حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

من نبيل المالح إلى محمد ملص وآخرين

أفلام سورية تحكي المخفي وترمز إلى المقصود

فينيسيا: محمد رُضا

 

يتوجه المخرج السوري محمد ملص إلى مهرجان تورونتو السينمائي الذي سينطلق في الخامس من سبتمبر (أيلول) المقبل ليقدّم فيه فيلمه الجديد «سلم إلى دمشق» الذي صوّره مؤخرا وسط الأحداث الدموية التي تمر بها سوريا.

يا ليت المهرجان الكندي يعرض أفلام ملص السابقة كما فيلمه الجديد لكان الجمهور العالمي تعرّف على لغة فنية رائقة يتعامل فيها المخرج مع كل أفلامه ويسرد بها تلك الأحداث النابعة من الواقع الذي عاشه أو لاحظه أو تعامل معه في زمن أو آخر. وإذا كان «أحلام المدينة» و«الليل» نقلا نبض الشخصيات والبيئة الزمنية في الستينات، فإن «سلم إلى دمشق» معني بنقل ذلك النبض في يومنا هذا.

ملص، المعارض سياسيا للنظام، يبدأ فيلمه بتحية لرفيق دربه عمر أميرالاي، المخرج الذي رحل في مطلع هذه الأزمة، وينهيه بواحد من شخصياته المتعددة وهو يصعد إلى سطح بيته ويرفع صوته صارخا: «الحرية»، بينهما تعليق على دوي المدافع وأزيز الرصاص. فيلم يتشرّب من الواقع الدامي بينما يحكي الآمال المعلقة وتلك المؤجلة لجيل حالي يستحق مستقبلا أفضل. والموت في مطلع الفيلم ثم الصعود على السلّم إلى السطح في نهايته يتبدّى كصرخة تطالب بالحياة. تلك الحياة التي لا يمكن هضمها وتذوّقها إلا بذلك القدر من الحرية التي يتيح لكل الناس أن يكونوا متساوين تحت قانون عادل وأن يمارسوا إبداعاتهم ويتحدّثون بصوت عال ومطمئن عوض الخوف من العيون الراصدة والتقارير المهموسة.

هذا ما يحيلنا إلى فيلم سابق قام به مخرج سوري آخر معروف وجدير بالاحترام هو نبيل المالح. الفيلم هو «الكومبارس» الذي حققه سنة 1993 وما زال آخر أعماله الروائية الطويلة. فيه شاب وفتاة (بسام كوسا وسمر سامي) يريدان الاختلاء في شقة صديق له بعيدا عن الأعين. ليس لدى أحدهما فكرة محددة عما سيقوم أو لن يقوم به. لكن هذه الخلوة لا يمكن أن تقع نظرا لأن قوى الدهم المتمثلة بأجهزة الأمن تقطعها. في البداية هناك من يسأل عن الجار في الباب المقابل. من هو؟ ما خصاله؟ ماذا يفعل؟، ثم - وبعد حين - تتم مداهمة الشقة المجاورة واعتقال المشتبه به (الدلالة الوحيدة هنا هي الريب في أنه مثقف معارض أو ناقد)، ولاحقا ما يكاد الظن يقود رجل المخابرات للتدخل في خصوصيات الشاب والفتاة. صحيح أنه يرحل وهو ما زال يرسم على وجهه علامة استفهام كبيرة، إلا أن المخرج توصل بطلاقة إلى الحديث عن ذلك الجو المهيمن الذي يخشاه الفرد الواحد. عن الأمن الذي يتسرّب مثل الماء النازف من سقف منتش.

الأول والأخير السقف الذي ينزف ماء نتيجة استعارة من فيلم مهجور اسمه «تحت السقف» أخرجه نضال الدبس سنة 2005 ومع أن الموضوع هو عاطفي، فإن الرمزية التي تشير إليها المشاهد المتوالية لسقف ينقط ماء ومحاولة ساكني الغرفة معالجة الوضع لا تغيب. ها هو الماء يتجمع والحل الوحيد المتاح لدى بطل الفيلم هو رمي المنشفة الكبيرة إلى أعلى لكي تضرب السقف وتمتص بعض مائه. بتكرار المشهد يدرك المشاهد أن الغاية هي الترميز إلى وضع لا يمكن إصلاحه بهذه الوسيلة. المطلوب تغيير السقف وليس المنشفة.

هذا الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما التي ربما سمحت بإنتاجه على أساس فهم آخر لذلك الرمز أو ربما لأنها كانت تتيح هامشا من حريّة التعبير لا يمكن نكرانه. ها هي تموّل في عام 2001 فيلم أسامة محمد الروائي الطويل الأول «صندوق الدنيا» الذي اشترك سنة 2002 بمهرجان «كان» السينمائي كأول فيلم سوري يشترك في نطاق العروض الرسمية لذلك المهرجان.. للأسف لا يزال الأخير أيضا.

الفيلم يتحدّث عن شخصيات تعيش في غرف مسحوقة تحت ركامات الحياة. تعاني من الكبت والحرمان والقهر الذي يمارسه رب العائلة على من هم دون ذلك وفي ممارسته تلك يقمع الحريّة الشخصية ويسيّر الحياة وفق منهجه. هنا من السهل ربط الحكاية وشخصياتها بالواقع المعيش والفيلم لم يكن من تلك ستقوم المؤسسة بعد ذلك بتدويله أو تداوله والمخرج، الذي ظهر ممثلا في بعض أعمال زميله عبد اللطيف عبد الحميد وشارك في كتابة سيناريوهات له ولآخرين، لم يحقق فيلما آخر حتى اليوم.

مبادرات أخرى إنه في تلك الفترة (سنة 2004 تحديدا) قام المخرج الراحل عمر أميرلاي بتحقيق فيلمه التسجيلي الرائع «الطوفان» الذي موّلته محطة ARTE الفرنسية. فيه أقدم المخرج السوري، الذي توفّي قبل عامين معارضا، على خطوة سياسية وفنية كبيرة شكّلت منعطفا في حياته الزاخرة بالأعمال الجيّدة. موضوعه هنا عن البحيرة التي أنشئت قبل نحو 35 سنة من تحقيق ذلك الفيلم، والتي كان المخرج صنع عنها فيلم «سد الفرات» بعد نحو عامين من إنشائها وما آل إليه وضع الناس البيئي والاجتماعي في تلك المنطقة. الماء الفائض ليس المشكلة بل نظم التعليم والتوجه والممارسات الإدارية التي تحجر على الناس صغارا وكبارا. البحيرة ذاتها غيّرت المعالم الطبيعية للمنطقة، لكنها لم تغيّر وضع الناس إلا بالنسبة للبعض الذي ساد، تبعا لعلاقاته بالحزب والدولة. ذهب المخرج إلى أقصى ما يستطيع الذهاب إليه ومُنع الفيلم وقضى أميرالاي بعض الوقت في السجن وفرضت عليه الإقامة داخل البلاد حتى وفاته.

إثر انطلاق الأحداث الرهيبة التي ما زالت واقعة، انطلقت مبادرات سينمائية لم يصل أحدها، باستثناء فرضي لفيلم محمد ملص الجديد، لتكوين صرح متين. أعمال هالة العبد الله وعمّار البيك إما أنها جيّدة التشكيل وضحلة المضمون أو أنها لا تقول الكثير لا حول الثورة السورية ولا حول الوضع الذي دعا إليها.

