تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فيلم جديد عن الرئيس الأمريكي الوحيد الذي استقال

الرئيس رتشارد نيكسون في الواجهة من جديد

هوليوود ـ محمد رضا

حفلت السينما بعدد كبير من الأفلام التي دارت حول الرئيس نيكسون منذ أن اعتلى الحكم سنة 1969 وحتى استقالته سنة 1974 وُلد في العام 1913 ومات سنة 1994 وكان الرئيس السابع والثلاثين في عداد الرؤساء الأمريكيين منذ الاستقلال في الرابع من تموز/ يوليو سنة 1776 واشتهر بأنه الرئيس الأمريكي الوحيد في التاريخ، وإلى اليوم الذي استقال. وهو فعل ذلك مضطراً بسبب فضيحة ووترغيت فضيحة ووترغيت كانت - كما يقولون في مصر - فضيحة (بجلاجل).

الذي حدث - باختصار - هو أن الرئيس أمر باستراق السمع على من اعتبرهم أعداءه من السياسيين خصوصاً في الحزب الديمقراطي، ومنح معاونيه الإذن باقتحام مكاتب الحزب وسرقة ملفات تحتوي على وثائق ومعلومات وحين فتح التحقيق من قبل أكثر من جهة رسمية لم يجد نيكسون بدّاً من تقديم استقالته التي استفاد منها جيرالد فورد، نائبه الذي اعتلى سدّة الحكم حسب القوانين فأصبح الرئيس رقم الثامن والثلاثين. جيرالد فورد منح الرئيس عفواً مسبقاً فلم تصل إليه التحقيقات ولا تم استجوابه أو تقديمه للمحاكمة.

موقف معاد

الفيلم هو دراما يقودها الممثل فرانك لانجيلا في دور الرئيس الأمريكي (كان لعب الدور ذاته في المسرحية الأصلية ونال جائزتي (توني) المزاوية للأوسكار مسرحياً) ومايكل شين، الممثل البريطاني الذي كان ظهر في بطولة (الملكة) لاعباً شخصية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وذلك عن سيناريو آخر لبيتر مورغن. ويبدأ هذا الفيلم ببعض التسجيلات الصوتية والأشرطة التلفزيونية التي تقدّم لنا الشخصيّتين. وإذا كان معظمنا يعلم من كان رتشارد نيكسون، ولو بشكل عام، فإن مشاهدة بعض ماضي التلفزيوني ديفيد فروست مثير من حيث إنه لم يكن صحافياً تلفزيونياً ولا معلّقاً سياسياً على الإطلاق، بل كان لديه برنامج لقاءات فنيّة رفضه التلفزيون البريطاني فوجد له بيتاً في محطّة أسترالية. بعد ذلك سريعاً ينطلق الفيلم في تقديمه الحكاية التي أدّت للقاء فروست بنيكسون والتي شملت على كيف انتقل الأول من المحاورات الفنية إلى تلك السياسية.

لقد سمع فروست ما أوحى له بالسعي لمقابلة الأمريكي المستقيل فعرض الموضوع على منتجه الذي تحمّس بعد تمنّع قليل وانتقل مع فروست إلى لوس أنجيليس وبصحبتهما اثنين من الباحثين هما بوب (أوليفر بلات) وجيمس رستون (سام روكوَل) وكلاهما من الشخصيات الحقيقية التي كان لها موقف معاد من الرئيس بسبب أفعاله. بعد ذلك، وفي الوقت الذي كان فيه فروست يحاول البحث عن مشترين لهذا البرنامج المكلف (بعدما تم دفع 600 ألف دولار لنيكسون لقاء المقابلة) أخذ فروست ونيكسون بالاستعداد للمقابلة التي جرت في منزل تم استئجاره خارج لوس أنجيليس للغاية.

الفيلم يمر على المشادات التي وقعت بين أعضاء فريق فروست إذ إن الباحثين الأمريكيين بوب (بلات) وجيمس (روكوَل) اعتقدا بادئ الأمر أن المقابلة ستعزز موقع نيكسون الذي كان يحاول نفض الغبار العالق عليه من جراء تلك الفضيحة.

وكاد الأمر بالفعل، وكما نرى في الفيلم من خلال مشاهد محكمة، أن يكون كذلك. رتشارد نيكسون كان يعرف كيف يستغل المقابلات لصالحه، وفروست كان جديداً على المهنة وترك نيكسون يتحدّث على هواه في البداية. لكن الجولة الأخيرة (من بين الجولات الثلاث) هي الذروة التي يدرك فيها فروست أن مستقبله كله متعلّق فإذا ما كان سيستطيع وضع الرئيس السابق في موضع حرج والمدافع عن نفسه وسيدفعه للاعتراف بأخطائه أو لا.

