حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لبلبة:

«نظرية عمتي» يعيدني إلى الكوميديا 

كتب الخبررولا عسران

 

غابت الفنانة لبلبة عن السينما لسنوات قبل أن تعود بدورين كوميديين في فيلمين: «نظرية عمتي» إخراج أكرم فريد ويشاركها في بطولته حسن الرداد وحورية فرغلي، «69 ميدان المساحة» إخراج آيتن أمين، يشاركها في بطولته خالد أبو النجا.

عن جديدها وتقييمها لصناعة السينما في ظل الظروف التي تواجهها مصر، كان اللقاء التالي معها.

·        ما الذي جذبك إلى «نظريّة عمّتي»؟

تحمست له ليس لأنه أعادني إلى السينما، إنما لأن دوري فيه كوميدي بحت، وأنا في الحقيقة اشتقت لتقديم الكوميديا بعد فترة طويلة من الأدوار الجادة. في النهاية، يملك الفنان زوايا كثيرة، لكن تبقى لديه زاوية محددة يفضلها، وبالنسبة إلي الكوميديا هي زاويتي المفضلة.

·        أخبرينا عن دورك في الفيلم.

أؤدي دور عمة تسعى إلى تزويج ابنة شقيقها (حورية فرغلي) بأي طريقة ووفق فلسفتها الخاصة، هنا تبدأ الكوميديا، خصوصاً أنني أؤدي دور سيدة كبيرة في السن، ثرية وتعيش حياتها كيفما تراها صحيحة، من دون أن تهتم بعمرها. الدور مليء بالكوميديا وقد جذبني منذ قرأته.

·        ألم يقلقك أن هالة صدقي كانت مرشحة لتقديم الشخصية واعتذرت عنها؟

لم أكن أعلم بذلك في البداية. في الحقيقة، كان يفترض أن يخرج إسلام خيري الفيلم، وعلى هذا الأساس كانت هالة صدقي ستظهر معه، لكنها انشغلت بأكثر من عمل، بالإضافة إلى تصوير برنامج لها، ثم اعتذر إسلام وأسند إخراج الفيلم إلى أكرم فريد، فاتصل بي وعرض عليّ الدور، وعندما قرأت السيناريو تحمّست له.

·        كيف تقيّمين تعاملك مع أكرم فريد؟

سبق أن عملت معه في فيلم «عائلة ميكي» وبيننا تفاهم، لذا سعدت بتكرار التعاون معه. أتمنى أن ينال الفيلم قبولا جماهيرياً وفنياً، خصوصاً أنه سيعرض في موسم عيد الفطر.

·        ألا تقلقين من توقيت عرض الفيلم في ظروف مضطربة سياسياً؟

لا بد من توجيه شكر إلى شركة «نيوسينشري» التي تتولى الإنتاج في مثل هذه الظروف الصعبة وتدهور الأحوال الاقتصادية في البلاد وعزوف المنتجين عن العمل. أتمنى أن تستمر في إصرارها على العمل مع غيرها من شركات الإنتاج لتجاوز هذه المحنة. أما تحديد التوقيت فهو حق مباح وأصيل للمنتج، وأعتقد أن موسم عيد الفطر موعد مناسب للفيلم، ويفترض أن يجذب الجمهور إلى دور العرض، لكن وسط الظروف التي تمر بها مصر، لا شيء مضموناً، على أمل أن تجتاز مصر هذه الأوضاع الصعبة بسلام، لأن المصريين باتوا لا يتحملون ما يحدث، وإن كنت أعتقد أننا على أعتاب نصر مقبل واستقرار من بعده.

·        برأيك، هل يمكن أن يتخطى الفن ما يحدث من اضطرابات؟

دعني أكون صريحة معك، عاصرت ظروفاً مختلفة وسيئة مرت على الفن في مصر، وتخطاها، الحمد لله، وأثبت قدرته على أن يعود أقوى مما كان، لذا أنا غير قلقة، لأن الإنتاج لا بد عائد وسيكون الحضور الجماهيري أقوى.

·     صورت «69 ميدان المساحة» في الوقت نفسه مع «نظرية عمتي»، كيف وفقتِ في مواعيد التصوير بينهما؟

دعني أؤكد حجم الإرهاق الذي بذلته للانتهاء من تصوير عملين في التوقيت نفسه، لاختلاف طبيعة كل فيلم عن الآخر، لكن سعادتي بالعودة إلى السينما صبرتني. أتمنى أن يعرض «69 ميدان المساحة» في توقيت مناسب ليحقق نجاحاً يستحقه عن إيمان ويقين، وهو ما سيتأكد منه الجمهور عند عرض الفيلم قريباً، لا سيما أنه حائز على دعم وزارة الثقافة، وهو من إخراج آيتن أمين.

·     الشباب شريك أساسي في تجاربك السينمائية الأخيرة، فهل مردّ ذلك القبول بالواقع والتعايش معه؟

الوقوف إلى جانب الممثلين الشباب في عناصر العمل الفني واجب علينا كجيل أعطى للفن الكثير، ولا بد من أن يستكمل مشواره بأن يسلّم الراية للأجيال المقبلة، تماماً مثلما حدث معنا عندما كنا في بداية مشوارنا ووجدنا من يأخذ بيدنا ويساندنا بخبرته وعلمه، لذا لا أرى عيباً في مساندة الأجيال الجديدة، وأسعد بالتواصل معهم.

·        من أبرز الممثلين الشباب الذين تعاملتِ معهم؟

بسمة ومصطفى شعبان في أولى بطولاتهما السينمائية في «النعامة والطاووس»، فتحي عبد الوهاب وياسمين عبد العزيز في «فرحان ملازم أول»، عمرو واكد ومجموعة من الوجوه الجديدة في «جنة الشياطين». كذلك شاركت مع محمد هنيدي ومحمد سعد إحدى تجاربهما، وأشارك حورية وحسن الرداد في «نظرية عمتي»، خالد أبو النجا في «69 ميدان المساحة»... ما يؤكد حرصي على مساندة الممثلين الشباب شرط أن أقدَّم بشكل يليق بمكانتي واسمي.

·        ألم يحدث خلاف حول وضع اسمك على الملصق بما يليق بمكانتك؟

إطلاقاً، لم اضطرّ يوماً إلى الحديث في مثل هذه الأمور لأن أي شركة إنتاج تعرف مكانتي وقدري ولم أتعرض لموقف تم تجاوزي فيه. يضاف إلى ذلك أن غالبية شركات الإنتاج باتت تستخدم صور أبطال العمل بدلا من الأسماء.

الجريدة الكويتية في

12/08/2013

 

ماجدة...

سيدة الإحساس الراقي  

اسم النجمة ماجدة الحقيقي عفاف علي كامل الصباحي من مواليد 6 مايو 1931 في طنطا وحائزة شهادة البكالوريا الفرنسية.

