حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرجة هيفاء المنصور:

المجتمع السعودي بدأ يتغير ولا يمكن أن نتحدث عن السينما كصناعة بل ثقافة

حوار: رانيا يوسف

 

هيفاء المنصور هي اول مخرجة سعودية تصنع فيلم روائي طويل يصور داخل المملكة، فيلم "وجدة" استقبله النقاد والجمهور بحماس واشادة كبيرة عند عرضه في مهرجان فينيسيا ودبي واخيرا في مهرجان الخليج السينمائي، حيث حصد جائزة احسن فيلم روائي طويل ضمن فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الخليج.

درست هيفاء في الجامعة الأمريكية بالقاهرة الادب انجليزي، ودرست الماجيستير في النقد والاخراج السينمائي في جامعة سيدني في استراليا، واتجهت الي الاخراج السينمائي حيث اخرجت عدد من الافلام القصيرة وتبعتهم باول فيلم روائي طويل هو فيلم "وجدة".

·        لماذا اتجهتي الي الاخراج السينمائي رغم ان المجتمع السعودي متشدد ؟

لاني احببت السينما ولاني تربيت في مدينة صغيرة في السعودية، في الزلفي وعشت وتربيت في المنطقة الشرقية، انا ابنه من 12 اخ واخت وكان الوالد رحمه الله يعرض لنا بشكل منتظم افلام علي الفيديو وكانت الافلام والمسرحيات المصرية ركن اساسي من بيتنا، في السعودية السينما ممنوعة فقط كدار عرض لكن الافلام موجودة وتعرض في التليفزيون، بالاضافة الي ان محلات تأجير الفيديو في السعودية من اكثر المحلات رواجاً.

·     اذا كان هناك نسبة مشاهدة كبيرة للافلام في السعودية علي شرائط الفيديو لماذا لا تقام دور عرض؟

السينما محاطة بالشك وبجدل كبير ووجود السينما في المحيط العام غير مقبول لكن الفيلم كمنتج فني مقبول في المجتمع السعودي هناك تناقض بين ما هو عام وما هو خاص، الناس داخل بيوتهم يستطيعوا ان يفعلوا كل شيء لكن خارج البيت لا يستطيعون ومنها مشاهدة الأفلام، او حتي ان خرجوا الي دول اخري خارج المملكة، وهذا شيء غير مقنع .

·        وماذا عن دخولك مجال الاخراج السينمائي؟

في البداية عملت عدة افلام قصيرة باسلوب الهواه دون دراسة للسينما، كنت احاول ان اوصل فكرتي لأكبر قطاع ممكن من المشاهدين، ثم قدمت فيلم وثائقي بعنوان "نساء بلا ظل" وهذا الفيلم كان محور هام في حياتي حيث بدأت التعرف علي هويتي وعلي الاتجاه الذي يستقطبني في السينما وبدأت احدد هدفي واتجاهي من صنع الافلام، كانت قصته تتحدث عن نساء في السعودية وكيف تغير المجتمع السعودي بعد النفط والثروة، وقبل ان يخرج الناس من القري الي المدن للعمل، كان مجتمع أقل تعليماً لكن للمرأة دور كبير في الحياة الاجتماعية، حيث كانت تشارك في البيت وفي الحقل وكان لها وجودها، ولكن مع انبعاث طبقة وسطي كبيرة في السعودية، اصبح التعليم يصب علي عزل المرأة عن المجتمع، ومع بداية دخول التكنولوجيا الحديثة والانترنت بدأ تكوين المجتمع يتغير، واصبحت المرأة لديها طموحات واحلام واهداف في الحياة، وبدأت تعيد تشكيل المجتمع والان اصبح النساء لديهم فرص كبيرة للمشاركة في الحياة الاجتماعية والعلمية، وأصبح المجال مفتوح امامهم للدراسة في الخارج علي حساب الدولة، حيث بدأت حركة انفتاح ملموسة للمجتمع السعودي.

·     اذا كانت النساء في السعودية بدأت في الانفتاح علي المجتمع والمشاركة في انشطة الحياة المختلفة، لماذا تحجيم دور السينما ؟

مازال هناك في السعودية قضايا جدلية مثل قيادة المرأه للسيارة، مثل السينما ، من المهم جداً أن يدرك المجتمع ماهية الفيلم السينمائي، والدور الذي يقع علينا نحن المخرجين ان نعطي المشاهد السعودي افلام يشعر معها بالاطمئنان تجاه هذه الصناعة، نصنع افلام تعبر عنهم وتسعدهم وتوضح لهم ان جمال السينما كفن مرئي لا تتعارض مع نظام حياتهم او تكسر عاداتهم وحياء مجتمعهم.

·     ولكن من يرفض وجود السينما في السعودية هم المتشددين وليس المجتمع السعودي الذي يتهافت علي نوادي الفيديو لمتابعة الافلام؟

صحيح ولكن الكثير من السعوديين بدأوا ينفتحون علي العالم وبدأت تقل هذه الفئة المتشددة وبدأ يكون فيه وسطية كبيرة في المجتمع السعودي، واعتقد ان تقبل المجتمع للسينما يحتاج فقط الي بعض الوقت.

