حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سينما - كارلوفي فاري 48:

فرنسي يسقط في فخّ الاسلوب الفانتازي المفتعل وينسى القلب إيطالي يذكّر السياسيين بالحرية ومأساة الغجر في ملحمة بديعة

كارلوفي فاري - هوفيك حبشيان

 

الآتي من الشرق الحار، بطقسه ومستجداته السياسية وغلياناته، قد يشعر بالذنب الممزوج بالندم، لوجوده في مدينة كارلوفي فاري بهدف المشاركة في الدورة الثامنة والأربعين للمهرجان السينمائي الذي يحمل اسم المدينة، والذي يُعقد هذه السنة من 28 حزيران الى 6 تموز. فهذه المنطقة البوهيمية، ذات الطقس البارد نسبياً حتى في عزّ الصيف، بعيدة من كل مظاهر الحياة العصرية وضوضاء العواصم الكبرى.

على الرغم من ان هذا الوادي الذي يحتضن المهرجان ليس محجاً للنجوم، كما الحال في كانّ أو تورونتو أو البندقية، فهناك في كل دورة عدد منهم. هذه السنة، نجم الافتتاح كان الممثل الأميركي جون ترافولتا، الذي سيبلغ الستين في السنة المقبلة، والذي جاء ليتسلم جائزة "الكرة البلورية" عن مجمل أعماله. يمكن القول ان نشاطه قد تدنى قليلاً في السنوات الماضية، وربما يحتاج الى مخرج مثل تارانتينو لينتزعه من الروتين الذي وقع فيه، مثلما كان فعل سابقاً يوم اعطاه دور فينسنت فيغا في "بالب فيكشن".

يدرك الحكماء من الفنانين ان تكريم احدهم لمجمل أعماله، هدية مفخخة. انها طريقة لاختتام سيرة والتوجه الى صاحبها بكلمة شكر تكاد تحكم على الفنان بالإعدام المهني. المهرجان يعرف جيداً هذا الشيء، اذ انه اعطى جون مالكوفيتش، الذي سبق أن نال جائزة فخرية عن مجمل أعماله، فرصة التعبير عن الفكرة تلك في احد الأفلام القصيرة التي تمر قبل العروض: يصعد مالكوفيتش في تاكسي نيويوركي عائداً من كارلوفي فاري بعد تكريمه، ويروح يجيب عن أسئلة السائق، قبل أن نكتشف كآبة معينة عنده، ذلك ان جائزة مماثلة لا يمكن الا ان تعني شيئاً واحداً: الآخرة.

في حال ترافولتا، كان التكريم مناسبة لاظهار التنوع الذي قامت عليه فيلموغرافيته، من خلال الشريط الذي بُث وتضمن مقاطع من أفلامه. فلدى ترافولتا الكثير من الأفلام التجارية الهابطة طبعاً (ذروتها: "أرض المعركة" لروجر كريستيان (2000)، الذي اعتُبر انذاك أسوأ فيلم في تاريخ السينما)، ومحطات مضيئة في سيرته، تجسدت في ادارة سينمائيين كبار مثل براين دو بالما وجون هو. في هذا السياق، صرح ترافولتا وهو يتسلم الجائزة، "خلافاً لبعض الممثلين الآخرين المجبرين على اختيار أدوار تتشابه بعضها مع البعض الآخر، لم ارد يوماً ان أكرر نفسي، على الرغم من تعرضي لضغوط كي استمر في استنساخ التجارب نفسها". وعليه، عُرض في المهرجان "موسم القتل" لمارك ستيفن جونسون، الذي يخرج الى الصالات في الولايات المتحدة الاسبوع المقبل. في هذا الفيلم، يجتمع ترافولتا بروبرت دو نيرو للمرة الأولى. يصوّر الشريط مناكفة شخصية بين جنديين، أميركي وصربي. هناك ايضاً تكريم لأوليفر ستون (67 عاماً)، مخرج اشكالي أعطى السينما الأميركية بعضاً من افضل انتاجاتها، وفي مقدمتها "بلاتون"، الذي صدر عام 1986 وسرعان ما تحول الى واحد من أهم النصوص التي تعالج التورط الأميركي في فيتنام. جاء الفيلم ضمن ثلاثية عن فيتنام اكتملت مع "ولد في الرابع من تموز" (1989) و"سماء وأرض" (1993). يمكن الاطلاع على النصف الثاني من القرن الماضي في تاريخ الدولة العظمى بمجرد مشاهدة أفلام ستون، التي قاربت ثقافة بلاده من زاويا عدة: اجتماعية ("قتلة بالفطرة") ورياضية ("أي يوم احد") وسياسية/ تاريخية (أفلامه عن كينيدي ونيكسون وبوش) وثقافية (فيلمه عن فرقة "دا دورز") واقتصادية (فيلماه عن وول ستريت)، الخ. لم ينسَ العالم الزوبعة التي احدثها النصّ الذي وضعه لفيلم آلن باركر "قطار منتصف الليل" (حاز عنه جائزة أوسكار لأفضل سيناريو)، عن مهرب مخدرات أميركي يُلقى القبض عليه ويزجّ به في أحد السجون التركية، فيتعرض لكل أنواع الذل والمهانات قبل ان ينجح في الفرار. صحيح ان الفيلم اقتبس من قصة بيلي هايز الحقيقية، الا ان ستون، باعترافه لاحقاً، بالغ في تضخيم حجم المعاناة وفي تصوير الأتراك كبهائم. لم يكتف ستون على امتداد مساره بأن يخزن ذاكرة أميركا طولاً وعرضاً، بل ذهب ايضاً الى اعدائها، مدفوعاً بروحيته اليسارية، فرمى نفسه في "أحضان" فيديل كاسترو وهوغو تشافيز، وصوّر وثائقيات، ربما هي ليست افضل ما انجزه في حياته.

الافتتاح، كما جرت العادة دائماً، كان استثنائيا. لم يبخل القائمون على المهرجان لا في الامكانات ولا في الخيال، فقدموا استعراضاً مع المعوقين، ولهم، كالتفاتة جميلة لهذه الفئة من الناس الذين كانوا حاضرين بكثرة ليل الجمعة الفائت. وكانت كلمة المخرج الفرنسي ميشال غوندري، الذي جاء ليقدم فيلمه "زبدة الأيام"، لحظة مرح خالص، اذ ورّطنا وورّط نفسه في سردية طويلة عن السبب الذي جعل بطلة فيلمه اودريه توتو تتغيب عن حفل الافتتاح: "تعرضت لحادثة دراجة هوائية. كانت تلفّ الى الشمال. راحت عند الطبيب، والى ما هنالك من تفاصيل لا تحكى أمام صالة تجمّع فيها نحو الف مشاهد. طبعاً، هذا كله كان في سبيل المزاح والضحك، ونجح غوندري فعلاً في رسم ابتسامات عريضة على وجوهنا، قبل أن ندخل في فيلمه الذي كان مرهقاً على أكثر من صعيد. مرهق من حيث طوله (125 دقيقة)، ومن حيث اصرار المخرج على مواصلة ضخّ كل تلك الفانتازيا التي دعمت سينماه منذ بداياته، فبلغ سهمه الهدف مرةً وطاش مراراً.

