كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

نأمل عرض.."باحب السينما"

أول فيلم مصري عن الأقباط

سمير فريد

بحب

السيما

   
 
 
 
 

نظمت المنتجة اسعاد يونس مساء أمس عرضاً خاصاً لفيلم "باحب السينما" اخراج أسامة فوزي ربما يصبح العرض الأخير للفيلم!

يعرض الفيلم خلال الأيام القليلة القادمة علي المسئولين في الكنيسة القبطية.. ونأمل عدم منع أول فيلم مصري عن الأقباط في مصر.

سبق أن ظهرت شخصيات قبطية كثيرة في الأفلام المصرية. ولكن الفيلم الذي كتبه هاني فوزي وهو من أهم كتاب السيناريو في تاريخ السينما المصرية هو أول فيلم كل شخصياته من الأقباط.

لجنة ثلاثية

كان السيناريو آخر سيناريو وافق علي تصويره علي أبوشادي قبل أن يترك منصبه كرئيس للرقابة. وبعد أن أحاله إلي لجنة ثلاثية من الناقدين أحمد صالح ومصطفي درويش والمؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق.

بعد ثلاثة أعوام من انتهاء التصوير. وبعد معوقات كثيرة حالت دون اتمام النسخة النهائية في موعدها وبعد أن رفض مهرجان القاهرة عرض الفيلم عام 2002. أصبح الفيلم جاهزاً للعرض في مايو الماضي. وتحدد موعد عرضه الاربعاء القادم 9 يونيو.
الأحد الماضي شاهدت لجنة رقابية الفيلم دون رئيس الرقابة الدكتور مدكور ثابت وفي يوم الاثنين قال رئيس الرقابة للمنتجة والمخرج ان الفيلم رائع. وقد نال اعجاب اللجنة الرقابية بصفة عامة. ولا توجد أي مشكلة في عرضه. ولكن الدكتور ثابت أبلغهما ان الدكتور جابر عصفور أمين عام المجلس الأعلي للثقافة يريد مشاهدة الفيلم مع وزير الثقافة الكويتي في عرض خاص مساء الثلاثاء. ومن المعروف ان الرقابة تتبع المجلس الأعلي للثقافة من الناحية الادارية. ولكن الرقابة حسب القانون المصري مستقلة تماما. وليس من حق أحد التدخل في قرار رئيس الرقابة. ولديه سلطة الضبطية القضائية مثل النائب العام.

.. ولجنة سباعية

مساء الثلاثاء حجزت اسعاد يونس احدي قاعات العرض في شارع الهرم. ووقفت مع أسامة فوزي في انتظار الدكتور جابر عصفور وضيفه الوزير الكويتي. ولكن بدلا منهما وصلت لجنة سباعية مع رئيس الرقابة وشاهدت الفيلم!

تكونت اللجنة من المؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق والناقدين نادر عدلي وايزيس نظمي. والدكتور لواء مهندس نبيل لوقا بباوي والباحث السينمائي لواء الشرطة السابق ناجي فوزي وكلهم من الاقباط مع الناقد أحمد صالح.. وبعد العرض أعربوا عن اعجابهم بالفيلم. ودخلوا صالونا ملحقا بدار العرض. وعندما هم أسامة فوزي واسعاد يونس بالدخول معهم قال رئيس الرقابة ان الاجتماع سري فانتظرا في الخارج.

بعد نحو ساعتين خرج أعضاء اللجنة مع رئيس الرقابة وقالوا نفس الكلام الايجابي من دون أي اشارات سلبية!

مكالمة الأربعاء

يوم الاربعاء اتصل رئيس الرقابة بالمنتجة وطلب منها أن توقف الحملة الاعلانية التي كان من المقرر أن تبدأ قبل عرض الفيلم الاربعاء القادم حتي لاتذهب تكاليف الحملة الاعلانية هدراً لأن الفيلم لن يعرض يوم 9 يونيو وان الموافقة علي عرضه لاتتوقف علي الرقابة فقط!

في اليوم التالي اتصلت الفنانة ليلي علوي بطلة الفيلم بوزير الثقافة الفنان فاروق حسني تسأل عن مصير الفيلم فأبلغها ان من الضروري موافقة الكنيسة القبطية علي عرضه!

التصوير ليس سراً

صباح امس الجمعة صرح المخرج اسامة فوزي ل "الجمهورية" بأنه لم يصور الفيلم سراً وانما بموافقة الرقابة ولم يختلف السيناريو عن الفيلم في شيء وانه صور العديد من المشاهد داخل كنائس قبطية أي ان الكنيسة قرأت السيناريو ووافقت عليه بل ومع بداية العناوين المطبوعة علي الفيلم شكر خاص للكنيسة.

قال اسامة فوزي انه في دهشة تامة من قرار عرض الفيلم علي المسئولين في الكنيسة للموافقة علي عرضه أو رفضه وانه عبر عن رفضه لهذا في حوار تليفوني مع رئيس الرقابة وكانت دهشته اكبر عندما طلب منه الدكتور مدكور ثابت ان يكتب اليه رسالة يعبر فيها عن رفضه أن يعرض الفيلم علي المسئولين في الكنيسة وقال انه رفض كتابة مثل هذه الرسالة لانه ليس في خلاف مع الكنيسة ولكنه يعترض علي عرض الافلام علي أي جهات غير الرقابة احتراما لقانون الرقابة!

الجمهورية المصرية في

05.06.2004

 
 

حب السينما

للكبار فقط

الغزوات البربرية.. حدث سينمائي في الأوبرا

سمير فريد

اجتمعت لجنة الرقابه الاستشارية التي شكلها الدكتور مدكور ثابت. وشاهدت فيلم" بأحب السينما " يوم الثلاثاء الاسبق. ولجنة الرقابة الاستشارية الثانية التي شكلها الدكتور جابر عصفور وشاهدت الفيلم يوم السبت. وجرت مناقشات طويلة بين اعضاء اللجنتين من دون حضور أي من العاملين في الفيلم. وكان كاتب الفيلم هاني فوزي ومخرجه اسامة فوزي ينتظران خارج قاعة الاجتماعات دعوتهما لحضور الاجتماع. وسمح لهما بالدخول بعد نحو ساعتين ومعهما المنتجه اسعاد يونس.

ولمدة نصف ساعة جري الحوار بين الكاتب والمخرج والمنتجه وبين اعضاء اللجنتين بحضور الدكتور عصفور والدكتور ثابت. وانتهي إلي حذف ثلاث كلمات من علي شريط الصوت والموافقة علي عرضه.. "للكبار فقط" وهكذا يعرض الفيلم اليوم في الموعد الذي كان مقرراً من البداية. وانتصر المدافعون عن الحرية من المثقفين في مصر في معركة سريعة دخلوها بقوة. ومن دون أي تنازلات وبالطبع فإن الاستجابة من قبل الدولة ترجع الي وجود فنان تشكيلي علي رأس وزارة الثقافة. ومثقف كبير طالماً دافع علي الحرية علي رأس المجلس الأعلي للثقافة ومخرج وباحث واستاذ بمعهد السينما علي رأس جهاز الرقابة.

أحب السينما

أتمني أن يغير صانعو فيلم أسامة فوزي الجديد العنوان من "بحب السينما" إلي "أحب السينما". فالعنوان العامي مزعج حتي في كتابته. وطوال الفيلم لم يقل أي من شخصياته كلمة "سيما" وإنما "سينما" العنوان العامي لن يضيف إلي شعبية الفيلم لأن أحداً في مصر من كل طبقات الجمهور لا يقول عن السينما "سيما". وإنما يقول "سينما" مثل شخصيات الفيلم.

وبغض النظر عن العنوان. شاهد الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة الذي تتبعه الرقابة من الناحية الإدارية الفيلم في عرض خاص مساء السبت. ومعه عدد من نقاد السينما. ومن دون حضور أي من رجال الدين المسيحي حسب توصية اللجنة التي شكلها الدكتور مدكور ثابت رئيس الرقابة. وشاهدت الفيلم مساء الثلاثاء.

وفي نفس الوقت الذي كان يعرض فيه الفيلم عقدت لجنة السينما بالمجلس الأعلي للثقافة اجتماعها الدوري نصف الشهري. وناقشت توصية اللجنة المذكورة بعرض الفيلم علي رجال الدين المسيحي. وفي حضور عضوين من لجنة السينما اشتركا في لجنة الرقابة. وقررت لجنة السينما بالإجماع تقديم توصية إلي وزير الثقافة الفنان فاروق حسني بعدم عرض الأعمال الفنية علي رجال الدين الإسلامي أو المسيحي. والتمسك باستقلال الرقابة الكامل حسب قانونها الذي ينص علي استقلالها بوضوح.

حب السينما وكراهية عبدالناصر

خصص الكاتب الكبير محمد سلماوي مقاله الأسبوعي أول أمس عن فيلم "أحب السينما". وقال إن الفيلم عن حب السينما بقدر ما هو عن كراهية جمال
عبدالناصر!

ومع احترامي للكاتب فتعبير الفيلم عن هزيمة يونيو 1967 وعن المجتمع الذي أدي إلي الهزيمة لا يعني أبداً كراهية عبدالناصر. وقد حان الوقت منذ زمن لكي تتخلص حياتنا الفكرية والسياسية من حب عبدالناصر وكراهيته ومن حب السادات وكراهيته. وإذا كان جيل سلماوي والذي انتمي إليه أيضاً لا يزال يعيش في هذه الثنائية بحكم تجاربه. فمن حق الجيل الذي يمثله الكاتب هاني فوزي والمخرج أسامة فوزي. بل ومن واجبه أن يتحرر من هذه الثنائية. ويحب مصر أولاً وأخيراً. أو يحب الحقيقة عملاً بقول شاعر الهند طاغور أحب الحقيقة وأحب الهند ولكن أحب الحقيقة أكثر مما أحب الهند.. بعد نهاية القرن العشرين الميلادي من واجب كل مصري أن يتأمل القرن. ويقارن بين النصف الأول الذي أعقب ثورة 1919 والنصف الثاني الذي أعقب ثورة 1952 بكل ما فيها وما عليها. وإذا لم يكن كذلك فليقل لنا من يختلف حصيلة ماذا إذن.. وإذا كانت ديمقراطية ما بعد ثورة 1919 قد فشلت كما يري أنصار ثورة 1952. وإذا كانت ديكتاتورية ما بعد ثورة 1952 قد فشلت كما يري أنصار ثورة 1919 فهل معني هذا أن علينا أن نفكر في المستقبل باعتبار أن مصر لم يصلح معها لا الديمقراطية ولا الديكتاتورية كيف يكون المستقبل إذن؟

حدث الأسبوع. والذي سيذكر كأحد الأحداث السينمائية لعام 2004 زيارة فنان السينما الكندي العالمي دنيس أركان للقاهرة التي تبدأ اليوم حيث يحضر عرض أحدث أفلامه "الغزوات البربرية" في مركز الإبداع الفني بمنطقة الأوبرا الثقافية بدعوة من السفارة الكندية.. يشاهد عشاق السينما "الغزوات البربرية" وهو من روائع السينما المعاصرة الذي عرض لأول مرة في مسابقة مهرجان كان العام الماضي حيث فاز بجائزة أحسن سيناريو لمخرجه وجائزة أحسن ممثلة لبطلته دورثي بيرمان كما فاز بأوسكار أحسن فيلم أجنبي هذا العام. وكان ثالث فيلم للمخرج يرشح لهذه الجائزة. وفاز بجوائز أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو في مسابقة سيزار الفرنسية. وغيرها من الجوائز الكندية والدولية المرموقة.

