تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مصير يتكرر في الدول العربية المنتجة

شروط "هوليوود" تقتل المخرجين الجيدين

محمد رُضا

بينما يواصل المخرج البرتغالي مانويل دي أوليييرا العمل من دون توقّف، فإن العديد من أترابه في “هوليوود” متوقّفون عن العمل. المفارقة هي أن دي أوليييرا يبلغ المائة من العمر، بينما معظم المتوقّفين عن العمل لا يزالون أعلى من منتصف عمره بقليل.

المفارقة مهمّة لأنها إعلان بحد ذاته عن ثقافتين سينمائيّتين: واحدة مبنية على احترام ملكية المخرج المثقّف والجاد، والثاني مبنية على استبعاد هؤلاء من العمل بسبب من غياب الواعز الفني او الثقافي من السينما التي تبغي النجاح التجاري وحده.

وهذا لا يحدث في “هوليوود” فقط، بل في العديد من الدول العربية المنتجة، حيث تحقيق الأفلام بالنسبة لعدد كبير من المخرجين الجيّدين بات مهمّة شاقّة. من هؤلاء علي بدرخان وداوود عبد السيد وخيري بشارة ومحمد خان وسمير سيف في مصر، وجورج نصر وزياد دويري وبرهان علوية وبهيج حجيج في لبنان، ورضا الباهي والناصر خمير في تونس وسواهم في المغرب والجزائر أيضاً.

في “هوليوود”، حيث اي مشكلة تتبدّى أكبر نسبة لحجم الصناعة هناك، فإن مخرجين مؤهلين ومعروفين أمثال جيم مكبرايد، وجوناثان ديمي، وجوناثان كابلان، وفيليب كوفمان، وبرايان دي بالما، وفرنسيس فورد كوبولا، ووولتر هيل، وجون ميليوس، ولورنس كاسدان وسواهم العديد، مبعدون من دون خيار منهم لمجرد أن احداً منهم لم ينجز في السنوات العشر الأخيرة عملاً تجارياً رابحاً. بعض المبعدين، مثل آرثر بن، وجيري تشاتزبيرج وجون ميليوس لم ينجز فيلماً منذ عشرين سنة وغالباً بسبب رفضه القبول بعمل تديره شروط المنتجين من مكاتبهم ولا يتيح للمخرج الدور الذي يعتبره أساسياً له، فضمن المفهوم الهوليوودي الماثل (من مطلع الثمانينات من القرن الماضي والى اليوم) المخرج ليس سوى دمية يتم تحريكها تبعاً للشروط الموضوعة له من قبل الشركة المموّلة.

لا عجب أن معظم هؤلاء المخرجين بعيدون عن الاشتراك في جوقات العمل، ولا أن مخرجين عالميين من أمثال الإسباني بدرو ألمادوفار والبريطاني جون بورمان والايطالي جوزيبي تورنتاتوري رفضوا اما العودة لإنجاز أفلام أمريكية بشروط تلك الشركات او رفضوا الاشتراك أساساً كما حال ألمادوفار الذي رفض حتى البحث في مثل هذا الاحتمال أساساً.

طبعاً، هناك مخرجون لا تستطيع “هوليوود” أن تفرض عليهم شيئاً كونهم يعرفون الشروط ويطبّقونها بقناعة مع نتائج تجارية جيّدة طيلة الوقت وهي فنياً إما متفاوتة (كما الحال بالنسبة لستيفن سبيلبرج) او نتائج غالباً جيّدة (كما الوضع مع مارتن سكورسيزي). ومارتن وستيفن ليسا كل هوليوود الجيّدة وهما ليسا بمنأى عن الضغوط ولو ذاتية. في الحقيقة المشاهد المسبقة من فيلم مارتن سكورسيزي المقبل وعنوانه “الجزيرة المغلقة” توحي بأنه عمد الى فيلم تجاري القالب والأسلوب ربما لكي يشتري استمراره. بعض المخرجين القدامى ذوي الخبرة يبتكرون الحلول. حين وجد وودي ألن أن كلمته ما عادت مسموعة حمل متاعه وحط الرحال في أوروبا حيث ينجز الآن كل أعماله. وولتر هيل، الذي أنجز في “هوليوود” سابقاً أفلاما بالغة النجاح مثل “24 ساعة” و”حرارة حمراء” ينجز أفلاماً لحساب المحطات الفضائية. أفلام “وسترن” موجّهة لمن بقي من جمهور لهذا النوع الأمريكي الخالص. جوناثان ديمي الذي أنجز فيما أنجز “صمت الحملان” قدّم في العام الماضي فيلما صغيراً مستقلاً بعنوان “راشل تتزوّج” أما فرنسيس فورد كوبولا فعاد أيضاً الى الأفلام المستقلة مثل “شباب بلا شباب” و”تيترو” وهو الذي وضع شركة باراماونت على قمّة فنية وتجارية عبر فيلم “العرّاب” في السبعينات.