·     كيف استطعتي وانتي امرأه ان تقومي بتصوير فيلم داخل السعودية وكيف قمتي بتصوير مشاهد الشارع؟

المجتمع السعودي غير مختلط ولن يقبل ان تقوم امرأه بتصويره في الشارع، كان من الصعب ان اعمل في الشارع واواجه الرجال، ولكن قمت بتحديد اماكن التصوير وكنت انا دائماً مختبئة داخل سيارة التصوير وضعت امامي شاشة عرض وكنت اتواصل مع المصور والممثلين من داخل السيارة، حاولت ان اصنع فيلم يعبر عن الحضارة السعودية ولا يتصادم معها، اذا كان المجتمع السعودي يرفض عمل المرأه في الشارع، انا لا احاول ان اثيره او استفزه، كنت اود ان اصنع فيلم شفاف بسيط يعبر عني دون الوصول الي صدام مباشر مع المجتمع، لم يكن لدي مشكلة بالعكس شعرت ان هذا التمرين كان مهم، كل شيء صعب ولكن انا كمخرجة ذهبت لمنطقة لم اكن لاذهب اليها اذا توافر لي كل شيء، من المهم ان يستفيد الانسان من كل هذه التجارب، ولا يجعلها عائق امامه او يعلق فشله علي شماعة الصعوبات والظروف.

·     الأطفال في الفيلم قاموا باداء تمثيلي احترافي كيف تعاملت معهم وهل كانت تجربتهم الاولي امام الكاميرا؟

نعم كانت اول مرة يقفوا امام الكاميرا، الطفلة التي قامت بدور وجدة كانت تحب الغناء والموسيقي وكانت شغوفة بمتابعة الحفلات الموسيقية والمهرجانات، فعندما تحدثت الي والديها لتقوم ببطولة الدور رحبوا واعطوها فرصة صغيرة خصوصا ان الفيلم رقيق ويحمل رسالة انسانية بشكل لا يخدش حياء المجتمع السعودي، شعرت ان البنت لديها لغة حوار مع الكاميرا حتي جمالها غير تقليدي لكن جمال روحها طغي علي الشكل، وملامحها محلية وصوتها الجميل، وبدأت ادربها علي التمثيل في فترة قصيرة هي والولد.

·        ما الصعوبات التي واجهتك اثناء تصوير الفيلم في السعودية؟

تعاقدنا مع احد المولات التجارية لتصوير احد المشاهد التي تجمع الام والابنة وعندما ذهبنا في يوم التصوير رفض صاحب المول ان نصور هناك لانه قلق من وجودنا، وقمنا بوقف التصوير نصف يوم الي ان وجدنا مول اخر قمنا بالتصوير فيه، وفي بعض المشاهد التي صورناها في الاحياء الشعبية قابلنا صعوبات لاقناع الناس بالتصوير حيث كانوا يرفضون الكاميرا، مازال الكثير منهم محافظين يرفضون الظهور امام الكاميرا ولكن هناك احياء اخري استقبلتنا وتفاعلوا معنا بشكل جميل وفتحوا لنا المجالس، وانا سعيدة اني صورت في السعودية رغم هذه الصعوبات ،فهناك من يفضلون الخروج للتصوير في دبي مثلا ولكن مهم ان نستثمر الواقع السعودي بكل ما فيه.

·        لماذا اخترتي الدراجة لتكون رمز لتحرر المرأة ؟

الدراجة فيها حركة وحرية وتسارع وهي في نفس الوقت لعبة ليست شيء جدي، هي شيء ناعم ، احببت ان اعطي المشاهد صورة بسيطة للمجتمع واتركهم يستنبطون الفكرة كل حسب ثقافته ومفهومة، لذا لم استعين بكاتب سيناريو لاني اشعر ان المجتمع السعودي لا يستطيع ان يفهمه الا السعودي ، بالاضافة الي ان السعودية لا يوجد بها كتاب سيناريو للسينما ، ولكن القليلون منهم يكتبون للتليفزيون، ولاني كنت ارغب في عرض صورة لبنت صغيرة اعبر من خلالها عن مدرستي وعن اهلي وعن اشياء شعرت بها خلال طفولتي، وقمت بمراجعة السيناريو عدة مرات من خلال اشتراكي في ورش عمل بعدة مهرجانات منها مهرجان صندانس وتورينو وبرلين، اضافت هذه الورش لي الكثير، ففي النسخة الاخيرة من السيناريو كانت الاحداث مختلفة تماما، و كانت شخصية الام ستموت في نهاية الفيلم قبل الزواج الثاني لزوجها، وانا كنت متشبثة بالفكرة لكن في النهاية اقتنعت بالاراء التي تلقيتها من الاصدقاء في الورشة وقررت تغيير الاحداث.

