رقيب أردوغان يطفئ شعلة للفن السابع
«إسطنبول
السينمائى».. فى ظلال الاستبداد
رسالة إسطنبول من : سيد عبد المجيد
كان واضحا أن ثمة غيوما اطلت على مهرجان إسطنبول السينمائى هذا
العام ، صحيح دخلت إحدى قاعات المركز الثقافى الفرنسى الكائن بشارع
استقلال الشهير بميدان تقسيم ، ضمن دور العرض التى استضافت أفلام
الدورة الرابعة والثلاثين للمهرجان
.
لكن فى المقابل حجبت أكثر من شاشة لدواعى ضغط النفقات ، ولم يكن
تفسير الأمر عسيرا ، فرغم الجهود التى يبذلها القائمون على «وقف
الفنون» الذى
يشرف على الحدث الفنى الأهم فى عموم الأناضول ، بإبتكار آليات
وطرائق لإضافة موارد للفاعليات التى تمتد لأسبوعين وفى نفس الوقت
تتجنب المساس بقدر الإمكان بقيمة تذاكر المشاهدة حتى لا يحد من
إقبال عشاق الفن السابع وهم للإنصاف كثر ويزدادون عاما بعد آخر ،
إلا أن تهاوى «الليرة» العملة
الوطنية أمام الدولار لاشك أنه أضاف أعباءا جمة لم تكن متوقعة
.
لكن يبدو أن هذا لم يكن سوى جانب واحد فقط أخفى جوانب اخرى شديدة
التعقيد، فالمهيمنون على السلطة ، التى يحكمها حزب العدالة
والتنمية منفردا منذ ثلاثة عشرة سنة، بدت نظرتهم لكل أشكال الفن
والفكر، يشوبها غموض رغم إدعائهم باحترامهم للإبداع والمبدعين
كافة ، غير أن هذا لا يعدو كونه شكلا فقط أمام الكاميرات ، بيد أن
الجوهر شديد الإنغلاق والسلطوية ، يتربص وبإصرار لكل من لهم رؤية
مغايرة ، من بين هؤلاء نورى بلجى جيلان فرغم أن الأخير حصد لبلاده
أربع جوائز من مهرجان كان ، آخرها السعفة الكبرى لفيلمه «الشتاء
النائم» العام
الماضى إضافة إلى منافسته على جائزة أحسن أوسكار لعمل أجنبى ، إلا
أنه نادرا ما يطل على شاشات الفضائيات الرئيسية ، لأنه ببساطة
مغضوب عليه عقابا له لانتقاداته المستمرة ووصفه للنظام
بالديكتاتوري.
واردوغان نفسه دائما ما تفضحه آراؤه حينما يتصدى لاشكال التعبير
والتى لا يطيقها طالما لا تمدحه وتغدق بالثناء عليه وبطبيعة الحال
انتقل هذا الفيروس المعادى إلى بصاصينه واعلامه مرئى ومقروء الذين
باتوا على قناعة أن مجمل النقاشات الفكرية بما فيها التى تحدث خلال
ليالى المهرجان ما هى إلا تحريض على الدولة ورموزها وتحريضات ضدهم
، وهذا قد لا يكون صحيحا، فالاحاديث التى تدور عقب العروض غالبا ما
تنصب على مضمون الشرائط المشاركة ويصادف أنها قد تتصدى إلى قضايا
الفساد وغياب الديمقراطية، وهو ما يتم تأويله من قبل مداحى النظام
الاردوغانى على أنه إنتقادات لاهل الحكم ، فتبا لهم إذن ولابد من
وقفه حاسمة.
وهكذا اتخذ القرار فقط كان انتظار القشة التى من خلالها سيكون
الانقضاض على المهرجان ، وفى سابقة شاذة ومع مستهل الاسبوع الثانى
من أيامه، دخل الرقيب بمقصه ومنع فيلم »الشمال» لمخرجيه
تشايان ديميريل وآرطغرول مافى أوغلو ، بحجة أنه لم يحصل على ترخيص،
وكان هذا كفيلا بإحداث زلزال أفقد الإحتفالية رونقها ، خاصة وان
الحجب جاء قبل ساعات ثلاث من التنويه بعرضه وهو ما أربك جدول
الافلام ، إضافة إلى ذلك أن الفيلم كان واحدا من ثلاثة أعمال ستعرض
خارج المسابقة الدولية ، وهو ما جعل عزيزة تان مديرة المهرجان أن
تصف الحاصل بالتعسف وبالتوازى اعلن الاتحاد الدولى للنقاد
السينمائيين إلغاء مشاركته فى لجنة التحكيم وانتهى المهرجان دون
حفل ختامي.
