تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

«بدون رقابة».. مرثية جيل ضائع

فارس سعد

تمثل مرحلة الشباب بالنسبة لصناع الأفلام السينمائية أهمية خاصة، باعتبارها مصدرا ثريا من حيث الموضوعات التى يمكن تناولها لهذه الفئة العمرية، أو لما تحققه الأفلام التى تتناول قضايا الشباب _ فى رأى بعضهم _ من إيرادات كبيرة، نظرا لأن الفئة الأكثر ترددا على السينما هى من الشباب، والذين يتطلعون إلى مشاهدة أفلام تعبر عنهم. لذلك نجد أن السينما قدمت ومازالت تقدم عددا كبيرا من الأفلام التى تتناول الشباب فى كل فترة زمنية. 

وفيلم " بدون رقابة " من تأليف أمين جمال وأكرم برديسى وعبد الله حسن، وتمثيل، أحمد فهمى، حسن حسنى، إدوار، باسم سمره، ماريا، دوللى شاهين، علا غانم، ومروة عبدالمنعم، وإنتاج وإخراج هانى جرجس فوزى. هو واحد من هذه الأفلام حيث يدور حول حياة الشباب وقضاياهم ومشاكلهم فى وقتنا الحالى. 

وقد جاءت القضايا والمشاكل التى تناولها الفيلم معبرة بصدق عما يعانيه الشباب هذه الأيام، وإن كان بعضها قديم مثل المخدرات والخلاف مع الأهل، وأغفل أخرى مهمة مثل الرغبة الجامحة فى الهجرة وترك البلد حتى ولو عن طريق غير شرعى (الهجرة غير الشرعية)، والفساد، إلى جانب الكبت السياسى والقهر البوليسى، وقدم أخرى ظهرت بوضوح مؤخرا بفعل التقدم التكنولوجى والانفتاح على العالم، وهى الشذوذ الجنسى خاصة عند الفتيات. 

وجاءت مشاهد الفيلم الذى كتبه معبرة عن حياة هؤلاء الشباب واهتماماتهم، والأحداث التى يمرون بها. 

وفق أيضا كتاب الفيلم فى كتابة حوار اتسم بالطرافة والكوميديا وهى اللغة الأقرب إلى حياة هؤلاء الشباب، ولاقت تجاوبا وضحكا من جمهور المشاهدين. 

فى كثير من مشاهد الفيلم كان هناك تمهيد لكل مشهد بمعنى بداية حوار المشهد قبل رؤية الممثلين لأن الكاميرا كانت تستعرض المكان، هذا الأسلوب كان موفقا فى عدد كبير من المشاهد حيث يعطى فرصة لتهيئة المشاهد لمضمون المشهد بالإضافة لاستعراض جماليات الصورة، ولكنه كان غير موفق فى عدد أخر من المشاهد حيث استطال هذا التمهيد زيادة عن اللزوم. 

وقد وفق مهندس الديكور فى إبراز عدد من المعانى التى يتناولها الفيلم مثل مفردات وتفاصيل غرف الشباب أو تلك التى تعبر عن مستوى اجتماعى معين، مع وضع لمسات جمالية كانت واضحة فى العديد من المشاهد، إضافة إلى اختيار أماكن التصوير كانت ملائمة لطبيعة الأحداث، وقد ساهمت حركة الكاميرا الموفقة مع دور المونتير والمخرج فى خلق إيقاع جيد للفيلم حافظ على جذب انتباه المشاهد طوال أحداث الفيلم. 

ومن العناصر التى ساهمت فى نجاح الفيلم الأغانى التى قدمت خلاله وكان من أبرز صور نجاح الأغانى أنها عبرت عن بعض المعانى التى لم يتم تناولها بشكل مباشر فى الفيلم، وخاصة الأغنية التى تردد فيها مقطع "الدنيا خربانة والخلق تعبانة". 

أما على مستوى التمثيل، فإن الفنان إدوارد مازال يواصل نجاحه من فيلم إلى آخر، ويزداد كل يوم عدد معجبيه من المشاهدين، وقد حفر إدوارد اسمه بنجاح كممثل كوميدى يتمتع بخفة دم وقبول، يجعلك تضحك من قلبك، وهناك الكثير الذى يمكن ان يقدمه إدوارد، وأتوقع له الانتشار بقوة خلال الفترة القادمة. 

وإذا كان باسم السمرة قد حقق الانتشار الذى جعله معروفا كممثل جيد خلال بعض الأدوار التى أجاد فى أدائها منذ دوره فى فيلم المدينة ليسرى نصر الله، إلا أنه يجب أن يعيد حساباته فى نوعية الأدوار التى سيقدمها فى المرحلة القادمة حتى لا يقع فى فخ النمطية فى الأداء وتكرار حالات بعينها، وهو يملك طاقات أخرى لم تستغل بعد. 

وفى حدود دورها فى الفيلم كفتاة شاذة جنسيا، أدت علا غانم الشخصية دون مبالغة فى مشاهد تحريض وإغراء الفتيات، وكان أهم مشهدين لها هما ذلك الذى تتحدث فيه عن إحساسها عند ممارسة الجنس مع فتاة مثلها، والآخر عندما كانت تتحدث عن السبب وراء هذه الحالة وبداية الطريق فيها، لأن هذين المشهدين يعتمدان بقوة على حوار نفسى داخلى عميق.  

وبالنسبة لريم هلال هى وجه سينمائى جميل يمكن أن تصبح نجمة فى عالم السينما إذا لم تعتمد على جمالها فقط. 

العربي المصرية في

17/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)