تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

أفلام أردنية قصيرة تعاين الوحدة والحنين

عمان - ناجح حسن

قدرات وطاقات بصرية اردنية شابة تنضم الى حصيلة تلك الجهود في حقل صناعة الافلام كشفت عنها الهيئة الملكية الاردنية للافلام اول من امس في مقر الهيئة بجبل عمان عقب عروض اربعة افلام قصيرة تتفاوت بين الاشتغال على الصور المتحركة الثلاثية الابعاد والروائي القصير اضافة الى التسجيلي انجزها مخرجون شباب ضمن متطلبات دراستهم في جامعة اليرموك ومعهد اس ايه اي في مجال صناعة الافلام.

من بين تلك العروض جاء فيلم  بيبيللين فاخوري من معهد الاس ايه اي الكارتوني القصير المليء بالمواقف والدعابات الاسرة عن شخصية امرأة عجوز تجد نفسها فريسة العزلة والوحدة وتتواصل مع الخارج عبر شاشة التلفزيون كان يمكن للعمل ان يصل ذروته وبهجته لولا ذلك الاصرار على التغريب للاحداث الذي افقده صدقه وحميميته .

لكن المخرجة في اطلالتها الاولى على هذا النوع من الاشتغال البصري سوف يقودها مستقبلا الى اعمال قادمة ضمن هذا الحقل الابداعي الفريد والذي يستقطب عاما تلو اخر مشاهدين جددا بعد ان غدت صناعة هذا النوع الافلام تنهج اساليب مبتكرة وتدخل في منافسات عالمية الى جوار قامات السينما الرفيعة وأخذت تأخذ حيزاً كبيراً من تفكير صناعها في تنويع مواضيعها بالعديد من القضايا الحيوية كالعولمة والبطالة والكوارث والحروب والعزلة.

ومن المعهد ذاته جاءت تجربة الفيلم التسجيلي القصير  تهجير الشركس  لمحمد مريان التي ترتكز اغلبية احداثه على حوارات يحتل فيها مدرب الرقص الشركسي الحيز الوسع كاشفا عن اشياء وتفاصيل تتعلق بهوية الشركس والظروف التاريخية والاجتماعية والسياسية التي وجدوا انفسهم فيها موزعين على بلدان اسلامية جراء الصدام مع روسيا القيصرية .

ويخوض الفيلم في هذه الشريحة الانسانية من خلال رقصات وتدريبات على الرقص تحمل اشارات ودلالات عميقة عن الظروف والاحوال والعادات والتقاليد السائدة في مجتمعهم في منحى اخر يجري الفيلم عن فئة جديدة من اعمار هذه الشريحة وقد وجدت نفسها تنصهر في داخل المجتمع المعاصر لكنها لا تفقد الحنين الى ارض الاجداد .

افتقر العمل على كثير من الحقائق والاحداث التي تتعلق بموضوعه نظرا لضالة ميزانيته والبساطة الشديدة التي رغب تقديمها بينما كان يمكن ان يعمل على تضمينه بالعديد من المواد الفيلمية المستمدة من الارشيف بحيث تثري العمل وخطابه الانساني ويزيد من ذائقته الجمالية دون ان يكتفي بسرد الشهادات المباشرة من وراء المايكرفون!.

يبتعد الفيلم الروائي القصير المعنون عندما تغرب الشمس  لسلمان عواملة من جامعة اليرموك عن مثيله من الافلام المشاركة نظرا لاتكائه على العديد من الجهات الانتاجية والمساندة فالفيلم شاركت في انجازه شركات وافراد من داخل وخارج الاردن ويبدو ان توفر لمخرجه الشاب امكانيات انتاجية مريحة وفوق هذا كله مجموعة من الممثلين الاردنيين والسوريين المعروفين من بينهم الممثل محمد القباني اضافة الى استناد موضوعه على قصة من الادب العالمي للكاتب الايطالي لويجي بيرانديللو وهذا كله منحه ابهار جمالي في التصوير والقدرات التمثيلية ولئن كان شطح به الخيال كثيرا في مشاهد المقبرة ولحظات الموت والاستعادات المبالغ فيها .

اكثر ما يلفت بالعمل هذا الاصرار العنيد على ابراز التكوينات والتشكيلات البصرية دون ان يتوازى ذلك مع رؤية العمل الدرامية .

في  سلمى والذئب  لفادي العمرات من جامعة اليرموك هنا تبدو الاشكالية التي تحكم اغلبية صناع الافلام الشباب في القيام بمحاكاة افلام السوق السائدة الخطابية المبالغ فيها وحركة الممثلين جميعهم من الهواة او الطلبة بحكم ميزانية العمل البسيطة وفوق هذا كله البناء الدرامي بيد انه يمكن تصويب ذلك فيما لو توفر لهؤلاء المخرجين الشباب فرصة الاطلاع على تيارات ومدراس ومناهج العمل السينمائي في كثير من بلدان العالم لامكن لهم ان يقبضوا جيدا على افكارهم ورؤاهم الجمالية ليغدوا املا لصناعة الافلام الاردنية القادمة التي تعانق الهموم والتفاصيل السائدة في الحياة اليومية في تقنيات واساليب سمعية بصرية مبتكرة ترنو الى مواكبة ما وصلت اليه لغة الصورة من قدرة وبلاغة في التأثير والتعبير .

الرأي الأردنية في

17/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)