·        هل توجهتي الي اي جهه انتاجية في السعودية لتمويل الفيلم؟

لا يوجد غير شركة روتانا هي التي تدعم انتاج الافلام، ولكن وزارة الاعلام لا تدعم غير صناعة الدراما، ولا توجد اي ميزانية لدعم تمويل انتاج الافلام من اي جهه حكومية، لكن السعودية تتغير وهو موضوع وقت لا اكثر، واتمني ان يعرض الفيلم في دور العرض في كل الدول العربية ، اما في السعودية اتوقع ان يعرض علي التليفزيون او علي اقراص دي في دي.

·        هل تعتبر هذه التجارب بداية لتدشين صناعة سينما في السعودية ام انها مجرد محاولات فردية؟

لا نستطيع ان نقول صناعة لانها الان صعبة لعدم وجود دور عرض في السعودية وبالتالي لا يوجد توزيع ولكن اشعر ان مفهوم الفيلم بدأ يتغير وهناك ثقافة السينما بدأت تنتشر في المجتمع السعودي، حتي عند الناس البسطاء تغير مفهوم الفيلم في الذهنية السعودية، واصبح له وجود، المجتمع البسيط ليس لديه رفض للسينما.

·     هل شاهد اي مسئول في وزارة الاعلام بالسعودية الفيلم وقام بالتعليق عليه أو طلب منك عرض الفيلم؟

اشعر ان السعوديين فخورين بالفيلم لأنه يقدم السعودية بشكل جيد خصوصا ان الفيلم يعبر عنا بشكل رقيق وهاديء وغير مبتذل.

·     هل استخدمتي طفلة لبطولة الفيلم حتي لا تصطدمي مع المتشددين او ان يقابل فيلمك بهجوم؟

ليس هدفي الاصطدام بأحد، هدفي ان اصنع فيلم جميل يستمتع به الجمهور ويحمل صوتي كمخرجة ولكن بدون ان يكون فيه صدام مباشر مع اي جهه.

·     كيف يمكن ان يتطور انتاج الافلام السعودية وما هي المراحل التي يجب علي الشباب ان يخطوها؟

يجب عليهم ان يمشوا المشوار بطريقة صحيحة ، مهم جدا ان يكون هناك تدريب وتطوير، وعدم استعجال في صناعة فيلم وان تأخذ كل مرحلة وقتها، فمثلا سيناريو فيلم وجدة اخذ مني حوالي 5 سنوات لكتابته وتعديله حتي وصلت به الي هذا الشكل النهائي، مهم جدا ان يأخذوا وقتهم بشكل صحيح في الكتابة والتحضير والبحث عن تمويل ليصنعوا فيلمهم بشكل جيد.

·        هل ممكن ان تعودي لاخراج افلام قصيرة بعدما اخرجتي فيلم طويل؟

الفيلم القصير توزيعه محدود لذلك لا يستطيع الجمهور ان يشاهده الا من خلال عروض محدودة، لكن الفيلم الطويل توزيعه اكثر اتساع وهذا اهم شيء في الفيلم الطويل بالنسبة لي، لكن لا يوجد عندي مانع من العودة لاخراج افلام قصيرة ان عجبتني الفكرة ولكن اصبحت مثل الكثيرين عندي ادمان للفيلم الطويل.

·        ما هو شعورك كأول امرأه سعودية تصنع فيلم طويل؟

طبعا فخورة وسعيدة بهذا النجاح الذي حققه الفيلم عند عرضه في المهرجانات وردود الافعال الايجابية تجاهه، واتمني ان اكون قد قدمت صورة مختلفة للمراه السعودية ، واشعر بفخر شديد ان اكون من ضمن منظومة التغيير التي بدأت تدق باب المجتمع السعودي، واتمني ان يكون هناك المزيد من المخرجين نساء ورجال يساندون السينما ويقفون معها.

·        هل انتي بصدد تحضير عمل جديد خلال الايام القادمة ؟

لا يوجد عندي قصة او نص محدد ولكن ابحث عن قصة او فكرة مناسبة لاقدمها وان اعود لكتابة سيناريو جديد تدور احداثه ايضا داخل السعودية.

البداية المصرية في

26/06/2013

 

في فيلم "عشم" للمخرجة ماجي مرجان..

نهاية العالم .. ليست الآن 

اختارت المخرجة ماجي مرجان في أول أفلامها "عشم" أن تتحدث عن نفسها من خلال الآخرين الذين عرفتهم وعاشت بينهم. نعم الآخر عند كاتبة ومخرجة "عشم" هو جزء من الأنا. وهذا ما يفسر الحميمية التي تناولت بها المخرجة مجموعة من الشخصيات القريبة منها بما يشبه الجاليري لبشر مفتوحي العقل و القلب يتحدثون مع بعضهم بتلقائية أسرة أو ما يسمونه في المسرح بالارتجال. شخصيات الفيلم تشبه أبطال قصص الأديب الروسي العظيم تشيكوف. كل الناس طيبون ويتواري الشر بعيدا عند ناس ثانية غير التي نشاهدها علي الشاشة. 

