كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

كان السينمائي 58

قارة إنسانية تتوهج مثل كوكب منير

يعرض53 فيلما جديدا من 28 دولة

بمشاركة العراق والمغرب ولبنان

صلاح هاشم من باريس

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن والخمسون

   
 
 
 
 

*العراق يشارك بفيلم "كيلومتر صفر" للمخرج العراقي هينر سليم في مسابقة المهرجان

* انفتاح علي "سينما المؤلف" و"التنوع الثقافي" في كل الفنون

* قسم جديد في كان ل " كل سينمات العالم " 

أعلن جيل جاكوب رئيس مهرجان "كان" السينمائي في مؤتمر صحفي عقد يوم 19 ابريل في باريس، عن فعاليات دورة المهرجان "58" المقبلة، في الفترة من 11 إلي 22 مايو القادم، مؤكدا علي تركيز المهرجان خلالها علي محورين أساسيين، للمحافظة علي استمرارية تلك المؤسسة السينمائية العالمية، وضمان مستقبلها، ألا وهما: محور "متعة اللقاء" من جديد بين المخرج السينمائي الفنان، وبين الجمهور المتعطش إلي إبداعات السينما الجديدة، ومحور "الترحال والسفر" في قلب السينما والأفلام، وذكر في كلمته التي ألقاها بالمناسبة،  أن مؤسسة "كان" السينمائية العملاقة استطاعت خلال ال57 عاما المنصرمة، أي منذ تأسيسها، أن تطور لنفسها مفهوما خاصا ب" العولمة " فريدا من نوعه، من خلال اكتشاف العوالم والقارات الجديدة المنسية، وتسليط الأضواء عليها، حتى يصبح " كان " مهرجانا (للقارات الخمس + قارة سادسة) قارة سادسة جديدة، تكتشف في كل دورة، ولا يتحتم ان تكون هذه القارة السادسة، كما نوه، قارة جغرافية أو اقتصادية أو لغوية، بل يتحتم أن تكون قارة " إنسانية " في المحل الأول، وهي تتوهج مثل كوكب منير، في كل مرة، بمواهب المخرجين والسينمائيين الجدد من أنحاء العالم. وأضاف جيل جاكوب انه يريد للمهرجان أن يكون، كما يقول الكاتب الفرنسي مارسيل ايميه، يكون معولا لدك الجدران بكافة أنواعها، السياسية منها والاقتصادية والإدارية والأنانية: جدران التعصب واللامبالاة، وهي إشارة ذكية من رئيس المهرجان بالطبع إلي جدار العار الذي تشيده حكومة الجزار شارون في فلسطين، ولا تعبأ باستنفار العالم وسخطه واستنكاره وإدانته. وفي المؤتمر الصحفي القي أمير كوستوريكا المخرج الصربي كلمة قال فيها انه يتمني أن يصبح مهرجان " كان " وبخاصة خلال دورته المقبلة 58 " قرية عالمية " للمشاركات الإنسانية والفنية، وأن ينفتح "المكان" في "كان" السينمائي FESTIVAL DE CANNESعلي التنوع الثقافي في كل الفنون..

العراق يشارك في المسابقة الرسمية

وذكر تيري فريمو المندوب العام للمهرجان أن لجنة المشاهدة واختيار الأفلام تلقت أكثر من 1540 فيلما من 97 دولة، أي بزيادة 16 في المائة عن العام الماضي، فاختارت 53 فيلما من 28 دولة، تشارك في أقسام المهرجان المختلفة مثل " نظرة خاصة " و"عروض خاصة" و"عروض منتصف الليل" وفي "مسابقة المهرجان الرسمية" التي يدخلها عشرون فيلما (من ضمنها 11 فيلما عمل أول) من 13 دولة، ويشارك العراق في المسابقة لأول مرة في تاريخ المهرجان، بفيلم " كيلومتر زيرو " للمخرج الكردي هينر سليم (من مواليد عقرة 1964) الذي عاش بين كردستان والعراق وايطاليا وفرنسا واخرج من قبل فيلما فكاهيا جميلا بعنوان " فودكا ليمون " ويقول عن السينما التي يصنع : " اعتقد ان السينما التي اصنع، نابعة من إحساسي بأن ما يربطني بالأرض هو فقط حذائي، عدم الاستقرار والمنفي، وبمحاذاتهما السينما، هي مكونات حياتي "، إضافة إلي الأفلام التي تعرض علي هامش المسابقة، ومن ضمنها فيلم جديد للامريكي وودي آلان، والجزء الثالث والأخير من مسلسل " حرب النجوم " الأسطورة للأمريكي جورج لوكاس، الذي يعرض هنا في "كان"، قبل عرضه الأول في أمريكا، وأفلام "مسابقة الأفلام القصيرة" و"مسابقة أفلام معاهد السينما"..

عودة إلي "سينما المؤلف" وحضور آسيوي لاتيني بارز

وذكر تيري فريمو ردا علي سؤال عن ابرز ملامح أفلام المسابقة، إن دورة المهرجان 58 تشهد أولا عودة مجموعة كبيرة من المخرجين المؤلفين الذين ترددوا كثيرا من قبل علي "كان" بأفلامهم وحصد بعضهم سعفة " كان " الذهبية او جوائز اخري، ومن ضمنهم الالماني فيم فندرز " باريس تكساس. سعفة ذهبية " والشقيقان لوك وجان بيير داردين من بلجيكا ومايكل هانكه من النمسا وجيم جامروش من امريكا ولارس فون تراير من الدانمرك وآموس جيتاي من إسرائيل وهو سياو سين من تايوان وآتوم اجويان ودافيد كورننبرغ من كندا، وذكر أن هؤلاء يصنعون سينما "شخصية" مغايرة عكس التيار الهوليوودي السائد، ولكل واحد منهم رؤيته وبصمته، بحيث ان دورة هذا العام ستكون دورة المخرج المؤلف وعن جدارة. وثانيا: تناقش معظم أفلام المسابقة موضوعين رئيسيين: هما موضوع " الأبوة " وموضوع "العنف" في العالم. وثالثا: تشهد " المسابقة " وقسم " نظرة خاصة " حضورا آسيويا ولاتينيا كاسحا، بمشاركة أفلام من الصين واليابان وتايوان وكوريا وسريلانكا من آسيا، والبرازيل والمكسيك والأرجنتين من أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلي مشاركة بعض الدول الأوروبية التي ظلت قابعة في الظل لفترة طويلة، وغابت عن الحضور والمشاركة، حتى حسب البعض أنها اختفت تماما من علي خريطة السينما في العالم، مثل رومانيا والمجر وأيسلندة.

المغرب في "كل سينمات العالم"

وأعلن في المؤتمر الصحفي أن مؤسسة مهرجان"كان" أنشأت قسما جديدا بعنوان "كل سينمات العالم " TOUS LES CINEMAS DU MONDEوكرست له قاعة عرض جديدة في " القرية العالمية "، يعرض فيها كل يوم مجموعة من الأفلام لدولة ما، وتقرر ان تعرض الدورة الأولي لهذا القسم مجموعة كبيرة من الأفلام ل 7 دول، وتفتتح أعمالها يوم 13 مايو، بدولة عربية هي المغرب، ومن بعدها تأتي سريلانكا وجنوب أفريقيا والنمسا والفلبين والمكسيك وال بيرو، ويترك بالطبع لكل دولة من هذه الدول علي حدة أن تختار مجموعة الأفلام التي تعرض في اليوم المخصص لها بمعرفتها. وحسنا فعل المهرجان باختيار السينما المغربية لتمثيل السينما العربية في الدورة 58، حيث تشهد السينما المغربية حاليا طفرة إبداعية وإنتاجية لم يسبق لها مثيل، في أعمال كوكبة من المخرجين الرائعين من الشباب والمخضرمين من أمثال داود اولاد سيد وفوزي بن سعيدي ونبيل عيوش ومحمد عسلي وفؤاد سويبة من الشباب، وعبدالقادر لقطع وجيلالي فرحاتي من المخرجين المخضرمين، ويشارك ضمن 18 مخرجا من شباب السينما الجديدة في العالم في " أتيلييه المهرجان " المخرج الفلسطيني توفيق ابو وائل الذي عرض فيلمه " عطش " في دورة المهرجان 57 الماضية، وتقوم ادارة المهرجان بدعوة هؤلاء الي أتيلييه(ورشة) المهرجان، وتعقد لهم لفاءات دورية مع المخرجين والمنتجين ليستفيدوا من تجاربهم وخبراتهم ومعرفة أرائهم في مشروعاتهم السينمائية الجديدة، والاختلاط بجمهور المهرجان من السينمائيين المحترفين.

درس السينما: لعميد المخرجين الأفارقة عثمان سمبان

ويلقي درس التمثيل، الذي افتتح في العام الماضي2004 بالممثل السويدي العبقري ماكس فون سيدو، الممثلة الفرنسية كاترين دينوف يوم الخميس 12 مايو، أما درس السينما، فيلقيه عميد المخرجين الأفارقة السنغالي عثمان سمبان، الذي عرض فيلمه الأخير " مولاديه " في " كان " الماضي، وحصل علي جائزة " نظرة خاصة "، ويلقي عثمان درسه يوم الأحد 15 مايو، ليحكي فيه عن تجربته السينمائية الكبيرة والمهمة.كما ينظم المهرجان العديد من اللقاءات علي هامش المسابقة، وبمشاركة المخرجين المشاركين في لجان تحكيم مسابقاته مثل أمير كوستوريكا، وعباس كيارستمي (رئيس لجنة تحكيم " الكاميرا الذهبية) وغيرهم، للبحث في موضوع مستقبل السينما، والوسائل التي يمكن عن طريقها للمهرجان، التواصل مع وقائع زمننا، وعنف عصرنا، وتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، ويتطور الي الأمام. ويخصص المهرجان يوما لمناقشة السينما الأوروبية بحضور وزراء الثقافة في الدول المعنية، كما ينظم هذه المرة عرضا خاصا للأطفال (أكثر من 2000 طفل من 8 الي 12 سنة)، ويشارك لبنان لأول مرة في مهرجان " كان " بجناح في في " القرية العالمية "، كما يقيم المهرجان معرضين فوتوغرافيين: للممثل الأمريكي الراحل جيمس دين " شرق عدن "، بعنوان " جيمس دين بعد خمسين سنة " ومعرض آخر للفرنسي جان رينوار  " قواعد اللعب" أحد أعظم المخرجين في العالم.

ويهبط لحضور هذه الدورة 58 مجموعة كبيرة من نجوم السينما العالمية تضم شارون ستون وودي آلان وجيسكا لانج وسام شبرد وداني جلوفر وايوان ماكجريجور ووليام هيرت وبروس ويليس وصامويل جاكسون وداني جلوفر وايد هاريس وغيرهم.ولنا لقاء مع قائمة أفلام التظاهرات الاخري في " كان " السينمائي الكبير 58 مثل تظاهرة " أسبوع النقاد " وتظاهرة " نصف شهر المخرجين " الموازية للمهرجان الرسمي وأفلامه، في عدد قادم من " إيلاف "،

موقع "إيلاف" في

20.04.2005

 
 

أسبوع النقاد يحتفل بالسينما الأفريقية والفيديوكليب

صلاح هاشم من باريس

ينظم "أسبوع النقاد" الرابع والأربعون، الذي يقام في الفترة من 12 إلي 20 مايو علي هامش مهرجان "كان" السينمائي، ينظم احتفالية كبري للسينما الأفريقية، بعنوان "أفريقيا 50 سنة سينما" وذلك يوم السبت الموافق 14، ويعرض فيها فيلم "طبول" من جنوب أفريقيا لزولا ماسيكو، كما تقام ندوة مع بعض المخرجين الأفارقة المتواجدين في المهرجان، ومن ضمنهم عميد السينما الأفريقية المخرج السنغالي عثمان سمبان. وتعتبر تلك التظاهرة LA SEMAINE DE LA CRITIQUE التي تقام منذ 43 سنة، من تنظيم نقابة النقاد السينمائيين في فرنسا، تعتبر من أقدم التظاهرات الموازية للمهرجان الرسمي، وتشارك فيه عادة بسبعة أفلام روائية طويلة، وسبعة أفلام روائية قصيرة، بالإضافة إلي تقديمها لعروض خاصة SPECIALES هذه المرة، من ضمنها الاحتفالية المذكورة، وعروض لأفلام روائية متوسطة الطول، وعروض لأفلام الفيديو كليب، والأخيرة يسمح هنا بعرضها للمرة الأولي، علي اعتبار أنها أعمال إبداعية مستقلة، وتسمح للمخرج بالتجريب، بل أنها تتسامق أحيانا بأعمالها، لتصل بها إلي مستوي الأعمال السينمائية و الفنية الرفيعة..

