرقات باريس وشاب يقف في محطة المترو يتأمل أفيش الفيلم الذي سبقته دعاية واسعة...

وسيدة عجوز تبدو من ملامحها وملابسها المحتشمة أنها راهبة مسيحية تمسك بيدها الصليب وتفترش الأرض وتحمل لافته ترفض فيها عرض الفيلم و تدعو إلى مقاطعته...

مشهدان مختلفان ومتعارضين إلى أقصى درجه ولكنهما يعبران عما أثاره هذا الفيلم من ردود أفعال ردا على عرض فيلم "شفرة دافنشي" في مهرجان كان في دورته التاسعة والخمسين والذي أنهى دورته منذ أيام قليلة..

دافنشي كود...بالأرقام

ولم تقتصر الضجة التي أثارها الفيلم على أوروبا وحدها ولا على مهرجان "كان" وحده بل اجتاحت العالم اجمع من شرقه لغربه ليس الآن فقط بل منذ ظهور الرواية التي تحمل نفس الاسم وبالرغم من كل تلك الضجة فقد باعت الرواية 40 مليون نسخة وترجمت إلى عشر لغات، والتي كان تحويلها إلى فيلم شيء متوقع.

وما حدث مع الرواية حدث مع الفيلم فرغم كل تلك الدعاوى التي تطالب المنع والحظر والرفض فقد حقق الفيلم مكاسب وأرباح هائلة بلغت 224 مليون دولار لدي بداية عرضه في جميع أنحاء العالم،ليحقق المركز الثاني عالميا في الإيرادات التي يحققها فيلم في بداية عرضه في شباك التذاكر العالمي حيث حصل على أعلى إيرادات يحققها فيلم سينمائي، في أول أيام عرضه في دور السينما بالعديد من دول العالم، فحصد نحو 29 مليون دولار في الولايات المتحدة وحدها ، وهو أكبر مبلغ يحققه فيلم سينمائي هذا العام، بدور العرض الأمريكية.

وبذلك تكون إيراداته قد تفوقت على نظيره فيلم "مهمة مستحيلة" الجزء الثالث، من إنتاج شركة "بارامونت" وبطولة النجم توم كروز، والذي جاءت إيراداته مخيبة للآمال، بعد أن حقق نحو 48 مليون دولار في أول أسبوع له، في وقت سابق هذا الشهر.

ولم يحدث ذلك في أمريكا وحدها بل تخطتها إلى كثير من الدول الأوروبية وعلى رأسها ايطاليا حيث نجح فيلم "شفرة دافنشي" في تحطيم الأرقام القياسية في حجم الإقبال على مشاهدته بدور السينما في إيطاليا، تجاهل عشرات الآلاف من الايطاليين دعوات الفاتيكان لمقاطعة الفيلم، لتصل إيرادات الفيلم في إيطاليا وحدها، أكثر من 2.6 مليون دولار في ليلة الافتتاح فقط.

ويتوقع الخبراء أن يحقق أرباحا تتراوح بين 50 و80 مليون دولار. وقالت شركة كولومبيا أن الرقم القياسي السابق كان لفيلم "حرب النجوم..الحلقة الثالثة..انتقام محاربي السيث" Star Wars: Episode III: Revenge of the Sith الذي حقق 145 مليون دولار لدى بداية عرضه. ولم تحدث هذه الإيرادات منذ فيلم "الآم المسيح" The Passion of the Christ للممثل والمخرج ميل جيبسون حيث حقق إيرادات وصلت إلي 84 مليون دولار.

ممنوع بأمر الكنيسة

وبذلك لا يكون موقف العجوز موقف شخصي بل إنه موقف ديني عالمي انتشر في الكثير من الدول العربية والأوروبية بداء من الفاتيكان إلى لبنان، فقد طلب الفاتيكان من المسيحيين عدم مشاهدة الفيلم لأنه يحتوي على مهاترات وأشياء لا تمت للمسيحية بصلة.

ولم يكتفي بذلك بل نظم ثلاثة عروض خاصة لفيلم تسجيلي من إنتاجه بعنوان "شفرة دافنشي: خداع حاذق" يتضمن ردا على رواية دان براون والفيلم، ويظهر فيه عدد من كبار الأساقفة والمسئولين الدينيين.

وقد استجابت لدعوة الفاتيكان العديد من الدول العربية والأوربية، مما أدى إلى منع عرضه نهائيا في أي منها حتى بعد صدور إعلاناته في دور العرض كما حدث في مصر التي تعد واحدة من 4 دول على الأقل في الشرق الأوسط هي مصر ولبنان والأردن وسورية.

حكاية فيلم

ويقوم بدوري البطولة في الفيلم الممثل الأمريكي توم هانكس والفرنسية أودري تاتو، ووفقا للنقاد الذين حالفهم الحظ وشاهدوا الفيلم فهو يحكي عن عالما سريا مفترضا له شفراته الخاصة وبعضها لم يتوصل أحد إلى فك رموزه حتى الآن.

ويقول الفيلم إن بعض المفاتيح المهمة لمعرفة ما خفي سواء عن الصورة "الحقيقية" للمسيح كامنة عن طريق شفرات خاصة في عدد من لوحات فنان عصر النهضة الايطالي ليوناردو دافنشي وأهمها موناليزا والعشاء الأخير.

ويصور الفيلم كيف أصبح هناك عالم خاص سري من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، يقيم جدارا من القداسة حول أشياء ووقائع مشكوك تماما في صحتها العلمية تتعلق بأصل المسيح ودعوته وتشكك في الكثير من المسلمات التي استقرت عبر القرون في أذهان المسيحيين في العالم: سواء من الكاثوليك أو غيرهم.

أمال مخيبة في الافتتاح

كان هذا هو العنوان الذي اختاره الناقد السينمائي ومراسل bbc بفرنسا "نبيل العمري" ليعبر فيه عن رأيه في الفيلم من خلال التصوير والسرد والحبكة قائلا:

من المعروف أن تحويل الرواية إلى سيناريو سينمائي يتطلب مهارة خاصة، ليس فقط بسبب الحجم الكبير للرواية، ولكن أساسا، بسبب تعقدها وتعدد شخصياتها وأحداثها وتفسيراتها الموغلة في التاريخ والفانتازيا معا.

هذا الدرس الأول الذي لا شك أن مخرجا كبيرا مثل رون هاوارد يدرك أهميته، بدا من أول وهلة أنه نُسي أو تم تجاهله بسبب الرغبة في تقديم الرواية إلى جمهور السينما مع المحافظة قدر الإمكان، على معظم دروبها وشخصياتها المتعددة.

ولا شك أن هذه الرغبة أدت إلى تحويل فيلم يفترض أن يكون من أفلام الإثارة والتشويق، إلى فيلم خطابي يمتلئ بالشروح التفسيرية الطويلة وبالحوار المصطنع صنعا لشرح طبيعة الموضوع وخلفياته للجمهور الذي لم يقرأ الرواية بالطبع.

تعدد شخصيات..وضعف في الحبكة

إلا أن الفيلم الذي يجعل بطله الدكتور روبرت لانجدون - خبير الرموز- يخوض مغامرة هائلة بين باريس ولندن واسكتلندا يتعرض خلالها للتصفية الجسدية - لا ينجح في شد انتباه المتفرجين بل وتبدو الحبكة في كثير من الأحيان هشة بل وساذجة.

ويساهم تعدد الشخصيات وتداخلها في زيادة الإحساس بالاضطراب، من هذه الشخصيات شخصية فتاة فرنسية تدعى "صوفي" (تقوم بأداء دورها أودري تاتو) يفترض أنها خبيرة في فك الشفرة، وهي تعمل في خدمة الشرطة الفرنسية إلا أننا سرعان ما نعرف أن القتيل الحارس على أسرار متحف اللوفر الباريسي- الذي يلقى مصرعه بوحشية في المشهد الأول من الفيلم- هو جدها.

بعد ذلك نعرف أنها فقدت أسرتها في حادث سيارة ونشأت في كنف الجد الذي نعود فنعرف من خلال شرح طويل من طرف البطل، أنه لم يكن جدها وأنها ليست "صوفي" بل فتاة أخرى تنتمي لأسرة من العائلة المالكة القديمة!

كما جاء دور الممثل الشهير توم هانكس ضعيفا رغم مركزيته، فهو يبدو لنا تائها بين أدغال موضوع لا يفهمه ولا يستطيع استيعابه. وحتى الدور الذي يقوم به الممثل الانجليزي الكبير السير إيان ماكلين (وهو دور السير لي تيبينج) لم يبدو مقنعا بل ويبدو الممثل الكبير وهو يجاهد عبر الفيلم لجعل دوره يصل للمشاهد دون جدوى. والمفترض أنه ينقلب من الوجه الطيب الذي يساعد البطلين إلى وجه شرير وجزء من المؤامرة الكونية المستمرة لإخفاء الحقائق.