مع "زبدة الأيام"، اقتبس غوندري رواية بوريس فيان التي اشتُهرت لكونها متعذرة الاقتباس. انجز غوندري عملاً هائلاً ومجدياً على صعيد الصورة، المتخمة بالتفاصيل والأشياء الملونة التي تتحرك على سطحها، حدّ انه يصعب الاّ نقع تحت سحر هذا السيرك الافتراضي. بيد ان الباروكية وحدها، الملهمة لا شكّ، لا تنقذ الفيلم من براثن نصّ تصعب متابعته. نجد ان الأشياء تتساقط على مرأى من المشاهد. ينهار الفيلم قليلاً قليلاً تحت وابل من الغنائيات يدنو بعضها احياناً من الافتعال. عن الحكاية، لا نستطيع ان نقول الكثير، لا بل من غير المستحب سردها، لكثرة ما تتضمن من احالات مستمرة على عالم لا يتسم بالجدية داخل عالم انيق وشديد الباريسية يخطفه شيء من الحزن والكآبة. هناك لحظات يحلّق فيها الفيلم عالياً، ولحظات يهبط فيها الايقاع. بين رومنطيقية طواها الزمن، ولغة سينمائية تتطلب من المشاهد ان يكون في حال هلوسة لينسجم مع ما هو مقترح من خطاب، ينسى الفيلم أن يستريح قليلاً كي يلتقط انفاسه، ويذكّرنا بأن المشاعر تحتاج احياناً الى سكون كي نسمع دقات القلب.

لفتنا فيلمان، ضمن المسابقة، لكلٍّ منهما أهمية مختلفة عن اهمية الآخر: "عاشت الحرية" لروبرتو اندو عن شقيق سيناتور ايطالي (طوني سرفيللو) ينوب عنه بعد أن يتخلى السيناتور الأصلي عن كل شيء ويذهب الى فرنسا؛ و"بابوشكا" لجوانا كوس كروز وكشيشتوف كروز عن سيرة الغجر البولونيين التي تمتد على اكثر من نصف قرن، مروراً بالمجازر التي تعرضوا لها على أيدي النازيين الألمان. هناك جملة في الفيلم تقول: لو للغجر ذاكرة لكانوا ماتوا همّاً على ماضيهم.

في الأول، يقدم سرفيللو، الذي رأيناه أخيراً في "الجمال العظيم" لباولو سورنتينو (كانّ 66)، اداء ممتازاً كعادته، من خلال اضطلاعه بدورين لشقيقين يختلفان الواحد عن الآخر في اسلوب الحياة المتبع. هذه المرة الثالثة في السنوات الأخيرة، نشاهد فيها سرفيللو مجسداً دور رجل سياسي: في "ايل ديفو" لسورنتينو ايضاً، جسد رئيس الوزراء الراحل اندريوتي، وفي "الجمال النائم" لماركو بيللوكيو، كان سيناتوراً. أما في جديده هذا، فهو رجل سياسي على رأس حزب معارض للسلطة، تُظهر الاستفتاءات يوماً بعد يوم أنه يخسر من شعبيته. عندما تضيق به آفاق المرحلة السياسية التي يجتازها بصعوبة وبأزمة نفسية، نراه يترك كل شيء خلفه ويرحل. امام هذا الحدث غير العادي، يقرر مساعده الاستعانة بشقيقه التوأم لينوب عنه في منصبه وينقذ مستقبل الحزب. لكن شقيقه رجلٌ يأتي الى المكتب صباحاً وهو يغنّي، ويخرج منه ظهراً وهو يرقص. لا يرتكز ادائؤه على المعطيات العملية والسياسية بل على الفهلوة الكلامية التي تدغدغ مشاعر الشعب. يا للمفاجأة! ينجح هذا الأخ الدخيل على السياسة، في الفوز بقلوب الناخبين. الأصل الروائي الذي نُقل عنه الفيلم، يعود الى باولو فيولا الذي كتب شيئاً شبيهاً بـ"لدينا حبرٌ أعظم" لناني موريتي. الشكّ في قلب الفيلمين. يترجح النصّ بين الجدي والفكاهي، متنقلاً بين السخرية الهدامة والتأمل في فنّ الكلام السياسي الذي يحتاج الى القفز فوق الحقيقة احياناً. "عاشت الحرية"، غنيٌّ بلحظات سوريالية، كتلك التي يرقص فيها سرفيللو رقصة التانغو مع المستشارة الألمانية. طبعاً، لهذا الممثل الكبير شأنٌ بالغ الأهمية في جعلنا نصدّق مثل تلك المواقف.

يبقى "بابوشكا"، هذا الفيلم الملحمي البديع الذي يصطحبنا الى قلب معاناة الغجر في بولونيا من خلال سيرة الشاعرة الرومانية برونيسلافا فاس (1908 ــ 1987)، من مطلع القرن الماضي الى سبعيناته. بدلاً من اتباع خط السرد التقليدي، يمزج النصّ الأزمنة والأحداث، ليأتينا بصورة أكثر رومنطيقية للخلفية التاريخية التي عاشت فيها بابوشكا. بالأسود والأبيض اللذين يضفيان الكثير من الشاعرية على هذا الفيلم المشبع بالموسيقى الغجرية، نسافر الى المناطق التي عبرتها هذه الجماعة، في الفترة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية. يُرينا الفيلم ايضاً ضياع هويتهم وتقاليدهم والنتائج السلبية التي ترتبت عليهم جراء هذا الضياع. هذا كله نكتشفه حيناً من خلال كل هذه الوجوه التي تعبّر عن المأساة الغجرية، وحيناً آخر من خلال بابوشكا التي لن تعرف السعادة ولن توفرها مآسي التاريخ.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

 

تظاهرة "أسبوع النقاد" وصلت من كانّ إلى بيروت:

بين المافيوزي وحفلة الجنس غودار يتسلى بالـ3D

هـ. ح.

للسنة الثامنة على التوالي، تقدم "متروبوليس" الاستعادة البيروتية لـ"اسبوع النقاد" (1-11 الجاري)، أعرق الأقسام الموازية في مهرجان كانّ الذي جرى في أيار الفائت. النسخة المحلية من هذه التظاهرة السينمائية تحمل الى العاصمة كلّ الأفلام التي عُرضت في صالة "ميرامار" في كانّ، تظاهرة يترأسها منذ 3 سنوات الناقد الفرنسي، مدير التحرير السابق لمجلة "دفاتر السينما"، شارل تيسون. "أسبوع النقاد" نظمت هذه السنة دورتها الثانية والخمسين، ولا تزال تشكل، بعد أكثر من نصف قرن على ولادتها، المختبر الأهم للسينما التي سنراها غداً على الشاشات.

اذاً، الجمهور اللبناني على موعد مع سينما، مشكلتها الاولى انتاجية واقتصادية وتوزيعية بقدر ما هي أخلاقية وثقافية. أما في ما يخص النوعية، فهناك، كما في كل سلة عروض، غثّ وسمين، تمّ اختيارهما من بين كمّ وفير من الأفلام التي ارسلت الى ادارة "الاسبوع"، وبلغ عددها هذه السنة نحواً من ألف. بيروت ليست المحطة الوحيدة التي يستقر فيها "الاسبوع"، فهناك ايضاً مدن كباريس وروما ومكسيكو، التي باتت من المواقع الاستراتيجية لكشف تفاصيل سينما تخرج في أحايين كثيرة، عن الدروب المطروقة.