من المعروف أن السينما الكندية عرفت بإنتاج الأفلام التسجيلية وأفلام التحريك عقوداً طويلة من الزمن. وخاصة أفلام "ناشيونال فيلم بورد" أو "الهيئة القومية للفيلم" التي كان اسمها ولا يزال يعني الجودة علي مستوي العالم. ومع نهاية الستينيات من القرن الميلادي الماضي وبداية السبعينيات بدأت الأفلام الروائية الطويلة الكندية توجد علي خريطة إنتاج هذا النوع الأشهر من الأفلام. وكان دنيس أركان من كندا الناطقة بالفرنسية صاحب الفضل الأول في ذلك ثم تبعه دافيد كرونبرج من كندا الناطقة بالإنجليزية.

من مزايا المهرجانات السينمائية الدولية الكبري أنها تتيح لمن يتابعها متابعة تطور بعض المخرجين الذين يتابعون هذا المهرجان أو ذاك عرض أفلامهم في برامجه المختلفة حتي أنهم يصبحون أبناء المهرجان ومن اكتشافاته. وهذا ما حدث مع دنيس أركان في مهرجان كان. فقد عرض فيلمه الروائي الأول "الخبز الملعون" في أسبوع النقاد عام 1972.

فيلمه الثاني "ريجان بادوفاني" في نصف شهر المخرجين عام 1973. وعرض نفس البرنامج "سقوط الامبراطورية الأمريكية" عام 1985 ويعرض غداً في مركز الإبداع. وعرض في المسابقة "المسيح من مونتريال" عام 1989. والذي يعرض بعد غدي في مركز الإبداع أيضاً. وفي مهرجان كان 2000 عرض "مملكة النجوم" في ختام المهرجان خارج المسابقة وكان أول فيلم كندي يختتم المهرجان الكبير.

ومن خلال حضوري مهرجان كان منذ عام 1967 تابعت تطور دنيس أركان في أفلامه الكبري المذكورة. ونشرت في "الجمهورية" عام 1973 "ومن كندا عرض الفيلم الطويل الثاني لمخرجه دنيس أركان. وهو فيلم "ريجان بادوفاني" الذي يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه أهم مخرج في السينما الكندية المعاصرة" وذكرت في نهاية المقال "ويحافظ أركان في فيلمه الجديد علي عناصر أسلوبه المتميز التي بدت في فيلمه الأول "الخبز الملعون". ولكنه يطورها بمزيد من العمق والنضج".

الأسبوع الثاني للفيلم الإسباني

اختتم أمس في مكتبة الإسكندرية الأسبوع الثاني للفيلم الإسباني الذي تنظمه السفارة الإسبانية. والذي يقام في مركز الإبداع بالقاهرة من 22 إلي 28 يونيو الحالي.. يتنافس الأسبوع 6 أفلام منتقاة بعناية فائقة ومترجمة إلي اللغة العربية لثلاثة من الكبار "كارلوس ساورا وبيدرو أوليا وفيكتور اريك" وثلاثة من الشباب "مارك ريتشا وجراثيا كيريختيا والكس دي لا ايجلسيه" وتعرض مجاناً لعشاق السينما.

الجمهورية المصرية في

09.06.2004

 
 

فيلم مثير للإهتمام
بحب السيما: فيلم ينتقد الأصولية الدينية  

القاهرة - من رياض ابو عواد  

  • الفيلم الذي يندد بالأصولية الدينية لدى أسرة قبطية يكسر الكثير من المحرمات في السينما المصرية التي تؤثر الابتعاد عن القضايا الشائكة.

يوجه فيلم "بحب السيما" لاسامة فوزي نقدا لاذعا الى الاصولية الدينية والنزعة التسلطية من خلال بوتقة قبطية كاسرا الكثير من المحرمات في السينما المصرية التي تسعى عادة الى الابتعاد عن الخوض في قضايا الدين والجنس او التعامل مع الأقليات.

يتناول الفيلم قصة ابن لاسرة قبطية متزمتة يعشق السينما الا ان والده المتزمت والمتسلط (محمود حميدة) يمنعه حتى من مشاهدة الافلام التي يرى انها تدعو الى الفساد والانحلال كما يمارس كل انواع القهر على زوجته الرسامة (ليلى علوي) ويكبت ابداعها الفني.

ويقول الناقد في اسبوعية "صباح الخير" عصام زكريا ان الفيلم يمكن ان "يفهم من خلال عدة مستويات" فمسار الاحداث الدرامية يمكن ان يشكل "نقدا لاذعا لتزمت الاصولية الدينية القبطية والاسلامية الى جانب التزمت السلطوي في الاسرة التي يمثلها الاب وايضا استبداد السلطة السياسية".

ويرى زكريا ان "الفيلم قدم صورة حقيقية عن مجتمعات القهر التي تولد الخيانة والكذب على النفس وعلى الاخرين ولا بد ان تؤدي في النهاية الى الهزيمة".

وقد ظهر ذلك جليا قبل نهاية الفيلم عندما مزج المخرج بين مشهد الغروب وخطاب تنحي الرئيس جمال عبد الناصر اثر هزيمة حزيران/ يونيو 67 وموت الاب وذلك في تهيئة لانتقال المجتمع المصري "الى مرحلة اكثر ظلامية مهدت لها مرحلة الستينات بتزمتها السياسي" كما تقول الناقدة في اسبوعية "المصور" امينة الشريف.

ويقول الناقد في اسبوعية "روز اليوسف" طارق الشناوي ان "السيناريو الذي كتبه هاني فوزي جاء سلسا وواقعيا وجميلا الى جانب المخرج اسامة الذي صنع حالة من البهجة والمتعة التي لا تخلو من العمق على مستوى الفكر والصورة السينمائية".

وفي قراءة ثانية يقول الشناوي "من يرى هذا الفيلم سيصبح اقرب الى الله فالاديان وجدت لسعادة البشر لكن من يقومون على تفسيرها هم الذين يعملون على تعاسة البشر والصبي هنا نموذج للفطرة الدينية كما عبر عنها في مخاطبته الله بكل مشاعر صافية".

ميدل إيست أنلاين في

09.06.2004

 
 

محققا انتصارًا كبيرًا لحرية الإبداع

عروض "بحب السيما" تبدأ بمساندة كبار النجوم

محمد عبدالرحمن

حقق السينمائيون المصريون بمساندة الصحافة الواعية، انتصارا سريعا وحاسما فى قضية فيلم "بحب السيما". وجاء حضور النجوم عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي إلى العرض الخاص للفيلم بمثابة تأييد للسينما الجميلة ضد عشوائية قرارات الرقابة المصرية ، هذه العشوائية الذى كشفها بنفسه د.مدكور ثابت رئيس الرقابة عندما نفى وجود اتجاه لعرض الفيلم على رجال الكنيسة المصرية، وقال إن هذا كان مجرد اقتراح لأحد أعضاء اللجنة ولم يتم اعتماده ، وهو تبرير غير مقبول ، ومن الواضح أن الاقتراح كان بالونة اختبار رفضها صناع الفيلم ورجال الكنيسة فى نفس الوقت ، من جانبها قالت الفنانة إسعاد يونس – منتجة الفيلم – أن هذه الأزمة جاءت فى وقت يطالب فيه الفنانون بمراجعة دور الرقابة ، فوجدنا أنفسنا مهددين بزيادة مستويات الرقابة ، ولهذا كنت مصرة على عرض الفيلم فى موعده بأي شكل لكى نقول إننا لن نقبل أي محاولات لتكبيل حرية الإبداع .

وشهد العرض الخاص بسينما كايرو مول حوالى 1000 شخص , وحضره عدد كبير من الفنانين منهم أحمد السقا و أحمد حلمى و احمد رزق و رامز جلال و حنان مطاوع إلى جانب أبطال الفيلم محمود حميدة الذى جاء مع كافة أسرته وليلى علوي التى حضرت متأخرة ونالت قدرا كبيرا من الترحيب  وجلست بجوار عادل إمام , وحضر بالطبع الطفل البطل يوسف عثمان وعمره 10 سنوات وكان له 6 سنوات فقط عند تصوير الفيلم , واعتذر المخرج اسامة فوزي عن الإدلاء بأي تصريحات للتليفزيون بسبب توتره الشديد وقام بالمهمة بدلا منه هاني جرجس المنتج المنفذ وهاني فوزي مؤلف الفيلم .

قصـة الفيلم

الفيلم الذى تمت الموافقة على عرضه ولكن للكبار فقط , يدور حول أب مسيحي متعصب يحرم ابنه من كل شيء بدعوى الحرمانية , ومع ذلك يعيش فى عذاب بسبب هذا الحرمان , وتتضرر معه الأم بالطبع لدرجة أنه لا يمارس معها العلاقة الزوجية لأنه يخاف أن يموت وهو بين أحضانها , وفى الوسط يقف الابن حائرا بين السينما التى يحبها وتشدد الأب , ولكنه ينتصر فى النهاية عندما يكتشف الأب أنه أجهد نفسه وعائلته وأن علاقته بالله علاقة خوف وليس حب , ولكنه يتوفى فجأة يوم تنحى الرئيس عبدالناصر , وتحزن علية الأم وتقرر التشدد على حماية أبنائها , ولكن الابن يستمر فى عناده ويشاهد التليفزيون لحظة وفاة جده .

الفيلم يتمتع بلغة سينمائية متميزة وحوار بسيط وتلقائي أعطى الجمهور فرصا كثيرة للضحك والقهقهة أيضا ، وقدم الأبطال أدوارهم بعناية كما سنوضح بعد قليل , لكن يمكن القول بأن الفيلم به بعض المبالغات خصوصا فيما يتعلق بشخصية الابن الصغير الذى يتكلم بلباقة شديدة ، نعم ، ولكن غير واقعية أحيانا ،  فهو يهتم بالجنس وبالسؤال عنه بشكل غير مبرر ، ومتناقض أحيانا  كما أنه لا يبالي بمشاعر الحزن من حوله ، صحيح أن الأطفال لا يعرفون الموت ولكن طفلا يحب السينما لا ينتبه حتى لحزن والدته وجدته ، وقد يكون هدف المخرج والمؤلف إعلان رفضهما للكبت والقيود التى تحد من نبوغ أطفالنا ولكن هذه المبالغات قد تفقد الفيلم مصداقيته عند المشاهد العادي ، لأنه قد يعجب بالفيلم ولكنه يخرج قائلا "مفيش عيل بيعمل كل ده" ؟!

أيضا فيما يتعلق بالزوجة التى كانت أصلا رسامة ، لماذا الإصرار على أن تكون كل لوحاتها فتيات عاريات ، وكأن هذا هو فن الرسم ، إن المبالغات تعطى للمتعصبين الذين يهاجمهم الفيلم أصلا و تعطى لهم الفرصة لاتهام الفنون بأنها تهتم بالجسد فقط !  

نجوم وسطور :

·         محمود حميدة فى© هذا الفيلم يستحق جائزة للتمثيل ، دور صعب أداه ببراعة ، خصوصا فى مشهد مناجاته للسماء بعد خروجه من الخمارة.

