عن التعصب
الطائفي ومشكلات الفقر والفساد ونفوذه الداخلي والخارجي وحقيقة الموت
والحياة لشخصيات مطحونة تحاول مقاومة فساد يفرض عليها وشراء للعلاقات
الإنسانية وفكر المؤامرة يأتي فيلم «الوعد» تأليف وحيد حامد وبطولة محمود
ياسين وآسر ياسين وأحمد عزمي وباسم سمرة وروبي إخراج محمد ياسين.
يتناول
فيلم «الوعد» وعدا بين طرفين يعملان في عصابة، الأول «يوسف» رجل قبطي وهو
الأكبر سنا وإجراما وينتظر الموت بالسرطان، والثاني «عادل» شاب مسلم جديد
في نفس العصابة، وكلاهما لديه ماض مؤلم مع امرأة، الأول اكتشاف خيانة زوجته
مما جعله يقتل لأول مرة. والثاني: عمل أمه في الدعارة وهي نقطة الضعف التي
تسيطر عليه، ويحركه من خلالها رئيس العصابة «السحراوي» الضابط السابق ورجل
الأعمال الحالي الذي يقتل بنفس البساطة التي يهش بها ذبابة، وعلي الرغم من
ذلك نجد لديه ولعا بالخيول وخاصة فرسته المفضلة «اليمامة» التي لا مثيل لها
حتي في الخليج!! والتي يبدأ يومه دائما بتقبيل أنفها!!.
الطائفية.. قشرة واهية
من خلال
وعد يعطيه عادل ليوسف بأن يدفنه في مكان يحبه في ربوة مطلة علي البحر، ومن
خلال علاقة عادل بجرجس الشاب المسيحي الذي يعمل حانوتيا، أظهر الفيلم أن
المشكلة الطائفية قشرة واهية علي السطح ليس لها أعماق ولا تحتاج في حلها
إلا لمجرد التواصل بين المسلمين والأقباط، وربما جاء ذك لأن طرفي الفيلم
الرئيسيين «عادل» و«يوسف» كلاهما مسلم عاص وقبطي عاص، كما جاء في الفيلم
ومعترفان بأخطائهما مما جعل اعترافهما بالاختلاف في الدين أمرا ممكنا.
تشوه
إنساني
تبدأ
العلاقات الإنسانية بين أبطال الفيلم بشكل يختلف عن أساليب التعارف
التقليدية وذلك بأن يكون المال هو ثالث الطرفين وبداية الحوار، فبدأت علاقة
يوسف وعادل بعرض مادي من الأول قبله الثاني وبعدها تم التواصل الإنساني
والالتزام بالوعد وتحذير يوسف لعادل من السير في طريق السحراوي، وكذلك بدأت
علاقة عادل بجرجس بنفس الشكل بأن كان المال هو بداية الحوار وجاءت بعدها
الصداقة والتعاون لتنفيذ الوعد.
فكر
المؤامرة
يشترك
فيلم «الوعد» والفيلم السابق لنفس المؤلف «الأوله في الغرام» في وجود
مؤامرة علي البطل، وقد وجدت تلك التيمة في أكثر من فيلم في الفترة الأخيرة
مثل «كده رضا» و«الريس عمر حرب»، ولعل ذلك ينسب لغياب أغلب العقول ولوجود
حالة عامة من اليأس والاستسلام، ولتأثير الظروف السياسية التي يعيشها
مجتمعنا العربي علي المبدعين من الكتاب.
جاءت
نهاية الفيلم مفتوحة تعلن عن استمرار الصراع ووجود بديل للأشرار والأخيار،
ولكن بقي الفيلم يطرح سؤالا عمن سينتصر في هذا الصراع، خيول «اليمامة»
البرية، أم الأسود الصامتة؟!.