وكان يفترض أن يكون إهتمام ميديا الخارج منصبا على الافكار
والمضامين التى حملتها الشرائط السينمائية إلا أن وقائع التدخل
الحكومى الفج بات هو العنوان الرئيسى لها ، وإستشرافا للغد طرحت
علامات إستفهام حول مستقبل المهرجان وهل يمكن أن يستمر فى ظل
استبداد العدالة والتنمية؟
ذكرى تحرير سيناء.. وأفلام البطولات
محمد مختار أبو دياب
تحتفل مصر هذه الأيام بعيد تحرير سيناء الذى استردت خلاله أرض
سيناء بالكامل بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها
،باستثناء مدينة طابا التى استردت لاحقا بالتحكيم الدولى فى عام
1989، ومع الاحتفال يعود التساؤل عن السبب الحقيقى فى قله عدد
الأفلام التى تم إنتاجها بالرغم من أهمية الحدث الذى كشف عن بطولة
الجيش المصرى الذى هزم إسرائيل فى 6 ساعات وحطم أسطورة الجيش الذى
لا يقهر، ومتى يتم إنتاج أفلام تعبر عن هذا الحدث الكبير وتكشف عن
بطولات الجيش المصرى التى أذهلت العالم ؟ وتعلم الأجيال الجديدة
معنى الانتماء والوطنية الأهرام حرصت على مشاركة الشعب الاحتفال
ومناقشة القضية مع عدد من صناع السينما.
تكاليف باهظة
فى البداية أكد المخرج محمد راضى أن انتاج الأفلام الحربية يحتاج
لتكاليف باهظة جدا يفوق قدرات بعض المنتجين الذين يتمتعون بحس وطنى
عال تجاه بلدهم ولديهم إصرار كبير على تقديم أعمال سينمائية تعبر
عن بطولات الجيش المصرى خلال الحروب التى خاضها وأبرزها حرب أكتوبر
المجيدة، مشيرا إلى أن قدرات هولاء المنتجين ضعيفة ولا تساعدهم على
انتاج مثل هذه الأفلام ، أضف إلى ذلك أن العائد المادى لها يكون
محدودا لذلك فالمطلوب من الدولة متمثلة فى وزارات الثقافة والشباب
والتربية والتعليم والتعليم العالى .. إلخ المساهمة فى انتاج مثل
هذه الافلام المهمة والتى تساهم بشكل كبير فى تشكيل وجدان الشعب
المصرى، وأشاد راضى بقرار إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة
بتقديم الدعم والمساعدة لأى منتج يتقدم لها بمشروع إنتاج فيلم وطنى
عن حرب أكتوبر حيث تساهم بالمعدات والذخائر المطلوبة حتى يظهر
الفيلم بصورة مشرفة كفن سينمائى معبر عن هذه الملاحم البطولية فى
تاريخ الشعب المصرى وأوضح راضى قائلا: لقد
تحملت مسئولية إنتاج عدد من الأفلام الهامة التى تكشف الملاحم
البطولية للجندى المصرى ومنها فيلما«أبناء
الصمت» و«العمر
لحظة» بالإضافة
لحائط البطولات والذى سوف يعرض قريبا بدور العرض، كما أنتجت فيلم «فتاة
من إسرائيل» من
اخراج ايهاب راضى وهو فيلم ضد التطبيع مع الكيان الصهيونى ويكشف
خطايا اسرائيل والمجازر التى ارتكبتها فى حق الشعبين المصرى
والفلسطينى وأردف قائلا أقوم حاليا بالتجهيز لفيلمين هما المحارب
الاخير من اخراج ايهاب راضى حيث يتم حاليا الاعداد للتصوير واختيار
الأبطال ، والفيلم الثانى هو أيام المجد من انتاج الدكتور عادل
حسنى وسيناريو وحوار الكاتب الكبير مجيد طوبيا ومن اخراجى والجيش
سيقوم بإمدادنا بجميع المعدات العسكرية حتى يخرج الفيلمان بصورة
مشرفة تعبر عن البطولات المصرية
تراكم الخبرة والموهوبين
واكد الفنان الكبير محمود ياسين أن كل زمن له معايير وحسابات
تصنعها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولا
يوجد نشاط انسانى وسينمائى يلمع ويتطور مالم يوجد فى ذات الوقت
مناخ يساهم فى تطوير نشاط صناعة كبيرة مثل صناعة السينما، وأضاف
ياسين أن مثل هذه الأعمال تحتاج لتراكم خبراتى كبير وموهوبين
ومتخصصين فى كافة مجالات العمل من تصوير وتمثيل وإخراج وديكور
وعندما نتحدث عن مصر التى يوجد بها أكاديميات فريدة ومتميزة تقدم
نشاطات مختلفة مثل المعهد العالى للمسرح والمعهد العالى للسينما
والذين تخرج منهما مجموعة متميزة فى كل عناصر الابداع، فنحن نتحدث
عن الدولة التى تمتلك كل المقدرات من استديوهات وامكانات تستطيع من
خلالها دعم هذه الافلام بشكل جيد ، والحقيقة أنه كان هناك زمن
الصناعة لها محدوديتها فكنا نتحدث عن عدد ما يمكن انجازه من أفلام
وطنية وهذه الصناعة عانت كثيرا خاصة فى الزمن الحالى لأن الدولة
أصبحت غير مسئولة عن هذه الصناعة وأصبح السوق هو الذى يتحكم فيها،
وعلى سبيل المثال فى حرب الاستنزاف كان لدينا رصيد خبراتى قليل
وبعد حرب أكتوبر تم عمل أفلام محدودة عكس الدول الاخرى التى خاضت
حروبا كثيرة كما أن لديها أسواقا عالمية نحن لا نقارن بها ويعود
ذلك لأن المسألة لها صعوبة اقتصادية للصناعة التى تأرجحت بين
القطاعين العام والخاص وفى النهاية الأمر فى يد الدولة بحيث يتم
تنشيط الركائز الأساسية لإنتاج مثل هذه النوعية من الأفلام الوطنية
لأنه لا يمكن عزل الصناعة عن الحالة الاقتصادية للدولة لأن السينما
صناعة صعبة وتحتاج لركائز رأسمالية ضخمة وعملاقة لذلك يجب فى مثل
هذه الأمور أن يكون هناك مساعدة من الدولة وأكد محسن ويفى رئيس
جمعية نقاد السينما أن ضعف الإمكانيات ليس العائق فى عمل أفلام
تعبر عن نصر أكتوبر ولكن السينما تعاملت مع هذه الأفلام كما تتعامل
مع الظواهر وقت حدوثها وبالرغم من أهمية حرب أكتوبر للشعب
والجيش المصرى فإن السينما تعاملت معها على أنها جريمة بمعنى أن
الأفلام يوجد بها الخير والشر وفى النهاية ينتصر الخير وقد يتخلل
الفيلم بعض الأغانى التى تعبر عن الحدث وأضاف ويفى أن السينما لم
تتعامل مع هذه الحرب بعظمتها وسياقها الاجتماعى والسياسى وما قبلها
حيث كان هناك حركة طلابية نادت بخوض المعركة وتحرير الأرض ولم
تتطرق إليه السينما بشكل قوى وتم تفريغها من مضمونها العظيم وأشار
ويفى إلى أنه من الممكن أن يتم عمل أعمال جديدة وليس شرطا أن يتم
العمل على طريقة هوليوود ولكن الأهم أن يتم التعامل معه فى سياق
إجتماعى وسياسى خاص وأن تكون قادرة على كشف خصوصية هذه الحرب وكما
قلت إذا كانت إمكانات السينما المصرية ضعيفة وغير قادرة على كشف
خصوصية الحرب فيجب عدم التوقف والعمل على إنتاج الأفلام بما نمتلكه
من قدرات مالية وفنية مثلما حدث مع فيلمى «أغنية
على الممر» و«أبناء
الصمت» واللذين
نجحا فى القدرة على كشف خصوصية الحرب بالرغم من تكلفتهما الإنتاجية
القليلة
الدولة ودعم الانتاج
وكشف المخرج على عبدالخالق أنه من أكثر المخرجين الذين أخرجوا
أفلاما عن الحرب ومنها أغنية على الممر و «إعدام
ميت» مؤكدا
أن هناك بالفعل تقصيرا كبيرا فى تقديم أعمال تعبر عن نصر أكتوبر
وأضاف عبد الخالق أنه يجب على الدولة أن تتولى بنفسها إنتاج ودعم
مثل هذه الأفلام الوطنية التى تحتاج لإمكانيات عالية قد لا يتحملها
منتج القطاع الخاص الذى يبحث عن الربح
.