يتضمن البرنامج 11 فيلماً طويلاً و10 أفلام قصيرة تُعرض في بيروت للمرة الاولى. جرى الافتتاح بفيلم المخرجة كاتيل كيليفريه، "سوزان" (في حضورها)، المتمحور حول شقيقتين، واحدة صلبة وأخرى هشة بعض الشيء. يرافق الفيلم على مدار أكثر من عقدين مثلثاً عائلياً يتشكل من الأب والأختين. التضامن العائلي يشتته امتحان عبور الزمن، والموت والرحيل المبكر. تبقى سوزان (سارا فوريستييه) لتصارع مصيرها، فتقع في وهم الحبّ والأعمال غير الشرعية. نظرة المخرجة الاجتماعية ليست ناضجة تماماً، ويبقى الفيلم نسخة ضعيفة وتائهة (رغم قوة بعض اللقطات) لمَن أجاد سابقاً، كيف ينقل مأزق العيش في بلد كفرنسا، وطبعاً نقصد به أمثال ليوس كاراكس او موريس بيالا.

هناك أيضاً أفلام من البرازيل وروسيا وألمانيا والهند، يتصدرها الفيلم ــ الحدث الذي سيُعرض الاثنين المقبل: "3 × 3 D"، الذي أخرجه كل من جان لوك غودار وبيتر غرينواي وادغار بيرا. عُرض الفيلم في ختام "الاسبوع" في كانّ. عمل تجريبي، مصوَّر بالأبعاد الثلاثة، حيث 3 أجزاء فيلمية طول كلٍّ منها 20 دقيقة. الجزء الذي تولاه غودار هو الثاني. الفيلم من انتاج برتغالي ويأتي في اطار المبادرة الأوروبية التي اطلق عليها عنوان "غيمرارايث، عاصمة الثقافة". نذكر ان الفيلم المقبل لغودار، البالغ الثالثة والثمانين من العمر، سيكون بالأبعاد الثلاثة. هذا ثالث سينمائي مهم يلجأ الى هذه التقنية بعد الألمانيين فيرنير هيرتزوغ وفيم فاندرز. ابتكر المعلم السويسري معدات خاصة تمكّنه من تصوير هذا الفيلم الذي سمّاه "وداعاً ايتها اللغة".

ننوّه بالفيلم الايطالي الذي تُرك للختام: "3X3D 3سالفو" لفابيو غراسادونيا وانطونيو بيازا، الذي يبدو انه يقتفي أثر "ساموراي" جان بيار ملفيل. في دور قاتل تابع للمافيا الايطالية العاملة في صقلية، اختار المخرجان الممثل الفلسطيني صالح بكري ("ملح هذا البحر" لآن ماري جاسر). بعد اغوائه شريحة من النقاد في كانّ، نال الفيلم الجائزة الكبرى المخصصة لـ"اسبوع النقاد". شريط تستحق حكايته ان نهتم به، وهو كان محطاً للانتباه في كانّ: "لقاءات ما بعد منتصف الليل" للفرنسي يان غونزاليس. زوجان ومدبرة منزلهما يستعدون لاستقبال ضيوف حفلة مضاجعة جماعية.

"اسبوع النقاد"، من 1 الى 11 تموز، يومياً الساعة الثامنة مساء في "متروبوليس". للمزيد:

http://www.metropoliscinema.net

النهار اللبنانية في

04/07/2013

 

«إيماجيما».. تظاهرة سينمائية عربية في باريس

نديم جرجورة 

أسئلة عديدة يُمكن طرحها إزاء اختبار سينمائي عربي جديد في أوروبا. اختبار متعلّق بتنظيم مهرجان ما، أو تظاهرة معيّنة، تعكس شيئاً من حيوية الحراك الإنتاجيّ السينمائي في مدن عربية متفرّقة. أبرز هذه الأسئلة كامنٌ في مدى الجدوى الثقافية والفنية لمهرجان كهذا، أو لتظاهرة كتلك، في مدن أوروبية (باريس مثلاً) تشهد غالباً عروضاً متنوّعة لأفلام عربية مختلفة. الجدوى حاضرة دائماً. العروض التجارية «قد» لا تختار الإنتاجات كلّها، لكنها تتيح مجالاً واسعاً لتواصل ما بين «سينيفيليين» أوروبيين ونتاجات سينمائية عربية. العروض التجارية في أوروبا مختلفة تماماً عن تلك المبرمجة في مدن عربية. في هذه الأخيرة، المنحى الاستهلاكي البحت في اختيار أفلام أجنبية طاغ. في أوروبا، صالات عديدة تختصّ بأفلام غير استهلاكية. بأفلام قابلة لمُشاهدة أهدأ، خارج إطار الصخب الهوليوودي مثلاً
الجدوى حاضرة؟ مهرجانات/ تظاهرات عديدة للسينما العربية في أوروبا شكّلت، سابقاً، مساحة ثقافية تُقدّم شيئاً مما يحدث في العالم العربي. بعضها توقّف نهائياً (بينالي السينما العربية في باريس). بعضها الآخر لم يعد مؤثّراً، إن كان لديه تأثير ما في السابق (مهرجان الفيلم العربي في روتردام). اليوم، هناك اختبار جديد: نايلة عبد الخالق تمتلك هوساً بالسينما. تسعى جاهدة إلى إيجاد دعائم (مالية وثقافية وفنية مختلفة) لتنظيم مهرجان سينمائي تريده حيّزاً لتواصل ونقاش. لم تأت من فراغ. عاشت السينما، وعرفتها عن كثب. عملت مع زوجها الراحل غسان عبد الخالق، الذي دخل السينما بخفر، فتحوّل سريعاً إلى ناشط فيها (إلى جانب اهتماماته الصحافية الأخرى). نايلة عبد الخالق وجدت نفسها في خضمّ هذا المشروع: تظاهرة سينمائية عربية في باريس، اختارت لها اسم «إيماجيما». لا يقلّ اختيار مكان إقامة المهرجان أهمية عن المضمون العام له: «معهد العالم العربي» في العاصمة الفرنسية. المعهد احتضن «بينالي السينما العربية» سابقاً. المعهد منح السينما العربية مكاناً رحباً. إنه اليوم، مع نائلة عبد الخالق وشركتها الخاصّة «كومنبرود إنترناشيونال»، في تجربة جديدة: «يُشكّل «إيماجيما» أحد أسس عودة السينما إلى المعهد، بعد انقطاع دام ستة أعوام»، كما قال رئيس المعهد جاك لانغ.

بين 28 حزيران و3 تموز 2013، عُرض 32 فيلماً عربياً اختيرت كلّها من دول عربية مختلفة. تنويعات في الشكل والمضمون، في محاولة متواضعة لعرض بعض أبرز الإنتاجات السينمائية العربية. منها: 5 أفلام لبنانية، 5 أفلام خليجية (دولة الإمارات العربية المتحدّة ومملكة البحرين ودولة قطر)، 6 أفلام مغاربية (3 تونسية، فيلمان مغربيان وفيلم جزائري). «الشتا اللي فات» للمصري إبراهيم البطوط شكّل محطّة كادت تكون الأكثر تميّزاً، لما يمتلكه الفيلم من سمات سينمائية جمعت حُسن الشكل البصري بمقاربة درامية هادئة لواقع مرتبك ومتوتر في قاهرة «ثورة 25 يناير». التنويع واضح. أحد الأفلام اللبنانية الطويلة هو الأول لمخرجته لارا سابا: «قصّة ثواني». قصص حيّة مأخوذة من واقع الحال اللبناني، في راهن مهتزّ، اجتماعياً وإنسانياً. لم تذهب سابا إلى السياسة والتحوّلات الخطرة، بل غاصت في بؤر الخراب داخل المجتمع، عبر حكايات أناس مقيمين في مآزق وقلق وتوهان، ومنتمين إلى فئات اجتماعية متناقضة. أما «موشومة» للمغربيّ لحسن زينون، فعُرض في الختام: المنحى البوليسي بارز في التحقيق المُقام حول جريمة قتل مومس. الاجتماعي واضحٌ في البحث عن معنى الوشم في الثقافة الأمازيغية. خليط بين أنماط، لم يكن ركيزة «الأستاذ» للتونسي محمود بن محمود، الذي اكتفى بنقاش سينمائي حول العلاقة الملتبسة بين السياسيّ الحاكم والعمل النقابي.