كان والد ماجدة موظفاً في وزارة المواصلات، وأثناء وجودها في أحد الأستوديوهات، وكانت شابة يافعة، شاهدها المخرج سيف الدين شوكت وعرض عليها العمل في السينما، فوافقت لتحقق حلمها الذي تمنته. لكن واجهتها مشكلة عائلتها التي لم توافق على عملها في الفن، فجدها أحمد باشا الصباحي عضو مجلس شورى القوانين أيام الخديو إسماعيل، والعائلة بحكم تقاليدها لم تسمح لها بأن تكون ممثلة.

توصل سيف الدين شوكت إلى حل يجعلها تحقق حلمها، وهو أن تغير اسمها من عفاف إلى ماجدة من دون ذكر باقي الاسم وألا تخبر أهلها.

ارتأت ماجدة أن هذا الحل هو الأمثل وأشركها المخرج سيف شوكت أمام إسماعيل ياسين في بطولة فيلم {الناصح} (1949) كان عمرها 18 عاماً.

مع أنها لم تدرس التمثيل ولا تجارب سابقة لها، إلا أن ماجدة أثبتت نفسها كوجه سينمائي معبر، ما دفع سيف إلى ترشيحها في السنة التالية إلى ثاني بطولاتها أمام إسماعيل ياسين في فيلم {فلفل} الذي شارك في بطولته: فريد شوقي وحسن فايق ولولا صدقي.

الطريف أن ماجدة كانت تهرب من مدرستها وتقصد استوديو شبرا لتصوير أفلامها من دون علم أسرتها.

وبعد نجاح هذين الفيلمين على المستويين: الجماهيري والفني، وبعدما أثبتت ماجدة موهبتها، رشحها المخرج مصطفى حسن في العام نفسه  لبطولة فيلم {ليلة الدخلة} مع إسماعيل ياسين وحسن فايق وعبد الفتاح القصري، وما لبثت أن انطلقت بقوة وأصبحت من أهم نجمات الساحة الفنية.

عام 1956، أسست شركة باسمها للإنتاج السينمائي وقدمت باكورة إنتاجها، {أين عمري} قصة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، مع: زكي رستم وأمينة رزق ويحيى شاهين، إخراج أحمد ضياء الدين، فحقق الفيلم نجاحاً كبيراً.

عام 1958، قدمت مع المخرج يوسف شاهين {جميلة بوحريد} الذي يحكي قصة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد ومقاومتها للاستعمار الفرنسي في الجزائر، فحقق الفيلم نجاحاً منقطع النظير، وعرض في مهرجانات سينمائية عالمية، وأثار ضجة فارتفعت مكانة ماجدة الفنية بشكل كبير.

زواج
تزوجت ماجدة الفنان إيهاب نافع عام 1963 وأنجبت منه ابنتها غادة وبعد طلاقها لم تتزوج ثانية. شاركت معه في أربعة أفلام، أولها {الحقيقة العارية} وآخرها {النداهة} (1975)، وكانت ماجدة زوجته الثالثة.

في المذكرات التي تستعدّ لإصدارها تكشف ماجدة العلاقة التي كانت تربط الرئيس السابق حسني مبارك وزوجها إيهاب نافع الذي تتلمذ على يد مبارك، عقب تخرجه في الكلية الجوية وممارسته عمله كطيار في جناح المقاتلات، واهتمام حسني مبارك به وحضوره حفلة زفافهما وإهدائه لهما بطاقة بتوقيعه.

أفلام مهمة

من الأفلام المهمة التي قدمتها ماجدة {المراهقات} (1960) إخراج أحمد ضياء الدين، وقد طالب وزير التربية والتعليم، آنذاك، الجميع بمشاهدة الفيلم، فقامت الدنيا ولم تقعد وتساءل الناس: كيف لوزير التربية والتعليم أن ينصح الطلاب بمشاهدة فيلم عن المراهقات، لكن تم احتواء الأزمة بسرعة.

قدمت ماجدة عبر مشوارها حوالى 100 فيلم من بينها: {قرية العشاق، أنا بنت ناس، أحبابي كتير، الإيمان، البيت السعيد، بائعة الخبز، انتصار الإسلام، مصطفى كامل، لحن الخلود، بلال مؤذن الرسول، الظلم حرام، دعوني أعيش، الميعاد، دهب، طريق السعادة، نهاية حب، الغريب، إجازة نص السنة، القبلة الأخيرة، شاطئ الأسرار، بياعة الجرايد، حواء على الطريق، الرجل الذي فقد ظله، قصة ممنوعة، زوجة لخمس رجال، مع الأيام، السراب، جنس ناعم، أنف وثلاثة عيون، ثورة اليمن، بين أيديك}...

وكان آخر أفلامها {ونسيت أني امرأة} الذي عرض منتصف التسعينيات عن قصة للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس وإخراج عاطف سالم.

مهرجانات عالمية

مثلت ماجدة مصر في المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية، واختيرت كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة، كذلك نالت جوائز في مهرجانات دمشق وبرلينوالبندقية ، وجائزة وزارة الثقافة والإرشاد،  وكان لها دور بارز في جمعية السينمائيات.

لم تكن ماجدة مجرد نجمة سينمائية ذات بريق وشهرة وجاذبية، إنما هي جزء من صناعة السينما التي قدمت فيها أفلاماً مهمة من بينها {العمر لحظة} الذي يتناول أحداث حرب أكتوبر وما قبلها، ويعد وثيقة عسكرية تاريخية للصراع العسكري المصري- الإسرائيلي.

الجريدة الكويتية في

12/08/2013

 

"قلب الأسد"..

الواقع المصرى والتاريخ الهندى!

محمود عبد الشكور 

على عُهدة بعض المواقع الصحفية، يقال إنه الفيلم الذى حقق أعلى إيرادات افتتاحية لأى فيلم عبر تاريخ هذه السينما العريق. يتحدثون عن 3ملايين و200ألف جنيه فى أول يوم عرض. الفيلم هو أيضاً ثالث بطولة للموهوب محمد رمضان، بعد فيلميه "الألمانى" و"عبده موتة"، كما أنه من إنتاج أحمد السبكى، أحد أفراد العائلة السبكية، التى قدمت أنجح الأفلام التجارية فى السنوات الأخيرة.

نحن إذن نتحدث منذ البداية عن فيلم يحاول استغلال النجاح السابق لنجم جديد، ولكن "قلب الأسد" تجربة تستحق الحديث عنها من زاوية أنها بالفعل أفضل أفلام محمد رمضان الثلاثة كبطل شاب، بل إن العمل كان يمكن أن يكون دراما شعبية مميزة، لولا هذا الخط الهندى الذى لازم خلفية الأحداث، ثم أثّر على  نهايتها دون مبرر أو لزوم.