العملان اللذان يقتربان من التعبير عن الأزمة الفردية وسط العاصفة ومسبباتها هما «حكايات حقيقية عن الحب والحياة والموت وأحيانا الثورة» لنضال حسن و«مشوار» لميار الرومي (الأخير هو «كومبارس» آخر لكن أحداثه تنطلق بعيدا خارج الحدود).

* المؤسسة لها وعليها

* على الرغم من مواقفها التقليدية إداريا وسياسيا، فإن المؤسسة العامة للسينما قامت بإنتاج عشرات الأفلام التي لولاها لما كانت هناك سينما سورية، أو سينما سورية جادّة على الأقل. من نبيل المالح (قبل توقفه عن التعامل معها) إلى محمد ملص (المصير ذاته) ومن سمير ذكرى وعبد اللطيف عبد الحميد وواحة الراهب وريمون بطرس وغسّان شميط، لعبت دورا تأسيسيا مهمّا لكنها بقيت محدودة التأثير في المحيط العربي (ناهيك عالميا). أمر يعود إلى الرقابة التي تتحكّم في أعمالها.   

شاشة الناقد

أقرب إلى الشعوذة الفيلم: The Conjuring 

إخراج: جيمس وان تمثيل: باتريك ولسون، فيرا فارميغا، ليلي تايلور، رون ليفيغستون النوع: رعب | الولايات المتحدة - 2013 تقييم: (3*)(من خمسة) دائما ما تنتقل العائلة التي ستقع ضحية لأرواح شريرة من المدينة إلى الريف. دائما ما تصل في مطلع الفيلم إلى ذلك البيت القديم الكائن وسط الطبيعة بحماس وسعادة. ثم دائما ما تتوقّع أن تعيش في جوّه الهادئ ومع محيطه بعيدا عن زحمة المدن وغلائها.

«الشعوذة» لجيمس وان لا يختلف في ذلك عن الكثير من الأفلام المشابهة: عائلة من سبعة أفراد (عادة ما تكون أقل) تصل إلى ذلك البيت المبني في الريف وتفترشه سريعا. «الصوفا في غرفة الاستقبال»، يأمر الزوج روجر (ليفينغستون) المشغول رجلين يحملان الأثاث إلى داخل المنزل. حركات عفوية وحيوية ملحوظة تسيطر على الجميع كما هو مفترض بعائلة وافقت على هذه النقلة «التاريخية». لكن أفراد العائلة (وكلبهم) سريعا - وحسب المتوقع - سيكتشفون أنهم لا يعيشون وحدهم في هذا المكان الرحب. الصرخة المذعورة الأولى تقع بعد عشر دقائق.. إنذار كاذب. بعد خمس دقائق أخرى.. صرخة ثانية. إنذار حقيقي. حياة هؤلاء بعد ذلك ليست هناء وسعادة واستقبالا مشرقا لمستقبل جديد في ريف نقي.. لقد اكتشفوا أن البيت مسكون.

الأحداث تقع في السبعينات (بمعظمها) ما يطرح عودة إلى سينما رعب ما قبل التسعينات الدموية (تلك التي شارك وان فيها عبر فيلم من سلسلة Saw). وهذا بدوره يمنح الفيلم قيمة معنوية وسط أفلام اليوم التي إذا ما أمّت الرعب وظفته لإثارة رخيصة وعنيفة.

إلى ذلك، تضيف هذه العودة مناوشات اجتماعية تجعل الفيلم، وتماشيا مع سينما السبعينات أيضا، واقعي الأثر فتلك العائلة التي تركت المدينة وحطّت في ريف «رود آيلاند» تتصرف واقعيا. البيت رخيص والأب يعمل سائق شاحنة ويبحث عن عمل ملتقطا ما هو مُتاح ولو كان منهكا. والزوجة (ليلي تايلور) تعي الوضع الاقتصادي ومخاوفها ليست حكر الأحداث التي على الشاشة، بل تلك التي خلفها. اختيار المخرج للممثل تايلور، التي دائما ما عكست شخصية حقيقية وواقعية أكثر من معظم الممثلات العاملات اليوم، اختيار ذكي. هناك، في خط ثان سيلتقي والرئيس، عائلة من شخصين هي عائلة وورن (باتريك ولسون وفيرا فارميغا) التي تخصصت بمحاربة الأرواح الشريرة والتي تهب لنجدة العائلة الأولى المنكوبة من يومها الأول في البيت.

وبينما يعلق المخرج وان على وضع العائلة الأولى المعيشي الضيق، يوظف وجود عائلة وورن لتعليق اجتماعي آخر: التطرّف الديني الذي يعتلي ظاهر الأشياء ليصبح الموجه الفرد للطريقة التي سيتعامل بها الثنائي (الزوج خصوصا) مع الأزمة العاصفة. الأحداث، يقول الفيلم، مأخوذة عن «ملفّات حقيقية» كذلك شخصيّتي وورن اللذين اشتهرا بكونهما «طاردي أرواح». لكن القليل من الكتابة يأتي بجديد على صعيد الأحداث. هذا ما يدفع المخرج للتحايل بمهارة معالجته وأسلوب عرضه وسرده لتقديم الفيلم الجيد قياسا بأفلام رعب أخرى.  

10-TOP

1 The Butler: يحافظ على مركزه الأول لأسبوعه الثاني راويا حكاية رئيس الخدم في البيت الأبيض منذ أن كان فتى عاصر الوضع العنصري البائس. هذا الأسبوع: 16,503,812 دولارا.

2 We›re The Millers: خسرت هذه الكوميديا نحو 37 في المائة من زخم المشاهدين لكنها حافظت على المركز الثاني بدورها 13,047, 119 دولارا.

3 City of Bones: فانتازيا تشويقية من بطولة ليلي كولنز في دور فتاة تكتشف أن أمها من سلالة عصبة حاربت الشر لقرون. يحط الفيلم ثالثا من أسبوعه الأول: 9,336,957 دولارا (سكرين جَمز).

4 The World›s End: الكوميديا البريطانية لا تصلح للذوق العالمي والأميركي خصوصا لذا يحل «نهاية العالم» في المركز الرابع بأداء لا يتجاوز ثمانية ملايين و790 ألف دولار (فوكاس).

5 Planes: نقلة أخرى للوراء لهذا الأنيماشن لديزني من بطولة طائرات تجد نفسها مهددة بالإحالة إلى التقاعد: ثمانية ملايين و575 ألفا.

6 You›re Next: قتال وإثارة لفيلم جديد لا يؤمل منه نجاحا إذ يحط من أول أيامه في المركز السادس مسجلا 7,020,196 دولارا (ليونزغايت).

7 Elysium (صوني) يجد فيلم مات دامون الجديد هذا نفسه مجبرا على رحيل مبكر: خيال علمي حول كوكبين للحياة يتراجع من المركز الثالث: 6,926,280 دولارا.

8 Sea of Monsters: فانتازيا أخرى لاهثة لنجاح لم يتحقق: خمسة ملايين و274 ألف دولار (فوكس).

2Kick - Ass 9 : بعدما بدأ عروضه متوعكا في أسبوعه الماضي، ينضم هذا الفيلم الأكشن إلى تلك الزمرة من الأفلام التي لا مستقبل كبيرا لها منجزا 4 ملايين و373 ألفا (يونيفرسال).