وسيلة وحيدة

هذا الفيلم الجديد للمخرج - المنتج (والممثل سابقاً) رون هوارد مقتبس عن سيناريو لبيتر مورغن المقتبس بدوره عن مسرحيته التي كتبها وتم تقديمها قبل عامين. كل هذه الاقتباسات مبنية على سلسلة مقابلات قام بها المحاور التلفزيوني البريطاني ديفيد فروست مع الرئيس الأمريكي بعد ثلاث سنوات من تقديمه استقالته. والفيلم يوفّر في نحو ساعتين صلب ما تم تسجيله على أشرطة خلال المقابلة التلفزيونية تلك التي امتدت لسبع ساعات في ثلاث وصلات تسجيلية.

وهو فيلم يمشي على خط مستقيم رسمه لنفسه لا يأبه معه لأي تنويع ولا يضيف فوق الوقائع (الحقيقية) أي منافذ ترفيهية تبعد الموضوع عن غايته الأساسية. المخرج هوارد أراد تحقيق فيلم ملتصق بالسيناريو المكتوب معرّضاً عمله، كمخرج، إلى خطر الانطواء تحت سطوة المادة المكتوبة. وكان هذا ما حدث له حين اقتبس هوارد، قبل عامين قصّة دان براون (شيفرة دافنشي) حيث التزم هوارد بالسيناريو - الذي التزم بالكتاب - فجاء الفيلم كتاباً مصوّراً في أفضل حالاته.

لكن المفاجئ هنا هو أن فيلم هوارد أفضل من معظم أعماله الكثيرة السابقة، إن لم يكن أفضلها فعلاً. والتزامه بالسيناريو محسوب هذه المرّة له إذ كان لديه وسيلة وحيدة لتحقيق هذا الفيلم على نحو ناجح هو مراعاة التفاصيل المحددّة الواردة. أكثر من ذلك، أن هوارد اختزل الكثير مما يرد عادة في أفلام من النوع البيوغرافي أو التاريخي وهو تحليته بمزيج من المفارقات الخيالية والشخصيات التي لديها أكثر من هذا الموضوع لتسبر غوره. هنا سيقتصر التنويع على إظهار كيف تعرّف ديفيد فروست (وهو نفسه ديفيد فروست الذي لا يزال يقدّم اللقاءات السياسية على الشاشة الصغيرة) على المرأة التي عاشت معه تجربة لقائه المشهود بالرئيس الأمريكي كما تؤديها ربيكا هول.

كما كان السيناريو السابق لبيتر مورغن (الملكة) قائم على لعبة شد وجذب حبل بين الملكة اليزابث ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير، فإن سيناريو هذا الفيلم قائم على صراع بين الصحافي فروست والرئيس نيكسون. كلاهما يريد أن يخرج من المقابلة فائزاً، لكن أحدهما فقط يستطيع أن يفعل ذلك. الثاني عليه أن يخسر. أما سيسحق الرئيس الذكي نيكسون الصحافي فروست ويحوّل المقابلة إلى نصر إعلامي واسترجاع للثقة بالنفس، أو أن الصحافي هو الذي سيلصق التهم بالرئيس السابق وسيمنعه من تسجيل نصر إعلامي وشعبي. ومثل سيناريو (الملكة) هناك عامل رئيسي ثالث. فكلا الفيلمين يدور، ولو جزئياً في الفيلم السابق الذي أخرجه ستيفن فريرز، حول التلفزيون واستخدامه وتأثيره وصلة الناس بالإعلام الناتج عنه. لكن حسنة الإخراج هنا هي أنه لم يعمد إلى وثائقيات بل حتى تلك المشاهد التي من المفترض أن تكون واقعية ووثائقية تم تفليمها خصّيصاً مع ممثلي الفيلم طريقة جورج كلوني حين أخرج (ليلة سعيدة وحظ ط يّب) قبل أربع سنوات، أختار هوارد هنا وضع الممثلين في المشاهد المؤطرة كما لو كانت مقاطع من برامج تسجيلية وبذلك استبعاد جيّد للمزج المعتاد بين تلك المقاطع والمشاهد الممثّلة خصيصاً للكاميرا.

