تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

يترجم توهجها الفني في السنوات الماضية

فيلم افتتاح "فينيسيا" ينتصر للسينما الإيطالية

محمد رضا

لأول مرّة منذ عشرين سنة يتم اختيار فيلم إيطالي لافتتاح المهرجان الإيطالي “فينيسيا”. وربما بدا الأمر بديهياً لكن حقيقة أن عقدين من الزمان مرّا على آخر مرّة تم افتتاح المهرجان الإيطالي بفيلم محلي دليل على أشياء كثيرة بعضها -وليس جميعها- له علاقة بالقيمة النوعية للأفلام الإيطالية المنتجة خلال هذين العقدين.

وفي الوقت ذاته يُفيد ذلك في التأكيد على نهضة ما في حاضر السينما الإيطالية خلال السنوات الثلاث الأخيرة إذ ازداد وجودها في المهرجانات الدولية الأخرى (برلين، كان، تورنتو، ترايبيكا في نيويورك) علاوة على ما حققه “جومورا” من نجاح نقدي وجماهيري محلياً وعالمياً خلال العام الماضي.

الفيلم المختار للافتتاح هو “باريا” للمخرج جوزيبي تورناتوري الذي اقتحم الشهرة بفيلمه المتفاني “سينما باراديزو” (1990) الذي سرد فيه جانباً من ذكرياته ولداً صغيراً في الخمسينات من القرن الماضي يتسلل الى صالة السينما في قريته الصقلية مبهوراً بالشاشة الفضّية وما تعرضه. الفيلم الجديد هو عودة لتلك الذكريات من قبل مخرج يبلغ الآن 53 سنة ولم يقل في أفلامه كل شيء يريد قوله بعد.

ولد تورناتوري في بلدة صقلية صغيرة اسمها هو ذات اسم فيلمه الجديد “باريا” ليست بعيدة عن مدينة باليرمو. حين كان في السادسة عشرة، وبينما كان لا يزال تلميذا، قرر دخول الحياة الفنية تبعاً لذلك الإعجاب الكبير بالسينما، لكنه لم يختر السينما لتحقيق أفلامه آنذاك، بل المسرح  فأخرج مسرحيّتين  لكاتبين إيطاليين هما ادواردو دي فيليبو ولويجي بيرانديللو.

المسرحيّتان كانتا للعرض المدرسي، لكنهما لفتتا نظر عديدين شجعوه على الإخراج للسينما فالتقط الكاميرا وصوّر فيلماً قصيراً بعنوان “القافلة” وهذا شق طريقه الى تلفزيون المحطة الإيطالية RAI التي اسندت إليه مهام متعددة خلال العام 1997 وما بعد. هذه المهام انتقلت من العمل مساعداً لهذا المخرج او ذاك المنتج الى الإخراج حيث حقق تورناتوري لحساب المحطّة في مطلع الثمانينات بضعة أفلام  وثائقية ناجحة وأحدها دار حول صناعة السينما في صقلية وآخر عن المخرج فرنشيسكو روزي وثالث عن الكاتب المسرحي لويجي بيرانديللو.

أحد هذه الأفلام نال الجائزة الأولى في مجال السينما الوثائقية من مهرجان ساليرنو وعنوانه “الأقليات العرقية في صقلية”.

تورناتوري بات جاهزاً للانتقال الى السينما الروائية وعمد الى هذه الخطوة سنة 1989 حين أنجز فيلماً عن العصابات الصقلية عنوانه “كاموريستا” جامعاً فيه الإيطالية لورا دل سول مع الأمريكي، الصقلي الأصل، بن جازارا (أحد وجوه المخرج الأمريكي المستقل جون كازافيتس المفضّلة).

هذه البداية الناجحة قادته الى فيلم أنجح هو “سينما باراديزو” نفسه. مثل الأول، كتب السيناريو، لكنه هذه المرّة قرر أنه يريد العودة الى ماضيه حين كان ولداً صغيراً واقعاً في حب السينما. الفيلم كان أكثر من مجرّد قصّة صبي يتسلل الى غرفة العارض (الراحل فيليب نواريه) ويرى الأفلام مجاناً. كان أيضاً عن ملاحظاته في تلك الفترة عن شخصيات مختلفة أكثرها إثارة للاهتمام او للطرافة راهب البلدة الذي كان يشاهد كل فيلم جديد لكي يراقبه قبل السماح به.