10 Blue Jasmine: أفضل الأفلام المعروضة يتسلل إلى المركز العاشر (من الرابع عشر). هو فيلم وودي ألن مع كايت بلانشت وأليك بولدوين: 3 ملايين و944 ألف دولار (صوني كلاسيكس).  

سنوات السينما 1937

نظرة عامة

* نخطو إلى عام 1937. إنها السنة التي وُلد فيها «سنو وايت والأقزام السبعة»، أول فيلم أنيماشن طويل لمؤسسة «ديزني» التي كانت حتى ذلك الحين اكتفت بأفلام كرتونية قصيرة. الفيلم حط في المركز الأول بين المبيعات تلاه في قائمة الخمسة الأولى «ساراتوغا» لـ«مترو غولدوين ماير» (وبطولة كلارك غايبل وجين هارلو) ثم «مائة رجل وفتاة» (يونيفرسال) و«توبر» (لإم جي إم أيضا) ثم «وي ويلي وينكي» بطولة الفتاة الصغيرة حينها شيرلي تمبل (فوكس).

كذلك كان عاما حافلا بالأفلام الجيّدة خصوصا من فرنسا والولايات المتحدة، مثل «الوهم الكبير» لجان رنوار و«بيبي لو موكو» لجوليان دوفيفييه و«جواهر التاج» لكريستيان جاك وهم من رعيل مخرجي فرنسا لفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية.

يتبع...  

المشهد

وداعا نقاد السينما

* أين ذهب ديريك مالكولم، وأنطوني كوين، وجوناثان رمني، وفيليب فرنش وآخرون من نقاد السينما البريطانية المشهورين؟ لماذا فجأة توقف هؤلاء في فترة متقاربة وتم استبدالهم؟ هل وجدت صحفهم، من «إيفنينغ ستاندرارد» إلى «ذا تايمز» و«ذا إندبندنت» و«ذا أوبزرفر» أن عليها أن تعفيهم عن العمل؟ وهل يعود السبب إلى عامل السن أو إلى عامل الاقتصاد؟

* فجأة ومن دون كثير مقدمات خلت الصحف الإنجليزية من تلك الأسماء المعروفة وتم استبدالها بأسماء جديدة على القارئ أن يتعرّف عليها من جديد. ربما كانت مسؤولة وجيدة ومثقفة سينمائيا، لكن لكل قارئ نقد من يحبذه من النقاد وعلى ذلك فإن أسابيع كثيرة قد تمر من قبل أن يعتاد على قراءة ناقد جديد حل محل ناقده المفضل وأشهر بعد ذلك ليثق به ويعتمده.

* الناقد ديريك مالكولم يعزو السبب إلى عاملين. أولا يوافق على أن رواتب النقاد المذكورين كانت أعلى مما تود الصحف دفعه، لكنه يجد أيضا أن الصحف تريد «دما جديدا». لعل السبب الثاني هو الأساسي، فالصحف عموما تحاول التقرّب إلى جيل جديد من القراء ولو أن هذا ليس بالأمر السهل لثلاثة أسباب:

أولا: الصحف الورقية تحارب الإنترنت والتصفح الرقمي وتخسر.

ثانيا: الجيل الجديد زبون لمشتريات حديثة (تثيره الإعلانات التي هي مَعين الصحف الأول فيشتري) أكثر من الجيل الذي تجاوز الأربعين مثلا، لكن هذا الجيل الجديد لا يكترث لقراءة النقد المطبوع أكثر مما يداوم عليه الجيل الأسبق.

ثالثا: صفحات السينما لا تجلب معلنين كثيرين لأنها، كباقي الصفحات الثقافية، متخصصة ومتوجهة إلى قراء محدودين على الرغم من شيوع السينما كحالة جماهيرية. بالتالي لا يهم من يكتب لأنه لن يستطيع تغيير الوضع كثيرا.

* والمسألة ليست بين جيلين أو ثلاثة. نعم ديريك مالكولم وفيليب فرنش وصلا، إن لم يكن تجاوزا، سن التقاعد، لكن رومني وكوين مثلا هما من الجيل اللاحق (في مطلع الأربعينات). الواضح إذن، أن بعض السبب وراء استبدالهم يعود إلى العامل الاقتصادي الكامن وراء كل إجراء آخر. لكن لم يتم تحميل النقاد النتيجة في حين أن السبب الرئيس يكمن في عدم وجود مصالحة حقيقية وفاعلة بين الصحيفة الورقية ونسختها الإلكترونية؟

الشرق الأوسط في

30/08/2013

 

دايفيد فينشر:

الطريق الى القمة بعد احباطات

إبراهيم العريس 

قبل سنوات، حين سوجل المخرج الأميركي دايفيد فينشر في شأن الصحة التاريخية للاستنتاجات التي توصل اليه فيلمه «زودياك» المأخوذ من حكاية سفاح حقيقي، لم يفته أن يقول ان «ما في الفيلم قد يمكن اعتباره أقرب الى الحقيقة، لكنه يبقى في حدود الفرضية...»، مضيفاً: «علينا ألا ننسى اننا هنا امام فيلم سينمائي بعد كل شيء وقبل كل شيء»، «وبالتالي يجب ان نتذكر ان الفن ليس عليه ان يقدم إجابات قاطعة حاسمة. بل يتعين عليه فقط ان يطرح اسئلة ذكية ومثيرة...». والحال انه حتى وإن كان فينشر قد خرج عن هذا «القانون الجمالي» بين الحين والآخر، فإنه عرف دائماً وفي ما يزيد قليلاً عن نصف دزينة من أفلام ناجحة وجيدة حققها حتى الآن، كيف يقدم أعمالاً فنية تثير اسئلة مدهشة في بعض الأحيان. ومع هذا، يصعب كثيراً النظر الى فينشر بوصفه «مخرجاً مؤلفاً» او اقرب لأن يكون مؤلفاً على غرار سادة الموجة الجديدة الفرنسية الذين أعلن دائماً اعجابه بهم. بل حتى في وسعنا ان نقول انه يبعد، في فلسفته السينمائية في شكل عام، عن زملائه من المجايلين الأميركيين له الذين نتناول بعضهم في هذه السلسلة، فالواحد من هؤلاء يسعى، عادة، قليلاً أو كثيراً، كي تكون ثمة وحدة ما في أفلامه، سواء أكان هذا على صعيد الشكل أو على صعيد وحدة المضمون. أما فينشر، فإن لديه من التنوع في سينماه ما يجعل المتفرج يعتقد في كل مرة انه أمام مخرج مختلف. ومع هذا لن يكون من الصعب بالنسبة الى المراقب المدقق ان يعثر على ما يشكل قاسماً مشتركاً في أفلامه.