كأن المخرجة والكاتبة أرادت ان توجه رسالة إلي كل أحبابها في الفيلم وفي الحقيقة "نهاية العالم ليست الآن" تقولها لنادين "أمينة خليل" التي تحلم بطفل من زوجها الذي تحبه لكنها تفشل المرة وراء الأخري فترسل لها الجار العجوز عادل "محمد خان" الذي يلفت انتباهها بأن العالم فيه حاجات ثانية كثير غير الاطفال. فقررت نادين استكمال دراستها الجامعية واستطاعت الخروج من الضغط العصبي الذي تسببه مشكلتها. وتقول للممرضة ابتسام التي تحب الطبيب الشاب ولا يلتفت اليها "نهاية العالم ليست الآن" من الممكن ان تبدأ في علاقة أخري بعد سفر الطبيب. والزوجة نادية التي اختبرت مدي حبها لزوجها عماد "محمود اللوزي" بعد أزمة صحية. لكنها الآن قادرة ان تبدأ من جديد معه في علاقة زوجية صحية هدفها السعادة التي لم تحققها بعد سنوات من الزواج. 

العشم أو الأمل هو الذي جعل كل شخصيات الفيلم قادرة علي ان تبدأ من جديد. لم تعد رضا "نجلاء يونس" عاملة نظافة واتجهت لتبيع في محل ملابس وانتصرت أم عطية "سهام عبدالسلام" علي المرض وعادت لعملها المتواضع وبعد انفصال فريدة "مروة ثروت" عن خطيبها اتجهت الي السفر والقراءة والتفاعل مع المجتمع والعالم الرحب. وهناك من قرر السفر والبداية من جديد في مكان آخر "د. مجدي في الخليج وشريف في ماليزيا" وعشم الغلبان الذي يلبس البلياتشو "شادي حبشي" ويوزع الاعلانات علي المارة يصبح عامل أسانسير ثم يعود إلي الشارع مرة أخري. نعم طالما يوجد أمل فإن نهاية العالم ليست الآن ويبدو ان غالبية أبناء وبنات المجتمع المصري في الفترة التي نعيشها في حاجة اليوم الي تلك الرسالة التي تقدمها ماجي مرجان في فيلمها الأول. 

من الأشياء التي حرصت المخرجة عليها ان تبقي المشاهد تحت التأثير العاطفي للحالة الفنية التي سادت الفيلم لذلك حرص مونتاج المخرج الموهوب أحمد عبدالله علي الانتقال السلس من شخصية الي أخري دون القطع بموسيقي صاخبة أو الخروج من الأماكن التي تعيش فيها الشخصيات وذلك حرصا منه علي عدم اخراج المشاهد من الحالة النفسية الشعورية التي يراها علي الشاشة. 

ويعتبر الأداء التمثيلي في فيلم. "عشم" من العناصر الفنية المتميزة. خاصة ابتسام الممرضة "مني الشيمي" التي حافظت علي التعبير بالوجه بطريقة فيها خليط من السذاجة والطيبة وطرح الأسئلة التي لا تجد اجابات وايضا نادية الزوجة المحبة التي تقلق علي صحة زوجها. وكذلك الرائعة فريدة "مروة ثروت" التي ينطبق عليها مقولة كانتزاكيس. "قد تأتي إلي العالم فاتحا ذراعيك فتصلب!!" الأفلام التي تشبه "عشم" قد تدفع رسالة خاطئة للمشاهد بأن يقبل العالم كما هو. ولكن هذا الفيلم لم يسقط في هذا الفخ. بل أكد في لقطة انه لا يوجد مبرر واحد للاستسلام لواقع مرير لأن نهاية العالم ليست الآن بل هي في آخر يوم في حياتي. 

الجمهورية المصرية في

26/06/2013

 

المهمشون في هرج ومرج

د‏.‏ مصطفي فهمي 

في‏78‏ دقيقة‏,‏ ألقت المخرجة نادين خان في فيلمها الروائي الطويل الأول هرج ومرج الضوء علي تأثير الحالة السياسية‏,‏ والاقتصادية علي الجانب الاجتماعي للشعب من خلال المنطقة الشعبية التي تعاني الحصول علي السلع التموينية, والغذائية.. وتعيش تحت سطوة شخص يعمل بقالا.

استخدمت نادين هذه الشخصية في مكان عشوائي غير محدد.. لتكون البعد السياسي, حيث الفوضي, وفرض القوي سيطرته علي من هم أضعف منه.. أما البعد الاقتصادي فمثله هجوم الأهالي علي عربات الحلوي, والفاكهة, واللحوم.. وغيرها التي لا تكفي عدد السكان, لنجد البعض يلجأ الي الحيلة ليفوز بنصيب الأسد كما في مشهد الحريق الذي افتعله الصبية لسرقة عربة اللحوم بعد انشغال الناس بالحريق.