مشكلة "قلب الأسد" ليست فى رسم شخصية بطله فارس الجنّ، بل إن هذه الشخصية بتفاصيلها وعباراتها وحركاتها هى أفضل ما فى الفيلم، أزمة فارس فى أنه نموذج حقيقى من الواقع المصرى، ولكنه يمتلك تاريخاً هندياً غرائبياً، وكأنك أمام طبق فول معتبر بالزيت والليمون أضيفت إليه توابل هندية غيّرت طعمه دون حاجة الى ذلك.

فارس، كما رسمه السيناريو، شخصية قوية وماكرة ومستقلة، لم يكن فى حاجة الى مفاجأة ميلودرامية مضحكة لتغيير اختياراته، ولكن ماذا نفعل إذا كان كتاب السيناريو يرفضون استكمال عملهم دون تلك اللمسات الهندية المليئة بالمبالغة والإفتعال؟!

ليس بلطجياً

يختلف فارس (محمد رمضان)، عن الألمانى و عبده موتة، فى أنه ليس بلطجياً، شخص عادى تماماً يمكن ان تقابله فى أى حارة مصرية، بملابسه ومظهره الغريب، فارس أيضاً له عمل معروف هو ترويض الأسود فى السيرك، يمتلك كذلك شبلاً صغيراً، يحمله الى الأهرامات، ليلتقط معه السائحون صوراً مقابل دولارين للصورة الواحدة.

بطلنا لديه فى نفس الوقت دائرة علاقات إجتماعية محدودة ولكنها متماسكة: خطيبته الجميلة رقيّة، وأمها صفية التى تمثل بالنسبة له أمه البديلة، ولديه صديق وفى هو سيد، لن يلجأ فارس لكسر سيارة، وسرقة ساعة وتليفون محمول، إلا للحصول على 3 آلاف جنيه لعلاج أمه البديلة.

ولكن فارس سئ الحط مثل الألمانى وعبده موتة، لذلك يتصادف أن يكون صاحب السيارة تاجر سلاح كبير يدعى سليم الوزّان (حسن حسنى)، مافيوزى على الطريقة المصرية، لديه مخازن تقليدية شاهدنا مثلها فى أفلام الخمسينات، وفريق من الحراس الأشداء بقيادة الممثل محسن منصور، كما أنه يتعامل مع ضابط بوليس فاسد يدعى تهامى (صبرى فواز). 

ينجح تاجر السلاح فى استعادة تليفونه المسجل عليه مكالماته المشبوهة، ويقوم بتعذيب فارس وسيد (ماهر عصام)، ولكن فارس يصمد أمام التعذيب، بل إنه يثير إعجاب سليم بشجاعته، وبقدرته على احتجاز زوجة سليم الشابة (حورية فرغلى) كرهينة، فيعرض على فارس أن يعمل لديه، وخصوصاً أن مروَض الأسود شجاع، وليس لديه أى سجل إجرامى أو جنائى.

الحياة السهلة

منبهراً بالحياة اللامعة السهلة، وهارباً من حياة فقيرة، يوافق فارس على العمل، ولكنه يمارسه وفقاً لمفهومه التقليدى عن الجدعنة والرجولة الشجاعة: يرفض أن يخون سليم مع زوجته الشابة التى اشتراها بالمال، وينجح فى استعادة أسلحة وأموال من أحد العملاء الخونة، شخصية بهذه التركيبة تنتمى رأساً الى عالم أبطال الأفلام الشعبية الصغيرة، التى كان يقوم ببطولتها الممثل الراحل محمود إسماعيل، ويخرجها الراحل حسن الصيفى.

ولكن سقوط فارس المدينة الجدير بالألفية الثالثة لن يكون كاملاً، هو بالأساس ليس شريراً، ولذلك يوافق بصعوبة، وبعد تردد طويل، على طلب سليم، بقتل ضابط بوليس شريف يطارده (عمر مصطفى متولى)، وفى ليلة التنفيذ، تحدث مفاجأة قادمة مباشرة من السينما الهندية، تغيّر مسار الأحداث، وتدفع فارس للتعاون مع الشرطة بدلا من تاجر السلاح.

ولأننا أمام بطل شعبى، فلابد من مكأفأته بشكل مضاعف: سيصبح شاهد ملك فى إدانة سليم، وسيحصل على أموال العصابة، وسيستعيد خطيبته التى نالها من التعذيب جانب، وسيغلق حكاية تاريخه الهندى القديم.

توابل هندية

فضّلتُ أن أسرد لك الأحداث بدون التاريخ الهندى لفارس حتى أثبت لك أنه لم يضف الى السيناريو، بل إن هذه التوابل صنعت ثغرات ومبالغات لم يكن الفيلم فى حاجة إليها، كان يكفى أن يكون فارس مجرد طفل بلا عائلة، قادته ظروفه للعمل فى السيرك، وكان يكفى أن يتعاون مع البوليس لأنه ضد أن يمارس القتل، أو حتى تحت ضغط خطيبته، أو بوازع من المصحف الصغير الذى يحمله فى جيبه.

ولكن شاء السيناريو أن يجعل من فارس طفلاً اختطف فى طفولته من والده الكفيف، اختطفه رجل شرير يعمل فى السيرك يدعى زينهم (سيد رجب)، لكى يبيعه الى سيدة ثرية، ولكن سن الطفل الكبيرة لم تسمح بإتمام الصفقة، فدرّبه الرجل على ترويض الأسود، وظل فارس كارهاً للرجل الذى خطفه.

وشاء السيناريو أن نكتشف أن الضابط الشريف ليس إلا ابن عم فارس الذى كان يلعب معه فى طفولته، وجاء الإكتشاف بطريقة مضحكة حقاً، إذ حانت التفاتة من فارس وهو يصوب مسدسه الى رأس الضابط فى منزله، فرأى صورة ثلاثية (لوالده الكفيف ولنفسه ولابن عمه صغيراً)، وهكذا أصبح المهمش ابن عم الشرطة، فتراجع فارس عن مقولته الخالدة "إذا أردت النجاح .. اشتغل تاجر سلاح".

صحيح أن التاريخ الهندى تم تقديمه فى فلاشات سريعة دمجت بشكل سلس قى السرد، وصحيح أنها تمت باستخدام الحد الأدنى من الإبتزاز العاطفى الميلودرامى، ولكنى أعتقد أنها فتحت ثغرات فى البناء أقلّها أن تتساءل: ولماذا لن يبحث فارس الفارس عن والده طوال الفترة الماضية رغم علمه أنه طفل مخطوف من أب كفيف؟!!

ولكن الإنصاف يقتضى منا الإشارة الى أن تنفيذ الفيلم كان جيداً، كريم السبكى مخرج لديه إحساس بإيقاع المشاهد، هناك بالطبع بعض الإستخدام المراهق التقليدى مثل الكادر المائل فى مشهد لقاء الضابط الشريف بزميله الضابط الفاسد، ولكن هناك مطاردات متقنة الصنع (مونتاج عمرو عاصم وتصوير محمد عزمى)، وبعض التكوينات الذكية مثل لقاء فارس بخطيبته، هو يردد نازلا السلم "أنا طموح"، بينما هى واقفة فى شموخ أعلى السلم، لابد من الإشارة أيضاً الى الإدارة الجيدة عموماً للممثلين.

