تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

نضال الدبس: لست ابناً جاحداً للقطاع العام

دمشق – فجر يعقوب

انتهى المخرج السينمائي السوري نضال الدبس من عمليات توليف فيلمه الروائي الطويل الثاني «روداج» (100 دقيقة) وهو من إنتاج شركة ريل فيلم التي يشرف عليها المخرج السوري هيثم حقي لصالح محطة أوربت. ما يعني أن الدبس اختار هذه المرة نافذة القطاع الخاص ليطل بمشروعه الجديد كتابة وإخراجاً، وهذا أثار حواراً معه حول «كفاءة وأهلية» هذا القطاع في محاولاته لاستعادة الطقس السينمائي السوري، وهو المصطلح الذي تردد صداه كثيراً في الأدبيات السينمائية السورية في الآونة الأخيرة. هنا حوار مع المخرج الدبس الذي يستعد لـ «نفخ» الفيلم المصور بتقنية (HD) في موسكو حيث يتابع السينمائيون السوريون بنوع من الأمل العاصمة الروسية التي «قد تقدم على هذا الصعيد حلولاً معقولة لجهة التكاليف والنوعية».

·         تغير عنوان الفيلم من «رقصة النسر» إلى «روداج»... ما الذي يجمع بينهما ولماذا هذا التبديل المفاجئ؟

- التغيير لا يحمل دلالة من أي نوع. «روداج» كما بدا لي، فيه نبرة الفيلم الذي اشتغلت عليه بكل بساطة.

·         ماذا لو أبقينا على العنوان الأول؟

- الأحداث هي نفسها، ستظل تدور في الصحراء التي يخرج إليها العاشقان بسيارتهما. الفيلم بلا أحداث. بنيته على التشويق، فإذا ما خلا من هذا العنصر الأساسي، فسوف يفقد الفيلم أشياء مهمة أتكئ عليها.

·         انتهيت للتو من فيلم روائي طويل لصالح القطاع الخاص، وكنت قد أنجزت فيلمك الروائي الطويل الأول «تحت السقف» لصالح القطاع العام. أين تجد نفسك انطلاقاً من هاتين التجربتين؟

- لكل تجربة اشكالاتها بالطبع، فأنا لدي اشكالاتي مع القطاع الخاص، واشكالاتي التي لا غنى عنها مع القطاع العام. وهي اشكالات لها علاقة بالشرط الانتاجي في كلا الحالين. أما على المستوى الرقابي الفكري فقد كنت مرتاحاً أكثر عند القطاع الخاص، مع أن الشرط الإنتاجي عند المؤسسة العامة للسينما قد يكون مريحاً أكثر للمخرج، وهذه الراحة لا تحمل معنى ايجابياً بالضرورة. التجربة التي أنجزتها للقطاع الخاص ونتحدث عنها هي تجربة تخصه وتخصني، أي أنها تخص المخرج هيثم حقي أيضاً باعتبار أن مشروعه في الأساس يكمن في إعادة القطاع الخاص للانتاج السينمائي بشرط فني مناسب. وهذا يتطلب تضافر كل الجهود كي تصب في اتجاه إنجاح هذه التجربة، وهذا يفرض جهداً مضاعفاً على الجميع، ولكن في النهاية تظل التجربة جديرة بكل هذا التعب.

تعبت بما فيه الكفاية

·         تجربتك في القطاع العام أين كانت تكمن محاذيرها؟

- لقد تجلت في مرحلة اعداد السيناريو في شكل أساسي.

·         ألم تكن راضياً على السيناريو الذي صورته في «تحت السقف»؟

- لا أستطيع أن أقول هذا، ولكنني تعبت بما فيه الكفاية حتى وجدت صيغة جعلتني أحس بالرضا عنها.

·         هنا تكمن مهمة المبدع بالضبط... ألا توافقني الرأي؟

- ليست مهمة المبدع أن يجد صيغة. يعني لا يجب أن يوظف كل جهوده في بحثه عن صيغة متفق عليها من قبل الجميع.

·         هل تعتقد أن عدم جاهزية القطاع الخاص للإقلاع بمشروعه هو كشف لعورته بشكل ما؟!