من هذين البعدين كشف الفيلم عن الجانب الاجتماعي بشقيه الفكري, والسلوكي للشخصيات.. فنجد ان المبادئ, والشهامة, والنخوة اختفت من مرجعيتها.. ليظهر زوج يفتقد الرجولة علي زوجته بعد علمه بعلاقتها بكبير المنطقة, وشاب يبتز الكبير بعد سرقة هاتفه المحمول المسجل عليه دليل علاقته بالجارة, مقابل زواجه من ابنته, التي لا تمانع ان تكون رهان زواج بينه وبين شاب آخر, في حال فوز أحدهما بمباراة كرة القدم التي تحسم مستقبلها كزوجة, وتعيد الهاتف للأب.

أهم ما ميز الفيلم هو بناءه الدرامي المعتمد علي الدائرة حيث البداية فجر يوم الأثنين, والنهاية في التوقيت نفسه والمشهد الجنائزي ذاته ليجد المشاهد نفسه أمام أحداث أسبوع كامل.. لكن في واقع الأمر هو أمام24 ساعة, لأن الأيام المتعاقبه تشهد فترة زمنية معينة في اليوم.

تؤكد نادين ومعها السيناريست محمد ناصر أننا نعيش حياة عبثية لدائرية الأحداث المتكررة واللا منتهية, ويؤكده اللازمان,واللامكان.. والشخصيات جسدها الممثلون بإتقان, وسلاسة رغم كونهم وجوها جديدة عدا المخضرم صبري عبد المنعم كبير المنطقة.. أما الباقون..محمد فراج في دور زكي, وغادة فلفل في دور العشيقة, وآيتن عامر في دور الابنة, ورمزي لينر في دور منير.. وبذلك نكون أمام سينما جديدة فكرا, ووجوها.

الآن تستطيع أن تراني‏..‏؟‏!‏

مشير عبد الله 

قرب أكثر‏..‏ فكلما اقتربت أصبح ما تراه سهلا أن يخدعك‏..‏ الساحر دائما ما يلفت الانتباه للجهة الأخري‏..‏ أي أنه يوجه الجمهور للمنطقة التي يريد أن يراها الجمهور ويقوم هو بما يريد أن يقنعك به في الجهة الأخري‏.‏

فيلم الآن أنت ترانيNowyouseeme تدور أحداثه حول أربعة من أمهر السحرة يتم تجميعهم قبل ظهور التترات(10 دقائق) للقيام بعملية كبيرة.. لنراهم بعد مرور عام لتبدأ الأحداث في لاس فيجاس بعد أن أصبحوا مشهورين باسم الفرسان الأربعة.

قام بتأليف الفيلم بواز ياكين ومعه إدوار دريكوت لهما تجارب سابقة في كتابة أفلام الإثارة مثل( أمير بلاد فارس) و(تذكر الجبابرة) شارك معهم في كتابة السيناريو ايد سولمون فيلم( الآن انت تراني) يدور حول عالم السحرة ولكنه ليس كما نود أن نعرفه فهم سحرة من نوع خاص حتي نهاية الأحداث.. السيناريو به الكثير من المفاجآت ولكنها ليست كما توقعنا من حيث الإثارة المطلقة فالفيلم رغم انه بدأ بمحاولة إضفاء السرعة في عرض الأحداث والايقاع بحركة الكاميرا السريعة حتي في التحقيق بين أفراد المجموعة والتقطيع بينهم بعد كل سؤال إلا أن الجزء الأول من الفيلم كان بطيئا في الساعة الأولي.. التمثيل رغم أن الفيلم يعتبر كل ممثليه من العيار الثقيل.. مثل جيسي ايسن برج في دور دانيال أطلس الذي رشح للأوسكار عن فيلم( الشبكة الاجتماعية) وجاك رافلو في شخصية ديلان رودس أيضا رشح للأوسكار وله العديد من الأفلام الكبيرة وودي هيرلسون في دور مارتي ماكيني رشح للأوسكار مرتين ومعهم اسلا فيشر في شخصية الما دري ضابط الانتربول والكبار مورجان فريمان الذي رشح للأوسكارخمس مرات وحصل عليها مرة وأيضا الأسطورة مايكل كين الذي حصل علي الأوسكار مرتين من ستة ترشيحات فعلي الرغم من كل هؤلاء الممثلين الكبار لم يكن هناك اداء كما هو متوقع من عمالقة كبار.

التصوير ميشيل امندسين يعتبر هو البطل الأول للأحداث حيث إن التصوير والإضاءة من أهم مفردات الخدع البصرية التي اعتمد عليها الفيلم, فالديكور وخدع السحر كان من خلال الاضاءة.

المونتاج روبرت ليتون وفنسنت تبيلون رغم عملهم في العديد من أفلام الإثارة إلا أن الايقاع لم يكن علي مستوي الأحداث خصوصا في الجزء الأول من الفيلم الاخراج للفرنسي لويس ليتير أبدع6 أفلام في11 عاما منها الناقل2,1 وجحيم الجبابرة والكلب داني والرجل الأخضر كلها أفلام إثارة وحركة ولكن لم يكن بقوةTheIllusionist( المخادع) الذي كان يدور عن السحرة وأيضا فيلمThePrestige.

