تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

موسم السينما المصرية على الشاشات المحلية

"السفّاح" لسعد هنداوي يقدّم الحرفة على مادة تشكو التسطيح

ريما المسمار

في موسم سينمائي حافل بالأفلام المصرية على غير عادة، تعرض دور السينما المحلية حالياً الأفلام الأربعة: "عمر وسلمى 2"، "دكان شحاتة"، "بوبوس" و"السفاح". وسينضم اليها في الاسابيع المقبلة ثلاثة أفلام أخرى هي: "ابراهيم الابيض"، "الفرح" و"ألف مبروك". لعل النصيب الأكبر من الجدل والنقاش حازه شريط خالد يوسف "دكان شحاتة" لأسباب باتت معروفة ولا علاقة لها بمضمون الفيلم او ببنيته السينمائية. كذلك من المتوقع ان ينال "ابراهيم الابيض" لمروان حامد النصيب عينه على خلفية ما اثير حوله في القاهرة من جدل بين المنتجين واسرة ابراهيم الأبيض، الشخصية الواقعية التي يستلهمها العمل. على نفس المنوال، جرى استقبال الفيلم الثالث لسعد هنداوي "السفاح" في مصر مطلع هذا الشهر. فهذا الشريط أيضاً مستوحى من قصة حقيقية لشاب اشتهر بلقب "سفاح المهندسين" واسمه الحقيقي حلمي أحمد المسيري. وعلى الرغم من سلوك منتجيه (ميلودي فيلمز) اتجاهاً آخر لتجنب الاحتكاك مع اسرة المسيري بادعاء ان الفيلم ليس توثيقاً لحكايته، يؤكد متابعو الفيلم العارفون بالحكاية الواقعية لسفاح المهندسين بأنه، اي الفيلم، يؤفلم سيرته مع تغييرات طفيفة. في مطلق الأحوال، تطرح هذه الأفلام مجتمعة مجموعة من الاسئلة التي تستحق البحث حولها في مقالات منفردة، بعضها متعلق بالحالة العامة التي تشيعها وبعضها الآخر بموضوعاتها. فبوجود سبعة أفلام مصرية على خارطة العرض المحلي، تستفيق الاسئلة المتصلة بتوزيع الأفلام المصرية في لبنان الذي على ما يبدو تشهد نوعاً من الصحوة بعد سنوات سبات طويلة، اقتصر خلالها حضور هذه السينما على أفلام موجة الكوميديا التي تفشت خلال العقد الفائت وكانت بمعظمها تُعرض على شاشات قديمة لجمهور محدد وفي صالات تعاني من تدني شروط الصوت والصورة. والحال ان هذه العودة الجديدة للسينما المصرية الى دور العرض المحلية تترافق مع سمتين بارزتين: الأولى توزع الأفلام على شاشات وصالات عرض متنوعة وثانيتها اتساع مروحتها لتشمل أفلاماً من أجناس عدة. ولكن بمحاذاة هذا الرصد الآني، هناك مجموعة اسئلة تتعلق بخطط التوزيع المستجدة ومدى إسهام شركات الانتاج الجديدة المتفرعة بغالبيتها من محطات فضائية كبرى (روتانا وميلودي وآي آر تي) أو امبراطوريات إعلامية (غود نيوز) في فرض هذه الأفلام من خلال توفير دعاية أفضل لها وحد أدنى من المستوى الفني.

على صعيد المضمون، يطرح "السفاح" و"ابراهيم الأبيض" بموضوعيهما المقتبسين من عالم الجريمة انشغال عدد من المشاريع الفنية المصرية بهذا الموضوع اذا ما أخذنا في الإعتبار الرغبات المعلنة في انجاز عمل يتناول رجل الأعمال المصري هشام طلعت المتهم بقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم وآخر عن مروى "شهيدة الحجاب". كذلك يشكل بعض تلك الأفلام فرصة سانحة للتأمل في عمل ثلاثة مخرجين شباب (سعد هنداوي وسامح عبد العزيز ومروان حامد) مختلفي النظرة السينمائية. على أنه لا يخفى ان ذلك الدوران في الفلك الأوسع للافلام السينمائية، ينطلق من إفلاس سينمائي تعانيه السينما في مصر منذ سنوات.

