تبدأ مساء
اليوم في مدينة روتردام الهولندية ، الدورة الثامنة والثلاثين من مهرجان
روتردام الدولي للافلام. المهرجان الذي يعتبر واحد من أهم خمس مهرجانات
سينمائية عالمية ، يصنف ايضا ، بانه أحد أكبر مهرجانات السينما المستقلة في
العالم. ويعرف عنه اهتمامه الكبير بسينما الدول الاسيوية والافريقية ،
واحتفائه بالأعمال الاولى للمخرجين من كل انحاء العالم.
واذا كانت
معظم المهرجان السينمائية العالمية ، تكتفي بعرض الافلام والندوات ،
واحيانا تنظيم لقاءات بين السينمائيين والمنتجين او اقامة سوق سينمائي ،
مثل مهرجان "كان" العالمي ، يذهب مهرجان روتردام الدولي الى خطوة ابعد منذ
هذه المهرجانات ، بمساعدته المادية في انتاج اعمال سينمائية لمخرجيين جدد ،
او حتى لمخرجين معروفين ، يحدون احيانا الابواب موصدة امام مشاريعهم
الجديدة. فمنذ عام 1988 والمهرجان يساعد عن طريق مؤسسته "
Hubert Bals
Fund
" مئات المشاريع السينمائية في بلدان العام النامي، من اجل ان تصل الى
الصالات السينمائية.
حيث ساهمت
مؤسسة"
Hubert Bals Fund
" في انتاج العديد من الافلام الكبيرة ، والتي نالت على الكثير من الجوائز
العالمية ، افلام مثل "احلام" للعراقي محمد الدراجي ، و "3 اشهر 4 اسابيع
ويومان" للروماني "Cristian Mungiu
" ، و"
Uzak
" للتركي "
Nuri
Bilge
Ceylan
" ، حصلت مثل حوالي 600 فيلم اخر على مساعدات من هذه المؤسسة الهولندية ،
والتي يعود اسمها الى اسم المدير الاول لمهرجان روتردام الدولي للافلام.
ورغم ان
المساعدة التي تقدمها مؤسسة "
Hubert Bals Fund
" الهولندية ، لا يمكن مقارنتها بميزانيات الافلام الهائلة في هولييود مثلا
، لكنها ساعدت الكثيرين من صناع الافلام الموهبيين ، في التقدم خطوة اقرب
الى تنفيذ مشاريعهم السينمائية والتي تتعطل احيانا في منتصف الطرق ،خاصة ان
المساعدة تقدم تحت تصنيفات محددة ، كمبالغ لاستكمال المونتاج ، التوزيع ،
كتابة السيناريو ، وكما حدث للمخرجة السعودية هيفاء المنصور ، والتي حصلت
هذا العام على منحة مالية ، للعمل على تطوير سيناريو فيلمها الروائي الاول
القادم.
ومع
مؤسسة "
Hubert Bals
Fund " ، يقوم المهرجان بتنظيم تظاهرة "
CineMart"
، لجمع المخرجيين والسينمائيين ، مع المنتجين والموزعين في لقاءات تستمر من
الخامس والعشرين من شهر يناير الى التاسع والعشرين منه. التظاهرة التي
عمرها خمسة وعشرين عاما ، وصلت هذا العام الى نجاح غير مسبوق ، حيث تلقت
ادارة المهرجان ، حوالي الخمسمائة مشروع سينمائي ، تم اختيار 36 مشروع فقط
، ليتم التركيز عليه ، من اجل تسهيل لقاءات لاصحاب هذه المشاريع مع شركات
الانتاج السينمائي والموزعين ، والتي يمكن ان تثمر عن اتفاقات وتعاونات
سينمائية. التظاهرة ، تتضمن ايضا ورش عمل ومحاضرات سينمائية.
الدورة
التي ستطلق اليوم ، وتستمر الى الاول من شهر قبراير القادم ، تتضمن عروض
عالمية اولى لثلاثة واربعين فيلما وعروض اوربية اولى لاربعة وثلاثين فيلما
، والتي ستتوزع على مسابقاته للافلام الطويلة والقصيرة ، وايضا على
تظاهراته المختلفة ، والتي جرت برمجتها بطرق اكثر بساطة لهذا العام ، بعد
ان تعرضت ادارة المهرجان الى انتقادات من الصحف الهولندية على كثرة تظاهرات
السنوات الفائتة ، والتي يجعل من الصعب جدا على الجمهور متابعة اغلبها.
في مسابقة
"فبرو" الافلام الطويلة ، ستعرض الافلام التالية : فيلم "
At
West
of Pluto
" للكنديين "
Henry Bernadet
" و "
Myriam
Verreault " ، فيلم "كن هادئا وعد للسبعة" للمخرج الايراني رامتين
لوافي پور ، فيلم "
Blind Pig
Who Wants
to
Fly
" للمخرج الاندونيسي "
Edwin
" ، فيلم "
Breathless
" للمخرج الكوري الجنوبي "
Yang Ik-June
". فيلم "
The Dark
Harbour " للمخرج الياباني "
Naito
Takatsugu
". الفيلم الاول للمخرج الانكليزي "
Simon Ellis
" والذي يحمل عنوان "
Dogging: A
Love
Story
". فيلم "
Floating in Memory
" للمخرج الصيني "
Peng Tao
" ، الفيلم الاول للامريكي "
Michael Imperioli
" والذي يحمل عنوان "
The Hungry Ghosts
". فيلم "
I can't live without you
" للتايواني "
Leon Dai
". فيلم "
Schottentor
" للنمساوي "
Caspar Pfaundler
". فيلم "
Be Good " للفرنسية "
Juliette
Garcias
". فيلم "
The
Strength of
water
" للنيوزلندي "
Armagan Ballantyne
". فيلم "
Tourists " للتشيلي "
Alicia
Scherson
". فيلم "
Wrong Rosary
" للتركي "
Mahmut Fazil COSKUN
".
