للقدر مفارقات بديعة، يسميها البعض سخرية القدر، لكنها فى واقع
الأمر "حكمة سماء"، ومن هذه أن يتزامن ميلاد يوسف شاهين، مع ميلاد
الثورة المصرية.فقبل ميلاد الثورة المصرية، باثنين وثمانين عامًا،
شاء القدر أن يولد "شاهين".. المخرج العالمى، الذى أخذ يقرع
الأجراس ليدعو إلى ثورة على كل "التابوهات" فإذا بالثورة تندلع فى
ذكرى ميلاده، بعد رحيله بثلاثة أعوام، أليس هو الذى اختتم فيلمه
"المصير" بعبارة الأفكار لها أجنحة، وها هى أفكاره تحلق، ككل
المبدعين والفنانين يبقى أثرهم بعدهم جيلا وراء جيل.
الـ"تابوهات" التى حطمها شاهين، لم تقتصر على الاعتماد على قصة
دينية، فى المهاجر، أو تغيير بعض الوقائع التاريخية فى "الناصر
صلاح الدين"، ولا على السلطة الأبوية الساذجة لمجتمع يعتمد عن
الكبير كليا، ويدين له بالسمع والطاعة، كما فى "عودة الابن الضال"،
ولا على الرأسمالية والإقطاع، كما فى "الأرض"، ولا على هزيمة 67
كما فى العصفور.. فقد كان الرجل ثورة تمشى على قدمين.
ودأب شاهين طوال مشواره السينمائى على رصد إرهاصات الثورة المصرية
على مدار عدة عقود، فقد كان يتوقعها، ويأمل أن يقوم المصريون بها،
بل إنه حرض عليها وساندها، وكثيرا ما دعا إلى "الحرية" خصوصا حرية
الفكر، وهو ما يظهر فى فيلمه "المصير" بطولة نور الشريف والذى جسد
خلاله دور المفكر ابن رشد فى مقابل شخصية الخليفة المنصور المغرور
المستبد الذى يكره الحرية، فما كان إلا أن نمت حول قصره حشائش
التطرف السامة.
والمفارقة فى الفيلم أن "الجماعات الإرهابية" كثيرا ما تتحالف مع
الديكتاتور، فتوعز أو تبارك حرق كتب الفيلسوف مرتين، لكن شابا
فرنسيا ينجح فى نقل نسخ إلى فرنسا، فتطبع الكتب وتشيع الفكرة
وتنتشر.
وتتضمن الفيلم أغنية الكينج محمد منير "على صوتك بالغنا" والتى
تدعو إلى حرية الفكر والتعبير عما يدور فى عقل الإنسان، ومع
الأغنية نشاهد رقص الأبطال وشخوص العمل، وهو أمر يتكرر كثيرا فى
أفلام شاهين، فالرقص هنا تعبير عن ثورة من أجل الحرية، ليوصل
المعاناة التى يشعر بها البطل، دون أن يشعر المشاهد بأن هناك خللا
ما فى الأحداث.
ويعد فيلم "عودة الابن الضال" واحدا من أبرز أفلام شاهين المتعلقة
بالثورة، بل إن البعض ذهب ليؤكد أن أغنية "الشارع لمين" التى
تتضمنها أحداث الفيلم هى خير معبر عن ثورة 25 يناير، فالفيلم الذى
تم إنتاجه عام 1976 يرصد مشاعر الانكسار لدى المصريين عقب نكسة
1967، وتدور أحداثه حول "على" الذى يترك عائلته ويذهب ليحقق أحلامه
فى مصر ولكنه يقع فريسة فى يد من يستغل أحلامه فى مشاريع وهمية
فيدخل السجن، وعندما يخرج منه يجد أخاه "طلبة" قد يمتلك مقاليد
السلطة ويتحكم فى عمال المصنع، والفيلم يمثل لنكسة1967 على أنها
ناتجة عن استغلال رجال الرئيس ومن حوله لأحلامه مما جعلها تنتهى
بالهزيمة، كما وضح الفيلم فى النهاية أن على الشباب نسيان ما حدث
والاستمرار فى الحلم وتحقيق هذه الأحلام داخل بلادهم، وهم يرددون
أغنية "الشارع لمين" لماجدة الرومى ومعها مع ماهر العطار الذى قام
بالأداء الصوتى لشخصية إبراهيم "هشام سليم"، لتخرج جموع الشباب إلى
الشارع، فى مشهد مقارب لثورة الشباب فى يناير.
وكان شاهين دائما يرصد ظواهر الفساد فى المجتمع والذى توقع أن تؤدى
لقيام ثورة فى يوم من الأيام، ففى فيلمه "العصفور" إنتاج عام 1972
حيث يكشف الفيلم عن الفساد السياسى الذى أدى إلى نكسة 67، وقدمت
الفنانة محسنة توفيق فى العمل واحدا من أبرز أدوارها فى السينما
خصوصا فى المشهد الذى تخرج فيه مع جموع الشعب المصرى لتطالب الرئيس
جمال عبد الناصر بالعدول عن قرار تنحيه فى الفيلم.
