اطلقوا
عليها اسم »سم شركات الانتاج الذي لا يقاوم« فأفلامها
كانت تقابل بكثير من الاحترام والتقدير..
وتتصدر دائما ترشيحات الجوائز في
المهرجانات والمسابقات السينمائية.. إلا أن مردودها المادي كان يبدو دائما
ضئيلا
بالنسبة الي النجوم الآخرين.. وعلي ذلك فلم يكن باستطاعة الشركات الاستغناء
عنها
لانها كانت بالنسبة لبعض الادوار لا بديل لها علي الاطلاق.
لم تكن
كاترين
هيبورن جميلة بالمعني الهوليوودي المتفق عليه.. اذا كانت طويلة القامة..
شديدة
النحف.. تقاسيم وجهها أقرب الي الذكورة منها الي الانوثة.. صوتها متهدج..
ونظراتها قاسية.. ولكن رغم كل هذه الصفات التي يعتبرها البعض عيوبا.. ويري
آخرون فيها ميزة استثنائية لا تتمتع بها نجمة أخري.. فان كاترين هيبورن لم تكف عن
التمثيل سواء علي المسرح أو علي الشاشة.. منذ بداية شبابها الأول وهي في العشرين
من
العمر.. وحتي بلغت أو تجاوزت التسعين من عمرها.
كان أول
ظهور قوي لهيبورن
في
السينما في فيلم »باب المسرح الخلفي« والذي لفتت فيه نظر المخرج الكبير »جورج
كيكور« ساحر النساء الذي قدمها بعد ذلك فورا في فيلم »نساء صغيرات«
الذي اطلق شهرتها عاليا.. قبل أن يقدمها في كوميديا ذات طابع شكسبيري مع
جاري
جرانت.. لعبت فيه دور فتاة تتنكر في زي صبي طوال مدة الفيلم.
وجاءتها
الشهرة
الكبيرة
بعد ذلك عندما اختارها »جون فورد« لتلعب دور ماري ستيوارث.. وتقدم
وجها تراجيديا مدهشا..
لم نتعود عليه قبلا.
ثم عادت
هيبورن الي خالقها الفني
جورج كيكور لتقدم عددا من الافلام رشحت من أجلها لعدة جوائز أوسكار كفيلم
»قصة
فيلادلفيا« وفيلم »اجازة« واكدت قدرتها الكوميدية الفائقة في أفلام أخري
اخرجها مخرجون كبار كسيدة الموسم لجورج ستفنز وحاسب علي نفسك لهوارد هوكس
الذي
جمعها مرة أخري مع جاري جرانت وحقق لها جماهيرية واسعة وعريضة لايدانيها
فيها
أحد.
ولكن ذكاء
هيبورن الفني كان يقودها دائما الي عدم الاعتماد علي أسلوب
واحد.. أو مخرج واحد كي لا توضع في اطار
»نمطية« اعتادت عليها نجمات هوليوود
الكبار.. لذلك وافقت علي أن تلعب تحت ادارة
»الياكازان« فيلم مازال القمح
أخضر.. الذي جمعها لأول مرة مع صديق عمرها سبنسر تراسي ومع
فنفسنت بنللي فيلم »تيار
سفلي« الذي جمعها لأول مرة مع روبرت تايلور وعادت مرة أخري لجورج كيكور
لتقدم معه هذه المرة دراما سياسية ونفسية عالية المستوي »احفظ هذه الشعلة عاليا«
الذي جمعها مرة أخري مع سبنسر تراسي.
وأحس جورج
كيكور بحاسته الفنية المدهشة
ان
هذا الثنائي.. يصلح لأن يكون ثنائيا كوميديا لا مثيل له..
لذلك
سرعان ما
قدمهما
معا.. في عدة أفلام كوميدية أشهرها »ضلع آدم« وأصبحت هذه الافلام
مثالا كلاسيكيا
للكوميديا المتقنة الواعية التي تعكس أوضاع المجتمع الامريكي
في
ذلك
الحين.
ثم جاءت
المحطة المهمة في حياة كاترين هيبورن عندما عملت تحت ادارة
جون هوستون بفيلم »الملكة الافريقية«
ووقفت أمام أسطورة أخري من أساطير هوليوود
هو »همفري بوجارث« ولعبت كاترين في هذا الفيلم دور مدرسة
انجليزية عانس تهرب من
ثورة افريقية مع بحار في سفينة صغيرة تشق بها أمواج البحر.
فيلم مدهش.. اعطي
لهيبورن جائزة أوسكارها الثانية.
ولعل
نجاحها في اداء دور العانس.. هو الذي
جعل المخرج الانجليزي »دافيد لين« يختارها لتلعب بطولة فيلم »الصيف في
البندقية« والذي تمثل فيه دور سائحة أمريكية عجوز تسقط في حب
مغامر ايطالي
محترف.