الأهالي المصرية في
21
يناير 2009
المهرجانات الخاصة.. سياحية أم إضافة للسينما المصرية؟
تحقيق: رانيا عبدالفتاح
تشعب دور
شركات الإنتاج السينمائي الآن ليشمل بعد الإنتاج السينمائي والتوزيع امتلاك
دور عرض لعرض أفلامها المنتجة ثم امتلاك محطة فضائية لعرضها تليفزيونيا
العرض الأول الجديد الآن هو دخول شركات الإنتاج السينمائي لمجال إقامة
مهرجان سينمائي، فطبقا لما أعلنته الصحف ستقوم شركة مصر للسينما بإقامة
مهرجان سينمائي في مدينة شرم الشيخ بميزانية قدرها 35 مليون جنيه.
يطرح هذا
الخبر عددا من الأسئلة إن كان سيوفر هذا المهرجان إضافة وتدعيما لشكل
المهرجانات المصرية علي اختلافها خاصة مع وجود دعاوي صدرت مؤخرا بحرمان
مهرجان القاهرة السينمائي من بعض الأقلام العربية؟ أم أنه سيكون منافسا
بالسلب؟ وفي جميع الأحوال كيف سيؤثر ذلك علي شكل تعامل شركة الإنتاج تلك
صاحبة المهرجان في تنافسها مع باقي شركات الإنتاج السينمائي؟ في التحقيق
التالي محاولة للإجابة.
دور محوري
الناقد
طارق الشناوي يقول: قديما أنشئ مهرجان القاهرة السينمائي عام 1976 من خلال
جمعية كتاب ونقاد السينما برئاسة كمال الملاح، وكان يعتبر حينها مهرجانا
خاصا لأنها كانت جمعية أهلية تشرف عليها وزارة الشئون الاجتماعية ولم تكن
وراءها الدولة بل كانت تساندها مثل أي جمعية أخري. هذه المرة يدخل الميدان
رجل أعمال صاحب أموال ضخمة وأنا لست ضد أن يقيم مهرجانا أو يدعم سيناريوهات
أو يقيم مسابقات بل أري أن رجال الأعمال لهم دور مهم في المسائل الثقافية
لهم دور محوري في العالم كله، المهم والفيصل هل هذا المهرجان لصالح السينما
ولصالح مصر؟ أم لنفسك ولاسمك؟ لو تراهن علي مصر والسينما هذا شيء جيد حتي
لو استفدت من ذلك لأنه بالطبع لا يمكن إلغاء الجانب الشخصي من أي منا،
أتمني أن يكون توجه المهرجان توجها فنيا وليس دعائيا بغرض تلميع صاحب رأس
المال.
مهرجان
سياحي
ويري
الناقد محمد عبدالفتاح أن أي اعتراضات توجه لمهرجان القاهرة يمكن تصحيحها
وتصويبها ويقول عن مهرجان شرم الشيخ أنه يعد فعلا أول مهرجان في العصر
الحديث يمكن تسميته مهرجانا خاصا أو أهلياً أو شركات إنتاجية أو مهرجان
شركات تليفزيون، لأن ساويرس له قناتان ويطمح في ثالثة والسؤال الآن ما
الهدف الأساسي لهذا المهرجان ولماذا يقام في شرم الشيخ؟ هل له جمهور هناك؟
من جمهوره؟ وهل هذا الجمهور هم السياح؟ هل المهرجان بغرض نشر الثقافة
السينمائية بين المواطنين؟ إن شرم الشيخ ليس بها عدد كبير من الناس إلا إذا
كان سيقام من أجل السياحة أو من أجل جمهور غير مصري لأن هدف نشر الثقافة
السينمائية لا يمكن تحقيقه حينها.. ولو تكلمنا عن الصورة العامة سيضعنا هذا
أمام سؤال مهم هل هذا المهرجان نوع من التنافس مع مهرجان القاهرة السينمائي
وضربه وسحب الاعتراف العالمي منه علما بأن اتحاد المنتجين العالميين لا
يعطي مهرجانين صفة الدولية في دولة واحدة فهل نتحجج بأن هناك أخطاء في
مهرجان القاهرة لأخذ الاعتراف العالمي منه؟ أم هو منافس وسيشارك فيه وفي
مهرجان القاهرة الدول نفسها في هذه الحالة لا مانع لكن هل سيكون التنافس في
البذخ الإعلامي والمبالغة في الدفع للنجوم؟ هناك أسئلة مطلوب الإجابة عنها
قبل الترحيب وهناك ملاحظة أنه لا يوجد سوي هذا العام فقط ملامح لتدخل وزارة
الثقافة الآن وهي ظهرت في الصورة وبالتالي جاء هذا المهرجان يمثل إضافة
لنرحب به لا أن يكون منافسا بديلا لأخذ الاعتراف العالمي منها، إن الهدف من
مهرجان شرم الشيخ سحب المهرجان ونقله وجمهور السينما الحقيقي في القاهرة
وأي مكان آخر سيكون لإضاعة الوقت والبعد عن نشر الثقافة السينمائية لذا
لابد من التفكير في هدف إقامته.