محمد رمضان  استعان بالطبع ببعض حركات الألمانى وعبده موتة، ولكن نجاحه الأهم فى الإقناع كبطل حركة رغم أنه هزيل جسمانياً بالمعنى الحرفى للكلمة، نحن أمام بطل مختلف عن نجوم الأكشن التقليديين، يستخدم عقله ومكره مثلما يستخدم قدميه فى الهروب وقت الخطر، شجاعته فى خفة الحركة والسرعة مثل فرقع لوز أوعفريت العلبة، يتحمل الضربات مثلما ينتهز الفرصة لردها، يتقبل الإساءة إنتظاراً لفرصة الإنتقام عندما تحين اللحظة المناسبة.

أعجبتنى كذلك لمسات رمضان المرحة، حتى الأغنية كان توظيفها مقبولاً وليس مقحماً كما فى كثير من أفلام السبكية، الحقيقة أن نظرة فارس الطيبة جعلته أقرب الى طفل فرضت عليه الظروف أن يتورط فى لعبة عنيفة.

عاد حسن حسنى الى أفلام السبكية، دوره هنا تقليدى، ولكنه الفيلم كان فى حاجة الى ثقل حسن حسنى حتى يشعر المتفرج بخطورة الصراع، حورية فرغلى لعبت أيضاً دوراً مختلفاً كان يحتاج الى حضورها الجسدى، ولكن فى مسارآخر مختلف.

لن تستطيع السينما المصرية الإستغناء عن الفيلم التجارى، الواقع أن كثيراَ مما يطلق عليه كلاسيكيات السينكا المصرية ليس فى حقيقته سوى أفلام تجارية جيدة الصنع، نجاح "قلب الأسد"، ومن قبله "عبده موتة"، يؤكد أن الجمهور فى حاجة الى استعادة البطل الشعبى فى الفيلم التجاري. رأيت كيف تجاوب الجمهور مع عبارات فارس مثل "اللى أوله شمال .. آخره شمال"، و" ناس عايشة .. وناس بايشة"، و" فارس الجنّ ما يتأجرش على راجل مُسنّ".

كل ما نطلبه هوعدم الإستسهال، وإتقان الصنعة، لماذا إذن يستوردون اللمسات الهندية وفى واقعنا ما هو أكثر صدقاً وتأثيراً؟

عين على السينما في

12/08/2013

 

شباك التذاكر يواجه شبح عدم الاستقرار

«قلب الأسد» ينافس «جرسونيرة» في صالات العرض

القاهرة - حسن أحمد 

ألقت الأحداث السياسية الساخنة التي تشهدها مصر حاليا بظلالها على موسم عيد الفطر السينمائي، حيث من المنتظر أن تستقبل دور العرض مجموعة أفلام جديدة لا يعرف منتجوها إن كانت ستحقق إيرادات كبيرة أم لا .

وحتى الآن تأكد عرض فيلم «قلب الأسد» تأليف حسام موسى وإخراج كريم السبكي في أولى تجاربه كمخرج، وإنتاج أحمد السبكي وبطولة محمد رمضان، وحورية فرغلي، وحسن حسني، وعايدة رياض، وتدور أحداثه حول شاب يعمل حارسا لقفص الأسود في السيرك، ويقرر أن يغير مجرى حياته بالبحث عن مهنة أخرى، ويراهن المنتج أحمد السبكي على محمد رمضان لتحقيق إيرادات كبيرة، خاصة بعد أن حقق فيلمه الأخير «عبده موتة» إيرادات ضخمة دفعت به لقائمة نجوم الشباك

كما تضم قائمة الأفلام التي تأكد عرضها حتى الآن، فيلم «نظرية عمتي» تأليف عمر طاهر وإخراج أكرم فريد وبطولة حسن الرداد وحورية فرغلي ولبلبة، وتدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي، ويعد الفيلم أول تجربة بطولة مطلقة لحسن الرداد بعد عدد من تجارب البطولة الثانية آخرها في فيلم «الآنسة مامي» أمام ياسمين عبدالعزيز .

ومن الأفلام المرشحة بقوة للعرض في موسم العيد فيلم «فارس أحلام» تأليف محمد رفعت وإخراج عطية أمين، وبطولة درة وهاني عادل وتدور أحداثه في إطار رومانسي اجتماعي، و«جرسونيرة» تأليف وإخراج هاني جرجس فوزي وبطولة غادة عبدالرازق ومنذر رياحنة ونضال الشافعي.

ومن المنتظر أن يدخل المنافسة أيضا فيلم «الفيل الأزرق» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب أحمد مراد، وإخراج مروان حامد وبطولة كريم عبدالعزيز ونيللي كريم وخالد الصاوي ولبلبة، وتدور أحداثه حول طبيب نفسي يعمل على تركيبة نفسية لعلاج المجرمين في مستشفى حكومي، ويفاجأ بصديق عمره بين المرضى، فيحاول إنقاذه، لكنه يقع في كثير من المشاكل .

ومن الأفلام المرشحة بقوة للعرض في موسم العيد ، فيلم «توم وجيمي» تأليف محمد نبوي وإخراج أكرم فريد وبطولة هاني رمزي وتتيانا، والطفلة جنى، وتدور أحداثه حول رجل يعاني تخلفاً ذهنياً يجعله يتعامل مع المحيطين به بعقل طفل صغير .

وتضم قائمة الأفلام المرشحة أيضا فيلم «البرنسيسة» تأليف مصطفى السبكي وإخراج وائل عبدالقادر وبطولة علا غانم وراندا البحيري وشمس، وتدور أحداثه حول فتاة فقيرة تعمل بائعة مناديل، تحاول كسب قوتها من تنظيف السيارات، وتحلم بأن تصبح ثرية، فتضطر للعمل في الملاهي الليلية، لكن حياتها تنتهي بشكل مأساوي .

وأكد المنتج أحمد السبكي أنه يسعى حاليا لإقناع دور العرض الموجودة بوسط القاهرة من أجل تنظيم حفلات منتصف الليل، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من دور العرض تخشى من تنظيم هذه الحفلات بسبب حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد حاليا .

وقال السبكي : في حالة عدم وجود حفلات منتصف الليل سيتكبد المنتجون خسائر كبيرة، لأن هذه الحفلات تدر دخلا كبيرا خاصة أننا في اجازة الصيف، وكثير من العائلات تسهر حتى وقت مبكر من اليوم التالي، إلى جانب أن هذه الحفلات تحقق إيرادات كبيرة خاصة في المصايف .