من يصنع في "كان" سينما الغد؟

ويعد "أسبوع النقاد"، الذي يجوب فيه أعضاء لجنة الاختيار أنحاء المعمورة كل سنة، للعثور علي جوهرة سينمائية مطمورة، تكون العمل الأول او الثاني للمخرج، فيزيحون عنها التراب، ويجلونها، ويقدمونها مقشرة، وهنيئا للآكلين في أسبوعهم، يعد من أهم التظاهرات السينمائية الموازية في "كان"، وهو يكشف في كل مرة عن «ذائقة" نقدية جديدة، و"حساسية" النقاد تجاه فن السينما، وتجاه مشاكل وأزمات عصرنا، ويتواصل مع المواهب السينمائية الجديدة في العالم. انه" منجم ذهب " منذ ثلاث وأربعين سنة، ونبع اكتشافات للعديد من كبار المخرجين في السينما العالمية، من أمثال الإيطالي برناردو برتولوتشي "الإمبراطور الأخير" والفرنسي جان اوستاش "الأم والعاهر" والبريطاني كين لوش "أنها تمطر حجارة"، والسويسري آلان تانر "السلامندر الحرباء"، والجزائري محمد سليم رياض "الطريق"، والموريتاني محمد هوندو "شمس او"، والفلسطيني رشيد مشهراوي "حظر تجول" وغيرهم. ويدعو "أسبوع النقاد"، في تقليد جميل، أحد هؤلاء المخرجين الكبار للحضور، ليكون بمثابة راع لدورة الأسبوع الجديدة، فيلتقي بمخرجي الأفلام المشاركين بأعمالهم في الأسبوع، من اليابان وفرنسا وأمريكا وايطاليا واليابان والاورجواي وغيرها، و يروح يناقشهم ويستمع أليهم، كل واحد علي حدة، فيتعلمون من تجربته، وينهلون من خبرات مشواره السينمائي الفني. ومن لا يحلم بلقاء خاص ممتع مع بيرتولوتشي، احد أعظم المخرجين الإيطاليين " التانجو الأخير في باريس "، أو جلسة مع كين لوش، أحد دعامات السينما البريطانية الحديثة، الذي يقف بأفلامه في خندق واحد مع الطبقة العاملة، والهامشيين المظلومين المعذبين، ضحايا مجتمعات الاستهلاك ألكبري الرأسمالية ؟

إن هذه اللقاءات، التي تعقد علي هامش مهرجان كان الرسمي وتظاهراته الموازية، ومن ضمنها تظاهرة " أسبوع النقاد " و تظاهرة " نصف شهر المخرجين أيضا، وسنعود إلي الأخيرة في عدد قادم، هي التي تصنع في الواقع مستقبل السينما في العالم، حيث يتم فيها مناقشة حال السينما، وهل هي يا تري تتطور وتتقدم أم تتراجع و تتأخر، وداخل بوتقة ذلك اللقاء ألحميمي الإنساني، المتعدد الألوان والمشارب والأمزجة والثقافات، تنصهر كل التجارب والخبرات السينمائية في كل واحد، يصب في بحر السينما الكبير، كما انه من هذا التراكم السينمائي المعرفي العرمرمرم تتشكل أيضا صورة سينما الغد، وتتضح معالمها..

"كان" في صورة

بل إن مهرجان "كان" السينمائي عندي، تلخصه صورة شاهدتها حديثا، وأنا اقلب في كتاب عن ذاكرة المهرجان، صورة لمجموعة مكونة من 4 مخرجين جالسين إلي طاولة في مقهى في "كان"، وقد راحوا يتحدثون، وتضم المجموعة الامريكي بيلي وايدر "البعض يفضلونها ساخنة" والمخرج الهندي ساتيا جيت راي "ثلاثية آبو" والبريطاني جون بورمان " اكسكليبور " والايطالي انطونيوني " تكبير " ولك أن تتخيل عما كانوا يتحدثون..

في العام الماضي كان المخرج البريطاني كين لوش الكبير كين لوش"انها تمطر حجارة" راعيا لدورة "أسبوع النقاد" 43، أما راعي هذه الدورة 44، فسيكون المخرج الكبير المنشق اوتار جوزولياني من جورجيا، ويعرض له في إطار التظاهرة بالمناسبة فيلمه " سقوط الأوراق " من إنتاج 1967، وسينظم لقاء مفتوح بعد ذلك معه، بصفته رئيسا للدورة الجديدة، يتواصل فيه مع جمهور الأسبوع. وكان جان كريستوف بيرجون المندوب العام ل" أسبوع النقاد" صرح في مؤتمر صحفي أقيم يوم الخميس 21 ابريل في قاعة سينما لينكولن في باريس، بأن دورة المهرجان الجديدة 44 ستعرض الأفلام الروائية الطويلة التالية، المشاركة في مسابقة الأسبوع( تمنح لجنة تحكيمها جائزة مالية قدرها 5 آلاف يورو للفيلم الفائز )، ألا وهي:

*فيلم ME AND YOU AND EVERYONE WE KNOW (أنا وأنت وكل من نعرف) إخراج ميراندا جولي. أمريكا

*فيلم THE GREAT ECSTASY OF ROBERT CARMICHAEL(متعة روبرت كارمايكل ألكبري) إخراج توماس كلاي.بريطانيا

*فيلم LA PETITE JERUSALEM( القدس الصغيرة ) إخراج كارين اليو.فرنسا

*فيلم STRANGER OF MINE ( غريبي ) لاوشيدا كينجي.اليابان

*فيلم GRAIN IN EAR.MANG ZHONG (بذرة في الإذن) إخراج زانج لو. انتاج صيني-كوري.

*فيلم ORLANDO VARGAS (أورلاندو فارجاس) إخراج خوان باتا لوجا.انتاج اورجواي

*فيلم LORIZZONTE DEGLI EVENTI (أفق الحادث ).إخراج دانيال فيكاري.ايطاليا

وسيعرض " أسبوع النقاد " كذلك سبعة أفلام روائية قصيرة من بلجيكا وتايوان واستراليا والنمسا وهولندا وفرنسا وبلغاريا، في مسابقته المخصصة لهذا النوع، وفيلما تسجيليا طويلا للمخرج المكسيكي آرتورو ربستاين " بداية ونهاية " بعنوان " أبطال الزمن "، بالإضافة إلي عشرين فيلما من أفلام الفيديو كليب. ولنا وقفة مع أفلام تظاهرة " نصف شهر المخرجين " في عدد مقبل من " إيلاف ".

موقع "إيلاف" في

26.04.2005

 
 

"كان" 58 يحتفي بالسينما الأفريقية

عروض لـ"عيون" التراث السينمائي المغربي, وتكريم عميد المخرجين الأفارقة سمبان عثمان

باريس/ صلاح هاشم ـ خاص بـ"سينماتك"

يحتفل مهرجان "كان" السينمائي في دورته المقبلة 58 في الفترة من 11 الي 22 مايو 2005 بالسينما الأفريقية, بمناسبة مرور خمسين عاما علي صنع أول فيلم إفريقي اسود قصير. وكان الفيلم بعنوان "أفريقيا علي ضفاف نهر السين" AFRIQUE SUR SEINE, أخرجه عام 1955 مجموعة من الطلبة الأفارقة, الذين كانوا يدرسون في معهد "الايديك" الشهير, تحت إشراف الطالب السنغالي بولان سومانو فييرا. ثم أعقبه إخراج أول فيلم روائي افريقي قصير عام 1963 بعنوان "بوروم ساريت" علي يد المخرج السنغالي الكبير, عميد المخرجين الأفارقة, سمبان عثمان. وكان أول عمل سينمائي يخرجه ذلك الشاب العصامي, الذي علم نفسه بنفسه, واشتهر أولا ككاتب في وطنه السنغال. وكان سمبان دلف إلي عالم الكتابة, من باب التشرد والصعلكة ,وعراك الحياة علي أرصفة المدن في القارة السوداء, واشتغل في السنغال بجميع المهن, من حمّال في الميناء, إلي سائق تاكسي, ثم أصبح كاتبا وروائيا وأديبا, قبل أن يخرج فيلمه الأول المذكور. ويأتي بعد هذين التاريخيين تاريخ مهم في عالم السينما الأفريقية السوداء, ونعني به تاريخ تأسيس مهرجان قرطاج السينمائي علي يد الناقد التونسي الكبير الطاهر شريعة عام 1966, والجدير بالذكر أن الجائزة ألكبري لأول دورة من "أيام قرطاج السينمائية" المهرجان عام 1966 , فاز بها فيلم "سوداء من" LA NOIRE DE من إخراج سمبان عثمان..

"درس السينما": الحدث السينمائي في الاحتفال الرسمي

ويتوزع الاحتفال بالسينما الأفريقية في "كان" 48 علي عدة محاور: محور "درس السينما" الذي يلقيه المخرج الإفريقي السنغالي الكبير سمبان عثمان, في إطار احتفالات المهرجان الرسمية, ويعتبر "حدثا" من أحداثه المهمة, حيث يلتقي المخرج, الذي عرض فيلمه "مولاديه" عن ختان البنات في افريقيا, ضمن عروض المهرجان الرسمية في العام الماضي, ونال عنه جائزة "نظرة خاصة", يلتقي تحت خيمة ضخمة عملاقة, تقام إلي جوار شاطيء البحر, داخل " القرية العالمية ", بجمهور المهرجان والمدينة, في دعوة عامة مفتوحة, كي يتحدث عن تجربته, ومشواره السينمائي , ويجيب علي تساؤلات الجمهور. وكان القي "درس السينما" - في كان 51 - مخرجنا المصري العربي الكبير يوسف شاهين"الأرض",  وكان قبلها بعام , حصل بفيلم "المصير" ومجمل أعماله, علي جائزة " كان " الخمسيني ", وهي جائزة استثنائية , استحدثت بمناسبة مرور خمسين عاما علي تأسيس المهرجان.  كما القي درس السينما ايضا في دورات سابقة مجموعة من كبار المخرجين في العالم, من ضمنهم التشيكي ميلوش فورمان" وطار فوق عش الواقواق", والامريكي العملاق فرانسيس فورد كوبولا " القيامة الآن ", وغيرهم ..

"العربة الذهبية" في "نصف شهر المخرجين"

ثم يأتي محور تظاهرة "نصف شهر المخرجين" LA QUINZAINE DES REALISATEURS, التي تحتفل في كان هذا العام 58 , بمنح جائزتها "العربة الذهبية" LE CARROSSE D OR إلي سمبان عثمان, تلكم الجائزة التي تمنحها كل سنة لمخرج عالمي في احتفال بسيط, كنوع من التقدير لإنجازاته السينمائية المهمة, وإضافاته من اجل تطوير فن السينما في العالم.وتظهر هذه الاحتفالات السينمائية جليا, تظهر الفارق الشاسع الذي يفصل مابين الاحتفال بالنجوم من ممثلين ومخرجين وسينمائيين, الجاد والمفيد والبسيط هنا في "كان", وبين الاحتفالات السينمائية التي تقام في بلادنا, وطريقة احتفالاتنا بالسينما التي أصبحت مسخرة, ونوعا من مسرحيات "الفارس"  الهابطة التي تحط بالسينما الفن, بعدما تحولت بعض هذه الاحتفالات إلي أشبه ما يكون بمظاهرات "عسكرية" حربية, واستعراضات غنائية ساذجة مضحكة, لا تصب في صالح الثقافة والسينما, وتنوير الأذهان بهما, بل تصب في صالح البروباجندا, والدعاية للأنظمة السياسية, ثباتها واستقرارها, ولا تخدم إلا التعتيم علي المحاربين الجنود المجهولين وبطولتهم الحقيقية. تلك البطولات, والبتولات أيضا, التي نساها الناس في غمرة تلك الاحتفالات " المخدرة ", وتتبع أخبارها التافهة التي تنشر في الصحف, وانشغالهم بالهم الاقتصادي والطبي والتعليمي ولقمة العيش, ولعلك لاحظت, أن هذه الاستعراضات الفارغة المتخلفة المثيرة للسخرية لا علاقة لها البتة, بأي احتفال بالسينما, أو تكريم السينمائيين المبدعين.فرق شاسع يفصل مابين بين هذه الاحتفالات السينمائية البسيطة التي تعقد هنا في " كان ", فتعرض لبعض أفلام المخرج, وتتيح فرصة اللقاء والحوار والنقاش معه, وتكون تفتيحا لسمو الفن السابع, ابن قرننا وزمننا, واستكشافا لأعمال سمبان عثمان, وبين زفة الاحتفالات "الرسمية", بتلك الاستعراضات العقيمة التافهة السخيفة في الوطن, وماهي إلا احتفالات ب "هزيمة" الثقافة, وانحدارها وتخريبها, وإقصائها أكثر وأبعد عن حياتنا, مع كل احتفال. وتكون النتيجة, لعلك لاحظت, أننا نركض أسرع باتجاه التخلف والتعصب, والتقوقع والشوفينية,  سينمائيا وفكريا, وننعزل عن العالم الذي يتقدم, ويتغير من حولنا, ونحن مازلنا محلك سر, وخلفا در.

أفريقيا: 50 سنة سينما في "أسبوع النقاد"