بعد "بوبوس" و"دكان شحاتة" وبانتظار خروج أفلام أخرى تبلور الاسئلة آنفة الذكر، نتوقف عند "السفاح" المعروض حالياً في صالات غراند سينما.

منذ فيلمه الأول "حالة حب" (2004)، ينشغل المخرج سعد هنداوي بموضوعة العائلة. تستثيره حكايات العائلة المفككة، متخذاً منها المدخل لحل ألغاز شخصياته وتركيباتهم وتناقضاتهم ولـ"تحليل" المشكلات الاجتماعية وأزمات الفرد المعاصر. كل شيء ينبع من هناك في عرفه. الانحراف والهجرة والعنف والضياع والقلق... ولا سبيل الى لملمة الذات الا بالعودة الى ذلك الحضن الدافئ الذي يتسع ليصير الوطن كما هي الحال في فيلمه الثاني "ألوان السما السبعة" (2007). سعد مخرج شديد المصرية. ثقافته السينمائية مستمدة من السينما المصرية ورؤيته هي تلك التي لا تعترف بسينما من دون جمهور. وبقدر ما تبدو الفكرة الأخيرة صحيحة نظرياً، بقدر ما تتحول الى قيد لا فكاك منه في ظل الصناعة المصرية السائدة اليوم. في وصفه لجيل هنداوي السينمائي، كتب الناقد المصري سمير فريد ما معناه ان سعد وزملاءه ينتمون الى أتعس جيل إذ "لم يسبق أن أصبح المفهوم السائد لشركات الانتاج والتوزيع هو تحقيق الايرادات بأي شكل ولو كان ما يطلبه الجمهور أن يتحول المخرج إلى قرداتي... كانت شركات الانتاج والتوزيع في مصر حتى السنوات العشر الأخيرة مثل كل الشركات في العالم تسعى لتحقيق الأرباح، ولكنها تسعى أيضاً للمساهمة في صنع تاريخ السينما في بلادها." وفي مكان آخر، يستدرك فريد كاتباً "وجيل سعد هنداوي ليس الأتعس بسبب العقلية المسيطرة علي الغالبية الساحقة من شركات السينما فقط. فهو يبدأ حياته في عصر تكفير السينما والفتوى والمطالبة بأن تكون الأعمال الفنية امتداداً للبرامج الدينية في التليفزيون أو ما يطلقون عليه "السينما النظيفة" وهي أقذر ظواهر حياتنا الفنية.. ومحاولة أحدهم ذبح نجيب محفوظ لأنه كتب رواية لم تعجبه. ونجاح آخر في ذبح مخرج هولندي لأنه أخرج فيلماً لم يعجبه..."