كلاكيت

"طيور الظلام"

لم يكن المشهد مفاجئاً: فنانون مصريون منخرطون في الحراك التجديدي لـ"25 يناير"، لمواجهة سلطة أرادت تشويه اللحظة، وإسقاط الجغرافيا في خراب مدوّ. لم يكن المشهد غريباً: هؤلاء جزءٌ من بيئة اجتماعية تنتفض على متسلّط انتزع، أو سعى جاهداً إلى انتزاع إنسانيتها، بقوة خطاب ديني أقنع قلّة ارتضت خرابها على الأرض، ولم تنتبه إلى أن موتها لن يأخذها إلى أحلام مُعلّقة. لم يكن المشهد عادياً: فنانون عديدون حملوا أعمارهم المديدة وأجسادهم المتعبة إلى ميدان المعركة، لأن أرواحهم متّقدة، وعيونهم مفتوحة على مستقبل يُريدونه ناصعاً. حملوا براعة اشتغالاتهم كلّها إلى ساحة المواجهة، واضعينها في خدمة شباب يزدادون حماسة أمام جمال اللحظة، ويستندون إلى صنّاع إبداع كي يكتبوا معاً مستقبلاً ما

قيل كلامٌ كثير في حراك "30 يونيو". الانفعال متساو وتحليلات أراد أصحابها القلائل جداً سويةً أخلاقية وثقافية في جعلها مرايا واقع. الحماسة شريكة منطق عقلانيّ سليم في قراءة الانقلاب السلميّ، وفي تثبيت لحظة "25 يناير" وتطويرها. لهذا كلّه، تُصاب الكتابة بالخيبة: ما الجديد المُمكن كتابته أمام المشهد المصري؟ فالمشهد نفسه هذا لم يعد محتاجاً إلى كتابات وتعليقات وتحليلات، بل إلى مزيد من دفق بشريّ متوجّه إلى غده عبر بوابة الانتصار لحقّه الطبيعي في القول والعيش بـ"حرية وكرامة وعدالة اجتماعية". كما أنه تجاوز الكتابات كلّها، وبات على مسافة منها، لأنه مقتنعٌ بأن الفعل الميدانيّ السلميّ أفضل وسيلة للتحرّر من "طيور الظلام"، التي اعتقدت لوهلة أن التمسّك بخطاب ديني كفيلٌ بإدامة حكمها إلى الأبد، والتي اعتبرت أن هذا الخطاب يسمح لها بتلقين الناس أصول العيش، من دون أن تكون لهؤلاء الناس الأدوات الشرعية والطبيعية للعيش على هذه الأرض أولاً وأساساً. 

عادت "طيور الظلام" لتُعلن نداء الموت

"طيور" مدجّجة بالعفن والانهيار والتقوقع القاتل، كما بالخواء وجنون الأساطير.  "طيور" مولودة من رحم الشقاء الفكري، والترهّل العقليّ، والمرض الثقافي، والهوس الدائم بماورائيات تظنّ أنها السبيل الوحيد إلى "جنّة" موعودة.  لكن "طيور الظلام" هذه لم تصمد عاماً واحداً أمام قوّة الحياة النابضة في أناس يُتقنون العيش من دون التنكّر لأصول إيمان يريدونه بسيطاً وجميلاً وهادئاً وسلساً وخاصّاً جداً بهم. لم تصمد أمام الطوفان البشريّ الهادر بصوت واحد يُريد خلاصاً من شرّ يتفشّى في الجسد، فإذا بالروح تكافحه، والعقل يواجهه. 

فنانون مصريون عديدون شاركوا وقالوا واعتصموا وتظاهروا. واجهوا سابقاً طيوراً متنوّعة الأشكال لظلام واحد. لم يتراجعوا. لم يصمتوا. اليوم يُجدّدون مواجهتهم تلك الطيور القبيحة، لأنهم يُدركون أن صمتاً واحداً كفيلٌ بإدامة ظلام تزيّنه طيور قابعة في كهوف ومغاور. لأنهم يعرفون أن الفن ليس مهنة فقط، وأن الفنان إنسان ومواطن. لأنهم يؤمنون بأن الإبداع يبدأ من هذا الشارع أولاً.

السفير اللبنانية في

04/07/2013

 

الفنانين من الميدان: الجيش والشعب والفن إيد واحدة

أعد الملف:آية رفعت وسهير عبدالحميد 

حرص نجوم الفن أن يستكلموا المشوار مع المتظاهرين للبحث عن «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» مؤكدين إنهم لن يرجعوا للخلف مرة أخري واستعادوا مكانهم في ميادين مصر. وبالرغم من اختلاف الاجيال والأسماء إلا أن الفنانين رفعوا شعاراً واحدا وهو «إرحل» وشددوا علي مطلب اسقاط النظام وظهرت استجابة الفنانين اسرع للأحداث السياسية خاصة أنهم ادركوا أن مطالبهم لا تختلف كثيرا عن مطالب الجماهير التي أكدت علي ضرورة رحيل الإخوان والتأكيد علي فكرة الدولة المدنية وعن رؤية الفنانين للمشهد ودوافع نزولهم للميدان تحدث العديد منهم في هذا الملف.

هند عاكف: الفن لا ينفصل عن السياسة

الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة بهذه الكلمات بدأت الفنانة هند عاكف الحديث عن أهمية مشاركة الفنان المصري في الحياة السياسية وأكدت أن الفنانين المصريين أعطوا قدوة حسنة للمواطنين العاديين لنزولهم للميدان والتعبير عن آرائهم وهذا موجود منذ سنوات طويلة منذ أيام تحية كاريوكا وأم كلثوم وغيرهما من الفنانين الكبار الذين شاركوا في اتجاه السياسة ودفعوا ثمن ذلك من عمرهم حيث سقطت الدعوات التي تدعوا لانفصال الفنان عن الواقع السياسي الذي يعيش مجتمعه.

وأشارت عاكف إلي أنها منذ قيام ثورة 25 يناير وهي متواجدة في الشارع ليس باعتبارها فنانة فقط بل كمواطنة مصرية تحب بلدها وتتمني أن يتغير للأفضل وقالت: شاركنا يوم 30 يونيه في مظاهرات السيدة زينب وأنا انطلقت لميدان التحرير ثم ذهبت إلي أمام قصر الاتحادية وفي الطريق استوقفني حرص المواطنين من مختلف الفئات سواء العامل أو المهندس أو الطبيب أو المدرس علي المشاركة حتي لو كانت بسيطة سواء بالنزول أمام المنازل أو الوقوف في البلكونات.

وأضافت: أن بيان الجيش كان له مفعول السحر علي الناس والذي جاء بمثابة عيد لكل المصريين حيث انتظروا هذه الفرصة منذ سنوات.

