تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

حنظلة أطيب الآشرار

موفق بيومي

عملاق خرج من »قمقم« مفاجآت الزمن الجميل وموهبة نادرة.. قلما تتكرر - قدمها لنا »المصباح السحري« للفن المصري الذي لا تنفذ مواهبه.. الوم نفسي - قبل ان الومكم - لاننا جميعا شاركنا في اغتياله المعنوي ولم نتذكره او نكتب عنه سوي بعد فوات الآوان. انه.. محمود فرج

عشرة أيام مضت علي وفاة »عفريت« السينما المصرية والبطل الرياضي الاسطوري الذي يجهل الكثيرون اسمه ولكنهم - مثل موقفهم مع كثير من العظماء المنسيين - وبمجرد رؤية صورته يقرنون بينها وبين اسمه في أحد أدواره الشهيرة - وما أكثرها - فتجدهم يصيحون مهللين مشيرين إليه »حنظلة« أو »مجانص« أو مستعدين ضاحكين من الأعماق شخصية العفريت الطيب »عفركوش ابن برتكوش« .. محمود فرج ابن حي حدائق شبرا - وقت ان كان في شبرا حدائق - ظلمته وافرطت في ظلمه بنيته العملاقة وملامح وجهه القاسية - وما أكثر ما تظلمنا ملامح الوجوه - فكانت النسبة الغالبة من أدواره تدور في فلك الشر واهله ولكنه وبموهبته الفذة وفطرته الفنية كان - في مهارة لا يملكها سوي القليلون - ينجح دائما في تحويل دفة شخصيته الشريرة بسرعة ومهارة شديدين في محيط الاداء السينمائي لينتقل بسلاسة وتلقائية في دوره بالفيلم التالي - ان لم يكن بدوره في نفس الفيلم كما فعل في فجر الاسلام - مقدما شخصية الرجل الطيب وابن البلد الشهم الذي لاتقابل الدنيا - كعادتها التي تكاد أن تكون بلا استثناءات ، لا تقارن طيبته بمثلها ولا ترد شهامته بما يستحق وتآمرت ضده مع الشيخوخة وأمراضها ليصاب في نهايات عمره بمرض السكر الذي سبب له مضاعفات مأسوية نتج عنها بتر احدي ساقيه وضعف بصره الي درجة تقارب الصفر ولم يكتف القدر بهذا بل سلط عليه ايضا الجحود ونكران الجميل فلم يسند إليه احد أي دور في السينما او التليفزيون منذ قرابة الربع قرن وظل الرجل يعيش علي معاشة الهزيل الذي كان يتقاضاه كمدير عام سابق باحدي الجهات الحكومية وهو معاش لم يكن كافيا للوفاء حتي بأدويته وعلاجه الطبي وظل الرجل لسنوات يصارع المرض ومن قبله الفقر والجحود دون ان يشكو لاحد سوي لخالقه مصمما ان يموت كالرجال.

الدفع بالايصالات!

تحتفظ أيام زمان في أرشيفها بعقد نادر تم توقيعه عام ٥٥٩١ بين محمود فرج - الذي كان في مرحلة البدايات - وبين احدي شركات الانتاج السينمائي غير المشهورة للمشاركة في فيلم لم يظهر للاسف الي النور كان اسمه »ملاك في الجحيم« نستعرض الآن سويا اهم ما جاء فيه من بنود.. ومنها ماجاء في البند الثاني ويقول.. »يقبل الطرف الاول - اي شركة الانتاج - ان يستخدم الطرف الثاني - اي محمود فرج، الذي قبل ذلك في ان يمثل تحت اشراف الشركة وحسابها في دور المعلم عطوة في الفيلم الذي تنوي الشركة اخراجه في حدود شهر نوفمبر من العام ٥٥٩١ واسمه »ملاك في الجحيم« أو اي دور اخر في نفس الفيلم سالف الذكر كما ان للشركة الحق المطلق في استبدال الدور المسند للطرف الثاني باي دور في اي فيلم اخر تنوي الشركة اخراجه دون ان يكون للطرف الثاني حق الاعتراض علي ذلك. ثم جاء في البند الثالث مانصه »تدفع الشركة للطرف الثاني نظير خدماته الفنية التي يتعهد بتقديمها طبقا لهذا العقد مبلغ خمسة وثلاثين جنيه مصري وذلك طوال مدة اخراج الفيلم مها استغرق اخراجه من وقت ويكون الدفع وفق النظام التالي اولا مبلغ خمسة جنيهات حالا عقب التوقيع علي هذا العقد ثانيا عشرة جنيهات بعد شهر من بدء التصوير ثالثا خمسة جنيهات عقب انتهاء المشاهدة الموكولة للطرف الثاني رابعاً خمسة عشر جنيها بعد الانتهاء من تصوير جميع مناظر الفيلم ويكون الدفع في كل مرة بناء علي ايصال صادر من الشركة وموقع عليه من الطرف الثاني باستلام المبلغ المحدد في العقد.

الضرائب

تنتقل إلي بند آخر طريف وهو البند السادس الذي جاء فيه »يتعهد الطرف الثاني الا يبالغ في استخدام القوة اثناء تصوير المناظر التي تستدعي العراك والضرب طبقا لسيناريو الرواية ويتعهد ان يكون حريصا علي عدم ايذاء الطرف الاخر المشترك معه في المشهد المحدد وكذلك يتعهد بحرصه علي عدم المغالاة التي قد تسبب في احداث تلف من اي نوع بمعدات التصوير وآلاته أو الديكورات الموجودة اثناء التصوير؟! ويتضح من هذا الشرط ان دور محمود فرج كان يستغله في أحداث العنف والعراك التي اشتهر بها في معظم ادواره.

من البنود الواردة في العقد ايضا ما جاء في البند الثالث عشر والمتعلقة بمسائل الانضباط في الحضور والانصراف ويقول النص »اذا تأخر الطرف الثاني عن الحضور الي الاستوديو أو مكان التصوير او تغيب فان للشركة الحق المطلق في توقيع الغرامة التي تراها عليه خصما من المبلغ المستحق له قبلها دون ان يكون له اي حق في الاعتراض علي ذلك »ولم ينس العقد ان يتعرض لمسألة الضرائب حيث جاء في احد البنود »يخصم الطرف الاول - اي الشركة - من الدفعة الأخيرة التي سيدفعها للطرف الثاني والمنوه عنها في البند الثالث من هذا العقد ضريبة كسب العمل وكافة الضرائب التي تقرها السلطات الحكومية..

انتهي استعراضنا لعقد الزمن الجميل ولكن لم - ولن - ينتهي حبنا الذي لا حدود له للشرير الطيب والعنيف صاحب قلب الطفل الأخضر.

أخبار النجوم المصرية في

16/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)