ليس القصد من ذلك تبرير سقطات هنداوي وزملائه السينمائية بل محاولة فهم هذه التركيبة غير الجديدة في السينما وانما المتحولة بفعل الظروف الخارجية الى ما يشبه المعادلة القاتلة للسينما نفسها. داخل هذه المعادلة، يتفاوت المخرجون بألعابهم التي تتخذ أشكالاً مختلفة. فهي تارة استعراض ذهني بما تيسر وبالمتاح وتارة أخرى استمالة للنوع السينمائي (genre) وطوراً استنساخ لتجربة من تاريخ هذه السينما التي تكبلهم. في فيلمه الأول، لعب هنداوي على معادلة الجمع بين المضمون "الجاد" والنجاح الجماهيري، مستعيناً في حكاية الاسرة المفككة بنجم غنائي هو تامر حسني وآخر سينمائي هو هاني سلامة. وانطلاقاً من ذهنية المخرج الذي يريد لعمله السينمائي أن يقوم على طبقات في المضمون، مرر أفكاره الكبيرة الحاسمة المتعلقة بالشرق والغرب والهجرة وانتصار الوطن. وفي ذلك المنحى تحديداً، استساغ المخرج الاستسلام لكل أنواع الكليشيه والنمط والرجعية التي تقول باستحالة التقاء الشرق والغرب وتسبغ على الاول صفات الدفء والانسانية وعلى الثاني مواصفات الشر المطلق. انها محاولة أخرى من محاولات استمالة الجمهور العادي (لأن الجمهور الآخر المختلف لن تستثيره حتماً أفكار مسطحة من هذا النوع) الذي يرى الى هذا الجانب من الفيلم رؤية تفوق قدراته التحليلية فيطوب مخرج العمل مثقفاً الى جانب كونه مدركاً لمشكلات شعبه. وفي التجربة الثانية، "ألوان السما السبعة"، بدا وكأن هنداوي يحاول تقديم مشروعه الخاص مستعيناً بنجمين مخضرمين هما ليلى علوي وفاروق الفيشاوي، ليخرج الفيلم رؤية بدون عمق عن الصوفية والعلاقة بالجسد والنشوة بين الحسية والروحانية.. وفوق ذلك بما لا يخلو من نظرة تقليدية الى المرأة. في هذه التجربة الثالثة، "السفاح"، يستعين هنداوي بلعبة النوع. الهدف الأكبر هنا إثبات قدراته كمخرج ذي حرفة انطلاقاً من شعورين: أحدهما التمثل بهوليوود كمثل سينمائي أعلى والثاني قومي متعاظم يسوّل لبعض المخرجين المصريين أن سينماهم قادرة على بلوغ ذلك المستوى العالمي الذي هو رديف هوليوود فقط، وان ما يلزم هو الموازنة الضخمة فقط.

على الرغم من ذلك، يبدو "السفاح" أكثر تجارب هنداوي انسجاماً وتماسكاً لأن جهده الأكبر في هذا الفيلم منصب على الحرفة التي لا مجال لتحويرها و"تمصيرها" على نحو ما يمكن فعله بالفكرة والرؤية. الحرفة شيء ثابت وثمة معايير معروفة لتقويمها. بل ان الحكم عليها مهما تدنت درجة اتقانها يظل أسهل من الحكم على فكرة تم تسطيحها. والحال ان حرفة هنداوي في الفيلم تقول شيئاً جديداً عنه، بعيداً من غرقه في فلسفة صغيرة في "ألوان السما السبعة" أو رؤى متحجرة في "حالة حب". الحرفة في الفيلم الجديد تكشف عن قدرات المخرج في خلق مناخ عام متماسك لشريطه وحالة تشويق استطاعت أن تأسر المشاهد الى حين انفضاضها عن لا شيء. ظل المناخ التشويقي ومحاولات تمرير حكاية بخيوط متشعبة هو الغالب في الفيلم لحسن حظ المخرج والمشاهد على حد سواء. ذلك ان العمل لا يختلف بتركيبته عن فيلمي هنداوي السابقين او الأحرى عن فكرته عن السينما التي يريد تقديمها. فها هنا أيضاً حكاية الشاب الخارج من اسرة مفككة ممتهناً الجريمة المنظمة والقتل المأجور وتجارة السلاح. الصور التي ترافق مقدمة الفيلم تذكر الى حد كبير بمقدمة "دكان شحاتة" اي محاولة الجمع بين الشخصية والأحداث السياسية التي رافقت ولادتها وترعرعها. تحفل مشاهد المقدمة عند هنداوي بصور جمال عبد الناصر في محاولة لوضع حكاية الشخصية في سياق اجتماعي يستمد ملامحه من السياق التاريخي والسياسي للمجتمع المصري. وتكمل المحاولة بإصرار جلي مع ربط مراحل حياة الشاب "مراد" بأحداث عربية مفصلية كالحرب العراقية الايرانية والحرب اللبنانية وإشارات الى أحداث مصرية تغمز من قناة التطرف الاسلامي. ماذا يقول كل ذلك؟ ان "مراد" هو نتاج أسرة مفككة متوسطة في عصر الانفتاح والتي هي بدورها نتاج أمة عربية منكوبة بالحروب؟ حسنٌ. وصلت الرسالة سريعاً وغالب الظن ان المخرج لم يرد من خلالها تصدير أفكار كبرى ولكنه أراد ذلك الاطار "الرسمي" لحكاية السفاح، أو تلك الشرعية التي تجعل من تناول قصته غاية سامية، تنطوي على استعادة مرحلة سياسية هامة.

