عندما
نذكر لقب جان السينما المصرية وممثل علي درجة وزير أو سفير النوايا الحسنة
أو ياواد يا ثقيل يتبادر للأذهان علي الفور الفنان الكبير حسين فهمي الذي
كرم مؤخراً في مشوار نجم بقاعة النيل في بداية حديثنا سألناه عن سر حبه
للسينما؟
قال: إنني
نشأت في أسرة سياسية من جدي محمود باشا فهمي ووالدي في مجلس الشيوخ ووالدتي
خريجة آداب في اسطنبول وساهمت في تأسيس جمعية مشوهي الحرب وكانت علي درجة
صاغ يساوي رتبة رائد حاليا ومن ضمن مؤسسي جمعية تحسين الصحة والهلال
الأحمر.
أضاف ان
والدي كان يصر باستمرار علي جلوسنا دون كلمة والاستماع للأحاديث السياسية
والفنية التي كانت تدار يوميا وفي بيتنا الذي اكتشفت فيه أيضا العلاقة
الوطيدة بين السياسة والفن وان رجال السياسة يرتبطون بالفن وكنت أهوي
مشاهدة أفلام ليلي مراد واسماعيل يس وأنور وجدي وبخلاف الأفلام الأمريكية
وتيقنت وقتها ان المخرج هو وراء كل ذلك فقررت دراسة الإخراج في مصر وفي لوس
انجلوس وعدت بعضها لأرض الوطن وكان هناك نقص شديد في الوجوه الجديدة فعملت
اختباراً مع أكثر من مخرج واتجهت بعدها للتمثيل.
النجاح
الكبير في فيلم "خلي بالك من زوزو" كان هناك الكثير من العوامل المساعدة
سببت الفرقعة الكبيرة كلمني المنتج وكنت أحدث نفسي عن أنني لابد ان أطلب
أجرا محترما وليكن ألف جنيه فوجدت الرد ان 900 جنيه تكفي وفي رأيي ان
مجموعة العمل كلها هي سبب النجاح الكبير والاستمرار في دار العرض لأطول
فترة.
·
كيف تختار أدوارك؟
** إنني منذ بدايتي أري ان الممثل نفسه هو صاحب الرأي في
اختيار الدور والدليل انني عملت في فيلم "الإخوة الأعداء" مع نفس وقت "خالي
بالك من زوزو" وحصلت علي جائزة من وزارة الثقافة.
وأضاف ان
رأيي السياسي كان مصدر حماسي لأي عمل فني اختاره برغم أنه في كل المهرجانات
لا أحد يسأل عن سياسة الدولة أو رقابة ما ولكن يقدرون الفنيات أكثر ومن
وجهة نظرهم وحدها.
·
وذكرياتك عن مهرجان القاهرة السينمائي؟
** أنا حزين علي حالة مهرجان القاهرة السينمائي علي مدي
السنوات الماضية فعندما كلمني وزير الثقافة أكثر من مرة وكان ردي الفوري
الاعتذار إلي ان فكرت وقررت الاستعداد لرئاسته وتغييره بالكامل ليس فقط
بالشكل ولكن في ا لمضمون أيضا ويكون له رونق وجمال يضاهي المهرجانات
العالمية.
وبعدها
بدأت أسعي لزيادة الميزانية لأنها ضعيفة جداً ولا تتعدي مائتي ألف جنيه
ولكن كل المحاولات باءت بالفشل وتوجهت لرجال الأعمال حتي وصلت الميزانية
إلي أكثر من مليون جنيه في السنة ليليق بمكانة مصر العالمية وكررت الموضوع
أربع سنوات متتالية ولكنني لم أعد أستطيع الاستمرار أكثر وقلت إنه إذا كانت
الوزارة غير مستوعبة قيمة المهرجان فماذا أفعل وحدي؟ فاستقلت علي الهواء
مباشرة واليوم أسمع ان الميزانية وصلت من الوزارة إلي 2 مليون جنيه سنويا
ويظهر أنني كنت عقبة أمام زيادة الميزانية.
وأذكر
أنني بررت استقالتي بأن تجميع الميزانية لعمل مهرجان محترم عمل مرهق جدا
فمهرجان "كان" مثلا ميزانيته 55 مليون جنيه تجمع من سائقي التاكسي ومن
المطاعم والفنادق والمطافئ ومن وزارة الخارجية والثقافة إلي جانب الرعاة
فمثلا جلبت 4 سيارات فارهة من حسام أبوالفتوح للممثلين الأجانب فأي ممثل
قبل حضوره يطلب الاتفاق معه علي كل التفاصيل من لون السيارة للون الفرش
لشكل وعدد البودي جارد المصاحب لهم أما اليوم فالأسلوب المتبع مشي حالك
ويلا خلص أو "شغل الفهلوة" أما الناس في البلاد الأجنبية منضبطين ذي
الساعة.