كما يشارك " أسبوع النقاد " الرابع والأربعون في الاحتفال في " كان " 58 بالسينما الأفريقية, إذ ينظم في الفترة من 12 إلي 20 مايو علي هامش او بموازاة المهرجان الرسمي, ينظم احتفالية كبري للسينما الأفريقية,  بعنوان " أفريقيا 50 سنة سينما " وذلك يوم السبت الموافق 14 مايو, ويعرض فيها فيلم " طبول " من جنوب أفريقيا لزولا ماسيكو, ثم تعقد ندوة مع بعض المخرجين الأفارقة المتواجدين في المهرجان, ومن ضمنهم صاحب درس السينما السنغالي سمبان عثمان. وتعتبر تلك التظاهرة LA SEMAINE DE LA CRITIQUE التي تقام منذ 43 سنة, من تنظيم نقابة النقاد السينمائيين في فرنسا, تعتبر من أقدم التظاهرات الموازية للمهرجان الرسمي, وتشارك فيه عادة بسبعة أفلام روائية طويلة, وسبعة أفلام روائية قصيرة, بالإضافة إلي تقديمها لعروض خاصة SPECIALES هذه المرة, من ضمنها الاحتفالية المذكورة, وعروض لأفلام روائية متوسطة الطول, وعروض لأفلام الفيديو كليب, والأخيرة يسمح هنا بعرضها للمرة الأولي, علي اعتبار أنها أعمال إبداعية مستقلة, وتسمح للمخرج بالتجريب, بل أنها تتسامق أحيانا بأعمالها, لتصل  بها إلي مستوي الأعمال السينمائية و الفنية الرفيعة. ويعد " أسبوع النقاد " , الذي يجوب فيه أعضاء لجنة الاختيار أنحاء المعمورة كل سنة, للعثور علي جوهرة سينمائية مطمورة, تكون العمل الأول او الثاني للمخرج, فيزيحون عنها التراب, ويجلونها, ويقدمونها مقشرة, وهنيئا للآكلين في أسبوعهم, يعد من أهم التظاهرات السينمائية الموازية في " كان " , وهو يكشف في كل مرة عن «ذائقة" نقدية جديدة, و" حساسية " النقاد تجاه فن السينما, وتجاه مشاكل وأزمات عصرنا, ويتواصل مع المواهب السينمائية الجديدة في العالم. انه" منجم ذهب " منذ ثلاث وأربعين سنة, ونبع اكتشافات للعديد من كبار المخرجين في السينما العالمية, من أمثال الإيطالي برناردو برتولوتشي " الإمبراطور الأخير " والفرنسي جان اوستاش " ألام والعاهرة "  والبريطاني كين لوش " أنها تمطر حجارة " , والسويسري آلان تانر " السلامندر الحرباء ", والجزائري محمد سليم رياض " الطريق ", والموريتاني محمد هوندو " شمس او ", والفلسطيني رشيد مشهراوي " حظر تجول " وغيرهم. ويدعو " أسبوع النقاد " , في تقليد جميل, أحد هؤلاء المخرجين الكبار للحضور, ليكون بمثابة راع لدورة الأسبوع الجديدة, فيلتقي بمخرجي الأفلام المشاركين بأعمالهم في الأسبوع, من اليابان وفرنسا وأمريكا وايطاليا واليابان والاورجواي وغيرها , و يروح يناقشهم ويستمع أليهم, كل واحد علي حدة, فيتعلمون من تجربته, وينهلون من خبرات مشواره السينمائي الفني. ومن لا يحلم بلقاء خاص ممتع مع بيرتولوتشي, احد أعظم المخرجين الإيطاليين " التانجو الأخير في باريس " , أو جلسة مع كين لوش , أحد دعامات السينما البريطانية الحديثة , الذي يقف بأفلامه في خندق واحد مع الطبقة العاملة, والهامشيين المظلومين المعذبين, ضحايا مجتمعات الاستهلاك ألكبري الرأسمالية ؟. إن هذه اللقاءات هي التي تصنع في الواقع مستقبل السينما في العالم, حيث يتم فيها مناقشة حال السينما, وهل هي يا تري تتطور وتتقدم, أم تتراجع و تتأخر, وداخل بوتقة ذلك اللقاء ألحميمي الإنساني, المتعدد الألوان والمشارب والأمزجة والثقافات علي أرضية المهرجان, تنصهر كل التجارب والخبرات السينمائية في كل واحد, يصب في بحر السينما الكبير, كما انه من هذا التراكم السينمائي المعرفي العرمرمرم تتشكل أيضا صورة سينما الغد, وتتضح معالمها. بل إن مهرجان " كان " السينمائي عندي, تلخصه صورة شاهدتها حديثا,  وأنا اقلب في كتاب عن ذاكرة المهرجان, صورة لمجموعة مكونة من 4 مخرجين جالسين إلي طاولة في مقهى في "كان", وقد راحوا يتحدثون, وتضم المجموعة الامريكي بيلي وايدر " البعض يفضلونها ساخنة " والمخرج الهندي ساتيا جيت راي " ثلاثية آبو " والبريطاني جون بورمان " اكسكليبور " والايطالي  انطونيوني " تكبير " ولك أن تتخيل عما كانوا يتحدثون. في العام الماضي كان المخرج البريطاني كين لوش الكبير كين لوش" انها تمطر حجارة " راعيا لدورة " أسبوع النقاد " 43 , أما راعي هذه الدورة 44, فسيكون المخرج الكبير المنشق اوتار جوزولياني من جورجيا, ويعرض له في إطار التظاهرة بالمناسبة فيلمه " سقوط الأوراق " من إنتاج 1967, وسينظم لقاء مفتوح بعد ذلك معه , بصفته رئيسا للدورة الجديدة, يتواصل فيه مع جمهور الأسبوع..

الاحتفال بالسينما المغربية

كما يشمل الاحتفال بالسينما الأفريقية في " كان " 58 , الاحتفاء بالسينما المغربية في تظاهرة جديدة استحدثت هذا العام للمرة الأولي بعنوان " كل سينمات العالم " TOUS LES CINEMAS DU MONDE تشمل تقديم نماذج من أعمال 7 دول في السينما, ويخصص اليوم الأول للسينما المغربية, في حين يقتصر الحضور المصري في " كان " علي مشاركة المخرج يسري نصر الله في لجنة تحكيم "السيني فونداسيون" ومسابقة الأفلام القصيرة, وعرض بعض الأفلام المصرية الجديدة في " سوق الفيلم ".كما لا يجب أن ننسي اختيار الروائية الزنجية الأمريكية طوني موريسون, الحاصلة علي جائزة نوبل في الأدب, و التي تعني في رواياتها بموضوع علاقة العبد الأمريكي الأسود بالقارة السوداء أفريقيا ألام, وتنشغل بتفاصيل تلك العلاقة كما في روايتها " جاز " , اختيارها في لجنة التحكيم الرسمية التي يترأسها المخرج المسلم الصربي  أمير كوستوريكا ( من مواليد البوسنة ) . ألا يعد هذا الاختيار, نتساءل هنا, نوعا من التكريم لإفريقيا والسينما الأفريقية؟

كشف حساب أفريقيا في "سينما الجنوب"

وتحتفل مؤسسة " سينما الجنوب " CINEMAS DU SUD الفرنسية الحكومية التي ترعي السينما الأفريقية وسينمات العالم الثالث, وترأستها لفترة المخرجة التونسية مفيدة تلاتلي " موسم الرجال " وكانت المؤسسة ساهمت في تمويل و إنتاج العديد من الأفلام العربية والأفريقية, مثل " المدينة " ليسري نصر الله و" الأبواب المغلقة " لعاطف حتاتة من مصر, و" حلفاوين "  لفريد بو غدير, و" صمت القصور " لمفيدة تلاتلي من تونس وغيرها, وما تزال. تحتفل أيضا بالسينما الأفريقية, فتكرس جناحها في " القرية العالمية " ليكون أرضية تعارف ولقاء بالمخرجين الأفارقة في المهرجان, وعرض مجموعة كبيرة من الأفلام الأفريقية الجديدة( تعرض في قاعة خاصة ب" سوق الفيلم " ) وإقامة العديد من الندوات المهمة التي تناقش قضايا السينما الأفريقية في الجناح المذكور, مثل ندوة " خمسين سنة سينما في أفريقيا " التي تناقش لغة وجماليات السينمات الأفريقية بعد مرور نصف قرن علي إنتاج أول فيلم إفريقي, ويدير الندوة الناقد السينمائي بجريدة "اللوموند" جان ميشيل فرودون رئيس تحرير مجلة " كراسات السينما", وندوة " المحافظة علي تراث صور الجنوب, باعتباره واجبا في إطار مفهوم " التنوع الثقافي " , كما تعقد ندوة مع المنتجين الأفارقة, للتعرف اقتصاديات السينما الأفريقية, والمشاكل والعقبات التي تصادفهم, علي سكة إنتاج سينما مغايرة, باتجاه الجنوب. ولاشك أن هذه الندوات مجتمعة, تقدم في إطار مهرجان " كان ", اكبر تجمع للسينمائيين في العالم, والحدث الإعلامي الثالث بعد الدورة الاوليمبية وكأس العالم في كرة القدم, تقدم كشف حساب للسينما الأفريقية, خلال الخمسين سنة الماضية, وربما كانت تمهد أيضا, لانطلاقة سينمائية افريقية اقوي, واشد رسوخا,  لصالح الأفلام التي تحاول الإمساك بنبض الواقع في القارة السوداء, وهي تسأل إن أفريقيا كيف حالك والألم.

أحسن عشرة أفلام في تاريخ السينما الأفريقية

أنتجت السينما الأفريقية عشرات الأفلام الجيدة , لكننا نتوقف عند العشرة أفلام الأفريقية التالية ونعتبرها أهم عشرة أفلام في تاريخ السينما الأفريقية السوداء بعد مرور خمسين سنة علي إنتاج أول فيلم أفريقي, الا وهي :

*فيلم " الحوالة " .إخراج سمبان عثمان.السنغال.. إنتاج 1968

*فيلم" مولاديه " إخراج سمبان عثمان. السنغال. 2004

*فيلم " الريح " إخراج سليمان سيسيه. مالي 1982

*فيلم " الضوء " .اخراج سليمان سيسيه. مالي. 1987

*فيلم " بائعة جريدة الشمس الصغيرة ".اخراج جبريل ديوب مامبيتي. السنغال انتاج1998

*فيلم " الضباع ". اخراج جبريل ديوب مامبيتي. السنغال. انتاج 1992

*فيلم "  عبيد الحرية " اخراج مد هندو. موريتانيا. 1979

*فيلم " بانتظار السعادة " اخراج عبد الرحمن سيساكو. موريتانيا. انتاج 2001

*فيلم " هبة الله " اخراج جاستون كابوريه. بوركينا فاسو.1982

*فيلم " التقاليد " إخراج ادريسا توريه. بوركينا فاسو. 1990

إن حظ جمهورنا العربي من مشاهدة هذه الأفلام, التي نعتبرها "علامات" في السينما الأفريقية, يكاد يكون معدوما للأسف, في حين تفرد محطاتنا التلفزيونية العربية شاشاتها للأفلام الأمريكية المليئة بالمطاردات والعنف الدموي, وتخصص جل أوقاتها لقصفنا بالمسلسلات التافهة والبرامج العقيمة والأفلام العربية الرديئة, ولعل الاحتفال بالسينما الأفريقية في " كان " 58 هذه المرة,  يدفع بعض المسئولين في تلك المحطات, إلي تقديم عروض سينمائية أخري من ضمن تلك الروائع, في محل الهراء المرئي الذي يقدمونه, ويحتاج إلي ردم وكنس. ولعل قاعاتنا تنفتح أيضا علي عروض أخري مغايرة من سينمات أفريقيا والعالم, بدلا من تلك الأفلام الهوليودية التجارية, المكررة المعادة, والتي لا تروج إلا لأسلوب الحياة علي الطريقة الأمريكية, وجعلتنا مسخا في بلادنا.. 

"سينماتك/ خاص" في

29.04.2005

 
 

نصف شهر المخرجين يكرم سمبان عثمان

يترافق مع الاحتفال بذكري تحرير العبيد في فرنسا

صلاح هاشم من باريس

تحتفل تظاهرة "نصف شهر المخرجين" التي أعلنت في مؤتمر صحفي عقد حديثا عن برنامجها، ويشتمل علي عرض 21 فيلما جديدا، تحتفل بمنح جائزتها السينمائية "العربة الذهبية" لعميد المخرجين الأفارقة السنغالي سمبان عثمان، ضمن العديد من الاحتفالات الاخري بالسينما الأفريقية، رسمية وغير رسمية في المهرجان، حتى انك تتساءل، إن كان ثمة علاقة بين هذه الاحتفالات، وبين الاحتفال بذكري تحير العبيد في فرنسا، وان كانت "السينما الإفريقية" ستصبح، "درة" تاج المهرجان خلال هذه الدورة المقبلة 58 في الفترة من 11 الي 22 مايو، بمناسبة مرور خمسين عاما علي صنع وإخراج أول فيلم إفريقي اسود قصير. وكان الفيلم بعنوان "أفريقيا علي ضفاف نهر السين" AFRIQUE SUR SEINE، وأخرجه عام 1955 مجموعة من الطلبة الأفارقة، الذين كانوا يدرسون في معهد "الايديك" الشهير، تحت إشراف الطالب السنغالي بولان سومانو فييرا. ثم أعقبه إخراج أول فيلم روائي افريقي قصير عام 1963 بعنوان "بوروم ساريت" صاحب العربة، علي يد المخرج السنغالي الكبير، عميد المخرجين الأفارقة، سمبان عثمان. وكان أول عمل سينمائي يخرجه ذلك الشاب العصامي، الذي علم نفسه بنفسه، ولم يعرف له تاريخ ميلاد، واشتهر أولا ككاتب في وطنه..