·         ليلى علوي كعادتها متألقة تمسك بالشخصية جيدا ،© جميلة رغم أنها وقت تصوير الفيلم لم تكن قد اتبعت الريجيم القاسي .

·         يوسف عثمان© هو أفضل طفل ظهر فى السينما المصرية منذ سنوات طويلة ، هذه ليست مبالغة ، شاهدوا الفيلم لتتأكدوا ، إنه أفضل فى رأيى من بطل سلسلة أفلام وحدي فى المنزل .

·         اختيار النجم شريف منير لشخصية الراوي ، كان موفقا ، لم تظهر صورته ، لكن© صوته أعطى للفيلم بريقا خاصا .

·         منى شلبي طبيعية وتلقائية ، بعكس أفلامها© الأخيرة ، المفارقة أنها صورته منذ 3 سنوات ، فهل لأضواء النجومية علاقة بهذا التناقض ؟

·         عايدة عبدالعزيز فى دور أم ليلى ، تؤكد أن صناع السينما الجديدة© فقدوا التمييز ، إنها طاقة فنية تستحق السعي وراءها .

·         رؤوف مصطفى فى دور الجد© بشرى , ظهر فى عدة مشاهد , لكنك لا تستطيع القول أنه يمثل ,بل هو فعلا بشرى , مسيحى طيب يسكن فى شبرا .

·         المغنى إدوارد , فى دور زوج منه شلبى , يمثل أفضل كثيرا© مما يغنى .

·         الوجه الجديد يوسف جوهر فى دور شقيق ليلى علوى , لو استمر بنفس© المستوى فأن أحمد عز عليه أن يقلق .

·         أحمد كمال فى دور طبيب الأسرة , كعادته© يقدم تفاصيل الشخصية بسخاء , ولكنه حتى الآن لم يأخذ حقه من الشهرة .

·         ذكى فطين© عبدالوهاب , أول مره أشاهده يمثل دون عصبية , ربما أنه بعيدا فى هذا الفيلم عن طريقة أستاذه يوسف شاهين .

وتبقى كلمــة :

احموا  يوسف© عثمان من أمراض النجومية التى تصيب للأسف معظم الفنانين المتميزين كبارا وصغارا .

بعد سنوات من التخبط شهدت تقديم فيلم لشعبان عبدالرحيم , ها هى الشركة© العربية للإنتاج , تقدم خلال عامين 3 أفلام من أفضل إنتاج السينما المصرية , سهر الليالى , بحب السيما , أحلى الأوقات , مع ملاحظة أن الأول والثاني تأخرا طويلا فى ثلاجة الشركة , نرجو من الفنانة إسعاد يونس الاستمرار فى تقديم سينما جميلة وهى بذلك ستسكت بشكل غير مباشر كل الأصوات التى تهاجمها عندما ترأست هذا الكيان السينمائى الضخم , الذى نتمنى استمراره وظهور كيانات أخرى مصرية كانت أو عربية , المهم أن تقدم لنا أفلاما تحافظ على حبنا للسينما .    

Keshk2001@hotmail.com  

موقع "إيلاف" في

10.06.2004

 
 

نجوم الفيلم عاشوا بين الخوف والأمل:

أسرار اللحظات الأخيرة قبل تحديد مصير "بحب السيما"

تحقيق: إنتصار دردير/ أسامة صفار/ مصطفى حمدي

ساعات من القلق والترقب عاشتها أسرة فيلم 'بحب السيما' علي مدي الأيام الماضية وقبل التصريح بعرض الفيلم النجمة ليلي علوي بطلة فيلم 'بحب السيما' تابعت بقلق الأزمة التي أثيرت حول الفيلم في الأيام الأخيرة حتي تمت الموافقة علي عرضه.
تقول ليلي علوي: لا أنكر أنني شعرت بالقلق بسبب الضجة التي أثيرت فجأة حول الفيلم ولم أفهم سببها فالسيناريو وافقت الرقابة عليه وتم تنفيذه دون إضافة وكان يرافقنا أثناء التصوير أحد الرقباء.. حدث ذلك طوال أيام التصوير فما الذي حدث فجأة.. نعم لان فكرة الفيلم جديدة ولم يتعرض لها أحد من قبل.. ولهذا سعدت بموافقة اللجنة التي رأسها د. جابر عصفور علي عرض الفيلم بعيدا عن الدعاوي التي أطلقها البعض لعرض الفيلم علي مؤسسات دينية.. ورغم ذلك أتمني أن يشاهد كل رجال الدين المسيحي الفيلم وسوف يتأكد للجميع أنه فيلم واقعي ويطرح قضايا الايمان والتسامح الذي حثت عليه كل الأديان السماوية.. وفي المسيحية جملة شهيرة 'من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر'.
وحول الفيلم تقول ليلي:

بحب السيما من أهم أفلام حياتي ومن أهم الافلام التي قدمتها السينما في السنوات العشر الأخيرة وقد أحسست بذلك منذ قراءتي الأولي للسيناريو وحينما شاهدت نسخة الفيلم.. شعرت أنه فيلم عالمي فكل عناصره الفنية متميزة للغاية من ديكور وملابس وموسيقي ومونتاج وتصوير واخراج وقبل ذلك كله السيناريو بالاضافة للأداء الرائع للممثلين وعلي رأسهم محمود حميدة والطفل الصغير يوسف عثمان الذي تلقي تدريبات علي التمثيل لدي د. محمد عبدالهادي قبل أن يواجه الكاميرا وكان المخرج علي قدر كبير من التفاهم معه.. وحتي الكومبارس أختيروا بعناية.. وشعرت لذلك أنني أشاهد فيلما عالميا تكاملت فيه كل العناصر الفنية واذا كنت قد وقعت في غرام السيناريو من البداية فقد أحببت الفيلم أكثر وأقول الحمد لله أنه سيعرض أخيرا بعد أن تعثر ظهوره لبعض الوقت.

الرفض

أما الفنان محمود حميدة الذي يخوض تجربته الثالثة مع أسامة فوزي في هذا الفيلم فيقول:

لم أتابع بالتفصيل الأزمة الرقابية التي سابقها الفيلم لكنني أعلنت أن اقتراحا أو رأيا تردد حول عرض 'بحب السيما' علي رجال الدين لاتخهاذ القرار بشأنه وهو ما أرفضه تماما وأري بشكل عام أن الرأي الأول والأخير للمشاهد الذي ما إن يستقبل العمل الفني حتي يصبح ملكا خالصا وهو حر في ما يبديه من رأيا تجاهها.

ولا أخفي فرحتي الشديدة بخروج هذا العمل للنور فقد بذل فيه الجميع كاتب ومخرج وممثلون وفنيون جهدا كبيرا، كان يجب أن يري النور ليبدي الجمهور رأيه فيه ويستمتع به.

كبار المثقفين

عبرت إسعاد يونس عن سعادتها بقرار اللجنة رغم حذف بعض المشاهد وقالت:
مخرج الفيلم أسامة فوزي تأثر كثيرا بقرار الحذف، لكننا التقينا في النهاية بلجنة من كبار المثقفين وعلينا أن نحترم كلمتهم، حتي لو كانت لجنة غير رقابية، وفي النهاية أيضا فإن نسخ المهرجانات كاملة لن يحذف منها أي شيء وهذا يسعدنا.

وعن الأزمة تقول:

حساسية الفيلم تأتي من أنه موضوع جديد يطرح لأول مرة، علي شاشة السينما وقد حدث مع مسلسل 'أوان الورد' ومع فيلم 'للحب قصة أخيرة' باختصار أي موضوع تتم مناقشته بقليل من الجرأة يجد مقاومة وأظن أنه لولا إصرار القائمين علي الفيلم لما خرج إلي النور والمشكلة أن اللجان العليا تصدر قرارات غير قابلة للنقض، ففي الوقت الذي يستطيع فيه أي شخص أن يقدم طلب رد للقاضي في المحكمة فإن هذه اللجان غير قابلة للرد.

شيء من الخوف

المؤلف هاني فوزي الذي كتب فيلم 'بحب السيما' يفسر الأزمة التي مر بها الفيلم بقوله: ما حدث أنظر له علي أنه ارتعاش وخوف لامعني له في ظل التطور الذي يشهده المجتمع فالهوائيات نشاهدها بدون رقابة والدعوة مستمرة لارساء الديمقراطية وتم انشاء مجلس لحقوق الانسان.. وبعد كل هذا نتصرف بطريقة العصور الوسطي وندعو جهات أخري لتحكم علي فيلم سينمائي.. فنبيح ان ترخص نقابة الاطباء بالفيلم اذا كان أبطاله أطباء.. ويحدث كل ذلك في ظل وجود جهاز رقابة فأنا ضد أن تكون هناك جهات أخري غير مؤسسة الرقابة بل إنني ضد وجود الرقابة أصلا..

ويضيف: الفيلم شاهدته لجنة من 12 رقيبا أشادوا بالفيلم واعترضت واحدة وبعد ذلك تم تشكيل لجنة من النقاد والمثقفين ثم طرحت فكرة عرضه علي الكنيسة ولا أعرف هل اتصل أحد بجهات ما.. لاشعال الأمر.. وقد اعترضنا علي هذا الاتجاه وعملنا بطاقة استبيان.. أجمع غالبية الذين أدلوا برأيهم أن الفيلم متميز.. ثم كانت اللجنة الأخيرة التي حصرت ملاحظاتها في جملة في مشهد.. علي لسان احدي الشخصيات.. وأشادوا أيضا بالفيلم..

وحول احساسه بأنه يدخل 'عش الدبابير' بفيلمه يقول هاني فوزي: أي كاتب يقدم فيلما فيه صدق وحقيقة لابد أن يفاجأ بمشاكل لايتوقعها وكنت أشعر بذلك مسبقا لكنني لم أتخل عن قناعاتي رغم أننا في مجتمع لم يتعود علي الحرية.

نعيم الصغير

يوسف عثمان أو الابن 'نعيم' في فيلم 'بحب السيما' عمره الآن عشرة أعوام، وقد مثل دوره في الفيلم وعمره ستة أعوام فقط يقول:

دوري ولد صغير اسمه 'نعيم' بحب السينما ويتمني أن يشاهد أفلاما دائما، وأمه تهوي الرسم، وعندما يصحو من النوم يقول لها: أريد الذهاب إلي السينما وإلا سأقول لبابا إنك بترسمي.. وفي النهاية يموت أبوه، ويعيش بعد موته وكأن شيئا ما ضاع منه.. ويموت جده وهو يشاهد التليفزيون..

وعن أعماله الجديدة يقول يوسف:

شاركت في فيلم اسمه 'سيب وأنا أسيب' اخراج وائل شركس وبطولة مها عمار وعزت أبوعوف وعبدالله مشرف وطارق عبدالعزيز.

وأما الممثلة مني يوسف وهي شقيقة والدته فتقول:

لقد لاحظت عليه ميولا فنية مبكرة فألحقته باستوديو الممثل وتدرب علي يد الدكتور محمد عبدالهادي وجاء اسامة فوزي الي الاستوديو ليكتشف موهبته ويكلفه بأداء دور 'نعيم' في هذا الفيلم.

أعرب أسامة فوزي مخرج الفيلم عن سعادته بالموافقة علي عرض الفيلم بعد 4 سنوات من المعاناة.