فى مهرجان بكين
القصة الإنسانية تحطم أسطورة الإنتاج الكبير
رسالة بكين- سـامى القمحـاوى:
وسط منافسة شديدة من أفلام الإنتاج الضخم، التى تكلفت ملايين
الدولارات، والأعمال الملحمية التى استغرق إنجازها شهورا طويلة،
أعاد مهرجان بكين السينمائى الدولى فى دورته الخامسة الاعتبار
للقصة الإنسانية البسيطة، بحصول المخرج وكاتب السيناريو المكسيكى
الشاب برناردو أليرانو على جائزة أفضل فيلم عن فيلمه «بداية الوقت».
الفيلم الذى كتبه وأخرجه أليرانو (34) عاما
ويروى قصة الزوجين المسنين أنطونيو وبيرثا، اللذين يتعرضان لأوقات
عصيبة بعد وقف معاش الضمان الاجتماعى عنهما، ويضطران للدخول إلى
عالم الجريمة من باب الحاجة، نجح فى الفوز بجائزة أفضل فيلم من بين
930 فيلما تمثل 90 دولة تنافست على جوائز المهرجان المسماة»تيانتان« أو (المعبد
السماوى)،
والمقسمة إلى 10 فئات، منها 122 فيلما صينيا، و808 أفلام أجنبية،
وهو ما يعيد التأكيد على أن القصة الإنسانية مازالت تحظى بمكانة
خاصة فى عالم الإبداع السينمائى.
وإلى جانب الفيلم المكسيكى استطاع 14 فيلما آخر أن تحصد جوائز
الدورة الخامسة لمهرجان بكين السينمائى الدولى، حيث فاز الفرنسى
جان جاك أنووى بجائزة أفضل مخرج، عن الفيلم الملحمى (رمز
الذئب)،
وهو إنتاج صينى-فرنسى
مشترك تكلف 40 مليون دولار أمريكى، والذى حصل أيضا على جائزة أفضل
مؤثرات بصرية، ويتناول قصة طالب صينى يتم إرساله للعيش مع الرعاة
الرحل فى منطقة منغوليا الداخلية.
كما فاز آرتيم تسيبين بجائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم (ليلة
بيضاء.. بيضاء)،
وحصلت يوليا بيريسيلد على جائزة أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم (المعركة
من أجل سيفاستوبول).
الأفلام التى حصدت جوائز مهرجان بكين فى دورته الخامسة تنتمى إلى
13 دولة، فبالإضافة إلى المكسيك صاحبة أفضل فيلم، هناك فيلمان
للصين، ومثلهما لروسيا، وفيلم واحد لكل من الولايات المتحدة
الأمريكية والهند وإيران وكولومبيا واليابان وإيطاليا وكوريا
الجنوبية وجمهورية التشيك والنمسا وبريطانيا، وهو ما يعنى أن
المهرجان قطع شوطا كبيرا فى تدشين اسمه بين المهرجانات العالمية
الكبيرة.
وقد كان واضحا منذ حفل الافتتاح أن الدورة الخامسة لمهرجان بكين
السينمائى الدولى ستحقق نجاحا كبيرا فى التحليق نحو العالمية،
فالمهرجان الحديث نسبيا، حيث بدأ دورته الأولى عام 2010، استطاع أن
يجذب هذا العام ألف نجم سينمائى ينتمون لـ50 دولة للمشاركة فى
الافتتاح بمركز يانتشيهو الدولى للمؤتمرات والمعارض بإحدى ضواحى
العاصمة الصينية بكين يوم 16 من ابريل، وكان على رأسهم النجم
الأمريكى أرنولد شوارزنيجر، الذى لقى استقبالا أسطوريا من الجمهور
الصينى ووسائل الإعلام العالمية، التى كانت تغطى الحدث، كما كان
لحضور النجم جاكى شان، ومشاركته فى توزيع الجوائز دور فى تركيز
وسائل الإعلام العالمية على المهرجان.