"رينوار" الأفريقي

وكان سمبان، من مواليد زيجينشور في جنوب السنغال دلف إلي عالم الكتابة، من باب التشرد والصعلكة،وعراك الحياة علي أرصفة المدن في القارة السوداء، واشتغل في فرنسا بجميع المهن، من حمّال في ميناء مارسيليا، الي مسئول نقابي، الي صياد،الي ميكانيكي سيارات، إلي سائق تاكسي، ثم سافر وهو في سن الاربعين، ليدرس السينما في روسيا الاتحاد السوفياتي، في " استوديو جوركي " الشهير علي يد مارك دونوسكوي وسيرجي جيراسوموف، ثم عاد الي وطنه، وبعدما أصبح كاتبا وروائيا معروفا، بدأ منذ عام 1962 في إخراج الأفلام القصيرة، إلي أن حقق فيلمه الروائي الطويل الأول " سوداء من " عام1966، الذي وضع النقّاد مخرجه علي الفور، في خانة المخرجين الملتزمين اجتماعيا وسياسيا في السينما العالمية. لذلك تشمخ سينما سمبان في القارة، بمصداقيتها وواقعيتها، وأبطالها الفقراء البسطاء المعدمين، الذين يتعلق مصيرهم أحيانا بحوالة، وأحيانا بورقة يانصيب، كما في رائعة المصري توفيق صالح و فيلمه الأثير" درب المهابيل"، وتضع سمبان في مصاف المخرجين الإنسانيين الواقعيين العمالقة، من أمثال المصري صلاح أبو سيف، والفرنسي جان رينوار، والإيطالي روسوليني، إذ يخيل إليك أن الكادر، طالع عند سمبان من رحم التراب في القارة، ومعجون بشقائها وهمها، ليطرح تساؤل حياتنا: كيف نحافظ علي إنسانيتنا، في عالم قائم علي الظلم، ولا نتمرد، ولا نصير وحوشا ؟، وكل أبطال أفلامه هم ضحايا مجتمعات افريقية ظالمة، وسلطات قمعية غاشمة متوحشة، والبديع في سينما سمبان أنها تفكر، أي انه لا يصنع أفلامه، لتكون بضاعة مثل أفلام السوق، بل لتكون عملا فنيا، يشدنا بمتعته، مثل الأعمال الروائية العظيمة، للهندي رابندرانات طاغور، أو اليوناني نيكوس كازانتزاكيس، أو الإنجليزية فرجينيا وولف، فيروينا فكريا، ويجعلنا نتأمل في حياتنا، ومن دون أن نفقد متعة النظر والمشاهدة. ولأنه ليست وظيفة السينما، أن توسع من مداركنا بالعالم، وتكون بنكا للمعلومات، ومخزنا للمعارف، بل وظيفتها ان تقربنا من إنسانيتنا، وتسمو بها. أنها دعوة إلي "سلوك" أكثر تحضرا، والتحكم في ذلك الوحش، الذي يسكن داخلنا، واكتشاف لغز الحياة ذاتها كما كان يقول المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك..وكنت دائما تسأل، مع الكثيرين " لماذا نصنع أفلاما، علي شاكلة تلك الأفلام التي يصنعها سمبان في القارة، بتوهج الحياة هذه علي الأرصفة، في أفلام تشبهنا، برخص التراب؟. الم يقل عنه شيخ النقاد الفرنسيين جورج سادول، انه بفضل سمبان أصبح للقارة السوداء موقعا ومحلا علي خريطة السينما العالمية ؟.كان سمبان، الذي يعتبر أول مخرج إفريقي يتم تكريمه بشكل رسمي في مهرجان " كان " عام 1992، كان كثيرا ما يردد أن أفريقيا لها صحيح مشاكلها، لكن أفريقيا أيضا طاقة، وكرة نار متدحرجة، وأمل ممثل في شباب جديد، علامته انه لا يستسلم. و هذا النضال اليومي الذي تخوضه أفريقيا، هو ما يصنع لها حراكها وديناميكيتها، ويجعلها دوما مستبشرة، وينصح عثمان المهمومين من الغربيين والمستشرقين، بان يتركوها في حالها، سعيدة، وليست بحاجة الي وصاية. وهناك تاريخ ثالث مهم في عالم السينما الأفريقية السوداءBLACK AFRICAN CINEMA، إضافة إلي التاريخيين المذكورين، ونعني به تاريخ تأسيس مهرجان قرطاج السينمائي علي يد الناقد التونسي الكبير الطاهر شريعة عام 1966، والجدير بالذكر أن الجائزة ألكبري " التانيت الذهبي " لأول دورة من "أيام قرطاج السينمائية" المهرجان عام 1966 ذهبت إلي فيلم " سوداء من " LA NOIRE DE لسمبان عثمان..   

 الدرس الإفريقي

ويتوزع الاحتفال بالسينما الأفريقية في " كان " 58، الذي يترافق مع الاحتفال بذكري تحرير العبيد في فرنسا، وتفكير حكومة رافاران اليمينية جديا، في تخصيص يوم كل سنة للاحتفال بتلك المناسبة، يتوزع علي عدة محاور، إذ يتركز المحور الأول في " درس السينما " الذي يلقيه المخرج الإفريقي السنغالي الكبير سمبان عثمان، في إطار احتفالات المهرجان الرسمية، ويعتبر "حدثا" من أحداثه المهمة، حيث يلتقي سمبان، الذي عرض فيلمه " مولاديه " عن ختان البنات في إفريقيا، والتمرد والخروج علي التقاليد التي عفي عليها الزمن ( ومازالت عملية ختان البنات هذه، كما هو معروف، تمارس في 38 دولة من الدول الأعضاء ال 54 في الاتحاد الأفريقي)عرض ضمن عروض المهرجان الرسمية في العام الماضي، ونال سمبان عنه جائزة " نظرة خاصة ". يلتقي سمبان عثمان تحت خيمة ضخمة عملاقة، تقام إلي جوار شاطيء البحر، داخل " القرية العالمية "، بجمهور المهرجان والمدينة، في دعوة عامة مفتوحة، كي يتحدث عن تجربته، ومشواره السينمائي، ويجيب علي تساؤلات الجمهور. وكان القي "درس السينما" - في كان 51 - المصري يوسف شاهين" الأرض "، وكان قبلها بعام، حصل بفيلم "المصير" ومجمل أعماله، علي جائزة " كان " الخمسيني "، وهي جائزة استثنائية، استحدثت بمناسبة مرور خمسين عاما علي تأسيس المهرجان. كما القي درس السينما أيضا في دورات سابقة مجموعة من كبار المخرجين في العالم، من ضمنهم الأمريكي من اصل تشيكي ميلوش فورمان" وطار فوق عش الواقواق"، والأمريكي العملاق فرانسيس فورد كوبولا "القيامة الآن"، وغيرهم..

العربة الذهبية

ويتمثل المحور الثاني في تلك الاحتفالية التي تقيمها تظاهرة " نصف شهر المخرجين" من تنظيم جمعية المخرجين الفرنسيين LA QUINZAINE DES REALISATEURS وتسليم سمبان جائزتها "العربة الذهبية" LE CARROSSE D OR في الدورة 37 للتظاهرة. تلكم الجائزة التي تمنحها كل سنة لمخرج عالمي في احتفال بسيط، كنوع من التقدير لإنجازاته السينمائية المهمة، وإضافاته من اجل تطوير فن السينما في العالم.وتظهر هذه الاحتفالات السينمائية جليا، الفارق الشاسع الذي يفصل مابين الاحتفال بالنجوم من ممثلين ومخرجين وسينمائيين، الجاد والمفيد والبسيط هنا في "كان"، وبين الاحتفالات السينمائية التي تقام في بلادنا، وطريقة احتفالاتنا بالسينما التي أصبحت مسخرة، ونوعا من مسرحيات " الفارس" الهابطة التي تحط بالسينما الفن. بعدما تحولت بعض هذه الاحتفالات إلي أشبه ما يكون بمظاهرات "عسكرية" حربية، واستعراضات غنائية ساذجة مضحكة، لا تصب في صالح الثقافة والسينما، وتنوير الأذهان بهما، بل تصب في صالح البروباجندا.فرق شاسع يفصل مابين بين هذه الاحتفالات السينمائية البسيطة التي تعقد هنا في " كان "، فتعرض لبعض أفلام المخرج، وتتيح فرصة اللقاء والحوار والنقاش معه، وتكون تفتيحا لسمو الفن السابع، ابن قرننا وزمننا، واستكشافا لأعمال سمبان عثمان، وبين زفة الاحتفالات "الرسمية"، بتلك الاستعراضات العقيمة التافهة السخيفة في الوطن، وماهي إلا احتفالات ب "هزيمة" الثقافة، وانحدارها، وإقصائها أكثر وأبعد عن حياتنا، مع كل احتفال. وتكون النتيجة، لعلك لاحظت، أننا نركض أسرع باتجاه التخلف والتعصب والتقوقع، سينمائيا وفكريا، وننعزل عن العالم الذي يتقدم، ويتغير من حولنا، ونحن مازلنا محلك سر، وخلفا در. وثالثا : يشارك " أسبوع النقاد " الرابع والأربعون، كما سبق ان نوهنا، في الاحتفال في " كان " 58 بالسينما الأفريقية، إذ ينظم الاسبوع في الفترة من 12 إلي 20 مايو، احتفالية كبري للسينما الأفريقية، بعنوان " أفريقيا 50 سنة سينما " وذلك يوم السبت الموافق 14 مايو، ويعرض فيها فيلم " طبول " من جنوب أفريقيا لزولا ماسيكو، ثم تعقد ندوة مع بعض المخرجين الأفارقة المتواجدين في المهرجان، ومن ضمنهم العميد سمبان عثمان..

أفريقيا في "سينمات الجنوب"

ورابعا:يشمل الاحتفال بالسينما الأفريقية في "كان" 58، الاحتفاء بعيون التراث السينمائي المغربي وعرض أهم أفلامه، في تظاهرة جديدة استحدثت هذا العام للمرة الأولي بعنوان " كل سينمات العالم " TOUS LES CINEMAS DU MONDE تشمل تقديم نماذج من أعمال 7 دول في السينما، ويخصص اليوم الأول للسينما المغربية. في حين يقتصر الحضور المصري في " كان " علي مشاركة المخرج يسري نصر الله في لجنة تحكيم "السيني فونداسيون" ومسابقة الأفلام القصيرة، ولاشك ان اختياره عضوا في لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، وبعد أن عرض له المهرجان بنجاح فيلمه المتميز" باب الشمس " في العام الماضي، يعتبر تكريما لمصر والسينما العربية والأفريقية، واعترافا بمواهبها، حتى لو اقتصر الحضور السينمائي المصري هذه المرة، علي جناح صندوق التنمية الثقافية، وهو مغلق دائما، ولن تجد فيه أحدا، وعرض بعض الأفلام المصرية الجديدة في " سوق الفيلم "..

كمل يدخل أكيد في بند الاحتفالات بالسينما الأفريقية في " كان " اختيار الروائية الزنجية الأمريكية طوني موريسون، الحاصلة علي جائزة نوبل في الأدب، والتي تعني في رواياتها بموضوع علاقة العبد الأمريكي الأسود، بالقارة السوداء أفريقيا ألام، وتنشغل بتفاصيل تلك العلاقة كما في روايتها " جاز" في لجنة التحكيم الرسمية التي يترأسها المخرج المسلم الصربي أمير كوستوريكا، وهو لوحده حكاية، سنحكيها لكم من بعد. ألا يعد اختيار هذه الروائية الامريكية السوداء العملاقة، وللاسباب التي ذكرناها، نوعا من التكريم لإفريقيا والسينما الأفريقية؟..

وخامسا تحتفل مؤسسة " سينمات الجنوب " CINEMAS DU SUD الفرنسية الحكومية التي ترعي السينما الأفريقية وسينمات العالم الثالث، وترأستها لفترة المخرجة التونسية مفيدة تلا تلي " موسم الرجال " وكانت المؤسسة ساهمت في تمويل و إنتاج العديد من الأفلام العربية والأفريقية، مثل " المدينة " ليسري نصر الله و" الأبواب المغلقة " لعاطف حتاتة من مصر، و" حلفاوين " لفريد بو غدير، و" صمت القصور " لمفيدة تلاتلي من تونس وغيرها، وما تزال. تحتفل أيضا " سينمات الجنوب " بالسينما الأفريقية، فتكرس جناحها في " القرية العالمية " ليكون أرضية تعارف ولقاء بالمخرجين الأفارقة في المهرجان، وعرض مجموعة كبيرة من الأفلام الأفريقية الجديدة( تعرض في قاعة خاصة ب" سوق الفيلم " ) وإقامة العديد من الندوات المهمة، التي تناقش قضايا السينما الأفريقية، في الجناح المذكور، مثل ندوة " خمسين سنة سينما في أفريقيا " التي تناقش لغة وجماليات السينمات الأفريقية بعد مرور نصف قرن علي إنتاج أول فيلم إفريقي، ويدير الندوة الناقد السينمائي بجريدة "اللوموند" جان ميشيل فرودون رئيس تحرير مجلة " كراسات السينما"، وندوة " المحافظة علي تراث الجنوب السينمائي، باعتباره واجبا في إطار مفهوم " التنوع الثقافي "، كما تعقد ندوة مع المنتجين الأفارقة، للتعرف علي اقتصاديات السينما الأفريقية، والمشاكل والعقبات التي تصادفهم، علي سكة إنتاج سينما مغايرة، باتجاه الجنوب. ولاشك أن هذه الندوات مجتمعة، تقدم في إطار مهرجان " كان "، اكبر تجمع للسينمائيين في العالم، والحدث الإعلامي الثالث بعد الدورة الاوليمبية، وكأس العالم في كرة القدم، تقدم كشف حساب للسينما الأفريقية، خلال الخمسين سنة الماضية، وربما كانت تمهد أيضا، لانطلاقة سينمائية افريقية اقوي، واشد رسوخا، لصالح الأفلام التي تحاول الإمساك بنبض الواقع في القارة السوداء، وهي تسأل إن أفريقيا كيف حالك والألم. وسوف نتوقف عند كل هذه الاحتفالات في " كان " قريبا، علي صفحات " إيلاف ".. 

فيلموغرافيا سمبان عثمان

*فيلم " امبراطورية سونغاي "L EMPIRE SONGHY. قصير.20 دقيقة. انتاج 1963

*فيلم " بوروم ساريت"BOROM SARRET. صاحب العربة. قصير.22 دقيقة. انتاج 1963

جائزة أول عمل في مهرجان " تور " فرنسا 1963

*فيلم " نيا " NIYA. قصير.35 دقيقة. انتاج 1964

شهادة تقدير في مهرجان " لوكارنو " 1964

*فيلم " سوداء.. " LA NOIRE DE…. فيلم روائي طويل أول.65 دقيقة.انتاج 1966

جائزة " التانيت الذهبي " لايام قرطاج السينمائية بتونس 1966

*فيلم " مندابيه " MANDA BI الحوالة.طويل.86 دقيقة. انتاج 1968

الجائزة الخاصة للجنة التحكيم.مهرجان فينيسيا 1968

*فيلم " مشكلة تعدد الزوجات " POLYGAMIE.فيلم قصير.انتاج 1969

*فيلم " مشكلة العمل "PROBLEME DE L EMPLOIS.قصير.1969

*فيلم " تاو " TAW.قصير.24 دقيقة. 1970

جائزة " الاسد الذهبي " لمهرجان أسمرا.أديس أبابا

*فيلم" ايميتاي " EMITAIاله الرعد. طويل.96 دقيقة.1971

الميدالية الذهبية في مهرجان " موسكو " 1971 السينمائي + جائزة الفيلم الافريقي الاسيوي

*فيلم " ألعاب ميونيخ الاوليمبية ".متوسط الطول.1971

*فيلم " اكسالا" XALAالعقم المؤقت. طويل. 117 دقيقة. انتاج 1974

الجائزة الخاصة للجنة التحكيم. مهرجان كارلو فيفاري.تشيكوسلوفاكيا 1976

والميدالية الفضية في مهرجان فيجيرا دافوس. البرتغال

*فيلم" شيدو".CEDDOطويل.111 دقيقة. 1976

الجائزة الكبري في مهرجان " لوس انجلوس "

*فيلم " معسكر تايروا ".طويل.147 دقيقة.1988

حصل علي عدة جوائز في فينيسيا وقرطاج وغيرها

*فيلم " جيلوار "GUELWAAR.طويل.105 دقيقة. 1992

الميدالية الذهبية لمجلس الشيوخ الايطالي.مهرجان فينيسيا 1992

*فيلم " فات كين "FAAT KINE.118 دقيقة. 1999

*فيلم " مولاديه " MOOLAAADEحق الحماية.طويل.95 دقيقة.انتاج 2004

جائزة "نظرة خاصة". مهرجان "كان" السينمائي 57، لعام 2004.