قائلا: كل التقدير للجنة الخاصة التي وقفت بجانب حرية الابداع واستمعت إلي مبرراتي وطرحت تساؤلاتها للوصول لحل أمثل لأزمة الفيلم، ولقد قررت اللجنة حذف بعض الجمل الحوارية من علي شريط الصوت واعتقد ان هذا الحذف لن يؤثر علي السياق الدرامي للفيلم ولكنني كنت أتمني أن يعرض الفيلم بدون حذف مادام قرار عرضه اقتصر علي الكبار فقط لأن هناك بعض الادوات والجمل التي استخدمتها في تلك المشاهد لخلق مناخ معين للمشاهد، واعتقد انني قد خرجت من هذه المفاوضات بأقل الخسائر ان لم أكن رابحا عرض فيلمي بعد سنوات طويلة من المعاناة والمشاكل التي أعاقت عرض الفيلم في موعده.

وحول مدي اقتناعه بمبررات اللجنة في حذف بعض المشاهد يقول:

اقتنعت بصورة كبيرة جدا بعد العديد من المناقشات ولقد تركزت تلك المبررات في أن هناك حساسيات دينية اضافة إلي تناول الفيلم لبعض الطقوس الدينية الخاصة بالطوائف المسيحية والتي قد لاتفهم من قبل البعض مما يكون له تأثيره السلبي في ظل حالة التوتر التي تعيشها المنطقة.

أما عن الطقوس الدينية في الفيلم فيوضح:

لم أقصد تناول الطقوس الدينية بشكل رئيسي ولكن الفيلم اجتماعي ويتناول حياة أسرة مسيحية بما فيها من حياة دينية كأي أسرة مسلمة أو حتي يهودية وعندما أخترت اسرة مسيحية لتكون محورا لأحداث الفيلم رأيت عرض بعض التفاصيل المتعلقة بخصوصية الديانة المسيحية وهو نفس الوضع اذا تناولت تفاصيل متعلقة بخصوصية الاسلام أو اليهودية، فكان التخوف من ان تفهم تلك الطقوس بشكل خاطيء.

وهي تجربة صعبة سرقت وقتا طويلا من عمري الفني وقد احاطها العديد من المشاكل بداية من كتابة الفيلم وحتي عرضه ولقد استغرق الفيلم اربع سنوات تعرض السوق السينمائي خلالها للعديد من التغيرات والتطورات مما تسبب في احتباطي نفسيا، أما علي المستوي الفني فهو فيلم هام جدا في مسيرتي لأنني توجهت به إلي الجمهور بشكل مختلف عن فيلمي السابقين اللذين كانا بمثابة الصدمة للجمهور.

وكنت اتمني عرض الفيلم في وقته فقد كان من الممكن ان يكون له تأثير مختلف خاصة وأنه كان سيعرض قبل أحداث 11 سبتمبر والفيلم يحمل معاني تتناول التطرف وفرض السيطرة والحرية وجميعها كانت ستجعل منه فيلما سابقا لعصره وللأحداث العالمية التي مرت بها المنطقة، وقد يؤدي عرض الفيلم حاليا إلي نجاحه في ظل سخونة تلك الاحداث.

أخبار النجوم المصرية في

12.06.2004

 
 

إتهموه بالجرأة وطالبوا بعرضه على الكنيسة:

"بحب السيما" ينتصر للإبداع بعد معركة مع الرقابة

أسدل الستار مساء الأحد الماضي علي الحلقة الأخيرة من الأزمة التي تعرض لها فيلم 'بحب السيما' والتي عاش خلالها أبطال الفيلم علي خط التماس بين الأمل في الخروج للأضواء والخوف من الغياب في زوايا النسيان، بعد ان تلقفته أيدي الرقباء بين رافض لمضمونه ومتحمس للاجهاز عليه واذا كان خصوم الفيلم قبل عشاقه قد شهدوا بجودته علي كل المستويات فانه كاد أن يتحول علي أيديهم الي ضحية بسبب اخلاص القائمين عليه لفهم وهموم مجتمعهم دون تمييز بين مسلم ومسيحي ولولا اصدار 'لجنة خاصة' برئاسة د. جابر عصفور أمين عام المجلس الأعلي للثقافة والتي ضمت 12 من المفكرين وقرارا بالافراج عنه مقابل حذف بعض الجمل والمشاهد ولولا ذلك لوجد الفيلم طريقه للعرض علي الكنيسة في سابقة لم تحدث من قبل، ولظل كل سينمائي يضرب أخماسا في أسداس حتي يعرف الجهة التي ستراقب فيلمه.

'أخبار النجوم' تابعت الفيلم علي مدي أربعة أعوام منذ بدء تنفيذه وعاشت محنته في أربع لجان عقدت لاصدار قرار يحدد مصيره وأكثر من عشرين رقيبا!! واستطلعنا آراء كبار النجوم والمفكرين وأبطال الفيلم في هذه القضية.

وكانت 4 لجان قد شاهدت الفيلم ضمت عددا من المثقفين والنقاد.. ماذا حدث داخل هذه اللجان وكيف يري اعضاؤها هذه الأزمة؟

يؤكد المؤرخ د. يونان لبيب رزق أحد أعضاء اللجنة العليا للمشاهدة ان السبب الرئيسي في تشكيل تلك اللجنة يرجع الي تناول الفيلم للحياة الدينية والاجتماعية للأسرة المسيحية بكامل تفاصيلها الدقيقة ويقول: رصد الفيلم أدق التفاصيل في حياة الأسرة المصرية القبطية بداية من علاقة الزوجين ببعضهما البعض ووصولا الي الطقوس الدينية داخل الكنيسة، وأعتقد أن تشكيل تلك اللجنة يرجع الي حساسية بعض الأقباط تجاه عرض قضاياهم في وسائل الاعلام خاصة وأن الشخصية القبطية ظلت مهمشة في موضوعات السينما المصرية علي مر تاريخها.

ويوضح د. يونان قائلا انه ليس من أنصار تهميش الآخر سواء كان مسيحيا أو مسلما فمثلما كان الأقباط مهمشين في السينما المصرية، فإن الفيلم لم يتناول أية شخصية مسلمة ضمن اطاره الدرامي وأتمني الا يتم تهميش أي عنصر من عناصر المجتمع المصري في أعمالنا الفنية دون تفرقه بين مسلم أو مسيحي ولقد كانت تلك أهم ملاحظاتي علي الفيلم اضافة الي بعض المشاهد التي اتمني تخفيفها حفاظا علي الذوق العام ولقد تقدمت بتقرير مفصل حول ملاحظاتي الي د. مدكور ثابت رئيس الرقابة واعتقد ان القرار الذي اتخذته اللجنة العليا هو القرار الأمثل تجاه الفيلم، وبالرغم من ذلك فأنني أري ان الفيلم رائع من الناحية الفنية واعجبني علي المستوي الشخصي لأنه تناول القضية التي طرحها بمنتهي الصدق وقدمها بواقعية.

الطقوس الدينية

الناقدة ايريس نظمي تري ان المبرر الوحيد للضجة التي اثيرت حول الفيلم هو تعرضه للطقوس الدينية الخاصة بالكنيسة والتي قد تسبب حساسية دينية لدي البعض وتقول: الفيلم يتناول أسرة مسيحية تختلف الملة الدينية للزوجين فيها فالأب يتبع المذهب الأرثوذكسي بينما الزوجة من طائفة البروتوستانت ويرصد الفيلم التفاصيل الدقيقة في علاقة الزوجين وارتباطهما بأفكار ومعتقدات المذهب الديني الذي يعتنقه كل منهما.
وتضيف بالرغم من ان الفيلم رائع فنيا إلا أنه كان لي بعض الملاحظات حول عدد من المشاهد كان اولها مشهد مراسم الزواج في الكنيسة والذي يرفض خلاله القس هذا الزواج باعتباره باطلا لتنشب معركة بين العائلتين وقام المخرج بالاستفاضة في تصوير هذا المشهد بالتفصيل بالرغم من ان الكتاب المقدس يؤكد علي احترام الأماكن المقدسة، أما المشهد الثاني فهو الذي تظهر فيه الفتاة وهي تمارس الحب مع ابن الجيران فوق برج الكنيسة وهو مشهد غير مقبول بالمرة، أما المشهد الثالث فقد تضمن عبارة خارجة قالتها عايدة عبدالعزيز التي تقوم بدور والدة ليلي علوي في الفيلم وذلك خلال العزاء واعتقد ان هذه العبارة لايمكن ان تترك كما هي خاصة وان الواقعية لاتعني الخروج عن حدود الأدب والذوق العام وحول مطالبتها بعرض الفيلم علي رجال الدين المسيحي قالت: لامانع من عرض الأفلام التي تناقش امورا دينية علي مجموعة من رجال الدين المستنيرين فكريا خاصة وان الفيلم قد تطرق الي أمور من صميم العقيدة وأسرار الكنيسة وهذا لايعني انني متزمته دينيا أو متشددة تجاه الابداع الذي يطرح قضايا المجتمع ولكنني أسعي لأن يقدم العمل بشكل لايساء فهمه.

ملاحظات ومشاهد

د. ناجي فوزي المخرج والمصور أحد أعضاء اللجنة التي اجتمعت برئاسة د. جابر عصفور وأجمعت علي أن يعرض الفيلم علي الجمهور ويعلق فوزي علي الفيلم قائلا:
كمستوي فني فإن 'بحب السيما' جيد، وهو يدور حول أسرة مسيحية مصرية الأب فيها شخص متزمت يفهم دينه بشكل خاطيء ويترتب علي تزمته مشكلات للزوجة وللطفل الذي يروي طفولته في عامي 67 و.68

والحقيقة أن هناك عناصر كثيرة ترفع من قيمة الفيلم منها الموضوع نفسه فهو مختلف تماما عما يعرض علي الشاشة هذه الأيام، ومستوي الحرفة فكل العناصر ممتازة وخاصة أداء ليلي علوي ومحمود حميدة والطفل يوسف عثمان ومنة شلبي وعايدة عبدالعزيز ويوضح د. ناجي فوزي ملاحظاته قائلا:

الفيلم يبدأ من تزمت رب الأسرة، وخطورة العمل أنه يعالج أزمة التزمت بتوازن، ولا أعتقد ان الكثيرين سيفهمون ذلك، وخاصة في الجزئية التي يتعرض فيها لاختلاف الملة بين الزوج الارثوذكس المتزمت والزوجة البروتستاتنية فالمسلمون المصريون ليست لديهم المعلومات الكافية عن المسيحيين كأصحاب عقيدة.

وهذا يجعلنا نتذكر فيلم 'البوسطجي' الذي أخرجه الراحل حسين كمال، فالأب في الفيلم يرفض زواج ابنته الكاثوليكية من الشاب البروتستانتي بسبب اختلاف الملة طبقا لرواية يحيي حقي لكن الفيلم حذف منه هذا الجزء، ولو تم تقديمه علي الشاشة أيامها لكنٌا قد عرفنا هذا الفارق من زمن مضي لكنه لم يحدث وبالتالي فان الجمهور سيفهم ان هناك اختلافا لكنه لن يفهم التفاصيل.