وهناك عدد من مشاهد العنف والمطاردة والقتل وكثير من سيارات الشرطة الفرنسية التي نكتشف أن أحد ضباطها العاملين في كشف جريمة اللوفر، ضالع أيضا في المؤامرة السرية للإبقاء على لغز "الكأس المقدس" الذي يسعى بطل الفيلم لفك شفرته!

إلا أن هذه العناصر كلها إضافة إلى تعدد الأماكن والتصوير المتميز بظلاله وتضاريسه داخل مواقع حقيقية مثل متحف اللوفر وقصر فيليت وكاتدرائية ويستمنستر، لا تنجح في إنقاذ الفيلم من الترهل.

وجاء تنفيذ"هاوارد " للمشاهد وكأنه يصر على صنع مشاهد جميلة متقنة في حد ذاتها، إلا أنه يفقد السيطرة على إيقاع فيلمه الذي يتجاوز الساعتين ونصف الساعة بقليل، كما تسقط منه الحبكة وتفلت خيوطها من يده، وبديهي أيضا أنه يعجز عن السيطرة على الموضوع بسبب رداءة السيناريو الذي يطمح إلى أن يروي كل شئ عن كل شئ في رواية "دان براون" ولكن دون نجاح يذكر.

كان هذا هو رأي ناقد سينمائي معروف ومشهور ولن نستطيع الحكم إلا بعد مشاهدة الفيلم الممنوع من العرض في مصر فلو حالف أحدكم الحظ وشاهدة من خلال CDأو DVD فليمتعنا بنسخة منه ولكن عليك بالحذر فقد ألقت الشرطة المصري أمس القبض على مواطن مصري وبحوزته 800 نسخة من الفيلم على CD وأخيرا لا أجد إلا العجب من مجتمع وزمن دخلت فيه الأفلام السينمائية إلى قائمة السوق السوداء مع أنه لا يدخل تحت قائمة الأفلام الجنسية ولا الخارجه عن الآداب.!!! 

شاهد الجاليري

موقع "عشرينات" في

05.06.2006

 
 

"شيفرة دافنشي".. لماذا كل هذه الضجة؟

إدريس توفيق - ترجمة: عمرو حسين  

بدأت دور السينما هذا الشهر في عرض فيلم "شيفرة دافنشي" المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه لـ"دان براون".

وأثار الفيلم الذي قام بإخراجه "رون هاوارد"، وقام ببطولته كل من "توم هانكس" و"أودري تاتو" و"أيان ماكليلان" دائرة واسعة من الاحتجاجات حول العالم، حتى قبل عرضه؛ فهناك الكثيرون ممن يريدون حظر الفيلم من العرض في دور السينما بدعوى أنه يهين العقيدة المسيحية، ويشوّه شخص السيد المسيح، ومن بين هؤلاء: الفاتيكان في روما، وجماعات اليمين المسيحي في أمريكا، في حين هدّد آخرون بمقاطعة الفيلم واتخاذ إجراءات قانونية ضد موزعيه.

توضيح موقف

وقد تحمل المسلمون، مؤخرًا أيضًا، وطأة إهانة وجهت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفيما تتصاعد وتيرة الجدل والاحتجاجات خلال هذا الصيف، فإننا بحاجة لأن نتراجع للحظة ونطرح على أنفسنا سؤالاً: "ما هو سبب كل هذه الضجة؟" "وهل علينا نحن كمسلمين أن نغضب أيضًا لما اعتبره البعض تشويهًا لشخص السيد المسيح عليه السلام؟".

أتصور أن عليّ أن أوضح موقفي بشكل تام قبل أن أكمل؛ فقبل أن أعتنق الإسلام كنت قسًّا كاثوليكيًّا وقد أقمت ودرست في الفاتيكان، كما ترأست لسنوات عدة التعليم الديني في عدة مدارس في المملكة المتحدة، حيث قمت بتدريس العقيدة الكاثوليكية.

وعليّ أن أقر من البداية أنني أكنّ الاحترام للكثير من المسيحيين المتدينين الذين يسعون إلى تطبيق عقيدتهم في حياتهم قدر الإمكان، ولا أستطيع أبدًا أن أشجع أي شيء يسيء إلى عقيدتهم التي يؤمنون بها، فخلفيتي الثقافية تجعلني أكثر إلمامًا بأعمال وتاريخ الكنيسة، وتؤهلني للحكم إذا ما كان كل من الرواية والفيلم يعتبران إساءة بالفعل أم لا.

قضايا الجدل

تدور الحبكة الرئيسية في رواية "شيفرة دافنشي" حول "روبرت لانجدون" أستاذ الرموز الدينية في جامعة هارفارد، والذي يجسده "توم هانكس" في الفيلم، الذي يتم استدعاؤه إلى متحف اللوفر بباريس للتحقيق في مقتل المشرف عليه؛ حيث تكتشف جثة القتيل ممددة بنفس الطريقة التي رسمها "ليوناردو دافنشي" في إحدى لوحاته الشهيرة وعلى صدره نقش رمز النجمة الخماسية، وكتبت إلى جواره رسالة بدماء القتيل.

ويصحب المؤلف دان براون قارئه منذ البداية عبر مسار الجريمة والتحقيق لمحاولة تفسير الأدلة التي تشير إلى محاولة الكنيسة لإخفاء أحد أكثر الأسرار خطورة، ألا وهو أن المسيح كان متزوجًا من مريم المجدلية وأنجب منها، بل وأكثر من ذلك، أن سلالتهم كوّنت الأسرة الميروفنجية التي حكمت فرنسا ولا يزال أحفادها موجودين في فرنسا حتى الآن.

ووفقًا للرواية أيضًا، فإن تنظيمًا سريًّا يعرف باسم "أخوية سيون" قام بحراسة هذا السر الخطير منذ الحملات الصليبية حين اكتشف "فرسان المعبد" الدليل الذي يشير إليه تحت أحد معابد القدس، وتشير الشيفرة التي تحمل الرواية اسمها إلى المكان الذي دفنت فيه مريم المجدلية ومعها كافة الوثائق التي تثبت أنها كانت زوجة المسيح وحاملة نسله.

وثمة موضوع شيق آخر في الرواية، ولكنه أكثر تعقيدًا، وهو فكرة "الأنثى المقدسة" التي لا تعني بالضرورة أن الله أنثى، ولكنها تعني ببساطة أن الأنثى كان لها دائمًا دور مساوٍ لدور الرجل فيما يتعلق بالإلوهية وتاريخ الخلق، فالرواية ترسم صورة لعالم الكنيسة الذي يتحكم فيه رجال عزاب، والذين قاموا على مدى عدة قرون بطمس وتشويه أسطورة الأنثى المقدسة.

لا إهانة

إذن، هذا هو موضوع "شيفرة دافنشي"، وقد تحدثت عنها بشكل غير رسمي مع قساوسة من كلا الكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية، وقد نفى كلاهما أن يكونا قد وجدا في الرواية إهانة أو عدم احترام لمعتقداتهم.

وأنا أشاطرهم الرأي، خاصة أن ما تحتويه الرواية من أفكار كانت جزءًا من الثقافة الشعبية لقرون عدة، كما أن نظريات المؤامرة المتعلقة بطمس الحقائق تم التشكيك في مصداقيتها بشكل كبير؛ فلقد قامت مجموعة من الكتب الأخرى التي صدرت حديثًا ككتاب "الدم المقدس والكأس المقدسة" للمؤلفين "بايجنت وليه ولينكولن"، وكتاب "بندول فوكولت" لـ"أمبرتو إيكو" بمناقشة الأفكار نفسها، ولقيت تجاهلاً تامًّا ولم تثر غضب المجموعات الكنسية.

وعلى الرغم من ادعاء "دان براون" في مقدمة روايته أن كافة الأعمال الفنية والآثار والوثائق والممارسات السرية المذكورة في الرواية حقيقية، فإن هذه العبارة يمكن التشكيك في مصداقيتها بسهولة.

ومع أن هناك أنصارًا لما جاء في الرواية من أفكار إلا أن أيًّا من هذه الأفكار لا يمكن إثباته كحقيقة لا تقبل التشكيك، إضافة إلى أفكار أخرى ثبت كونها خدعًا لا أكثر.