ومن بين أسباب الدفعة التى تلقاها مهرجان بكين السينمائى الدولى
هذا العام اختيار المنظمين للمنتج الإيطالى ماركو مولر ليكون كبير
مستشارى المهرجان، الذى يتمتع بخبرة كبيرة فى مجال تنظيم مهرجانات
السينما، حيث سبق وترأس مهرجانى فينيسيا (البندقية) وروما
السينمائيين.
كما أعطى ترأس المخرج الفرنسى لوك بيسون للجنة تحكيم المسابقة
الرسمية للمهرجان زخما كبيرا، خصوصا مع عضوية المخرج الروسى فيدور
بوندارتشوك، ومخرج هونج كونج بيتر تشان، وكاتب السيناريو الأمريكى
روبرت مارك كامن.
الدورة الخامسة لمهرجان بكين السينمائى الدولى لم تقتصر على مسابقة
الأفلام، حيث شهدت تنظيم المنتدى السينمائى، إلى جانب سوق الأفلام،
الذى شهد مشاركة واسعة فى هذه الدورة، حيث شاركت 140 شركة أفلام
أجنبية فى معرض ترويج الاستثمار تنتمى لـ25 دولة، بما فى ذلك شركات
من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وألمانيا وروسيا، وتم
توقيع الكثير من اتفاقيات تصوير أفلام بين الصين ودول أخرى، فتم
توقيع 36 مشروعا وصلت قيمتها إلى أكثر من 2.2 مليار دولار أمريكى،
بزيادة 32% عن الدورة السابقة للمهرجان.
هذه العقود تعنى انتعاشا لصناعة السينما الصينية، التى ينقصها
الانتشار عالميا، وكانت تحتاج بشدة إلى التفاعل مع السينما
العالمية، وهى الآن تتخذ من الإنتاج المشترك طريقا لتحقيق هذا
الهدف، وذلك فى وقت حققت فيه عائدات عرض الأفلام السينمائية فى
الصين طفرة العام الماضى، حيث زادت بنسبة 34%، لتصل إلى 4.8 مليار
دولار، حسب جمعية الفيلم الأمريكى، وهو ما يضعها فى المركز الثالث
فى قائمة أكبر أسواق للأفلام بعد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
خالد صالح فى الأصل حلوانى
كتب: عصام سعد
مع مرور الزمن يكتشف انه كان يمهد لا شعوريا لتلك الموهبة لكى
تتفجر وتعلن عن نفسها فى توقيت محدد لا يعلمه احد غير الله
.
هكذا كان خالد صالح الذى كثيرا ما كان يترك مدرسته وهو فى سن مبكرة
ليتأمل وجوه البشر فكان يقف امام محطة الباشا بشارع المنيل يتابع
الناس وهى تمشى فى الشارع ليترقبهم جيدا ودون ان يدرى يجمع لنفسه
مخزونا ابداعيا اصبح مع الزمن هو ذاكرته الابداعية
..
هكذا قال الناقد طارق الشناوى فى كتابه «خالد
صالح فى الاصل حلواني» الذى
ألفه وأصدره مهرجان الاقصر للسينما الافريقية فى دورته الرابعة
ايمانا بالدور الذى قام به الفنان الراحل خالد صالح فى مؤسسة شباب
الفنانين المستقلين ومهرجان الاقصر الافريقى الذى تقيمه المؤسسة
..
يتناول فيه طارق الشناوى قصة حياة الفنان الراحل بداية من عمله
بمسرح الهواة فى مطلع حياته الفنية مرورا بالمشهد الذى قدمه بفيلم «محامى
خلع» مع
الفنان هانى رمزى حتى صعوده للقمة من خلال اخر ادواره بفيلم «الجزيرة2» .
يتضمن الكتاب عددا من المقالات تصل الى 18 مقالاً عن افلام خالد
صالح تحت عنوان «خالد
وكيف رأيته سينمائيا ؟» واشار
فيها الشناوى كيف كان خالد يحاول دائما ان يثبت نفسه من خلال
الادوار الصغيرة او المساحات الضيقة التى وجد فيها سينمائيا الى ان
كبرت هذه المساحة وخالد يزداد معها حضورا ووهجا
.