نيكسون: شاشة وجوائز

فرانك لانجيلا يؤدي نيكسون تأدية من فتح الشخصية ودخلها وأخذ منها لا الحركة فقط بل القناعة أيضاً. تشخيص يستحق عليه الأوسكار وهو مرشّح له على أي حال. أيضاً مرشّح للأوسكار الفيلم نفسه والمخرج رون هوارد وكاتب السيناريو بيتر مورغَن وأفضل مونتاج.

والفيلم لا يأخذ موقفاً من نيكسون ذاته. لا يهمّه تسجيل نقاط ضده أو تسجيل نقاط معه. والكلام ذاته يمكن أن يُقال حول ديفيد فروست- بل على العكس لا يخلو موقفه من انتهازية واضحة هي مشكلة كل صحافي مع كل مقابلة مهمّة يتصدّى إليها، فهو -إذا ما كان صحافياً طموحاً- يريد أن يجعلها تذكرة لاقتحام موقع إعلامي أفضل على حساب الشخصية التي يجري الحديث معها.

ونيكسون، كما ذكرت أعلاه، كان موضوعاً لأكثر من فيلم. هناك أفلام مباشرة عنه وأفلام غير مباشرة وبين هذه الأخيرة أفلاماً ذكرته عابراً أو لم تتوقّف عنده كثيراً، كما الحال في فيلم JFK الذي دار عن سنوات الرئيس جون كندي كما أخرجه أوليفر ستون سنة 1991 أو كما في (باتون) الذي حققه فرانكلين شافنر سنة 1970 عن الجنرال الذي دخل الحرب الفييتنامية بأمر من الرئيس نيكسون.

أما الأفلام التي دارت حوله تحديداً فهي أربعة إلى الآن. هناك هذا الفيلم الذي نستعرضه، ومن قبل هناك فيلم أوليفر ستون (نيكسون) سنة 1995 وفيلم (كل رجال الرئيس) لألان ج. باكولا سنة 1976 وهو فيلم حابس للأنفاس يدور في رحى ووترغيت من خلال التحقيقات التي قام بها آنذاك الصحافيين بوب وودوورد (روبرت ردفورد) وكارل برنستين (دستين هوفمن).

الفيلم الرابع هو فيلم منسي (وحتى حينها لم يثر اهتماما كبيرا) وعنوانه (شرف سرّي) للمخرج الذائع الصيت روبرت ألتمَن: دراما من شخص واحد في غرفة لا يخرج منها. هذا الشخص هو نيكسون كما أدّاه الممثل فيليب بايكر هول. موقف ألتمَن صلب في معاداته لكل المرحلة والفيلم أريد له أن يصوّر نيكسون كوحش في قفص.

وفي حين نال (شرف سرّي) جائزة اتحاد النقاد الدوليين في مهرجان برلين السينمائي، فاز (كل رجال الرئيس) بأربع أوسكارات حينها بينها أفضل سيناريو مقتبس لكنه لم ينل أوسكار أفضل فيلم أو أفضل إخراج. لكن فيلم أوليفر ستون (نيكسون) لم يكن محظوظاً إذ تم ترشيحه لخمس أوسكارات (ليس من بينها أوسكار أفضل فيلم أساساً) وخرج من دون أن يفوز بأحدها.

 

أفلام الاسبوع

1(1)Paul Blart: Mall Cop **   $21.623.182

كوميديا موقف واحد يتطوّر بعد ذلك قليلاً ثم يكتسب الروتين المعهود: قصّة موظف أمن في أحد المولات يتدخل حين تحتجز عصابة جمهوراً من الناس مقابل فدية. الممثل الرئيسي هو كيفن جيمس وهو كوميدي تلفزيوني ناجح يجد هنا الفرصة التي ينتظرها.

2 (-) Underworld: Rise of the Lycans **  $20.828.511

مغامرات فانتازية مثيرة ولو أنها لا تأتي بجديد وتدور حول صراع سرمدي بين مجموعتين من الوحوش البشرية. مجموعة مصاصي الدماء ومجموعة الآدميين الذين يتحوّلون الى ذئاب كاسرة. الفيلم محمّل بالرغبات لخلق تشويق جيّد، لكن المؤثرات الخاصّة من التتابع والكثرة بحيث تصنع حاجزاً.

