تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

غزّة... أفلام ما بعد المجزرة

مهرجان «تقدّمي» باريسي ضدّ الحرب والاحتلال

باريس ــ عثمان تزغارت

العدوان الهمجي الأخير على القطاع، ترك بصماته على برنامج الدورة الثالثة من «مهرجان الأفلام التسجيليّة» الذي يجمع حالياً في باريس تجارب فلسطينيّة وإسرائيليّة، تحت شعار «المناهضة» للاحتلال. تحيّة إلى إيال سيفان وآفي مغربي ورفاقهما، ولكن... احذروا التعميم!

«مهرجان الأفلام التسجيليّة» الذي تنظّمه، للسنة الثالثة، جمعية Confluences في باريس، يخصّص مجمل برنامجه هذه السنة للتضامن مع غزّة، بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير. يتضمن البرنامج، تحت شعار «سينمائيون ضد الحرب والاحتلال»، مجموعة لافتة من الأفلام التسجيليّة لسينمائيين فلسطينيين وإسرائيليين معادين للحرب والاحتلال، أغلبها يُعرض لأول مرة.

المهرجان الذي يستمرّ حتى 28 الحالي، يتوزّع على أربعة محاور: «غزّة، غيتو في الأراضي المقدّسة»، و«الذاكرة المعتدى عليها»، و«الاحتلال، دائماً وأبداً»، و«جذور السينما الإسرائيلية المعادية للاحتلال».

افتتح المحور الأول «غيتو في الأراضي المقدسة» بشريطين بتوقيع مخرجين من أبرز رموز السينما الإسرائيلية المعادية للصهيونية: آفي مغربي، أحد أكثر السينمائيين التقدميين الإسرائيليين راديكالية في معارضة السياسات الرسمية لبلاده، صوّر في جديده Z32 اعترافات ضابط في فرقة كوماندوس إسرائيلية انتقمت من مقتل ستة جنود إسرائيليين، عبر اختطاف شرطيين تابعين للسلطة الفلسطينية وتصفيتهما. أما عاشر تلاليم فقدّم في Galoot صورة حميمية عن معاناة الحرب الأخيرة في غزة، مصوّراً ردود الفعل التي ترتسم على وجوه أفراد عائلته وأصدقائه من فلسطينيين وإسرائيليين، خلال متابعتهم فظائع الحرب.

في الأمسية الثانية أمس، عُرضت ثلاثة أفلام فلسطينية وإسرائيلية. عبد السلام شحادة صوّر في «غزّة، دموع من نوع آخر» معاناة أبو ماهر الذي يقيم مع عائلته في منطقة «المواسي» الغزّاوية المحاطة بالمستوطنات الإسرائيلية، بينما يقيم أبناؤه حسين وماهر في خان يونس، على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات. لكن جدار الفصل العنصري، جاء ليفرّق أفراد العائلة، ولم يلتئم الشمل منذ أربع سنوات...

أما «حقل الفراولة»، فصوّر فيه أيلات هيلر ظلم الاحتلال في قالب رمزي، عبر تتبع مسار نبتة فراولة تُستورد من «إسرائيل»، لتُزرع في مستوطنة «بيت لاهيا» في غزّة. وعبر تسليط الضوء على ازدهار حقل الفراولة ونضوج ثماره الحمراء في مشهد بالغ الجمال، على خلفية بحر غزّة وسمائها الزرقاء، استطاع المخرج أن يبرز ـــــ من دون خطابية ـــــ التناقض الصارخ بين هذا المشهد الربيعي الملوّن، والوجه الأسود الذي فرضه الاحتلال على حياة الغزّاويين.

في «غزّة/ سديروت: الحياة رغم كل شيء»، صوّر الفلسطيني خليل المزيّن (من غزّة)، والإسرائيليان ميرون رابوبورت وأيلات بشار (في مستوطنة سديروت) وقائع من الحياة اليومية، في شكل حلقات قصيرة كانت تبثّ يومياً على موقع إلكتروني. عبر هذا الأسلوب المبتكر في تصوير الحياة اليومية، برهن الشريط أنّ الحرب الأخيرة في غزّة لم تكن وحدها «غير متكافئة» بين الطرفين. المعاناة اليوميّة أيضاً ليست متعادلة. إذ لا مجال للمقارنة ـــــ رغم الدعاية الصهيونية ـــــ بين معاناة سكان سديروت من الصواريخ الحِرفية الصُنع التي تُطلق في اتجاههم من فلسطين، وآلام الغزّاويين جرّاء الحصار وآلة الدمار الإسرائيلية...