لا بأس بذلك. بل ان الفكرة كان يمكن ان تتخذ منحىً تناقضياً ساخراً (من خلال ذلك التوازي بين حرب كالحرب العراقية الايرانية وأهداف لص وصولي صغير يخدم فيها لأهداف شخصية تماما) لو أن المخرج ركز كما يجدر به في فيلم من هذا النوع على شخصية "مراد" (هاني سلامة) الشاب البورجوازي الذي انقلب قاتلاً. فالمشهد الافتتاحي الذي ينتهي بمجزرة يرتكبها الشاب بدم بارد على اثر انتحاله شخصية ضابط شرطة، تشكل منطلقاً مثيراً للغوص على هذه الشخصية التي تراوح في المشاهد الاولى، بحسب ما يوحي أداء سلامة، بين الاختلال والهوس والجدية. ومن ثم تأتي الاستعادة لمسيرته لتؤكد ذلك المنحى من خلال اعترافه كمراهق لضابط شرطة ودود بأن شيئاً غامضاً في داخله يدفعه الى القتل. يقتصر غموض الشخصية على هذين المشهدين. اما ما يلي فليس سوى سرد يفقد عمق النظرة والمعالجة لتناقضات هذا الشاب ولذلك "الشيء الغامض" الذي لن ندرك أبداً ماهيته أو سره بعيداً من التحليل النفسي المتسرع الذي يعلل اسباب عنفه بعلاقة والديه المنفصلين وعلاقات أمه مع الرجال (المرأة مرة أخرى من منظور الشرف والخيانة في عدسة سعد هنداوي) والتي تنقلب بإيجابية على علاقاته النسائية حيث يبحث في المرأة التي يعشق (نيكول سابا) عن الحنان الذي افتقده في علاقته بوالدته. لن يضيف سردنا لحكاية "مراد" الى أي تنوير في ما يخص شخصيته. وبعيداً من المشهد الأول، لن نرى هاني سلامة في مشهد آخر يحاول التعبير عن شخصية "مراد" المركبة بل يبقى مسيطراً على أدائه ملامح الشاب البريء المناقضة للصورة التي يحاول الفيلم تصديرها عنه: الشاب الذكي والمحنك والمجرم بطبيعته (على غرار آل باتشينو في "العراب" مع الفارق بالطبع). ثم تأتي الضربة القاضية للفيلم في المشهد الوطني الذي أراده المخرج الذروة الدرامية لفيلم تشويق! تماماً كأن يكون مشهد غرامي هو الذروة في فيلم حربي خالص. ولكن مرة جديدة الحياة لا تستقيم عند سعد من دون اعادة تأكيد الثوابت (ولكن لماذا يكثر من تردادها ما دامت ثوابت؟!) أو ثالوث الوطن والعائلة والدين. هكذا تنهار ميول "مراد" الإجرامية أمام رباطة جأش العالِم المصري (نبيل الحلفاوي) الذي يبدي استعداده للموت والتضحية بأسرته على أن يسلم القاتل معلومات خطيرة عن ابحاث تتعلق بالسلاح النووي وما شابه. لماذا يقرر "مراد" التراجع أمام صمود العالِم؟ لماذا لا يقتله مثلاً انتقاماً وحقداً؟ اسئلة تبقى من دون إجابة لأنها تقع خارج منطق الفيلم والسينما لتتواءم مع منطق الجمهور والمخرج الذي يرى الى السينما وسيلة للترويج لعنوان كبير غير إشكالي هو حب الوطن. ومحاولة ربما تقع في إطار سبغ القاتل برومنسية تجعله مقبولاً جماهيرياً تصنفه في خانة قاتل القتلة والفاسدين او القاتل "العادل".

