«بتوقيت القاهرة» .. مفاجأة سارة فى موسم سينمائى قوى
محمود عبدالشكور
كان فيلم «بتوقيت القاهرة» من تأليف وإخراج أمير رمسيس أحد الأفلام
التى رشحتها للمشاهدة فى عام 2015 رغم أننى لم أكن قد شاهدته بعد،
اعتمدت فى الترشيح على عودة عدة نجوم للمشاركة بحماس فى عمل
سينمائى، أتحدث تحديدا عن نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبرى، كما
اعتمدت على موهبة مخرجه الذى عاد إلى السينما، بعد تجارب روائية
مضطربة، من نافذة السينما الوثائقية، فقدم لنا جزءين من فيلم
بعنوان «عن يهود مصر». بعد مشاهدة «بتوقيت القاهرة» أصبحت أكثر
حماسا لكى أدعوكم حتى تتفاعلون مع أحد أفضل أفلام الموسم الجديد
القوى، يرسم الفيلم ملامح شخصيات مكتملة تحاول أن تكتشف نفسها وأن
تكتشف الآخر، ويدين الفيلم التعصب والخوف وانعدام المشاعر
الإنسانية، ويقدم تحية عذبة لفن السينما والغناء، الفيلم بأكمله
أهداه أمير رمسيس للغائبة الحاضرة دائما شادية.
لدينا ثلاثة خطوط درامية، وثلاثة قصص نكتشف فى النهاية أنها يمكن
أن تتقاطع، تمثل القصص رحلات بحث بين الإسكندرية والقاهرة، وزمن
الأحداث يوم واحد فقط، فى القصة الأولى يهرب مريض الزهايمر (نور
الشريف) من البيت تحت وطأة إساءة معاملة ابنه له، وجريا وراء حلم
بأن يعرف صاحبة صورة لا يتذكر عنها سوى أنها لعبت دورا مهمًا فى
حياته، تقوده المصادفة لكى يلتقى بشاب يقوم بترويج المخدرات (شريف
رمزى)، هارب هو أيضا من مطاردة العصابة التى يعمل معها، بعد أن ترك
حقيبة المخدرات خوفا من كمين الشرطة، القصة الثانية عن ممثلة
معتزلة (ميرفت أمين) تلجأ إلى صديقها الممثل المعتزل (سمير صبرى)
لسبب عجيب، إنها تريد منه أن يطلقها لأنها ظهرت معه كزوجة فى بعض
الأفلام، الممثلة تعتقد بناء على رأى خطيبها الجديد المتزمت دينيا
أن زواج التمثيل حقيقة، عبثا يقنعها الممثل بخطأ رأيها، خاصة أنه
أصلا مسيحى، ولكن بلا جدوى، أما القصة الثالثة فهى عن شاب (كريم
قاسم) يحاول أن ينفرد بحبيبته (آيتن عامر) فى شقة صديقه، ولكنها
تعانى من قلق ومخاوف بلا حدود نتيجة تحذيرات أسرتها، وصراعها بين
ما تربّت عليه، وبين ما تريده، كل نموذج يبحث ثم يكتشف نفسه،
والحكايات تتقاطع فى النهاية، فالفتاة التى تلعب دورها آيتن عامر
سنكتشف أنها ابنة الممثلة المعتزلة ، ومريض الزهايمر سيتعرف على
حبيبة العمر ، وهى أيضا الممثلة المعتزلة. هناك أداء رفيع المستوى
من معظم الممثلين بالذات نور الشريف وسمير صبرى فى اثنين من أفضل
أدوراهما، كما تميز شريف رمزى وكذلك آيتن عامر فى دورهما الصعب،
وقدمت كندة علوش دورا مختلفا رغم مشاهدها القليلة. «بتوقيت
القاهرة» فيلم سيعيش طويلا فى ذاكرة السينما المصرية، ذلك أنه يشهد
على سخافات عصره، ويدينها، ويسخر بذكاء من التزمت وانعدام المشاعر
والأحاسيس.
«مصر قريبة»..هل يعيد فن الأوبريت الغنائى؟!
مروة علاء الدين
أثار الأوبريت الغنائى «مصر قريبة» إعجاب الكثيرين، فيما هاجمه
آخرون..فهل يعيد هذا العمل فن الأوبريت من جديد، أم أنه يرتبط فقط
بالمناسبة التى صنع من أجلها؟
وتعتمد فكرة الاوبريت على وصول مواطن خليجى لمصر والترحيب الذى
يلقاه، حيث يقوم فنان مصرى بدور كل النوعيات التى من المحتمل أن
يقابلها المواطن الخليجى .