النهار الكويتية في

12/08/2013

 

الدويش:

الكويت ضيف شرف مهرجان الفيلم العربي القصير في المغرب 

عبر الامين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب لقطاع الثقافة د. بدر الدويش عن سعادته لاختيار دولة الكويت «ضيف شرف» المهرجان العربي للافلام القصيرة في «افران ازور» في دورته الخامسة عشرة في المملكة المغربية والذي تنطلق اعماله في الفترة من 15 الى 19 اغسطس الحالي.

وأكد د. الدويش ان اختيار دولة الكويت ممثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب يؤكد المكانة التي تحتلها دولة الكويت والسينما الكويتية بالذات الافلام القصيرة والمسيرة المتميزة لاجيال السينما الكويتية والتي ساهمت في ترسيخ وحضور السينما الكويتية في العديد من المهرجانات والملتقيات الفنية والثقافية .

وأشار الامين العام المساعد الى ان الكويت سيمثلها في المهرجان مجموعة من احدث النتاجات السينمائية متمثلة في فيلم «شنب» لمقداد الكوت، وفيلم «ماي الجنة» لعبدالله بوشهري . وفيلم «أليس في بلاد العجائب» قصة واقعية لدانة المعجل، وفيلم «الجعدة» لداود شعيل .

بالاضافة لمجموعة الافلام التسجيلية التي قدمها المخرج هاشم محمد الشخص ومنها افلام «الفنون» و«غوص العدان»، ضمن تظاهرة خاصة في المهرجان، مع مجموعة مهمة من الافلام التسجيلية والوثائقية التي تتناول موضوع «الطاقة المتجددة» التي انتجتها مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية .

وحول العنوان المحوري للدورة الخامسة عشرة لمهرجان الفيلم العربي القصير في «افران -ازور» قال د. بدر الدويش ان الدورة الجديدة اختارت عنوان «السينما العربية والطاقة المتجددة» كعنوان محوري لعدد من التظاهرات بالاضافة الى الندوة الفكرية. حيث تم اختيار بحث «الطاقة المتجددة والسينما في دول مجلس التعاون الخليجي، طموحات وآمال» للناقد السينمائي عبدالستار ناجي من دولة الكويت ضمن الابحاث والدراسات المقدمة الى المهرجان.

كما تشهد الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الفيلم العربي القصير في «افران ازور» مشاركة لاكثر من 18 دولة عربية ضمن المسابقة الرسمية بالاضافة لمشاركة اكثر من 50 دولة من انحاء العالم في بقية التظاهرات والمسابقات التي ينظمها هذا المهرجان السينمائي المتخصص .

وعلى صعيد اخر انطلقت الاستعدادت في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب لاقامة الدورة الثانية من ملتقى الكويت السينمائي في الفترة من 9 الى 13 اكتوبر المقبل .

النهار الكويتية في

12/08/2013

 

«صباح الخير يا بابل» للأخوين تافياني:

تحية لهوليوود في صباحها الأول

إبراهيم العريس 

كان واحد من أبرز ما حققه المخرجان الإيطاليان باولو وفيتوريو تافياني في تاريخهما المتواصل منذ ثلث قرن وحتى اليوم، فيلماً جعلا عنوانه «صباح الخير يا بابل» واعتُبر فور عرضه نوعاً من تحية للسينما وهوليوود... بابل العصر، كما اعتُبر في الوقت نفسه تحية للأخوّة والحب والصورة والفن الذي لا يموت. أما العبارة التي بقيت في أذهان متفرجي الفيلم ولا تزال تطنّّ في آذان كثر منهم حتى اليوم من دون ريب، فهي تلك التي جاء فيها: «أنا جد جد جد جد جدي كان اسمه مايكل أنجلو وليوناردو، فمن هو جد جد جد جدك؟ من تعتقد نفسك يا ترى؟». هذه العبارة يقولها واحد من أخوين إيطاليين فنانين هما بالطبع غير مخرجي الفيلم، في واحد من المشاهد/المفاتيح في فيلم الأخوين تافياني هذا. وتأتي أهمية هذه العبارة من كونها تقال في وجه المخرج الأميركي الكلاسيكي غريفيث الذي هو في الفيلم واحداً من شخصياته، وكان المعني بها طبعاً أن الأميركي غريفيث هو -ككل أبناء جلدته- لا أصل له، فيما للإيطاليين أصول عريقة عتيقة تمتزج فيها الحضارة بالفن. وقد لا نكون في حاجة إلى القول إن هذه العبارة صنعت جزءاً أساسياً من شعبية الفيلم منذ عرض في دورة مهرجان كان للعام 1987، فنال تصفيقاً ونجاحاً لم يسبق لأي فيلم آخر من أفلام الثنائي الإيطالي تافياني أن حققهما، فأفلام الأخوين تافياني، على رغم تميزها في الموضوع وجمالها الشكلي الأخاذ، كانت دائماً من الأفلام التي لا تلقى حظوة كبرى لدى الجمهور، مع أن الأخوين اعتبرا أفلامهما على الدوام أفلاماً شعبية، ولكن كانت الهوة كبيرة بين أن تصنع فيلماً للشعب وبين أن تُقنع الشعب بأن يأتي لمشاهدة هذا الفيلم، من هنا أتى النجاح الكبير لـ «صباح الخير يا بابل» مفاجئاً على أكثر من صعيد، ووضع الأخوين باولو وفيتوريو يومها في واجهة الأحداث السينمائية. فما الذي في هذا الفيلم حتى يحقق كل هذا النجاح؟

> أولاً نبادر إلى القول إنه ربما كمن سرّ «صباح الخير يا بابل» في أنه جاء الأبسط ربما، والأكثر اقتراباً من حميمية الناس من بين كل ما كان حققه الأخوان... بل وربما كان فيه شيء من الميلودرامية المحببة. لكن هذه العناصر إذ تأتي في الفيلم لتشتغل على علاقة الجمهور به، فإنها أبداً لا تشكل منه موقع الأساس، فالفيلم يشتغل على مستوى آخر هو: فيلم عن الفن وعن النور وعن الجمال وعن الأخوّة والتضامن، ولكن قبل كل هذا هو فيلم عن الصورة، فيلم يخيل إلينا أنه ينطلق أساساً من فكرة أن الفن يعيش دائماً أكثر من موضوعاته الحية، لذلك فالصورة أكثر حياة وأبقى من الكائن الحي المصور. فكرة بسيطة كالبديهة... غير أن الأخوين تافياني لم يسلِّما ببساطتها وبداهتها، بل انطلقا منها ليصنعا شريطاً أخاذاً، ربما كان – ولا بد من تكرار هذا - أجمل تحية قدمتها السينما للفن وللصورة.