فمحتوى الرواية إذن لا يعدو كونه حدسًا، ولكنه حدس ممتع! ولكن الحقيقة هي أن "شيفرة دافنشى" بيع منها أكثر من 60 مليون نسخة، وتمت ترجمتها إلى 44 لغة، وقد أجاد "دان براون" استخدام طابع الإثارة لمنح الحياة لقصته، وهو ككتاب أكاديمي جاد فإن الكتاب ليس الأول من نوعه، لكنه أيضًا لا يدعي كونه كذلك.

مزيج فكري

وقد صرّح "توم هانكس" لجريدة "إيفيننج ستاندرد" أن الفيلم مليء بالهراء، ولكن الرواية بالفعل جديرة بالقراءة وتستحق أن توضع على رأس الكتب الأكثر مبيعًا والجديرة بالشراء أيضًا.

أنا شخصيًّا لم أستطع التوقف عن قراءتها، وسأرشحها بدون تردد لغيري من المهتمين بالأعمال الأدبية، فإذا كنتَ من المهتمين بالفن والرحلات وفن العمارة والتاريخ الأوروبي والكنسي وتستمتع بالروايات البوليسية وقصص المغامرات، فإن الكتاب ملائم لك تمامًا ويمكنك أن تسميه مزيجًا فكريًّا بين روايات جيمس بوند والباحثين عن الكنز المفقود.

أما الرسوم الكرتونية الدانماركية فقد صوّرت محمدا صلى الله عليه وسلم في صورة الإرهابي، وربما يكون السخط المزعوم من مجموعات عدة ضد "شيفرة دافنشى" رد فعل مباشرا لكيفية تصرف المسلمين حيال أزمة الرسوم الكاريكاتيرية؛ فبينما لا يقبل المسلمون إهانة المعتقدات الدينية للآخرين، فإن أقصى ما تقوله الرواية هو أن المسيح كان متزوجًا وهو لا يساوي أبدًا وصف الإرهاب.

وإذا ما أتيحت الفرصة للمؤمنين من مختلف الأديان ولغير المؤمنين أيضًا لمشاهدة الفيلم وقراءة الكتاب فسيجدون أنهما لا يحملان نية الإساءة، بل إنه لا توجد أية إساءة على الإطلاق كونه عملاً أدبيًّا خالصًا.

إن الوقت الذي قضيته في روما كان مثمرًا للغاية، وقد ترك في نفسي أمورًا عدة من بينها معرفة وحب الفنون التي أورثتها المسيحية للعالم، وهو التراث الذي نشاهده من خلال صفحات الرواية بمزيج من الدهشة والاحترام؛ إذ يظهر المؤلف احترامه للخير الموجود في نفوس الأخيار.

وفى حين أن أعضاء "أوبوس داي" الذين التقيتهم في روما لا يشبهون على الإطلاق الصورة المرسومة لهم في الرواية، فلقد ثارت الشكوك دومًا حول السرية التي تحيط الجماعة نفسها بها.

وقطعًا فإن هذه الرواية ليست أفضل كتاب في التاريخ، فالكاتب قام باستخدام مادة موجودة في الواقع منذ زمن بعيد لكتابة رواية جمعت بين الإثارة والرواية البوليسية ونظرية المؤامرة، وهناك ضعف في الحبكة وخط سير الأحداث، ولكن هذا لا يؤثر في نجاح الرواية ككل.

إن الرواية كتاب جدير بالقراءة، وإذا أتيحت لي الفرصة لمشاهدة الفيلم فأتوقع أن يكون فيلمًا جيدًا أيضًا.

إسلام أنلاين في

05.06.2006

 
 

طارق الشناوي يكتب من «كان»:

المقايضة المحرمة بين «شفرة دافنشي» و«مسيح» فايز غالي 

* هناك من يضغط علي البابا شنودة الآن للموافقة علي سيناريو «المسيح المصري» الذي يلتزم بالإنجيل.. كنوع من الرفض لشفرة دافنشي الذي يهدم صلب المسيحية

* إذا أردنا أن يلعب الفن دوره ينبغي أن تحكمه استراتيجية واحدة وهي ألا يخضع الناسوت للاهوت وأن نفصل ما هو إنساني عما هو ديني، أما أسلوب المقايضة بين الدولة ومؤسساتها الدينية فإن الجميع فيه خاسرون 

ثورة الغضب التي اجتاحت العديد من الدول الغربية وعبر عنها «الفاتيكان» باعتراضه علي فيلم «شفرة دافنشي» وهو ما أدي أيضا إلي أن اتحاد الكنائس العالمية يعلن غضبه.. بالإضافة إلي عدد من المنظمات الأهلية سارعت بإعلان رفضها للفيلم.. العالم العربي باستثناء دولة الإمارات تحفظ وأغلب الظن أنه لن يعرض علي الأقل خلال هذا العام الفيلم، ولكن كالعادة سوف تجد الفيلم يتبادله المصريون فيما بينهم بعد أن يصل إلينا عن طريق أسطوانات C.D أو D.V.D وربما قبل أن تقرأ هذه السطور يكون بالفعل قد وصل الفيلم مهربا إلي العديد من البيوت المصرية.. إن البعض يعتقد خاصة المتزمتين أن هناك منظمة ما دينية تمنع عرض فيلم.. المنظمات تعلن فقط رأيها لكنها لا تمنع.. عرض الفيلم قبل افتتاح مهرجان «كان» بيوم واحد حيث شاهده الصحفيون والنقاد يوم 16 مايو الماضي وبعدها أقيمت له أربعة عروض ولم تمض سوي 48 ساعة فقط وكان الفيلم قد عرف طريقه إلي أوروبا وأمريكا وحقق في الأيام الأولي لعرضه أرقاما غير مسبوقة رغم تواضع مستواه الفني إلا أن مساحات الانتظار والشوق والترقب ساهمت في خلق حالة من الاندفاع الجماهيري.. الفيلم يقع تحت طائلة قانون الخيال ولا يشكك في العقيدة المسيحية لكنه عمل فني افتراضي.. النقاد في مهرجان «كان» منحوه درجة رديء.. أتذكر أن ثمانية من بين عشرة نقاد في مجلة «فيلم فرانسيز» وهي المجلة الفرنسية الشهيرة التي تتابع في إصدار يومي فعاليات مهرجان «كان» منحته درجة رديء من خلال ثمانية نقاد بينما ناقدان فقط اعتبراه علي استحياء يستحق درجة مقبول.. نقاد أمريكا لم يمنحوه أكثر من مقبول!!

لا أتصور أن الإيرادات سوف تستمر لصالح «شفرة دافنشي» وهو بالفعل في الأسبوع الثالث لعرضه بدأ يعاني من هبوط سهم جماهيريته. أما عالمنا العربي فلا يمكن لأحد أن يتوقع علي وجه اليقين مصير الفيلم جماهيريا لو أتيح له العرض.. وأغلب الظن ـ وليس كل الظن إثم ـ أنه لن يجد صدي لأن الجمهور الذي لديه ثقافة سينمائية وقرأ القصة أو قرأ عنها لن يجد سحر القصة السينمائية.. أما إذا كان الغرض أن يري الجمهور فيلماً تشويقياً بوليسياً يجدد من خلاله روائع الأفلام الأمريكية البوليسية فإنه أيضا سوف تصدمه الحقيقة لأنه لا يوجد بالفيلم حالة اللهاث والترقب والتماهي التي تحققها الأفلام البوليسية الأمريكية.. لقد أشارت أكثر من جريدة إلي أن البابا شنودة اجتمع باعتباره رئيسا للكنيسة الأرثوذكسية مع رجال الكنيستين الكاثوليك والبروتستانت لاتخاذ موقفا ضد «شفرة دافنشي» وأن الرأي العام باستثناء البروتستانت هو رفض الفيلم!!

ووجدها البعض فرصة لمطالبة الكنيسة الأرثوذكسية للرد علي «دافنشي» بالموافقة علي إنتاج «المسيح عليه السلام» الذي كتب له المعالجة الدرامية «فايز غالي» وسبق له أن تقدم بتلك المعالجة إلي البابا شنودة أثناء الاحتفال بعيد القيامة المجيد ووعده البابا شنودة بقراءة المعالجة وبعدها يتخذ موقفا نهائيا من مشروع الفيلم وكان قد سبق أن أرسل د. جابر عصفور باعتباره أمينا عاما للمجلس الأعلي للثقافة بهذه المعالجة إلي الكنيسة منذ أكثر من شهرين ولم يتلق ردا حتي الآن!!

