كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

شاهين ما بين حب أمريكا والغضب منها (1-2)

لماذا يفعلون ذلك بنا؟

أجري الحديث ـ علا الشافعي/ أحمد السماحي

إسكندرية نيويورك

   
 
 
 
 

هل هي المصادفة وحدها التي تفسر عرض فيلم مايكل مور في نفس التوقيت الذي يعرض فيه فيلم شاهين لا نظن أن المصادفة وحدها هي التي تفسر هذا التوافق‏,‏ لأن كلا من مور وشاهين‏,‏ لهما نفس التاريخ الطويل في النظر إلي السينما كفن إنساني يستهدف تغيير الواقع ولا يكتفي بتفسيره‏,‏ قبل نحو عام انطلق كل منهما ليري أمريكا التي تلتبس صورتها الآن في مخيلة الجميع‏,‏ لكن مور وشاهين بدآ معا من الحرص علي صورة الولايات المتحدة الأمريكية شاهين كمحب لبلد علمته الكثير‏,‏ ومور كمواطن يخاف علي بلده التي هي من المفترض أنها معادلة للحرية والعدل والديمقراطية‏,‏ هذه القيم التي رغبت الميديا الأمريكية في تصديرها‏,‏ لكن مور وشاهين يمضيان للأبعد من ذلك كله لأن ما حدث بعد‏11‏ سبتمبر وحرب العراق الأخيرة يهددان كل هذه القيم ويدفعان الفنان إلي قول كلمته‏,‏ ويعلن كل منهما غضبه النابع من حبه بطريقته‏.‏ الأهرام العربي تقرأ ما قام به كل منهما لمواجهة الديناصور الأمريكي‏.‏

مع المخرج يوسف شاهين لا سقف ولا حدود للحوار‏..‏ وثق تماما من أنه من اللحظة التي ستدخل عليه وينظر إلي عينيك وهو يصافحك‏..‏ هي اللحظة التي ستحدد شكل الحوار‏,‏ ومهما كان ذهنك شديد الترتيب‏..‏ إلا أن عفوية جو وتلقائيته وخفة دمه الإسكندرانية‏,‏ ستعطي للحوار شكلا آخر وطعما خاصا‏,‏ ليس ذلك فقط‏,‏ فلقائك مع شاهين كفيل بمنحك القدرة علي التصالح إن لم يكن مع العالم‏..‏ فعلي الأقل مع نفسك فهو من هؤلاء الأشخاص الذين يملكون تلك الطاقة النفسية الهائلة‏..‏ والكاريزما التي تأسرك بسحرها‏..‏ لذلك كان من الطبيعي أن يتحول حوارنا منه إلي فضفضة شاهينية خالصة‏.‏ حيث تحدث لـ الأهرام العربي عن أمريكا التي يحبها وأمريكا الأخري التي يرفضها‏..‏ وعن لحظات ضعفه وعلاقاته بممثليه وحال السينما وأشياء كثيرة كشف عنها‏..‏ بمجرد أن جلسنا‏..‏ فوجئنا بعلبة السجائر أمامه ولفت نظرنا إنه يدخن بشراهة كعادته‏..‏

·         سألته‏..‏ ليه رجعت تدخن يا أستاذ؟

رد بطفولية شديدة‏..‏ أنت مالك‏..‏ هو أنت أمي؟‏!‏ وضحك بصوت عالي‏,‏ حاولت وما قدرتش التدخين عندي‏..‏ أصبح زي الهوا؟‏!‏

إسكندرية ـ نيويورك

·         بعد إسكندرية كمان وكمان‏..‏ انشغلت بتقديم نوعيات أخري من الأفلام‏..‏ فما الذي استفز جو ليعود لمسألة سيرته الذاتية؟

بداية لم أكن أفكر مطلقا في موضوع السيرة الذاتية‏..‏ فالمسألة ليست انشغالي بنفسي بقدر رؤيتي للعالم من خلالها‏,‏ وعادة الفيلم كفكرة ينبع من استمراري في طرح التساؤلات عن كل ما يحدث من حولنا‏..‏ ومع تدهور الأوضاع السياسية علي مستوي العالم‏,‏ وسيطرة الامبراطورية الأمريكية ـ يروق لي تسميتها كذلك ـ وتأثير كل ذلك علينا كأمة عربية‏..‏ شعرت للحظة بأنني غير قادر علي استيعاب ما يحدث‏..‏ وإنني أقف مكتوف الأيدي حياله‏..‏ وبدأت في شحن نفسي‏,‏ من خلال طرح عدة تساولات عليها‏,‏ أولها ليه الأمريكان بقوا بالتوحش ده؟‏!‏ وليه إحنا أصبحنا مثل العبيد؟‏!‏ ومن خلال كل ذلك سألت نفسي فين أمريكا التي أحبها من وسط كل هذه المجازر والهموم‏..‏ وجاءت آخر زيارة قمت بها إلي العراق قبل سقوط دام لتصيبني بحالة من الهلع واليأس‏.‏

·         نفهم من كلامك‏..‏ أن زيارتك إلي العراق في عام‏98‏ كانت محركا أساسيا لفيلم إسكندرية ـ نيويورك؟

بكل تأكيد‏..‏ لأن العراق وما حدث ومازال يحدث فيها هو الدليل الأكبر والأوضح علي العجرفة الأمريكية‏..‏ وأذكر وقتها إنني رفضت مقابلة الرئيس السابق صدام حسين وابنه الراحل عدي‏,‏ وكان هناك بعض من أعضاء الوفد يحاولون إقناعنا بضرورة ذلك‏,‏ إلا أنني صرخت في وجهه من يريد رؤية صدام فليذهب‏..‏ ولكن أنا هنا من أجل الناس‏..‏ وأذكر وقتها إنني نزلت إلي الأسواق لأتعرف علي حال الناس وكذلك المستشفيات‏..‏ وكان همي هو تقديم الدعم النفسي لهؤلاء الناس‏,‏ لذلك فضلت أن أذهب إلي قسم الإخراج لألقي محاضرة لأربعة طلاب بدلا من لقاء الرئيس وابنه؟

وبعد عودتي من الرحلة شعرت بأن هناك شيئا يتحرك بداخلي علي أن أنفذه كسينمائي إلا أنني لم أكن أستطيع الإمساك به‏..‏ لذلك تركته يختمر بداخلي‏.‏

يحيى ولقاء مع جنجر بعد 50 سنة

·         من خلال رؤيتك ومتابعتك للكثير من الأحداث‏..‏ ألم تستفزك شخصية صدام حسين دراميا؟

لا أحب الشخصيات الشريرة الفلتة قد يكون شخصية درامية لمخرج آخر‏,‏ ولكن ليس لي أنا كشاهين‏..‏ أنا بحب الشخصيات التي اتفاعل معاها وأشعر أنها طيبة‏..‏ أنا لا أنسي مشهده وهو يضرب ببندقيته في الهواء‏..‏ مشهد مستفز‏.‏

·         نعود إلي سيناريو الفيلم الذي أخذ منك سنوات طويلة؟

اعتبرت أن رحلتي إلي العراق هي العامل الموثر والمحرك‏,‏ بالإضافة إلي تطورات الأحداث بعد ذلك في فلسطين الصامدة‏..‏ وناهيك عن الدعوة الأمريكية المستفزة للإصلاح في الشرق الأوسط‏,‏ كل ذلك شكل ملامح لفيلمي‏,‏ وبدأت أطرح من خلالها رؤيتي المستقبلية‏.‏

·         هل تري أن أمريكا غير قادرة علي فرض دعوتها للإصلاح‏..‏ علي الرغم من تجربة العراق؟

المسألة ليست بالعافية ولن تحدث بالكرباج‏,‏ الديمقراطية في الأساس احتياج داخلي‏,‏ وسلوك وتربية‏,‏ وهناك خطوات كبيرة يجب أن تحدث لتتحقق ديمقراطية حقيقية من أهمها أن يكون لدينا حياة حزبية حقيقية وانتخابات حرة‏,‏ وصحافة حرة بجد‏..‏ مش شكلها حر‏!..‏ دا إحنا كلنا بنختار مين هيجي ورانا في أي مكان‏..!!‏ لذلك لن يتم الإصلاح إلا بنا ومن خلالنا وبعيدا عن أي سطوة أمريكية حتي لو حدث عكس ذلك إلا أن هذه هي وجهة نظري‏.‏

يواصل شاهين حديثه‏..‏ وعملت علي السيناريو‏18‏ شهرا‏..‏ عدلت الكثير من أحداثه نظرا لأن التطورات السياسية كانت سريعة ومتلاحقة‏..‏

·     المفارقة أن بداخلك غضبا كبيرا تجاه أمريكا إلا أنك غيرت اسم فيلمك من الغضب إلي إسكندرية نيويورك‏..‏ وحمل الفيلم نقد وعتاب محب ليس ذلك بل غيرت من النهاية؟

بالتأكيد ومازال الغضب أكبر بداخلي‏..‏ ويوم بعد يوم أزداد استفزازا مما يحدث من دعم أمريكا المطلق إلي إسرائيل‏..‏ والحميمية الشديدة بين بوش وشارون‏,‏ والتي تزيدني ضجرا‏,‏ إلا أنني سألت نفسي سؤالا واحدا‏,‏ إحنا طول النهار والليل بنشتم في أمريكا‏..‏ والشتيمة لا تنهي أي نزاع‏..‏ فلماذا سأتحول أنا طوال الوقت إلي رد فعل‏.‏