وجد الفيلم نجاحاً كبيراً في المهرجانات والمناسبات السينمائية فقطف “اوسكار” افضل فيلم أجنبي، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان “كان” عام 1989 والجولدن جلوب الأمريكية الى جانب عدد من الجوائز من مناسبات أقل شهرة.

ومع أن تورناتوري لم يتوقّف عن تحقيق الأفلام، الا أن قدراً من الاعتيادية سادت علاقته بالسينما بحيث لم يبرز مما حققه فيلم آخر بذات الصفات او النجاح الذي حققه “سينما باراديزو”. وأخرج بعده “الجميع بخير” مع مارشيللو ماستروياني (أحد آخر أفلامه قبل موته) وميشيل مورجن، ثم فيلم من تمثيل جيرار ديبارديو و(المخرج) رومان بولانسكي بعنوان “شكليات فقط” وذلك سنة 1994. بعده حقق فيلماً عنوانه “صانع النجوم” مع سيرجيو كاستيليتو في البطولة وهذا الفيلم قرّبه من جديد للجوائز إذ نال جائزة لجنة التحكيم الخاصّة وإن أخفق في الوصول الى اوسكار ثانية كأفضل فيلم أجنبي.

في عام 1998 عاد الى الواجهة من جديد بفيلم جيّد آخر هو “اسطورة 1900”، الذي يتناول شخصية لاعب بيانو، قام به الأمريكي تيم روث، وجد نفسه يعيش على ظهر باخرة تجتاز المحيط من ايطاليا الى امريكا لكنه لا يستطيع مغادرتها وقدّمناه على هذه الصفحة حينها.

الفيلم الحالي الذي سيفتتح مهرجان فينيسيا في دورته المقبلة بعد شهرين وبضعة أيام، من إنتاج التونسي طارق بن عمّار والإيطالية مارينا برلسكوني (قريبة رئيس الوزراء الذي تربطه بطارق بن عمّار علاقات عمل) ومن أشهر الأسماء التي في الفيلم مونيكا بيلوتشي.

  

تان تان” يغامر على الشاشة

خلال 47 سنة (ما بين 1929 و1976) جال تحرٍ شاب يعتمر قبّعة فرنسية وسروالاً ملوّناً ومعه كلب صغيرة  بلدانا عديدة متعرّضاً لمغامرات لا تنقطع. زار هذا التحري روسيا والصين ومصر ونصف دول افريقيا وعدة دول امريكية لاتينية وتسلّق جبال الألب ومشى في الصحارى واعتلى المراكب والبواخر ليحقق ويدقق وينقل المتعة لكل من أحب تلك الشخصية وتابعها على الورق.

تان تان هو فخر الصناعة الأدبية البلجيكية إذ هو شخصية كرتونية وضعها شخص باسم جورج رامي الذي عرف أيضاً باسم هيرجيه وقص من خلالها حكايات لا تنقطع جعلت “تان تان” هذا بطلاً شعبياً محبوباً في أوروبا أوّلاً ثم في العالم أجمع.

في ،2007 أعلن المخرجان بيتر جاكسون (المعروف بسلسلة “سيد الخواتم”) وستيفن سبيلبرج عن إطلاقهما مشروعاً مزدوجاً لنقل بعض مغامرات “تان تان” على الشاشة الكبيرة في فيلمين متتابعين الى أساس أن يبدأ سبيلبرج تصوير مشروعه أوّلاً وما إن ينتهي من تصويره حتى يدخل جاكسون لتصوير مشروعه الثاني مباشرة.

المشروع بلا ريب تخليد للشخصية وكاتبها وللمغامرات التي ترجمت الى 60 لغة من بينها العربية. وهي لا تزال تشهد انتشاراً كبيراً إذ حسب احصاءات نشرت قبل عامين فإن مليوني نسخة من مغامرات تان تان تُباع كل سنة من بينها 600 ألف نسخة في الصين وحدها.