أما الملاحظة الثانية فتتعلق بالمشاجرتين اللتين حدثتا داخل الكنيسة، التي يختلف مفهومها عند البرتستانت عن الارثوذكس، فلدي الطائفة الأولي هي قاعة اجتماعات للصلاة، وبالتالي ليس لها نفس القدسية التي ينظر بها الارثوذكس الي كنيستهم اذن فخطورة الفيلم تأتي من عدم وجود خلفية ثقافية لدي العامة عن المسيحية ولذلك كان القرار بأن يكون للكبار والحقيقة انه فيلم صادق، يتحدث عن سلبيات الأسرة المسيحية.

وعموما فإن قرار اللجنة في أول بنوده أشاد بمستوي الفيلم، وفي الثاني قرر ان يعرض كاملا في جميع المنتديات والمهرجانات الثقافية والفنية في الخارج والداخل، وفي الثالث قرر ان يتم الحذف في اضيق الحدود.

وهذا الحذف كان من أجل ألا يحدث سوء فهم لأنه سيكون ضد الفيلم.

قيود ومحاذير

يقول د. نبيل لوقا بباوي: الفيلم يعتبر احدي العلامات المضيئة في تاريخ السينما لانه حطم العديد من القيود التي أدت لانفصال الفن المصري عن نسيج مجتمعه القائم علي وحدة المسلمين والأقباط، كان الاقتراب من حياة الأسرة المسيحية حتي الثمانينات من المحاذير الرقابية ولقد بدأت الأمور تتغير شيئا فشيئا من خلال الأعمال الدرامية التي بدأت تتناول حياة الأقباط والمسلمين أيضا مثل مسلسل أوان الورد، وخالتي صفية والدير اضافة الي فيلم 'فيلم هندي' حتي جاء الدور علي فيلم 'بحب السيما' ليغير الملامح الدينية لوجه السينما المصرية فهي المرة الأولي التي يتناول فيها فيلم مصري حياة اسرة قبطية بالتفصيل لذلك فقد شاهدت الفيلم عند عرضه علي اللجنة في المرتين حتي استطيع تكوين وجهة نظر متكاملة حول الموضوع من الناحية الاجتماعية والدينية وأيضا الفنية.

أخبار النجوم المصرية في

12.06.2004

 
 

دعوة لحب الحياة والبعد عن التعصب واحترام الفن

بحب السيما

فيلم يعبر عن كل البشر

صفاء الليثي

من المؤكد أن السينما المصرية قد خرجت من أزمتها التى استمرت لسنوات، ليس فقط لعبورها مأزق النوع الواحد ممثلا فى سيطرة أفلام الكوميديا الهزلية بفيلم "سهر الليالي"، ولا بسبب ظهور عدة مخرجات واعدات بأفلام جيدة، ولكن للصحوة الفكرية وتميز سيناريوهات أفلام دخلت مناطق شائكة جدا، وعلى رأسها فيلم المخرج أسامة فوزى والسيناريست هانى فوزى "بحب السيما" فيه يفصحان عن هويتهما المصرية المسيحية، إذ يتناول الفيلم أسرة مسيحية تقطن حى شبرا دون ضرورة للخوض فى مسألة الصداقة مع المسلمين كما فى الفيلم السابق للكاتب هانى فوزى "فيلم هندي"، ومن المهم جدا أن قضية التدين وعلاقتها بالجنس والحياة التى تم تناولها من زاوية شخص قبطى -مسيحى مصري- تنطبق فى كثير من أسسها مع أى دين، ومع الدين الإسلامى تحديدا، الحرام والحلال، الثواب والعقاب، الخوف من النار وطلب الجنة، ضغوط الحياة وشهوة الجسد، قضية الحرية، والسؤال المطروح منذ فترة: هل الفن حرام؟ كل هذه القضايا مشتركة بين الديانات المختلفة، طرحها المؤلف هانى فوزى بالتركيز على أسرة مصرية، راويا حياتها فى حقبة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بداية ووسط الستينيات، من خلال الطفل الذى هو المؤلف نفسه غالبا، طفل صغير يعشق السينما بينما يمنعه أبوه المتدين عنها "عدلي" محمود حميدة، فى الفيلم الطفل شاهد على كثير من خطايا الكبار يساوم كل منهم بفضح أمر خطيئته أو دعوته للذهاب إلى السينما، يتضرع الطفل فى صلاته -فى مشهد أبدعه المخرج أسامة فوزي- إلى الله بأن يجعل والده يوافق على فرصة مشاهدة فيلم المنتقم، وبعدها سيصلى له كثيرا، يطمع أكثر ويطلب فيلما ثانيا وثالثا، السحب تتحرك وينهمر المطر، الأم تهرع لإنقاذ طفلها من البرد، يمرض الطفل ويقدم لنا المبدعان شخصية غير نمطية للطبيب الذى يكرهه الطفل بتفاصيل صغيرة ممتعة وينجح المبدعان فى إشعارنا برفض السلطة ممثلة فى كل رموزها بداية من رجل الدين والناظر الفاسد والطبيب، الأم ليلى علوى تعمل ناظرة مدرسة ابتدائية يزورها مفتش التربية الفنية معترضا على إلغاء حصص الرسم لصالح دروس العربى والحساب، يكتشف الفنان زكى فطين عبد الوهاب موهبتها الفنية عندما تسقط لوحة تمثل منظرا طبيعيا ملفقا من عدة أجواء حيث شجر أوربى مع النخيل العربى، يسقطها فتظهر فى ظهر اللوحة لوحة أخرى بها رسم عارى لجسد امرأة، لوحة مرسومة بشكل فنى، ويبدأ مفتش التربية الفنية فى تحفيز الأم لاستعادة موهبتها وتحفيزها على العودة، ويكتشف الطفل أيضا نفس الشئ -نتيجة حادث عارض- مع اللوحات المعلقة فى بيتهم، هذه التفصيلة الرمزية التى تعنى كيف يخفى مظهر سطحى -وسخيف كما يقول الطفل- وبلا روح أشياء أعمق وأكثر خصوصية وبروح حقيقية، يصدر الأب صورة الله الذى يعاقب بالنار أكثر من صورته الرحيمة مهددا بها الطفل، الأم تكره هذا السلوك من الأب وتعاتبه عليه، تتزوج أخت الزوجة منة شلبى لدفع حمى الجسد من شخص غير مسئول، يترك لها توأما ويتهرب من الجيش، الجدة عايدة عبد العزيز التى تتلقى مكالمات تليفونية غزلية من مجهول بينما زوجها سارح فى ملكوت خاص به، غالبا يتعاطى مخدر،ا رسم المؤلف شخصيته بما يؤكد ذلك، وكل الشخصيات مرسومة بتفاصيل لا تقل عن أمتع القصص القصيرة الممتلئة بالغنى والخصوصية، فيلم "بحب السيما" يجبر المشاهد على احترامه وعلى تتبعه رغم خلوه من الهزل، فيلم قاتم فى كثير من أجزائه، ملئ بالنكتة وبروح المرح فى أجزاء أخرى ولكنه على مداره العام فيلم جاد، يناقش قضاياه بعمق، مع لحظات تخفيف يقوم بها غالبا الطفل المعجزة، الراوى صغيرا، الشاهد على زمن من حياة أسرة مصرية مسيحية، رغبة الطفل الوحيدة -خطيئته لدى الأب- حبه للسينما التى جعلها المؤلف والمخرج تعبيرا عن الحياة الحقيقية، الحرة والمنطلقة فى مقابل سلطة الدين وسلطة الدولة.

ليلى علوى أم وامرأة، نجحت فى التعبير عن ثنائية الأم المضحية التى تعمل ليل نهار من أجل أسرتها، والمرأة الممتلئة بالحيوية والراغبة فى إشباع احتياجاتها الجسدية والنفسية، عايدة عبد العزيز الجدة التى لا تشاهد ولا لحظة واحدة بدون شيء تفعله، تلهى نفسها بالعمل لتعوض فقدان الإشباع العاطفى نتيجة غياب الزوج لتوهانه وأنانيته، محمود حميدة المتدين كما كل مصرى، المثالى فى صراعه مع الله والكنيسة، والناظر وعبد الناصر، مقاومته لإغراء زوجته ودفعها له ليعيش كالبشر، دور صعب أداه بجدارة متناسيا وسامته، منة شلبى قبل عمليات التخسيس والتجميل، فتاة مصرية ممتلئة بالرغبة، مقنعة تماما، وجه معبر عن لحظات الفرح والحزن، هى أم قبل الأوان والتوأم على ذراعيها، تفاصيل كثيرة كلها محققة بالصورة تعاون فيها مع صلاح مرعى بالإدارة الفنية وهندسة المناظر، وطارق التلمسانى بالصورة التى تحمل أسلوبا لونيا يوحى بماض قريب، يحافظ على درجات لونية تقترب من اللوحات الزيتية، وخالد مرعى فى مونتاج خال من الألعاب، يستمد إيقاعه من روح المشاهد فيتمهل عندما يتوجب التمهل، كما فى مشهد موت الأب وهو يصحب الطفل على الدراجة فى الغروب، ويلهث فى تتبع إيقاع حركة الأم التى تقوم بمهام متعددة، موسيقى جديدة على الأذن لم نسمع عذوبة مثلها من قبل، فيلم مميز بكل عناصره الفنية، وكما كل عمل ثورى ينتهى الفيلم وقد تغيرت الشخصيات، الأب عدلى وقد اشترى جهاز التلفزيون بعد أن شاهدنا الطفل كطائر مغرد محملا على كتف الأب فى مشهد فائق ترتاح فيه قلوبنا، ويصل المخرج فى تعبيره عن معانى المؤلف درجات تطاول السماء، أسامة فوزى لا يكسر فقط الأنماط المعتادة ولكنه يقدم مشاهد الفرح والموت بشكل مبدع، حيث ينقلب الفرح إلى مأتم ويتزوج الشابان وعلامات الضرب على العريس والقسيس، والمأتم وقد تحول لمشادة أخرى بين اتجاهين فى الحياة، أناس كاذبون مخادعون، وأناس صادقون، وأثناء تلاوة القديس لصلاة الميت يصعد العمال بالتليفزيون إلى الشقة لا ينسى صلاح مرعى شركة النصر للتليفزيون وكأن الأب قد أعطاهم الإذن قبل موته يبارك استمتاعهم بالحياة، وعندما يموت الجد أثناء تجمع الأسرة لمشاهدة التليفزيون فتغلقه الأم، ويعيد الطفل فتحه وهو يضحك مقبلا على الحياة، بحب السيما دعوة لحب الحياة والبعد عن التعصب الدينى وادعاء امتلاك الأخلاق الحميدة . دعوة للحرية واحترام الفن . "بحب السيما" فيلم يعبر عن كل البشر أيا كانت انتماءاتهم الفكرية أو العقائدى.

العربي المصرية في

13.06.2004

 
 

"بحب السيما" عرض بعد إحالته إلى لجنة رقابية عليا

لماذا يثير ظهور الأقباط المشاكل دائما؟

سؤال يفرض نفسه بعد أزمة فيلم "بحب السيما" الذى منعت الرقابة عرضه وأحالته إلى لجنة رقابية عليا وطالبت برأى الكنيسة المصرية فيه لأنه يتعرض بشكل جريء لحياة أسرة مصرية مسيحية. هل المشكلة فى أسلوب تناول بعض المؤلفين والمخرجين لحياة الأقباط أم فى خوف الرقابة من تحمل مسئولية عرض عمل فنى قد يثير أزمة دينية؟ وهل قدمت الدراما المصرية من أفلام ومسلسلات صورة واقعية لحياة الأقباط فى مصر أم صورة مليئة بالمبالغات وبعيدة عن الواقع تماما؟ تساؤلات عديدة تجيب عليها السطور التالية.