لذلك قررت أنني بدلا من الشتيمة‏..‏ سأقدم فيلمي من خلال الحب‏,‏ أنا فعلا بحب أمريكا‏..‏ فهي البلد الذي تعلمت فيه حاجات كثيرة‏,‏ وهي بلد التكنولوجيا بلا منازع ـ علي الرغم من أنهم يأخذون عقول الآخرين ـ حتي الجنس تعلمته هناك‏..‏ وأول حب حقيقي في حياتي كان في أمريكا وأنا عمري‏17‏ عاما‏.‏

ولكن للأسف التغيير الذي حصل في الخمسين سنة التي مرت تغيير فظيع أنا عن نفسي فوجئت به‏,‏ وعلي الرغم من حبي كان علي أن أتوقف لأسأل لماذا يفعلون ذلك بنا‏,‏ وينحازون إلي إسرائيل إلي هذه الدرجة ليس ذلك فقط بوش أصبح المتحدي الرسمي للإسلام‏.‏

·         علي الرغم من ذلك تكلمت عن الحب؟

طبعا‏..‏ لأنني أعتقد أن الحب أقوي تأثيرا‏..‏ علي الرغم من التناقض الذي حدث بعد أحداث‏11‏ سبتمبر‏,‏ تعذبت كثيرا‏,‏ خاصة وأن العرب هم الذين قاموا بذلك‏,‏ ولأنه كان عندي أصدقاء كثيرين في نيويورك‏,‏ وكنت قلقا عليهم‏,‏ وبعد تلوث صورة العربي‏,‏ حيث أصبح عند الأمريكان العربي مرادف الإرهابي‏..‏ تأكدت أن الحب هو أفضل وسيلة للحديث لذلك قررت أن أكون عاقلا‏..‏ وقلت لهم أنتم أصبحتم بشعين‏,‏ من خلال حبي‏..‏ وهذا حقي عليهم‏,‏ فأنا لا أعرف الكره‏..‏ صدقوني عندي حاجة بايظة في نافوخي‏..‏ أقصد مافيش حتة الكره‏..‏ لأن أنا محتاج دماغي وأحتاج التركيز‏.‏

يضحك‏..‏ وبعدين أنا في كل فيلم بحب ثلاثة أو أربعة علي الأقل‏,‏ اسألي عني في البلاتوه بعشقهم من أصغر عامل ونجار حتي أكبر تقني وفنان لذلك يظهر الحب علي الشاشة‏.‏

·         بسبب التناقض في مشاعرك تجاه أمريكا ما بين الحب والغضب استبعدت كل الأحداث الخاصة بـ‏11‏ سبتمبر وانهيار برجي التجارة؟

ليس ذلك فقط ولكن الأهم هو أنني قدمت فيلما قصيرا عن انهيار برجي التجارة وما ترتب علي أحداث‏11‏ سبتمبر‏,‏ وذبحني الصهاينة بعد هذا الفيلم‏,‏ لأنني قلت إن سبب القنبلة البشرية هو الإهانات المستمرة للعرب إلا أنني شعرت أن هذا يكفي أقصد الحديث عن‏11‏ سبتمبر لن أجعلها قصة مادمت سبق وتناولتها في فيلم قصير‏,‏ فما الداعي لأن أضمنها لفيلمي الروائي الطويل؟

‏..‏ يضحك بصوت عال‏..‏ وعلي الرغم من الحب الذي تتحدثون عنه إلا أنني فوجئت بالوشنطن بوست يخرج علينا أحد نقادها ليقول بأن الفيلم ضد أمريكا‏.‏

·     قاطعناه‏..‏ لكنك وضعت شعار‏GodblesAmerica‏ يبارك الرب أمريكا داخل الفيلم‏..‏ والتي كان من المفترض أن تسبب لك حرجا في بعض الدول العربية؟

عندكوا حق وطبعا كنت خايف من أن يخرج علي البعض ويقول إنني عميل لأمريكا‏.‏

·         ضحكنا‏..‏ هل كنت تتوقع أن تصل المسألة إلي درجة العمالة؟

طبعا‏..‏ هناك أناس لا يفكرون والمسائل عندهم بهذه الحدة بعيدا عن أي سياق درامي أو ما شابه هذه المسميات فهي لا تعني لهم شيئا‏..‏ لكن كل الذي أعرفه هو أنني أحب أمريكا إلي الآن‏..‏ علي الرغم من كل الضربات الموجعة والمؤلمة من جانبها وحدث أن ذهبت إليهم أكثر من مرة لأعرض أفلامي ولم أنجح‏..‏ وكنت أصرف أموالي وأرجع‏.‏

·         إلي هذه الدرجة كنت وماتزال مهموم بأن تشاهد أمريكا فنك‏..‏ وأن يحبوك ويعترفوا بك؟

طبعا‏..‏ بس حطي في بالك أنا لازم أتحب‏..‏ يضحك‏,‏ عارفة ليه‏,‏ لأن أول شيء منحوني إياه كان الحب فمشاهد أستاذتي التي كانت تراني عبقري ونابغة حقيقية‏,‏ وكثيرا ما وقفت بجانبي‏..‏ وبكت كثيرا عندما كنت مهددا بعدم استكمال دراستي نظرا لظروف أهلي المادية‏..‏ وعرفت بعد ذلك بخناقتها الكبيرة مع مجلس إدارة المعهد لصالحي‏.‏

·         في العمل السينمائي يتداخل الواقع بالخيال فما مساحة الواقع فيما قدمته؟

أحداث كثيرة في السيناريو هي حقيقية ووقعت لي فعلاقتي بجنجر حقيقة‏%100‏ وكنت أذهب لرؤيتها كل عدة سنوات‏,‏ وكذلك مشهد صاحبة المنزل التي اغتصبتني وراء الدش حقيقية يضحك جو معلقا‏..‏ مش قلت لكم أنني لازم أتحب‏..‏ والمشاهد الحميمة التي جمعتني بجنجر حقيقية‏,‏ فهي الحب الأول والقبلة الأولي‏..‏ كانت فظيعة إيرلندية حارة‏..‏ يواصل ضحكته المجلجلة قائلا‏..‏ بنقول عليها إيه في مصر شديدة مش كده‏..‏ وبالإضافة إلي إنني كنت متفوق في دراستي فأنا لم أبالغ في هذه التفاصيل‏..‏ أما شخصية الابن فهي الحلم الذي كنت أتمناه أن يكون عندي ابن معجزة مثل أحمد يحيي‏..‏ ولكن الحمد لله أنا استمريت في التدريس لمدة‏30‏ عاما في المعهد العالي للسينما لذلك عندي أكثر من‏600‏ ابن‏.‏

·         تعاملت في الفيلم مع السياسة بمنطق الصراع العائلي؟

الابن من ناحية يمثل التعجرف الأمريكي والأب أنت من الناحية الأخري تحاول الوصول إليه وهو يرفضك؟

وذلك لأن الصراع العائلي فيه رابطة الدم بتكون أقوي‏..‏ لذلك تذكري المشهد قبل الأخير والأب يشاهد ابنه وهو يرقص للمرة الأخيرة‏..‏ والابن لأول مرة يشعر بعدم القدرة علي الرفض قصدت أن الحوار بين العرب والأمريكان لن يكتمل فالمسألة أصبحت شديدة الصعوبة‏.‏

·     علي الرغم من ذلك ومن الانكسار في شخصية الأب والابن إلا أن المشاهد يخرج بانطباع بأن الاثنين قد بدآ يصطلحان وهذا عكس ما تطرح؟

طبعا حدث انكسار في كلا الشخصيتين‏..‏ فهذا طبيعي في ظل هذا المناخ العنيف‏..‏ فالشاب عندما شاهد أفلام أبيه بكي‏,‏ والأب حين شاهد الابن وهو يرقص بكي ولكن النهاية هو أن هذا البلد سيفرق بين الأب والابن‏,‏ وقد يكون هناك إرادة للصلح‏..‏ وهذا يتسق مع فكرة الحب التي طرحتها كدافع لفيلمي‏..‏ وممكن يكون فيه أمل إلا أنه لن يكون من ناحيتنا نحن العرب‏,‏ فنحن لن نرضيهم ثانية ـ وهذا تقديري ـ فالأب كما شاهدتم في الفيلم قرر ألا يزور أمريكا مرة ثانية‏,‏ فالأمريكان تغيروا حتي شكلهم تغير فزمان كانت الفتاة الأمريكية جميلة وطويلة الآن تمشي في الشارع تجد نسبة بدانة مرعبة وحتي علي مستوي الأفلام‏,‏ زمان كان فيه رقص ورومانسية وأبطال وبطلات شكلهم زي القمر‏,‏ ورقص فريد استير وغيره الآن‏,‏ هناك سلفستر ستالوني وأرنولد شوازنجر‏.‏

·     البعض وجد في إسكندرية ـ نيويورك ـ نرجسية شديدة علي مستوي التفوق العلمي وفي الناحية الجنسية حيث وصفوا مشاهد الحب بأنك تريد أن تقول إنك كنت فحلا؟

سألنا‏..‏ هم مين‏.‏

·         قلنا بعض النقاد؟‏!‏

هم أحرار‏..‏ أنا قدمت فيلمي كما أحب أن أقدمه‏..‏ وكل واحد من حقه أن يراه ويقرأه كما يريد‏,‏ لم أعد أشغل بالي بذلك‏,‏ ولكن عن أي نرجسية يتحدثون أنا فعلا كنت متفوق جدا في دراستي‏,‏ وكنت أجد الاحتفاء من أساتذتي‏,‏ أما موضوع الفحولة الجنسية فهذا شيء عجيب جدا‏..‏ فحولة أيه؟‏!‏ يتساءل شاهين موضحا بنت وولد بيحبوا بعض‏..‏ وفي بلد حر وبيكتشفوا أنفسهم مع بعض‏..‏ أعتقد أن ده طبيعي مش كده‏!!‏