ويتضمن الكتاب ايضا جزءاً آخر يحمل عنوان «قالوا
عن خالد» يحمل
مجموعة من المقالات التى كتبها النقاد والصحفيون عن خالد صالح ،
وكذلك جزءا يحمل عنوان«خالد
صالح فى حالة فضفضة» يتضمن
لقاءه مع الاعلامية منى الشاذلى فى حديث خاص , وايضا
جزءا يحمل عنوان «خالد
صالح مشوار وعلامات» والجزء
الاخير عبارة عن ألبوم صور.
الأجنبى فى الأدب والسينما لص وجاسوس!
في الوقت الذي يغضب فيه العرب من صورتهم في أفلام عاصمة السينما
الأمريكية "هوليوود"، ويتهمون اليهود بتعمد تشويه تلك الصورة من
خلال سيطرتهم على الإنتاج والتوزيع السينمائي. تقدم الرواية
والسينما العربية الرجل الغربي بصورة سلبية للغاية، تعمد فيها الى
كثير من التعميم. هذا ما يناقشه الكاتب الصحفي والروائي محمد رفعت،
في كتابه الصادر مؤخراً عن دار المعارف بعنوان "الآخر بين الرواية
والشاشة"، لافتاً إلى أن معظم الأفلام المصرية التي تعرضت لصورة
"الآخر" أو "الخواجة"، قدمته باعتباره إما جاسوساً أو عميلاً أو
طابورا خامسا لإسرائيل وأذنابها، أو متآمرا على العرب، أما المرأة
الأجنبية "الخواجاية"، فهي إما جاسوسة هي الأخرى أو ساقطة ومنحرفة.
ولم يخرج من تلك الدائرة سوى بعض الأفلام القليلة التي أنصفت
المرأة الغربية، ومعظمها مأخوذ عن روايات أدبية لأدباء عظام تعلموا
في أوروبا وتزوجوا أجنبيات، مثل طه حسين في رائعته "الأيام"، أو
توفيق الحكيم في عصفور من الشرق، أو يحي حقي في "قنديل ام هاشم".
ويقول "رفعت" - في مقدمة كتابه - إن هذا الشعور المتبادل بالترصد
والتربص من هنا وهناك، يختلط ويتقاطع أحيانا مع شعور آخر بالانبهار
بالحضارة الغربية ومحاولة التمسح فيها والانضمام إليها، وهو
بالتأكيد إحساس متناقض يؤدى إلى مزيد من اللبس والارتباك داخل
العقلية العربية فى نظرتها للغرب، ويقابله من الناحية الأخرى جهل
شديد بحقيقة ما وصلت إليه المجتمعات العربية من تقدم ونضوج فكرى
وثقافى لا يقارن على الإطلاق بالصورة الظالمة التى يتصورنا عليها
معظم الغربيين الذين يظنون أننا مازلنا بدواً نعيش فى الصحراء
ونمتطى الجمال، وهى النظرة التى تكملها نظرة أخرى رسمية حكومية
سائدة منذ انهيار الاستعمار التقليدى، ويتعامل فيها الغرب مع العرب
بدرجة عالية من التعالى والسلطوية وازدواج المعايير والانحياز
التام لإسرائيل، سواء بدافع المصلحة، أو بدافع الاعتقاد بأنها واحة
الديمقراطية الوحيدة وسط شرق أوسط متخلف ومستبد.
وبرغم أن الأدبيات العربية حفلت بمناقشات ودراسات حول رؤية الآخر
لنا، أو بمعني أصح صورة الشرق في أدبيات الغرب، سواء من خلال
الدراسات الاستشراقية، أو كتابات الرحالة، أو الأعمال الأدبية التي
كان الشرق مسرحا لأحداثها، فإن رؤية الشرقي للغرب وعلاقته به
والمتغيرات التي طرأت علي هذه الرؤي لم تحظ بنفس القدر من الدراسة
والاهتمام سواء علي المستوي الثقافي أو الاعلامي.
والكاتب الصحافي محمد رفعت، يشغل موقع نائب رئيس تحرير مجلة
أكتوبر، وصدر له من قبل روايتا "رقصة اللبلاب" و"امرأة غير قابلة
للكسر"، وديوان شعر بعنوان "جرِّب أن تفقد ذاكرتك"، وكتابا
"محاورات المصريين" و"من قتل إبراهيم الفقي"، وله تحت الطبع كتاب
بعنوان "المصريون في الخليج. الحياة داخل الكرتونة".
- الكتاب: الآخر بين الرواية والشاشة
- المؤلف: محمد رفعت
- الناشر: دار المعارف 2015 |