محسنة توفيق: جميل راتب حضر من فرنسا ليشاركنا الثورة

عبرت الفنانة محسنة توفيق عن سعادتها بمشاركة جموع المصريين في مظاهرات 30 يونيه والتي تعتبرها انتفاضة شعب ضد محاولة سرقة احلامه وأكدت أن الفنان الحقيقي هو الذي يحمل روح الثورة بداخله طول الوقت وأن ثورتها المستمرة علي الأوضاع طول مشوارها دفعت ثمنه غاليا عندما تمت محاربة اعمالها ومنعها من تقديم اعمال كانت تضعها في مكانه أخري. وتحدثت عن كواليس نزولها الميدان بصحبة الفنان جميل راتب والذي حضر من باريس خصيصا للمشاركة في هذا اليوم التاريخي وقالت: جميل يتمتع بروح ثائرة دائما واعتبره الصديق الوحيد لي في الوسط الفني ويعتبرني مفكرته ووجدته يتصل بي من فرنسا وقال لي لازم نشارك في هذا اليوم وننزل وسط الناس مهما كانت أوجاعنا وآلامنا الجسمانية وتعكزنا علي بعض ونزلنا وسط الناس الذين فرحوا بمشاركتنا وكونوا حولي أنا وجميل كردونا لحمايتنا من الزحام حتي لا نسقط ووجدنا الناس البسيطة تقدر الفن والفنانين والسينما رغم هبوط مستوي بعض الأعمال الفنية.

وأضافت محسنة مؤكدة أنها خرجت من قلب الشعب المصري لتتحدث عن آلامه وأوجاعه وأنها علي مدار 40 عاما كونت افكارها وآرائها ورغم حالة النضوج التي تصل إليها كلما تقدم بها العمر إلا أنها تشعر أن الثورة بداخلها تزداد وأن اعمالها الفنية تدل علي صدق كلامها مشيرة إلي أن الفنان لا ينفصل عن السياسة.

واضافت أنها باستمرار كانت علي خلاف مع الأنظمة لدرجة تصل لإصدار تعليمات من الباطن لمحاربتها ورغم عدم اعلان ذلك إلا أنها كانت تعرف ذلك من خلال المقربين منها.

عزت العلايلي: الإخوان سرقوا ثورتنا ومرسي لا يصلح

يؤكد الفنان عزت العلايلي أن مشاركته في الثورة الثانية جاءت بناء علي رغبته في استعادة ثورة يناير التي سلبها الإخوان من المصريين حيث قال: لا شك أن مشاركتي كمواطن تضيف دعما للثورة خاصة أن الفنان عندما يكون له رصيد جيد لدي جمهوره يساعد في اقناعهم بالطريق الصحيح والمشاركة في بناء الوطن بلا خوف.. وأكثر ما دفعني للنزول هو عدم تحقيق أي هدف من أهداف ثورة 25 يناير وهي العيش والحرية والكرامة الإنسانية.. بينما سلبوها الإخوان مننا وأصبحنا نتحدث مع رجل يملي عليه التصريحات والقرارات التي يتخذها مكتب الإرشاد وليست له شخصية ولا رؤية واضحة ويعمل علي إصدار إعلانات عن مشاريع وهمية.

وأضاف العلايلي: هذا الرجل غير مضبوط نفسيا خاصة في قراراته التي جعلت العالم كله يضحك عليه هو وليس علي مصر ذات التاريخ العريق والحضارة.. فلم أجد هناك أي سياسي يأمر الناس أن يسهروا يوما كاملا حتي ينتهوا من دستور بلد فهذه ليست سياسة بل تهريج.. مرسي دفعني بعد ردة فعله الأخيرة لإعادة مراجعتي لكتب علم النفس وذلك لدراستي لطريقة كلامه غير المتوازن، كما أني قمت بكتابة كل كلامه عندما التقيته مرة مع المثقفين والفنانين في بداية عهده وسجلت ملاحظاتي حول ما يقول وما يوعد به والكلام غير المتوازن وانبهاره بالسلطة والنجوم فلا يمكن أن يظل في منصبه فمصر قادرة علي أن تذيب عثرة مثله.

سامح الصريطي: نعيش مقولة عبدالناصر «ارفع رأسك يا أخي لقد مضي عهد الاستبداد»

يؤكد الفنان سامح الصريطي أن 30 يونيه أثبت عبقرية الشعب المصري واسترداده لاحترام العالم ونظرته التي أهدرت علي مدار عام طول فترة حكم الإخوان.

يقول: استطاع هذا اليوم أن يعيد العلاقة الطيبة بين الشرطة والشعب بعكس سابق عهدها والتي ظن البعض أن هذه العلاقة لن تعود ومشاركة جموع الفنانين والمثقفين والمبدعين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع لخلع وزير لا يعترف بالفن المصري هو رد علي الهجمة الشرسة من جانب البعض وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.

وأشار الصريطي إلي أن نزول الفنانين للشارع يعتبر واجبا وطنيا خاصة أنهم أعطوا قدوة حسنة للمواطن العادي ويشجعون علي النزول للمطالبة برحيل النظام فالفنان مواطن بالدرجة الأولي وجزء من المجتمع الذي يعيش فيه. وأضاف الصريطي: أن الشعب المصري استرد مقولة عبدالناصر التي قالها منذ عقود طويلة وهي «ارفع رأسك يا أخي لقد مضي عهد الاستبداد» والتي تحولت بعد 25 يناير إلي «ارفع رأسك فوق أنت مصري».

فكل مصري أصبح فخورا بمصريته سواء في الداخل أو الخارج وأن وقوف القوات المسلحة بجانب الشعب حسم المعركة والتي أصبحت شبه منتهية لصالح الشعب.

مجدي أحمد علي: لا مكان بيننا للمتخلفين الذين يعيشون أوهام الخلافة

يجد د. مجدي أحمد علي أن الشعب ينجذب أكثر للمظاهرات التي يشارك بها الفنانون خاصة أنهم يشعرون أنهم من بين أطياف الشعب ويعانون من نفس مشاكلهم وليسوا نخبة منفصلة.. وأضاف: «اتحاد كل جموع الشعب بمختلف طبقاته أكبر دليل علي مواجهتنا للنظام والجماعة الفاشية ولقد شاركت في هذه المظاهرات لأني باحب بلدي ومصر الجميلة تظل شامخة طوال تاريخها تنتصر للحرية والحياة فهي منشأ الكرامة والثقافة والحضارة والخير والعدل.. ولا يوجد مكان للمتخلفين الذين يريدون أن يرجعوا بنا وبتاريخنا وحضارتنا للخلف فهم مرضي نفسيون لديهم أوهام الخلافة الإسلامية التي لن تتم. وأكد د. مجدي أحمد أن موضوع الإخوان قد انتهي وكل ما كنا نعيشه الأيام الماضية مجرد «فرفرة» وحلاوة روح فلا يوجد سلطة تعتمد علي 45 واحد في ميدانين يدعمونهما ولا توجد سلطة في العالم لتحكم بدون شعب ولا جيش ولا قضاء ولا بوليس للأسف هم جماعة تقوم علي الأوهام ولقد نجح مرسي فيما لم ينجح فيه جمال عبد الناصر والسادات ومبارك وهو كره الشعب للإخوان فقد حقق ما كانوا يحاولون اثباته في عام واحد من حكمه.

رانيا محمود ياسين: نزلت مع إبني الميدان

تري الفنانة رانيا محمود ياسين أن يوم 30 يونيو سيدرس في التاريخ المصري المعاصر والتي تعتبره استكمالا لثورة 25 يناير حيث دخلت مصر موسوعة «جينس» العالمية بخروج كل هذه الملايين للتظاهر ضد حاكم دولة مطالبين باسقاطه. وقالت رانيا: نزلت في هذا اليوم وكان معي إبني عمر وزوجي محمد رياض لنشارك الناس في هذا الحدث الهام ولولا خوفي من الازدحام لكنت نزلت مع كل أولادي ولكن أولادي يتظاهرون في المنزل يقولون «الشعب يريد إسقاط النظام».