·         سبق للفنان نور الشريف أن قدم دورك يحيي في حدوتة مصرية وفي فيلمك الجديد محمود حميدة جسد دورك من أحببته أكثر؟

السؤال صعب جدا‏..‏ ونور الشريف كان مرشح للفيلم ولكن استبعدته لأن جسمه لم يكن مناسبا للفيلم‏,‏ حيث كانت هناك راقصات أيضا للكبار لذلك قام حميدة بالدور‏,‏ وكل واحد منهم يملك طريقة أدائه الخاصة‏..‏ ونور قدم الدور في حدوتة مصرية بشكل هائل‏..‏ وكذلك حميدة‏,‏ والذي يملك شخصية واضحة وعن نفسي لا أحب أن أكسر شخصية الممثل‏,‏ عندي أحدثه فقط بالمشاعر والأحاسيس التي أريدها ثم أتركه ينطلق‏..‏ وأؤكد أن الاثنين كانوا أكثر من رائعين‏.‏

·         حذفت أكثر من‏40‏ دقيقة من الفيلم‏..‏ وكذلك المطرب علي الحجار الذي صرح بغضبه؟

بداية أنا بحب الحجار جدا وصوته لن يتكرر‏..‏ وبمنتهي الصدق عندما سجل الأغاني كلها بصوته كنت أنا في المستشفي ولم أعرف أنه سجلها كلها‏,‏ ولكنني علي الجانب الآخر حبيت إحساس فاروق الشرنوبي هو صوته مش حلو قوي‏..‏ بس حساس جدا‏..‏ لذلك أخذت أغنيتين بصوته‏,‏ ولكن قفلت بصوت الحجار نيويورك بتقتل أي حنين لأنه كما قلت صوته كالطلقة‏..‏ وحقيقي أنا زعلان جدا لزعله مني‏..‏ وأؤكد له لم أكن أقصد‏.‏

أما بالنسبة لباقي الفنانيين‏..‏ فأنا في مونتاج الفيلم أتعامل بمنطق الجزار‏..‏ يعني الأهم عندي هو إيقاع الفيلم‏..‏ حتي فيما يتعلق بشغلي أنا كمخرج‏.‏

·         لكن الرقصات كانت طويلة وبالتحديد كارمن؟

اتفق معكم في كارمن فقط‏..‏ كانت محتاجة تقصر دقيقتين‏.‏

·         بصراحة شديدة ألم تر أن الرقابة تعاملت معك علي أنك يوسف شاهين لذلك أخذت مساحة حرية لا تتوافر للغير؟

يضحك‏..‏ أنا طبعا يوسف شاهين‏,‏ ولكن أنا كنت مرعوب من الرقابة‏,‏ ولكن د‏.‏ جابر عصفور رجل شجاع‏,‏ قال لرئيس الرقابة السابق د‏.‏ مدكور ثابت‏,‏ لا تقربوا لأي كادر في الفيلم‏,‏ وهذا ما حدث‏,‏ لأن المشاهد الحميمية درامية وأنا أري أن قصص الحب يجب أن تكون كذلك‏..‏ هذا ما أعرفه‏.‏

·     لأول مرة في فيلم لشاهين نجد اهتمام كبير بالشخصيات النسائية وحميمية شديدة في الحديث عنهم؟ مازحة كان فين الكلام ده يا أستاذ؟

ضحك شاهين‏..‏ أنا حبيب‏..‏ وحساس جدا ولا أعرف أن أدخل عالم إلا إذا كنت بحب كل تفاصيله‏,‏ وما شاهدتيه في الفيلم جزء من عالمي الذي عشت تفاصيله‏..‏ بكل ذرة في مشاعري لذلك تواصل الجميع معه‏.‏

·         ما رد فعلك عندما سافرت لتقابل جنجر حبيبة قلبك‏..‏ ووجدتها تعمل‏callgirl‏ فتاة ليل؟

يفكر للحظات وكأنه يسترع شريطا من الذكريات‏..‏ رد فعلي أنني بمجرد عودتي إلي مصر تزوجت من كولييت زوجتي التي قضيت معها‏49‏ عاما؟

‏..‏ في الأسبوع المقبل يكشف لنا جو عن علاقاته النسائية وقصته مع فاتن حمامة وأم كلثوم وحبه ليسرا‏,‏ وسر غضبه من حنان ترك وعشقه لمحسن محيي الدين وأحمد يحيي وسر تعلقه بهاملت‏.‏

الأهرام العربي في

04.09.2004

 
 

المخرج عندما يحكي عن نفسه في "اسكندرية نيويورك"

عدنان مدانات

أفلام السيرة الذاتية تقليد متبع في السينما العالمية، وهي تندرج ضمن نوعين، الأول منهما الأفلام التي يخرجها سينمائيون تتعلق بالسيرة الذاتية لأشخاص مشهورين، والثاني هو السير الذاتية الخاصة بالمخرجين أنفسهم. وفي العادة فإن المخرجين الذين يسردون سِيَرهم الذاتية في فيلم ما، يكونون من المخرجين الكبار الذين نالوا من الشهرة حظا وافرا. وفي العادة أيضا يكتفي أولئك المخرجون الذين يريدون تصوير سيرهم الذاتية بفيلم واحد فقط لا غير، يحشرون فيه ذكريات طفولتهم ومراحل شبابهم وبدايات تعلقهم بالسينما. بعض أفلام السيرة الذاتية الخاصة  بالمخرجين تتسم بقدر من التواضع فلا تجعل مادة الفيلم تقتصر على شخص المخرج وتاريخ حياته، بل تربط تصوير التاريخ الشخصي بتصوير التاريخ الاجتماعي للبلد أو العصر الذي يعيشون فيه، فتكتسب هذه الأفلام بالتالي قيمة أعم ومضمونا أعمق وتصبح بمنزلة الوثيقة التاريخية الفنية.

وهناك أفلام سيرة ذاتية لمخرجين لا يعودون فيها إلى ذكريات الطفولة واليفاعة لمجرد سرد أحداث فيها حنين للماضي، بل يستفيدون منها لمراجعة تاريخهم السينمائي وتحليل تجربتهم في مجال صنع الأفلام وعرض أفكارهم حول السينما، أي انهم يصنعون سينما تحكي عن السينما، مما يمنح أفلامهم قيمة إضافية ويجعلها ذات فائدة جمة بالنسبة لهواة السينما وخاصة لدارسيها والباحثين في خصائصها. ومن الأمثلة المهمة على الأفلام التي تحلل تجربة مخرج سينمائي الفيلم الشهير “ثمانية ونصف” للمخرج الإيطالي فديريكو فيلليني الذي يصور فيه معاناة مخرج سينمائي يشعر بالعجز الإبداعي أمام مشروع فيلم جديد يعمل عليه، مما يجعله يراجع تجربته السينمائية الماضية. وكذلك الفيلم الأمريكي “ذكريات النجومية” (ستار دست ميموريز) للمخرج وودي آلان، المتأثر بلا شك بفيلم “ثمانية ونصف” شكلا ومضمونا، والذي يتأمل فيه في تجربته السينمائية بمناسبة إقامة احتفال بتكريمه على مجمل أفلامه من قبل مؤسسة سينمائية.

وفي كل الأحوال فإن قيام مخرج سينمائي ما بصنع فيلم ذاتي عن نفسه وخاصة عن ذكريات الطفولة، لا يعكس حالة من النرجسية فقط، بل بشكل خاص نوعا من الترف الذي تسمح به صناعة السينما المتطورة والغنية التي تمنح هذا الامتياز للمخرجين الكبار الذين صاروا نجوما في عالم الإخراج لصنع أفلام خاصة موازية للإنتاج السينمائي التجاري.

إذا كان صنع فيلم سيرة ذاتية هو ترفاً بالنسبة للمخرجين العالميين الكبار، فإنه ترف مضاعف مرات ومرات بالنسبة لسينمائيي العالم الثالث وبشكل أخص للسينمائيين الذين لا تدعمهم صناعة سينمائية قوية؛ لهذا، نادرة جدا هي الأفلام العربية التي تندرج تحت بند أفلام السيرة الذاتية الخاصة بالمخرجين صانعي الأفلام. هذا وإن أفلام السيرة الذاتية في العربية، القليلة العدد والمتوافرة حتى الآن، لا تجرؤ على التركيز على شخص المخرج وحده، بل تبرر نفسها بجعل التاريخ الشخصي جزءا من التاريخ الاجتماعي، وحتى السياسي، في بعض الأحيان، مثلما هو الحال بالنسبة لتجربة السينمائي السوري محمد ملص في فيلميه “أحلام المدينة” و”الليل” اللذين يمتزج فيهما التاريخ الخاص بالمخرج طفلا بالأحداث التاريخية التي عرفتها سوريا في الأربعينات والستينات من القرن العشرين، مع تركيز خاص على ما له علاقة بالقضية الفلسطينية.