«مصر قريبة» من كلمات نصر الدين ناجى لحن وتوزيع أحمد فرحات، إخراج
تامر مهدى، وقد شارك بالغناء فيه كل من (محمد منير - أنغام - بندر
سعد - فايز السعيد - بلقيس - نوال) ومن المشاركين فيه كضيوف شرف
(محمد هنيدى، ويوسف الشريف، ولطفى لبيب، وشريف منير عمرو يوسف وحسن
الرداد، وسوسن بدر، وماجد المصرى، وكندة علوش، وصلاح عبد الله،
وصبرى عبد المنعم).
والأوبريت، حقق حين تم طرحه على الانترنت أكثر من ربع مليون مشاهدة
فى 12 ساعة فقط.
فى البداية يجيب هيثم الحضرمى، وهو موسيقى يمنى مقيم فى مصر عن
السؤال فيقول: «الاوبريت جميل ورائع وخاصة عندما يغنى الفنانون
الخليجون لونا خليجيا بحتًا، واللحن رائع والتحول من الجو المصرى
للخليجى كان رائعا ومدروسا».
ويضيف الحضرمى:«العمل كان عظيما من الناحية السياسية، لأنه يحاول
استعادة التلاحم العربى من جديد، بعد التمزق الذى حدث بسبب ثورات
الربيع العربى، ويذكرنا بالأوبريت الخالد «الحلم العربى» والذى تم
تقديمه منذ سنوات، من ألحان الموسيقار حلمى بكر وتوزيع حميد
الشاعرى، وكلمات الدكتور مدحت العدل، وغناء عدد من نجوم ونجمات
الغناء العرب».
وأكد الموسيقى اليمنى أن الأوبريت الجديد يوطد العلاقة بين الشعوب
العربية، ويبرز جمال شوارع مصر، متمنيا ان يكون اهتمام الفن بتكريس
الحب بين الشعوب, وأن يقدم رسالة سلام ويسهم فى عودة الانتماء
والحب بين العرب.
من جانبها، أشادت الفنانة وفاء سالم بالاوبريت.. ووصفته بأنه عمل
فنى رائع على كل المستويات، مؤكدة أن جميع من شاركوا فى ذلك
الأوبريت يستحقون التحية والثناء فهو انتاج مشرف لايهدف للرخص بل
للارتقاء بالذوق العام .
اما عن الانتقادات التى وجهت للعمل فأوضحت أن الرد على تلك
الانتقادات الفارغة يكون بأعمال قوية تؤكد على دور مصر الحضارى
والسياحى .
أما بهاء طلبة، وهو موسيقى وعضو فرقة الورشة المسرحية، فيعترض على
الأماكن التى تم اختيارها لتصوير الأوبريت، قائلاً: عندى سؤال مهم
.. هو احنا مبقاش عندنا آثار ؟!.. وهل السياحة فى مصر مجرد قهاوى
ومراكب على النيل وموتوسيكلات وبنات تبيع الورود؟».
وقال طلبة إن مصر بها العديد من الأماكن الجميلة بخلاف العاصمة
والنيل فهناك ( النوبة وأسوان والأقصر وأماكن أخرى كثير رائعة،
وآثارنا متنوعة ومختلفة وهذا هو سر تميزنا عن الآخرين .
أما عن كلمات الأوبريت، فيرى أن كلماته تتكرر واوبريت بهذا الحجم
كان يلزم أن تتم كتابته بطريقة محترفة اكتر من ذلك، لافتاً إلى أن
موسيقى الأوبريت ليس لها علاقة بمصر والموسيقى الخليجى واضحة أكثر
بكثير من الموسيقى المصرية.
مجانين الفن..أطباء وأساتذة جامعة ومديرة بنك
محمد رفعت
مغناطيس الفن يجذب الموهوبين من كل مجال، فيتركون مراكزهم المرموقة
من أجل سحر الوقوف أمام الكاميرا، وبعضهم كانوا مسئولين وأطباء
كبار والكثير منهم يحمل درجة الدكتوراة، ومن أحدث أصحاب المناصب
اللاحقين بقطار الفن السريع، الممثلة ومديرة البنك السابقة ليلى عز
العرب، والتى تألقت واشتهرت مؤخرا وبرزت فى العديد من الأدوار فى
رمضان الماضى، وخاصة دورها فى مسلسل «سجن النساء» والجزء الرابع من
مسلسل «الكبير أوى»، بعد أن كانت قد قدمت فى رمضان قبل الماضى
دوراً مميزاً فى مسلسل «رقم مجهول»، ودور صغير فى مسلسل حكايات
بنات، ودور السيدة المسنة المزعجة فى سيت كوم «لسه بدرى» مع دلال
عبد العزيز، وانعام سالوسة.