·
وماذا عن المهرجانات الجديدة المنافسة؟
** اقتراح مهرجان شرم الشيخ جيد ولكن هناك مشكلة فلابد ان يكون
المهرجان في مكان ملتقي لجميع وسائل الاتصالات والمواصلات فمكان مدينة شرم
الشيخ يتوجب الذهاب إليها خصيصا بالطائرة أو بالسيارة وأعتقد أنها العقبة
الوحيدة أمامهم ولو نجحوا في اجتيازها نجح المهرجان نجاحا كبيرا.
واضاف:
السينما لها رونق وجمال وبريق ينبع من الكاريزما فهي عنصر أساسي في الحياة
حتي الامريكان يقولون بأن المسرح مختلف عن كاميرات السينما ومن هنا جاءت
تسمية أبطالها بالنجوم.. في دراستي بأمريكا قالوا لنا أي واحد من الممكن
التمثيل في السينما لكن لابد ان يكون لديه كاريزما خاصة به أمام الكاميرا..
فيوسف شاهين عنده كاريزما لكن مشكلة النطق كانت العقبة عنده. ورشدي أباظة
لا يجيد التمثيل جيداً. وهناك أفضل منه. ولكنه لديه كاريزما جيدة امام
الكاميرا.
·
وماذا عن غزو المخرجين والفنانين العرب؟
** هناك تواجد سوري وليس غزو.. وأنا شخصيا ضمن ما هاجموهم لانه
كلما ذهبنا لمكان نسمع نغمة أن الدراما السورية سحبت البساط من تحت اقدام
الدراما المصرية. وكنت ومن معي ندافع ونقول أن الدراما المصرية هي الاساس..
ولكن ما
حدث ظاهرة وسببها انهيار بعض الشركات في سوريا فاذا بهم يجيئون إلي مصر قلت
لهم اين السجادة التي سحبتوها الآن. وانه من المؤسف سماع مثل هذه الكلمات.
ولكن كالعادة مصر دائما فاتحة ذراعيها للجميع وكبيرة جدا وعندها قدرة تمتص
بها أي كلام لانهم الآن جلسوا علي سجادتنا!!
·
بماذا تفسر عودتك للتمثيل في السينما في دور
ضيف شرف؟
** فيلم "مافيا" كان الموضوع مختلفاً ولم أفكر فيه كضيف شرف
كان حاجة جديدة ومنذ "جعفر المصري"
وما يقرب
من 10 سنوات لم اقدم سينما وقررت عدم تقديم شئ إلا إذا كان يستاهل.
·
ولجؤك إلي التليفزيون كمذيع؟
** هناك برنامج استعد لتقديمه بعد "الناس وأنا" الذي تألف من
90 حلقة علي مدي عرض سنتين كنا نتكلم عن الناس انفسهم.. ومازلت أري أن عند
الناس الكثير ليقولوه فهم يحتاجون لنافذة. فلو نظرنا للتليفزيون نجده كله
نجوم ولكن أين الناس؟
والاسم
الذي استقررينا عليه هو "أنا والحياة".
·
ورأيك في نجوم اليوم؟
** وجهة نظري انهم نجوم "تيك اواي".. بعد عرض الفيلم لا نتذكره
بالإضافة إلي أن شركات الانتاج تدمر السينما.. فمعظمهم يفكر في شاشة
التليفزيون علشان البيع وليس مهم ابدا أي شئ آخر. المهم تعبئة الفيلم باكبر
عدد من الشبان وخلاص.. اللي ينجح ينجح واللي يفشل يفشل.. لا توجد مشكلة
مادام سيباع للتليفزيون. هناك ممثلين لا يليق بهم الا الدور الثاني. وعندما
حصلوا علي البطل الأول فشلوا وسقطوا بالفيلم كله. واشبهه ما يحدث في
الافلام بالمعلبات.. تشحن وخلاص ما يؤكل يؤكل وما يفيض عن الحاجة لا ضرر به
وفي النهاية تسيء للسينما.
·
واتهامك بمساعدة زوجتك لقاء سويدان؟
** الوسط الفني كله عائلات ومع ذلك كل فترة يظهر من يقول انني
اساعد زوجتي.. فمثلا في مسلسل "قاتل بلا أجر" وجدت دوراً يليق بها وانا
أقرأ السيناريو ومع ذلك التزمت الصمت. وبعدها عرض عليها المخرج الدور
فقبلته!
ومع ذلك
ظهر من قال انني من رشحتها لهذا الدور وأنا لا أعلم لماذا هذه الحساسية؟!
·
ورأيك فيما قاله عادل إمام والهجوم عليه؟
** ان كل شخص حر في رأيه.. وهناك مؤامرة علي مصر تضر بموقعها
ودورها الاقليمي. ولا يخفي ان دور ومكانة مصر كبيرة جداً ولن تتأثر بالحرب
العلانية عليها.. للأسف من العرب.. وبالرغم من ذلك لابد من الوقوف بجانبهم.
ولكن قضيتنا الأولي هي "مصر" ويجب عدم الانتباه للاصوات الأخري.. ففي يومين
فقط ظهرت قوتنا.. فنحن نشارك في حل قضية عويصة هي في الاساس ليست لنا!!
الجمهورية المصرية
05/02/2009 |