شهدت السينما العربية خلال عام 2004 عرض ثلاثة أفلام يمكن اعتبارها، بطريقة أو أخرى، من نوع سينما السيرة الذاتية الخاصة بمخرجيها، اثنين منهما جاءا من تونس والثالث من مصر. الفيلمان التونسيان هما “رقصة الريح” للمخرج الطيب الوحيشي، الذي لا يسرد سيرة كاملة بل يكتفي بتصوير بضعة أيام من حياة مخرج سينمائي يتيه في الصحراء أثناء بحثه عن أماكن لتصوير فيلمه الجديد. وكان المخرج قد ذكر في أكثر من تصريح له إنه لا يريد أن يعتبر فيلمه سيرة ذاتية له، بل أن قصد من فيلمه أن يوضح معاناة المخرج بالعلاقة مع إبداعه السينمائي. لهذا، فهو اختار مخرجا سينما حقيقيا هو الجزائري محمد شويخ ليقوم ببطولة الفيلم. أما الفيلم الثاني فهو “صندوق العجب” للمخرج رضا الباهي الذي يغطي فيه مرحلة طويلة من حياته تبدأ من طفولته التي عرف فيها السينما من خلال خاله الذي كان يعمل عارضا متنقلا للأفلام وصولا إلى اللحظة الراهنة التي صار فيها مخرجا ويعمل على كتابة نص جديد يحكي فيه عن معاناته سواء على المستوى الشخصي والعائلي أو على المستوى الإبداعي.

أما الفيلم الثالث فهو “اسكندرية نيويورك” للمخرج يوسف شاهين، وهو يحتاج إلى وقفة خاصة بالعلاقة مع موضوع السيرة الذاتية:

تمثل تجربة المخرج المصري يوسف شاهين في مجال سينما السيرة الذاتية الحالة الأكثر جرأة على خوض هذا المضمار، وليس ذلك بالمقارنة مع باقي السينمائيين العرب الذين تعاملوا مع السيرة الذاتية فقط، بل وبشكل خاص أيضا، بالمقارنة مع السينمائيين العالميين الكبار، فما من سينمائي في العالم أجمع جرؤ على إخراج هذا العدد الكبير نسبيا من الأفلام التي تتعلق به وتحيط شخصيته بهالة من المديح، كما فعل يوسف شاهين في مجموعة متلاحقة مكونة من ثلاثة أفلام، لم تشبع غليله فلم يكتف بها، بل توجها بعد سنوات وبعد  أن بلغ السابعة والخمسين من عمره بفيلمه الأحدث المعنون “اسكندرية نيويورك”، الذي هو موجز ملخص لمجموعة من أفلامه الذاتية التي أخرجها خلال ثلاثة عقود من الزمن، يعتمد على إعادة إخراج بعض المقاطع من أفلام سابقة وتجميعها في فيلم واحد.

فيلم “اسكندرية نيويورك” إذن، يحيل المشاهدين المتتبعين لأفلام يوسف شاهين إلى ثلاثيته المكرسة لشخصه ولسيرته الذاتية، التي ابتدأت بفيلم “اسكندرية ليه” واستمرت مع “حدوتة مصرية” وتوبعت في “اسكندرية كمان وكمان”، وكذلك إلى أجزاء من فيلمه المعنون “العصفور”، فيكرر في “اسكندرية نيويورك” مرارا عرض مقاطع من بعض أفلامه السابقة، كما أنه يعيد إخراج مشاهد سبق له أن أخرج مثلها، فهو يكرر تصوير نفسه وهو يمثل مقطعا من مسرحية هاملت، ويكرر المشاهد التي يبين فيها أنه ليس مخرجا سينمائيا عبقريا فقط، بل راقص ماهر، مثاله الأعلى في الرقص السينمائي الممثل الأمريكي الراقص جون كيلي، كما يكرر الحديث عن الدهشة التي أصابت العالم لأدائه المعجز لدور الأعرج في فيلم “باب الحديد” فيما هو صحيح البدن متساوي القدمين، ويكرر الشكوى من حرمانه من الجائزة التي كان يستحقها في أحد المهرجانات، ويكرر إقحام مشاهد الرقص الاستعراضية في بنية الفيلم البصرية السمعية، ويكرر تصوير مشاهد ممارسة الجنس بذات الطريقة التي مارسها في فيلم “العصفور”، حيث يتلوى الجسدان العاريان كلية على السرير تحت غطاء من شرشف أبيض، وهلم جرا. الأمر الوحيد الذي لم يكرره يوسف شاهين في “اسكندرية  نيويورك” هو المعالجة الإيجابية لموضوع المثلية الجنسية التي احتلت حيزا خاصا من بعض أفلامه السابقة ومن أبرزها “اسكندرية ليه” و”وداعا يا بونابارت”.

ولا يقتصر التكرار في “اسكندرية نيويورك” على المشاهد المرئية، بل كذلك على الآراء التي ظل يوسف شاهين يكرر قولها في أفلامه السابقة لكي يثبت انه ليس مخرجا كبيرا فقط بل مفكر يدلي بدلوه في القضايا الاجتماعية والسياسية. ومن الآراء التي يكررها يوسف شاهين في هذا الفيلم أن أمريكا دولة تقوم سياستها على معاداة العرب ومحاباة “إسرائيل”. غير أن يوسف شاهين إذ يؤكد هذا لا يريد أن يظن به البعض انه معاد لليهود أو للسامية فيشير إلى أن اليهود عاشوا في الاسكندرية مثل أهلها العرب، وزيادة في التأكيد فهو يكثر من استخدام الشخصيات اليهودية في فيلمه هذا، والتي تبدو طيبة وبريئة من العداء للعرب، ودليله على ذلك أن اليهود الذين تعرف إليهم في أمريكا وتعامل معهم أثناء دراسته للسينما فيها كانوا متعاطفين معه ومقدرين لموهبته السينمائية التي ظهرت بوادرها بشكل مبكر وهو لا يزال بعد تلميذا يدرس السينما.

يتحدث يوسف شاهين في “اسكندرية نيويورك” عن تفوقه تلميذاً للسينما في أمريكا على أقرانه ويصل به الأمر إلى التصريح بأنه كان أفضل تلميذ على الإطلاق مر عبر ردهات معهد السينما في أمريكا حتى تاريخه. لكن الفيلم بحد ذاته لا يثبت أنه استفاد كما يجب من خبرات السينما الأمريكية خاصة، وعلى الأقل، في مجال إتقان جانب شديد الأهمية من عملية الإخراج السينمائي يتعلق بقدرة المخرج على أن يسرد قصة. فالقدرة على سرد القصة ليست مطلوبة من كاتب السيناريو فقط، بل هي مهارة يجب أن يتمتع بها المخرج. وفي الحقيقة، فإن فيلم “اسكندرية نيويورك” يعاني من ركاكة السرد عامة، ومجانيته، خاصة في بعض مقاطع الفيلم، ومنها، على سبيل المثال، المقطع الساذج الذي نراه فيه يتفرج على لقطات تصور اضطهاد الفلسطينيين من قبل الجنود “الإسرائيليين” تبثها شاشة التلفزيون فيغضب على أمريكا ويقرر عدم تلبية الدعوة الموجهة له لعرض أفلامه فيها ثم يعدل عن قراره في اللحظة نفسها، وكذلك المقطع غير المقنع دراميا ومنطقيا، الذي يتجادل فيه شاهين، تلميذ الإخراج، بلا مبرر أو مناسبة، حول موضوع تافه من نوع إضافة البصل إلى الشطيرة، مع بائعة هامبورغر تبيع في الشارع للعابرين، ويشرع في أن يحكي لها عن همومه التي ترتبط بطموحاته السينمائية، فيتحول الحكي إلى لوحة استعراضية راقصة تصور أحد مقاطع أوبرا “كارمن”.

الخليج الإماراتية في

06.09.2004

 
 

رؤية بصرية جمالية توظف الرقص والغناء لرصد ذكريات دراسته وغرامياته في أمريكا!

فيلم اسكندرية ـ نيويورك للمخرج يوسف شاهين

يحيي القيسي *

تعرض دور السينما في عمان هذه الأيام الفيلم الجديد للمخرج العربي الشهير يوسف شاهين اسكندرية ـ نيويورك الذي جاء كما يبدو للمساهم في التعريف بتجربته الحياتية ودراسته الاخراجية في أمريكا خلال الخمسينات ورصد لحظات من أيامه هناك وعشقه للتمثيل عبر حكاية استعادية بعد نصف قرن من انقضاء أحداثها يبدو ظاهرها سياسيا وهو موقفه الآن من أمريكا بعد أحداث 11 ايلول (سبتمبر)، وموقف أميركا من عدم تكريمه سينمائيا، والحكاية المنسوجة بأسماء مختلفة تبدأ من المخرج المصري المعروف عالميا يحيي شكري (يقوم بدوره الفنان محمود حميدة) الذي نال جائزة كبري من مهرجان كان، ولكنه عاني من النكران من البلد الذي احتضنه للدراسة وهو أمريكا،والسبب مواقفه السياسية، اذ أنه ينتقد دور الولايات المتحدة الساكت علي المجازر الاسرائيلية في فلسطين، ولكن التكريم يجيئه متأخرا وهو في الخامسة والسبعين من عمره وبعد عشرين فيلما من انجازه، عبر اقامة عروض لهذه الأفلام في نيويورك، وهي فرصة له للقاء جمهوره وزملائه القدماء في الدراسة، والحديث الي وسائل الاعلام الأمريكية عن حقيقة مواقفه السياسية، وفي غمرة ذلك تبدأ الحكاية الأخري عبر حضور حبيبته أيام الدراسة جنجر تقوم بدورها الفنانة يسرا في كبرها، أما أيام الدراسة فتمثلها الفنانة الشابة يسرا اللوزي، فيما يقدم دور المخرج يحيي أيام دراسته الفنان الشاب وهو من الوجوه الجديدة أحمد يحيي ، وهو أيضا يقوم بدور آخر هو الراقص الأمريكي اسكندر بن الذي نكتشف من خلال الحبكة أنه ابن المخرج يحيي جاء سفاحا ذات ليلة شهوانية جمعت (يحيي وجنجر) في نيويورك .