بدءاً بمادونا وأصحابها

دايفيد فينشر الذي ولد عام 1962 في دنفر في ولاية كولورادو الأميركية بدأ حياته الفنية مساعداً في عدد من الأفلام الضخمة. وهو انتقل بعد ذلك، مثل الكثير من مجايليه، الى العمل السينمائي التقني ولا سيما في مجال الأفلام الدعائية قبل ان ينتقل الى تحقيق عدد لا بأس به من «الفيديو كليب». والحقيقة ان المسار التمهيدي لفينشر كان من شأنه أن يكون طويلاً زمنياً لولا تلك الفرصة التي أُتيحت له ذات يوم كي يحقق، وكان لا يزال في العشرينات من عمره، فيلماً قصيراً جداً فيه دعاية ضد التدخين بوصفه يسبّب الإصابة بالسرطان للأجنّة وهم في بطن امهات مدخنات. لقول هذا، واتت يومها المبتدئ الشاب فكرة طريفة قوامها تصوير جنين يدخّن. وإذ رأى مسؤول شركة «بروباغندا فيلم»، ذلك الفيلم القصير والتقط قوة الفكرة، أدرك، كما سيقول لاحقاً، انه في حضرة رجل سينما حقيقي، فعهد الى فينشر بإخراج أول فيديو كليب له عن أغنية لريك سبرينغفيلد. وكان ذلك في عام 1985، الذي شهد ايضاً اكتشاف الشركة نفسها لعدد من مخرجين شبان موهوبين عهدت اليهم بتحقيق النوع نفسه من الشرائط وكانوا يحملون بدورهم تلك الأسماء التي ستشتهر في العقود التالية: سبيك جونز، غور فربنسكي، ميشال غوندري، ميكائيل باي...

خلال السنوات التالية، حقق فينشر عدداً لا بأس به من شرائط مصورة لفنانين لا يقلون وزناً وأهمية عن مادونا وبيلي آيدول وباولا عبدول وفريق آيروسميث وحتى فريق الرولنغ ستون وروي أوربيسون... وكان نجاح معظم تلك الشرائط كافياً للفت أنظار هوليوود السينمائية اليه. وكان من حسن حظه ان شركة فوكس كانت تبحث في ذلك الحين عن مخرج شاب وديناميكي يحقق الجزء الثالث من سلسلة «آليين» فوقع الاختيار عليه وحقق الفيلم. صحيح ان فوكس ستندم بسرعة على ذلك الاختيار مع ان النقاد رحبوا بالفيلم وسُمّي فينشر نفسه لغير جائزة، كما نال الفيلم اوسكار افضل مؤثرات بصرية، لكن الفيلم فشل تجارياً وحكم النقاد عليه بالضعف الفني. ولسوف يثير هذا الحكم ثائرة فينشر ويسبّب خلافاً مع الشركة قال المخرج على أثره انه لم يكره شيئاً في حياته كراهيته لهذا الفيلم. ولكن قبل ان يقضي «آليين» على مستقبل فينشر السينمائي، كان هذا قد تعاقد لتحقيق فيلمه الثاني.

وهذه المرة كانت الخبطة قوية. لكنها احتاجت الى انتظار خمس سنوات قبل ان تتجسد فعلاً. ذلك أن فينشر كان في تلك الأثناء قد عاد الى الفيديو كليب محققاً، بين أعمال أخرى، شريطاً لفريق الرولنغ ستون أدهش المتفرجين، ما أعاد اليه ثقته بنفسه. وهكذا ما إن حلّ عام 1995 حتى كان ينجز روائيّه الطويل الثاني «سيفن» (سبعة) من بطولة غونيث بالترو وبراد بيت ومورغان فريمان. ونعرف جميعاً بالطبع النجاح الضخم الذي حققه هذا الفيلم الذي يروي حكاية سفاح بالجملة يرتكب جرائمه تبعاً لمفهوم الخطايا السبع ويطارده شرطيان يكاد لفرط دهائه وقوته يذهلهما.

والحقيقة ان جزءاً من النجاح «المقابري» للفيلم يعود الى مشهده الأخير القاسي والعنيف والخالي من أي قدر من الإنسانية والذي رغب المنتجون اول الأمر في حذفه من السيناريو والحيلولة دون تصويره، لكن براد بيت الذي كان اصبح نجماً ذا اسم كبير حينها، بدا مؤمناً بفينشر وسينماه فجابه المنتجين مصراً على إبقاء المشهد في الفيلم... فكانت النتيجة ان حقق الفيلم نجاحاً مذهلاً وحصد من المداخيل على الصعيد العالمي ما يزيد ثمانية أضعاف عن موازنته، ناهيك بحصده الكثير من الجوائز وقفزه باسم مخرجه الى الصف الأول بين شبان السينما الأميركية.

قتال مجاني

غير ان النجاح الكبير الذي حصده فينشر مع «سيفن» لم يتكرر في اي من افلامه التالية مباشرة له. فهو حقق بعده بعامين فيلم «اللعبة» من بطولة مايكل دوغلاس وشون بين... صحيح ان هذا الفيلم أتى مُحكماً وقوي الموضوع الذي يدور من حول لعبة اجتماعية تكاد تكون قاتلة، بين رجل وأخيه وتدور من حول حياة الأخ نفسه في شكل خلاق، لكن الجمهور لم يحب الفيلم كثيراً ولا حتى النقاد احبوه ولو انهم أثنوا على أداء دوغلاس فيه... وكاد الفشل الذي اصاب هذا الفيلم ان يدفع بفينشر الى اليأس مرة أخرى لولا أن جاء براد بيت لينقذه من جديد. وكان الإنقاذ هذه المرة عبر فيلم «نادي القتال» وهو بدوره فيلم عنيف يدور من حول جندي افتتح نادياً يتقاتل اعضاؤه في ما بينهم طوال الوقت حتى يسببوا لبعضهم بعضاً – وفي شكل مجاني – أعتى ضروب الأذى. وكما حال «اللعبة»، لم يحب المتفرجون هذا الفيلم في بداية الأمر واعتبروا عنفه قاسياً لا غاية له ومجانياً... وكذلك لم يستسغ النقاد الفيلم. ومع هذا ما إن مرت سنوات قليلة حتى انتخب قراء مجلة «توتال فيلم» السينمائية البريطانية «نادي القتال» كرابع افضل فيلم في تاريخ السينما بعد «فتية طيبون» لسكورسيزي، و «فرتيغو» لهتشكوك، و «الفك المفترس» لسبيلبرغ. صحيح ان احداً لم يعتدّ يومها بذلك الاختيار، لكنه اتى على اية حال نوعاً من التعويض المعنوي لمخرج لا شك في انه كان يبذل جهداً كبيراً في تحقيق افلامه ولكن من سوء حظه، ربما، انه كان يسيء اختيار اللحظة التي يطرح فيها موضوعاته... ومع هذا كله ولأن براد بيت، كان موجوداً دائماً ليسانده، وهو كان منتج «نادي القتال» وبطله الى جانب ادوارد نورتون وهيلينا بوهام كارتر، كان في وسع فينشر ألا يشعر بالإحباط الكلي وأن يمعن في انتظار فرصه المقبلة من دون ان يكون قد وصل الى رتبة «السينمائي الملعون».