ولا أحد يدري بالطبع الموقف النهائي للكنيسة من المعالجة الدرامية والذي أعلمه أن «فايز غالي» كاتب المعالجة التزم بما جاء في الأناجيل الأربعة ولم يقدم اجتهادا خاصا في التحليل من الممكن أن يفتح الباب لأي خلاف أو تعدد لوجهات النظر.. التزم «فايز غالي» ولهذا فإنه في الأغلب سوف يحصل علي موافقة الكنيسة المصرية لتبدأ بعد ذلك خطوات كتابة السيناريو والتصوير حتي تصل إلي شريط سينمائي لن يعرض طبقا لكل ما سبق إلا إذا حظي بموافقة الكنيسة لأنه من البديهي إذا أقرت الدولة من خلال الرقابة وهي بالفعل أقرت ذلك عرض المعالجة الدرامية علي الكنيسة فلا يمكن إلا أن يستمر الحال علي ما هو عليه وتخضع كل إجراءات الفيلم لشروط مباركة الكنيسة.

هذا الوضع الشائك الذي أسهم فيه بقسط وافر الخوف من غضب الكنيسة وبنفس القدر اسهم فيه أيضا ضيق سماحة المفتي د. علي جمعة والذي سبق له قبل أربعة أسابيع بأن صرح بأن علي المسلم ألا يشارك في فيلم عن حياة السيد المسيح، أكثر من ذلك فإنه اعتبر أن المسلم الذي يشاهد الفيلم مذنب استنادا إلي أن الديانة الإسلامية تحظر تقديم صورة الأنبياء علي الشاشة.. هذا التشدد الذي أعلن عنه المفتي بكل وضوح وبما لا يدع هناك أي مجال للشك ولا لسوء التفسير والتأويل لأن المفتي دائما ما يؤكد أن بينه وبين الصحافة سوء فهم وأن آراءه المنشورة يساء تفسيرها.. أقول إن تشدد المفتي حتي لو قابله رأي مرن لشيخ الأزهر يؤكد فيه أن للمسيحيين طبقا لعقيدتهم أن يقدمو السيد المسيح علي الشاشة فإنه أيضا لم يوضح ما هو موقف المسلم إذا شارك أو شاهد فيلماً عن السيد المسيح عليه السلام.. ان سطوة المؤسسة الدينية سواء الأزهر أو الكنيسة سببها المباشر هو أن الدولة تتنازل طواعية عن دورها.. مثلاً فيلم «آلام المسيح» لميل جيبسون لو عرض علي الأزهر كان سيمنع عرضه بحجة أنه ممنوع تجسيد صورة الأنبياء علي الشاشة وهو حجة شرعية بل إن قانون الرقابة يحوي بندا صريحا وضعه د. جمال العطيفي عندما كان وزيرا للثقافة في السبعينيات تمنع تجسيد الأنبياء علي الشاشة، ولو عرضت الرقابة فيلم «آلام المسيح» علي الكنيسة من المؤكد أنها سوف ترفضه لأنه مقدم طبقا لرؤية الكاثوليك عن «السيد المسيح» وليس الأرثوذكس وفي الحوار داخل الفيلم بعض الجمل التي تصطدم مباشرة بالعقيدة المسيحية عند الأرثوذكسي حيث تتردد كلمات تصف السيد المسيح تارة بأنه ابن الله وتارة بأنه ابن الإنسان.. وذلك لأن الكاثوليك ـ الكنيسة الغربية ـ تعتبر أن للمسيح طبيعتين إلهية وإنسانية بينما الكنيسة الأرثوذكسية ـ الشرقية ـ تري أن له طبيعة واحدة هي إلهية فقط فلا يمكن أن توافق الكنيسة ولا البابا علي عرض آلام المسيح.. ولكن عرض الفيلم قبل عامين ولم تحدث أي علامات للغضب سواء من المسلمين أو الأقباط لأنه لا أحد أستأذن لا الأزهر ولا الكنيسة. إنني أري بعض الزملاء يهللون مباركين علي صفحات الجرائد والمجلات رافضين عرض «شفرة دافنشي» ويعتقدون أن هذا هو الطريق الوحيد لكي ترحب الكنيسة بتقديم فيلم عن السيد المسيح.. وذلك كوسيلة للرد علي التطاول الغربي.. لا ينبغي أن نحسبها هكذا.. لا يمكن أن تقدم أي أعمال فنية تنتظر مباركة الأزهر والكنيسة ومن يريد من الكنيسة أن تتشدد في التصريح بـ «شفرة دافنشي» لا يمكن أن يطلب منها علي المقابل أن تتسامح في التصريح بفيلم عن السيد المسيح!!

إذا أردنا للفن أن يلعب دوره ينبغي أن تحكمنا استراتيجية واحدة وهي ألا يخضع الناسوت للاهوت.. إن تفضيل ما هو إنساني ـ دنيوي ـ عما هو ديني.. وألا يخضع الأول للثاني.. أما أسلوب المقايضة بين المؤسسات الدينية والدولة فإن الجميع فيه خاسرون!!

جريدة القاهرة في

06.06.2006

 
 

«شفرة دافنشي».. للأميركي دان براون في حدود الإدانة والاختلاف

عمان - جهاد هديب

في الوقت ذاته تقريباً الذي أصدر فيه المجمع الكنسي في العاصمة الأردنية بياناً صحافياً استنكر فيه تحايل الكاتب الأميركي صاحب الرواية الأشهر (شفرة دافنتشي) في عالم هذا الزمان على التاريخ الخاص بالسيد المسيح وما يدور من جدل يتعلق بالرواية الدينية المسيحية بين العلماء المتخصصين بالأركيولوجيا والانثروبولوجيا، أقامت رابطة الكتاب الأردنيين حديثاً ندوة عن الرواية التي يتداولها الطلاب الجامعيين الذين ليسوا من أقسام الآداب أو الفنون وحدها، تحدث فيها الباحث السياسي وكاتب المقال اليومي موفق حدادين، والقاص يوسف ضمرة والتشكيلي عبدالرؤوف شمعون.

بدءاً، ومن باب التوصيف فإن هذه الرواية الحدث التاريخي حقاً في الحقل الأدبي قد باعت في الولايات المتحدة ودول أخرى ناطقة بالانجليزية قرابة خمسة ملايين ونصف المليون نسخة وماتزال إلى الآن تحتل الموقع الرقم واحد على لائحة ‘’نيويورك تايمز’’ منذ العام 2004 وحتى الآن. وربما تحولت إلى شريط سينمائي فاشل حمل توقيع المخرج راسل كراو، إلا أنها ترجمت إلى أكثر من أربعين لغة حية، وبيع رسمياً في إطار الحفاظ على حقوق المؤلف أكثر من ستة وثلاثين مليون نسخة. لقد جعلت هذه الرواية من صاحبها شخصية عالمية من طراز خاص مثير للجدل.

في هذا الندوة التي تناولت الإشكال القائم بشأن رواية ‘’شفرة دافنتشي’’ للكاتب دان براون والفيلم المقتبس من هذه الرواية، جرى تداول مجموعة من الأفكار والأطروحات في محاولة لاستكشاف الدوافع والخلفيات التي تقف وراء الكتابة التاريخية لحضارة الإنسان.

أما القاص يوسف ضمرة فقد تناول في ورقته مسألة ‘’الرواية في الغرب، شفرة دافنتشي نموذجاً’’، فجاء فيها ‘’ان دان براون يتمتع بثقافة موسوعية عظيمة، وخصوصاً في التاريخ والآثار والأساطير، وهو ملم إلماماً واسعاً بالمذاهب والحركات الدينية السرية والمعلنة’’.

وأضاف ‘’يمكن القول بثقة انه واحد من علماء الأديان والباحثين المتمرسين فيها. واللافت ان هذه الثقافة ظهرت في عمل روائي ممتع وساحر، وليس في قالب دراسي ـ أكاديمي جاف كما درجت العادة في كثير من كتب الميثولوجيا والأساطير، وخصوصاً العربية منها، إذا استثنينا بعض ما كتبه فراس سواح وشفيق مقار. فيختلط في ذهن القارئ الواقع الموضوعي بالمتخيل، طالما كانت هنالك جمعيات حقيقية أتى عليها الروائي، مثل أخوية سيون، ومنظمة أبوس داي، وتتقطع الأنفاس سعياً إلى اكتشاف الوثائق التي تحرسها أخوية سيون، وهي الوثائق التي تؤكد وجود سلالة المسيح حتى اليوم، ولأن مخطوطات البحر الميت المعروفة باسم (مخطوطات قمران) لم يتم الكشف عنها بشكل كلي، ومازال قسم كبير منها طي الكتمان، فإن ما قيل عن السيرة المغايرة للمسيح تظل ممكنة، وهذا أحد أهم أسباب قوة هذه الرواية. فالتاريخ حاضر بكثافة، وفرسان الهيكل معروفون تاريخياً، لكننا لا نعرف ما الذي اكتشفوه، وهو ما يؤكده بروان ذاته. لكن هذا التاريخ وهذه المعرفة بالأساطير والميثولوجيا تتعين من خلال حدث أو واقعة تبدو عادية، وهي مقتل القيم على متحف اللوفر، الذي يخط قبل ان يلفظ أنفاسه بعض الكلمات والأرقام، وهذه الكلمات والأرقام هي التي تقود الرواية كما يقود الناس حصاناً مدرباً بواسطة لجامه’’.