أحمد فهمي: فضلت الانضمام لصفوف الشعب علي مسيرة الفنانين

يري الفنان أحمد فهمي أنه لا يوجد فرق بين الفنان والمواطن في الميدان وذلك لأنه نفس الشخص الذي يعيش في البلد ويعاني مما يعاني منه أهلها وقال: لقد رفضت الذهاب للميدان مع مسيرة المثقفين التي اتجهت من وزارة الثقافة إلي التحرير وذلك ليس رفضا مني إلا أني أري أن انضمامي في صفوف الشعب أفضل بالنسبة لي.. فهناك نقف كلنا معا الفنان هو الفلاح هو العامل هو الموظف كلنا صف واحد.. وقد قمت بتقسيم وقتي بين الاتحادية والتحرير ونزلت بصحبة أصدقائي وأقاربي. وأضاف فهمي أنه لا ينكر أن وجود الفنان في الميادين يدفع المواطن العادي للاقتداء به والنزول ولكن يكون لدي المواطن احساس واقتناع فكري بالمشاركة منذ البداية. وأضاف قائلا: ما دفعني للمشاركة كمواطن هو وضع البلد الذي يتحول من سييء إلي أسوأ ولقد قاطعت إعادة الانتخابات الرئاسية بين مرسي وشفيق ولم أكن منذ البداية في صفوف الإخوان.. ولكن علي كل فأنا سعيد لما حدث لأننا كشعب جربنا حكم الإخوان لأننا لو كنا اخترنا شفيق لكنا نزلنا للتحرير هذا العام ضد الوطني ونضيع عاما آخر من عمرنا في تجربة الإخوان.. والآن لقد جربنا عهدهم وتعلمنا أن نوحد صفوفنا لتحقيق مطالب الثورة الأولي التي نؤمن بها.. وأعلنا غضبنا علي ما نعيشه من زيادة بطالة وانعدام الدخل القومي وأزمة بنزين وكهرباء وتلوث، وهناك شخص لا يفرق معه البلد بأي حال.

إلهام شاهين: الشعب يحمينا من أي هجمات

عبرت الفنانة إلهام شاهين عن سعادتها وحماسها باستمرار الاعتصام والتظاهر ضد حكم الإخوان وذلك بعدما وجدت الأعداد الغفيرة تتزايد في الميدان والمسيرات التي كانت تسير فيها.. حيث  قالت: «مشاركتي في المظاهرات جعلتني أشعر بالفخر ونزول الفنان لدعم الناس نفسيا وعندما كنا نسير من وزارة الثقافة متجهين لميدان التحرير وجدنا الاعداد معنا تتزايد وينضم إلينا العديد من السكان خاصة في منطقة الزمالك بأعداد مذهلة كما أني فخورة بوجود الفنانين كفصيل لا يتجزأ من الشعب المصري خاصة عندما رأيت الناس تلتف حول أحمد عز في الاتحادية وغادة رجب في التحرير.

وعن تخوفها من أذي الإخوان وأتباعهم قالت: «نحن في مأمن وسط الشعب لا يستطيع أن يضر أي شخص لأن هذه هي ثورتنا الحقيقية التي توحدنا فيها كشعب واعترضنا علي الظلم والفساد نحن لسنا قطيعاً مثلهم ولا نطيع أحداً طاعة عمياء.. ونري ونعيش مشاكل الشعب الاجتماعية في فساد مستمر وتزايد الجوع واحتقار البنزين وزيادة البلطجية وغياب الأمن وعن مشاركتها لأول مرة في ثورة قالت: «25 يناير لم تكن ثورة بمعني الكلمة علي عكس ما نحن عليه الآن فهي كانت في البداية مجرد مظاهرة غير منظمة اعتراضا من فئات شعبية علي أحوال البلد ولكن الآن الشعب والجيش والشرطة والفن إيد واحدة.

روز اليوسف اليومية في

04/07/2013

 

عبر عنها الفنانون والمثقفون والإعلاميون النهاية السعيدة‏..‏ انتصار الشعب

متابعة - عادل عباس ـ خالد عيسي ـ زينب المنباوي - شريف نادي ـ هبة إسماعيل ـ ناهد خيري ـ إنجي سمير 

عبر المبدعون عن فرحتهم بعد بيان القوات المسلحة‏,‏ مؤكدين انه اعاد الفرحة لقلوب المصريين بعد عامين من التشتت والحزن‏,‏ وأن خارطة الطريق المطروحة أعادت الثورة المصرية لطريقها الصحيح ولترفع المبادئ التي خرج الشعب المصري من اجلها منذ‏25‏ يناير‏2011,‏ وحتي الآن‏,‏ وأن القوات المسلحة تنحاز للشعب لأنها منه‏,‏ كما عبروا عن سعادتهم البالغة بسقوط حكم جماعة الإخوان التي كانت تقف أمام بناء هذا البلد وأمام إبداعه وتريد أن تعود به للوراء‏,‏ وطالب المبدعون ان ينظر الجميع لبناء هذا البلد ويقوموا بذلك علي قلب رجل واحد‏,‏ وأنه لا مجال للشماتة ولا بد من المصالحة للنهوض بالبلد‏.‏

قال الفنان خالد صالح انه سعيد للغاية ببيان القوات المسلحة حيث اكد لنا عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ان المصريين والجيش كلهم يد واحدة واكثر ما اعجبه ان قوي الشعب باكملها قالت كلمة حيث تحدث البابا تواضروس وشيخ الازهر احمد الطيب والبرادعي وهذا اكبر دليل ان قوي الشعب كلها متفقة مع البيان موضحا ان مصر بهذا القرار بدأت تعود مرة اخري الي حياتها وبدأت تتنفس مرة اخري بحرية دون قيود والفرحة الغامرة التي توجد في جميع الميادين هذا يدل علي ان المظاهرات السلمية كان لها نتائج قوية وانها ستنجح دائما ومصر ستكون سدا منيعا ضد اي ظالم يريد افسادها‏.‏

واضاف صالح ان الاخوان قاموا بتشويه صورة الاسلام ومبادئه حيث اوضحوا للجميع قيما وتعاليم للاسلام خاطئة تدعو للعنف والدم والبلطجة وهذا خطأ فادح فالاسلام هو التسامح والطيبة وما يحدث عكس ذلك خطأ ورحيل الاخوان هذا يدل علي ان مصر ستستعيد قوتها مرة اخري وتنهض بعزم وقوة‏.‏

وقالت الفنانة هالة صدقي انها تشعر بفرحة كبيرة بهذا النصر العظيم الذي حققته ثورة‏30‏ يونيو ورحل نظام الاخوان الذي يتسم بالفساد والظلم والذي تسبب في رجوع مصر للوراء مليون خطوة وان بيان القوات المسلحة ارجع للمصريين الأمل مرة اخري بأن ينهض ويعود الي قمته التي كان عليها من قبل مؤكدة انها ستحاول بكل قدراتها ان تمحو عام حكم الاخوان من ذاكرتها لانها تري انها اسود فترة عاشت فيها مصر‏.‏