وليلى حاصلة على درجة الدكتوراة فى الاقتصاد، وكانت قد حصلت على
الثانوية العامة وهى فى الــ12 من عمرها، وحصلت على بكالوريوس
التجارة عندما اتمت الــ16 عامًا، وطلبت من والدها أن تقدم فى
التليفزيون أو الإذاعة حتى تصبح مذيعة فى الراديو أو التليفزيون
ولكنه رفض بحجة أنها لا تليق، وقدم لها فى بنك القاهرة فعملت به ثم
عملت فى سيتى بنك، وبنك الدلتا ووصلت إلى منصب مساعد مدير البنك،
وانتقلت إلى تمثيل مجموعة من البنوك اللبنانية، وعندما شعرت أنها
لا تقوى على فراق التمثيل أكثر من ذلك سوت معاشا مبكرا، وذهبت إلى
قصر السينما لتتلقى دورات تدريبية فى التمثيل.
مثلت عدة أدوار صغيرة فى فيلم «اسكندرية نيويورك»، «معالى الوزير»،
وحصلت على أول دور كبير لها فى «1000 مبروك» مع أحمد حلمى فلاحظها
الجمهور وأعجب بدورها حيث قدمت دور أم البطل، الأم المحبة لأبنائها
التى تخفى مرضها عنهم، كما اشاد النقاد بطريقة تقديمها للدور،
وقدمت أيضا دور أم أحمد مكى فى مسلسل الكبير و توالت عليها الأعمال
الدرامية، حتى إنها الآن تقدم اعلانات تجارية لأحدى منتجات
العصائر.
ومن مجانين الفن أيضاً الفنان الكوميدى الراحل فؤاد راتب الشهير
بلقب «الخواجة بيجو» ، والذى بدأ مشوار الشهرة عن طريق التحاقه
بالإذاعة على يد الإذاعى حسين فياض الذى فتح له باب النجومية من
خلال بابا شارو عام 1943م وهو لا يتجاوز السابعة من عمره، كما قدم
على مسرح الريحانى العديد من الأعمال منها مسرحية ذات البيجامة
الحمراء وآه من الستات وما كان من الأول.
جاءت الانطلاقة الحقيقية لـ «فؤاد راتب» عام 1952م من خلال المسلسل
الإذاعى «ساعة لقلبك» الذى كون به ثنائياً كوميدياً ناجحاً مع
الفنان محمد أحمد المصرى المعروف بـ «أبو لمعة»، واستطاع أن يحجز
مكانه وسط عمالقة المسلسل من خلال تقديمه لشخصية «الخواجة بيجو»
التى ظل يقدمها حوالى 20 عاماً بعد ذلك فى الكثير من الأعمال.
أما الجراح الشهير الراحل الدكتور سمير الملا، فقد كان يعمل أستاذا
لجراحة المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس، وفاقت شهرته فى
مجال الطب بكثير شهرته فى مجال التمثيل ومع ذلك كان حريصاً على
أداء الأدوار المساعدة التى بدأها فى مجال التمثيل على مستوى
الاحتراف بدور «تادرس أفندى» فى مسرحية «الدنيا على كف عفريت» على
مسرح الريحانى عام 1952.
ثم توالت الأدوار الصغيرة التى أداها فى الأعمال التليفزيونية
«مبروك جالك ولد» و«مخلوق اسمه المرأة» و«رأفت الهجان» وفيلمى «لا
تبكى يا حبيب العمر» و«الإرهاب». وكان معظم الفنانين يلجأون إليه
عندما يقومون بشخصية الأطباء أو المرضى على حد سواء.