دعم صناعة السينما في دول جنوب المتوسط

عصام سعد 

في مدينة الدار البيضاء بالمغرب عقد يوم الخميس الماضي لقاء بين نخبة من الخبراء السينمائيين من دول جنوب البحر المتوسط وذلك في نطاق جمع المعطيات التي تم ارساؤها منذ عام‏2011‏ من قبل برنامج اوروميدا السمعي البصري الثالث التابع للاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع المرصد الاوروبي للقطاع السمعي البصري.

وركز اللقاء علي اهمية المعطيات الاحصائية من اجل مزيد من ابراز مكانة السينما في المنطقة باعتبارها نشاطا اقتصاديا يساعد في إحداث الوظائف في المنطقة وفي انجاز إنتاجات ثقافية قيمة معدة للتصدير وسوف يسمح بتوفير معطيات موثوقة في هذا القطاع الاقتصادي لصناع القرار برسم سياسات طموحة لدفع القطاع السينمائي الوطني... كما ستساهم في تأمين التعاون المثمر بين دول المنطقة فيما بينها وبين دول المنطقة وبلدان حوض المتوسط.

وخلال الملتقي قدم خبراء من مصر والجزائر والاردن ولبنان وليبيا والمغرب وتونس وفلسطين نبذة عن الانتاج والتوزيع والاستغلال السينمائي في بلدانهم وحضر هذا الملتقي من مصر كمال عبدالعزيز رئيس المركز القومي للسينما والناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله.. كما قدم برنامج اورميد السمعي البصري الثالث التقارير الثلاثة الجاهزة الي دول مصر والمغرب ولبنان.

وسيتسني للخبراء د راسة الا مكانيات المتاحة لتأمين استدامة عملية جمع المعطيات ونشرها بحضور ممثلين من المفوضية الاوروبية ومعهد اليونسكو للاحصاء والمنظمة الدولية للملكية الفكرية والمرصد الاوروبي للقطاع السمعي والبصري والمركز السينمائي الفرنسي ومشروع ميدياضال.. و يهدف الاجتماع الي استكشاف الفرص الكفيلة بدعم مبادرة جمع المعطيات حول الصناعة السينمائية في منطقة جنوب البحر المتوسط وتأمين استدامتها عقب انتهاء البرنامج المتوقع في يناير2014.

بلطجة سينمائية‏!!‏

إشراف‏:‏ محمــد نصــر 

من الطريف أن بعض المنتجين يعتقدون أن أفلامهم في مستوي أفلام ستيفن سبلبيرج وجيمس كاميرون والفريد هتشكوك بل وأقوي وأعظم من أفلام هوليوود الأمريكية وبولييود الهندية لأنهم يشترطون حاليا, بخلاف غيرهم من المنتجين وقواعد عرض الأفلام بدور العرض والذي ينظمه قرار وزاري, أن يستمر عرض أفلامهم لمدة3 شهور تقريبا ومن هذه الأفلام سمير أبو النيل وتتح صاحب او مالك دار العرض الذي لا يوافق علي شروطهم, لا يتم التعاقد معه.. أي أنهم يبتدعون قانونا وشروطا خاصة بعرض أفلامهم لأنها أفلام ضخمة وبها ابداع وفكر مختلف, وكل المهرجانات السينمائية في العالم تتمني أن تعرض بها هذه الأفلام.. وأنهم يعلمون جيدا أن معظم أفلامهم لا تعرض في الدول العربية واذا عرضت فانها لا تحقق أي نجاح علي الاطلاق نظرا لمستواها الفني والموضوعي الضعيف جدا.. والحقيقة تقول أيضا إن هذه الأفلام وغيرها من الأفلام المحلية التي علي نفس المستوي تكاد تكون قد قضت علي سوق الفيلم المصري بالدول العربية بعد أن كانت تعرض به أفلام الأدباء العمالقة د. طه حسين ونجيب محفوظ واحسان عبد القدوس ويوسف ادريس ويوسف السباعي وغيرهم.. وتتسابق الدول العربية علي عرض الأفلام المصرية نظرا لعظمتها وخفة ظل المصريين من ممثلين ومطربين ومطربات.

بعض منتجي السينما المصرية احترفوا البلطجة السينمائية هذه الأيام نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها مصر حاليا وكل ذلك من أجل الايرادات الكبيرة.. وكالعادة نجد غرفة صناعة السينما والرقابة علي المصنفات الفنية ووزارة الثقافة وغيرهم من المسئولين عن صناعة السينما( شاهد ما شافش حاجة) والمبدأ السائد حاليا( البقاء للأسوأ).

السينما والثورة تلاق أم انفصال؟‏!‏

محيي الدين فتحي 

نظمت لجنة السينما بالمجلس الأعلي للثقافة حلقة بحثية عن السينما والثورة علي مدي ثلاثة أيام لمناقشة تسعة بحوث حول السينما والثورة في مصر وعدد من الدول الأجنبية‏.‏

وخلال الحلقة تساءل الناقد السينمائي د. ناجي فوزي: أليست السينما ذاتها هي ذروة الثورات الإبداعية في تاريخ الفنون حتي الآن, خاصة أن العلاقة بين السينما والثورة تحمل ضمن محتواها ما يتعلق بحقيقة ثورية الفن السينمائي بمعني أن يكون الفيلم ثوريا يحرض علي الثورة أو الرغبة في التغيير للأفضل..