وقالت الفنانة رجاء الجداوي‏:‏ مبروك للمصريين وان الشعب المصري من اعظم شعوب العالم وانه الفترة القادمة سيعود مرة اخري الي قوته وعزيمته الحادة التي تتحدي اي ظلم وفساد موضحة ان البيان اعطي كل مظلوم حقه واعطي للظالمين عقابهم علي جرائمهم الكثيرة التي تسببت في خراب ودمار وموت كثير من ابناء الشعب المصري الذي لايستحق كل الاهانات التي تعرض لها من قبل مشيرة الي انها سعيدة كثيرا بعدما اتحد الجيش مع الشعب وهذا الاتحاد سيغلب اي شر قادم‏.‏

واضافت الفنانة رانيا محمود ياسين ان البيان رائع ومحترم ويعبر عن القوات المسلحة القادرة علي الحفاظ علي الأمن القومي لمصر وحرصها علي الشعب المصري والوطن وان رحيل الاخوان يعتبر اهم خطوة في حياة المصريين الذي لن يجعلوا اي شخص اخر يتحكم في حياتهم بديكتاتورية فلا يوجد اي طريق اخر غير الديمقراطية التي تجعل المصريين يعودون الي حريتهم مرة اخري‏.‏

ومن ناحية اخري عبر بعض من الفنانين عن سعادتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم الفنان تامر حسني الذي كتب بحبك يا مصر يا بلد النصر ورجالة واهل كرم محبة و جدعنة في الشدة وأصل‏..‏ بالحب وبجهد ولادنا واحنا الشعب وبدعواتنا‏..‏ فرحنا من كل قلوبنا والفرحة هلت في بيوتنا وكل البلاد اخواتنا‏.‏

وكتب الفنان عمرو دياب ان كل حي و له قيامه‏..‏ زي ما قال الكتاب ثم كتب تحيا مصر‏.‏

اما الفنانة كندة علوش كتبت يا حبيبتي يامصر يامصر يا حبيبتي يا مصر يامصر‏...‏ مليون مبروووك وعقبال حبيبة قلبي‏.‏

والفنان محمد رياض كتب مبروك للمصريين و البيان قوي وفيه مسئولية كبيره تجاه بلده ويزيد ثقتنا في القوات المسلحة المصرية وأمان للشعب المصري وأن جيشنا يعد أعظم الجيوش الذي هو خير أجناد الأرض لقيمه ومثله العليا ومبادئه وتحمله مسئوليته تجاه شعب مصر‏.‏

والفنانة وفاء عامر كتبت مبروك لكل الشعب المصري الذي قادر علي تحدي الصعاب و أن البيان فاق كل التوقعات ورد فعل عظيم من قواتنا المسلحة التي لم نشك للحظة في انحيازها للشعب المصري العظيم وحمايته‏.‏

والفنانة هالة فاخر كتبت الفرحة مش سايعاني مبروك بجد لشعب مصر الحر اللي رفض الظلم الف مبروك‏.‏

ومن جانب اخر أكد المثقفون أنهم رغم الفرحة العارمة لكنه لديهم قلق من رد الفعل من جانب جماعة الإخوان‏.‏

فقالت الكاتبة إقبال بركة‏:‏ الحمد لله كابوس وانتهي وأكلمت رغم فرحتي الكبيرة بما حدث إلا أنني أخشي الإخوان المسلمين لأنني أعلم طبيعتهم واعرف جيدا أنهم سيلجأون للانتقام الشديد ما لم يتم فورا نزع أسلحتهم‏,‏ فهم يمتلكون اسلحة كثيرة ومكانها في رابعة العدوية ويجب تحجيمهم وشل أيديهم عن الإساءة للشعب العظيم الذي قاد ثورة تصحيحية صحح بها سمعة مصر وأعادها للطريق الصحيح نحو المستقبل‏,‏ فهم كانوا يحاولون باستمادتة إعادتنا للخلف ولكن شعب مصر الذي أسس الحضارة رفض وآبي أن يستسلم أو ينجرف لطوفان كان سيأخذه إلي غياهب الجب‏.‏

واضافت بركة‏:‏ لقد أخذنا درسا قاسيا في الفترة الماضية وكنت في حالة ذهول مما يحدث‏.‏ ولهذا أطالب بمحاكمة محمد مرسي بتهمة الخيانة العظمي عما فعله بالشعب المصري خلال عام‏.‏

وقال الدكتور جابر عصفور‏:‏ لقد قال الشعب كلمته من خلال خطة طريق وضعها شباب تمرد وتبناها المجلس العسكري الأعلي باعتباره حامي الوطن ودرعه وهذا كان منتظرا من القوات المسلحة لأنها كما قال هيكل هي بنت الوطن المصرية وفي الأزمات والشدائد تكون أبو الوطن المخلصة‏.‏

وأضاف الروائي إبراهيم عبد المجيد هذا بيان عظيم وكل الخطوات التي وضعت هي حقا خطوات ثورية مطلوبة وتعود بنا إلي النقطة الصحيحة للثورة مثل عمل دستور حقيقي يعبر عن جميع أطياف الشعب المصري وإجراء انتخابات رئاسية حقيقية كما أن رموز البيان مثل شيخ الأزهر والبابا تواضروس والدكتور محمد البرادعي ومحمود بدر وغيرهم ممن شاركوا في البيان هما حقا رموز الوطنية المصرية وأضاف عبد المجيد وعلي كل حال البيان لا يحتاج إلي تعليق ولكن الوضع الحالي هو الذي يحتاج هذا التعليق وهو ان الإخوان انتهوا من مصر ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم لأن الشعب المصري هو الذي أسقطهم‏.‏

فيما وصف الدكتور أحمد مجاهد بيان المجلس العسكري بالرائع وقال هذه هي إرادة الشعب القوي والذي دائما هو متعدد الأعراق والثقافات ونحن علي مدار السنوات كنا دولة مدنية ولن نكون دولة دينية ولكننا أكثر إيمانا من آخرين فنحن مؤمنون لا تحكمنا غير دولة مدنية وأقول للجميع حتي وإن كان هناك رد فعل غير طيب من الطرف الآخر فالشعب قال كلمته وانتهينا‏.‏

وقال الدكتور صلاح الراوي‏:‏ ها هي مصر التي نعرفها وها هو شعبها الذي لا يقهر أبدا ولا يستسلم لظلام يأتي من ظلاميين جاءوا من كهوفهم‏,‏ ومن هنا أنحني إجلالا أمام كل نقطة دم شهيد أو جريح وأقبل أقدام أمهات الشهداء‏,‏ ثم ننطلق بهذا الوطن انطلاقة حقيقية لا مكان فيه لإرهاب أو تاجر دين أو مسعور سلطة نحو كرامة حقيقية لكل مصري ونحو عدالة اجتماعية وقصاص عادل من كل من ارتكب جريمة في حق هذا الوطن وأبنائه‏,‏ هذه هي مصر المنتظرة للمجد ولشعبها المنذور للخلود‏,‏ ولم يبق في لسان كل منا سوي قول الحمد لله‏,‏ الحمد لله‏,‏ الحمد لله‏.‏

قال الكاتب د‏.‏عز الدين شكري فشير صاحب رواية باب الخروج والتي اعتبرها الكثيرون سيناريو لما يحدث‏:‏ أنه أولا يجب ان نترحم علي كل من سقط شهيدا‏,‏ وكل من فقد حبيبا‏,‏ وكل من عاني خلال السنوات الماضية‏,‏ من أجل حقه وحقوق أهله وناسه‏,‏ ومبروك لنا‏,‏ انزاحت غمة الاستبداد باسم الدين‏,‏ وربنا معنا‏,‏ في المرحلة الثالثة من مسيرتنا الطويلة نحو العيش والحرية والكرامة الانسانية‏.‏