من ناحية أخرى هو مشروع رابح حتى ولو انتخب لإخراجه أي سينمائي جيّد غير معروف بشرط أن يحتوي على المقاييس والمعادلات الإنتاجية الصحيحة. فما البال إذا ما كان اثنان من أكثر المخرجين نجاحاً حول العالم تصدّيا لفكرة نقل هذه الشخصية الى الشاشة للمرّة الأولى؟  نسخة سبيلبرج التي بوشر بالتحضير لتصويرها في فبراير/شباط الماضي، تحت عنوان “مغامرات تان تان: سر اليونيكورن”، وكان من المتوقّع أن تُنجز للعرض في صيف العام المقبل، سوف لن تكون جاهزة عملياً قبل نهاية الشهر الأخير من عام 2011 وشركة دريم ووركس المنتجة لم تحدد الأسباب ولو أن المعروف أن التأخير لابد ناتج عن الرغبة في استكمال النواحي التقنية والعملية قبل المباشرة في التصوير، كما أن عمليات ما بعد التصوير (من مؤثرات خاصّة وعمليات مونتاج معقّدة) ستأخذ عدّة أشهر قبل أن تصبح النسخة جاهزة للعرض. 

الفيلم من بطولة دانيال كريج الذي اشترك في بطولة فيلم سابق لستيفن سبيلبرج هو “ميونخ” ومع كريج الممثل جايمي بل الذي ربح جائزة توني (موازية للأوسكار مسرحياً) في الأسبوع الماضي وكلاهما شوهد في بطولة فيلم “تحد” قبل نحو شهرين. معهما الممثل العراقي الأصل أندي سركيس (بريطاني المولد)  الذي لعب شخصية المخلوق البشع في سلسلة “سيد الخواتم” والممثل البريطاني سيمون بج.

نسخة جاكسون سوف تعمل على المنوال الكبير نفسه ومعظم الممثلين الذين سيلعبون أدوارهم في فيلم سبيلبرج (بينهم جايمي بل الذي يؤدي شخصية تان تان) سوف ينضمّون لمشروع جاكسون اللاحق. لكن إذا ما كان النجاح حليف الفيلمين -كما تتوقّع الأوساط السينمائية في هوليوود وأوروبا- فهل سيتوقّف العدّاد على فيلمين فقط؟

الى الآن أنجزت سلسلة “هاري بوتر” أكثر من أربعة مليارات دولار (والفيلم الجديد على الأبواب) وحصدت ثلاثية بيتر جاكسون “سيد الخواتم” أكثر من ثلاثة مليارات دولار...  ما يعني أنه إذا ما أنجز فيلما تان تان بالنجاح المتوقّع فإنه سيكون منجم ذهب جديد للمشتركين في إنجازه ولسنوات عديدة لاحقة.

 

افلام القمّة

ضياع “أرض المفقودين

فيلمان خسرا أكثر من ماء الوجه هذا الأسبوع: فيلم كوميدي من بطولة ول فارل بعنوان “أرض المفقودين” الذي فقد بوصلته ولم يجد جمهوراً يحتفي به فحط في المركز الثالث بعد الفيلم الشبابي “آثار السهرة” والفيلم الكرتوني “فوق”، أو”حياتي في الدمار” مشروع أرادته بطلته نيا فاردالوس عملاً رومانسيا خفيفاً يذكّر بفيلمها الناجح السابق “عرس يوناني كبير”. لكن الدعوة لم تصل هذه المرّة وانتهى الفيلم في المركز الثامن.

 

شاشة البيت

إنصاف انطونيوني

قوبل فيلم مايكل أنجلو أنطونيوني “زابرينسكي بوينت” (يعود الاسم الى موقع في صحراء كاليفورنيا) باستهجان شديد من قبل نقاد عديدين حول العالم حين خرج للعروض في العام 1970 ولم يكن بالفعل يستحق هذا الهجوم الذي انقسم بين تنديد سياسي، كون أنطونيوني يلقي نظرة نقدية على الحياة الأمريكية، وفني حيث اعتبره بعض النقاد أقل جودة من أعماله الإيطالية.

لكن، وككثير من الأحيان، يتراجع النقد عن موقفه بانحسار معطياته غير الدقيقة وهذا ما حدث مع هذا الفيلم الذي يندرج اليوم ضمن كلاسيكيات الفترة.

 

قبل العرض

كايرا نايتلي في لندن

هذا الأسبوع يبدأ تصوير فيلم بريطاني بعنوان “بوليفارد لندن” من بطولة الممثلة كايرا نايتلي والممثل كولين فارل ومن إخراج وليام موناهان المعروف بكتابته لسيناريوهات أفلام كبيرة مثل “مملكة الجنة” لريدلي سكوت و”المغادر” لمارتن سكورسيزي و”كيان الأكاذيب” لريدلي سكوت أيضاً.  في الأدوار المساندة هناك آنا فرايل وبن تشابلن (حفيد تشارلي) وديفيد ثوليس.