اذن هنا حكاية داخل حكاية علي طريقة ألف ليلة وليلة، وهنا يكتشف يحيي أن له ولدا أمريكيا أصبح راقصا شهيرا يقدم الأعمال الابداعية الخالدة مثل كارمن وأنه لا يعـرف عن ذاته أنه ابن لعربي، بل يشعر بالحرج والغضب والصدمة حينما تكشف له والدته هذا السر، وتحاول أن تعرفه علي والده الحقيقي الذي أصبح مخرجا شهيرا،والصدمة هنا من أن أصله عربي بما يحمل ذلك من معاني التخلف والوقوف ضد أمريكا بلده كمـا يقول, بل يرفض هذا الاعتراف من والدته وتلك الأبوة الجديدة، وهنا لا تجد جنجر بدا من حكاية قصتها الحقيقية عليه من خلال صديقتها (تقوم بدورها هالة صدقي) وتتداخل الحكايات، وتتشعب فيكتشف اسكندر أن أمه كانت تعتاش من جسدها بعد عودة حبيبها يحيي الي بلده مصر وتركها مع قلبها الكسير، وتمضي سنوات عديدة في الضياع في شوارع نيويورك مدمنة علي الخمر وممارسة الرذيلة، وما يلبث يحيي أن يعود مجددا الي نيويورك بعد ربع قرن (في العام 1975) ويجد حبيبته قد تزوجت لكن ذلك لم يكن مانعا من ليلة ملتهبة تكون نتيجتها ولادة (اسكندر). الفيلم يمنح وقتا طويلا للحكاية الأولي ليحيي في نيويورك ودراسته التمثيل ثم الاخراج في أحد المعاهد الراقية، وتقوم الفنانة (ماجدة الخطيب) بدور أستاذته وراعيته أكاديميا وفنيا، وفي جانب آخر هناك حكاية اسكندر ابن يحيي الذي يكتشفه من جديد، أي أن شاهين يستخدم تقنية القصة داخل القصة هنا، وتذكرني حكــــاية ابنه الأمريكي الذي يتنكر لأصله ويرفض أن يكون عربيا برواية عائد الي حيفا للراحل غسان كنفاني حيث تكتشــــف عائلة فلسطينية تعود الي حيفا بعد نحو ثلاثين عاما أن ابنها الذي تركته رضيعا قد أصبح ضابطا يهوديا ويرفض العودة واعتــبار نفسه فلسطينيا بعد كل هذا الغياب، وهنا يطرح سؤال الانتماء، هل هو برابطـة الدم أم برابطة الفكر، وتبدو الاجابة واضحة في الفيلم.

ثمة الكثير من الاشارات في فيلم شاهين الي اليهود فهو يقول علي لسان (المخرج يحيي) أن الاسكندرية كانت تضم 300 ألف يهودي يعيشون بسلام ووئام مع المسلمين والمسيحيين ولهم نفس حقوق المصريين، وأن حبيبته الأولي التي رف لها قلبه كانت يهودية، وهناك أستاذ اسكندر بن اليهودي أيضا، وعميد الكلية، وشخصية فنية أخري تقول له أنا يهودي بس مش صهيوني ولعل المشاهد للفيلم يشعر بشيء من المبالغة والاقحام لحكاية اليهود، وتكرار شخصياتهم، ويحاول أن يلعب مثل هذا الأمر علي الأرمن، وهنا تشعر بائعة السجق الأرمنية قرب استديوهات هوليوود بأن وجود الأرمن في مصر مستغربا فلا يلبث أن يشرح لها الحكاية رقصا ليقنعها بذلك، وهكذا تنتقل المشاهد للحالة التخيلية لعوالم من الرقص لقصة كارمــن وبعض الرقصات المصرية والشامية، وهذا الانتقال التخيلي للشخصية يتكرر أكثر من مرة، وهذه من سمات أعمال شاهين اذ ما يلبث أن ينتقل بالمشاهد من الواقع الي الحالة الحلمية وجمالياتها البصرية السمعية عبر الموسيقي والرقص، وهنا في اسكندرية ـ نيويورك ثمة مساحة كبيرة لهذه المشاهد الراقصة ذات التعبيرات الجسدية الأدائية من رقص البالية الي الفلامنكو الاسباني الي غير ذلك من الرقصات العالمية التي أداها باقتدار الفنان الشاب والوجه الجديد أحمد يحيي، ورفيقته الفنانة يسرا اللوزي، والفنانة نيلي عبد الكريم بالتعاون مع فرقة باليه القاهرة التي أبدع رقصاتها الفنان عبد المنعم كامل، وينبغي الاشارة هنا الي أن شاهين قد منح مساحة كبيرة أيضا للعنصر المسرحي كي يدخل علي العمل السينمائي ويندغم معه ابتداء من أدوار هملت، وتدريب الطلبة عليها الي الأداء المسرحي لراقص كارمن، الي أداء بعض الشخصيات لأدوارهم بطريقة ممسرحة أكثر منها عفوية، ومما يؤخذ علي فيلم شاهين الجديد أنه أخذ الكثير من اللقطات داخل أجواء قاهرية علي اعتبار أنها في نيويورك، وقد بدا واضحا للمشاهد العادي أن الأجواء المحيطة بالشخصيات كانت عربية لطابع سواء في مشاهد التصوير الخارجي أو في التصوير الداخلي، وهذا مما أضعف عنصر الاقتناع بالمشاهد لدي المتلقي للعرض، ناهيك عن أن اللقطات الحقيقـيــة في نيويورك كانت قليلة جدا، ومركبة بطريقة واضحة، وغير مقنعة، وثمة الكثير من الأرشـــيف السينمائي أو الصوري المستخدم لنيويورك ربما توفيـــرا للتكاليف، ولكن بذلك مما ساهم في اضعــاف العمل، ومن ذلك علي سبيل المثال العرض الراقص للاسكندر بن في المسرح وهو يؤدي رقصاته علي ايقاع موسيقي زوربا اليونانية الشهيرة، حيث والده (يحيي) ووالدته (يسرا) يشاهدان العرض حيا فيما تنقل لنا الكامـيرا مشــاهد مصورة، وهذا تناقض بصري مكشوف لم أكن أتمني أن يقع فيه شاهين، وأخيرا أود الاشارة الي عنصر الأداء المتقن عند محمود حمــيدة في دوريه ممثـــــلا ليحيي في شبابه وكبره، والممثلة يسرا في كبرها وهي في السبعين من عمرها فيما بدا واضحا أن دورها الآخر حينما كانت شابة تهيم علي وجهها في الشوارع لم يكن مقنعا أو متناسبا مع عمرها، وأشير أيضا الي الأداء المتميز للمثلة الشابة يســــــرا اللوزي وهي من الوجوه الجـديدة في مصر التي تقدم رقصا تعبيريا متميزا، وأداء منسجما مع هذا الدور، وأيضا الي الجهد الابداعي عند الفنـان الشاب أحمد يحيي وقدراته الجسدية التعبيرية التي تتساوق مع أداء دوريه المختلفين المركبين، ومن الواضح أن هذين الممثلين سيكون لهما شأن في السينما العربية القادمة، ولا بد من الاشادة بالجماليات البصرية التي أنجزها شاهين، وبتوظيفه لأغاني علي الحجار وبعض رفاقه من أشعار جمال بخيت في تعميق المشاهد واعطائها بعدا سمعيا لطيفا.

ولكن السؤال المطروق هنا الذي يخرج به مشاهد العمل : هل فيلم اسكندرية ـ نيويورك يعد تجربة اخراجية عظيمة لشاهين قياسا لأعماله السابقة ويبدو أن رأي معظم من شاهد الفيلم يؤكد علي تراجع المستوي الفني، ناهيك عن انشغال شاهين بتسويق حياته علي الناس وكأن الحكايات قد تلاشت من الحياة.

* كاتب من الأردن

القدس العربي في

06.09.2004

 
 

نيويورك بتقتل أي حنين

هل أعلن يوسف شاهين حقا توبته عن عشق أمريكا؟!

