فيلم عزيز السالمي يثير جدلا حادا في المغرب بعد ان سلط
الضوء على تناقضات المجتمع بين المحافظة والحداثة.
اعتبر
مخرج أن
فيلمه
"حجاب الحب" ينقل واقعا مغربيا يتمثل في حيرة عدد من الفتيات المغربيات بين
الالتزام الديني والانفتاح على الحياة العصرية بمظاهرها الاوروبية.
وقال عزيز
السالمي مخرج فيلم "حجاب الحب" الذي لاقى انتقادات واسعة وأثار كثيرا
من الجدل
في المغرب بسبب تناوله موضوع فتاة تضع الحجاب وتقيم علاقة غرامية مع شاب
يرفض أن يتزوجها بعد أن تحمل طفلا منه "لا أقصد الاساءة في فيلمي الى
المتحجبات
لكنني أردت من خلال الفيلم اثارة نقاش حول التناقضات التي
يعرفها المجتمع المغربي
بين المحافظة والحداثة".
وأضاف "لم
أمس جوهر موضوع المتحجبات الملتزمات دينيا عن قناعة. أثرت فقط موضوع
توظيفه لغاية ما كالتي تضع الحجاب من أجل الظهور بمظهر
الملتزمة حتى تجد زوجا
مناسبا".
وعن
اختيار البطلة (البتول) متحجبة واقامتها علاقة غرامية مع "حمزة" يقول "ان
البطلة في
الاصل كانت تضع الحجاب بطريقة مناسباتية كعدد من الفتيات داخل مجتمعنا
(..)
يضعنه في
رمضان ويتخلين عنه بعد ذلك، لكن البتول بعد أن تتعرف على حمزة وتدخل
في
مغامرة عاطفية معه تقرر الابقاء على الحجاب لتكفر عن ذنوبها وتبقى تتقاذفها
عواطفها الجياشة تجاه حمزة والتزامها الديني".
ومن هنا
فالفيلم الذي يعرض حاليا في القاعات السينمائية المغربية يتناول "موضوع
خمس نساء لكل منهن موقف خاص من الحجاب".
وثار عدد
من النقاد خاصة الاسلاميين على السالمي بعد عرض فيلمه "حجاب الحب" الذي
اعتبر أول
فيلم مغربي يتناول ظاهرة الحجاب. وطالبوا بمنعه معتبرين المخرج وظف
الحجاب بطريقة تسيء الى الاسلام.
وقال
السالمي الذي أقام بفرنسا لفترة طويلة انه بقي يصور في الشارع العام
المغربي لمدة يوم تقريبا فقط الفتيات المتحجبات ليدرس فكرة
الفيلم جيدا "فذهل لهذا
التحول في المجتمع المغربي (..) فئة واسعة من الفتيات المغربيات يضعن
الحجاب بألوان
زاهية مغرية وشعر مكشوف وملابس موضة ضيقة ومثيرة".
وأضاف
"الموضة أصبحت تتحكم بشكل كبير في الحجاب. لم يعد ذلك الحجاب الذي عرفناه
في الثمانينيات من القرن الماضي ابان الثورة الاسلامية
الايرانية حيث كان صارما".
ويتحدث
الفيلم عن البتول (28 عاما) وهي فتاة متعلمة وجميلة (حياة بلحلوفي ممثلة
فرنسية من أصل جزائري) تقع في غرام حمزة (الممثل المغربي يونس
ميكري) فيعيشان قصة
حب
جارفة لم يكتب لها النجاح وتنتهي بالفراق.
لكن
البطلة التي تضع حجابا تحمل من صديقها ويرفض الزواج منها لاعتقاده ان الطفل
وسيلة للضغط عليه من أجل الزواج منها فتقرر تربية طفلها متحدية
المجتمع وأعرافه.
ومن هنا، حسب المخرج، تأتي جرأة الفيلم في حسم الخيارات واتخاذ المواقف
"وليس في
ابراز جزء عار من امرأة".
وقال
السالمي مدافعا عن فيلمه "الجرأة في المغرب هي ابراز مفاتن امرأة عارية
(..)
الجرأة هي أن تأخذ موقفا وتدافع عنه. أن تناضل من أجل هدف في
الحياة".
وهذا أول
فيلم مطول للسالمي الحاصل على الدكتوراه في المسرح من جامعة السوربون
بفرنسا في 1994.
ومثل
السالمي في عدد من الاعمال المسرحية والسينمائية كما أخرج عددا من
المسرحيات والافلام القصيرة مثل "على جناح السلامة" و"عايدة"
و"معطف أبي".
وحاز
الفيلم على جائزة أحسن سيناريو في المهرجان المغربي العاشر للفيلم بطنجة في
ديسمبر/كانون الاول الماضي. كما حاز على جائزة أحسن دور نسائي.
وبدأ عرض
الفيلم في المغرب لاول مرة في نهاية الشهر الماضي.
وقال
السالمي "حتى خصوم الفيلم يعترفون بأنه واقعي لدرجة أن احدهم قال لي "حتى
ولو كان
هذا واقع كان عليك ان تستره".
وقال بأن
"التابوهات لا تزال موجودة، والمنطق المسيطر هو التستر. من واجبي
كمواطن أولا وكفنان أن أتحدث عن الظواهر التي تبدو غريبة أو
شاذة في المجتمع".
وأضاف
"أنصح المغربيات المتبرجات أن ينزلن الى الشارع للاحتجاج على الاساءة لهن
(..)
لان اعتبار المتحجبة 'مقدسة' ولا تسقط في فخ الرذيلة هو اهانة
للمتبرجة
واعتبار
أن الرذيلة تلتصق بها لوحدها فقط".
ميدل إيست أنلاين
04/02/2009 |