ولئن كانت تلك الفرصة حلت جزئياً مع فيلمه التالي «غرفة الرعب» (2002)، حيث احب الجمهور العريض الفيلم الذي قامت فيه جودي فوستر بدور ام تختبئ مع ابنتها في غرفة سرية في بيتهما، إذ يهاجمه لصوص قساة، وحقق الفيلم مردودات تزيد عن مئة مليون دولار في عروضه الأولى، فإنها – اي الفرصة – اتت كبيرة بعد ذلك بخمس سنوات، اي في عام 2007، حين حقق فينشر واحداً من انجح وأفضل افلامه منذ «سيفن»، ونعني به «زودياك»، الذي اعاد وصل صاحبه بمفهوم النجاح، حتى وإن كانت مردوداته المالية قد جاءت متواضعة (ما لا يزيد عن ستين مليون دولار في العروض الأولى). فالفيلم رُشّح للسعفة الذهبية في مهرجان «كان»، كما رُشّح لجوائز أخرى عدة. صحيح انه لم ينل اية واحدة منها، لكن النقاد استقبلوه بقوة ووضعوه في منزلة واحدة مع الفيلمين الكبيرين الأميركيين اللذين ظهرا في العام نفسه، «ستكون هناك دماء» لبول توماس اندرسون، و «ليس هذا وطناً للعجائز» للأخوين كون... وبفضل هذا الفيلم، استعاد فينشر بالتأكيد مكانته الأساسية في حاضر السينما الهوليوودية، وصار عليه من ذلك الحين وصاعداً، ان يسجل النجاحات تلو الأخرى.

وصول الى العصر

وكانت في الحقيقة نجاحات مدهشة وطيبة حتى وإن كانت قليلة العدد حتى الآن. فمنذ عام «زودياك» – 2007 – لم يحقق دايفيد فينشر سوى اربعة افلام (آخرها تلفزيوني). لكن الثلاثة الأولى من بينها كرّست مكانته بالتأكيد، وليس على الصعيد الفني فقط، ولا على صعيد الجوائز الكثيرة، التي رشح للكثير منها وفاز بعدد لا يستهان به، بل كذلك على صعيد النجاح التجاري. وكان اول هذه الأفلام «حالة بنجامين بوتون الغريبة» (2008) المأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب سكوت فيتزجيرالد، والذي يحكي حكاية في منتهى الغرابة عن بنجامين الذي ما إن يصل الى عمر معيّن حتى يصغر بدلاً من أن يكبر في السن الى ان يعود طفلاً رضيعاً. في هذا الفيلم لعب براد بيت الدور بإجادة مدهشة في ثالث تعاون له مع فينشر، وحقق الفيلم نجاحات لدى النقاد ومداخيل مالية مشرفة على رغم ارتفاع موازنته التي لم تقل عن 150 مليون دولار أنفق الكثير منها على المؤثرات والخدع، ما انتهى الى حصول الفيلم على اوسكارات قيّمة في هذه المجالات بالذات، بين العشرات من الجوائز والترشيحات الأخرى.

وبعد عامين من هذا النجاح الكبير الذي حققه فينشر في تلك الحكاية الغريبة، اتى دور النجاح التجاري والجوائزي والنقدي الأكبر في مساره حتى الآن، في «الشبكة الاجتماعية» (سوشال نتوورك) الذي عرض في العام 2010 وضمت لائحة جوائزه ما يزيد عن خمسين جائزة من بينها السيزار الفرنسية والغولدن غلوب والبافتا وما الى ذلك. ونعرف طبعاً ان هذا الفيلم اتى ليلامس واحدة من أكبر حكايات النجاح الإعلامي والاقتصادي في مفتتح الألفية الثالثة، حكاية الشاب الأميركي مارك زوكربرغ الذي ابتكر ذات لحظة سأم في حياته محرك «الفيسبوك» ليتحول هذا بين ليلة وضحاها الى انجح مشروع اجتماعي ومؤسسة اقتصادية في العالم. والحقيقة ان فينشر الذي، كعادته، حقق فيلمه هذا انطلاقاً من كتاب «بليونيريو الصدفة» لآرون سوركين، عرف في هذا الفيلم كيف يضرب ضربته الكبرى، سواء أكان ذلك في مجال اختياره موضوعاً شديد الراهنية، او من خلال لغة سينمائية دينامية سريعة الحركة مبهرة في حواراتها تتماشى كل التماشي مع لغة العصر ومزاج شبيبته، فكان ان أقبل الشباب بوفرة لمشاهدة حكاية نجاح واحد منهم، يرويها مخرج له هو الآخر ديناميكية الشباب.

والحال ان فينشر لم يعد في حاجة لأن ينتظر طويلاً أو لأن ينقذه احد من اي احباط، بعد «الشبكة الاجتماعية». ومن هنا كان من المنطقي ان يكون هو من وقع الاختيار عليه لتحقيق الطبعة الهوليوودية من الفيلم المقتبس عن رواية الراحل ستيغ لارسن الشهيرة «الفتاة ذات الوشم»، على ان يتولى لاحقاً اخراج الجزء الثاني من الرواية الثلاثية نفسها. ومن جديد، أخذ فينشر كل حريته الفنية والتعبيرية في تحقيق هذا الفيلم الذي سرعان ما عرض ليحقق مرة أخرى نجاحات تجارية ونقدية مدهشة... كرست من جديد اسم هذا المخرج الذي انصرف بعد ذلك الى انتاج تلفزيوني في انتظار العمل المقبل، او بالأحرى العملين المقبلين، طالما انه اعلن عن عزمه تحقيق الفيلمين المتبقيين من ثلاثية لارسن.

الحلقة المقبلة: بول توماس اندرسون

الحياة اللندنية في

30/08/2013

 

«قلب الأسد»: حصة كبرى من المداخيل...

وضجيج وسط حفنة من المغالطات

القاهرة - أمل الجمل 

يتعالى هذه الأيام صخب «نقدي» مصري يحاول أن يؤكد أن فيلم «قلب الأسد» حقق «نجاحاً مُذهلاً، وإقبالاً جماهيرياً منقطع النظير، وإيرادات غير مسبوقة في تاريخ السينما المصرية وذلك لقوة السيناريو الذي يعبر بصدق وعمق عن واقع الفقراء والمهمشين»! أما إذا حاول ناقد أو معنيّ بالسينما أن يقول ما هو مغاير لهذا فإن الصخب يرتفع أكثر ليقول إن «مهاجمي الفيلم يتعالون على فيلم شعبي وجماهيري»، بل يصل الصاخبون إلى القول «إنه لولا عائلة السبكي - منتجي الفيلم المشهورين في الوقت نفسه بتجارة ناجحة للحوم - لتوقفت صناعة السينما بعد أن انسحب معظم المنتجين بسبب الخوف من الظروف الراهنة»، لكن أصحاب هذه الأصوات لا يسألون أنفسهم لماذا دائماً ما تأتي أفلام السبكي على شاكلة واحدة فتجني الأرباح من دون أية خسائر ومن دون أن تقدم فيلماً على مستوى فني وفكري راقٍ؟!

«أنا لم أنزل إلى ميدان العمل السينمائي كي أنقذ البشرية أو كي أُصلح الشأن السينمائي. نزلت ذلك الميدان كي أُضاعف ثروتي. فبيع الجنس والعنف أسهل من بيع أي سلعة أخرى». هكذا، اعترف جوزيف ليفين أحد كبار المنتجين الهوليووديين ذات يوم، فالـــترفيه عبر الأكـــشن والعنف والجنس دائماً تجارة رابحة، وكثير من المنتجين في مصر لا يختلفون في توجهاتهم عن ليفين، باستثناء أنهم لا يتيحون الفرصة أمام السينما البديلة لتأخذ فرصتها إلى جوار سينما المقاولات التي يفرضونها بخلطتها المعروفة.