وفي بحثه عن السينما وثورة25 يناير المصرية يقول الناقد عصام زكريا: عقب تنحي مبارك عن السلطة ظهرت عدة أفلام روائية تتخذ من الثورة موضوعا لها أو أضافت بعض المشاهد عن الثورة إلي سيناريوهاتها المكتوبة من قبل, ولكنها لم تلق نجاحا فنيا أو تجاريا.

أما الناقد أحمد عبدالعال فتطرق الي الجانب السلبي بين السينما والثورة حيث قال في بحثه إن السينما المصرية تتجاهل الثورة غالبا لأسباب تتصل بالمزاج الجمعي للمصريين والميل إلي البحث عن المتعة في ظروفهم الاجتماعية المأزومة دائما, بما يؤكد انفصال الفن السينمائي عن وقائع الثورات..

وأشارت أريج البدراوي في بحثيها عن المرأة والواقع الثوري والتجسيد السينمائي إلي أن السينما المصرية لم تعرض الدور الثوري للمرأة, بل قامت بتهميش دورها أو تشويهه!

وفي دراسته عن السينما والثورة الأمريكية أكد الناقد أسامه عبدالفتاح ضعف أفلام الثورة الأمريكية بشكل عام فيما عدا استثناءات قليلة مشيرا إلي أفلام روائية صنعت عن الثورة الأمريكية.

وفي بحثه عن الثورة الفرنسية في السينما أكد الناقد ضياء حسني أن الثورة الفرنسية من أكثر الثورات في العالم التي خصتها السينما بالكثير من الأفلام.

وأشار د. محمد كامل القليوبي إلي أن اختفاء الثقافة السينمائية ونوادي السينما أثر بالسلب علي النشاط السينمائي ككل في مصر بينما انتقدت الناقدة صفاء الليثي إغفال تأثير الثورة علي السينما المصرية والاكتفاء برصدها.

الأهرام اليومي في

26/06/2013

 

فيلم "مطرٌ وشيك" للعراقي حيدر رشيد يتناول قضية "منح المواطنة الإيطالية

وكالة آجي/ روما

يمثل فيلم المخرج الإيطالي حيدر رشيد المعنون "مطرٌ وشيك" أول فيلم إيطالي يتناول قضية "منح المواطنة الإيطالية لمن يولد على الأراضي" الإيطالية، وهو نفسه من إيطاليي الجيل الثاني ووُلد لأب عراقي الأصل وأم إيطالية

وشهدت قاعة "مابّا موندو- خارطة العالم" داخل مقر مجلس النواب الإيطالي (مونتيشيتوريو)، وسط العاصمة الإيطالية روما يوم الإثنين عرض الفيلم برعاية رئيسة المجلس لاورا بولدريني وتنظيم أعضاء المجموعة البرلمانية المكونة من برلمانيين من مختلف الكتل السياسية الممثلة في مجلس النواب الإيطالي، الخاصة بالهجرة والمواطنة، والتي من المقرر أن تناقش خلال الأشهر القادمة مشروع قانون جديد حول حق المواطنة للمولودين في إيطاليا من أبوين أجنبيين

بدأ فيلم حيدر رشيد " مطرٌ وشيك " عروضه في الصالات في التاسع من شهر / مايو الماضي، ولاقى نجاحاً واهتماما كبيرين من قبل الصحافة والنقاد في إيطاليا، على الرغم من توزيعه المحدود فقد جُدّد عرضه في مدينة فلورنسا لخمسة أسابيع متتالية مُسجّلاً بذلك رقماً قياسياً بالنسبة للمدينة التي شهدت تصوير مشاهد الفيلموهي مسقط رأس ونشأة المخرج

عالج حيدر رشيد عالج في فيلمه قصة واقعية وحقيقية. فهو يروي قصة الإيطالي الشاب سعيد مهران البالغ من العمر 26 عاماً، ولد ونشأ في المدينة المشهورة بتأريخها، من أبوين جزائريين، وهو يصارع مرسوماً قضى بطرد عائلته بعد أن فقد الأب عمله الأمر الذي يمنع، وفق القواعد الإيطالية السائدة، تجديد وثيقة إقامته على الأراضي الإيطالية

يُلقي الفيلم، إذاً، نظرة مكثفة وواقعية حول وضع ينشأ بسبب قانون وصفه المخرج العراقي – الإيطالي، بأنه "قانون غير عادل رجعي يجعل من الصعب على أبناء المهاجرين التمتع بإحساس كونهم جزءاً من البلاد التي يعتبرونها، هم أنفسهم، بلادهم، وأنهم ممنوعون من المساهمة في بناء مستقبله وتطوره". 