موقع "إيلاف" في

01.05.2005

 
 

مخضرمو الحداثة عائدون والعرب غائبون والسينما على مفترق طريق

إبراهيم العريس

«انني اشعر بنفسي الآن روح راعي قطيع، لذا أحس بأنني سأبذل جهدي لكي تتمكن لجنة التحكيم من ان تعبر عن وجهة نظرها كاملة، وتعرض رؤيتها لفن السينما ككل. ومن هنا سنستقبل كل فيلم من الافلام بعناية فائقة، لكي نتمكن بعد ذلك من التناقش من حوله بكل حرية، خصوصاً ان السينما فن يعبر خير تعبير عن حس التعاون، والعمل الجماعي. كما ان كل فيلم انما هو ناتج عن رؤية شخصية للواقع...».

بهذه العبارات تحدث المخرج اليوغوسلافي إمير كوستوريتسا عن الكيفية التي بها يجابه وظيفته الجديدة في مهرجان «كان» السينمائي: وظيفته هذا العام بوصفه رئيساً للجنة التحكيم في «المسابقة الرسمية» التي هي الاهم والاضخم من بين تظاهرات مهرجان «كان» السينمائي الذي يفتتح نشاطاته الاربعاء المقبل في مدينة كان الفرنسية على شاطئ البحر الابيض المتوسط. والحال انه منذ اعلن قبل شهور عن ان المهمة سيقوم بها كوستوريتسا هذا العام، تنفس كثر الصعداء. فصاحب «الحياة معجزة» و»اندرغراوند» معروف بصرامته وحبه للسينما، مما يضمن – من ناحيته على الاقل – جوائز قد لا تكون مثيرة للسجال كما حدث في العام الماضي حين أعلن كثر سخطهم لفوز «بيان مايكل مور السياسي» «فهرنهايت 11/9» بالسعفة الذهبية لاسباب قيل يومها ان لا علاقة لها بالسينما. ولقد كان كوستوريتسا من بين الساخطين، حيث انه كان يراهن على فيلمه المشارك «الحياة معجزة» ليحقق له معجزة الفوز بالسعفة للمرة الثالثة، لكن هذا لم يحصل. وواضح ان اختيار كوستوريتسا هذا العام لرئاسة محكمي «كان» فيه تعويض له عن ذلك الغبن!

أهل «كان» العائدون

غير ان مهمة كوستوريتسا لن تكون سهلة هذا العام... ذلك ان الدورة التي ستشغل اهل السينما ومحبيها خلال الأسابيع التالية، تعتبر دورة كبيرة واساسية، ليس فقط من ناحية كمّ الافلام المعروضة في التظاهرات الاساسية، ولكن ايضاً، وبخاصة من ناحية اسماء المشاركين الرئيسيين في هذه التظاهرات بأفلامهم، ولا سيما داخل المسابقة الرسمية التي، هي، ما يعني كوستوريتسا على وجه الخصوص. ولا بد من ان نلاحظ هنا، ومنذ الآن، ان معظم هؤلاء المشاركين، هم من الذين يدينون، اصلاً، لمهرجان «كان» بسمعتهم العالمية وبمكانتهم في الفن السابع. ومن هنا كان من الطبيعي لكل واحد منهم، إذا برمج خلال الفترة الماضية موعد تصوير وانجاز فيلمه، ان يحرص على ان يكون جاهزاً في وقته يجعله قادراً على ان يأخذ مكانه في المهرجان. وهو ما سيظهر بعد سطور حين تستعرض اهم الافلام المشاركة... اما هنا فقد يكون من المفيد ان ننقل عن تييري فريمو بعض الارقام الاساسية حول دورة هذا العام، فهو يقول ان مسؤولي المهرجان ولجان الاختيار قد اضطروا الى مشاهدة 1540 فيلماً طويلاً، اتت من 97 بلداً قبل ان يصار الى اختيار الافلام الثلاثة والخمسين المشاركة في التظاهرات الرئيسة الثلاث: «المسابقة الرسمية» و»نظرة ما» و»اسبوع النقاد» – علماً بأن هناك تظاهرة اخرى هي «اسبوعي المخرجين» تعقد في «كان» وعلى هامش المهرجان لكن لها استقلاليتها الكلية، وسنتحدث عنها على حدة الاسبوع المقبل_. والافلام المعروضة تمثل 28 بلداً، (ليس بينها من بلد عربي، هذا العام، سوى العراق). ومن بين هذه الافلام خمسون تقدم في عرض اول. اما المسابقة الرسمية ففيها 20 فيلماً آتية من 13 بلداً... فلمن هي هذه الافلام؟

غائبون / حاضرون

اولاً لدزينة، او أكثر، من المخرجين المعروفين بـ»أبناء كان» من فيم فندرز (الألماني) ولارس فون تراير (الدنماركي)، الى جيم جارموش الاميركي، مروراً بالصيني هوهسياوهسين، والكندي الارمني آتوم ايغويان، والاسرائيلي عاموس غيتاي، والكندي الآخر دافيد كروتنبرغ... وهؤلاء جميعاً كانوا، ليس فقط، عرضوا افلامهم السابقة في دورات «كان» المتعاقبة، بل نالوا ارفع جوائزه... ومن هنا يعتبرون جميعاً اليوم في عودة حميدة الى مهد سينماهم... لكنهم لن يكونوا وحدهم سادة الساحة، وان كانت افلامهم تبدو، حتى الآن على الأقل الأبرز، والمنتظرة اكثر من غيرها، بخاصة وان بعضهم – مثل فيم فندرز – غائب منذ زمن. فدافيد كروننبرغ، الذي كان «العنكبوت» آخر مشاركة له في «كان» يعود هذه المرة قوياً بفيلمه الجديد «تاريخ العنف» من بطولة فيغو مورتنسن، في دور رجل يرينا كم ان الانسان في امكانه ان يصل في عنفه لنيل التوبة وانقاذ جماعته.

اما ايغويان فيعرض لنا، بعد «ارارات» قبل اعوام، شريطه الجديد «حيث توجد الحقيقة» بينما يقدم غيتاي، الاسرائيلي المنشق جزئياً عن الايديولوجية الصهيونية فيلم «منطقة حرة» عن حكاية ثلاث نساء من ثلاثة اديان يلتقين في فلسطين ـ اسرائيل. وهو هسياوهسين، يعود الى استقراء التاريخ الصيني من خلال «أفضل ما في زماننا» بينما يستعيد جارموش ألقه القديم بفيلم «زهور محطمة»، ويتابع لارس فون تراير ثلاثيته «يو أي إي» في جزئها الثاني هنا وعنوانه «ماندرلاي»، بعدما عرض في دورة «كان» قبل عامين تحفته «دوغفيل» من بطولة نيكول كيدمان، فضن عليه محكمو ذلك العام، بأية جائزة، على رغم ان ذلك العمل التأسيسي، بأكثر من معنى، كان الافضل، لا يضاهيه الا الفيلم الذي فاز بالسعفة، وهو «الفيل» لغاس فان سانت، الذي يعود هذا العام لمنافسة فون تراير، في فيلمه الجديد «الايام الاخيرة»... علماً بأن نيكول كيدمان لن تكون، هذا العام، الى جانب الدنماركي لمساندة فيلمه، اذ انه في الجزء الثاني من الثلاثية اضطر لاستبدالها ببرايس دلاس هوارد (بطلة «قرية» شيامالان وابنة رون هوارد) التي ستجتاز في «كان» اول امتحان نجومية اوروبي لها.

طبعاً لسنا في حاجة الى الاشارة هنا الى ان فيلم فون تراير، هو الفيلم المنتظر اكثر من غيره، وعلى الاقل لمعرفة ما الذي حل ببطلة «دوغفيل» بعدما انتقمت من المجتمع الأميركي العميق، الذي أدانه المخرج في ذلك الجزء، ليدين في هذا الجزء الجديد، تعامل اميركا المذل مع الزنوج... أما فيم فندرز الذي لا يفتأ يتحف «كان» بافلامه منذ ثلاثة عقود فيقدم هذه المرة شريكاً جديداً، يحاول ان يستعيد به مكانة له تبدو خبت بعض الشيء خلال العقد الاخير. الفيلم عنوانه «لا تأتي قارعاً الباب».

جدد بينهم كبار

مقابل مخضرمي «كان» هؤلاء، هناك جدد بعضهم يجرب حظه هنا للمرة الاولى، وبعضهم للمرة الثانية. من هؤلاء الاخيرين دومنيك مول الفرنسي – الألماني المتأمرك، الذي له فيلم الافتتاح «ليمنغ»، بعدما كان فاز بجائزة اساسية في دورة سابقة لـ«كان»... وكذلك حال الاخوين البلجيكيين داردين اللذين يعرضان جديدهما «الطفل»، والنمساوي هانيكي، الذي يعرض «كاش» بعدما فاز قبل سنوات بجوائز عدة عن فيلمه «مدرسة الموسيقى» المأخوذ عن رواية للكاتبة الفريدي البينكه. أما الجدد فمن بينهم العراقي هايثر سليم في فيلمه «الكيلومتر صفر» الذي سنعود الى الحديث عنه على حدة لاحقاً، والأميركي / المكسيكي روبرتو رودريغز، الذي يعرض له فيلمه الجديد «مدينة الخطيئة» المأخوذ عن كتب شرائط مصورة، وسيكون احد ظواهر «كان» من دون شك، علماً بأن رودريغز كان بدأ حياته السينمائية كظاهرة حين حقق فيلماً اول كلفه 7000 دولار، وأطلق شهرته في هوليوود ثم في العالم اجمع، ليطلق معه شهرة اللبنانية الأصل سلمى حايك.

وهناك، طبعاً آخرون، ستملأ اسماؤهم واسماء افلامهم، صفحات التقارير والكتابات الصحافية طوال فترة المهرجان... مثلها في ذلك مثل «نجوم السينما» المخرجين / الممثلين القدامى والجدد من الذين يقفون وراء الكاميرا كما وقفوا امامها، ومنهم بالطبع وودي آلن الذي يعرض فيلمه الجديد «ماتش بوينت» خارج المسابقة، وميشال بيكولي الذي يعرض فيلماً من اخراجه عنوانه «ليست هذه، تماماً، الحياة التي حلمت بها». وايضاً تومي لي جونز الذي يدخل فيلمه الاول «المرات الثلاث التي دفن فيها ملكيادس استرادا».

ومن بين اصحاب افلام خارج المسابقة ايضاً جورج لوكاس (الجزء الجديد من «حروب النجم: الحلقة 3 – انتقام السبت» الذي يشغل عالم السينما كله هذه الايام)، والألماني – التركي فاتح آكين، والاسرائيلي الصاعد آفي مغربي الذي لا يفتأ يحقق افلاماً تفضح احادية المجتمع الاسرائيلي واخفاقاته، وغيرهم.

أما تظاهرة «نظرة ما» فإن جديدها هذا العام، يكمن في الجدة المطلقة لاسماء السينمائيين المشاركين فيها. فمن بين 21 فيلماً مشاركاً في هذه التظاهرة هناك فقط حفنة من المخضرمين، أما الباقون فإما انهم يقدمون هنا افلامهم الاولى، واما انهم ليسوا معروفين خارج بلدانهم. وهو ما ينطبق ايضاً على المشاركة في «اسبوع النقاد».

طبعاً ليس هذا كل شيء... ذلك ان في «كان»كالعادة، نشاطات اخرى لا تقل اهمية عن عرض الافلام، ومن أبربزها هذا العام الاحتفال بالذكرى الخمسين لرحيل جيمس دين، عبر عرض افلامه ومعرض لصوره، وصدور كتب ومنشورات عدة عن حياته وتأثيره في مجتمعات الشبيبة الاميركية والعالمية، وليس في هواة السينما وحسب.

أما في زاوية «محترف المهرجان» الذي يقام على الهامش، فلقد دعي 18 سينمائياً للمحاورة حول مشروع يعرضه، كل واحد منهم، ليجدد دعماً ما له. اما «درس السينما» السنوي التقليدي فيقدمه هذا العام المخرج السنغالي سمبان عثمان... ولعل عثمان يعوض بهذا الحضور على تلاشي الحضور الافريقي سواء كان عربياً او غير عربي، علماً بأن الحضور الجغرافي القوي هذا العام سيكون آسيوياً (من خمسة بلدان على الأقل بينها اليابان والصين وتايوان وكوريا) واميركياً لاتينياً... أما اوروبا فإنها ممثلة كالعادة، ولكن تقريباً وسط غياب شبه تام لشرقها، اذ سنفتقد هذا العام حضوراً كان اعتاد ان يكون مميزاً في سنوات سابقة لروسيا او رومانيا او بولندا او غيرها...

هل نتحدث من جديد اذاً، عن زمن انعطافي في تاريخ السينما – المهرجانية على الاقل -، زمن يكرس اسماء كانت قد كرست كثيراً من قبل، لتصعد الى جانبها اسماء جديدة، ستشغل اروقة «كان» في السنوات المقبلة؟

سؤال أساس، لكن الوقت لا يزال أبكر من ان يجيب عليه، إذ يبقى علينا ان ننتظر مشاهدة الأفلام نفسها... بغثها وسمينها قبل ان نحكم. أما ما يهم هنا فهو ان عيد الفن السينمائي الكبير، يبدأ بعد ايام قليلة دورته الثامنة والعشرين، «كانياً» بامتياز وسط غياب عربي محزن، وظروف دولية تطرح مجدداً سؤال هوية العالم ومستقبله من خلال هوية السينما ومستقبلها... وتطرحه بالحاح لم يسبق له مثيل.