بالملايين

صحيح أن «قلب الأسد» للممثل الشاب الموهوب محمد رمضان حقق إيرادات قياسية في أسبوع واحد بلغت 12 مليون ونصف المليون جنيه وفق تصريح مُعلن لمدير غرفة صناعة السينما المصرية، لكن ما يتجاهله المؤيدون أن الفيلم ولأول مرة في تاريخ السينما المصرية يتم عرضه في 90 دار عرض سينمائي في توقيت واحد، بينما الأفلام الأخرى تُعرض في 45 أو 40 دار عرض فقط. ثم إن جمهور العيد ليس مقياساً لذوق المتلقي، لأنه جمهور موقت مختلف ومتنوع بين الشعبى والعشوائى والقاهرى والريفى. فعدد كبير من مرتادى دور العرض - وعلى الأخص في وسط البلد - هم من أبناء الأقاليم وضواحي القاهرة والمدن القريبة منها الذين يحضرون لقضاء يوم ترفيهى يتضمن مشاهدة الأفلام المتاحة.

أثناء ذلك يلجأ الموزعون والمنتجون إلى منع عرض أي فيلم أجنبي طوال أسبوع العيد ما يُحتم أن تصب «كعكة» العيدية لمصلحة الأفلام التي تنتمي غالباً إلى الكوميديا السطحية أو العنف، على خلفية اجتماعية تتاجر بقضايا المهمشين. والناس في حاجة للضحك والترويح عن النفس خصوصاً في ظل ظروف سياسية ضاغطة، وكأن مشاهدة الأكشن والكوميديا نوع من التنفيس.

على طرف نقيض من الحملة المؤيدة للفيلم ظهرت حملة أخرى متطرفة قادها بعض نشطاء المواقع الاجتماعية («فايسبوك» و «تويتر») مطالبين بمحاكمة المخرج، ومقاطعة أفلام السبكي لأنها «سبب الأزمة الأخلاقية الموجودة في مصر» متهمين العمل بالترويج للتحرش الجنسي وبالإسفاف في الألفاظ واستخدام الإيحاءات الجنسية ومشاهد العنف، خصوصاً بعد أن قامت مجموعة شباب بالرقص بالمطاوي و «التكاتك» على كوبري قصر النيل عقب خروجهم من الفيلم.

ومهما يكن من أمر فإننا رأينا في الفيلم أن الاتهام السابق المغالي في مزايداته يكشف أن المهاجمين لم يشاهدوا الفيلم، فهو على رغم مستواه الفني المتوسط، يخلو من الإسفاف أو الابتذال ربما باستثناء لفظ واحد وحركة صوتية قبيحة.

والفيلم قطعاً بريء من إفساد الشباب لأن العنف الموجود في المجتمع حالياً يفوق خيال أي كاتب سيناريو. يتضمن العمل بعض مشاهد الإغراء المتواضعة القصيرة وأغنية شعبية جذبت إليها الكثيرين، ومحاولة لفت الانتباه أو استجداء الضحك بتقليد عمرو عبدالجليل عندما يقلب حروف الكلمة أو يعكس تركيبة وبناء الجملة، إلى جانب تطعيم الحوار بجُمل من نوعية: «أديك فى الجركن تركن» - «الرجولة ملهاش قطع غيار» - «طريقك كله تكاتك وباصات إنما طريقي كله مسفلت مفيهوش مطبات» - «إذا أردت النجاح فاشتغل تاجر سلاح» - «تلميذك قنبلة رجولة» - «اللي يحضر الجن وميعرفش يصرفه، يعرف أن الجن حيقرفه».

تدور الأحداث في أجواء عالم الجريمة المكررة في مئات الأفلام المصرية مع اختلاف التفاصيل، بصراعات تقليدية مع خلفية إنسانية شاحبة لكنها متقنة الأداء التمثيلي. وباستثناء أن البطل أدى اللقطات الخطرة بنفسه، وعلى رغم أنه تمت الاستعانة بمصمم المعارك والأكشن «فوسي» من جنوب أفريقيا، فإن مشاهد الأكشن تقليدية معتادة، سواء مطاردة السيارات أو مشــاهد التعذيب المألوفة سواء بالضرب أو بالتعليق والتغطيس تحت المياه.

فارس الجن حرامي

يحكي الفيلم قصه شاب بسيط من نزلة السمان يدعى «فارس الجن»، يضطر للسرقة ليدفع مصاريف المستشفى لوالدة حبيبته، الصدفة تقوده لسرقة موبايل عضو مجلس الشعب وتاجر السلاح الذي يتعاون معه أحد رجال البوليس. يتم ضبط فارس وتعذيبه، فيصمد وينجح في الإفلات ما يثير إعجاب الرجل الكبير ويقرر أن يجعله ذراعه اليُمنى.

يثبت فارس ولاءه ودهاءه وقدرته على الانتقام ممن يخون سيده، لكنه يتردد في الاستمرار معه بسبب موقف حبيبته، فيقرر مساعدة أحد رجال الشرطة الشرفاء للإيقاع بولي نعمته، ثم يتضح أن فارس خدع الشرطة والمجرم واستولى على حقيبة ضخمة متخمة بالدولارات.

على رغم غياب أي عمق أو بعد فكري، كتب حسام موسى قصة وسيناريو فيلم أكشن مقنع، خصوصاً في الجزء الأخير من العمل. ومع هذا، تُوجد مشاهد يمكن الاستغناء عنها من دون أن يختل بناء الفيلم، بل ربما يصبح أقوى، مثل لقطات للبطل مع الأسد وحواره الساذج، وأخرى تحكي عن اختطافه من والده الكفيف، ثم اكتشافه أن رجل الشرطة الشريف هو ابن عمه، فيتعاون معه. كريم السبكي الذي يخوض تجربة الإخراج للمرة الأولى اختار كادرات وزوايا التصوير جيداً، لكن تكوين بعض الكادرات أتى حاملاً رمزية مباشرة تضرب على سقف توقعات المتلقي كما حدث في نهاية مشـــهد لقاء فارس بخطيبته الرافضة المال الحرام، إذ يتركها في أعلى السلم ويردد أثناء نزوله حديث عن طموحه ونجاحه وأحلامه.

تم الانتقال بين لقطات الفلاش باك والحاضر بسلاسة ومن دون إرباك. كذلك جاء إيقاع الفيلم متوازناً باستثناء لقطات المطاردات الأولية التي استغرقت ما يتجاوز الخمس دقائق وهو زمن إن لم يمتلئ بفعل مُقنع وحركة شديدة الخطورة تخطف أنفاس المتلقي، يتحول ليصبح في غير مصلحة الفيلم.