هشام لاشين

من الصعب أن يمر فيلم للمخرج الكبير يوسف شاهين دون أن يكون قادرا دوما علي إثارة الجدل وطرح التساؤلات.. هكذا عودنا... ولايزال بإمكانه رغم اقترابه من الخامسة والسبعين ليثبت أن الشباب الحقيقي هو شباب الروح.... وفي فيلمه الجديد «إسكندرية.. نيويورك» يسعي شاهين لاستكمال سيرته الذاتية و التي استعرض أجزاء منها في «إسكندرية ليه ـ حدوتة مصرية ـ إسكندرية كمان وكمان» والتي يمزجها غالبا بالخلفية السياسية والتاريخية للأحداث من وجهة نظره الخاصة... وربما لهذا السبب وأسباب أخري تظهر بعض المبالغة في أحداث هذه السيرة.... بل إن الجزء الجديد والأخير يطرح في حد ذاته تساؤلا حول حقيقة ما ظهر علي الشاشة من مبالغة تصل لحد الميلودراما الفاقعة.... فهل صحيح أن يوسف شاهين اكتشف بعد عشرين عاما أن له ابنا من فتاة أمريكية عاشرها في سنوات صباه عندما كان يدرس هناك؟ وهل صحيح أنه حصد أعلي التقديرات في تاريخ معهد السينما بأمريكا منذ نشأته؟.. وهل كل المصادفات التي جاءت بالفيلم حصلت فعلا؟ وكلها أسئلة جوهرية إذا كنا بصدد الحديث عن السيرة الذاتية وإلا تحول الأمر إلي دجل فني يتحمل وزره مخرجنا الكبير لكن وبعيدا عن حكاية الذاتية والسيرة يطرح فيلم «إسكندرية نيويورك»، أزمة إنسان وقع في عشق أمريكا قبل أن تصدمه الحقيقة فيحدث التنوير بعد أن يكتشف الوجه القاسي والقبيح لهذه الإمبراطورية وهو ما لخصته كلمات جمال بخيت في واحدة من أروع أغاني الفيلم والتي قدمها بصوته العميق الشجي الرائع علي الحجار حين يقول «موال الغربة صبح سكين ـ والناس مساكين.. نيويورك بتقتل أي حنين.... والفرح بيخرج منها حزين» وهنا  يتجلي المأزق الأول للفيلم في استخدام المباشرة في طرح وجهة نظره بما في ذلك الحوار الذي يتحدث عن أمريكا «مفيش حاجة في أمريكا من غير مقابل أمريكا لخبطت حياتنا، وإذا كانت المقارنة بين هوليوود الرومانسية زمان في أفلامها واستعراضاتها الشيك وأبطالها وبطلاتها الحسان وبين هوليوود الشرسة التي تروج العنف الآن وتتلخص في ملامح وجه قاس عنيف لسيلفستر ستالوني وهي مقارنة موحية لكن يصعب مقارنتها بأمريكا نفسها والتحول فيها فهي لم تكن يوما سوي «سيلفستر ستالوني»، ولكن بأشكال مختلفة بدءا من مذابح الهنود الحمر مرورا بمذابح هيروشيما وفيتنام وجنوب إفريقيا وأفغانستان وفلسطين والعراق... فأمريكا لم تكن يوما رومانسية... وهنا يظهر المأزق الثاني لفيلم شاهين وأفلام أخري سابقة وهي صورة اليهودي عنده كما في «إسكندرية ليه» وهذا الفيلم... إنهم في  منتهي الوداعة والاحترام والشجن.. تأمل شخصية معلم يحيي وموقفه الرافض لعدم اعتراف الابن بأبيه علي نحو حاسم وأخلاقي لا يحتمل التأويل... وحتي صورة المنتج الذي ظهر في أول الفيلم ورفض تمويل فيلما لشاهين أو عرضه في صالات أمريكا يظهر متسقا مع نفسه كرجل وطني منحاز بشكل طبيعي لإسرائيل... ولا يخدعنا حديث شاهين عن تسامح الإسكندرية مع 300 ألف يهودي فالرقم يطغي علي المعني ليطرح سؤالا أكبر عن أسباب هجرة كل هذا العدد فيما بعد من مصر.. وقد ظهر يوسف وهبي وابنته نجلاء فتحي في فيلم شاهين «إسكندرية ليه» ليؤكد علي نفس الحنين الأخلاقي لمصر كوطن أصلي ليهود أجبروا علي الهجرة بعد ذلك. وسعيا لتوازن أكبر يقدم شاهين في «إسكندرية نيويورك» نموذجا ثالثا لليهودي المتعصب في مؤتمر صحفي يرد عليه ويحرجه أما المأزق الأخير في فيلم شاهين فهو ذلك الاستبعاد الغريب لصوت علي الحجار من معظم أغنيات الفيلم والاكتفاء بصوت الملحن فاروق الشرنوبي وأتصور أن صوت الحجار بكل جبروته وزخمه وهديره كان الأكثر مناسبة لإضافة الشجن للفيلم... وليس هناك سبب واضح لهذا الاستبعاد حتي الآن.. لكن يبقي ورغم كل تلك الاستعراضات الجميلة لاسيما استعراض «كارمن» والذي حاول فيه شاهين أن يستعرض أحلامه القديمة كراقص من خلال بطله... ربما لكي يتميز لأنه لم يكن وسيما ليجذب البنات كما قال علي لسان يحيي وأعتقد أنه من أجمل استعراضات الفيلم وإن لم يتخلص من تأثير «كارمن» الغربي رغم الأجواء الشرقية التي منحها للرواية الأصلية.

لقد منح شاهين لفيلمه الجديد مذاقا رومانسيا مستخدما الاستعراضات والموسيقي والمونتاج والتصوير ثم أداء ممثليه «محمود حميدة ويسرا»، بحنكتما والوجهين الجديدين «أحمد يحيي ويسرا اللوزي»ببكارة أدائهما.. ثم ماجدة الخطيب وعشرات الوجوه الأخري.. ورغم المشاهد الجنسية المفرطة والتي تدفع التساؤل حول عدم أسباب عرض النقابة لهذا الفيلم تحت لائحة للكبار فقط علي الأقل أسوة بـ «سهر الليالي»، وهو بالمناسبة لا يحوي ربع مشاهد هذا الفيلم جرأة إلا أنه في النهاية شهادة علي حيوية وشباب هذا المخرج العجوز الشاب يوسف شاهين.... حتي لو اختلفنا معه.. دائما!!

جريدة القاهرة في

07.09.2004

 
 

شاهين يري أنه مركب نفسيا وشكله وحش‏ (2-2)‏

أحببت فاتن حمامة فجرحتني‏..‏وهاملت حل عقدي

‏ أجري الحديث ـ علا الشافعي / أحمد السماحي

في الحلقة الماضية تحدث جو عن إسكندرية‏-‏ نيويورك وأمريكا وعلاقته بجنجر‏,‏ أما في هذه الحلقة فقد تركنا عفوية جو تقود الحوار‏,‏ وهذه جمل من حواره معنا عمري ما حبيت نفسي‏,‏ كنت بحس أن شكلي يقرف‏,‏ اتصدمت عندما اكتشفت أن أمي ليست العذراء‏,‏ أنا هاملت‏,‏ نعم وقعت في غرام فاتن حمامة‏,‏ وانتحرت لأجلها‏,‏ أنا شخص مركب نفسيا‏,‏ وحساس جدا‏,‏ جنجر المرأة الأكثر سخونة في حياتي‏,‏ حنان ترك رفضت القبل فقلت لها خدي الباب وراكي‏,‏ محسن محيي الدين علي بالي دائما‏,‏ لم تصدمنا جرأة جو بقدر ما أثارت إعجابنا‏,‏ فهو يتحدث عن نفسه ومشاكله الشخصية ببساطة شديدة‏.‏ وهذا طبيعي لأنه يوسف شاهين‏.

·     بادرناه‏:‏ نبدأ من هاملت‏..‏ من باب الحديد وحتي آخر أفلامك إسكندرية‏-‏ نيويورك هناك حضور طاغ ومؤثر لشخص هاملت‏,‏ لماذا هاملت تحديدا يسيطر علي مخيلة شاهين؟

فعلا أنا خبير هاملت‏,‏ وأعرف أعملها كويس جدا‏,‏ كما أنني درستها في المعهد بشكل شديد التخصص‏,‏ وكان لدينا مجلد كبير تضمن شرحا وافيا لهاملت‏,‏ وكل ممثل عالمي قام بأدائها‏,‏ ومن أي منطقة نفذ إلي الشخصية وأمسك بها‏.‏

·         مازلت لم تجب عن سؤالنا لماذا هاملت؟

كنت تعبان من نفسي جدا وأنا صغير‏.‏

·         نستطيع أن نقول إنك شخصية شديدة التركيب؟

دون شك أنا شخص مركب‏,‏ زمان كانوا يقولون عني إنني شخصية فصامية‏,‏ يضحك بصوت عال‏,‏ لكن أنا قلت لهم‏,‏ بل أنا شخص متعدد‏,‏ يعني ممكن أكون‏14‏ شخصا في بعض‏.‏

بهدوء شديد شوفي أنا شخص حساس قوي‏,‏ وممكن كلمة تفرحني وربع كلمة تعفرتني‏.‏

·         شخصيتك متعددة التركيب لو أمكن أن أطلق عليها كذلك كيف انعكست عليك كشاهين؟

بصراحة لم أكن مبسوطا من نفسي طوال الوقت‏,‏ وبدأت أشعر بهذا الإحساس وأعيه تماما عندما كان عمري‏13‏ عاما‏,‏ كنت أشعر بأنني غريب جدا عن كل الأولاد في سني‏,‏ أقصد أنني كنت أجد نفسي بعيدا عن دائرتهم واهتماماتهم‏,‏ وأعتقد أنني كنت شوية متأخر في استيعاب ما يحدث لي وما يحدث من حولي‏,‏ مثلا التطورات الجسمانية‏,‏ لا أنسي كيف كنت أنظر مثلا إلي يدي باندهاش‏,‏ متسائلا لماذا تكبر بهذا الشكل ـ يضحك بسماحة ـ تقدري تقولي كنت متخلفا‏.‏

·         قاطعناه لا يا أستاذ‏..‏ المسألة ببساطة أنك كنت تملك عالمك الخاص‏,‏ وطبيعي أن تختلف اهتماماتك عمن هم في نفس عمرك؟

بحيرة‏:‏ مش عارف بس أنا كنت غريبا‏,‏ وكل ما أذكره أنني كنت باكتب كتير جدا‏,‏ وأشخبط علي الورق‏,‏ وأحرك شخصيات‏.‏