وعلى البرنامج أعمال لافتة ترصد، بأشكال مختلفة، معاناة الفلسطينيّين داخل الـ«غيتو». الفرنسيان ستيفان مارشيتي وأليكسي مونشوفيه سيقدمان «حماس في غزّة» الذي يرصد، من الداخل، حياة الغزّاويين، منذ استولت «حماس» على السلطة حتى نشوب الحرب الأخيرة. أمّا قائد أبو لطيف، فيرصد في «بعبوص» التضييقات التي يواجهها دعاة السلام في إسرائيل. بينما يصوّر أفنير فانغليرنت وماكابيت أبرامسون في «رجال على الحافة» العلاقات المتوترة بين صيادين فلسطينيين وإسرائيليين عند شواطئ غزّة.

من جهته، يضيء آفي ليفي في «18 كيلومتراً» على حياة شبان فلسطينيين من جهة، وإسرائيليين من الجهة الأخرى، على طرفي الحدود مع غزّة. هكذا يظهر لنا التفاوت الصارخ الذي أفرزه الاحتلال بين هؤلاء، على رغم أنّهم في أعمار متقاربة، لا تفصل بينهم سوى كيلومترات قليلة.

أما لويفي رامي، فصوّرت في «غزّة، الحصار»، معاناة الغزّاويين ومشاهد الظلم والإهانة التي يتعرضون لها عند المعابر ونقاط التفتيش الإسرائيلية. ولم تكتف المخرجة بذلك، بل استجوبت مستوطنين ومتطرفي اليمين الديني الإسرائيلي، متخذة من تصريحاتهم خلفية للشريط، لتثبت أن ذلك التطرف هو الذي يشجّع دوماً على الظلم والاضطهاد...

المحاور الباقية تضمّ تسعة أفلام لسينمائيين إسرائيليين معادين للاحتلال (راجع الكادر)، وخمسة أفلام فلسطينية هي: «معلولة تحتفل بدمارها» لميشيل خليفي، «ملوك وأكثر» لعزّة الحسن، «تحقيق شخصي» لعلا طبري، «المسعودين» ليوسف أبو مريم، و«يسرا» لإيناس المصري. كما يُعرض شريطان للسينمائي السوري عمر أميرالاي، يستعيد الأول جزءاً من سيرته الذاتية، تحت عنوان «طبق سردين... أو المرّة الأولى التي سمعتُ فيها بوجود إسرائيل». أما الثاني «هناك أشياء كثيرة جديرة بأن تُروى»، فهو شريط حواري أنجزه أميرالاي مع المسرحي الكبير سعد الله ونّوس قبيل رحيله، سنة 1997، ويتطرّق فيه جذرياً إلى الصراع في الشرق الأوسط.

سينما إسرائيلية «ضدّ» إسرائيل؟

التنوع الذي يتسم به برنامج «مهرجان الأفلام التسجيليّة» الباريسي في استعراضه لـ«جذور السينما الإسرائيلية المعادية للاحتلال»، يسلّط الضوء على التفاوت الكبير بين تجارب مختلفة، يختزلها الإعلام الغربي غالباً في خانة «السينما التقدّمية الإسرائيلية». خلف هذه الواجهة التعميميّة، نجد تيارات متعدّدة: من السينمائيين الذين يُصنَّفون (بفتح النون) ـــــ ويصنّفون أنفسهم من دون مواربة ـــــ مثقفين علمانيين معادين للصهيونية، إلى أولئك الذين يكتفون بتبني مواقف تقدّمية تنادي بإنهاء الاحتلال وإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، على أساس حدود الـ67. وهناك اتجاه ثالث يحمل خطاباً ملتبساً يحاول الالتفاف على الحقائق، لإسقاط جدلية الجلاد والضحية، عبر التخفي وراء لبوس «الخطاب الإنساني» المنادي بـ«التعايش في إطار من الاحترام المتبادل».

من رموز التيار الأول المعادي للصهيونية، نجد إيال سيفال الذي يُعرض له هنا شريطه «عبيد الذاكرة»، وآفي مغربي (Z32)، ولويفي رامي («غزّة، الحصار»)، وآري ليبسكر الذي يقدّم في المهرجان الباريسي العرض الأول لفيلمه «الهولوكوست والبورنوغرافيا الإسرائيلية»...

ويصعب تصنيف عاموس جيتاي الذي يُختتم المهرجان بعرض فيلمه الشهير «يوميات حملة عسكريّة» (1982)، من مرحلته الراديكاليّة الأولى، يوم اعتبر رائد تيار «السينمائيين الإسرائيليين الجدد»، قبل أن يحقّق أفلاماً ملتبسة طالتها الانتقادات.