الحياة اللندنية في

30/08/2013

 

ألق الصحراء ونور السينما

طانطان (المغرب) – مبارك حسني 

قد يحدث لك أحياناً أن تسعفك الظروف لعيش لحظة تكون فيها السينما الحدث الثقافي الذي يجر القاطرة الثقافية، نقاشاً وجدالاً وإحياء للمطمور المعرفي. في مثل هذه اللحظة تشعر من فورك أن الصورة السينمائية وصانعيها يمكن أن يُحركوا أموراً بعمق حقاً وأيضاً بألق شفيف. ذلك ما حدث في مدينة هي مفتاح الجنوب الكبير للمغرب، نحو منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، ذلك المدى الممتد من الكثبان والحواضر والمجاور للمحيط. مدينة الطانطان، حاضرة العبور إذن عرفت تنظيم ملتقى سينمائي في دورته الأولى، وطبيعي أن تكون الثيمة المخصصة هي الصحراء في السينما المغربية، وفي السينما بشكل عام.

وقد تولدت الفكرة انطلاقاً من أمرين. الأول، أن السينما في المغرب عانقت جل المناطق والمناحي الجغرافية بأفلام متعددة ومتفاوتة الجودة، وبالتالي فقد نشأت الرغبة لدى جمعية المجتمع المدني بالجهة كي يتم الانخراط في ذات الدينامية أسوة بالشمال. الأمر الثاني، أن الصحراء صارت مجال توظيف للسينما العالمية والإقليمية وأخيراً المغربية، وما مثال ورزازات إلا دليل قوي. وهذه السينما نوعت أشرطتها بالتطرق إلى جهات ومدن الصحراء من خلال مواضيع ومقاربات تلعب فيها خصوصيات المجال دوراً أساسياً في خلق حساسيات فنية سينمائية جديدة ورؤى متجددة للإنسان والوجود.

برنامج طموح

وهكذا سطرت جمعية «رباط الأخوة» للتنمية والثقافة بمدينة طانطان برنامجاً طموحاً يتناول العروض السينمائية والورشات التكوينية والندوات، في سعي مماثل لكل الفقرات المعهودة في مهرجانات البلد الأخرى، كي تخلق الحدث وتشد الأنظار وتُمكن من إنبات تراكم فني ومعرفي. وفي هذا الإطار شملت عروض القافلة السينمائية بساحة المدينة ومخيم الشبيبة ومعهد الصيد البحري أفلاماً مغربية مستوحاة من الصحراء كشريط «طرفاية، جنب البحر» للمخرج المغربي داوود أولا السيد، وأشرطة قصيرة لمخرجين واعدين من منطقة الصحراء ومناطق المغرب الأخرى.

وهي حالة خاصة تُعرف فيه هذه الأعمال بهذا الشكل في مجال لم يألفها من قبل، الشيء الذي جعل الساكنة تحاور وتجاور السينما مباشرة وبشكل لصيق منذ زمن، منذ العهد الزاهر القديم لقاعة سينما «النهضة» بالمدينة، إحدى أجمل القاعات في المنطقة.

وزاد من حرارة اللقاء استدعاء وجوه فنية وطنية معروفة، تمثلت في الممثل والمخرج إدريس الروخ والممثلة والمثقفة بشرى أهريش، وهما وجهان تألقا بشكل كبير في برامج التلفزة خلال شهر رمضان السابق، مما كثف من الحشود والتعالق الفني الحميمي.

بموازاة ذلك، عرف الملتقى ندوة فكرية فنية وطنية هامة حول «الصحراء في السينما المغربية». وقد استدعي إليها ثلة من أهل الكتابة والنقد وهم الدكتور والناقد الفني عبد لله الشيخ، والكاتب والناقد محمد شويكة والكاتب والناقد مبارك حسني والباحث حسن مجتهد. وهم تطرقوا، كل من جهته إلى جوانب حضور الصحراء في السينما، من خلال أفلام هامة معروفة بعينها، ومميزاتها وإضافاتها إلى هذا الحقل الإبداعي الفني الكوني. كما تم التطرق، وهذا هو الأهم، إلى برزو الصحراء في السينما المغربية كموضوع حديث يتطلب الكثير من الجهد والانخراط والتأني والمقاربة اللصيقة العارفة. وتمت المناقشة والتعقيبات بشكل صريح وقوي وعميق. وهو سبق كبير يحسب لمدينة طانطان، أن نجحت في فتح ملف فني وفكري وسياسي من باب المكاشفة والدرس والتحليل.

في ذات المنحى، تم تقديم كتاب ومطبوع سينمائيين. الكتاب قُدم في صالة مقهى ماجوريل، وهو جماع مقالات لكتاب ونقاد مغاربة حول تجربة المخرج داوود أولا د السيد السينمائية، قام بتجميعها وإعدادها للنشر محمد شويكة. وخلال التقديم فُتح نقاش طويل وثري حول السينما، والمغرب، والفن وإضافات المخرج للسينما المغربية. أما المطبوع الأنيق فقد قُدم في قاعة عروض المعهد البحري وتناول بعض كتابات الكاتب مبارك حسني النقدية في جريدة «الحياة»، وقد قام بإعدادها وتجميعها وتبويبها الناقد السينمائي والباحث أحمد سيجلماسي، وكانت مناسبة للتكريم ومناقشة دور الكتابة حول السينما.

مكان للسيناريو

هذا التوجه المعرفي تُوج بتنظيم مسابقة في كتابة السيناريو وورشات تكوينية في بعض مجالات تحقق السينما واشتغالاتها لفائدة شبيبة المنطقة، وذلك في أفق خلق جيل من السينمائيين بتقديم المعرفة العملية الضرورية لذلك. وقد حضرها ثلة من المخرجين والفنانين والمهتمين الشباب الذي قدموا من مدن العيون والسمارة والداخلة والريش قصد إغناء الملتقى بأفلامهم القصيرة التي سبق لبعضها أن حصل على جوائز في مهرجانات خاصة بالمغرب. وبالتالي حدث تلاق مثمر ما بين أجيال مختلفة من السينمائيين والمثقفين والساكنة والشبيبة.

والحق أن الدورة الأولى هذه حققت الأهم، وهو تقديم السينما لأول مرة في المنطقة، وبعث النقاش الثقافي المجتمعي الفني، ورسم معالم حضور مستقبلي لكل هذا. ولقد جرى ذلك بإمكانات محدودة وبسواعد شباب مثقف يغار على المغرب وعلى المنطقة. ومن المنتظر إثر هذا النشاط، أن ينخرط المسؤولون الكبار في إشاعة ونشر الثقافة هنا في صحراء الجنوب، عمق المغرب وجذره الأصيل. ومن المعروف أن طانطان ليست مدينة البحر وأحد موانئ الصيد الكبرى، بل مدينة الثقافة المغربية الحسانية أيضاً، وللسينما في مداها اللانهائي وسكانها وحيويتها فرص اشتغال وتوظيف كبيرة.

والدليل هو تلك الفقرات الفنية من رقص الكدرة بلباس الدراعة الرجالي والملحفة النسائية جوار خيمة صحراوية كبيرة ضمت كل صـــنوف الأواني والفراش المحلية مع دورات الشاي المُعد بعناية كبيرة جداً رفقة الأحاديث الطــويلة المــتنوعة والشعر، في أجواء ليست بعيدة عن سحر شريط «شاي في الصحراء» لبرناردو برتولوشتي المـــأخوذ عن الرواية الشهيرة بذات الاســم للــكاتب الأميركي الذي قطن طنجة المغربية أزيد من نصف قرن، بول بوولز... هي الصحراء حين نستشفها من الداخل وفي العمق.