وتمنى يوسف شاهين قبل رحيله أن يرصد بكاميراته الثورة الكاملة التى
يقوم بها الشعب المصرى، وظهر ذلك جليا فى فيلمه الأخير "هى فوضى"
الذى شاركه إخراجه خالد يوسف، ففى المشاهد الأخيرة للعمل نرى
الشارع المصرى خرج رجالا ونساء وكبارا وأطفالا ليقتحموا قسم بوليس،
والذى يديره بعض من الضباط الفاسدين والذين يستخدمون سلطتهم للبطش
بالشعب وتحقيق مصالحهم الخاصة، ويبدو أن شاهين استوحى فكرة الفيلم
من تصويره للمظاهرات الاحتجاجية التى كانت سائدة فى ذلك الوقت
ومنها حركة كفاية، حيث لم يكن شاهين يتردد فى أن يخرج بكاميرته
لتسجيل الأحداث المهمة التى يعيشها الشارع المصرى.
السبت، 25 يناير 2014 - 09:45
بورتريهات يوسف شاهين لـ"طونى الحاج" بمهرجان "فوتوميد" ببيروت
كتب على الكشوطى
بالتزامن مع ذكرى ميلاد المخرج العالمى يوسف شاهين، تتصدر
بورتريهاته، قسم الأسود والأبيض فى مهرجان "فوتوميد" بلبنان، وهى
صور بعدسة طونى الحاج المصور الذى يعرف باسم مصور المشاهير فى
لبنان، ذلك لأنه التقط صورا لكل من النجوم كلينت إيستوود، وجولييت
بينوش وجان لوك جودار وكاترين دونوف ومارسيليو ماستريانى وجون
هيوستن وكوستاجافراس، واوسولا آندرس وديزى جيليسبى، وتصدرت الصحف
العالمية صوره ببصمته الخاصة على الحياة الاجتماعية والسياسية
والثقافية فى باريس.
والتقط المصور العالمى الصور لشاهين لدى تواجده فى باريس وهى
المدينة المقربة إلى قلب شاهين والتى تبادله نفس الشعور على ما
يبدو، حيث أطلق اسمه فى عام 2013 على إحدى القاعات الأثرية بمجمع
سينما الأقصر "باليه لو لوكسر" بالعاصمة الفرنسية باريس، وهو
التكريم الدولى الذى يضاف لسلسلة تكريمات حظى بها شاهين.
ويعد المجمع الفرنسى من بين أكبر دور العرض السينمائى فى باريس وتم
تشييده عام 1921 وتقرر إغلاقه عام 1983، ويضم العديد من صالات
العرض.
وأقيم المجمع على الطراز الفرعونى بواجهة كبيرة على شكل معابد
مدينة الأقصر فى جنوب مصر ومزين برسوم فرعونية مثل التى تم نقشها
على جدران المعابد المصرية القديمة، وهو المجمع الذى قام المعمارى
الفرنسى "فيليب بوامان" تجديده وإحياءه بتكلفة قدرها 29 مليون يورو
مستخدما أعمال الزجاج والموزاييك وديكورات ورسومات أعادت الحياة
للمبنى الأثرى فى قلب العاصمة الفرنسية.
السبت، 25 يناير 2014 - 08:04
37
فيلما ليوسف شاهين.. بين المخرج والسيناريست والممثل
يوسف شاهين
قدم المخرج يوسف شاهين طوال مشواره السينمائى 37 فيلما، منها 32
فيلما روائيا طويلا و5 أفلام تسجيلية، حيث بدأ مشواره فى عالم
الإخراج عام 1950 بفيلم "بابا أمين"، بينما قدم آخر أفلامه عام
2007 بعنوان "هى فوضى".
وشارك شاهين فى التمثيل ببعض الأفلام أبرزها "باب الحديد" مقدما
شخصية "قناوى" والتى تعد واحدة من أبرز الشخصيات فى السينما
التمثيلية، وظهر بشخصيته الحقيقية فى فيلم "إسماعيل يس فى
الطيران"، ليبلغ مجموع الأفلام التى شارك بها كممثل 9 أعمال تنوعت
ما بين مشهد واحد أو دور رئيسى.
وكان شاهين يكتب الكثير من أفلامه التى أخرجها ومنها فيلم "سكوت
هنصور" و"نساء بلا رجال" و"عودة الابن الضال"، كما أنتج فيلم
"الآخر".
السبت، 25 يناير 2014 - 07:33
"ابن
النيل" يدخل "كان" ويخرج بـ"السعفة الذهبية"
كتب على الكشوطى
لم يكن "شاهين" قد تجاوز الـ24 من عمره، حين بدأ تصوير فيلمه
الثانى "ابن النيل" واستطاع من خلاله، أن يشارك به فى مهرجان "كان"
السينمائى الدولى ليبدأ رحلته مع ذلك المهرجان الذى يعد واحدا من
أبرز المهرجانات السينمائية العالمية.