·         نستطيع أن نقول إنه لم يكن هناك أحد من أسرتك يستوعب اختلافك؟

تقدرو ا تقولوا كده فعلا‏,‏ وازداد انغلاقي علي نفسي بعد أن اكتشفت أن الأم ليست العذراء‏,‏ لذلك عشقت هاملت‏,‏ ووقعت في غرامها‏,‏ ولا أنسي اللحظات التي كنت أشعر فيها بالحزن الشديد والانغلاق حول نفسي‏,‏ لذلك كثيرا ما كنت أغلق باب حجرتي وأنخرط في نوبات بكاء حادة‏,‏ وعندما كان يدخل علي أحد من أهلي كنت أقول لهم أنا بمثل هاملت‏,‏ وأبكي لأنني اندمجت في مشاهدها المؤثرة‏,‏ خاصة أنني أرفض أن يعرف أي فرد منهم أنني أبكي‏,‏ وكانت علاقتي بهاملت تخرج كل الغل اللي جواي‏,‏ وكل الحاجات اللي أنا مش مبسوط منها‏,‏ ولا أعرف لماذا أري أن هاملت يشبهني‏.‏

·         علي الرغم من عشقك الشديد لهاملت إلا أنك لم تفكر في تقديمها كعمل سينمائي متكامل واكتفيت بظلالها في كل أفلامك؟

بالفعل قمت بكتابة الفيلم أكثر من مرة وفي إحدي المرات كنت قد وصلت إلي ثلث الفيلم ثم مزقت كل الورق‏,‏ وألقيت به من الشباك‏,‏ إلا أنني أستطيع أن أقول لك بكل ثقة إنني خرجت كثيرا من عقدي في فيلم باب الحديد في شخصية قناوي التي ستجدين فيها ملامح لهاملت‏,‏ مثلا هاملت لم يكن مترددا كما راق للبعض أن يراه‏,‏ كذلك في تحليله للعمل‏,‏ لكن المسألة ببساطة أنه ليس قاتلا‏,‏ لذلك كان يتأني في تفكيره حتي يصل إلي ذروة التصاعد الدرامي ويتخذ قراره‏.‏

·         تداخلت أيضا في بعض أفلامك صورة أوديب التي وضحت في فيلم الآخر؟

بالتأكيد فكل الأشياء مرتبطة ببعضها البعض‏.‏

·         هل نستطيع أن نقول إنك لم تكن علي علاقة جيدة بأمك؟

لا أحد يستطيع أن يقول ذلك‏,‏ كنت أعشق أمي‏,‏ وأحب ذكاءها ودلالها‏,‏ وتكفي ابتسامتها التي كانت تملأ حياتي‏,‏ لكن بعد أن نضجت نفسيا استطعت أن أستوعبها نفسيا أكثر‏,‏ وألتمس لها الأعذار في عصبيتها الشديدة‏,‏ فهي تزوجت أبي وكان يكبرها بـ‏25‏ عاما‏,‏ ويكفي أنني أخذت منها حساسيتها الشديدة‏.‏

·     شاهدت فتحي عبدالوهاب أكثر من مرة علي المسرح القومي وهو يقدم هاملت وكانت إحدي اختباراتك لأحمد يحيي في فترة التدريب العملي علي هاملت‏..‏ من راق لك أكثر؟

حبيت فتحي عبدالوهاب جدا‏,‏ وذهبت لمشاهدته أكثر من مرة‏,‏ فهو في الحقيقة بذل مجهودا كبيرا‏,‏ وشعرت بالضيق من الهجوم غير المبرر الذي وقع عليه‏,‏ وأذكر أنني وقتها اتصلت به في التليفون وقلت له‏:‏ ولا يهمك‏..‏ دول‏....‏ أنت هايل وفنان موهوب‏,‏ أما أحمد يحيي والذي رشحه لي جابي خوري‏,‏ عندما شاهدته في باليه في دار الأوبرا‏,‏ طلبت منه أن يذاكر جزءا من هاملت ويقدمه أمامي أقدر أقول إنني سخسخت‏,‏ وأذكر أنني قلت له ملاحظة أو ملاحظتين فقط وتمكن من استيعابهما بشكل شديد الذكاء‏.‏

·         بصراحة كيف وصلت إلي هذه الدرجة من التصالح مع نفسك وأصبحت لا تجد حرجا في الحديث عن دواخلك بهذه البساطة؟

عانيت كثيرا لكي أصل إلي هذه الدرجة‏,‏ والسينما والقراءة كانتا الأدوات التي ساعدتني علي ذلك‏,‏ وأهم شئ هو أن يتعلم الإنسان أن يتقبل نفسه بكل عيوبها‏.‏

·     تعمل منذ‏53‏ عاما في السينما‏..‏ هل أصبحت السينما المصرية حاليا تعاني أزمة نجوم وهل تشعر بها علي الرغم من أن كل من يدخل الفن يتمني إلي العمل معك؟

بالتأكيد السينما أصبحت تعاني أزمات كثيرة‏,‏ وهناك بالطبع أزمة نجوم‏,‏ أشعر بها في كل مرة عندما أكون في مرحلة اختيار طاقم العمل‏,‏ وأذكر عندما كنت أقوم بترشيح نجوم فيلمي الأخير‏,‏ أنني أرسلت إلي حنان ترك لتقوم بالدور الذي جسدته يسرا اللوزي‏,‏ وقلت إنني أعرفها جيدا‏,‏ وهناك مرحلة تلجأين فيها إلي الذين تعرفينهم‏,‏ لأنهم ببساطة أصبحوا يعرفون طريقتك في العمل‏,‏ إلا أنني فوجئت بها تقول لي‏:‏ بلاش بوس ياأستاذ‏..‏ نظرت إليها معلقا‏:‏ دي قصة حب‏,‏ بلاش بوس‏,‏ يبقي خدي الباب وراكي‏,‏ حدث هذا علي الرغم من حبي الشديد لها‏.‏

بصراحة هناك حالة محافظة شديدة تجتاح السينما‏,‏ وعن نفسي لا أستوعبها ولا أحب أن أعمل في ظلها‏,‏ فالفن فن‏,‏ له معاييره الخاصة وجمالياته‏,‏ بعيدا عن أية أمور أخري‏.‏

·         صرحت بأنك دائما ما تحب نجماتك اللائي يعملن معك‏..‏ ماذا عن يسرا ومحسنة توفيق وشادية؟

طبعا لا أستطيع أن أعمل كما سبق أن قلت بدون حب‏,‏ ويسرا حبيبة قلبي‏,‏ واجتهدت كثيرا في كل الأدوار التي قدمتها معي‏,‏ أصلها مشاغبة وشقية وبسيطة زيي بالضبط‏.‏

أما محسنة توفيق فهي غول تمثيل‏,‏ وكانت بتشبعني قوي‏,‏ أما شادية فكانت لذيذة والتعامل معها مريح جدا‏.‏

·         بشكل خاص أسألك عن فاتن حمامة؟

يضحك متسائلا ليه بشكل خاص؟

·         لأنك أحببتها بجد‏,‏ وقالوا إنك قطعت شرايينك عند زواجها من عمر الشريف؟

يضحك بخفة شديدة‏:‏ عيب ما تقوليش شرايينك‏,‏ مين عرفك الحاجات دي‏,‏ دا أنا أفتكر إنها شخصيا ماتعرفش‏,‏ طبعا حبيتها جدا وحسيت بجرح كبير قوي عندما وجدتها مع عمر الشريف‏,‏ أصل أنا اللي عرفتهم ببعض‏,‏ لذلك شعرت بأن الخيانة جاءت من الطرفين‏.‏

يواصل جو‏:‏ كأنه يراجع نفسه قائلا بنفس خفة الروح‏,‏ بس بصراحة هي كان عندها حق‏,‏ لأن الواد كان زي القمر ويتحب‏,‏ هي كانت هتعمل إيه‏.‏

بسرعة يضيف شاهين‏,‏ أنا نسيت واحدة بموت فيها‏,‏ نادية لطفي‏,‏ حبيبة قلبي وصديقتي‏,‏ وأخف دم ممكن تقابله في حياتك‏,‏ وأذكر أننا عندما كنا نعمل معا‏,‏ كانت قبل التصوير تقول لي مش جاهزة‏,‏ احكي لي حكاية عشان أكون في المود‏,‏ وبالفعل كنت أختار لها حكاية تتسق مع طبيعة المشهد‏,‏ فأجدها تبكي إذا كانت الحكاية مؤلمة أو تضحك إذا كانت سعيدة‏,‏ هي إنسانة تجنن‏.‏

أما نبيلة عبيد فعندما عملت معها كنت أظنها وجها‏,‏ ضاحكا‏,‏ أصل أنا معرفش ناس كتير‏,‏ لكن خفة دمها جعلتني أعمل معها وأذكر أنني عندما صادفتها في إحدي حفلات مهرجان القاهرة‏,‏ قالت لي إيه بقه مش هنشتغل مع بعض‏,‏ رديت بسرعة قبل معرف هي مين‏,‏ طبعا يامدام‏,‏ دا أنا سامع عنك كتير‏,‏ ضحكت بطريقتها المعروفة قائلة‏:‏ ده‏..‏ ده بالراحة شوية‏,‏ قلت خلاص شكلها ممثلة كويسة ودمها خفيف‏,‏ وفعلا في الآخر قدمت دور هايل‏.‏