في حين لاحظ الكاتب والباحث موفق حدادين، ان الرواية ليست الأولى التي تتناول حكاية زواج المسيح أو المناخات المعادية للكنيسة، فقبلها كانت روايات ‘’الإغواء الأخير للمسيح’’، و’’الإخوة كارامازوف’’، و’’أحدب نوتردام’’، و’’اسم الوردة’’.. الخ.

كما تلاحظ الورقة ان الرواية مليئة بالتناقضات الناجمة عن حشد كل هذه التيارات والهرطقات ضد الكاثوليكية، من الماسونية إلى اليهودية، إلى الوثنية، ومن الديانات الأمومية الى الديانات الذكورية.

وإلى التشكيلي عبدالرؤوف شمعون فقد بين في ورقته العلاقة بين الفنون وبين الكتابة التاريخية، حيث قال إن العلاقة بين الفنون وبين كتابة تاريخ الحضارة البشرية علاقة شديدة الارتباط، قوية، ويكاد يكون التاريخ الفني للإنسان هو نفسه تاريخه الحضاري، إلى درجة تؤكد فيها كثير من الدراسات وآراء الباحثين، أولاً أن الآثار الفنية أو النصوص البصرية تتمتع بأفضلية نسبية عن غيرها من المرجعيات لكونها تخاطب الوجدان الجمعي للبشر وبطريقة حسية وملموسة، فهي أولاً وأخيراً إثباتات أو وقائع حية. وثانياً ان هذه المرجعيات البصرية تخضع للبحث والتنقيب الأركيولوجي والدراسات الجمالية والمعمارية، بما يؤدي بنا الى كشوفات جديدة مضافة الى عالم المعرفة، سواء عن طريق نظريات جديدة أو معلومات مثيرة بشأن إرث الماضي وأحواله المحاطة دوماً بالسحر والدهشة والغموض.

وقال أيضاً إن معظم موضوعات هذه الفنون كانت دينية أو ذات صلة بالمعتقدات الدينية، ما جعل كثيراً من الأعمال النحتية أو التصويرية المرتبطة بالرموز والشخصيات الدينية أو المتشبهة بالآلهة وطقوسها وأساطيرها أو قصصها ذات مكانة مقدسة. فهذه الصفة مكتسبة من بعدين هما القدم (الزمن) ثم المكانة الدينية للرموز أو الشخصيات المرسومة أو المنحوتة. فأية قطعة من التاريخ نأخذ؟ وأيها نبدد؟ هذا التاريخ الذي يركن إلى الرواية المتبدلة، أم هذا التاريخ المدون حسب أهواء المنتصرين؟

الوقت البحرينية في

08.06.2006

 
 

«دافنشي كود» عرض في سيول وسط إقبال صاخب...

السينما الكورية تنهض على معيار الوسامة ... لا الابداع

سيول (كوريا الجنوبية) - ابراهيم توتونجي 

«أن تكون ممثلاً سينمائياً في كوريا، فهذا يعني أنك في القمة. جمهور الشباب دوماً في صفك، حتى لو وجه المجتمع اليك أي ادانة». يبدو الممثل الكوري الشاب هونج ساك شون، واثقاً جداً من عبارته، اذ يملأه فخر يضفي جواً من «الحرارة» على المكان في ذلك المساء البارد في عاصمة كوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي. المكان: «سري للغاية»، فهو «خاص» بفئة معينة من الشباب الكوري، بينهم عدد كبير من الممثلين والمغنين وعارضي الأزياء، اضافة الى زوار من مختلف الدول، تابعوا، عبر الانترنت ولشهور طويلة، «قضية شون». الشابة نيكول، كورية جامعية تعشق الممثلين الوسيمين. مثلها الشاب جانج بالنسبة الى الممثلات. الوسامة معيار أساسي لجماهيرية ممثل السينما في سيول، في مجتمع تسيطر فيه عادات واسعة الانتشار بين الشباب تتعلق بالاهتمام بالمظهر الخارجي، والداخلي (الروحي) على حد سواء. الممثل مبجّل ومحترم خياره، على الدوام، حتى لو كان يناقض القيم التقليدية للمجتمع. «قضية شون»، بدأت منذ سنتين، حين قام الممثل بإعلان مثليته على العلن، في مجتمع يميل أكثر الى «المحافظة». صحافيون وأصحاب رأي «كبار» هاجموه ليصطدموا بوقوف جمهور عريض من الشباب الى جانبه و«حرية خياره». تقول نيكول: «مجتمعنا محافظ، لكنه منفتح وديموقراطي وسلمي. كذلك هي السينما، ومن الطبيعي أن يكون العاملون في هذا الوسط صورة عن قيم أكثر انفتاحاً». هل هناك جانب آخر للقضية؟ في واقع الأمر، يقول بعض «المستائين» أن شون استغل جماهيريته للترويج لـ «بزنس» خاص به، يتعلق بافتتاح سلسلة مطاعم وأندية خاصة بالمثليين الكوريين.

سلطة

يعكس ذلك نوعاً من «السلطة» مرتبطة بصورة الممثل في الشارع الكوري. لكن تلك القضية تعتبر تفصيلية، وهي لا تختصر الملفات السينمائية في كوريا الجنوبية، ومن أهمها مضمامين الأفلام وانفتاحها على قضايا شائكة مثل العلاقة مع الجزء الشمالي الآخر من البلد، أو المواقف تجاه السياسة الأميركية في العالم (في سيول العاصمة قاعدة عسكرية أميركية)، ودائماً التاريخ الدموي لليابان في كوريا خلال سنوات الاحتلال في بداية خمسينات القرن الماضي.

وفي السنوات الثلاث الماضية، حققت صناعة السينما الكورية نجاحاً باهراً من حيث زيادة عدد المشاهدين. وبلغت نسبة مشاركتها في السوق المحلية أكثر من 50 في المئة نتيجة أفلام ذائعة الصيت مثل «الأصدقاء»، وهو الفيلم الذي حطم أرقام قياسية على شباك التذاكر، وفيلم «فتاتي ساسي» و «اضرب القمر». وقد أنتجت كوريا في تلك الفترة أفلاماً «متحدة»، أي مشتركة بين الشمال والجنوب، بلغ عددها أكثر من 237 فيلماً، بحسب أرقام صادرة عن «الهيئة الكورية للاستعلامات». وتعرض دور السينما سنوياً أكثر من 52 فيلماً كورياً، اضافة الى أفلام صينية ويابانية وأميركية. وفي الأيام العشرة الماضية شهدت عروضات فيلم «دافنشي كود» في دور العرض بسيول اقبالاً جماهيرياً كبيراً، تجلى بطوابير وازدحامات خانقة أمام الدور.

وازدهرت صناعة السينما في كوريا وبدأت الحكومات المحلية في اعداد مهرجانات للفيلم المحلي، كما «بوسان» و «بيوتغ - ون»، و»جينجو الدولي» ومهرجان سينما المرأة في سيول.

أما على صعيد مشاركة الفيلم الكوري في المهرجانات الدولية السينمائية، فكانت البداية في عام 2000 مع فيلم «تشون هاينجين» (قصة تشون هيانج) للمخرج ايم كوان - تيك، الذي عرض في مهرجان كان السينمائي، اضافة الى أربعة أفلام أخرى عرضت خارج المنافسة الرسمية. ومن جهة أخرى، نافس الفيلم «سويم» (الجزيرة) للمخرج كيم كي - دوك، في مهرجان فينيسيا الدولي في العام ذاته. وفي عام 2001 اختير فيلم «منطقة الأمن المشترك» للمنافسة في مهرجان برلين الدولي للسينما، كما دخل فيلم «المجهول» في مهرجان فينسيا. أما أول فيلم عرض على الجمهور الكوري، فكان «الانتقام العادل»، وصنف في خانة سينما «كينو دراما» التي هي مزيج من السينما والمسرح. أما أول فيلم سينمائي كوري فكان بعنوان «قسم تحت القمر» (1932). وفي عام 1962 جسد الممثل والمنتج الشهير نااون جيو دوراً مؤثراً في فيلم «أريرانغ» الذي يعتبر من كلاسيكيات السينما الكورية وهو بمثابة صرخة احتجاج على القهر الياباني للشعب الكوري.