- ألاّ يكون القطاع الخاص جاهزاً ليس كشف عورة، ولا يوجد أحد لديه عكس هذا الكلام. نحن نعرف أن القطاع الخاص لم يكن جاهزاً مئة بالمئة، ولكن هذا لا ينفي أن للتجربة أهميتها. والمشكلة التي نقاربها هنا مركّبة، فنحن لا يجب أن ننتظر القطاع الخاص كي يجهز وينطلق. المفروض أن ينطلق ويغامر حتى يكسر الحاجز الذي وجد في الخمس والعشرين سنة الماضية.

·         ألا تعتقد أن المحاولات الخجولة للقطاع الخاص في دخوله «مغامرة» الإنتاج السينمائي قد لا تشكل إضافة نوعية الى الإنتاج السينمائي السوري؟

- لا أوافقك الرأي أبداً. هو يضيف، والإضافة إذا اقتصرت فقط على كسر هذا الحاجز، فهذا إنجاز بحد ذاته. لم تظهر نتائج مباشرة، ولكننا بدأنا نستمع إلى رغبات عند هذا القطاع للتوجه نحو الإنتاج السينمائي وأنا متأكد أن هناك الكثير من العيون المتوجهة نحو هذه التجربة ونتائجها التي ستطفو لاحقاً على السطح، وهذا مهم برأيي، لأن هذه التجربة محكومة بالنجاح.

·         من الذي يفرض عوامل نجاحها؟

- الجمهور. إذا استطعنا إعادة فضول الجمهور كي يشاهد سينما سورية ليست من إنتاج القطاع العام، فأنا برأيي هذا يشكل جزءاً من النجاح. وإذا أثبتنا عدم صحة المقولة الجاهزة بأن القطاع الخاص لا ينتج إلا سينما رديئة، فهذا أيضاً يشكل جزءاً من نجاح التجربة.

بر الأمان

·         يبدو أن المهمات الملقاة على عاتق القطاع الخاص ستكون من العيار الثقيل لكي ينجح بمهمته؟!

- نعم... لأننا نتحدث عن ربع قرن من الغياب شبه الكامل للطقس السينمائي. وقد كان من العبث التفكير بأن القطاع العام يملك وحده القدرة والمسؤولية لحل هذه المشكلة خاصة وأنه أحد مسبباتها.

·         تبدو وكأنك ابن جاحد للقطاع العام؟

- لا أبداً. أنا أقول إنه لوحده لن يكون قادراً على إعادة الطقس السينمائي , أعلم أن وجوده ضروري جداً، فهو يشكل أحد الكتفين اللذين سيلقى على عاتقهما مهمة إعادة الطقس السينمائي والإقلاع بسفينة الإنتاج السينمائي السوري لتصل بر الأمان في رحلة مشتركة مع القطاع الخاص الذي يشكل الكتف الثاني.

·         ألا تخش من محاذير رقابية على إنتاج القطاع الخاص شبيهة بتلك التي رافقت الإنتاج التلفزيوني السوري؟

- بالطبع أخاف. ولكن في حدود التجربة التي خضتها لم يظهر أي شيء من هذا القبيل. بالطبع المحاذير واردة مع أن في بعض التجارب الخاصة هناك رأسمال سوري صرف. عموماً أنا لا أخاف من فكرة رأسمال سوري أو غير سوري. مع أن الخوف في أن يفرض هذا الرأسمال شروطاً غير فنية يظل وارداً.

·         ألا ترى إلى أننا عدنا إلى المربع الأول في الحديث عن محاذير رقابية وفكرية كتلك التي أتعبتك في القطاع العام؟

- أنا أرى أن مشكلة القطاع العام الأساسية تكمن في قلة الإنتاج. في الآونة الأخيرة ظهرت مشكلة جدية وهي تحميله لنفسه مهمة خلق سينما سورية بعد أن يئس من مشاركة القطاع الخاص. أعتقد أن في وجود هذين الكتفين ستصبح المهمة أسهل بكثير حتى على الصعيد الرقابي والفكري.

·         قلت بعد إنجازك «تحت السقف» إنك تمكنت من استعادة القبلة إلى السينما السورية بعد غيابها ربع قرن عنها... هل تستطيع أن تمررها في أفلام القطاع الخاص التي ترنو إليها؟

- بشروط هذه التجربة التي دخلتها وانتهيت منها... نعم... هذا ممكن جداً.

نذكر أن فيلم «روداج» هو من تمثيل: سلوم حداد، مهند قطيش، قمر خلف، ضحى الدبس. والموسيقى لكنان العظمة وعصام رافع، والتصوير لجود كوراني، والمونتاج لرؤوف ظاظا.

الحياة اللندنية في

12/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)