وأضاف الفنان التشكيلي محمد عبلة‏:‏ اشعر بفرحة غامرة وأن تعبنا ودم الشهداء لم يسرق ولم يذهب وأن في استطاعتنا ان نسترد حقوقنا‏,‏ كما أشعر ان الفرصة اصبحت متاحة لكي نبني البلد بشكل جدي لأن النظام الاخواني كان معطل مسيرة البناء وما كان يحدثه في الشارع من تقسيم جعلنا نتحول بنظرنا بعيدا عن بناء مصر‏,‏ وبخصوص البيان فجاء كما توقعناه وبمطالبنا التي خرجنا من اجلها وهو ما سعينا اليه من البداية‏.‏

وقال الشاعر عبد الرحيم يوسف‏:‏ أنا سعيد جدا رغم اني لا أريد أن يأتي الحل من جانب العسكر ولا كنت احب ان نرجع للجيش مرة اخرة لكن هذه المرة مختلفة لأن البيان مقدم بذكاء فتم طرحه بحضور قوي مدنية مختلفة منها المعارضة والأزهر والكنيسة مما أعطاها شكلا مختلفا‏,‏ وهذا بدأ يعدل مسار الثورة مرة اخري وقلل من التخوفات‏.‏

وأكدت الناقدة والكاتبة د‏.‏ هويدا صالح أنه يجب علينا الآن ان ننظر للامام ونفتح صفحة جديدة‏,‏ مع الإخواني والسلفي وأي فصيل من التيار الديني الذي لم يشارك في قتل أو يحرض علي قتل مصري‏,‏ كما يجب ان نتجنب الاهانة والشماتة لأن كلنا مصريون‏,‏ نريد مصالحة حقيقية نريد مصالحة مع أخوتنا‏,‏ نحن جميعا أخوة‏,‏ لا غضب ولا شماتة يا مصريون‏.‏

وقال الكاتب حمدي ابو جليل‏:‏ إن البيان هو اصلاح لطريق هذه الثورة والنتيجة العظيمة التي كنا نريدها في ثورة يناير‏,‏ وهذه ثورة حقيقية ازاحت نظام وأوجدت نظاما جديدا وهذه عظمة الشعب الذي مكن الاخوان ولفظهم‏,‏ ومن الفرحة لم استوعب حتي الآن ما حدث لأنه جاء بسرعة شديدة وأنا كنت من الذين شجعوا علي حكم الاخوان لاني كنت مقتنعا انهم عقبة لن تزول الا عندما يعرف الناس حقيقتهم‏.‏

قال الشاعر فاروق شوشة‏:,‏ إن أجمل ما في بيان القوات المسلحة هو التوافق بين هذه النخبة من قادة مصر وطوائفها‏,‏ وأن البيان به لهجة واثقة وهادئة لكنه قادر علي الوصول إلي وجدان كل فرد في مصر‏,‏ ولقد صنع لنا هذا البيان عيدا عظيما قبل حلول عيد الفطر المبارك‏.‏

وقال الاديب بهاء طاهر‏:‏ مبروك للشعب المصري ما تحقق له من نصر‏,‏ فالبيان متعقل ومتوازن ويدل علي الوحدة الوطنية الحقيقية بين كل فصائل الشعب وأطيافه‏,‏ وهذا بشرة خير لمستقبل مشرق‏,‏ ونأمل أن يري الفريق الآخر الحقيقة ويتفهم ما يحدث من تغير في تاريخ مصر الذي يتطلع إلي مستقبل مشرق‏,‏ وأتمني مع مرور الوقت أن يعلموا أن إرادة الشعب الذي خرج منذ يوم‏30‏ يونيو إلي الشوارع‏,‏ بأغلبية كاسحة يطالب برحيلهم هي التي لابد أن تنتصر‏,‏ فإرادة الشعب فوق الجميع‏.‏

وعبر الدكتور محمد صابر عرب‏,‏ وزير الثقافة السابق‏,‏ عن فرحته الكبيرة قائلا‏:‏ مبروك بلدنا رجعت تاني فبعد عام انحرفت فيه الثورة عن مسارها لتخدم جماعة متخلفة تنتمتي للقرن الثالث لم نكن نتصور أبدا أن المصريين يختزلون في داخلهم هذه الروح الجياشة‏,‏ فإن ما حدث لا يتكرر كثيرا في العالم‏.‏

وقال‏:‏ إن المصريين اليوم يشعرون بأنهم قد استعادوا حريتهم وطريقهم نحو مستقبل أفضل يحترم المرأة والمسلمين والمسيحيين‏,‏ وسوف نحقق ما نحلم به من دولة مدنية متقدمة‏.‏

وقال الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة‏:,‏ إن بيان القوات المسلحة بيان رائع وينتصر لمصر ولشبابها ولكل أطيافها‏,‏ وقد أعاد البيان إلي مصر حقيقتها وجوهرها وتاريخها المجيد‏,‏ وأشعر الآن بالفرحة تغمرني وتبدد كل الحزن القديم الذي أرسته الحقبة السابقة بداخلي وبداخل كل المصريين‏.‏

وأكد الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر‏:‏ أن هذا لهو يوم عظيم في تاريخ مصر وقد قام الشعب العظيم سلميا بإنهاء هذه الفترة مستعينا بقواته المسلحة الباسلة التي لبت النداء ووضعت الأمور في نصابها‏.‏

وقال سلماوي إنني أري مصر تتقدم نحو المستقبل المشرق الذي تستحقه والذي قدم شباب الثورة حياته ثمنا له كما أراها تتقدم وقد تخلصت إلي الأبد من جماعة الإخوان وخلصت معها أشقاءها العرب فهزيمة الإخوان هنا ستنعكس علي كل الدول العربية فهنيئا لنا ولهم وتحية لشباب الثورة للقوات المسلحة‏.‏

وشارك عدد من الاعلاميين فرحة الشعب المصري‏..‏ حيث قالت في البداية الاعلاميه درية شرف الدين ان هذا اليوم من أعظم الأيام في تاريخ مصر‏,‏ لأننا اذا كنا نتحدث عن ثورة حقيقية شعبية سلمية متحررة فهو ما قام به الشعب في‏30‏ يونيو‏,‏ وساندها الجيش بكل ما أوتي من قوة ليضمن لها النجاح تنفيذا لإرادة الجموع الغفيرة من شعب مصر الذين نزلوا الي الشارع المصري ليرفضوا الظلم‏.‏

وأضافت أنها المرة الأولي التي تجتمع فيها كل مؤسسات الدولة علي هدف واحد في مدة قياسية لتنهي حكما اشبه بحكم العصابة خاصة أنه لم يكن مجرد حكم عادي‏,‏ حيث كانوا يريدون بيع مصر وتقسيمها‏,‏ إلا أن الشعب كان واعيا لكل المخططات ومن خلفه جيشه العظيم‏,‏ وما فعله الشعب المصري بهذا التحضر والوعي شيء يكتب في تاريخ الامم‏.‏

بينما قال د‏.‏سامي الشريف‏:‏ ان القوات المسلحة كانت عند حسن الشعب المصري بها حيث قدمت الحل الامثل للخروج من المأزق بإقالة الرئيس مرسي طبقا لارادة الشعب وتكليف رئيس المحكمة الدستورية‏,‏ لفترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الشهور لتجري بعدها انتخابات رئاسية‏.‏

الأهرام المسائي في

04/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)