خيار الفيلم المستقل لم يعد مغرياً بحد ذاته، فالسينما الأمريكية المستقلة تشعّبت ثم توزّعت ثم ضعفت خلال السنوات الخمس الأخيرة بسبب من محاولة “هوليوود” ذاتها احتواء هذه الإنتاجات ما نتج عنه قيام المخرجين الشبّان الذين يقفون وراء معظمها من الكتابة والإخراج بنفس أسلوب “هوليوود” لكي يضمنوا النجاح متجاهلين حقيقة أن أحد أهم ملامح السينما المستقلّة هي أن تخرج عن الأسلوب والموضوع الهوليووديين وتختار طريقاً من حريّة التعبير واختيار الموضوع ومعالجته. لذلك نجد أن المخرجين الذين أبدعوا في هذا المجال منذ سنوات بعيدة باتوا بدورهم قليلي العمل. ها هو جون سايلس الذي كان أحد أغزر العاملين في السينما المستقلّة في التسعينات مضطر للغياب أكثر من الظهور. ومثله في ذلك مخرجان مستقلان مشهود لهما بالجودة هما بيتر بوجدانوفيتش وألان رودولف الذي يحتفي به مهرجان “كارلوي اري” المنعقد حالياً في التشيك.

 

أفلام القمّة

صراع الحيوانات مع الآلات

ربما لو أن فيلم كرشتيان بايل وجوني دب الأول معاً “أعداء الشعب” عرض في أسبوع آخر لما واجه تلك المنافسة الشديدة التي حتمت عليه الاكتفاء بالمرتبة الثالثة هذا الأسبوع. هو ضحية صراع كبير بين فيلم كرتوني من بطولة حيوانات اسمه “عصر الجليد: فجر الديناصورات” وفيلم من المؤثرات الكومبيوجرافيكية اسمه “ترانسفورمرز: انتقام الساقطين” وكلاهما أنجز أرقاماً متقاربة جدّاً خلال الويك إند الماضي.

 

الجميع في انتظار مفاجآتفينسيا

حين تنطلق الدورة الخامسة والستون من مهرجان فنيسيا السينمائي الدولي، نهاية الشهر المقبل، ستتبدّى للسينمائيين والإعلاميين في كل مكان حول العالم الإجابة عن السؤال المطروح أمام هذه الدورة: هل يستطيع المهرجان التغلّب على البرمجة التي كان حشدها مهرجان “كان” في الربيع الماضي ببرمجة أقوى؟

كما هو معروف فإن مهرجان “كان” الأخير حشد مجموعة كبيرة من المخرجين المعروفين ما نتج عنه وصف تلك الدورة بتسميات مثل “دورة المخرجين” و”دورة عمالقة الإخراج”، كما ذهبت إحدى الصحف البريطانية “الدورة التي اشترك فيها كل مخرج قيّم” وهو إدعاء غير صحيح أساساً، لكنه يفي بالهالة التي نجح “كان” برسمها حوله.

الأفلام ذاتها لم تكن بمستوى الأسماء التي قدّمتها، ومهرجان “فنيسيا” دائماً ما بدا أوسع شمولاً وأقل شروطاً وهو، تحت إدارة رئيسه ماركو مولر، نجح في الثبات لا أمام “كان” فحسب، بل أمام منافسه الجديد (والأثرى) مهرجان روما السينمائي الذي يبعد عنه أمتاراً قليلة وأسابيع أقل.

ماركو مولر يواصل النهار بالليل حيث عليه مشاهدة ما لا يقل عن 1500 فيلم حسب مصادر المهرجان، وبدأ في هذا الماراثون قبل ثلاثة أسابيع ولديه أسبوعان آخران ويختار، لكن هناك فكرة عامّة أخذت تتبدّى وسط ضباب التوقّعات: مجموعة كبيرة من الأفلام التي يبدو أنها ستتوجّه الى المهرجان الخالي (من حسن الحظ) من السوق السينمائي المعروف بأنه أحد آخر المعاقل الفنية المتاحة في العالم.

من فرنسا هناك الفيلم الجديد للمخضرم من مجموعة السينما الجديدة وهو جاك ريفيت، الذي لديه 36 فيلماً، بعنوان Vues du Pic Saint- Loup.

مع الممثلة جين بركِن وسيرجيو كاستيللو. كذلك هناك احتمال دخول “أسف” للمخرج سدريك كون وفيلم باتريس شيارو الجديد “انضباط” مع شارلوت جينبسورج (الفائزة بجائزة أفضل ممثلة في “كان”).