> يحكي لنا الفيلم حكاية الأخوين الحرفيين نيقولا وأندريا، اللذين مع انتهاء والدهما من تزيين آخر كنيسة عُهد بها إليه وترميمها، ومع حلول أزمة عمل تكاد توردهم جميعاً مورد البطالة، يقرران الذهاب إلى أميركا ليجمعا من الثروة ما يعودان به لإنقاذ المؤسسة العائلية. يعدان والدهما بهذا ويرحلان، وكالعادة في أميركا، يواكبهما البؤس ويهلكهما المنفى، من خلال أعمال تافهة يقومان بها حتى يقيَّض لهما من يأخذهما صدفةً للعمل في الجناح الإيطالي بمعرض سان فرانسيسكو، وهناك يكتشفان أن المخرج الأميركي الكبير غريفيث بحاجة إلى من يساهم في بناء أفيال مجسدة لديكور فيلمه «تعصب»، فيتنطحان للأمر زاعمين أنهما معلمّان كبيران في فن الديكور السينمائي، لكن أمرهما ينكشف ويكادان يُطردان لولا تدخل عاطف عليهما، فتُسنَد لهما أعمال صغيرة، حتى اللحظة التي يبنيان فيها بالغابة فيلاً على النمط الذي يريده غريفيث ويقيَّض للفيلم من يصوره. وهكذا، يشاهد غريفيث بعد دماره صورة الفيل، فيقرر أن يقوم صانعاه بالعمل في الديكور، فيتحقق لهما الحلم الجميل ويصبحان فنانين معترفاً بهما ويصيبهما النجاح ويتزوجان فتاتي كومبارس ويستقدمان الأب إلى هوليوود، حيث تقوم بينه وبين غريفيث مجابهة سجالية رائعة... وتسير الأمور بعد ذلك بسلاسة حتى تعلَن الحرب الأولى، وتلد زوجتا الأخوين فتموت إحداهما، فيغضب زوجها ويقرر الافتراق عن أخيه ويعود إلى إيطاليا لخوض الحرب. وينتهي ذلك كله بالأخوين وقد التقيا قرب الكاتدرائية في معمعان المعركة في توسكانا، إنما كلّ منهما في جانب... ويصوران بعضهما البعض ثم يُقتلان.

> من المؤكد أن هذا التلخيص لحكاية الفيلم لن يقول شيئاً كثيراً عن الفيلم نفسه، لأن «صباح الخير يا بابل» ليس حكاية تروى، بل هو مناخ بصري في المقام الأول. مناخ يقوم أولاً على مبدأ التلاحم بين الأخوين (هل هي إشارة إلى التلاحم بين مخرجَي الفيلم نفسيهما؟)، وعلى مبدأ التصادم بين العالمين القديم والجديد (جمالية النهضة الإيطالية مقابل آلية العصر الأميركي الجديد)، وعلى مبدأ السينما كفن جديد يأتي ليحل في أسلوبيته الجماعية محل الفنون الحرفية القديمة (وذلكم هو فحوى الخطاب الرائع الذي يلقيه غريفيث خلال استقبال الأب الإيطالي). غير أن الفيلم قبل هذا كله ينطلق من فكرة أبدية النور، وبالتالي خلود الصورة التي هي وليدة النور... فمنذ مشهد الكاتدرائية الأول حتى تصوير الأخوين بعضهما («لأننا بالصورة سوف نخلد».. يقول أحدهما) في آخر مشهد في الفيلم، يجول بنا المخرجان وسط هالة النور ودلالتها، وبالتالي وسط دلالة الصورة وأبديتها، فمجسم الفيل حتى ولو تدمر –بفعل شياطين أشرار– قبل رؤية غريفيث له، لن يهم طالما أن صورته التقطت قبل ذلك، وغريفيث سوف يرى الصورة ويتحقق الأمل. هالة النور بعد انجلاء الضباب هي أول ما يطبع أول لقاء للأخوين مع المناخ الهوليوودي، وعبر النور الآتي من سقف البلاتوه خلال التصوير، سيغرم الأخوان بمن ستصبحان زوجتيهما. الصورة هي النور، والسينما هي النور، لكن الفن كله هو النور. ذلكم ما يقترحه علينا الأخوان تافياني. من هنا يتجلى الفيلم، في جانب رئيسي منه، كتحية لفن السينما، هذا الفن الذي رسم صورة بالنور لتاريخ البشرية كله، وللقرن العشرين في أبدع تجلياته.

> لكن الفيلم يقدم نفسه كذلك نشيداً للتلاحم والسعادة... وهو إذ يفعل ذلك لا يفوته أن السعادة لا تأتي إلا مجروحة، وأن التلاحم سيحين له يوماً أن ينتهي، ولكن لأسباب خارجة عن إرادة الأخوين (مرة بسبب سكين يربحها واحدهما دون الآخر، ومرة بسبب موت زوجة أحدهما دون زوجة الآخر...). إنه القدر في المرتين، لكن العواطف البشرية تستجيب مستسلمة لتحدي القدر هذا، فيحدث الفراق الأول (عبر ضربة خنجر) ثم يأتي الفراق الثاني. ولكن أياً من الفراقين لن يكون مكتملاً، لأن مهمة الإنسان أن يقف في وجه قدره، وذلكم هو مغزى استخدام موسيقى فردي (من أوبرا «قوة الأقدار») في أكثر لحظات الفيلم إرباكاً، فالأخوان يصران دائماً على تحدي قدرهما. وهما يتحديانه حتى الفناء والموت حين يصوران بعضهما البعض لكي تخلد ملامحهما مطبوعة على الصورة إلى أبد الآبدين.

> ترى أيقول لنا الأخوان تافياني هنا شيئاً آخر غير إيمانهما بأن الفن هو دائماً وأبداً الطريق الأكثر منطقية وإمكانية للخلود؟ فإذا كان الإنسان الإغريقي لدى هيغل قد خلد من خلال مدينته، فإن الإنسان الحديث سيخلد عن طريق الفن، وبالأولى عن طريق الصورة/ السينما. ولأن الأمر كذلك، لا بد للفن من أن يحيي الصورة والسينما، وذلكم ما يفعله باولو وفيتوريو تافياني في تقديمهما أجمل صورة لهوليوود وأروعها في صباحاتها الأولى، مع التفاتة إلى غريفيث مخرج هوليوود الكبير، حين يقرر تبديل أسلوبه السينمائي كله إثر مشاهدته لفيلم إيطالي كبير هو «ليالي كابيريا». لقد أتى هذا الفيلم يومها تحية لهوليوود وسينماها، ولكن أكثر من هذا تحية لإيطاليا، فحتى حين يصنع الأخوان تافياني فيلماً اميركياً، لا يفوتهما أن يجعلا مفتاحه الأساس عبارة تقول: «أنا جدي كان مايكل انجلو... فمن كان جدك يا مستر غريفيث!!».