 

أوراق ناقد

النوع السينمائي

تمثّل سينما المؤلّف نزعة المخرج الى الاختلاف عن السائد بمجرّد قراره وقت لجوئه الى السينما لكي تكون ميدان عمله، أن يجعل من أفلامه نسيجاً تعبيرياً خالصاً عما يود التطرّق إليه.في السينما الجماهيرية التي عايشتنا وعايشناها منذ العهد الصامت والى اليوم، والمترعرعة في مصر كما في هوليوود والهند وفرنسا وإسبانيا وفي كل دولة لديها إمكانات السوق المحلية الكفيلة بإنجاح انتاجها داخلياً،  هناك تقاليد راسخة في كل خطوة من خطوات العمل السينمائي. في الكتابة وفي المونتاج وفي التصوير وفي التمثيل و-طبعاً- في الإخراج. كل شيء في هذه السينما عليه أن يُبرز قيمة القصّة تبعاً للنوع الذي تنتمي اليه.

على هذا النطاق، فإن الفيلم مهما كان نوعه (رعب، كوميديا، بوليسي، ميلودراما الخ...) سيتطلب توفير العناصر التي تحقق نجاحه من ممثلين منمّطين حسب موقعهم وشهرتهم الى نواحي التنفيذ بكاملها بالنسبة لهواة هذا النوع مع محاولة تجاوز النوع في الكثير من الحالات ليتضمّن مفارقات قد تكون مثيرة لهواة نوع آخر (ممثل لدور كوميدي مساعد للبطل او مشاهد مثيرة الخ....). 

حين يلتزم مخرج بذلك فهو التزم بسينما تجارية تخدم الجهة المنتجة وتشيع، مستقبلاً، دورة كاملة من الأفلام المشابهة. ما نعرّفه من حين لآخر بالظاهرة او الفورة الخ... وكل هذا يؤدي الى تشغيل رأس المال لما فيه مصلحة المنتج لكن ليس لمصلحة السينما كوسيط ثقافي او كفن.

في المقابل، يؤمن المخرج المؤلف بأن دوره ليس تنفيذياً لمثل هذه المتطلّبات او العناصر وأن القصّة ليست عبارة عن أزرار تضغط على الواحد منها فيولّد المناسب من أحداث (ستحاول أن تتفوّق على مثيلاتها في الأفلام السابقة)، بل هي مناسبة لولوج عالم لا يتم تجسيده إلا بمعونة رسم شخصيات عميقة وأحداث تحمل دلالات مختلفة  هي التي تؤسس للقصّة وليس العكس.

لذلك من الصعب، على سبيل المثال، تفنيد  الكثير من أفلام المؤلّفين (كأفلام كياروستامي وغودار) الى أنواع كتلك التي من السهل تعريف السينما الجماهيرية بها (بوليسي، كوميدي الخ...) ذلك أن الفيلم التابع للمؤلّف يصبح حالة خاصّة ومختلفة. وحتى حين يلتزم مخرج بنوعية طاغية من الأفلام (مثل هيتشكوك وأفلامه التشويقية) فإن أسلوبه الدامغ هو جواز سفره لسينما المؤلفين إذ أبدع حتى مع أخذ الجمهور السائد بعين الاعتبار.

تبعاً لذلك، إذ تلتزم معظم الأفلام الجماهيرية بما يرضي المنتج، تتعامل سينما المؤلّف مع الوضع النخبوي الناتج عن توجهها لجمهور أقل عدداً. بذلك كل مخرج يخدم النظام السياسي الذي يرى أن عليه أن يسود. واحد ضمن النظام العام والآخر مختلف عنه (عارضه او لم يعارضه) لذلك نجد أن سينما المؤلف في الدول النامية  (وبعضها نما في صناعات أخرى لكنه لا يزال ينمو سينمائياً منذ اختراع السينما) لها سمعة أنها معادية ومثيرة للمشاكل والشغب.

هذا ما حدث ولا يزال يحدث في بعض دولنا التي انتجت أفلاماً مغايرة ما يؤكد أن السينما البديلة للسائد لا تستطيع أن تكون بديلة الا إذا كان هناك منتج بديل وموزّع بديل يؤمنان لها الوصول الى الجمهور الذي هو بدوره بديل.

م. ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

14/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)