   

افلام

في انتظار مان وماليك ومارشل

لم تكد سنة 2008 السينمائية تنقضي وتختتم بحفل توزيع جوائز الاوسكار حتى بدأ الحديث على أوسكارات 2010 في ما هي طريقة غير مباشرة للتطرق الى ابرز افلام العام 2009 الحالي التي تُقاس أهميتها بحسب الصحافة الاميركية بقدرتها على جذب انتباه أكاديمية فنون الصورة وعلومها المانحة لجائزة الاوسكار. سواْ أكان ذلك المقاس دقيقاً أم لم يكن، يهمنا من تلك التنبؤات المبكرة انها تلقي الضوء على أبرز أفلام العام لاسيما منها ما سوف يعرض خلال الأشهر المتبقية حتى نهاية العام في الصالات المحلية. هنا نظرة على أبرز الافلام المنتظرة.

مارشل، ماليك وسكورسيزي

يحقق مصمم الرقص الذي تحول مخرجاً روب مارشل اطلالة جديدة خلال العام 2009 هي الاولى له منذ العام 2005 الذي شهد خروج فيلمه الثالث "مذكرات فتاة غيشا" Memoirs of a Geisha . يعود مارشل في جديده "تسعة" Nine الى أجواء الموسيقى والرقص والغناء التي وسمن فيلمه الاشهر Chicago العام 2002 الذي حاز ستة اوسكارات ولكن هذه المرة مع فريق تمثيلي من الدرجة الاولى يضم: دانييل داي لويس، بينيلوبي كروز، ماريون كوتيار، صوفيا لورين، نيكول كيدمن وجودي دينش. السيناريو المقتبس جزئياً عن شريط فيديريكو فيلليني الشهير "ثمانية ونصف" 8 ½ يدور حول مخرج في صدد انجاز فيلم تحوطه نساء حياته: زوجته وعشيقته وامه المريضة. وللمرة الاولى سيؤدي دانييل داي لويس في الشريط دوراً غنائياً راقصاً.

"شجرة الحياة" Tree of Life عنوان آخر مغرٍ من عناوين العام 2009 السينمائية اذ يكفي القول انه يجمع تحت لوائه ثلاثة اسماء من طراز تيرينس ماليك وشون بن وبراد بيت. التوقعات كبيرة على الرغم من ان تفاصيل الحكاية مغمورة: في عالم فولكلوري غير محدد يتسابق بعض الاشخاص للعثور على "شجرة الحياة" التي يعتقدون انها تمنحهم الخلود والخصوبة. على الرغم من ان ماليك غائب عن الساحة السينمائية منذ فيلمه الاخير The New World في العام.

غير ان تجربته الحالية تبدو الاسرع خلال مسيرته التي تفصل بين الافلام فيها سنوات طويلة قد تصل الى العشرين كما هي الحال بين فيلميه Days of Heaven و The Thin red Line (1998).
بعد فيلمه الوثائقي
Shine a Light عن فريق "رولينغ ستونز" الذي افتتح مهرجان برلين في العام 2008، يعود السينمائي مارتن سكورسيزي الى السينما الروائية صحبة نجمه المفضل خلال السنوات الست الاخيرة ليوناردو ديكابريو. "جزيرة شاتر" Shutter Island هو عنوان الشريط الرابع الذي يجمع سكورسيزي وديكابريو بعد Gangs of New York (2002) وThe Aviator (2004) وThe Departed (2006). يشارك ديكابريو البطولة مارك روفالو في دوري ضابطين أميركيين في مهمة القبض على مجرمة خطيرة.