في هذه
الفترة بدأ نشاط هيبورن المسرحي يزداد رسوخا.. اذ قدمت علي
خشبة المسرح أدوارا مهمة تبدو وكأنها كتبت لها خصيصا كهيثرا جاجر لابسن
وبعض
كوميديات شكسبير الشهيرة..
التي تتنكر فيها النساء بزي الرجال.. حيث تفوقت
كاترين علي نفسها..
وحققت انتصارا كبيرا عندما لعبت دور
»بورشيا« في تاجر
البندقية.
عشق
المسرح هذا.. قادها الي تقديم عدد من الاعمال المسرحية التي
تحولت الي أفلام سينمائية وحققت فيها »هيبورن« توازنا مدهشا.. بين ادائها
المسرحي وادائها السينمائي..
حيث فازت بجائزة مهرجان »كان« عن تمثيلها
لمسرحية أوجين اونيل
»رحلة الليل الطويل« الذي لعبت فيه دور أم مدمنة، كما
لعبت دور البطولة في »صانع المطر« أمام بيرت لانكستر.. ولعبت دور أم شديدة
قاسية شبه مجنونة في فيلم
»مانكفتش« »فجأة الصيف الماضي« المأخوذ عن مسرحية
لتنسي ويليامز هذا الفيلم الذي جمعها لأول مرة مع اليزابيث
تايلور ومونتجمري
كليفت.
واختارها
اليوناني الكبير كاكوبانيس.. لتلعب دور هيكوي العجوزة في
فيلم »الطرواديات« المأخوذ عن اوربيدابس كما لعبت في فيلم فرنسي باسم »مجنونة
شايو« مأخوذ عن مسرحية لجان جيرودو.
وخلال هذا
النشاط المسرحي كله.. لم
تستطع هيبورن مقاومة اغراء أن تلعب في فيلم »كاوبوي« أمام نجم نجوم هذا النوع
من
الافلام »جون واين« وان تلعب مع سبنسر تراسي.. أكثر ممثل وقفت تجاهه في
تاريخها السينمائي..
فلما اعطاها أوسكارها الثالث..
هو »خمن من اتي للعشاء«
عالجت شبه موقف أسرة أمريكية متوسطة.. تفاجأ بأن ابنتها قررت الزواج من شاب
أسود.
وكما
جمعتها الاقدار.. مرة واحدة مع جون واين.. جمعتها مرة ثانية مع
رفيق
دربها »هنري فوندا« في فيلم انتجته ومثلته ابنته جبن فوندا هو »ظل
البحيرة« الذي اهداها آخر أوسكار حصلت عليه.
في كل هذه
الافلام .. كانت
كاترين هيبورن تبدو دائما متألقة مختلفة شديدة الحماس لما
تفعله،
لم يؤثر فيها
تقدمها في السن..
ولا مرض الشلل الرعاش الذي اصابها..
والذي جعل وجهها يختلج
باستمرار أمام الكاميرا.
ولكن كل
هذه المعوقات..
لم تقف
أمامها.. وتابعت
كاترين هيبورن نشاطها السينمائي بحماس وموهبة لا مثيل لها.
كاترين
هيبورن..
مثال حي لممثلة..
اختارت التحدي صفة ملازمة لها في حياتها وفي فنها.
لم
يوقفها المرض ولا السن ولا الزمن..
عن متابعة نشاطها السينمائي والمسرحي لم ترض
بأن توضع
في اطار واحد وتعددت تجاربها الكوميدية والتراجيدية السينمائية والمسرحية
رفضت النمطية وآثرت ان تقدم في كل مرة لجمهورها وجها جديدا متألقا.
حازت علي
جائزة
الاوسكار أربع مرات.. وعملت مع كبار مخرجي عصرها ووقفت شامخة أمام جميع
الادوار التي عهدت اليها.
واستطاعت
أن تتلاءم مع أسلوب كبار المخرجين رغم
اختلافهم وتناقضهم أحيانا..
عملت مع
دافيد لين كما عملت مع كاكوبانيس عملت مع
كازان كما عملت مع مانكفتش..
وهوستون.
ولكن يبقي
مخرج واحد بالنسبة لها..
هو
قطب الرحي الذي دارت حوله كالفراشة التي تبحث عن النور.
انه جورج
كيكور..
مكتشفها.. وصانع موهبتها،
والذي عرف كيف يرسم لها خطواتها.
هذه
الخطوات
التي
قادتها نحو مجد.. ظلت تستحقه حتي آخر يوم في حياتها.
أخبار النجوم المصرية
05/02/2009 |