تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

كواليس

الماكيير الأجنبي يفرض «لمساته» على الأفلام والمسلسلات المصرية

تشهد الساحة السينمائية المصرية جدلاً واسعاً من آن لآخر، ما بين دعوات تطالب بعدم إشراك الوجوه العربية والأجنبية غير المسجلة في بلادها، وأن يكون استقدام هذه الوجوه مقروناً بموافقة نقابة الممثلين، نظراً لحالة البطالة التي يعاني منها المصريون العاملون في الأفلام المصرية، سواء كانوا ممثلين أم مخرجين أم على مستوى «الماكيير»..

والأخيرة ظهرت بعد أن استعانت الدراما المصرية بمساعدي مخرجين واختصاصيين في الإضاءة والماكياج من سوريا وإيران، وعلى سبيل المثال، تمت الاستعانة بماكيير إيراني في مسلسل (ناصر)، تبعها الاستعانة بآخر سوري في مسلسل (أسمهان)، وحديثا يعمل ماكيير إيراني في فيلم (محمد علي)، بالإضافة إلى آخر أميركي من أصل لبناني هو كلود في مسلسل (يا أبو ضحكة جنان) الذي يصور حياة الراحل إسماعيل ياسين، ويقوم ببطولته الفنان أشرف عبدالباقي.ورغم المبررات التي يسوقها ممن يعتمدون على الماكيير الأجنبي أو العربي فإن الماكيير فيصل محمود يرفض وجود أي عمالة فنية غير مصرية في أي جانب من جوانب العمل الفني، طالما أن هناك كفاءات محلية بنفس المستوى، وبنفس الكفاءة.

ويقول: تزدحم السينما المصرية بالعديد من الأشخاص ذوي الكفاءة العالية في مجال الماكيير، ومن بينهم (محمد عشوب) صاحب المدرسة التي تخرج فيها الكثيرون، فقد قدم أعمالاً فنية كثيرة ظهرت في أحسن صورة مثل مسلسل «مشوار إمرأة»، حيث قام عشوب بعمل الماكياج لبطلة المسلسل نادية الجندي، وبرع في تحويلها من إمرأة عادية إلى إمرأة مشوهة تماماً، ليس هذا فقط، بل هناك الكثير من الأعمال التي برع فيها الماكيير المصري، ولا يستطيع أحد إنكارها.

وبسؤال الماكيير محمد عشوب. أحد أشهر الأسماء المتداولة على الساحة الفنية في هذا المجال، بادرنا بالهجوم على من يستعين بخبرات أجنبية في هذا المجال، وقال: مثل هذه الأمور أراها غير قانونية، نظرا لأن من يتم استقدامهم يكونوا أقل في الكفاءة، أو مساويين للماكيير المصري على الأقل.

وإذا كان صناع الماكيير أنفسهم قد رفضوا الاستعانة بالماكيير الأجنبي فإن أبطال الأعمال السينمائية والتلفزيونية كان لهم رأياً آخر، وفي هذا يقول الفنان أشرف عبدالباقي الذي يجسد شخصية الفنان إسماعيل ياسين في مسلسل السيرة الذاتية (أبو ضحكة جنان): إن الدور الذي أقوم به في العمل يحتاج إلى تغيير تام في الشكل وهو ما يتطلب الاستعانة بماكيير أجنبي لكي تخرج الشخصية بشكل غير تقليدي.

رأي عبدالباقي - كما يقول - ليس تقليلاً من كفاءة الماكيير المصري، لكن على حد اعتقاده فإن التجديد دائماً أفضل، لاسيما أن هناك الكثير من الدول التي تميزت عن مصر في هذا المجال، ولا أعتقد أن الماكيير المصري يستطيع إخراج العمل بنفس الجودة، ولذلك قامت جهة الإنتاج بالاستعانة بـ (كلود) في «ابو ضحكة جنان».

ولكن لعمل الماسكات فقط، أما الماكياج العادي لباقي الشخصيات فيقوم به ماكيير مصري.. لافتا إلى أن هذا الماكيير الأجنبي قد سبق لمنتج المسلسل الاستعانة به في مسلسل «راجل وست ستات» حيث كنت أجسد شخصية «الجد الكبير»، وكنا بحاجة لعمل ماسك لتغيير شكلي.

ومن واقع تجربته مع ماكياج شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في مسلسل «ناصر»، الذي عرض في رمضان الفائت، واستعان فيه بماكييرة إيرانية، يقول الفنان مجدي كامل: تلك الماكييرة الإيرانية من أمهر ماكييرات العالم، بل تحتل رقم (3) بين ماكييرات العالم بالفعل، لذلك لم يكن صعبا عليها أن تجعلني ناصر في ساعتين فقط بعد أن عجزت الماكييرات المصريات عن فعل ذلك.

ويستطرد كامل قائلاً: قبل أن تأتي الماكييرة الإيرانية تركت نفسي لاثنين من الماكييرات المصريات، وظللت تحت أيديهما لمدة 8 ساعات، وخرجت بأنف مضحك جدا على عكس النتيجة التي حققتها الماكييرة الإيرانية التي وجدتها تتأملني وترسم بأصبعها على المكتب وفي خلال ساعتين ركبت لي أنفا، ومع رتوش على الحواجب والرموش فجأة وجدتني جمال عبدالناصر، ما يعني أن اختيار منتج العمل لأي عنصر أجنبي في عمله يكون بهدف الخروج بالعمل في أبهى صوره، دون أن نردد نغمة الماكيير المصري أو الأجنبي، فالأفضل دائما ما يفرض نفسه.

إلى هنا يؤكد المخرج نادر جلال أن الاستعانة بالماكيير الأجنبي قضية تم تضخيمها أكثر من اللازم.. لافتا أن هذا الأمر موجود منذ سنوات طويلة في مصر، لكن عمله كان مقصورا على أعمال معينة نظرا لتواجد جنسيات مختلفة في العمل، حيث كان يتم استقدام هؤلاء الماكييرات على وجه الخصوص في المسلسلات الدينية والتاريخية الطويلة من إيران وسوريا، وهذا هو السبب لأننا كمصريين خبرتنا قاصرة في المسلسلات ذات الطابع الاجتماعي.

وأضاف اننا كمخرجين ننظر للأمور من جانب استفادة العمل منهم، لكن المشكلة أو الاختلاف القائم ناتج عن حالة الشرذمة التي أصبحت تسيطر على العرب الآن في كل المجالات، وهنا يأتي دور الفن الذي يعول عليه كثيرا في ترسيخ مبدأ تقريب وجهات النظر، وليس إشعال نيران التعصب وتقييم الإبداع حسب جنسية المبدع.

البيان االإماراتية في

02/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)