فى البداية يقول "أسامة فوزي" مخرج فيلم "بحب السيما":

هناك حساسية شديدة فى التعامل مع أى عمل فنى يتعرض للأقباط بشكل رئيسى لأنه جرت العادة على تقديمهم فى أدوار هامشية، أما التعرض لحياتهم بشكل فيه عمق فهذا يثير القلق فورا، وأنا عندما قدمت فيلم "بحب السيما" لم يكن فى ذهنى إطلاقا أننى أقدم فيلما عن الأقباط، صحيح نموذج الأسرة فى الفيلم من الأقباط لكن قضية الفيلم الرئيسية هى "الحرية".. تلك الحرية التى تقهرها بداخلنا مؤسسات كثيرة بدءا من البيت وحتى المدرسة، ولكن لأن الأسرة التى اختارها المؤلف هانى فوزى -وهو بالمناسبة مؤلف قبطي- حدثت المشكلة التى تعود بدايتها إلى إجازة السيناريو نفسه والتى لم تتم إلا من خلال لجنة رقابة عليا، وكان ذلك منذ خمس سنوات وبعدها بدأنا التصوير، وواجه الفيلم مشاكل إنتاجية عديدة أدت إلى تأخر ظهوره كل هذه السنوات، وعندما اكتمل أخيرا فوجئت بموقف الرقابة الغريب برفض عرض الفيلم وإحالته للجنة رقابية عليا رغم أن السيناريو مجاز رقابيا، وكانت هناك رقيبة تحضر التصوير بشكل دائم ولم نصور أى مشهد خارج عن السيناريو المجاز من الرقابة، وعن نفسى أنا متمسك بفيلمى دون حذف أى مشهد منه، وقد شاهده بعض المثقفين الأقباط المستنيرين وأشادوا به ولا اعرف ما سر خوف الرقابة وقلقها الشديد.

المؤلف "وحيد حامد" كانت له مشكلة مشابهة عندما تعرض للأقباط أيضا فى مسلسل "أوان الورد" والذى أثار ضجة بسبب اعتراض بعض الأقباط على أسلوب تناولهم فى المسلسل، وعن المشاكل التى يثيرها ظهور الأقباط فى الدراما السينمائية والتليفزيون يقول وحيد حامد: المشكلة الحقيقية أن الأقباط فى مصر لم يعتادوا على رؤية حياتهم على الشاشة ولهذا فأنا اعذرهم فى قلقهم الذى من المؤكد انه سيخف كثيرا عندما يزداد اهتمام الدراما بهم، لأنه للأسف الشديد الدراما همشتهم فترة طويلة وكان ظهورهم يقتصر على أدوار السنيدة أو الأدوار غير المؤثرة أو لمجرد أن تقول الدراما إن فى مصر وحدة وطنية، لكن أنا فى "أوان الورد" لم اقدم الأقباط بهذا الشكل التقليدى وإنما اقتربت منهم اكثر وقدمت شخصيات وأحداثا من الواقع، ولهذا شعر البعض بالقلق، لكن الكنيسة المصرية نفسها مستنيرة بل وساندت المسلسل، وأنا شاهدت فيلم "بحب السيما" ولا أرى أن هناك ما يستدعى حذف أى مشهد منه. أما المخرج "داود عبد السيد فيقول: حتى نتكلم بصراحة هناك مشكلتان أمام تعرض الدراما للأقباط، الأولى هى خوف المسئولين فى الرقابة من رد فعل الناس على أى عمل يمس الدين، وهذا الخوف يتساوى إذا كان العمل يمس الدين الإسلامى أو المسيحى، أما المشكلة الثانية فتتعلق بمدى استعداد الناس لتقبل سينما مختلفة تمس حياتهم بشكل أكثر صدقا وقربا ولا تقدم القشور فقط، ونحن كمجتمع فى حاجة إلى مزيد من الحرية والجرأة وليس إلى مزيد من الرقابة والكبت والمنع، ولذلك أنا ارفض بشدة أى وصاية على الفن من أى جهة غير الرقابة خاصة أن الرقابة وحدها كفيلة بوضع ما يكفى من عراقيل.

أما المؤلف "عاطف بشاي" والذى قدم الأقباط أيضا فى مسلسله "النساء قادمون" وتعرض لانتقادات شديدة على أسلوب تناولهم فيقول: هناك من يكتب عن الأقباط وكأنهم من عالم آخر مع أن الأقباط فى مصر متشبعون بثقافة واحدة مشتركة مع المسلمين ولهم نفس العادات والتقاليد ومفردات الكلام، ومن هذا المنطلق قدمتهم فى مسلسلى، لكن الانتقادات كان سببها أننى قدمتهم كبشر من لحم ودم مثلما لهم مميزات لهم عيوب لكن للأسف هناك حساسية شديدة لدى بعض الأقباط وأقول هذا الكلام وأنا مؤلف قبطى، لكن الحقيقة تؤكد أن بعض الأقباط يرفضون تماما التعرض لهم فى السينما والتلفزيون وهو وضع غير صحيح أدى إلى تهميش الأقباط فى الدراما فترة طويلة، وأنا ارحب بأى عمل تليفزيونى يتناول حياة الأقباط كشيء عادى جدا بشرط أن يقدمهم بلا مبالغات وإنما بشكل واقعى. ويقول المخرج "منير راضي" الذى قدم فى فيلمه الأخير "فيلم هندي" شخصية صديق البطل "صلاح عبد الله" كإنسان قبطى متدين: طالما أن الأقباط موجودون فى المجتمع المصرى فمن الطبيعى جدا أن يوجدوا على الشاشة سواء من خلال التلفيزيون أو السينما، ولا أجد أى مبرر للضجة التى تثار كلما ظهر عمل يقدم الأقباط بشكل أو آخر، وفى رأيى أن الرقابة تضخم الأمور أحيانا، وانه من الممكن جدا عرض العمل ولا يشعر الجمهور أن فيه مشاكل، بينما خوف الرقابة واعتراضها وإحالة الأعمال للجان رقابية عليا هو الذى يثير الضجة والقلق.

ويضيف منير راضي: عندما قدمنا صديق البطل كإنسان قبطى لم نكن نتعمد الحديث عن الوحدة الوطنية بقدر ما كنا نقدم صورة عادية جدا فى مجتمعنا وهى أن يكون الصديق المقرب للمسلم مسيحيا والصديق المقرب للمسيحى مسلما كشيء عادى جدا فى حياتنا، كما أننا قدمنا شخصية القبطى الطبيعى كما هو فى الواقع. وكان لابد أن نتوقف فى النهاية عند الرجل المسئول عن الرقابة على المصنفات الفنية الدكتور مدكور ثابت الذى يقول: أولا لسنا ضد حرية الإبداع وأنا شخصيا كسينمائى أرحب بوجود أعمال جريئة لأن السينما لا يمكن أن تكون كلها أفلاما خفيفة، لكن فى نفس الوقت علينا أن نراعى مدى تقبل الجمهور على اختلاف طوائفه ومستوياته الاجتماعية والثقافية لما سنقدمه له، ويزداد الاحتياج إلى مراعاة الجمهور ورد فعله فى حالة وجود ما يمس الأديان فى أى عمل سينمائى.. مثلا فيلم "بحب السيما" أراه فيلما رائعا فنيا، بل وقلت بالحرف الواحد بعد أن شاهدته انه من أفضل الأفلام التى قدمتها السينما فى العشرين سنة الأخيرة، لكن بعض الرقباء كانت لهم ملاحظات أخذتها فى الاعتبار ولذلك تمت إحالة الفيلم إلى لجنة عليا وليس صحيحا أننى طالبت بتدخل الكنيسة أو اشترطت موافقتها.. صحيح بعض الرقباء اقترحوا هذا لكننى لم أوص بذلك، وهذا ليس موقفا خاصا من التعرض للأقباط ولكنه موقف عام من التعرض للأديان السماوية جميعا، وليس عيبا أبدا أن تكون هناك لجنة شورى بين النقاد وليس عيبا أيضا أن نحيل أى عمل للجنة عليا لأن هذا قبل أن يكون حقنا فهو حق السينمائى المبدع نفسه الذى يتمسك بعمله كاملا ويرفض ملاحظات الرقابة، وأنا دائما فى صف السينمائيين لكننى ألتزم فى نفس الوقت بمهام عملى.

العربي المصرية في

13.06.2004

 
 

مشاكل في فيلم باحب السيما بسبب منة شلبي واسعاد يونس تتدخل لانهاء الخلاف!

محمود حميدة يرفض التقليل من تاريخه لممثلة ناشئة 

القاهرة ـ القدس العربي ـ من محمد عاطف:  

ابدي الفنان محمود حميدة غضبه الشديد من المنتجة الفنانة اسعاد يونس منتجة فيلم باحب السيما الذي عرض مؤخرا بدور السينما بعد تصريح الرقابة علي المصنفات الفنية بانه للكبار فقط.

سبب غضب حميدة اهماله في الدعاية الخاصة بالفيلم حيث فوجيء بان اعلانات الصحف يأتي اسمه فيها بعد اسم منة شلبي وكذلك صورتها تسبق صورته.. رغم ان حجمها اصغر منه لكنها في منتصف الصورة مما يؤكد انها بطلة ونجمة الفيلم رغم وجوده والفنانة ليلي علوي.. وهذا تقليل من شأنه يرفضه ولو كان بطلا لفيلم عالمي.

اجتمع حميدة مع ليلي علوي لمناقشة هذا الامر وانتهيا الي ضرورة اصلاح ذلك لانه عيب شديد في حقهما يجب تلافيه علي الفور بعد ان سخر بعض نجوم الوسط الفني من هذا الموقف الغريب الذي يجب ان يفهم اسبابه.

واتصل حميدة باسعاد يونس التي اكدت له انه امر غير مقصود بالمرة.. والمفروض ان يشجع منة شلبي التي تعد في بدايات مشوارها الفني وان يحتضنها هو وليلي علوي لانهما نجمان كبيران وهذا دورهما مع النجوم الصاعدة، مثلما تم معهما عندما ظهرا مع ليلي علوي في بداية مشوارهما الفني.

وافقها محمود حميدة لكنه اكد لها ان احتضان الموهبة لا يأتي علي حسابه الفني والشخصي لان ذلك يؤثر علي تاريخه السابق.

طلبت اسعاد يونس من دور العرض السينمائي التي تعرض باحب السيما تعديل اللوحات المعلقة عليها وقامت بازالة صورة منة شلبي وتركت حميدة وليلي علوي وبينهما الطفل الذي يلعب الدور الاساسي في الفيلم.

وهو ايضا ما اغضب منة شلبي جدا والتي قالت: الشركة المنتجة عندما تضع صورتي في مقدمة اعلانات الفيلم فهذا دليل قاطع علي نجوميتي وانني عامل جذب للجمهور.. والا ما اهتموا بصوري واسمي بهذا الشكل.