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

13/08/2013

 

"نحن الذين أحببنا"

سرد مثل روائي،واقعي، وثائقي

قيس قاسم 

الكلمات التي وردت في أسباب منح مهرجان"آرت دوك فيست" للأفلام الوثائقية في موسكو جائزة أفضل فيلم للسويدي "نحن الذين أحببنا" جاءت أقرب الى شهادة استحقاق بحقه وبحق مخرجيّه هوكان بينوفيسكي وكوغه يونسون، منها الى كلمات "توضيح" لدوافع لجنة التحكيم في إتخاذ قرارها. جاءت كلماتها كشهادة نقدية مكثفة: "إلينا، الى موسكو جاء الكثير من المخرجين، بمشاريع تطمح لتجسيد روسيا سينمائياً. جاءوا من الولايات المتحدة الأمريكية من فرنسا، بريطانيا والمانيا وغيرها ولكن أي من أفلامهم لم تحرك دواخلنا وتمس صميم حياتنا كما فعل الفيلم الوثائقي "نحن الذين أحببنا". ذلك الفيلم الذي أنجزه مخرجان سويديان تحدث عن بلادنا العظيمة عبر دراما جوانية. فيلم أصابنا نحن الروس في صميم قلوبنا". كانوا محقين في حكمهم لأن الجزء الأخير من ثلاثية السويدين التي بدءاها منذ أكثر من عقد في مدينة سترايا الصغيرة، القريبة من العاصمة موسكو، لخص فصلاً حاسماً من حياة عائلة منها وعبرها وثق فيلمهما حقيقة الأوضاع الجديدة التي تمر بها روسيا بإسلوب سردي/ تاريخي، مشبع بروح روائية، جعلت من السهل ملاحقة تفاصيل حياة أفرادها وملاحظة مقدار تأثرهم بتاريخ بلادهم أو بعبارة أدق التعرف على مقدار قوة ضغط التاريخ عليهم وعلى بقية الناس في هذا البلد الذي يمر بمرحلة انتقالية يغدو الحديث عن أي موضوع يخصها عرضة للتجذاب والتناقض بل وحتى مدعاة للشك بالتاريخ وحركته مع اقرار الجميع، تقريباً، وفي نفس الوقت بقوة العاطفة الإنسانية وثباتها، والتي بفضلها تصبح فكرة قبول الآخر عندهم ممكنة وأيضاً المضي مع من يحبون سوية، الى أبعد ما يستطيعون، قابلة للتحقيق.

أضرار التاريخ

لاينفصل أفراد العائلة الروسية الصغيرة عن موروثهم وعادتهم ولا طبعاً عن انسانيتهم، وبفضل الارتباط العضوي المتفاعل لكل تلك العناصر، تُخلق ديناميكية الحياة نفسها وقد ينتج عنها مشكلات مثل؛ الإدمان الكحولي الذي يعاني منه الكثير من الروس والذي يشكل جزءاً من موروث اجتماعي طويل ليس من السهل التخلص منه. لقد تخلخلت علاقة جينيا بزوجته آنيا بسبب سلوكه العنيف وافراطه في شرب الكحول وصحبته لمجموعة من العاطلين. لم تعد علاقتهم كما كانت فقد دخل السجن أكثر من مرة وأخرها بتهمة الاغتصاب وكان عدا هذا يضربها كلما أفرط في سكره ومع ذلك ظلت الزوجة تشعر نحوه بمسوؤلية يمليها عليها احساسها بالحب نحوه قبيل انفصالهما. من هذة النقطة يبدأ الفصل الثالث من حياة عائلة جينيا، فهو ورغم وجوده في السجن تسعى زوجته ومعها حماتها في توفير ما يحتاجه من طعام ونقود قليلة تجمعها السيدتين من عملهن في محل لتصليح الأحذية. عبر حوارتهن نستشف بأن ثمة خيط من الحب لم ينقطع، الأم حبها غريزي لكن الزوجة تكنه ضامراً من سنوات تعارفهما الأولى ومن زواجهما الذي لم يدم طويلاً وأثمر عن مولد طفلة اسماها ناديا

في ما يشبة بعملية "فلاش باك" يعود الوثائقي الى سرد تاريخ العلاقات المتداخلة بين الزوجين وطفلتهم وبين حمويها بوصفهم أطرافاً ثانوية في متن الحكاية الرئيسة التي تدور حول مصائر شديدة الترابط بمتغيرات تاريخ بلادهم روسيا التي تتوزع بدورها بين ما كانت عليه في الحقبة الاشتراكية وبين تحولاتها المترجرجة.

التحكم بالزمن

قيمة الفيلم الحقيقية تكمن في اسلوبه الروائي وتعامل صُناعه مع الزمن كمادة وثائقية شديدة الأهمية. فالحكاية، أو حكايات أفراد العائلة الروسية، كانت تسير كما في الأفلام الروائية الطويلة، منسوجة وفق نص مكتوب تميز عن السيناريو الروائي التقليدي بأن أحداثه وقعت بالفعل وسُجلت برؤية توثيقية وبروية وعلى مدد طويلة زمنياً فظهرت حين تم تنظيم تسلسلها مونتاجياً كما لو انها فيلماً لعب فيه الممثلون أدوارهم  كما يلعبونها في الحياة، فهم كانوا يتصرفون على سجيتهم وحافظوا، لطول تعايشهم مع صُناع الفيلم، على الخيط الدرامي دون انقطاع، كما ان تفاعلهم اليومي فيما بينهم لعب دوراً في تسهيل كتابة النص ويكفي الاشارة هنا الى علاقة الزوجة بحماها ساشا الذي ظهر انه يحبها وقد طعنها بسكين في نهاية الشريط حين عرف انها ما زالت تحب ولده، وهو في السجن. ومن علاقته مع من تبقى من أصدقائه  فهمنا أثر التغيرات الاقتصادية الرأسمالية عليه وعليهم، وانها كانت السبب في موت الكثير من الذين اشتغل معهم في السابق قبل خروجه على التقاعد، لأنهم وببساطة  لم يتحملوا الضغط الشديد الذي نتج عنها وعما أفرزته من مشكلات كانت تدفعهم الى معاقرة الخمرة هروباً من وطأتها. على نفس المستوى مثلت علاقة الطفلة ناديا بأبيها مساحة درامية مثالية قل حدوثها في الفيلم الوثائقي فمنذ يوم ولادتها والكاميرا ترافق نموها حتى اللحظات التي كانت تكتب فيها لوالدها رسالة تقول له  فيها بأنها تحبه رغم انها تخاف من مقابلته، والأم في حوارها مع حماتها تعبر عن درجة حبها لزوجها وكراهيتها لأفعاله وللمجتمع "الجديد" الذي يوفر مناخاً مناسباً له ولأمثاله للخروج عن السلوك السوي الذي ما عاد واضحاً، فالجريمة لم تعد مفهوماً حقوقياً محدداً يقابلها العقاب، لدخول الكثير من المؤثرات الخارجية عليها مثل؛ رشاوى القضاة اللذين بمستطاعهم اخراج الزوج من السجن لو توفرت عندهم امكانية دفع ما يطلبه القضاة ورجال الشرطة من مال.  تعارض القيم وظهور أنماط جديدة من الحياة تتجلى في تفاصيل عمل النسوة في محلهن، فالناس ما عادوا كما من قبل يصلحون أحذيتهم بل يفضلون شراء جديدة سيئة الصنع على تصليح القديمة الجيدة، والنساء صرن يلبسن ملابس غالية الثمن ليس بمستطاعتهن التفكير ولو في لحظة بإمتلاكها يوماً. الشيء الوحيد الذي ظل عندهن رغم كل ما جرى لهن ولبلادهن هو كمية الحب والتسامح الهائلتين. فالنساء في "نحن الذين أحببنا" معطاءات، كريمات ومتسامحات مع الأذى، لا يحملن ضغائن، على العكس يملكن من الحب ما يكفي لجعل الحياة مقبولة وممكنة الاستمرار ولهذا ثمة في عمل السويديان انحياز نسوي واضح كتبه الواقع لا المؤلف السينمائي مثل الوثائقي نفسه فهو سلس السرد  مثل روائي شديد الواقعية مثل تسجيلي محكم.

