أنهى المخرج محمد عبد العزيز تصوير 75 في المئة من المسلسل الذي يتناول
سيرة أشهر ممثل كوميدي مصري، ويسافر فريق العمل قريباً إلى سوريا لاستكمال
المَشاهد
الهدوء يخيّم على مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذي بدأ العمل عليه منذ خمس سنوات
تقريباً. إذ يبدو أنّ صنّاع العمل أفادوا من كلّ تجارب مسلسلات السير
والضجة التي رافقت معظمها، فقرّروا العمل في صمت عبر طريقين. أوّلهما،
تفادى المنتج صادق الصباح أي اعتراضات من الورثة لأنّهم للمرة الأولى هم
مَن كتب القصة. إذ إنّ مؤلف المسلسل أحمد الإبياري تعاون في كتابة
السيناريو مع المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين (توفي منذ حوالى سنة).
هكذا شارك في كتابة العمل نجل إسماعيل ياسين ونجل أبو السعود الإبياري الذي
كتب معظم أفلام ياسين ومونولوجاته، أشهر ممثل كوميدي مصري في النصف الأول
من القرن العشرين.
أما الطريق الثاني لتحقيق الهدوء، فكان التصوير المبكر في كانون الثاني
(يناير) الماضي وتأجيل الاحتفال بانطلاق العمل وبالتالي ضمان ابتعاد
الصحافيين عن مواقع التصوير.
كذلك أصرّ بطل المسلسل أشرف عبد الباقي على عدم نشر صور العمل باكراً،
بالتزامن مع تأكيد الجميع أنّه لم يستطع الوصول إلى مساحة تشابه كبيرة مع
الفنان الكوميدي الراحل. وهو الأمر الذي يحاول صنّاع مسلسلات السير الهروب
منه في الآونة الأخيرة. وأبرز الأمثلة على ذلك، الممثلة صفاء سلطان التي
تلعب دور ليلى مراد في «قلبي دليلي»، وسيتكرّر الأمر مع محمد نجاتي الذي
يؤدي دور بليغ حمدي في «مدّاح القمر». انطلاقاً من هذا الواقع، لا يبدو أنّ
عبد الباقي سيشذّ عن القاعدة. وقد أكّد أنّه سعى إلى الاقتراب من «روح
إسماعيل ياسين لأنّ تقارب الملامح الخارجية ليس ممكناً». ولو أصر الجمهور
على وجود هذا التقارب، فلن يشاهدوا أي مسلسلات من هذا النوع قريباً، وإلا
فستكرر تجربة «العندليب» من حيث اختيار الممثل القريب الشبه من النجم
الراحل حتى لو كان بعيداً تماماً عن روحه واضطراره لتقليد عبد الحليم في
أفلامه لا في حياته الخاصة.
بالعودة إلى «أبو ضحكة جنان»، لا يزال هناك اقتراح بتغيير الاسم إلى «سمعة»
وهو اللقب الذي كان أصدقاء ياسين ينادونه به في الوسط الفني. وقد أنهى
المخرج المخضرم محمد عبد العزيز تصوير أكثر من 75 في المئة من مشاهد
المسلسل الذي يُنتظر أن يعرض على قنوات «الحياة» و«السومرية» و«روتانا
خليجية».
رغم ذلك، لا يزال أمام فريق العمل الكثير من مواقع التصوير الخارجية. إذ
عاد صنّاع المسلسل من الإسكندرية أمس بعدما صوّروا مشاهد متفرّقة من حياة
ياسين قبل النجومية وبعدها. كما سيجري التصوير في مدينة رأس البر التي كانت
مقصد نجوم الخمسينيات كل صيف. وفي منتصف الشهر الجاري، يسافر الجميع إلى
سوريا لتصوير المرحلة التي قضاها ياسين هناك.
من جهته، أكد بطل العمل أشرف عبد الباقي أنّه شاهد خلال العامين الماضيين
كل أفلام إسماعيل ياسين تقريباً لكن بعين الممثل لا المشاهد المعجب بفنّ
الراحل. بالإضافة إلى 180 مونولوجاً و12 حديثاً إذاعياً للراحل بسبب ندرة
لقاءاته التلفزيونية، مؤكداً أنّه يمنح ساعتين يومياً في بداية التصوير
لاختصاصي الماكياج كلود إبراهيم لتركيب الشعر المستعار والماكياج الخاص
بالفنان الراحل. إذ إن غياب التشابه الخارجي في الملامح لا يعني عدم
الاجتهاد في الاقتراب بأكبر قدر ممكن من الشكل الخارجي للممثل الراحل. وكان
عبد الباقي قد اضطر لحلق شعره بالكامل حتى يسهّل المهمة على اختصاصي
الماكياج اللبناني في صناعة الشعر المستعار الخاص بإسماعيل ياسين. حتى أنّ
كلود إبراهيم صنع لعبد الباقي شعراً مستعاراً خاصاً به، كي يصور مشاهد فيلم
«بوبوس» مع عادل إمام. وفي المسلسل، ثلاث مجموعات محددة من الشخصيات التي
لم تسبب قلقاً للمخرج وكلود إبراهيم لأنّ الجمهور لا يعرفها، منها رانيا
فريد شوقي في دور زوجته سمعة ولطفي لبيب في شخصية الأب. لكنّ المجهود
الكبير اتجه إلى الشخصيات المشهورة مثل كارمن لبّس في دور بديعة مصابني
وسمير غانم في شخصية نجيب الريحاني وأحمد بدير الذي يجسّد محمود المليجي
وانتصار التي تتولى مهمة استعادة شخصية زينات صدقي.
أخيراً، هل سيعاني المسلسل من سيطرة الملائكية على أحداثه؟ ينفي عبد الباقي
الأمر مشيراً إلى أنّ المشهد الأول سيكون لإسماعيل ياسين وهو يسرق جدته حتى
يتمكّن من السفر إلى القاهرة كي يبدأ حياته الفنية من خلال النوم في
المساجد قبل أن يعرف الطريق إلى ملاهي عماد الدين خلال ثلاثينيات القرن
الماضي.
الأخبار اللبنانية في
01/06/2009 |