3 (2) Gran Torino ***  $16.244.462

أن ينجز كلينت ايستوود السبعيناتي هذا النجاح الكبير الذي يحققه حالياً (نحو مئة مليون دولار للآن) فإن هذا هو ما لم يكن تتوقّعه هوليوود. قصّة محارب سابق عليه أن يتصالح ونفسه العنصرية حققت حتى الآن نحو خمسين مليون دولار محليّاً وأبقت ايستوود نجماً.

4 (5) Hotel For Dogs *  $12.860.944

فكرة سقيمة تم تحويلها الى كوميديا من بطولة أولاد وكلاب: مجموعة من الأولاد يقررون افتتاح فندق يعتني بالكلاب التي تأتي بها العائلات إليه. ما الجديد؟ لا شيء. حتى اللهو الفاشل هو ذاته من آخر فيلم عرض من بطولة كلاب.

5 (10) Slumdog Millionaire ****  $10.699.629

ميلودراما على الطريقة الهندية من المخرج البريطاني داني بويل إنما مع حس إنساني مرتفع ومعالجة جيّدة معظم الوقت: شاب يشترك في (من سيربح المليون) (النسخة الهندية) وهمّه ليس الربح بل البحث عن الفتاة التي يحبها منذ الصغر

6 (3) My Bloody Valentine **  $10.012.658

القصّة وردت في فيلم بنفس العنوان قبل نحو عشرين سنة وتدور الآن كما دارت آنذاك حول الشاب الذي يفاجأ بأنه متّهم بمذبحة لم يرتكبها. القتلة الحقيقيون هم الذين يثيرون الفزع في هذا الفيلم الذي يتولى بطولته مجموعة من الوجوه الجديدة.

7 (-) Inkheart ***  $7.601.379

فانتازيا أخرى أقل عنفاً من سا بقتها حول ذلك الأب وإبنته القادرين على مشاهدة شخصيات كتبهما تتحرك. المشكلة أن إحدى هذه الشخصيات شريرة الى حد بعيد وكان من الأفضل عدم قراءة الكتاب. هناك ثالث فيلم من بطولة براندون فرايزر في غضون ستّة أشهر.

8 (6) Bride Wars *  $6.868.664

كايت هدسون وآن هاذاواي صديقتان حميمتان تؤمّان الكثير من الأفراح الى أن يصل الوقت الذي سيتم زف كل منهما الى بيت الزوجية. هنا تنقلب صداقتهما الى عداوة بسبب الغيرة . كوميديا لا تستحق الاحتفال بها.

9 (11) The Curious Case of Benjamin Button  $6.085.919

عن رواية ف. سكوت فيتزجيرالد المنشورة في الثلاثينات هذا الفيلم الدرامي حول براد بت وقد وُلد بملامح رجل في الثمانين وكلّما نما أصبح شابّاً ما سيجعله طفلاً حين يموت. خيال جاد بمشاركة كايت بلانشيت.

10 (4) Notorious ***  $5.779.692

نوتوريوس بيغ هو الإسم الفني لكرستوفر والاس. وُلد في أحياء نيويورك الفقيرة وصمم على أن يصبح مغني راب ناجح وحقق ما طمح إليه رغم ظروفه، لكن الوقت لم يمهله طويلاً فمات شاباً يحتوي الفيلم على مجموعة كبيرة من الأغاني بطبيعة الحال ويقوم ببطولته جمال وولارد.

 

اللقطة الأولى

مع عدم حفظ الألقاب

تمر بدكان صغير يبيع البطيخ المكوّم تحت يافطة كبيرة تقول: إمبراطور البطيخ.

بعده على ناصية أخرى تنظر إلى ذلك المحل الضيق الذي يبيع أنواع العصير وتجد فوقه عبارة (سيد العصير).

هذان المثالان الواقعيّان نجد لهما أكثر من مقابل عند الفنانين العرب: من ملكة الطرب إلى فنانة الشرق، ومن عذراء الشاشة إلى نجم الجماهير ومن معبودة الجماهير إلى الزعيم.

شيء ما خطأ في عقلية الذين يطلقون هذه الألقاب وعقلية الذين يحملون هذه الألقاب وعقلية من يمارسونها إلى اليوم.

شيء خطأ لأنّ اللقب يلغي الفعل على نحو أنا مهم وليس أعمالي .. أعمالي مهمّة لأني أنا مهم، ولست مهمّاً لأن أعمالي هي المهمّة.

شيء خطأ لأنّ أخطر ما يصيب بائع البطيخ والنجم هو التباهي. حال يصدّق المرء أنه ما يصفونه، ولو بتمنّع أولاً، خسر رؤيته للحقيقة.