د.رضا عبد الجواد-أيضاً-يجمع بين عمله فى التمثيل وعمله كأستاذ
تخدير بكلية الطب جامعة عين شمس وهو يؤكد أن الفن هواية لم يستطع
التخلص منها منذ أن بدأ يمارسها أثناء دراسته الجامعية، وفى معظم
الأعمال التى شارك فيها أدى دور الطبيب كما حدث فى الفيلم
التليفزيونى «مبروك جالك ولد» وفيلم «أيوب» أمام عمر الشريف وآثار
الحكيم ولكنه يعتز أكثر بدور الخادم الذى أداه أمام الراحل رشدى
أباظة فى فيلم «الحب قبل الخبز أحياناً».
وقد اشتهر الفنان الراحل د.سيد عبد الكريم، وكان أستاذاً بكلية
الزراعة بجامعة بنها، بأداء شخصية ابن البلد فى العديد من الأعمال
الفنية، وأشهرها دوره فى مسلسل ليالى الحلمية، والذى جسد فيه شخصية
«زينهم السماحي» أجمل وأشهر أدواره على الإطلاق، وبعد حصوله على
الدكتوراة من ألمانيا عام 1967 عاد الفنان الراحل ليلتحق بمعهد
السينما ويمارس التمثيل فى مسلسلات التليفزيون :«النصيب» و«الوجه
الآخر» و«أحلام الفتى الطائر» و«أبواب المدينة» و«الشهد والدموع»
و«حارة الشرفاء» و«ليالى الحلمية» و«السبنسة».
برامـــج «التوك شو» ترجع إلى الخلف
يبدو أن حالة الإفلاس التى تعانى منها برامج «التوك شو» السياسية
فى القنوات الفضائية قد دفعها إلى البحث عن أحداث تافهة وتضخيمها
وتحويلها إلى قضايا ساخنة، لعلها تعيد لها مكانتها وتعيد إليها
المشاهدين الذين هجروها بسبب التكرار والمبالغة والتهويل فى عرض
الأحداث، وعدم الموضوعية فى النقد والتحليل.
ومنذ أن تحول بعض مقدمى هذه النوعية من البرامج من محاورين
تليفزيونيين إلى محللين سياسيين ومحرضين جماهيرين ومعلقين على كل
الأحداث المحلية والدولية بدون دراية أو علم، خسرت برامجهم قاعدتها
الجماهيرية، بسبب أنحياز مقدميها لوجهات نظر تخصهم، أو تخص أصحاب
تلك القنوات وتخدم مصالحهم وتوجهاتهم، وهو ما دفع البعض منهم إلى
الابتعاد عن السياسة مثل منى الشاذلى، وأجبر آخرين على استضافة
فنانين وراقصات ولاعبى كرة قدم، على أمل جذب المشاهدين من جديد
والعودة إلى بؤرة اهتمام الناس.
وكما كان معظم مقدمى برامج «التوك شو» يبالغون فى عرض القضايا
السياسية، فقد لجأوا إلى نفس نزعة - التسخين - فى معالجتهم للقضايا
الأخرى، ومنها على سبيل المثال موضوع ترشح الفنانة الاستعراضية سما
المصرى لمجلس النواب، الذى تأجلت انتخاباته، بحكم قضائى.
ورأى البعض فى استضافة الإعلامى وائل الأبراشى لها نوعًا من
الدعاية للفنانة المثيرة للجدل بسبب «كليباتها» وملابسها الجريئة،
وحلقته مع الراقصة الأجنبية صوفينار بمناسبة قرار ترحيلها من مصر.
والحقيقة أن الانتقادات التى توجه للإبراشى لا تقارن على الإطلاق
بحمله السخرية التى يطلقها نشطاء الفيس بوك مع كل تقليعة جديدة
يظهر بها جابر القرموطى فى برنامجه «مانشيت» وأطرفها التحذير من
ظهوره داخل الاستوديو وهو يقود طائرة «فانتوم»، تعليقًا على الضربة
الجوية المصرية لعصابة «داعش».
ورغم أن مقدمى برامج «التوك شو» قد فعلوا كل شىء، بداية من الصراخ،
واللعب على وتر الوطنية أحيانًا، واستدرار عطف الناس كثيرًا من
خلال استضافة الضحايا وأهالى الشهداء، وحتى الوصول إلى مرحلة
«مهرج» السيرك أو «المونولوجيست»، إلا أن نسب مشاهدة برامجهم فى
تراجع مستمر، ولا سبيل أمامهم لوقف ذلك التراجع المستمر فى
الاهتمام الجماهيرى بهم وببرامجهم سوى العودة إلى المصداقية
والموضوعية والتوقف عن لعب دور المحرض وقائد الرأى! |