من جنوب شرقي آسيا فإن فيلم المخرج الصيني تيان زوانجزوانج “المحارب والذئب” يبدو شبه محتّم خصوصاً وأن عدد الأفلام الآتية من تلك المنطقة من العالم يبدو محدوداً. المخرجة الهندية ميرا ناير بعثت بفيلمها الجديد “أميليا” من بطولة الأمريكية هيلاري سوانك. وهناك مجموعة كبيرة من الأفلام الأمريكية التي عرضها مدير المهرجان وتكتّم للآن حول قراره، من بينها الفيلم الجديد للمخرج المعروف ستيفن سودربرج وعنوانه “المخبر” من بطولة مات دامون، وفيلم كوميدي لتود سولندز سمّاه “الحياة خلال الحرب”. المخرجان الشقيقان كووَن اللذان سبق لهما أن اشتركا في ذات المهرجان أكثر من مرّة يعودان بفيلم عنوانه “رجل جاد” الذي على عكس أفلامهما الأخيرة كلها يخلو من نجم معروف. وإذ يفتتح المخرج الإيطالي جوزيبي تورناتوري الدورة الجديدة بفيلمه “باريا”، فإن فيلماً سبق له أن حققه سنة 1990 بعنوان “كل واحد بخير” تم إعادة تحقيقه مؤخرا مع روبرت دي نيرو في البطولة، وكان الراحل مارشيللو ماستروياني هو الذي قام ببطولة النسخة الإيطالية.

 

أوراق ناقد

مايكل جاكسون

اتصلت بي إحدى المحطّات التلفزيونية التي كانت تنقل حفل تأبين المغني مايكل جاكسون وسألتني إذا ما كنت أود التعليق على ذلك الحفل. فاعتذرت على أساس أنني مشغول بمشاهدة الأفلام وليس المآتم، لكن عذري لم يمنع المحطة من الاتصال مرّتين بعد ذلك لإقناعي ما يعني أنها لم تجد بديلاً لي. وافقت في نهاية المطاف وأدرت جهاز التلفزيون على كلمات التعازي والجمهور المحتشد وبدأت أحضّر ذاكرتي لمراجعة بعض عناوين أفلام مايكل جاكسون التي أحفظها او أحفظ كلماتها فقط في حالة إذا ما طلب مني من يجري المقابلة أن أغني واحدة.

أول ما تم الاتصال سمعت من يدلي بمعلومة خطأ. يقول إن المغني ستيفي ووندر ارتجل الأغنية التي غنّاها في المأتم ارتجالاً، بينما هذه الأغنية مسجّلة منذ أواخر الستينات من القرن الماضي. المشكلة هي أنك لست هنا في حلقة من “الاتجاه المعاكس” لكي تثير نقاشاً كهذا، لكن من يود أن يشترك في برنامج هل يبدأ بخطأ من هذا النوع؟

النجدة جاءت من المحطّة ذاتها إذ أخبرني المسؤول أن المقابلة ستستمر نحو ساعتين أي طوال فترة التأبين، وبما أنني لم احضّر نفسي لثرثرة من هذا النوع، ولم ألغ المواعيد التي كان علي حضورها معتقداً أن المقابلة لن تستمر لأكثر من ربع ساعة، انتهزت الفرصة واعتذرت سريعاً متمنياً للمحطة وضيفها الآخر الذي يعتقد أن ستيفي ووندر (والمذيعة سمّته ووندرز) ارتجل أغنية مؤثرة، كل خير.

هذا لم يعفني تماماً إذ تم سريعاً توجيه سؤالين او ثلاثة بطريقة “أنا أسأل وأنت نصف تجيب”، وهي طريقة يتّبعها الكثيرون من مقدّمي البرامج لأن الوقت من ذهب و”الفكرة وصلت” (حسب السائد في بعض المحطّات الإخبارية) لأجل قطع الطريق على أي إضافة.

مايكل جاكسون كان نجماً كبيراً بلا ريب وكل التعليقات لم تكن ستخرج عن هذه الحقيقة. لكن ما لم أسمعه او أقرأه في أي مكان أن المغني- النجم لم يحسب حساب المستقبل جيّداً شأنه في ذلك شأن العديد من نجوم الغناء. هم يغنون لجيل اليوم- أما ما سيحدث غداً فلا حساب له. لذلك حين احتل جيل جديد من هواة الغناء الساحة تراجعت أسهم مايكل جاكسون، كما حدث سابقاً مع ألفيس برسلي وكما يحدث اليوم مع العديد من نجوم الغناء في العالم العربي. وهذا هو الدرس الذي على مغني اليوم أن يعوه فالعالم ليس ثابتاً والمتغيّرات لا تتوقّف بما فيها الجمهور الذي هو الآن اليوم وغداً سيمضي ويحل محله جمهور آخر.

م.ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

12/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)