واضافت: ما قالته اسعاد يونس شيء حقيقي لان الفنانة الشابة التي لمع اسمها مثلي يجب الاهتمام بها لتوسيع دائرة نجوميتي والتي لا بد انني استحقها من الجمهور الذي يتابع افلامي باهتمام وتقدير.

البعض يري انك ممثلة اغراء فقط ولذلك الافلام تسعي اليك ثم تنصرف عنك سريعا بعد استهلاكك فنيا.. ما تعليقك؟

هذا الكلام يطلق بسبب اول افلامي التي ظهرت فيها وهو الساحر لوجود مشاهد اغراء تطلبها السيناريو.. وبعد هذا الفيلم لم اقدم شخصية شبيهة به ولهذا لا اوافق علي ملاحقتي بلقب نجمة اغراء، لكن في نفس الوقت المخرج يري بداخلي انوثة شديدة يجب الا اكبتها لانها طبيعتي ولم اصطنعها.. هل من المفروض ان اظهر بشكل متخفي علي الشاشة ام اعيش الدور الذي العبه كما ينبغي حتي يصدقني الجمهور فيما اقوله؟

لكن جيلك يعتمد علي التمثيل بالجسد والظهور بالمايوهات كما كان يحدث في السبعينات بالسينما وهذا يقلل من امكانياتكم الفنية؟

ليس من حقي التعرض لجيلي واقوم بدور صاحبة النظريات الفنية.. كل فنانة لديها فكرها واسلوبها واذا احسنت اختيارها يقترب منها الجمهور فتزداد نجاحا ونجومية.. والعكس صحيح. ولا ننسي اننا في عصر الاقمار الاصطناعية التي تعرض ما لا يخطر علي البال.. وما يعرض بالسينما حاليا يعتبر من الامور العادية.

القدس العربي في

16.06.2004

 
 

ليلي علوي للكبار فقط:

"بحب السينما"..لا يخيفني!

السوق يحدد أجورنا وشكوي الملايين غير صحيحة 

حوار: سحر صلاح الدين 

أثارت الفنانة ليلي علوي بفيلمها "بحب السينما" زوبعة كبيرة داخل الرقابة التي رفضت التصريح بعرض الفيلم إلا بعد اضافة عبارة "للكبار فقط".

النجمة ليلي علوي أكدت انها سعيدة جدا بالعمل الذي يطرح قضايا هامة جدا بعيدة عن النظرة السطحية للبعض من انها تقدم عملا تدور احداثه حول اسرة مسيحية وانها لم تشعر بأي خوف من تقديم هذا العمل لأنه أساسا ضد الخوف بل انها فخورة بأنها تقدم عملا دون أي زيف أو استخفاف بعقل المشاهدين لأن العمل من واقعنا ومن تفاصيل الحياة اليومية ويجب ان نواجه كل شيء بشجاعة وقد وصل العمل للناس بشكل جيد وتجاوبت معه جدا وأكبر دليل الايرادات التي تزيد يوما بعد يوم والاتصالات التليفونية والتعليقات من الجمهور وان العمل يشرف أي نجم ان يقدمه.

ونفت ليلي ان يكون مسلسلها الذي تصوره الأيام القليلة القادمة بعنوان "بنت من شبرا" عن المسيحيين وحياتهم في مصر وإنما هو عن مذكرات شابة تعيش في حي شبرا من خلال مذكراتها تستعرض تاريخ مصر منذ عام 1938 حتي عام 1984 والعمل قصة فتحي غانم سيناريو وحوار مصطفي ابراهيم واخراج جمال عبدالحميد.

قالت انها تقدم عملا واحدا كل ثلاث سنوات للتليفزيون ولكن هذا العام حالة استثنائية حيث قدمت العام الماضي مسلسل "تعالي نحلم ببكرة" ولرمضان القادم "بنت من شبرا" وذلك لأنها كانت مرتبطة بهذا العمل من قبل ولكنه تأجل لظروف انتاجية وحين انتهت الظروف كان لابد من تقديم العمل وانها ستقدم من خلاله للجمهور شخصية جديدة تحمل رسالة تهم المجتمع كله.

نفت ليلي أن يكون تواجدها التليفزيوني بسبب سيطرة النجوم الشباب علي السينما وان أكبر دليل هو وجود فيلمين لها في دور العرض "حب البنات" و"بحب السينما" ولكن لا أحد ينكر ان السينما تمر بمرحلة انتقالية في العالم كله لكنها متفائلة بالأيام السينمائية القادمة وان السينما فن وصناعة وتجارة وللجمهور حرية الاختيار والفنان يتمني ان يقدم مشاكل مجتمعه ويشارك فيها وعن نفسها تتمني ان تتحدث من خلال السينما عن قضيتي فلسطين والعراق لكن اين النصوص وجهة الانتاج؟

قالت ليلي ان الحفاظ علي النجومية التي تنعم بها نعمة كبيرة جدا من الله وذلك لأنها لاتعمل غير ما تؤمن به وتحبه ورغم ان الفن هو مصدر رزق لها إلا انها لاتتعامل معه بهذا المنطلق فقط وإنما علي انه رسالة وقيمة وان الفنان الصادق مع نفسه لابد وأن يقدم ما يحبه ويرضي عنه وان ينقل الواقع الموجود حوله دون زيف وان يحرص علي الصورة السينمائية الجميلة وانها تبحث عن الأفضل دائما وتعبر عن أزمات مجتمعها في أعمالها وانها ضد المبالاة والاستسهال وان لديها من الاصرار والعناد الفني ما يجعلها تتميز في أعمالها.

وتؤكد ان الملايين التي تطالب بها هي وزميلاتها النجمات اكذوبة لأن النجم الحقيقي لا يطالب بأجره إنما السوق هو الذي يفرض هذا الأجر من خلال العائد الذي يحققه النجم ويبيع العمل باسمه.

الجمهورية المصرية في

17.06.2004

 
 

طفل على درجة فنان قدير.. يوسف عثمان بطل "بحب السيما"

حاسس إنى ابتديت أفهم حاجات كتيرة.. لا أعرف لماذا جعلوا الفيلم للكبار فقط.. كيف سيشاهده أصحابى؟

يوسف عثمان هو الطفل الصغير الذى قدمه المخرج أسامة فوزى ليشارك فى بطولة فيلمه "بحب السيما" لينطلق بسرعة الصاروخ نحو نجومية بدت ملامحها واضحة من تجربته الأولى فى الفيلم، وبرغم أن تطرق الأطفال لعالم السينما لايعد ظاهرة جديدة خاصة فى السنوات القليلة الماضية إلا أن يوسف أثبت أنه مختلف، ومثلما لمسنا هذا من خلال مشاهده فى الفيلم لمسناه أيضا من خلال حوارنا معه..

·         بادرناه بسؤاله.. رأيك إيه فى الفيلم، وفى المشاهد التى أثارت مشاكل؟

طبعا الفيلم جميل جدا ويا ريت الناس كلها تتفرج عليه، اما المشاهد التى تقصدينها فهى موجودة فى كل فيلم، لكن مش عارف ليه الفيلم ده بيقولوا عليه كده وكل الأفلام الثانية بتتعرض عادى من غير ما تكون "للكبار فقط" .

·         طالما أنك معترض على أنه "للكبار فقط" لماذا لم تناقش المخرج فى هذا؟

ده اللى حصل، وبعدين الفيلم هاينزل على شرايط فيديو وهاقول لاصحابى اتفرجوا عليه ولو شالوا منه المشاهد دى مش مشكلة لأنهم هايبقوا عاوزين يتفرجوا على أنا، والمهم ان المشاهد التى تخصنى فى الفيلم ماحدش يمسها، انا لا أعترض على كلمة "الكبار فقط" علشان ضد المشاهد الموجودة فيه، ولكن كانت كل مشكلتى إنى عاوز اصحابى يشوفوا الفيلم.

·         هل تذكر متى بدأت تصوير الفيلم؟

بدأت التصوير وكان عمرى ست سنوات.

·         هل لاحظت أن هناك شيئا تغير بالنسبة لك، بمعنى أن فيه مشاهد ممكن تعملها الآن أفضل؟

عندما عرض الفيلم بعد أربع سنوات ان فيه مشاكل فى تركيب الصوت على الصورة يعنى الدوبلاج مش مظبوطة.

·         أنت عارف يعنى إيه دوبلاج؟

طبعا، تركيب الصوت على الصورة، المخرج فهمنى يعنى ايه دوبلاج ولما اتفرجت على الفيلم وعملت الدوبلاج لقيت إن فيه مشكلة وهى إن صوتى كان اسرع من المستوى المطلوب، وده عيب ولاحظوا كده فى السينما، فيه ساعات صورتى ساكتة وصوتى بيتكلم أو العكس، يعنى أنا لخبطت فيها شويه.

·         فى الفيلم مشهد المفروض أن ترفع فتاة فستانها أمامك، كيف استقبلت هذا المشهد؟

ده كان شوت واحد وعدناه، وبعدين لما رفعت الفستان طبعا كانت لابسة شورت طويل بس لما بيتعرض فى الفيلم مش باين، وكأنها مش لابسة، والله العظيم، علشان لما تيجى ترفع الفستان ولما تشوفوها انتم من ورا تبان رجليها من تحت.

·         ومشهد "ورق اللعب" الذى عليه صور خليعة؟

والله "الكوتشينة" مش بتاعتى، بتاعت عمو طارق التلمسانى والمشهد ده كان مكتوب فى السيناريو وفى التصوير قال حاجة فهمت منها إن الكوتشينة بتاعته هو علشان قال خلى بالك من الكوتشينة علشان ما تضيعش.

·         فيه طفل يفتح التليفزيون عندما يموت جده مثلما فعلت فى الفيلم؟

أنا طفل مش عادى، متمرد على كل حاجة ضد حريتى، وكمان الأحزان كترت بموت بابا فى الفيلم وجدى وغيره، ونعيم، اللى هو أنا فى الفيلم يعنى، بيرفض كل حاجه سواء جده مات أو أبوه مات، بيرفض كل الماضى الوحش ويبتدى فى مستقبل جديد.

·         احكى لنا منذ اللحظة الأولى التى قرأت فيها السيناريو؟

قرأت السيناريو وكنت فى أولى ابتدائى وفهمت القصة وعجبتى.

·         هل فهمت ماذا يريد أن يقول الفيلم؟

طبعا الفيلم عاوز يقول سيبك من الماضى سيبك من اللى حصل وابتدى فى مستقبل جديد واعمل اللى هايسعدك ما تخليش حاجه تقف قدامك.

·         يوسف واضح إن ده مش كلامك وإنك مغرور؟

أبدا والله كلامى ومش غرور، لكن بفكر، الموضوع عجبنى وقلت لماما الموضوع حلو بس بصراحة ماكنتش فاهم معانيه او عاوز يقول ايه، قرأته مع ماما وفهمتنى هو عاوز يقول ايه علشان كده وافقت على الفيلم.

·         إذا لم يكن أعجبك الموضوع هل كنت سترفض؟

بصراحة كنت هاقبل برده، لأن طفل يجيله اول مرة فيلم كبير كده ويمثل، حاجة تبسط، لكن لو كان موضوع الفيلم هايف ماكنتش هاعمله.