التظاهرات
والتكريمات
تتضمن
البرامج الرئيسية للعروض السينمائية خارج المسابقات الرسمية ، البرامج
التالية: "مستقبل مشرق" ، والتي تقدم افلام المخرجين الجدد من كل انحاء
العالم. و"الطيف" والتي تقدم بعض النتائجات السينمائية المتميزة بافكارها
وتفيذها والتي عرضت العام الماضي ، وكذلك تقدم تظاهرة "الطيف" افلام جديدة
او قديمة لمخرجين مكرسين ، يعتقد المهرجان ، إن استعادتها من شانه ان يعيد
التذكير بالجدية او المخاطرة التي ميزت تلك الافلام. وتظاهرة الافلام
القصيرة ، والتي تتصمن عروض عشرات الافلام القصيرة من كل الاتجاهات الفنية.
وبالاضافة
الى البرامج السابقة ، ينظم المهرجان في دورته هذه ، التظاهرات التالية: ،
تكريم وعرض اعمال المخرج والممثل ، وكاتب السيناريو البولندي "
Jerzy
Skolimowski
" ، تكريم وعرض اعمال المخرج الأيطالي "
Paolo
Benvenuti
" ، تكريم وعرض اعمال المخرج السويسري "
Peter
Liechti
". تظاهرة "الحجم مهم" وفيه تركز الانتباه على الاعمال تحاول ان تاسس لعصر
مابعد السينما بتجربيتها ، وانشغالها بالتقنيات السمعية والبصرية. تظاهرة
"الوحوش الجائعة " ، والتي ستعرض مجموعة من افلام الرعب والخوارق الشرق
الاسيوية. تظاهرة "الاشياء الاولى اولا" ، والتي ستقدم الاعمال المبكرة جدا
لبعض المخرجين الكبار. ومنها فيلم للمخرج الدنماركي لاريس فان تيرز. وكذلك
سيخصص المهرجان واحدة من برامجه للسينما التركية الشابة ، حيث سيعرض مجموعة
من الافلام التركية لمخرجين شباب منهم "
Nuri Bilge
Ceylan "
،
" Semih
Kaplanoglu "
،
" Yesim
Ustaoglu ".واخيرا وكجزء من تقليد جديد للمهرجان ، يتعرض مجموعة
من الافلام التي تتناول حياة بعض من اساطير السينما ، حيث سيعرض فيلم عن
حياة المخرج الروسي الكبير "اندريه تاركوفيسكي".
حضور عربي
متواضع
ورغم ان
اهتمام مهرجان روتردام الدولي السابق بالسينما الشرق الاوسطية ، والافلام
الجدلية القادمة من هناك او المصنوعة عن طريق مخرجين من اصول شرق اوسطية ،
تاتي هذه الدورة مخيبة للامال كثيرا ، فعدد الافلام المعروضة لا يتعدى الست
او اسبع افلام (هناك افلام قصيرة صورت فقط في العالم العربي عن طريق مخرجين
غير عرب) ، تعرض على التظاهرات المختلفة للمهرجان ، ولا يعرض اي منها في
المسابقات الرسمية. حيث سيعرض فيلم المخرجة المغربية سعاد البوحاتي
"فرنسية" ضمن برنامج "مستقبل مشرق" والذي يركز الانتباه على الاعمال الاولى
للمخرجين والمخرجات ، وسيعرض وضمن نفس التظاهرة فيلم المخرجة الفلسطينية
نجوى نجار الاول "المر والرمان" ، وهو الفيلم الذي عرض لاول مرة في الدورة
الاخيرة لمهرجان دبي السينمائي. وسيعرض افلام المخرجين جوانا حاج توما و
خليل جريح "بدي اشوف" والفيلم التسجيلي "خيام" ، ضمن برنامج " الطيف ".
كذلك سيعرض فيلم المخرج اللبناني اكرم زعتري "Nature
Morte"
ضمن عروض الأفلام القصيرة لبرنامج " الطيف ". وفيلم "SMS"
للمخرج الاردني يحيى عبد الله ضمن البرنامج نفسه.
وتبدو
نوعية وعدد الافلام المعروضة بعيدا كثيرا عن النشاط السينمائي العربي ،
وخاصة في السينما التسجيلية ، فالافلام التسجيلية مثلا والتي قدمها آخر
مهرجان عربي سينمائي لعام 2008 ، وهو مهرجان دبي السينمائي ، يصلح معظمها
للعرض في هذا المهرجان ، بسبب الاسئلة العميقة التي تقدمها تلك الافلام ،
عن الحياة وما تعنيه في هذا الجزء المضطرب من العالم ، في العقد الاول من
الالفية الجديدة.
موقع "إيلاف" في
21
يناير 2009 |