الحياة اللندنية في

30/08/2013

 

صورة البحر في السينما المغربية

الجديدة - نور الدين محقق 

يأخذ البحر تجلياته الصورية الجميلة في فصل الصيف، فهو يتحول من مجرد منظر طبيعي قوي بحضوره المتنوع مداً وجزراً، إلى مجال ليس فقط للتمتع بالنظر إليه، وإنما أيضا بالسباحة فيه والاستفادة من مياهه للتخفيف من حرارة هذا الفصل. وتبعاً لذلك، فإن البحر لم يحضر في الواقع فحسب، وإنما شكّل له موقعاً هاماً ضمن المتخيل الثقافي العام للناس، كما عبّرت عنه الآداب والفنون. وبما أن السينما تحتل مكانة متميزة في عملية بناء هذا المتخيل الثقافي الإنساني، فقد استطاعت أن تقدم صوراً مختلفة للبحر داخل الأفلام السينمائية التي قدمتها. وهكذا حضر البحر في السينما العالمية بمختلف مدارسها، كما حضر في كل من السينمات الأخرى، ومنها طبعاً السينما العربية بشكل عام والسينما المغربية على سبيل التحديد.

وفي هذا المجال، من المؤكد أن لا أحد من عشاق السينما يمكن أن ينسى فيلم «الشيخ والبحر» المقتبس عن رواية إرنست همنغواي الشهيرة الحاملة نفس الاسم، هذا الفيلم الذي قُدم أكثر من مرة، وبتصورات إخراجية متعددة، منها واحدة للمخرج الأميركي جون ستيرجس كانت هي الأولى وقد تمت سنة 1958، ثم جاءت نسخة أخرى للفيلم خاصة بالتلفزيون للمخرج العالمي ألكسندر بيتروف، وقد جسد دور الشيخ فيها الفنان الكبير أنطوني كوين. كما حضر البحر أيضاً في أفلام جيمس بوند على اختلاف أنواعها وعلى اختلاف مخرجيها. ثم من يستطيع أن ينسى لقطة البحر في فيلم «الفراشة» للمخرج فرانكلين شافنير، حيث يقفز البطل (الذي جسد دوره الممثل ستيف ماكوين)، في هذه اللقطة الأخيرة من هذا الفيلم، من أعلى نحو مياهه بحثاً عن خلاص من سجن أبدي يوجد فوق قمة جبل محاط من كل جانب بالمياه، تاركاً صديقه الآخر الذي جسد دوره باقتدار كبير الممثل داستن هوفمان، الذي لم يستطع أن يرمي بنفسه في البحر كما فعل صديقه ؟ لا أحد طبعاً ممن شاهدوا الفيلم يستطيع ذلك.

أما في السينما العربية، فتكفي الإشارة إلى بعض الأفلام السينمائية، لنتذكّر كيف أن صورة البحر في هذه السينما كانت قوية ومعبرة جداً. فقد حضرت صورة البحر حتى في عناوين هاته الأفلام، مثل: «صخب البحر» للمخرج صبيح عبد الكريم ، و»بس يا بحر» للمخرج خالد الصديق، وفيلم «رسائل البحر» للمخرج داود عبد السيد... وغيرها من الأفلام السينمائية العربية العديدة التي حضرت فيها صورة البحر إيجاباً وسلباً. حضر البحر هنا، سواء كفضاء مؤثِّت للأحداث أو كفاعل رئيسي في تشكل هاته الأحداث ذاتها، بحيث كان وجوده عنصراً لا محيد عنه في سيرورة السرد الحكائي للفيلم .

في السينما المغربية نجد حضوراً لتيمة البحر في كثير من الأفلام المغربية، كما نجد حضوراً للبحر في بعض عناوين بعض الأفلام السينمائية منها فيلم «ريح البحر»، للمخرج عبد الحي العراقي، أو فيلم «طرفاية أو باب البحر»، لداوود أولاد السيد أو فيلم «علاش ألبحر؟» للمخرج حكيم بلعباس، وغيرها طبعاً.

ويحضر البحر في السينما المغربية، إما كمجال للعبور نحو الضفة الأخرى، ونجد أفلاما كثيرة تطرقت إلى هذا الأمر، بحيث بدا البحر فيها طريقاً نحو الآخر، لكنه طريق مليء بالمخاطر. تجلى هذا الأمر في كل الأفلام السينمائية المغربية التي تحدثت عن تيمة الهجرة لا سيما الهجرة السرية.

وهنا حضر البحر بجبروته وباعتباره مقبرة جماعية للذاهب إليه على «قوارب الموت». ويمكن أن نشير في هذا الصدد إلى أفلام مثل «خيول الحظ « للمخرج الجيلالي فرحاتي و»وبعد» للمخرج محمد إسماعيل على سبيل المثال. كما حضر البحر باعتباره فضاء للضياع في فيلم «شاطئ الأطفال الضائعين» .

ومع ذلك، فهناك أفلام سينمائية مغربية أخرى شكل البحر فيها فضاءً للتطهير الذاتي حيث تم اعتبار مائه وسيلة لمحو الماضي والتخلص من آلامه، والرغبة في بداية حياة جديدة. وقد تحوّل البحر في هذا النوع من الأفلام إلى فضاء قدسي جميل سواء على مستوى المشاهدة، أو على مستوى المعايشة.

والفيلم السينمائي المغربي الذي يمثل لنا هذا النوع المميز في العلاقة مع البحر هو فيلم «نساء ونساء» للمخرج سعد الشرايبي. هنا في هذا الفيلم نجد بطلته (الفنانة القديرة منى فتو)، بعد المعاناة التي ألمت بها إن على مستوى صراعاتها داخل العمل الذي تمارسه أو على مستوى علاقتها الغرامية مع حبيبها وافتراقها عنه بعد علمها بخيانته لها، تعود إلى فضائها الأول عند أهلها، حيث البحر يعلن عن تجلياته البهية، وحيث ستذهب إليه للتخفيف عن كل آلامها، وهو ما سيتحقق لها في النهاية. وقد بيّن حتى ملصق الفيلم هذه اللحظة التي تظهر فيها البطلة، وهي ترمي الماء، ماء البحر، على وجهها وتغتسل به.

إضافة إلى هذه التجليات الخاصة للبحر في السينما المغربية، يحضر البحر أيضاً بقوة كمجال للعيش، ويتجلى هذا الأمر بالخصوص في بعض أفلام المخرج المغربي حكيم بلعباس، وفي مقدمها فيلم «علاش ألبحر؟» التي سبقت الإشارة إليه.

هكذا يبدو لنا أن السينما المغربية هي كذلك لم تنس أن تسجل صورة البحر في مختلف تجلياته، وهي تقترب من عملية تصوير الواقع وتشكل متخيلاً فنياً انطلاقاً منه.

الجدير بالذكر هنا ونحن نتحدث عن «صورة البحر في السينما المغربية « أن نذكر وجود مهرجان سينمائي مغربي اتخذ من علاقة «الســـينما والــبحر» محور وجوده. خصوصاً أن هذا المهرجان يقام في مدينة شـــاطئية بامتياز هي مدينة «الوليدية «القريبة من مدينة الجديدة. وهو مهرجان سينمائي جدير بكل محبة وتشجيع.

الحياة اللندنية في

30/08/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)