الحياة اللبنانية في

09.06.2006

 
 

نشعر بالحنين إلى خشبة المسرح

أودري توتو: شعرت بأنني صغيرة على “شيفرة دافنشي

اعداد: د.محمد زهير  

بعد مضي خمسة أعوام على تمثيلها لدور “ايميلي بولان”، انطلقت الممثلة الفرنسية الشابة “أودري توتو” نحو العالمية من خلال تجسيدها لشخصية “سوفي نوفو”، بطلة الفيلم المقتبس عن رواية دان براون “شيفرة دافنشي”. اعتبر النقاد فيلم “شيفرة دافنشي” أكبر حدث سينمائي لعام ،2006 فهو مقتبس عن رواية نالت شهرة واسعة النطاق ومن اخراج  “رون هاوارد” الحاصل على جائزة الاوسكار عن فيلم “رجل استثنائي” عام 2002. كان دور “توتو” في فيلم “مصير ايميلي بولان الاسطوري” بداية متألقة لها على طريق النجومية. ومنذ ذلك الحين، شاركت هذه الممثلة الواعدة في العديد من الاعمال السينمائية مع كبار المخرجين، من أمثال “كلابيش” و”رينيه” و”كوليك” و”جونيه”. فهل من شأن هذا أن يفقدها صفة البساطة التي عرفت بها منذ بداياتها الفنية؟ للاجابة عن هذا السؤال وأسئلة اخرى عديدة، التقت بها مراسلة مجلة “لوفيجارو ماجازين” الفرنسية، فوجدتها لا تزال تتمتع بتلك الطبيعة الهادئة، بيد أنّ الابتسامة التي لا تفارق وجهها تخفي وراءها مع ذلك شخصية جادة وحاذقة كشفت عن جانب منها أجوبتها عن الأسئلة المطروحة خلال الحوار.

·         ما هو تصورك عن أسباب الضجة الكبيرة التي أحاطت بفيلم “شيفرة دافنشي” قبل عرضه؟

 كان من الصعب قليلا عليّ استيعاب مبررات هذه الضجة في أوساط الجماهير عموما ووسائل الاعلام على وجه الخصوص، رغم أنه يمكن تفسيرها من خلال النجاح العالمي الذي حققته رواية “دان براون” ذاتها.

·         تمنحين القليل من اللقاءات لوسائل الاعلام، فهل تتقصدين التكتم؟

 لا تتوقع أني أفعل ذلك عن رغبة مني، انها مسألة ضيق وقت فحسب، فأنا أُصور حالياً فيلم “معاً، هذا كل شيء” من اخراج كلود بيري وتأليف الروائية “آنا جافالدا”، لذا فإني مشغولة تماما، وعلى أي حال، لا يحتاج “شيفرة دافنشي” إلى دعاية.

·         هل قرأت رواية “شيفرة دافنشي” عند صدورها؟ 

 قرأتها في أيام قليلة بينما كنت في رحلة الى المكسيك، وبالضبط في سبتمبر/أيلول ،2004 وجدتها آنذاك قوية الحبكة وتشد القارئ، والأهم من كل ذلك أنها ذات صبغة “سينمائية”.

·         كيف تخيلت شخصية “سوفي نوفو”؟

 تَمتَلك مُخيلة كُل قارئ لهذه الرواية تَصَورا معينا لشخصية “سوفي نوفو”. بالنسبة لي، سرعان ما أحببت ملامحها، إنني وجدت نفسي من خلالها، لكن حتى بعد أن علمت بأنّ “رون هاوارد” كان يبحث عن ممثلة فرنسية، لم أتوقف عن التفكير بأنّ هذا الدور يناسب ممثلة غيري.

·         هل هذا تواضع مزيف، أم أنه عدم ثقة بالنفس؟

 بصراحة كنت أشعر بأنني صغيرة على أداء عمل كهذا، لا سيما أن “سوفي” تعيش في الرواية قصة حب عابرة مع “روبرت لانجدون”. لم يكن السبب أنّ “توم هانكس” يبدو كبيرا في السن على الاطلاق، بل لاعتقادي بأنني أظهر أمامه صبية صغيرة.

·         ما زالت صورة “ايميلي بولان” الفتية تلاحقك؟

 لم يكن “رون هاوارد” يعرف عني سوى تلك الصورة، فأنا أعلم أنه قبل أن يقابلني لم يكن مقتنعا تماما بقدراتي، لذا أجرى لي العديد من الاختبارات، ثلاثة منها باللغة الانجليزية. وبسبب ضيق الوقت، لم أستطع اتقان النص بالشكل المطلوب واخبرته مباشرة بحقيقة أني لم أكن بذلت ما يكفي من الجهد. وربما أعجبته في شخصيتي نزاهتي في التعامل معه، لذا وبعد أسبوعين، وافق على انضمامي لفريق الفيلم.

·         بدأ تصوير الفيلم في باريس تحت إجراءات أمنية مشددة، كيف كانت الاجواء في ميدان العمل؟

 واضح أن مستوى الحماية كان مرتفعا للغاية، لكن اغلاق صالات التصوير على الدخلاء أمر شائع. مع ذلك، لم يكن هنالك سرّ نخفيه عن قصد، بل هي ارادة جماعية بعدم تداول ما يجري مع الخارج.

·         هل أحسست بأنك تعملين على الطريقة “الأمريكية”؟

 قد لا أستطيع تحديد ماذا يعني التصوير على الطريقة “الامريكية”، كل ما يمكنني قوله: إنّ ساعات العمل كانت طويلة جدا، فهي تتراوح بصورة عامة بين 12-16 ساعة يوميا، ومن دون فترة راحة أثناء عملنا في انجلترا. لم يكن الوقت يتوافر لنا للتفرغ لأي شيء آخر، وهذا الاسلوب يختلف تماما عن النهج المتبع في فرنسا.

·         هل أدى هذا الضغط الى اثراء تجربتك؟

 نعم، لكن ليس العمل المكثف هو الذي يجعل المرء أفضل، بل السبب أنّنا نحاول تقديم أفضل ما لدينا حينما نعمل مع مخرج موهوب ونمثل أمام شريك استثنائي. بالنسبة لي، “توم هانكس” يجسد الكمال بعينه.

·         ماذا يعني الكمال في مهنة التمثيل؟

 القدرة على تجسيد شخصية ما بدقة وصدق، والتحكم بآلية العمل لدرجة عالية. وحينما يمتلك الممثل الموهبة وفي الوقت نفسه يحافظ على بساطته، فمن الصعب ألا يكون ذلك جديرا بالتقدير.       

·         هل تخيفك الشهرة دوماً الى هذا الحد؟

 لست أخشى فقدان بساطتي، ولا يهمني أن أُتمتع بشعبية أو شهرة أكبر، لأن الأولوية عندي أن أحتفظ باستقلاليتي وحريتي الشخصية.

·         اشتراكك في “شيفرة دافنشي” سيزيد من شهرتك أكثر من أي وقت مضى. ألا تعتقدين بأن الفرصة جاءت متأخرة؟

 على الاطلاق، بالنسبة لي، لم أتوقف عن العمل بعد أدائي دوري في “شيفرة دافنشي”. كما أنّ أيّ شيء لم يتغير في وضعي، فهذا الفيلم يمثل فرصة للعمل مع “رون هاوارد” و”توم هانكس”، ولست أفكر بتمثيل أدوار أخرى في أعمال كبرى.  

·         هل تحلمين بالعمل في الولايات المتحدة؟

 لست متيقنة من أي شيء، لكني أدرك حقيقة أنّ لصناعة السينما في الولايات المتحدة متطلبات ضخمة، ومن أجل النجاح فيها، ينبغي أن يتوافر الدافع الذاتي والسعي لاحتلال الموقع المرجو بالاضافة الى امتلاك التغطية الاعلامية المناسبة... وأنا لا أحتفظ بالشجاعة الكافية.

·         هل ثمة مشاريع اخرى في الأفق؟

 لا أستبعد وضع السينما جانبا لفترة من الزمن، فأنا أفتقد خشبة المسرح، هذا المكان الذي يتناسب وطبيعتي الفكرية، اذ إنني ناهيك عن الدور، أهوى كثيرا العمل مع فريق، وحينما لا أكون مرتبطة بعلاقات ودية بالمخرج والممثلين والفنيين، أشعر بالتعاسة لأنّ شيئا ما ينقصني في هذه الحالة.