ومن السينمائيين الذين يكتفون بالموقف المبدئي المنادي بإنهاء الاحتلال، نجد يوري بربش الذي يُعرض شريطه «ما وراء القضبان»، وأيلات هيلر («حقل الفراولة»)، وآفي ليفي («18 كيلومتراً»)، ونوريث أفيف الذي يصوّر في «مكان واحد، عمل واحد» التحوّل الجذري الذي يعصف بحياة سكان قرية فلسطينية على حدود الـ67، حين تقرر خمس عائلات إسرائيلية إقامة مستوطنة زراعية في جوار قريتهم! أما التيار الثالث الذي يحمل خطاباً ملتبساً، يتجاوز حقيقة الاحتلال، ولا يفرّق بين الضحية والجلاد، فيتمثّل بتجارب عدّة في البرنامج. بدءاً بشريط «رجال على الحافة» لأفنير فانغليرنت وماكابيت أبرامسون، وصولاً إلى «الأيام الأخيرة» ليفغيني غيرتسنشتاين الذي يصوّر معاناة عائلة من اليهود الروس في أيامها الأخيرة في الاتحاد السوفياتي سابقاً، قبل هجرتها إلى إسرائيل. هناك أيضاً Miltdown لكاتي ريفكين الذي يستعيد التيمة ذاتها، لكن بعيون طفلة تستاء من هجرة عائلتها من روسيا إلى إسرائيل، لا بسبب الطابع الاستيطاني لتلك الهجرة، بل لأن هوايتها الرئيسية، وهي التزلّج على الجليد، لا تتلاءم مع الطبيعة الصحراوية للمستوطنة التي استقرت فيها عائلتها بعد هجرتها إلى إسرائيل!

الأخبار اللبنانية في

16/02/2009


  

بريد القدس

السينمائيون الجدد

نجوان درويش

لا نهدف إلى مساجلة الزميل عثمان تزغارت (الأخبار 16/ 2/ 2009) على خلفيّة تغطيته لـ«مهرجان الأفلام التسجيلية» المقام حالياً في باريس تحت شعار «سينمائيون ضد الحرب والاحتلال». هذا المهرجان الإسرائيلي في تنظيمه ومقولته، و«الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني» (بمشاركة المخرج السوري عمر أميرالاي) حسبما قُدّم للإعلام، وكما قدّمه عثمان فوق هذه الصفحة.

كل ما في الأمر أننا وجدنا في المقالة المشار إليها مناسبة لتناول هوس الإعلام العربي، في السنوات الأخيرة، بظاهرة «السينمائيين الإسرائيليين الجدد» (على وزن «المؤرخين الجدد»). «السينمائيون الجدد» هؤلاء يُقدّمون في الإعلام العربي تحت يافطات فضفاضة: سينما «ضد الاحتلال» و«ضد الصهيونية» و«تقدّمية»... من دون أن تُعرَّف هذه التوصيفات وماذا تعني عمليّاً. حتى «التضامن مع غزّة» يحتاج إلى تعريف في سياق كهذا. ولا يظنّنَ أحد أنّنا نتحدث عن «رجعيين» و«يساريين سابقين» فحسب، بل إنّ هذا الهوس بـ«السينمائيين الإسرائيليين الجدد» يتعداهم إلى أهل المقاومة والممانعة! لهذا، فالمسألة تحتاج إلى نقد ذاتي متّزن في المقام الأول.

إن أيّ فحص لمزاعم «مناهضة الاحتلال والصهيونية» و«التقدميّة» سيكشف أنّ معظم من نسمّيهم «السينمائيين الجدد» ليسوا «ضد الاحتلال»... إلا بالمفهوم الصهيوني للاحتلال، وأنهم في المحصّلة يعملون ضمن الأطر والمفاهيم الصهيونية، بغض النظر عما يصدرون من خطاب، وأنّ صفة «التقدمية»، التي تغدق عليهم بسخاء عربي، تصدر عن وعي معطوب، من الجائز لديه أن يكون المحتل تقدمياً أو يكون التقدميّ محتلاً. أما العنصرية والاستشراق وتزييف التاريخ الذي تقدمه أفلامهم، فلا يراها نقّادنا في حمّى هوسهم. تصديق «التقدمية» و«مناهضة الاحتلال والصهيونية» يبدو تسليماً ساذجاً بالصورة التي يودّ هؤلاء تقديمها للعالم. وبغض النظر عن صدور هذه الموافقة العربية عن تبعية ذيليّة أو نيّات حسنة، فلا فرق في النتيجة، أي المساهمة في تضليل الوعي العربي، وبيعه بضاعة فاسدة.