القصور
الحكومي
ويقول
الكاتب أسامة أنور عكاشة إن كل المهرجانات في جميع أنحاء العالم قطاع خاص
فلا مهرجان كان يتبع الحكومة ولا برلين ولا الأوسكار من الممكن أن يتفادي
المهرجان الجديد نواحي القصور الحكومي من حيث الإشراف والإعداد والتنظيم
وعندما يأتي منتج ويقيم مهرجانا نرحب به ويكون الحكم عليه بعد أن يقام
المهرجان فليس عيبا أن يقيم القطاع الخاص مهرجانا، فأحيانا مهرجان الدولة
يفشل في السينما أو التليفزيون ويكون علي غير المستوي المطلوب.
وعندما
يأتي منتج ويقيم مهرجان لأول مرة لو جاء مبشرا نقول له أهلا وسهلا ولو جاء
به عيوب نقول له أوقف الهزل لو كان به هزل.
بيزنس
المهرجانات
ويري
المخرج محمد كامل القليوبي أن إقامة مهرجان شيء طبيعي ففرنسا مثلا بها 5000
مهرجان وبالنسبة لمهرجان القاهرة لابد من دعمه أكثر لأن فيه شيئا مهما أنه
المهرجان الإقليمي الوحيد المعترف به دوليا وكان هذا الامتياز له أهمية
قديما إنما الآن يوجد بيزنس المهرجانات والتنافس فيها شديد وما لا نعرفه أن
المهرجانات تقام أساسا ليس حبا في السينما وإنما أساس قيامها هو السوق،
وهذا في الدنيا كلها من أجل تسويق الأفلام، وما نفعله ليس كذلك، نحن نقيم
المهرجان كخدمة ثقافية من الحكومة وهذا غير حقيقي فجميع مهرجانات الدنيا
أساسها السوق ولو قامت شركات الإنتاج بعمل مهرجان واستطاعت الإتيان بأفلام
جيدة وتسويقها سيكون ذلك شيئاً جيدا.
إن
التفكير في هذه الفكرة في حد ذاتها يعني أنهم ينوون عمل أفلام مختلف ترقي
للعرض في مهرجان وليس من المعقول أن يقام مهرجان دولي لعرض أفلام دون
المستوي وأنا أرحب بهذا المهرجان طالما أنه ليس مهرجانا صهيونيا وإسرائيليا
ولا يعمل دعاية عنصرية ضد العرب.
يحرك
الماء الراكد
ويقول
الناقد محمود قاسم: إن هذا المهرجان سيحرك الماء الراكد ومهرجان القاهرة
سيعامل باعتباره مهرجانا كبيرا وسوف يتضح ذلك حينها إن كان كبيرا بالمال أم
القدر وهم سوف يأخذون فريق عمل مهرجان القاهرة في المهرجان وقديما حدث شيء
مشابه لذلك عندما ظهر حزب مصر أنشأ السادات الحزب الوطني والجميع جري وراءه
لأنه المضمون فالجميع يعمل مع المضمون: السلطة أو المال أو الاثنين معا وهم
معهم المال ويمكنهم إنشاء سلطة وهذا المهرجان سوف يغير من آلية المهرجانات
ليس في مصر فقط ولكن في العالم العربي أيضا.
الأهالي المصرية في
21
يناير 2009 |