الجزيرة الوثائقية في

13/08/2013

 

مهرجان فيلم الأرض في سردينيا بدورته الحادية عشرة

إعداد نضال حمد 

تبدأ أعمال المهرجان في الفترة ما بين 21 و23 من نوفمبر تشرين الثاني القادم على مسرح نانّي لوي في مدينة كاليري عاصمة جزيرة سردينا الايطالية.

بعد النجاح الكبير الذي حققه المهرجان في دوراته السابقة، سواء على صعيد الجمهور وسواء على صعيد النقاد، والاهتمام الذي حاز عليه في الصحافة المحلية والعالمية، تقدّم جمعية الصداقة سردينيا - فلسطين القائمة على المهرجان منذ سنة 2000 المهرجان الدولي الحادي عشر للسينما الفلسطينية والعربية من خلال مسابقة وجوائز سردينيا - فلسطين لهذا العام 2013

جدير بالذكر أن هذا المهرجان هو الوحيد من نوعه في جزيرة سردينيا وفي إيطاليا بشكل عام. فهو يقدم لجمهور الجزيرة وللجمهور الإيطالي آخر وأهم ما تنتجه السينما الوثائقية العالمية حول المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربية وعاداتها وتقاليدها وتاريخها والسياسة المتعلقة بها.

وتشرف على إدارته مجموعة من المختصين في السينما والثقافة برئاسة المخرجة الشهيرة والخبيرة في الأفلام الوثائقية والسينمائية مونيكا ماورر التي أخرجت عدة أفلام وثائقية عن القضية الفلسطينية وقضايا المهاجرين والعمال في أوروبا منذ بداية الستينات والسبعينات وحتى نهاية الثمانينات من القرن المنصرم.  وهي المخرجة التي تملك أضخم واهم أرشيف يوثق للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية خلال فترة ما قبل حصار بيروت 1982 .وكذلك يشاركها في رئاسة المهرجان الكاتب الايطالي المعروف جوزبي بوشيدو.

أما جمعية الصداقة سردينيا - فلسطين التي تقوم سنويا بتنظيم المهرجان فهي جمعية ثقافية ليس لها أهداف ربحية، وهي تعمل منذ أكثر من خمسة عشر عاما على نشر الثقافة العربية والفلسطينية بشكل خاص من خلال الأدب والسينما، حيث استضافت العديد من الكتاب والشعراء والفنانين والسينمائيين العرب والفلسطينيين. وقامت بترجمة مجموعة كبيرة من الأعمال الروائية والشعرية والأدبية العربية الى اللغة الايطالية.

يذكر انه في الدورة الأخيرة من المهرجان سنة 2012  شهد المهرجان مشاركة جماهيرية واسعة وحاشدة حيث امتلأت قاعات العرض عن بكرة أبيها. وقد  فاز فيلم " دموع غزة " للمخرجة النرويجية فيبيكي لوكيبيرغ بالجائزة الأولى

في معرض تعليقه على المهرجان وشروط المشاركة قال لنا د. فوزي إسماعيل وهو من مؤسسي المهرجان وجمعية سردينيا - فلسطين أنه يمكن  تقديم الأفلام للمشاركة في المسابقة بغرض الحصول على جائزة كما يمكن عرض الأفلام خارج المسابقة وبدون جوائز. وأضاف ان المسابقة لنيل الجوائز محصورة بالأعمال السينمائية الوثائقية التي تعالج المواضيع الثقافية والاجتماعية والسياسية المتعلقة بالعالم العربي وفلسطين والتي يتم قبولها للمشاركة في المسابقة من خلال طرح دولي ومعاينة وفرز من قبل لجنة مختصة بالاتفاق مع الإدارة الفنية. فيما تخضع الأعمال التي تكتمل فيها المواصفات وتحوز على موافقة اللجنة المختصة بعد عرضها للجنة التحكيم الفنية ولتحكيم الجمهور لتحديد الجوائز حسب لائحة تنظيم المهرجان

وأضاف أن هناك جوائز مادية تشجيعية وجوائز توزع على أفلام المسابقة الفائزة كأول أفضل فيلم وثائقي، ثم جائزة الأرض أفضل عمل حول فلسطين. وجائزة لأفضل مخرج ناشئ عن الفيلمين الفائزين الأول والثاني. وهناك كذلك جائزة الجمهور.

جرت العادة ان يستضيف المهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة حول فلسطين والعالم العربي التي يتم اختيارها من اللجنة المختصة والإدارة الفنية ويجري عرضها "خارج المسابقة" دون جوائز. فيما تبقى الأفلام المشاركة في المسابقة والمقدمة خارج المسابقة في الأرشيف التاريخي المولتيميديالي لجمعية الصداقة سردينيا - فلسطين، وهذا الأرشيف محط اهتمام الباحثين والطلاب الجامعيين والمهتمين بقضايا العالم العربي. في حين يختتم المهرجان الدولي للسينما الوثائقية الفلسطينية والعربية أعماله بحفلة توزيع الجوائز بحضور بعض المخرجين .

وأعلنت إدارة المهرجان عن استعدادها لترجمة نص الأفلام إلى اللغة الإيطالية مجانا، فيما على مخرج أو منتج الفيلم تركيب النص على الشريط ويحصل كل من المخرج أو المنتج وإدارة المهرجان على النسخة الإيطالية من الفيلم المترجم. وأكدت الإدارة على ضرورة ان يقوم كل راغب او راغبة بالمشاركة بتعبئة النموذج والموجود على موقعهم الالكتروني والقيام بالتوقيع عليه باللغة الإيطالية أو الإنجليزية وأضافت ان التسجيل في المهرجان مجّاني. فيما أكدت أن آخر موعد لاستلام الأعمال هو 30-9-2013 ويعتمد تاريخ الختم البريدي. هذا وسوف تنشر اللجنة المختصة نتائج عملها وقائمة الأفلام المقبولة خلال موعد أقصاه 15-10-2013 في الموقع الالكتروني لجمعة الصداقة سردينيا - فلسطين

الجزيرة الوثائقية في

13/08/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)