مان، جاكسن وايستوود

مايكل مان هو الآخر في مقدمة السينمائيين المنتظرين هذا العام بجديده Public Enemies الذي سيخرج في الصالات المحلية قريباً. صاحب Ali وCollateral Damage وMiami Vice، يعمل حرفته في نقل قصة حقيقية عن اللص الشعبي الشهير جون ديلينغر وعصابته التي استطاعت في ثلاثينيات القرن الماضي ان تقاوم لوقت طويل جهود الدولة والشرطة لالقاء القبض عليهم. السيناريو الذي شارك مان في كتابته جرياً على عادته في معظم أفلامه مقتبس عن كتاب براين بورو Public Enemies: Americas Greatest Crime Wave and the Birth of the FBI, 1933-34. يلعب دور ديلينغر جوني ديب ويشاركه البطولة كريستيان بايل.

اما بيتر جاكسن الذي على ما يبدو تنحى نهائياً عن كل ما هو متعلق بسلسلة "سيد الخواتم" يعود بعد اربع سنوات-منذ King Kong (2005)- بفيلم غير بعيد من الفانتازيا في عنوان The Lovely Bones. ولكن فانتازيل جاكسن هنا تأتي مقرونة بواقع مرير اذ تنطلق احداث فيلمه من حادثة اغتصاب وقنل فتاة في الرابعة عشرة من عمرها على يد قاتل متسلسل هو في الواقع جارها. تتخذ الاحداث مجرىً غير متوقع عندما تُروى من وجهة نظر الفتاة التي تراقب من موقعها في الجنة عائلتها الثكلى ومغتصبها. يتقاسم البطولة مارك وولبيرغ ورايتشل وايز.

بدون كلل، يتابع كلينت ايستوود سعيه الحثيث في دفع مسيرته السينمائية الى تخوم مثيرة للدهشة والاعجاب. فبعد تقديمه فيلمين خلال العام الفائت- The Changeling وGran Torino- يطل من جديد خلال العام الحالي بجديده The Human Factor الذي يجمعه مجدداً بمورغن فريمن بعيد تعاونهما المثمر والمبدع في The Million Dollar Baby الاخير في دور نلسن مانديللا.

كوبولا، الاخوان كوين والمودوفار

بعد شريطهما الكوميدي الساخر Burn After Reading العام الماضي، يستقر الاخوان كوين في الكوميديا لمرة جديدة مع A Serious Man الذي يدور حول عائلة يهودية في ستينيات القرن الماضي. يواجه "لاري غوبنيك" حياة على شفير الانهيار بين زوجته التي يشك بإقامتها علاقة أخرى وشقيقه الاتكالي وولديه اللذين يسرقان المال من حافظة نقوده وتلميذته في الجامعة التي تحاول إغواءه. يبحث "لاري" عن النصح من ثلاثة رجال دين مختلفين. للمرة الاولى منذ وقت طويل، يبتعد الاخوان كوين من النجوم ليختارا ممثلين عاديين للقيام ببطولة هذا الفيلم: مايكا ستالبارغ، ريتشارد كايند وفريد ميلاميد.

بعيد تجربته الاخيرة في العام 2007 Youth without Youth التي لم تلقَ الكثير من الاعجاب، انتقل السينمائي فرانسيس فورد كوبولا فوراً الى مشروعه التالي Tetro الذي أصبح اليوم جاهزاً للعرض ومنتظراً بسبب ما تردد عن انه جزء من سيرته الذاتية. تدور أحداث الفيلم الذي صور في المدينة الارجنتينية بوينوس آيريس حول عائلة ايطالية يربط بين أفرادها منافسة ضارية لاسيما بين الفنانين منهم. أبطال كوبولا من الايطاليين بمعظمهم.

اما جديد ألمودوفار فسيبقى في موضوعه الاثير، الحب، انما من أربع وجهات نظر وباسلوب الفيلم نوار. تلعب بينيلوبي كروز دور البطولة.

المستقبل اللبنانية في

24/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)