ثم شيء خطأ لأنّ المسألة هي تقديس شخصي ونفخ في الجوانب وإرضاء للغرور، ولأنه لا يمكن أن يكون هناك ملك واحد للطرب وفنانة واحدة للشرق - كما أن عذراء الشاشة ليست لقباً بل خديعة، والزعيم هو من يتواضع ويرفض التسمية.

لكن مع من تتحدّث؟ مع ذات العقليات التي تتبنّى هذه التسميات وتصدّقها ولا ترضى أن يُطلق عليها اسمها هي من دون أن يتم حفظ ألقابها أولاً.

بكلمة أخرى، لم يكن كافياً للصحافي أن يكتب عن نادية الجندي أنها ممثلة، بل عليه أن يكتب معبودة الجماهير، كما لا يكفي للصحافي أن يكتب الممثل عادل إمام بل عليه أن يسبق ذلك بكلمة الزعيم.

والحق ليس على طرف الفنان الراضي بهذه المسخرة، بل على الصحافي الجاهل الذي يستخدم مثل هذه العبارات الرنّانة. بعضهم أسوة بزملائه، وبعضهم على أمل أن ينال رضى الممثل أو المطرب وأن لا ينساه ذاك من دعوة عشاء في الحفلة المقبلة.

هذا المنطق المعوج له مرادفات له في كل الحقول. فكما ذكرت تمتد حقول المنطق المعوج هذا من ميدان بيع البطيخ وعصير الجزر إلى ميدان بيع الفن مكللاً بالمراتب والأوصاف والألقاب.

لكن الظاهرة لم تكن لتعيش لولا رغبة الإعلام المطبوع والمرئي تعزيز هذا الوضع بإغداق الألقاب على الفنانين، خصوصاً (من يكترث لبائع فلافل) حين يظهرون في برامجهم او على صفحاتهم الفنية? كلمات مثل (الفنان المتميّز) و(المخرج الكبير) و(المنتج المثقّف) او (المطرب الساحر) كلها تُسمع او تُقرأ من دون أي رمشة عين او تساؤل حول ما تعنيه. هل سحر صوت هيفاء وهبي أحداً فتحوّل إلى قطّة؟ أو كان المخرج من الكبر بحيث لم تستطع الكاميرا تصويره بلقطة واحدة.

هل تميّز الفنان عن سواه لدرجة أن له رأسين فوق جسد واحد؟ او تميّز عنهم بأنه صاحب أكبر نصيب من الأدوار الخفيفة في أكبر نصيب من الأفلام الرديئة.

بجديّة أكثر، كل إعلامي يستخدم هذه الألقاب ليرضي غرور الضيف، إنما يشترك في الكذب على نفسه وعلى الآخرين. وكم أتمنّى أن يستوقف ممثل ما إعلامياً يرشّه بماء ورد الكلام، ويقول له: أرجوك أنا لست من تصف. أنا اسمي كذا ومهنتي هي كذا فقط .. الآن نبدأ الحوار.

 

شاشة عالمية

Inkhart

النوع: فانتازيا ومغامرات من صنع إنكليزي تصلح لمن هم فوق سن العاشرة أو نحوها.

إخراج: إيان سوفتلي

تمثيل: برندون فرايزر، بول بيتاني، شيانا غلروي، هيلين ميرين، أندي سركيس.

نبذة: أب وابنته يستطيعان تحضير أرواح الشخصيات التي في الروايات. لكن بعض الروايات فيها شخصيات خطرة وهذا ما لم يحسبان له حساباً. فجأة أحد كبار الأشرار في واحدة من القصص تصبح حيّة ووجودها يشكل خطراً على الاثنين.

رأي الناقد: فكرة طريفة مع تمثيل جيّد وعدد من صرعات المؤثرات الخاصّة تجعل الفيلم مثيراً ومختلفاً إلى حد... هذا إلى أن يحين وقت النهاية، حيث تشعر بأن كل شيء كان فبركة مؤثّرات خاصّة.

رأي آخر: اعتقدت أن الفيلم كُتب خصيصاً للسينما وأملت أن أرى عملاً يرفع من قيمة الكتب والمطالعة. روجر إيبرت في (شيكاغو صن تايمز).

Underworld: Rise of the Lycans **

النوع: مغامرات وتشويق أميركي يصلح للراشدين فقط بسبب عنفه

إخراج: باتريك تاتوبولوس.

