تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

ليل ونهار

خلوها تفلس!!

يقدمها: محمد صلاح الدين

بعد الحملات الغريبة والمثيرة علي الفيس بوك مثل "خلوها تصدي" لمقاطعة وكلاء السيارات الذين رفعوا أسعارها دون مبرر بينما هي تنخفض في الخارج.. وحملة "خلوها تصدع" لمقاطعة أصحاب العقارات الذين رفعوا سعرها بينما هناك هبوط في الاقبال عليها.. واخيرا حملة "خلوها تعنس" احتجاجا علي تكاليف الزواج المرتفعة.. جاءت الحملة المفاجئة "خلوها تفلس" لتضرب السينما المصرية في مقتل وهي مش ناقصة ضرب!!

والحقيقة أن الحملة كما أشرنا علي هذه الصفحة الاسبوع الماضي كانت في الاساس تهدف إلي "عودة الحياء" بمقاطعة المواقع الإباحية وهذا شيء محمود من الشباب.. ثم امتدت إلي مقاطعة أفلام الشذوذ والعري وهذا أيضا رأي يحترم وكل إنسان حر فيما يشاهده.. أما أن تمتد إلي مقاطعة السينما نفسها فهو الخطر بعينه.. فالشباب وهو غالبية جمهور السينما قد لا يعلم أن هذا ضرب صريح في صناعة وطنية كانت تدر الدخل الثاني للبلد بعد القطن.. وهي الوحيدة التي تصدر انتاجها بنسبة مائة في المائة.. صحيح حصل اهتزاز في التوزيع الخارجي مؤخراً.. ولكن هذا بسبب المتربصين بالسينما المصرية الذين يريدون ضربها في مقتل لضرب ثقافة وميديا الاعتدال والريادة. ولحساب بعض الفنانين الخليجيين والشوام الضعاف. وفتيات كليبات الإسفاف.. يتصورون أننا لابد [1]أن نبدأ أمثالهم من الأول.. وهذا مستحيل طبعا لأنه إلغاء لتاريخ فن راسخ علم الكثيرين. ويثير أحقاد عديدين.. لذلك فمقاطعة السينما نفسها لا تفيد.. في وقت تنهض فيه الفنون في العالم كله. وتكون سلاحا فتاكا يغزو عقول الشعوب.. وانظروا إلي "مندبة المحرقة" المنصوبة ليل نهار علي شاشات السينما الغربية.. والتي أصبحت تتخذ كمطية إجرامية لقتل النساء والأطفال!!

علي الشباب أن يفرقوا بين الفيلم الهادف وبين الفيلم التافه أو الفاحش.. وليشجعوا السلعة الجيدة لطرد السلعة السيئة من السوق.. دون الاضرار بالمصنع نفسه.. أو الاضرار بالماركت أو المتجر الذي يعرض البضاعة.. لأن من يعمل في هذه الصناعات هم أهالينا الذين أصبحوا فنيين وخبراء علي أعلي مستوي.. في الوقت الذي يفتقد فيه الآخرون هذه الثروة البشرية المحترفة الماهرة والموهوبة!!

وفي عصر الصراعات العنصرية البغيضة. وفي زمن العولمة ومحاولة طمس هوية الشعوب نحتاج أكثر إلي فن السينما التي هي ثقافة العصر.. وتاريخ الأمم والشعوب الحي والمتحرك.. والصورة هي اللغة الأكثر تأثيرا علي الوجدان والنفوس.. وإلا ما كانت اللهجة المصرية ترددت في كل كفور وضواحي العالم العربي والإسلامي.. وهذا يحتاج منا إلي الدعم أكثر لا إلي المقاطعة والذم!!

أما السينمائيون أنفسهم فعليهم دور في هذا الغضب.. عليهم ألا يكابروا ويسعون لتقديم سينما حقيقية تعيد ثقة الجمهور فيهم.. سينما تعبر عن مشاعر الناس بذكاء وحرص. تنتقد النقد المباح بلا قذف أو جراح.. تبوح ولا تفوح.. تعالج قضايانا الحقيقية بلا زيف أو مزايدة.. تعود إلي متعة المشاهدة بمهارة الفنان الحاذق الذي يعرف كيف يختار زواياه وكادراته بما يثري وجدان المتلقي ويحترم عقله.. لا يهبط به إلي الدرك الأسفل بالصور المباشرة والفاجرة والزوايا الغريبة والشاذة!!

وعلي السينمائي إن يراعي أن الشرق ليس كالغرب. ولن يكون.. لأن خلفه تراثا مأهولا من دعاوي الأنبياء والرسل.. وأراضينا هي مهبط الديانات.. وليس غريبا أن يجيء استطلاع معهد جالوب الأمريكي بأن نسبة التدين عندنا مائة في المائة.. فلم التخبط إذن؟ والفنان الحقيقي يملك من الحيل ما يجعله يصول ويجول بلا مباشرة أو فجاجة واسألوا صلاح أبوسيف وأقرانه من عتاولة هذا الفن؟!

أما الشباب فأقول لهم.. تعالوا مثلا نقاطع الجزارين الذين يلهبون الشعب بسوط المغالاة في الأسعار.. تعالوا نقول لهم: "خلوها تعفن"!!!

salaheldin_g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

05/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)