الأمر لا يحتاج إلى تحليل مركّب. ببساطة شديدة، الذين يجري تقديمهم في الصحافة العربية كمناهضين للاحتلال، يناهضون فقط احتلال «كانتونات» الضفة الغربية و«غيتو» غزّة، ولا مشكلة لديهم مع احتلال عام 1948، وهو الاحتلال الأكبر الذي تعرّفه الجماهير العربية باحتلال فلسطين. وهؤلاء، بهذا المعنى، «وطنيون إسرائيليون»، وتعاملنا معهم على غير هذا الأساس خداع مفرط للذات، ومساهمة في التضليل الإسرائيلي.

بالطبع ظاهرة «السينمائيين الإسرائيليين الجدد»، وهوس بعض «النخب» الثقافية العربية بها، مسألة تحتاج إلى تحليل أعمق وأوسع من الحيّز المتاح لهذا التعليق.

الأخبار اللبنانية في

24/02/2009

 

 

بريد بلجيكا هذي الحرب فأين الحب؟

عثمان تزغارت  

ما القصّة مع «مهرجان أفلام الحب» البلجيكي؟ السنة الماضية، أُثيرت ضجة على خلفية تخصيص المهرجان الذي تحتضنه مدينة «مونس»، فعالية للاحتفاء بالذكرى الستين لتأسيس إسرائيل، ما أدّى إلى انسحاب سينمائيين عرب، لينتهي الأمر بإلغاء التظاهرة. وها هي زوابع الجدل تتجدّد. إذ لم يكد المهرجان يفتتح دورته السبت، حتى تفجّرت أزمة سياسية دفعت بأعضاء «الوفد السوري» إلى التهديد بالانسحاب، احتجاجاً على فيلم الافتتاح «جواسيس» الذي صوّر السفارة السورية في لندن وكراً للإرهابيين.

هكذا، سارع المهرجان إلى ترضية «الوفد السوري» رغم أنّ الفيلم ليس إسرائيلياً بل فرنسي، ومخرجه نيكولا سعادة، الذي رغم أصوله اليهودية، لم تُعرف عنه أي ميول صهيونية، بل يعدّ واحداً من نقّاد السينما اليساريّين في مجلة Cahiers du Cinéma. وكان فيلمه طُرح في الصالات الفرنسية، ولم يُثر أي جدل سوى استغراب النقّاد أنّ أول تجربة إخراجية يُقدم عليها ناقد سينمائي سابق في مجلة نخبوية، عبارة عن فيلم تجاري من أفلام الأكشن الرخيصة التي تحاول مضاهاة أفلام الجاسوسيّة الهوليوودية.

وكانت حجة القائمين على المهرجان أنّ لا أحد رأى في الفيلم أي مضمون سياسي مثير للجدل. وهو ما أيّده مشاهدوه من ضيوف المهرجان، من منطلق أنّ «المشاهد الغربي اعتاد في هذا النوع من الأفلام التجارية على رؤية أبطال يقاومون الأشرار المنتمين إلى دولة من دول «محور الشر»». هكذا، وقع الاختيار هنا على سوريا، من منطلق النظرة النمطية التي تتسم بها هذه الأفلام لا رغبةً بالإساءة. ويبدو أنّ هذه الحجج أقنعت الفنانين السوريين المشاركين، بينهم فريق فيلم «أيام الضجر» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، فأحجموا عن الانسحاب. وهو الموقف ذاته الذي اتخذه مدير «مهرجان دمشق السينمائي» محمد الأحمد. إلا أنّ المنظّمين لم يقدّموا أي تفسير مقنع عن اختيار «جواسيس» ليكون فيلم الافتتاح في مهرجان مخصّص لـ«أفلام الحب». إذ إنّه بالتأكيد ليس فيلماً مشجّعاً على «المحبة والتآخي بين الشعوب» وهو الشعار الذي يرفعه المهرجان منذ ربع قرن!

يُذكر أنّ خمسة أفلام عربية تشارك هذه السنة في المهرجان، بينها ثلاثة في المسابقة الرسمية هي «عيد ميلاد ليلى» لرشيد مشهراوي، و«أيام الضجر» لعبد اللطيف عبد الحميد، و«حجاب الحب» لعزيز السالمي. بينما يُعرض Cinecitta لإبراهيم لطيّف، و«هل تذكر عادل؟» لمحمد زين الدين ضمن تظاهرة «أضواء من أمكنة أخرى».

الأخبار اللبنانية في

16/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)