·         روي رشدي أباظة أنه كانت هناك قصة حب بينك وبين كاميليا؟

لم يحدث‏,‏ كاميليا كانت امرأة شديدة الجمال‏,‏ وتتمتع بخفة دم مرعبة‏,‏ إلا أننا كنا صديقين فقط‏.‏

·         ياتري حبيت أم كلثوم؟

يضحك‏,‏ حبيت ذكاءها‏,‏ كانت شخصية ساحرة‏.‏

·         كان من المفترض أن تقدم فيلما عن قصة حياتها‏..‏ لماذا لم يخرج للنور؟

بجد أم كلثوم كانت ومازالت حاجة فذة جدا‏,‏ وابتدينا أنا وهي كما يجب‏.‏

·         ماذا تقصد؟

يعني شتمنا بعض‏,‏ يضحك شاهين وهو يسترجع صورة اللقاء الأول الذي جمعه بأم كلثوم‏,‏ أذكر أنني كنت في لقاء مع د‏.‏ عبدالقادر حاتم وزير الإرشاد القومي وقتها وقال لي‏:‏ الست عايزاك‏,‏ ووقتها لم أكن أسمعها بانتظام‏,‏ وقلت طيب أروح أشوف الست‏,‏ يومها شاكسني البواب عندها بشكل مستفز‏,‏ ولم أسكت له‏,‏ وصرخت في وجهه قائلا‏:‏ هي اللي طلبتني‏,‏ المهم أدخلوني‏,‏ وجلست في أول صالون وشربت فنجان القهوة‏,‏ وبعدين أخذوني لصالون تاني‏,‏ وشربت فنجان قهوة تاني‏,‏ وفوجئت بأحد الخدم يطلب مني أن أنتقل للصالون الثالث والأوسع‏.‏

وجاءت القهوة شعرت وقتها بأنني هاسكر من القهوة‏,‏ يضحك‏,‏ ثم دخلت علي أم كلثوم بهالتها‏,‏ كان وجهها فيه حاجة حلوة وعينها مرعبة‏,‏ وأذكر وقتها أنها التقتني بلبس بيت شديد الشياكة‏.‏ إلا أنني تعاملت معها بثقة شديدة‏,‏ وقتها كنت خلصت صلاح الدين وحصلت علي جائزة الدولة التقديرية من جمال عبدالناصر‏,‏ بعفوية جو‏..‏ عارفين وقتها خفت أبص في عينيها لأن بهما كاريزما كانت مرعبة‏.‏

أعود إلي أم كلثوم التي طلبت مني أن أخرج لها أغنية سألتها ما الكلمات؟ يومها لا أنسي‏,‏ أخرجت ورقة صغيرة من صدرها وقرأت لي طوف وشوف‏.‏

سألتها باندهاش شديد

WhatismeaningofTowf?
وقتها طارت من دماغي كلمة طوف وشرحت لي الست‏,‏ وفوجئت بنفسي أقول لها دي أغنية عبيطة جدا وأي حمار غيري ممكن يعملها‏,‏ ضحكت أم كلثوم معلقة‏:‏ دا أنت فعلا ابن مجنونة زي ما بيقولوا عليك؟

ضحكنا كثيرا‏,‏ إلا أن قلت لها اسمعي أنا نفسي أعمل قصة حياتك‏,‏ نظرت إلي بهدوء‏,‏ أنا موافقة وأخذت تحكي لي أشياء عن طفولتها وشبابها‏.‏

·         ماذا حدث بعد ذلك؟

بعد لقائي معها قررت الاستعانة بشخص ليعمل معي علي السيناريو واخترت وقتها شابا واعدا ومثقفا والمفروض أنه كان وكيل وزارة‏,‏ ورأس مهرجان القاهرة لسنوات‏,‏ إلا أني لن أذكر اسمه‏,‏ وبما أنه كان طموحا جدا‏,‏ استغل إعجاب الوزير بفكرة الفيلم وعرفت بعد فترة أنه كان يدخل علي الوزير بحجة الحديث عن مشروع الفيلم‏,‏ إلا أنه كان يسأله عن الترقيات وأشياء أخري بعيدة عن مشروعنا وتصب في النهاية لصالحه‏,‏ ولم يكتف بذلك وقتها‏,‏ بل قام باستغلال الموقف حيث حكيت له عن واقعة طوف وما حدث في أول لقاء جمعني بأم كلثوم‏,‏ وسرب الحكاية إلي الجرائد وخرجت بعض الجرائد وقتها بعناوين علي شكيلة إن يوسف شاهين اللي هيعمل فيلم لأم كلثوم مش عارف يعني إيه طوف‏.‏

وللأسف توقف المشروع بعد وفاة عبدالناصر الذي حرصت علي تصوير جنازته وأخذت معي زملائي علي بدرخان وتوفيق صالح ويومها كسرنا باب الجمرك لنخرج معدات التصوير‏.‏

·         إذن كيف صورت أغنية أنت عمري وضممتها إلي أحداث فيلمك حدوتة مصرية؟

دي قصة ثانية‏,‏ ذهبت مع أم كلثوم إلي إحدي حفلاتها في طنطا وصورت الحفلة‏,‏ وعند تصوير حدوتة مصرية استغليت هذه الحفلة‏,‏ حيث ركبت كلام الأغنية علي الصورة وأدخلتها إلي الفيلم‏.‏

·         لو سألنا شاهين عن مواصفات المرأة التي يحبها؟

بحب الست متوسطة الحجم‏,‏ وتكون شديدة الحنية والذكاء‏.‏

·         زوجتك كوليت بعد‏49‏ سنة زواج استطاعت أن تمنحك ما تحتاجه من حنان؟

بحبها جدا‏,‏ وهي مجنونة زي كتير من الفرنسيات‏,‏ و عاشت معي لحظات صعبة جدا‏,‏ وأذكر أننا طول ما احنا ماعندناش فلوس‏,‏ وبس عندنا سرير وحبل غسيل بنعلق عليه أغراضنا‏,‏ لم تكن تفتح فمها‏.‏

وكنا نبتدي الخناق لما يكون فيه فلوس‏.‏

·         سألناه ليه؟

يضحك بصوت عال لأنها كانت بتطلب أكثر‏,‏ ودايما كنا نتخانق مع بعض‏,‏ وبسرعة شديدة أصالحها‏,‏ يعني أنزل أشتري السجائر وأرجع تخلص الخناقة‏,‏ أصل كوليت شديدة الحنان‏,‏ وقلبها زي الملايكة‏,‏ لذلك تحملتني كثيرا‏,‏ ولكي تنجح أي علاقة زواج وتستمر‏,‏ يجب أن يكون الزوج والزوجة صديقين عادة بعد‏7‏ سنوات تقل الشهوة‏,‏ يضحك‏..‏ عندي بعد‏7‏ دقائق ولا يتبقي سوي الصداقة‏.‏

·         لو سألناك عن أجمل قصة حب عاشها شاهين؟

يعلق‏,‏ بلاش فضايح‏,‏ احتمال مع جنجر‏,‏ لأنها كانت أول واحدة أعرفها بجد‏,‏ وكان عمري‏17‏ سنة‏,‏ ووقتها لم يكن عندي ثقة بنفسي‏,‏ لأنني دائما كنت أشعر بأن شكلي وحش‏,‏ ومش ممكن حد يحبني‏,‏ بصراحة كنت أقرف‏,‏ رفيع وقصير‏,‏ مش عارف‏.‏

·         قاطعناه‏..‏ مين قالك كده‏,‏ أنت زي القمر‏,‏ مشكلتك إن مافيش حد قالك ده من زمان؟

يجلجل صوت شاهين ضاحكا‏:‏ حقيقة أنا خجول‏,‏ وثقتي بنفسي كانت قليلة إلا أنني تعاملت مع كل هذه الأشياء‏,‏ لكن أكيد أن جنجر كانت قصة حبي الحقيقية‏,‏ لأنها كانت ألذهن‏,‏ أول حب وأول قبلة‏,‏ وبعدين كانت بتغتصبني تقريبا في كل لقاء بيننا‏,‏ يضحك شاهين بطفولية‏.‏ ويسأل نفسه هو أنا إزاي بأقول الحاجات دي‏,‏ أنا بجد باتكسف لدرجة الإحمرار‏.‏

·         بصراحة أحمد يحيي يذكرك بمحسن محيي الدين الذي كنت شديد الحب له؟

أنا فعلا كنت بموت في محسن محيي الدين‏,‏ ومازلت أتذكره علي الرغم من أنني لم أره منذ‏15‏ عاما‏,‏ لكنه يتحب‏,‏ وأذكر أنني ومحسن كنا قد وصلنا إلي درجة من التواصل شديدة الوضوح‏,‏ فهو كان شديد الذكاء والحساسية‏,‏ ويفهمني من نظرة واحدة‏,‏ وأنا أعشق الممثلين الذين يفهمون لغة العيون‏,‏ لكن محسن اتلخبط كثيرا وأحيانا كان يقول لي أنا‏..‏ أنا‏..‏ أنا مش أنت‏,‏ وكان عنده حق‏,‏ فهو قدم شخصيتي الحقيقية بكل عقدها وتناقضاتها‏,‏ وأحمد يحيي يذكرني بذكاء محسن وحساسيته حتي وهو يرقص قادر علي توصيل جميع المعاني‏.‏

في نهاية حوارنا صرخ جو كفاية تعبتوني جدا‏,‏ ولم يتركنا إلا علي باب مكتبه‏,‏ قائلا‏:‏ أي وقت تحتاجون لشئ مني كلموني‏*

الأهرام العربي في

11.09.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)