ونشر موقع
cahiersducinema
الفرنسى صورة تجمع فريق عمل الفيلم
أثناء تصويره عام 1951 وتظهر النجمة القديرة فاتن حمامة بجوار
المخرج يوسف شاهين وعدد من المصورين بالفيلم.
ويدور فيلم "ابن النيل" حول حمدان الشاب الريفى المتحرر شكرى
سرحان، الذى يستغل سذاجة زبيدة القروية، ويعتدى عليها، ويرغمه أهله
على أن يتزوجها، ورغم حبه لزبيدة إلا أنه يظهر تذمره من حياته
الريفية، فهو يضيق بحياة الريف، فيتعلق بالقطار الذى يمر ببلدته
إلى القاهرة.
وبعد فترة يقرر السفر إلى القاهرة، فتسرع وراءه زوجته فاتن حمامة
إلا أنها لا تلحق به، ويعتقد حمدان أن زوجته زبيدة قد توفيت.
وفى القاهرة يقع حمدان بقبضة عصابة تتاجر فى المخدرات، يعمل معهم
فى تجارتهم وهو لا يعلم من هم وفيم يتاجرون؟ ويبحث عنه أخوه الشيخ
إبراهيم فى القاهرة، إلا أن حمدان ينكره ويتهرب منه، وبعد فترة يتم
القبض على العصابة وهو معهم وهنا يعرف سرهم.
ويحكم عليه بالسجن وبعد انتهاء مدة العقوبة، يعود مرة أخرى إلى
القرية ليجد فى انتظاره زوجته زبيدة ومعها ابنها التى أنجبته بعد
سفره إلى القاهرة.
وبعد الفيلم لم تنقطع صلة شاهين بمهرجان "كان"، حيث شارك فى عدة
دورات بأفلامه "صراع فى الوادى" و"الأرض"، و"المصير" الذى عرض عام
1997 بمهرجان كان السينمائى وهو العام الذى حصل فيه يوسف شاهين على
السعفة الذهبية عن مجمل أعماله.
السبت، 25 يناير 2014 - 06:10
"جو"..
صانع النجوم من عمر الشريف حتى هانى سلامة
كتب محمود ترك
ساهم المخرج يوسف شاهين فى بزوغ نجومية العديد من النجوم الذين
أصبحوا علامات بارزة فى السينما المصرية، اعتزل بعضهم عالم الفن
والشهرة والأضواء فى الوقت الذى استمر فيه آخرون، ورغم اختلاف
الأجيال، إلا أن شاهين كان يصنع النجوم بدأب وإخلاص.
وكان "ابن النيل" فاتحة خير على النجم شكرى سرحان، فيما يعد النجم
المصرى العالمى عمر الشريف واحدا من أبرز النجوم الذين صعدوا لعالم
الشهرة والأضواء بعد فيلم "صراع فى الوادى" عام 1954 مع سيدة
الشاشة فاتن حمامة، ليعيد التعاون معه أيضا فى فيلمه "صراع فى
الميناء" عام 1956، وبعدئذ يشق الشريف طريقه فى السينما المصرية
قبل أن تلتقطه أعين المخرج العالمى بيتر أوتول ليقوم ببطولة فيلم
"لورانس العرب".
وبزغ اسم الممثل المعتزل محسن محيى الدين فى الأفلام التى تعاون
فيها مع يوسف شاهين وأبرزها "إسكندرية ليه" و"حدوتة مصرية"
و"وداعًا بونابرت" و"اليوم السادس" والذى يعد واحدا من أبرز أدواره
فى السينما وشاركته بطولة الفيلم الفنانة العالمية داليدا.
ومن النجوم الحاليين الذين تعاونوا مع شاهين يأتى اسم النجم خالد
النبوى الذى شارك فى بطولة "المصير"، وقام ببطولة فيلم "المهاجر"
مع حنان ترك ويسرا ومحمود حميدة، وأثار الفيلم جدلا كبيرا عند عرضه
بالسينمات لجرأة موضوعه، ثم تزداد نجومية خالد النبوى بمشاركته فى
الكثير من الأعمال السينمائية المميزة ليعرف بعد ذلك طريقه إلى
السينما العالمية.
وأيضا اكتشف شاهين النجم هانى سلامة حيث قدمه للسينما أول مرة فى
فيلمه "المصير" ثم أفرد له بطولة فيلمه "الآخر" عام 1999 مجسدا دور
"آدم" شاب مصرى ووالدته أمريكية يقابل صحفية ويغرمان ببعضهما،
فيقرران الزواج، وسط اعتراضات من والدته.
اليوم السابع المصرية في
|