الخليج الإماراتية في

09.06.2006

 
 

شريط أثار مشاكل واستياء وفضول العالم

شفرة دافنشي.. الفيلم والرواية بين الحقيقة والخيال

منى الغازى

جريمة قتل داخل متحف اللوفر بالقرب من لوحات دافنشى تقود للكشف عن عقيدة دينية تتبعها جماعة سرية لما يقرب من ألف عام تشكك فى صحة العقيدة المسيحية.

تلك هى ببساطة فكرة فيلم شفرة دافنشى ولكن الأزمة الأساسية يفجرها الاعتماد على وثائق تاريخية نشرت فى رواية بنفس الاسم عام 2003 وما زالت بعد مرور ثلاث سنوات تثير القلق والتساؤلات حول صحة ما جاء به، وبظهور الفيلم والمتوقع له الشعبية والنجاح تجددت التساؤلات.

تبدأ أحداث الفيلم بجريمة قتل يقوم بها سيلاس الذى يبدو كمجنون بهوس القتل ولكن كون الجريمة داخل متحف اللوفر وارتباطها بمجموعة من الرموز استخدمت فى التمثيل بالجثة ورموز أخرى غير مفهومة كتبها القتيل احد مسئولى المتحف ومن ذلك الباب يندفع إلى الأحداث بطل الفيلم روبرت لانجدون أستاذ العلوم الدينية بجامعة هارفارد الذى يجد نفسه بين المشاركة والاتهام فى القضية وهو يلحظ اشتباه الشرطة به ويؤكد ذلك وصول صوفيا نوفو تلميذة القتيل والتى تربطها به صلة قرابة فقد تولى تربيتها بعد وفاة والديها وأخيها فى حادث وتنبه صوفيا روبرت بأنه مراقب وفى جيبه جهاز تتبع فيتخلص من الجهاز وبالتالى من كل الشرطة الموجودة فى مسرح الجريمة! ليبدأ بعد ذلك فى محاولة فك الرموز الموجودة حول الجثة ثم ندخل فى رحلة طويلة لاهثة تمتد من أنحاء باريس إلى لندن منتقلين من لغز إلى آخر ومطاردين من رجال الشرطة فى المدينتين ومن سيلاس القاتل الذى يكشف الفيلم عن اتصاله بإحدى الكنائس وتلقيه للأوامر منها فى سعى للقضاء عليهم وعلى هذا السر أو الحقيقة التاريخية لتضيع إلى الأبد.

يؤكد الفيلم اعتماده على حقيقة تاريخية قام السيناريو بتضفيرها مع الأحداث وهى مرتبطة بجماعة سيون السرية والتى يرجع تاريخها إلى عام 1099 ولم يعرف عنها شيء حتى عام 1975 حين قامت مجلة ناشيونال بلوتك الباريسية بنشر تاريخ الجمعية وأصلها وأهم أعضائها والذين ضموا بينهم أسماء لامعة مثل إسحاق نيوتن و بوتشيلى وفيكتور هوجو وليوناردو دافنشى وقد أخذ الفاتيكان موقفا معاديا فى البداية من تلك الجمعية التى اتخذت لها رمز vالذى يرمز إلى الكأس المقدسة ومن هنا كان اعتماد النص الأصلى فى تتبعه للأحداث على مجموعة الرموز الموضوعة بحرص داخل لوحات دافنشى بشكل خاص ومن أهمها لوحة العشاء الأخير والتى ركز عليها الفيلم فأفرد لها المشهد الرئيسى الذى يستمر 21 دقيقة يستغرقها فى محاولة لشرح رموز اللوحة وتوضيحها للعلاقة بين شخصياتها مع التركيز على العلاقة بين المسيح ويوحنا.

الفيلم يبحث عبر أربع مراحل، فى الأولى من خلال لوحات ورموز داخل المتحف وفى الثانية عبر لوحة العشاء الأخير لإثبات أن من يجلس بجوار المسيح أنثي، وفى الثالثة يسعى لإثبات أنها المجدلية وأنها تزوجت المسيح، أما الرابعة والأخيرة فيؤكد فيها وجود نسل حى على الأرض ينتمى إلى السيد المسيح وقد اعتمدت الحبكة الدرامية على التوازى بإيجاد الخط المناقض والذى يمثل الكنيسة وما يحيكه القساوسة داخلها من مؤامرات ودسائس لمنع ظهور تلك النتائج أو الوصول إلى حقيقتها.

وقد اعتمد الفيلم كما اعتمدت الرواية على مجموعة من الألغاز فى محاولة لإقناع المتلقى بأن المقدمات المنطقية تؤدى إلى نتائج منطقية لتأكيد حقيقة ما يصل إليه وهناك لغز آخر داخل الرواية والفيلم قد لا يلتفت إليه البعض فى حين أنه المفتاح الحقيقى لفهم الأحداث ألا وهو أسماء الشخصيات التى تحمل معانى قد يكون لها دور رئيسى فى الحدث فعلى سبيل المثال نجد أن الشخصية الرئيسية تحمل كنية لانجدون وبتقسيم الاسم نجد أن نصفه الأول لانج أى الجديد ودون تعنى السيد فى اللغة الأسبانية ويصبح اسمه السيد الجديد أما بطلة الفيلم صوفيا نوفو فنجد أن اسمها فى اللغة اللاتينية صوفيا وهو يعنى الفلسفة أو الحكمة و نوفو أى الجديدة فيصبح اسمها الحكمة الجديدة أما سيلاس فنجده فى اللغة اللاتينية عدو الشمس أو عدو الحقيقة لتكتمل الدائرة فتتحد الحكمة الجديدة مع السيد الجديد فى مواجهة عدو الحقيقة.

رغم ذلك فقد جاء الفيلم مع جودة النواحى الفنية وتميز العاملين فيه أقل كثيرا من المتوقع من تلك الرواية ومن تلك الضجة التى أثيرت حوله بطول الكرة الأرضية وعرضها، فقد اعتمد السيناريست اكيفا جولدثمان على البناء الدرامى للرواية كما هو، فجاء السيناريو كلاسيكيا مقسما إلى ثمانية فصول مسرحية الطابع محاولا كتابة كل فصل بشكل مستقل حتى لنجد أن تنوع الإيقاع يضعنا أمام مجموعة خيوط متشابكة بين التشويق والرعب والاكشن والميلودراما، كما جاءت مشاهد الاسترجاع التاريخى قصيرة وكثيرة وتركيزها كان من الأفضل، لنجد أن البناء بشكل عام كان فى حاجة إلى المراجعة وإعادة صياغته، خاصة أن اكيفا قد سبق له أن قدم واحدا من أفضل سيناريوهات العام الماضى وهو سندريلا مان.

أما المخرج الكبير رون هورد فقد برع تماما فى إخراج المشاهد على تنوع أجوائها وحالتها الدرامية واختيار الزوايا وتركيزه على التفاصيل وهو ليس بجديد على صاحب أفلام سيلاس 1984 و أبولو 1995 والعقل الجميل 2001 وسندريلا مان، أما النجم توم هانكس فقد قدم فى ثالث تعاون له مع رون هورد دورا يحسب له بكل تأكيد خاصة مع إضافاته للشخصية التى فى واقعها مصمتة دون ملامح، كذلك الفرنسية الجميلة اودرى تاوتو، كانت رائعة فى تحولها من الفضول للمعرفة إلى جزء من تلك المعرفة حين تكتشف أنها أحد الباقين من سلالة السيد المسيح، وجاء أفضل أدوار الفيلم مع الممثل باول بيتانى فى دور سيلاس عدو الشمس أو عدو الحقيقة أو القاتل المجنون الذى يستطيع بقدرة كبيرة أن يحصل على انتباه وكراهية وشفقة المتفرج خاصة فى مشاهد تعذيبه لنفسه كنوع من التطهير.

كما كانت الموسيقى ذات دور رئيسى ومؤثر قوى فى أحداث الفيلم حتى أصبحت جزءا منها وبتوالى مشاهدته ستصبح التيمات الموسيقية للفيلم كافية للتذكير بالحدث الدرامي.

إن شفرة دافنشى فيلم مغامرات جريء جدير بالمشاهده، وإن كانت بعض الدول الغربية منعت عرضه وتضامنت معها بعض الدول الإسلامية والعربية ومن بينها مصر، ورغم ذلك فقد عرض فى أغلب أنحاء العالم بالفعل محققا نجاحا ومنها بعض الدول العربية مثل البحرين والكويت وعمان وقطر والإمارات.

العربي المصرية في

11.06.2006

 
 

بالرغم من غضب رجال الكنسية

توم هانكس يواجه الموت مع شفرة دافنشي!