الحياة اللبنانية المصرية في

06.05.2005

 
 

مفكرة ... كان .. الجدول اليومي

محمد رضا  

اذ ينطلق مهرجان “كان” السينمائي الدولي بعد أيام قليلة يبدو أنه من الممكن جداً  بعد أن داومت على حضوره منذ فترة طويلة ولي أغراض أخرى من وراء ذلك غير مشاهدة الأفلام  أن تكون حياتي يومياً على النحو التالي:

الاستيقاظ في الساعة السادسة صباحاً. الأحداث على الانترنت والرد على الرسائل الضرورية وكتابة بعض الملاحظات على أفلام آخر الليل.

الانطلاق من الشقة الى صالة المهرجان في السابعة والنصف. المرور بأحد الفنادق حيث تتكوّم أعداد اليوم من المجلات والمنشورات اليومية الصادرة لآخذ عدداً من كل مجلة وأمضي.

حوالي الساعة الثامنة أصل الى الصف الذي بدأ يتشكّل. وعليّ أن أصل باكراً لأن الوصول متأخراً سوف يطيح بالأماكن المناسبة للجلوس أكثر من غيرها. واذا أتيت متأخراً، لنقل ربع ساعة قبل بدء عرض الفيلم في الثامنة والنصف، فلن أجد مكاناً على الاطلاق. وسوف أنضم الى مجموعة المحدقين. اولئك الذين يدخلون الصالة ويبدأون بالنظر حولهم راغبين في الجلوس في مكانهم المفضل، ثم في مكان جيد ثم في أي مكان شاغر وغالباً ما يجدون أنفسهم اما عند أقصى اليمين او أقصى اليسار او أقصى باب الخروج.

دورة الأفلام لا تتوقف. في أي ساعة من ساعات النهار وفي معظم ساعات الليل هناك ما يعرض. ظهراً أحاول أكل شيء. لكن الوقت المتاح لا يكفي سوى لكتابة المقال اليومي وبالتالي استغني عن المطعم وأذهب الى الشقة. أقضم ما تيسّر فيها وأكتب المقال عن أفلام الأمس وصباح اليوم.

ليلاً أخرج من آخر فيلم في الساعة العاشرة والنصف. أبحث عن صديق أجلس واياه لنصف ساعة. غالباً ما أجد أن هذا الصحافي ترك كتابته لما بعد فيلم الليل، وآخر يهرع الى الكازينو القريب، وذاك أخذ منك موقفاً ولن يجلس معك لحادثة عمرها عشر سنوات. ورابعاً يهرع الى الاستديو لتسجيل رسالة والخامس والسادس والسابع شلة لا تسهر الا معاً ولا ترتاح اذا ما كان بينها غريب. تنظر حولك والخارجون من الصالة تفرقوا كل في اتجاه ثم أقرر أن الوقت حان للذهاب الى الشقة والراحة للاستيقاظ صباح اليوم التالي لمزيد من الجدول نفسه.

ليست كل المهرجانات على هذا النحو، لكن هناك مهرجانان يُقامان كل يوم من أيام السنة. وأحدهما انتهى قبل أيام بنتائج مثيرة للاهتمام. انه مهرجان “ترايبيكا” الذي أنشأه روبرت دي نيرو وأصحابه قبل أربع سنوات ومن حينها وهو يكبر. هذا العام انتهى بمنح الفيلم الصيني “حياة مسروقة” (للمخرجة لي شوهونج) الجائزة الكبرى. الجوائز الرئيسية الأخرى توزعت على هذا النحو:

·         أفضل ممثل هو سيز جيل عن دوره في الفيلم الهولندي “سايمون”.

·         أفضل ممثلة هي فيليسيتي هوفمان عن دورها “ترانس أمريكا”.

·         أفضل تسجيلي ذهب الى الفيلم اللاتيني “العصفور الأسود”.

·         أفضل فيلم يتحدث عن نيويورك حصدها فيلمان هما “الأبواب الحمراء” و”المرتفعات”.

والجائزة الأخيرة خاصة بالنسبة للمهرجان كونه نيويوركيا وأقيم بعد عام واحد من مأساة 11/9 لكي “يثبت أن نيويورك ما زالت تنبض بالفن والثقافة” كما قال روبرت دي نيرو في حفل افتتاح المهرجان آنذاك.

الخليج الإماراتية في

08.05.2005

 
 

الدورة 58 لمهرجان كان السينمائي تنطلق غداً نجمها جيمس دين:

مخرج عراقي كردي يقتحم المسابقة الرسمية ويثير معضلة الهوية وسينمات كل العالم خطوة فرنسية ضد الضغينة الدولية!

زياد الخزاعي

قيصر كان جيل جاكوب اثارهذا العام معضلة جديدة، قد لا تكون ذات قصد سيئ، كونها قديمة الاهتمام والسجال، لكنها تمثل احدي اكثر القضايا حساسية في الوسط السينمائي العالمي: معِّين الهوية! ففي الحقب الاولي وضع الشريط في خانة انتاجه وبلد منشاه، غير ان انفتاح السوق الدولي (هوليوود كانت السبّاقة في استقطاب اكبر القامات الابداعية الاوروبية) بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية حتّم ترحيل المواهب والتقنيين المهرة هنا وهناك وتم زرعهم في اوصال صناعات(فرنسا وبريطانيا علي وجه الخصوص) نهضت من رمادها لتتحول الي قواعد تغيير مركزية في ما يخص انظمة عمل الاستوديوهات والاشتغالات التقنية المبتكرة اللتان تزامنتا مع اطلالات الثورتين الاميركية واليابانية ومن بعدهن نمور آسيا في صناعة المعلومات واجهزتها المدهشة والمكرسة لما تعارف عليه بـ العولمة .

جاكوب قد لا يكون خبيراً في افخاخها ، الا انه احد القياديين الذين يتميزون بالقدرة علي استشراف مديات تاثيراتها علي السوق برمته. فهو المسيّر لاكبر استعراض سينمائي علي وجه البسيطة، ومنه يستمد شجاعته في رسم ملامح قضية مصيرية ومؤثرة علي مقدرات صناعة اخطبوطية المصالح والتاثيرات والمنجزات يطرحها في كل دورة مستثيراً بها الهمم( لا ننسي ما فعله لجماعة الدوغما 95، ومن بعدها تسبيقه في اعتبار الاسطوانة المدمجة الـ دي في دي الجوهرة الجديدة في هامة سينما الالفية الثالثة ... وغيرها).

لم تعد السينما علي احوالها، هذا شان كبير يفسر سيروراتها المتعددة والتي تجاوزت بها تهديدات الراديو اولاً والتلفزيون لاحقاً وما ولد من رحمه علي شاكلة اشرطة الفيديو و الاسطوانة المدمجة وقنوات الديجيتال ومثلها ما يرسم اليوم علي شاشات الهواتف النقالة. السينما تغيرت كصنعة، لكنها بدات تعاني من حرج الهويات. فاستقدام المال اصبح محكاً في ولادة نتاجات هجينة تحمل اسماء دول تتنافر في السياسة لكنها تجتمع في الدفاع عن مشروع حلم مخرج ما. الامثلة لاتحصي وللعرب فيها حصة، فجّل جديد الجزائري مرزاق علواش مدعوم فرنسياً ومثله العمل الاخير للمصري يسري نصر الله باب الشمس والعملين من قبله. الفلسطينيون ايليا سليمان وهاني ابو اسعد وتوفيق ابو وائل تحمل اشرطتهم اسماء دول مساهمة بالمبالغ الكبري في سلة الانتاج، وهناك الكثير من النماذج ـ لا يمكن عدها في هذه العجالةـ ذات الهجانة التمويلية التي يعتبرها البعض اسلوباً لكسر الحصارات وآخرون يرون فيها عاراً واستجداء.

جاكوب هذا العام اعتبر انه من الواجب اليوم اعادة النظر بالقضية كي تكون الحدود معروفة فيما يتعلق بهوية الفيلم: هل هو المال ام مخرجه ام دولة مسقط الراس ام البقعة الجغرافية السياسية؟ جاكوب رمي حجارته واثار المعضلة وتفلسف كاتباً ان: المهرجان هو خمس قارات 1 . والسادس ليس بالضرورة كينونة جغرافية ـ لم تكن الجغرافيا هاجساً اقتصادياً او لغوياً في المهرجان منذ زمن طويل ، بل هو هاجس انساني ـ انه كوكب كوزموبوليتي تعيش فوقه مواهب المستقبل . وهوعلي حق، فلناخذ مساهمة المخرج هونير سليم كيلومتر صفر ، فالعمل حمل اسم العراق بينما استقر هذا الشاب الكردي منذ زمن طويل في فرنسا وحمل جنسيتها وترسّم مواطناً فيها. حكاية الشريط تجري في العراق ابان الحرب العراقية الايرانية، فهل يحق لمهرجان كان ان يعتبره عراقيا، ام انه هاجس البحث عن اي نتاج قادم من هذا البلد سيجد موطئا سريعاً في قوائم المشاركات؟(خذوا حكاية الشريط المتواضع زمان رجل القصب لعلوان وهو انتاج فرنسي شبه كامل، او باكورة مواطنه عدي رشيد غير صالح للعرض التي انتهت عند الكرم المالي للمخضرم جان لوك غودار!!).

سليم (ولد في عقرة عام 1964) انجز شريطين طويلين (قبلهما شريط قصير صوره في قرية كردية في ارمينيا!) متضاربين في الهويات والمواقع، الاول حياة مديدة للخطيبة ... والحرية لكردستان (1977) صوره كاملاً في غيتوات الهجرة الباريسية حول زيجة جاهزة لشاب كردي عن طريق الالبومات، لكنه يفاجا لاحقاً بفتاة اخري غير الحسناء التي طلبها! والثاني فودكا بالليمون (2003) فمسرحه قرية كردية في القوقاز حيث نلتقي العجوز الستيني حمو المتقاعد من الجيش الاحمروالذي يعيش علي مرتب قدره سبع روبلات وتقاطعه اليومي مع الارملة الجميلة في مقبرة تضم رفات زوجته وزوجها. ينمو الحب بين الاثنين لكن وصول رسالة من ولده القاطن في باريس يحول جميع افراد القرية الكردية الي جمع من الشكاكين باحتوائها علي ثروة! الامر سيجعل من حمو مدعاة لمساءلة الجيران قبل الاقارب.

عملياً لا عراق في الحكايات الثلاث وانما هموم اقليته، اما جديده فهناك استفادة جلية من الوضع الشاذ في بلاد وادي الرافدين، وبالذات الحرب الاولي مع ايران حيث يسعي بطله الشاب آكو للهرب، لكن زوجته سلمي سترفض ما دام والديهما في حاجتهما. يجند الشاب الكردي ويرسل الي الجبهة الجنوبية. حلمه قد يتحقق حينما يُطلب منه مرافقة جندي عراقي عربي وتابوت شهيد الي كردستان. آكو ورفيق مهمته وسائق سيارة الاجرة الشوفيني يشكّلون ثلاثياً عرقياً وسياسياً يختزل تعقيد العراق. فهل سيستغل البطل الفرصة ويفر من المصير المفتوح علي احتمالات الموت؟. نموذج المخرج سليم علّة فينا اذا ان هناك من سيسارع في اعلاء اسم العراق كونه الوحيد في جدولة المسابقة الرسمية للدورة الثامنة والخمسين، من دون الخشية في الوقوع بمطب خيانة هويته الكردية اواغفال ان مال انتاجه فرنسياً.

لا مفر من ان العرب سيصفقون الي هونير سليم حتي وان لم يكن من ملتهم. فحالهم في هذه الدورة (11 ـ 22 ايار /مايو 2005) هو الاسوا مقارنة بالدورة الماضية، فلولا مشاركة المغربية ليلي مراكشي التي ستعرض باكورتها الطويلة المغرب في خانة الكاميرا الذهبية ، فلا صيت حقيقي للعرب وسينماهم داخل الواجهة الرسمية وفعالياتها، الي ذلك فان هذه المخرجة الشابة لن تكون طرفاً في مشاركة سينما بلدها ضمن التظاهرة المبتكرة التي تحمل عنواناً حماسياً: كل سينمات العالم وهي اعلان ملتزم من المهرجان ضد الضغينة السياسية التي تعم المعمورة منذ هجمات ايلول، وتم اعتماد يوم واحد لسينما سبع دول يُعرض خلاله باقة من آخرانتاجاتها توكيداً لـ ابداعها واصالته . وبعد المغرب(13 ايار وفيه عروض لـ باديس التازي و الذاكرة المعتقلة لفرحاتي واخر للمخرجة ياسمينة قصاري وعدد من الاشرطة القصيرة) هناك جنوب افريقيا والنمسا وسيريلانكا والفيلبين والمكسيك والبيرو. الي ذلك سيرد اسم لبنان للمرة الاولي في القرية العالمية ضمن ثلاث دول جديدة(الاُخريات: ايران والبوسنة) تنضم الي نظيراتها الكُثر. والقرية مخصصة لترويج عالم التصوير السينمائي وتستضيف كبار المنتجين القادميين من ما يربو علي الخمسين دولة.