·         لو عرض عليك أى فيلم آخر ماذا ستفعل؟

أقرأ السيناريو بس انا وماما، وعلى فكرة انا وماما مابنختلفش، مثلا لو انا هاشترى ملابس ماما بتقول اختار اللون ده، لكن لو عجبى حاجة تانى رأيى أنا اللى هايمشى علشان انا اللى هالبس الملابس دى، انا نظرتى فى أى حاجه مابتختلفش عن رأى ماما.

·         هل هناك نوعية من الأفلام ترفض تقديمها؟

انا معترض اطلع فى دور شاب بيعاكس بنات وبيشرب سجاير، انا ارفض الشاب اللى بيعمل كده، بس مش هارفض أدوار زى الجاسوس والزبال والأدوار الثانية.

·         أنت بتعتبر نفسك شاب أو فنان ممكن تقبل وترفض؟

انا من الجيل ده اللى بيقدم السينما، لكن بقول مثلا يعنى لو عرض عليا ها أعمل إيه.

·         أنت بتقول ها رفض الأدوار الوحشة.. رغم إنك قدمت فى "بحب السيما" كام مشهد خارج؟

انا عملت فى الفيلم 68 مشهدا، ثلاثة منها فيها حاجات كده، بس 65 مشهد كويسين، وبعدين دى حاجات كانت مكتوبة فى السيناريو.

·         لو كانت ماما وبابا مثل ليلى علوى ومحمود حميدة فى الفيلم ماذا كنت ستفعل؟

كنت ها طلع نفس شخصية "نعيم" اللى فى الفيلم بنفس الصفات وبنفس اللى بيعمله، ويمكن كان ها يبقى برده اسمى نعيم زى ما هو، وكنت هامشى فى نفس السكة.. هاحاربهم.

·         هل يوجد أحد من زملائك يشبه نعيم؟

لا طبعا..

·         هل بدأت تهتم بالسينما بعد الفيلم؟

آه، لأننى قبل الفيلم لم أكن أعرف من هى ليلى علوى أو من هو محمود حميدة، لكن بعد الفيلم بدأت أهتم وشفت أفلام زى "أفريكانو" و"الناظر" و"فيلم ثقافى" و"أصحاب ولا بيزنس"، كمان شفت "هارى بوتر" و"سجينة ازباكان" و"لاف اكتيلى".

·         رأيك إيه فى ليلى علوى كممثلة؟

فنانة بحس إنها فنانة جميلة، اونكل محمود حميدة قال عنى لما بدخل البلاتوه بيحس إن فيه هيبة النجم، وكان قصده أنا طبعا، برده أنا بقول عليهم هما الاثنين كده.

·         هل بترد لهما الجميل كما وصفوك بالنجومية؟

مش حكاية برد لهم الجميل لأن دلوقتى الفنان محمود حميدة عمل الدور جميل جميل جميل، وبصراحة حسيت إن هو الاب، وساعات لما اشوف الفيلم اقعد اقول لو فلان عمل الدور كان هايعمله بنفس الأداء بلاقى فعلا المخرج اللى مختار الشخصيات عارف إن الممثل ده هايعمل الدور ده ومتركب عليه.. انا برده بيجيلى احساس كده.

·         تفتكر كان حد ممكن يعمل دور يوسف غيرك؟

آه كان ممكن أستاذ أسامة يجيب أى طفل غيرى ويدربه، بس برده ماكنش هايطلع زى انا ما عملته، وقبل ما تقولى.. ده مش غرور لأن اونكل أسامة كان عاوز طفل عنده إحساس بالمسئولية، وطبعا ماما علمتنى الإحساس بالمسئولية.

العربي المصرية في

20.06.2004

 
 

في انتظار قرار اللجنة الرقابية العليا

«باحب السيما»

 يثير أزمة لتعرضه للأقباط

أيمن الملاخ

أثار فيلم باحب السيما بطولة ليلى علوي ومحمود حميدة أزمة رقابية بسبب حساسية موضوعه الذي يتناول حياة أسرة مصرية قبطية وطالبت الرقابة بحذف بعض المشاهد لكن مخرج الفيلم أسامة فوزي رفض وأصر على عرض فيلمه كما هو بدون حذف أي مشهد فلم يجد د.مدكور ثابت رئيس الرقابة أمامه سوى إحالة الفيلم الى لجنة رقابية عليا لتكون صاحبة القرار الأخير، وتردد أيضا أن الرقابة طالبت الكنيسة المصرية بمشاهدة نسخة من الفيلم وإبداء ملاحظاتها عليه قبل عرضه تجاريا.

·         فما هي تفاصيل هذا الفيلم الأزمة؟ وماذا يقول كل الأطراف؟

- منذ أربع سنوات أجازت الرقابة على المصنفات الفنية سيناريو فيلم باحب السيما الذي كتبه هاني فوزي واتفق مع الشركة العربية للإنتاج السينمائي على إنتاجه من خلالها بنظام المنتج المنفذ، وبدأ المخرج أسامة فوزي تصويره بعد أن أسند بطولته الى ليلى علوي ومحمود حميدة ومنة شلبي والطفل يوسف عثمان لكن الفيلم واجه مشاكل إنتاجية أدت الى تعثر تصويره .

أكثر من مرة خاصة وأن المنتج المنفذ للفيلم هاني فوزي أكد أنه أنفق على الفيلم كل الميزانية التي رصدتها الشركة العربية والتي رفضت بدورها زيادة الميزانية وبصعوبة بالغة استطاع المخرج استكمال التصوير ليواجه مأزقاً آخر تمثل في عدم وجود ميزانية لمرحلة المونتاج والتحميض والطبع ويدخل الفيلم مرحلة طويلة من التأجيل حتى وافقت الشركة العربية في النهاية على رصد 300 ألف جنيه لمونتاجه وتحميضه وطبعه.

وبعد أن اكتمل الفيلم حددت الشركة العربية موعدا لعرضه تجاريا في التاسع من يونيو الجاري قبل أن تحدث مفاجأة غير متوقعة باعتراض الرقابة على بعض المشاهد ورفضها إجازة الفيلم قبل حذف هذه المشاهد وهو ما رفضه المخرج بشدة وتمسك بفيلمه كما هو فتم إحالة الفيلم الى لجنة رقابية عليا.

وتدور أحداث الفيلم حول أسرة مصرية قبطية الأب فيها محمود حميدة شديد التدين لدرجة أنه يحرم على ابنه الصغير مشاهدة السينما باعتبارها حراماً كما أن الزوجة ليلى علوي تعاني أيضا من تزمت زوجها حتى في علاقته الزوجية بها وتفتقد للإحساس بأنوثتها معه وهو ما يدفعها الى خيانته والسقوط في الخطيئة مع فنان تشكيلي .

زميل لها زكي فطين عبدالوهاب، وتتطور الأحداث ليقتنع الأب في النهاية بضرورة أن يغير من نفسه وأن التدين لا يعني أبدا كبت الحرية حتى أنه يدخل السينما في النهاية مع زوجته وإبنه، ومن ناحيتها تشعر الزوجة بالندم الشديد على خيانة زوجها حتى أنها ترفض بعد موته الزواج بآخر وتتحول الى إنسانة متزمتة كما كان هو في بداية حياته.

وكان من بين اعتراضات الرقابة وجود مشهد غرامي في الكنيسة يجمع منة شلبي بالشاب الذي تحبه، ومشهد آخر تدب فيه خناقة داخل الكنيسة أيضا كما أبدى بعض الرقباء اعتراضا على استخدام الابن الصغير بعض ألفاظ السخرية في حديثه عن تدين والده وعدم ظهور أي شخصية مسلمة وكأن هناك مجتمع خاص بالأقباط فقط.

وكان 12 رقيبا قد شاهدوا الفيلم ومعظمهم أشاد به وبمستواه الفني لكن بعضهم كانت له ملاحظات عليه وتم رفع تقرير بها الى د. مدكور ثابت رئيس الرقابة والذي أحال الفيلم بدوره الى لجنة مشاهدة خاصة كان من بين أعضائها عدد من المثقفين الأقباط في مقدمتهم د. يونان لبيب رزق المؤرخ المعروف.

الذي أشاد بالفيلم ككل وإن أبدى بعض الملاحظات التي قد تثير قلقا بين أوساط الأقباط في مصر، وينتظر صناع الفيلم قرار اللجنة الرقابية العليا التي تضم أيضا عدد من رجال الدين المسيحي ويرأسها د. جابر عصفور رئيس المجلس الأعلى للثقافة.

وعن فيلمه والأزمة التي أثارها يقول المخرج أسامة فوزي:أنا مندهش من موقف الرقابة لأنها قبل أربع سنوات أجازت السيناريو كاملا وأنا لم أزد عليه مشهدا واحدا فلماذا تطالبنا الآن بحذف بعض المشاهد التي أرى أن حذفها سيؤثر بالسلب على الفيلم.

وأضاف المخرج: باحب السيما ليس فيلما دينيا كما قد يظن البعض لكننا نتعرض فيه لقضية الحرية من خلال أسرة قبطية وهي قبل كل شئ أسرة مصرية ولاتوجد أي إساءة من أي نوع للأقباط في الفيلم ولست في حاجة الى أن أقول أن مؤلف الفيلم أصلا قبطي وأنا متمسك بالفيلم بدون حذف وموقفي القانوني سليم لأن السيناريو مجاز رقابيا.

أما رئيس الرقابة د. مدكور ثابت فيقول: إذا سألتني عن رأيي كسينمائي سأقول لك بكل وضوح أن هذا الفيلم واحد من أفضل ما قدمت السينما خلال العشرين عاما الأخيرة.. لكن طالما كانت هناك ملاحظات حوله في تقرير الرقباء كان لابد من أخذها في الاعتبار وأنا لم أشأ أن أتخذ قرارا فرديا ولذلك أحلت الفيلم الى اللجنة الرقابية العليا لتتخذ قرارها سريعا خاصة وأن الشركة المنتجة حجزت دور عرض وحدت موعدا لنزول الفيلم للجمهور.

ويقول د. يونان لبيب رزق المؤرخ المعروف والذي شاهد الفيلم ضمن لجنة مشاهدة خاصة قبل عرضه على اللجنة الرقابية العليا:الفيلم أعجبني جدا من الناحية الفنية بل وأعتبره عملا سينمائيا رائعا ولكن لي بعض الملاحظات عليه أهمها عدم وجود أي شخصيات مسلمة فيه وكأن الاقباط مجتمع منغلق على نفسه مع أن الأقباط والمسلمين يعيشون كنسيج واحد في المجتمع المصري بالاضافة الى بعض الملاحظات الأخرى التي من شأنها إحداث ضجة بين أوساط الأقباط في مصر خاصة .

وأن جمهور السينما متنوع في مستوياته الاجتماعية والثقافية ومن الممكن تنفيذ تلك الملاحظات دون المساس بالفيلم من الناحية الفنية، ولكنني في نفس الوقت لا أحبذ تدخل رجال الدين في الحكم على عمل سينمائي ويكفي أن يكون هناك مثقفون مستنيرون من الأقباط والمسلمين معا في اللجنة العليا التي ستصدر قرارها الأخير خلال ساعات قليلة.

ومن ناحيتها تنتظر إسعاد يونس رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للانتاج قرار اللجنة الرقابية العليا لتكثيف الدعاية للفيلم قبل عرضه تجاريا.

البيان الإماراتية في

21.06.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)