إعداد:  ماريان نبيل 

بعد الضجة التي اثارتها رواية 'شفرة دافنشي' في الأوساط الدينية علي مستوي العالم.. قرر المخرج رون هاورد ان يخوض المغامرة ويتحمل مخاطرة تحويل الرواية الشهيرة الي فيلم سينمائي ضخم يقوم ببطولته النجم توم هانكس.. بينما أعلنت الكنيسة الحرب علي الفيلم ورفضت تصوير مشاهده بداخل أحد الأديرة الشهيرة وهو ما يعتبره البعض أفضل دعاية للفيلم الذي ينتظر أن يحقق ايرادات خيالية في الأيام الأولي لعرضه..

وقد بدأ النجم الأمريكي توم هانكس تصوير مشاهده الأولي من فيلم 'شفرة دافنشي' الذي يعتمد علي الرواية الأكثر مبيعا في عام 2004 والتي حققت أرقاما قياسية في المبيعات للكاتب دان براون، وعلي الرغم من قدر النجاح الذي حققته الراوية إلا أنها لاقت هجوما كبيرا من جانب ديروست منستر بانجلترا حيث تدور بعض أحداث الرواية بداخلها وقد اعتبرها قادة الكنيسة الكاثوليكية مليئة بالتجاوزات لما تتضمنه من تعليمات منافية للمسيحية، وعلي جانب آخر رفض دير وست منستر استضافة فريق عمل الفيلم لتصوير عدد من المشاهد هناك.

وأكد رئيس الدير ان قصة شفرة دافنشي لا أساس لها من الصحة بما تتضمنه من أحداث تاريخية ودينية تتنافي مع مباديء المسيحية ولن يكون من المناسب السماح لطاقم العمل بالتصوير داخل الكنيسة، بينما اتجه المخرج للبحث عن بديل لتصوير الأحداث المفترض وقوعها في الدير وبالفعل وقع اختياره علي كاتدرائية لينكولن بانجلترا التي وافقت علي التصوير ودفعت شركة الانتاج مبلغ 100 ألف يورو للكنيسة التي أكد قائدها ان هذا المبلغ سيساهم في الاصلاحات التي تحتاجها الكنيسة وتتكلف أكثر من مليون يورو ولم يتوقف ديروست منستر عند رفضه للتصوير داخله أصدر بيانا له أكد أن القصة مليئة بالأخطاء الواضحة منها بعض المواصفات لأجزاء الدير والتي لا وجود لها بالاضافة لإدعاء الرواية أن البابا ألكسندر قام بإلقاء خطبة في جنازة اسحق نيوتن وهي معلومات خاطئة..

وأضاف بيان الدير أنه لا يزال يستمر في تلقي خطابات تسأل عن مدي صحة المعلومات التي تحملها الرواية التي أثارت جدلا شديدا في الأوساط الدينية، وقد أعد الفاتيكان تصريحا رسميا يؤكد أن هذا الكتاب عديم الفائدة ويعتبر ذلك من أقوي الانتقادات التي توجهها الكنيسة لهوليوود عامة وللفيلم خاصة منذ فيلم محاولة المسيح الأخيرة للكاتب نيكوس كازانتزاكيس وإخراج مارتن سكورسيز، كما صادرت بعض الدول الرواية ومنها لبنان التي رفضت أي إساءة للأديان وكذلك الاردن وبالتالي فمن المتوقع الرفض التام من جانب هذه الدول لعرض الفيلم..

السر القاتل

وتدور أحداث الفيلم أو الرواية حول مقتل حارس في متحف اللوفر بعد اكتشافه سر شفرة علي احدي لوحات دافنشي.. وتقوم حفيدة الضحية ومحلل الشفرات والرموز الامريكي الشهير روبرت لانجدون بالتحقيق في هذه الجريمة حيث تحول كلاهما إلي مخبرين للبحث فقط عن القاتل وايضا سر هذه الشفرة الذي يعود لايام السيد المسيح وينضم اليهما في البحث ضابط المباحث الفرنسية الذي يقوم بدوره النجم جون رينو، ويواجه لانجدون او توم هانكس بشبكة من الشفرات الغريبة حتي يكتشفا سر الشفرة التي وضعها الفنان الايطالي ليوناردو دافنشي علي لوحة الموناليزا والتي ترتبط بشفرة أخري علي لوحة العشاء الاخير لنفس الفنان وهي شفرات تتعرض لمنطقة شائكة في الدين المسيحي حيث تدعي زواج السيد المسيح من مريم المجدلية وهو ما تكذبه الكنيسة تماما.. ورغم الجدل الذي أثارته هذه القصة إلا ان الاحداث جاءت شيقة للغاية مثلما وصفها النقاد والمحللون الفنيون..

ويقوم ببطولة الفيلم توم هانكس بعد أن كان مرشحا للدور باقة من كبار نجوم هوليوود علي رأسهم هيوجاكمان وجورج كلوني وراسل كرو واستطاع هانكس أن يخطف الدور، أما البطولة النسائية لدور صوفي العميلة وخبيرة الشفرات الفرنسية فكان من نصيب اودري تاتو بعد ترشيح النجمة الفرنسية جولي دبلن وقد استعان المخرج رون هاورد بكاتب السيناريو أكيفا جولدمان صاحب فيلم 'تائه في الفضاء' 'وباتمان وروبن' و'العقل الجميل' ومن انجلترا يشارك النجم الفريد مولينا وايان ماكلين وبول بيتاني الذي ينتظر حاليا افتتاح فيلمه 'الحائط الناري'.

وقد عرضت احدي القنوات التليفزيونية الامريكية شراء حقوق الملكية من الكاتب دان هاورد لعرضها في مسلسل لكنه رفض تماما متطلعا إلي بيعها لهوليوود وقد حصل علي مبلغ 6 ملايين دولار من شركة الانتاج مقابل انتاج الرواية.

الموناليزا

الجدير بالذكر أن رواية دان براون حققت أعلي مبيعات عام 2003 و 2004 وباعت 25 مليون نسخة بلغات متعددة وصلت إلي 44 لغة وقد أثارت القصة جدلا واسع المدي وقد كان من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم في نهاية الشهر الماضي بمتحف اللوفر حيث يتم تصوير نصف الفيلم خلال ساعات الليل وأيام الثلاثاء يوم عطلة المتحف الوحيد، إلا انه تم تأجيل التصوير حتي نهاية يونيو لينتهي التصوير في 19 أكتوبر بإنجلترا.

وقد وافق مديرو متحف اللوفر علي السماح للفريق ورحبوا بتواجدهم وأعلنوا ذلك في يناير الماضي وأكد مدير المتحف هنري لويات أنها رغبة الكثيرين أن يروا هذه القصة الاكثر مبيعا حول العالم وقد تحولت إلي فيلم سينمائي يتم تصويره داخل المتحف وقد قام بتوفير جميع التسهيلات الممكنة لطاقم عمل الفيلم ووضع حماية وحراسة كافية علي لوحة الموناليزا محور جريمة القتل الخاصة بالفيلم وذلك حتي لاتتعرض للسرقة أو الاتلاف تحت أي ظروف خارجة عن ارادة فريق عمل الفيلم.

وتستخدم كاتدرائية لينكولن لمحاكاة بعض أحداث الفيلم المقرر تصويرها في ديرو سيمنستر وما تحتويه علي قبر اسحق نيوتن ويري المخرج أن تلك الخطوة أثرت علي التصوير الذي كان يحلم به في المواقع الحقيقية لكنه سوف يحاول تدارك ذلك بالمناطق المشابهة.

ويتم التصور داخل صحن الكنيسة والأروقة بعد إذن رسمي من سلطات الكاتدرائية ومع وعد من فريق العمل بعدم إتلاف أي شيء من معالمها والحرص التام أثناء التصوير ويستغرق العمل داخل الكاتدرائية حوالي خمسة أيام في الاوقات التي لاتزدحم فيها الكنيسة.

ولترويج الفيلم أعدت شركة الانتاج مقدمة للفيلم لدقائق قليلة لكنها تظهر في دور العرض للتنويه عن الفيلم وقد وزعت علي مجموعة من أهم دور العرض الأمريكية ولا تعتمد المقدمة علي شخصيات انما تعتمد علي رموز تظهر من خلال لوحات دافنشي التي تعرض واحدة تلو الأخري لخلق مزيد من الفضول لمشاهدة الفيلم الذي حصل علي دعاية كافية من خلال الرواية التي يقوم عليها وانتشارها الكبير في العالم.

أخبار النجوم المصرية في

11.06.2006

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)