النشاطات في كان متعددة، لكن اهمها فقرة ورشة المهرجان المتعلقة بمشاريع المخرجين الشباب ممن عرضت بواكيرهم في دورات سابقة، ومن ضمن الثمانية عشر مخرجاً ستستضيفهم الورشة توفيق ابو وائل الذي وُضع اسمه تحت خانة فلسطين، فيما عرض عمله الاول عطش العام الماضي مضافاً له اسم اسرائيل!!. التحيتان الكبريان ستكونان للنجم الاميركي الراحل جميس دين(1931 ـ 1955) الذي سيحتفل بالذكري الخمسين علي وفاته في حادث وكان عمره آنذاك 24 عاماً، وستعرض في اروقة قصرالسينما اشهرالصور الفوتوغرافية لبطل الكلاسيكيات الهوليوودية مثل شرق عدن 1955 و متمرد من دون داع 1956 و العملاق 1956 . اما التحية الاخري فستكون من نصيب القامة السينمائية الفرنسية جان رينوار وينضمها السينماتيك الفرنسي. وزراء الثقافة الاوروبيون سيتنادون الي المدينة الساحلية كما هو دابهم في كل عام ليناقشوا هذه المرة السينما الاوروبية والمجتمع المسير بالمعلومات. درس السينما سيلقيه صاحب العنة و سيدو و مولادي المخرج السينغالي سمبين عثمان بعد مساهمات من المصري يوسف شاهين والايطالي ناني موراتي والبريطاني ستيفن فريرز والصيني وانغ كار ـ وي. فيما ستلقي النجمة الفرنسية كاترين دينوف درس التمثيل.

المتمعن في قائمة افلام المسابقة الرسمية سيجدها مدججة باسماء مكرسة حرضّت البعض علي التشكيك بامكانية المهرجان المستقبلية في ضخها بالشباب اوالاصوات الجديدة. قد يكونوا علي حق، غير ان معضلة السمعة (ماحدث في الدورتين الماضيتين من سوء اختيارات عّد انتكاسة مدوية لفريق فيرونيك كايلا وتيري فيرمو، وبدا هذه المرة انهما استوعبا الدرس وحصنا نفسيهما باشرطة مخرجين مكرسين كثر) هي خط احمر لا يمكن التفريط بها بالنسبة لاضخم تجمع سينمائي في العالم، عليه فإن رئيس لجنة التحكيم صاحب ابي ذهب في رحلة عمل و زمن الغجر و تحت الارض والحياة معجزة البوسني امير كوستاريتسا لن يجد محنة مع فريقه اللامع(مكون من الممثل الاسباني خافيير بارديم والممثلة المكسيكية اللبنانية الاصل سلمي حايك والمخرجة الفرنسية الكبيرة انجيس فاردا ونظيرها التركي الشاب فاتح اكن(فاز بدب برلين الذهبي قبل دورة) والروائية الاميركية توني موريسون اضافة الي ناتيتا داس وجون وو وبينوي جاكو) في اختيار المكرّم بالسعفة الذهبية، لكن السؤال: هل هناك شريط يساير ذائقته التي تعتمد اساساً علي كم من ضروب الخيال الجامح والكوميديا السوداء والتهكم السياسي الذي لا يباريه فيه احد؟ التخمين مستبعد. فالاخرون من الاعضاء ستكون لهم سطوتهم ايضا في مساندة هذه الفكرة او ذلك المخرج.

سؤال آخر: هل وضعوا نصب اعينهم الانتصار لـ الشريط الانقلابي ويكرموه بسعفة كان ويعلنوا تاريخاً يضاف الي امجاد كان؟

ادارة كان اعلنت ان حزمة عروض المسابقة الرسمية ستضم 21 شريطاً من 13 دولة. كما انها اختارت في الحزم الاخري 53 فيلماً من 28 دولة، من بينها 50 عملاً تتمتع بعروضها الاولي الدولية. اللجنة المكلفة بالمشاهدة تمتعت بصبر كبيركي تشاهد 1540فيلماً من 97 بلداً. هنا اطلالة سريعة علي افلام المسابقة الرسمية(اضيف لها في آخر لحظة فيلم للمخرج الكوري هونغ سانغ سوو حكايات سينمائية )، سنقدم لاحقاً عروضاً نقدية وافية لها خلال تغطيتنا لايام المهرجان.

في شريطه الاول هاري هنا لمساعدتكم (سيزار 2001) حقق الالماني دومينك مول (درس السينما في نيويورك ومعهد الايديك بباريس) نجاحاً كبيراً في الكروازيت، ليس بسبب فرنسية عمله، بل لمقاربته شخصيتين ذات نزعات شريرة تقتحم عالم اسرة شابة وتحيل حياتها الي جحيم، في جديده اللاّموس (شريط الافتتاح وداخل المسابقة في خطوة غير مسبوقة من الادارة) تمثيل شارلوت غيسبورغ ولوريان لوكاس وشارلوت رامبلينغ يقارب الموضوعة السابقة لكن من زاوية اخري عمادها مصطلح راساً علي عقب فالآن غيتي المهندس الشاب اللامع يستقر مع زوجته بنديكت في مدينة جديدة. ذات ليلة يدعيان رئيسه وعقيلته علي العشاء. اللقاء الرباعي سيحتم مواجهات غير متوقعة تنعكس علي علاقة الزوجين الشابين، اضافة الي العثور علي جثة مجهولة في مصرف مياه المطبخ سيقلب الامسية الي امتحان اسود! هذا الانقلاب العائلي سيحدث في جديد صاحب الذبابة و العشاء العاري و اصطدام الكندي ديفيد كرونينبيرغ تاريخ العنف المأخوذ عن رواية الكاتبين جون فاغنر وفنس لوك، حيث نتابع الحياة الهانئة في بيت الشاب توم ستول(الممثل فيغو مورتنسين نجم حلقات سيد الخواتم الشهيرة) وزوجته(الممثلة ماريا بوللو) وطفلهما، لكن قيامه بافشال عملية سطو كبري ستحوله بطلاً في نظر الاعلام، وعدواً بالخطا يجب تصفيته قصاصاً بالنسبة الي المجرميّن(وليم هيرت واد هاريس). السرالمخفي هو عماد حكاية شريط مواطنه الارمني اتوم اغويان اين تكمن الحقيقة المأخوذ بدوره عن رواية روبرت هولمز، ستكشفه صحافية شابة تدعي كارين اكنور(الممثلة اليسون لوهمان) حول ماض اسود ستفتح ملفاته لتقلب حياة فنانيين كوميديين اشتهرا في حقبتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حينما تكتما علي موضوع الجثة الغامضة التي وجداها ذات ليلة في غرفتهما الفندقية. الشريط يعرض حكاية شيطانية صادمة تتداخل فيها عناصر الغدر والحب والشبق. تخان فيها الثقة ومثلها تدفن الحقيقة.

صاحب زمن الذئب و مدرسة البيانو النمساوي مايكل هانيكه يعود بـ مخفي من بطولة جولييت بينوش ودانييل اُوتوي في حكاية الزوجين اللذين ستنقلب حياتهما حينما يتسلمان رزما بريدية تحتوي اشرطة فيديو تستعرض اسرار حياتهما السابقة، وبعد مرارة الشكوك يصل الزوج المكلوم الي المبتز وهو شخص جزائري يدعي مجيد(الممثل موريس بنعيشو) الذي سبق للبطل جورج ان تورط في الاساءة اليه ايام خدمته في الجزائر.

صاحبا روزيتا (سعفة ذهبية 1999)، الابن (2002) البلجيكيان جان بيير ولوك دردينيه سيقدمان الطفل الذي سيحتم مولده قلب حياة والده المهموم دائماً بفرقته الموسيقية وقلقه المزمن في شان تامين المال لمصاريف عائلته الصغيرة التي تعيش علي المنحة الحكومية!. علي نفس المنوال تنقلب حياة البطل دون جونستون(الممثل الكوميدي الاميركي بيل موراي) في فيلم الورود المهشمة للمخرج جيم جارموش(له اغرب من الجنة و القطار الغامض ) ثلاث مرات، الاولي حين تتركه عشيقته الحسناء(جولي دولبي)، والثانية عندما يصله مظروفاً بريدياً يحمل عنوان عشيقة سابقة تخبره ان له ولداً منها يريد التعرف عليه، والثالثة حينما تجتمع اربع من عشيقاته السابقات(هن الممثلات شارون ستون وجيسيكا لانج وفرانسيس كوفردي وتيلدا سونتن) ليكشفن له ـ كل علي حد ـ جزءاً من السر الغامض!

في الشريط الايطالي حينما تولد لا يمكنك الاختفاء الي الابد للمخرج ماركو توليو جوردانو(ولد عام 1950 في ميلانو) تدخل حياة بطله الشاب ساندروعالماً آخر غير عائلته البرجوازية عندما يُنقذ علي يد مهاجرين سريين بعد سقوطه في البحر اثــناء سفرة عائلية وعقده صداقة وثيقة مع فتي روماني. ايضا العائلة الريفـــية في الشريط الصيني حلم شنغهاي للمخرج وانغ تسياوشواي ســـتدور مصائرها وقيمها واخلاقياتها داخــــل دوامة المدينة الكبيرة بعد قرار الوالد الارتحال لها استجابة لقرار الحزب وسياسته المسماة آنذاك بناء الامة . في السياق نفسه ولكن في اطار اكثر سوداوية يتابع المخرج الاميركي غاس فان سانت الحائز علي السعفة الذهبية عن فيلمه فيل حياة موسيقي شاب في جديده الايام الاخيرة الذي اختار عزلة برية في احدي الغابات، الا ان صديقاً يخترقها فجاة لتحل الماساة.

ذهبت المناحي الاخري لبقية الافلام نحو وجهات متعددة منها:

الانساني كما في شريط الالماني فيم فيندرزعن نص لسام شبيرد لا تاتي قارعاً وهي مشاركته الثامنة في المسابقة الرسمية، وفيه تساؤلات حول الانانية الشخصية وتاثيرها علي قيم العائلة والصداقة والعواطف عبر حكاية ممثل افلام رعاة بقر يدعي هاورد يهيم في مغامرات فجة بعد انتهائه من تصوير الشريط الاخيرفي مهنته. ومثله الياباني باشينغ للمخرج ماساهيرو كواباياشي عن شابة كانت رهينة في الشرق الاوسط تعود الي مسقط راسها بعد الافراج عنها، لكنها تواجه صدود الجميع وعدائهم فتقرر العودة الي بلد ارتهانها!. وعلي المنوال نفسه صّب المخرج المكسيكي الشاب كارلوس رايغايداس الذي حصد اهتماماً نقدياً قبل ثلاثة اعوام مع باكورته جابون (2002) في آخر اعماله معركة في الفردوس اهتمامه علي شخصيات هامشية ثلاث تمثل ارواحاً ضائعة في العاصمة، هم سائق سيارة الاجرة ماركوس وزوجته اللذان يخطفان احد اقاربها من اجل فدية، لكنه يموت فجاة. يتعرفان الي الشابة النزقة واللعوب انا ويبداون رحلة حج الي اشهر كنسية بحثاً عن خلاص. المخرج الاسرائيلي عاموس غيتاس صاغ شريطه الجديد بتوجه سياسي انتقادي للموار الاجتماعي والسياسي في اسرائيل من وجهة نظر ثلاث نساء: هنا(الممثلة هنا لاسلو) وناتالي(الاميركية ناتالي بورتمان) وهيام(الفلسطينية هيام عباس) اللواتي يجتمعن في رحلة اكتشاف للذات والمحيط حيث تختلط السياسة بالكرامة وحب البقاء.

او المنحي التجريبي كما في المقطع الثاني من ثلاثية ارض الفرص للمخرج الدنماركي لارس فون تيير مندرلاي وهو استمرار في الصياغة المبتكرة التي كرسها في سابقه دوغفيل ولكن من دون نيكول كيدمان حيث صور فيلمه في استوديو خال من الديكور وفي اشتغال مسرحي بحت يعتمد الرموز والاشارات. هذه المرة تذهب بطلته الشابة مع والدها الي الجنوب الاميركي لتكون شاهدة علي عسف العبودية في المزارع الشاسعة، وعلي شاكلته تاتي المشاركة السادسة للمخرج الكوري المخضرم هو هيساو-هيسين افضل اوقاتنا الذي يعرض ثلاث حيوات نسائية مع نفس الممثلات، كل منهن ضمن حقبة معينة: واحدة من حريم الجيشا، واخري لاعبة بليارد، والثالثة عارضة ازياء تعاني من مرض فقدان الشهية.

اوالمنحي التوثيقي كما في عمل الصيني جوني و انتخابات الذي يسرد حقبة دموية في تاريخ اقدم جمعية للتجارة في هونغ كونغ وتنازع قطبين علي الرئاسة ستقود الي عنف ودماء ومعارك طاحنة. او المنحي العاطفي كما في الشريط الفرنسي ارسم او مارس الحب للمخرجين آرنو وجين ماري لاري الذي يضع بطليه وليم (اتوي مرة اخري) ومادلين (سابين عزمي) امام القرار الصعب حول شراكتهما العائلية وتطامن حياتهما العاطفية حينما يخترقها شاب وسيم ... لكنه ضرير! ومثله الباكورة الاخراجية للممثل الامريكي تومي لي جونز الدفنات الثلاث لمليكوادس استرادا الذي يسرد لوعة البطل بيت باركر(جونز) في تحقيق تعهده بدفن صديقه المفضل في مسقط راسه في المكسيك. اخيراً منحي المغامرات الهوليوودية عبر الشريط المشترك للمخرج الشاب روبرت رودريغز والكاتب فرانك ميلر سن سيتي المأخوذ عن مجلات الرسوم الشهيرة.

ناقد سينمائي من العراق يقيم في لندن

القدس العربي في

09.05.2005

 
 

افتتاح عيد السينما الكبير في "كان".. غداً

العراق في المسابقة .. و21 فيلماً من 14 دولة تتنافس علي الجوائز

التعريف بسينما العالم .. لأول مرة

رسالة مهرجان كان سمير فريد 

يفتتح غداً مهرجان كان السينمائي الدولي ال.58 المهرجان بالنسبة لي ليس مجرد مهرجان سينمائي وانما جزء من حياتي. وأدين له بالكثير من معرفتي بالسينما أكثر من أي ناقد أمريكي أو اوروبي. فالافلام التي اتيح لي مشاهدتها في كان منذ عام 1967 لم يعرض اغلبها في مصر حتي الان. والمعلومات والصور التي حصلت عليها من كان تشكل نصف ارشيفي الخاص علي الاقل.