تمثيل: مايكل شين، بيل نيفي، رونا ميترا، ستيفن ماكنتوش.

نبذة: هناك فريقان من مصاصي الدماء. واحد أرستقراطي والآخر من العبيد. والعبيد يثورون بزعامة لوسيان ضد الأرستقراطيين الذين يقودهم زعيم لا يقل قوّة أسمه فكتور.

رأي الناقد: في مجاله الخاص ونوعيته المحددة بالمؤثرات والمعارك، فإن الفيلم جيّد وخصوصاً أنه يقع في تاريخ بعيد يتيح التخيّل أن ذلك ربما كان ممكناً. لكن من كل ناحية أخرى، فنية أو إنتاجية هو مجرد فيلم آخر يؤدي ذات الغاية المعهودة.

Notorious ***

دراما عن مغني الراب نوتوريوس الذي نشأ في بروكلين الفقيرة وأصبح نجماً إلى أن مات مقتولاً وهو في أوج نجاحه.

Gran Torino ****

كلينت ايستوود يطرح موضوعاً أخلاقياً آخر في فيلم يدور حول مجنّد سابق يواجه نفسه في مرآة العنصرية.

Defience **

أخوة يهود يحاربون النازيين في هذه الدراما التي تقع رحاها في أدغال بروسيا خلال الحرب العالمية الثانية.

 

يحدث الان

أزمة قلبية

الممثل الفرنسي جان رينو فوجئ قبل أسابيع بخبر منشور في مجلة فرنسية معروفة اسمها فويسي بخبر آثار اهتمامه الفعلي. الخبر يقول إنه عانى من أزمة قلبية استدعت نقله إلى المستشفى. حينها لم يعر القصّة كثير اهتمام لكنه لم يكن سعيداً بها فهو أراد إبقاء الحادثة، وهي حقيقة، بعيدة عن الوسط.. لكن حينما لاحظ أنه أخذ يخسر فرص عمل جمع واحد وواحد ووجد أن السبب هو أن المجلة انفردت في نشر هذا الخبر الذي تناقلته لاحقاً صحف أخرى ما جعل أهل الوسط يخشون العمل معه خوفاً من أن يسقط خلال التصوير.

قبل أيام قليلة وبناءً على ذلك رفع الممثل دعوى على المجلة على أساس ما خسره من أدوار خصوصاً في أفلام هوليوودية.

خيال علمي يفوز بسندانس

خرج الفيلم الأميركي Push بالجائزة الأولى من مهرجان سندانس السينمائي للسينما المستقلة الذي انتهى يوم الأحد الماضي. إنه فيلم خيالي علمي لبول ماكغيوان الذي كان سابقاً ما أنجز فيلماً مثيراً للاهتمام بعنوان Lucky Number Slevin الفيلم الجديد حول مجموعة من ذوي القدرات الخارقة يدافعون عن وجودهم ضد الحكومة. يعترف المخرج أن كثر سألوه حال أخبرهم الملخص ما إذا كان متأثراً بفيلم (رجال إكس) لكنه يؤكد (الفيلمان متباعدان جداً في كل شيء). البطولة لكريس إينز، داكوتا فانينغ، كاميلا بيل وجامون هاونسو.

وجائزة لشون بن

فوز الممثل شون بن بجائزة نقابة الممثلين الأمريكيين يوم الأحد الماضي يعزز احتمالات فوز الممثل نفسه في مسابقة الأوسكار. الحاصل هو أن شون بن يستحق كممثل ولو أن الفيلم الذي تم ترشيحه عنه، وعنوانه (ميلك)، ليس بذلك الفيلم الجيّد الذي كان البعض يأملونه له.. حقيقة أن بن يصفو فوق مستوى الفيلم تأكيداً على نوعية موهبته التي أساساً لا شك فيها.

الملاحظة الأخرى هي أن الممثلين الأربعة الآخرين الذين نافسوه في مسابقة نقابة الممثلين هم أنفسهم الذين ينافسونه في مسابقة الأوسكار وهم: رتشارد جنكينز عن فيلم (الزائر)، براد بت عن (القضية المثيرة للفضول لبنجامين باتون) وميكي رورك عن (المصارع) وفرانك لانجيلا عن (نيكسون - فروست).

فهل سيتكرر المشهد مرّة أخرى في مسابقة الأوسكار أو يفوز أحد هؤلاء الآخرين عوضاً عن بن.

الجزيرة السعودية في 30 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)