لم يكن من الغريب ان اصدر ثلاثة كتب عن سير مهرجانات فرنسا والعالم. ولذلك ايضا كان غضبي الشديد من دورة العام الماضي حيث كانت وكأنها جزء من انتخابات الرئاسة الامريكية. وتأكد ذلك بأمرين: فوز فيلم "فهرنهايت 911" محدود القيمة بالسعفة الذهبية. وعدم فوز تحفتين بأي جائزة وهما: فيلم اميركو ستوريتشا "الحياة معجزة" وفيلم والتر سالس "جيفارا الشاب" ولكن هاهو المهرجان يستعيد مكانته هذا العام من مجرد قراءة برنامج مسابقة الافلام الطويلة.

ندوة عشية الافتتاح

ينظم المهرجان عشية الافتتاح ندوة عن مستقبله ومستقبل المهرجان عموما في عصر الثورة التكنولوجية. والاجابة في برنامج هذا العام: أن يعرض المهرجان اكبر عدد ممكن من الافلام المنتظرة لكبار مخرجي العالم. وثانيا ان يكتشف مخرجين جدداً يصنعون مستقبل السينما فالمهرجانات ليست جهات للإنتاج وإنما لعرض الإنتاج. والتعريف الذي لا يختلف عليه أحد لأي مهرجان أنه "نظام ما لعرض أعمال فنية مختارة" وعندما يعرض المهرجان الأفلام الجديدة المنتظرة لعدد من كبار المخرجين يكون قد قام بدوره بمجرد الإعلان عن البرنامج. فهو ليس مسئولاً عن قيمة هذه الأفلام. وإنما يتحمل هذه المسئولية مخرجوها. وأذكر أن أحدهم قال لروبرت فافر لوبريه مؤسس المهرجان عام 1976 هل أصبح مهرجان كان دعاية للشيوعية. فرد عليه الراحل الكبير هذه أحسن أفلام العالم هذه السنة وإذا كانت كما تري أفلاماً شيوعية فهذه ليست مسئوليتنا لأننا لم نصنعها وإنما نعرضها كأحسن الأفلام.

جوائز المهرجان

يتنافس علي جوائز المهرجان هذا العام 21 فيلماً من 14 دولة من أوروبا وأمريكا الشمالية والوسطي وآسيا 4 من الولايات المتحدة الأمريكية و3 من فرنسا و2 من كل من كندا والصين وفيلم واحد من كل من ألمانيا والدانمارك وإيطاليا وبلجيكا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وإسرائيل والمكسيك والعراق. ومن بين المخرجين ال 24 "هناك ثلاثة أفلام اشترك في إخراج كل منها مخرجون" عشرة سبق أن شاركوا في المسابقة وفازوا بجوائز ومنهم خمسة فازوا بالسعفة الذهبية أكبر جوائز السينما الدولية في العالم وهم: فين فيندرز ولارس فون ترير وجان بيير ولوك دارديني وجوس فان سانت. والخمسة الآخرون هم: جين جارموش وميشيل هانكي ودافيد كروننبرج وآتوم إيجويان وهو هيساو هيسين.. كما سبق واشترك آموس جيتاي في المسابقة ولكنه لم يفز.

يعرض في الافتتاح أحد الأفلام الفرنسية الثلاثة المتسابقة بعنوان "ليمينج" اخراج دو مينيك مول. وفي المسابقة لأول مرة في تاريخ المهرجان فيلم لمخرج كردي من العراق "نقطة الصفر" اخراج هينر سالم. وفي برنامج نظرة خاصة خارج المسابقة فيلم من المغرب "مغرب".. إخراج ليلي مراكش ويتنافس علي جائزة الكاميرا الذهبية.

لأول مرة ينظم المهرجان هذا العام برنامجاً لمدة 7 أيام بعنوان "سينمات العالم" حيث يقدم تعريفا ب 7 سينمات قي قاعة خاصة بواقع يوم لكل سينما ويبدأ بيوم السينما في المغرب. وتتواجد السينما المصرية في سوق الفيلم الدولي من خلال الجناح الدائم لصندوق التنمية الثقافية وفي لجنة تحكيم الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة يشترك المخرج المصري يسري نصرالله

الجمهورية المصرية في

10.05.2005

 
 

كان:حرب نجوم وسينما راقية

إيلاف/ باريس: يشهد مهرجان كان في دورته الثامنة والخمسين الذي يفتتح الاربعاء ويستمر حتى 22 من ايار/مايو عودة اسماء لامعة في السينما الراقية بعد القنبلة التي شكلها "فهرنهايت 9/11" العام الماضي لكن الجمهور العريض ليس منسيا ويمكنه ان يشاهد الفيلم الاخير من سلسلة "حرب النجوم" في عرضه الاول.

ومن بين الافلام الاحدى والعشرين التي تتنافس على السعفة الذهبية، "لاست دايز" (ايام اخيرة) لغاس فان سانت حول الايام الاخيرة لنجم موسيقى روك مستوحاة من حياة كورت كوبين و"ايه هيستوري اوف فايلانس" (تاريخ من العنف) لديفيد كرونينبرغ و "دونت كام نوكين" (لا تقرع بابي) لفيم فينديرز و "مانديرلاي" للارس فون تريير و"بروكن فلاورز" (ورود مكسورة). وتشارك ثلاثة افلام فرنسية في المسابقة الرسمية هي "ليمينغ" لدومينيك مول و"بيندر او فير لامور" (الرسم او ممارسة الحب) لارنو وجان ماري لاريو و"كاشيه (مخفي) لمايكل هانيكي. ويفتتح المهرجان بفيلم "ليمينغ.

ويشارك النجم الاميركي تومي لي جونز في المسابقة في اول فيلم له "ذو ثري بارييلز اوف مليكياديس استرادا" (جنازات ملكياديس استرادا الثلاث). وتمثل القارة الاسيوية افلام الياباني ماساهيرو كوباياشي (باشينغ) والصيني (شانغهاي دريمز - احلام شانغهاي) والكوري هونغ سانغسو (راوية سينما) والتايواني هو هسياو هسين (ثلاث مرات).

وخارج اطار المسابقة يقدم المهرجان هدية جميلة هو العرض الاول للفيلم الاخير في سلسلة حرب النجوم. و"انتقام السيث" هو الفيلم السادس والاخير من الملحمة التي وضعها جورج لوكا سيعرض خارج اطار المسابقة في 15 ايار/مايو قبل ان يعرض في دور السينما العالمية في 19 من الشهر ذاته.

في اطار اخر يضفي وودي آلن لمسته الخاصة مع فيلمه الاخير"ماتش بوينت" خارج اطار المسابقة ايضا. وخارج عتمة صالات العرض سيعبر النجوم كما في كل سنة بالعشرات السجادة الحمراء امام فرحة المعجبين وصيادي الصور. ومن النجوم الرجال يشارك خصوصا الممثلون فال كيلمر وايوان ماكغريغور وسامويل جاكسون وداني غلوفر وفيغو مورتسن وبيل مرواي وبروس ويليس وبينيسيو ديل تور. ولدى النساء جان مورو وناتالي بورتمان وشارون ستون وسكارليت جوهانسون وجيسيكا لانغ وغيرها. ويحل امير كوستوريتسا مكان كوينتن تارانتينو في رئاسة لجنة التحكيم التي ستمنح السعفة الذهبية. ويعاون المخرج الصربي وهو احد المخرجين القلائل الذين فازوا بالسعفة الذهبية مرتين، الممثلون خافيير بارديم (اسبانيا) ونانديتا داس (الهند) وسلمى حايك (المسكيك) والمخرجون آنييس فاردا (فرنسا) وجون وو (الصين) وبونوا جاكو (فرنسا) وفاتح اكين (المانيا) والكاتبة توني موريسون (الولايات المتحدة).

لكن مهرجان كان لا يقتصر على المسابقة الرسمية فهو يشمل ايضا "نظرة ما" ومسابقات موازية اخرى (اسبوع المخرجين واسبوع النقاد الدولي) ما يسمح بعكس صورة عالمية للسينما.

ويعقد على هامش المهرجان سوق الفيلم الذي يلتقي فيه خبراء هذا المجال.

وفي كواليس هذا المهرجان سيؤمن نحو الف شرطي بمساعدة اكثر من مئة كاميرا مراقبة امن نحو 60 الف محترف و200 الف زائر.

اما الفنادق الفخمة المطلة على الكورنيش الشهير فهي تزخر بالحركة. واشهر هذه الفنادق مثل "ماجيستيك" و"مارتينيز" و"كارلتون" تضاعف عدد العاملين فيها خلال المهرجان. لكن هذا الامر مبرر اذ ان فندق "ماجيستيك" مثلا يقدم الطعام لنحو 25 الف شخص خلال 12 يوما يحقق خلالها 10% من رقم اعماله السنوي.

الافلام المشاركة في المسابقة الرسمية

في ما يأتي لائحة بالافلام ال21 في المسابقة الرسمية للفوز في السعفة الذهبية للدورة الثامنة والخمسين لمهرجان كان للسينما الذي يفتتح الاربعاء ويستمر حتى 22 من ايار/مايو الحالي:

- "ليمينغ" لدومينيك مول (فرنسا) يفتتح به المهرجان

- "اي هيستوري اوف فايلانس" (تاريخ من العنف) لديفيد كرونينبرغ (كندا/الولايات-المتحدة)

- "لانفان" (الطفل) لجان بيار ولوك داردين (بلجيكا/فرنسا)

- "وير ذو تروث لايز" (عندما تكذب الحقيقة) لاتوم اغويان (كندا)

- "فري زون" لاموس غيتاي (اسرائيل)

- "ثري تايمز" (ثلاث مرات) لهو هسياوي-هسين (تايوان)

- "بروكن فلاورز" (ورود مكسورة) لجيم جرموش (الولايات المتحدة)

- "ذو ثري بارييلز اوف ملكياديس استرادا" (جنازات ملكياديس استرادا الثلاث) لتومي لي جونز (الولايات المتحدة)

- "باشينغ" لماساهيرو كوباياشي (اليابان)

- "سين سيتي" (مدينة الميسر) لفرانك ميللر وروبرت رودريغيس (الولايات المتحدة).

- "معركة في الاجواء" لكارلوس رييغاداس (المسكيك).

- "كيلومتر زيرو" لهينر سليم (العراق/فرنسا).

- "ايليكشن" (انتخاب) لجوني تو (هونغ كونغ).

- "ما ان تولد لا يمكننك ان تختبئ" لماركو توليو جوردانا (ايطاليا)

- "لاست دايز" (ايام اخيرة) لغاس فان سات.

- "ماندرلاي" للارس فون تريير (دنمارك/السويد)

- شنغهاي دريمز" (احلام شناغهاي) لوانغ كسياوشواي (الصين)

- "دونت كام نوكين" (لا تقرع بابي) لفيم فيندرز.

- "كاشيه" لمايكل هانيكي (فرنسا).

- "الرسم او ممارسة الحب" لارنو وجان ماري لاريو (فرنسا).

- "رواية سينما" لهونغ سانغسو (كوريا)

موقع "إيلاف" في

10.05.2005

 
 

مشاركة مغربية في كان

أحمد نجيم  

إيلاف/ الدار البيضاء: يفتتح اليوم الأربعاء مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثامنة والخمسين، ويستمر إلى 22 من مايو. وتحتفل هذه الدورة بالسينما المغربية، إذ تشارك المخرجة ليلى المراكشي بفيلمها "ماروك" "المغرب" في مسابقة "نظرة ما"، وهي المسابقة الثانية من حيث الأهمية بعد المسابقة الرسمية. ويعد "ماروك" أول فيلم طويل للمخرجة المقيمة في فرنسا، وكانت أفلامها القصيرة نالت مجموعة من الجوائز العالمية والوطنية، خاصة فيلمها "مائتي درهم".

لا تقتصر مشاركة المغرب على مسابقة "نظرة ما"، بل يشارك، كذلك، في القسم المحدث هذا العام وهو "سينما العالم". هذه الفقرة الجديدة ليست برنامجا موازيا، إذ برمجت الأفلام على بعد خطوات من قصر المهرجان والمعروف لدى عشاق السينما ب "بانكير".

ويعد المغرب، البلد العربي والمتوسطي الوحيد الذي سيشارك في هذه الواجهة المهنية العامة، وتشاركه في "سينما العالم" دول جنوب إفريقيا والمكسيك والنمسا والبيرو وسيرلانكا والفلبين.

وكان محمد باكريم، مساعد مدير المركز السينمائي المغربي صرح ل ""إيلاف" أن الأفلام الطويلة المشاركة هي "باد يس" لمحمد عبد الرحمن التازي و"الراكد" لياسمين قصاري و"الذاكرة المعتقلة"، بالإضافة إلى سبعة أفلام قصيرة وهي "عايدة" لعزيز السالمي و"بالطون أطلاانتيكو" لهشام فلاح ومحمد الطريبق و  "200 درهم" لليلى المراكشي و"دم من مداد" لليلى التريكي  و"عثرات" للحسن زينون و"عين من زجاج" علي مجبود و"لا هنا لا لهيه" لرشيد بوتونس. وأوضح أن اختيار هذه الأفلام كان ب"تنسيق تام بين المركز السينمائي المغربي ومنظمي هذه التظاهرة السينمائية" وأكد أن المهرجان "طرح معايير ومقاييس تحدد مشاركة الأفلام من الدول المشاركة في هذه الفقرة".

ينظم اليوم المغربي يوم 14 مايو المقبل، ويتكون الوفد المشارك من أربعين شخصا" وأوضح باكريم أن "المخرجين والممثلين المشاركين في الأفلام سيكونون في مقدمة الوفد، بالإضافة إلى بعض النجوم ورؤساء الغرف المهنية السينمائية". وينظم المكتب الوطني للسياحة ليلة 13 مايو أمسية المغرب تكريما للمشاركة المغربية في هذه الدورة.

موقع "إيلاف" في

11.05.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)