المخرج السينمائي حيدر رشيد، وهو من أم إيطالية وأب عراقي، كتب وأخرج وأنتج فيلم " مطرٌ وشيك "، وتعاون مع طاقم من الشباب تحت سن الثلاثين عاماً. وقال بخصوص ذلك "أردنا أن نروي قصة ذات أبعاد واقعية متأصلة بعمق في إيطاليا الحاضر". وأوضح أن الفيلم حصل على تمويل داعم من صندوق "إنجاز" التابع إلى مهرجان دبي السينمائي الدولي وأشترك في الإنتاج التنفيذي دونالد رانفو، المشهور بنجاحاته الدولية وأعماله الكبيرة مثل فيلم "مدينة الله"، "سينترال دو برازيل- محطة برازيل المركزية". واشترك في الانتاج أيضاً المخرج والمنتج الكويتي عبد الله بوشهري، ما جعل من فيلم " مطرٌ وشيك" الإنتاج السينمائي العراقي الكويتي المشترك الأول

وحصل الفيلم على الجائزة الثالثة في مهرجان "الخليج السينمائي" بدبي، بعد عرضه العالمي الأول في الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي. وعُرض أيضاً في مهرجان "سيدني" بأستراليا وكذلك في عرض خاص في جامعة أُكسفورد، وسيكون ضمن الخيارات الرسمية لمهرجان ساو باولو للسينما في البرازيل

ورغم الفترة القصيرة والمحدودة لعرضه، فإن فيلم حيدر رشيد " مطرٌ وشيك " نال اهتمام وحماس النقاد الإيطاليين وعلى المستوى الدولي

ويقول المخرج بأن "إن عرض الفيلم في البرلمان وفسح المجال أمام أعضائه الذين سيناقشون قريباً القانون الجديد بشأن المواطنة، يعتبر ميّزة كبيرة وعلامة مُضيئة ليس فقط بالنسبة لي كمخرج، بل كمواطن على وجه الخصوص. إنها اللحظة المناسبة لأن يرى المشرّعون ويستوعبوا هذه القصة، التي آمل أن تُحدث تأثيراً عاطفياً عليهم يفضي بهم إلى الوقوف إلى جوار سعيد مهران في كفاحه ومع شغفه وحبه العميقين لوطنه إيطاليا". 

هذا وكانت جلسة عرض الفيلم قد نظمت بعنوان "رواية إيطاليا التي تتغير"، وقدم خلالها إضافة إلى فيلم حيدر رشيد، رواية الكاتب الجزائري المقيم في إيطاليا منذ أكثر من 18 عاماً، عمارة لخُوص الجديدة والمعنونة "خلاف على خنزير إيطالي مائة في المائة، في ساحة سالفاريو". وهي الرواية الرابعة للكاتب، وسبق وأن تحوّلت روايته الثالثة "صراع حضارات في مصعد  بميدان فيتُوريو". 

كما جرى إطلاق موقع جديد على الإنترنيت باسم "إيطاليون، وأكثر" يتناول قضايا وتجارب المهاجرين وخاصة أبناء الجيل الثاني في إيطاليا والمشاكل التي يواجهونها.  

شارك في الجلسة، التي رعتها رئيسة مجلس النواب الإيطالي لاورا بولدريني، عضو البرلمان والمجموعة البرلمانية المختلطة حول الهجرة والمواطنة، خالد شوقي الذي افتتح الجلسة. وكذلك مسؤول قسم الهجرة والمهاجرين في الإتحاد الإيطالي العام للعمل، بيترو سولديني ممثلا عن لجنة "أنا أيضاً إيطاليا". وقدم الأمسية الصحفي العامل في صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية فلاديميرو بولكي

إيلاف في

26/06/2013

 

كتاب لممثلة إيرانية تحكي قصتها في هوليوود

كتبت أميرة الطحاوي 

شهره أغداشلو، ممثلة إيرانية اتجهت للعمل في أمريكا بعد الثورة الإسلامية بقيادة الخميني في بلادها عام 1979 ، أصدرت مؤخرا كتابا في 288 صفحة عن قصة حياتها بعنوان "حارة الحب والياسمين الأصفر" وقد لعبت دور "ساجدة" زوجة الديكتاتور العراقي السابق "صدام حسين" في فيلم طويل أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية بعنوان "بيت صدام" عام 2008، كما حصلت على دور مميز في فيلم "بيت الرمل والضباب" مع البريطاني "بن كينجسلي" كزوجة لجنرال سابق من بلد شرقي يفقد منصبه بعد ثورة شعبية ويتلمس الاستقرار في أمريكا. ورشحت لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها، كما حصلت عن نفس الدور على جائزة الروح المستقلة كأفضل ممثلة مساعدة في فيلم روائي طويل، وجوائز في نيويورك ولوس انجلوس وجائزة نقاد السينما وغيرها. وحصلت أيضا على جائزة ايمي المرموقة.
وبحسب معلقين فهي أول ممثلة من ايران والشرق الاوسط ترشح لجائزة أوسكار المعروفة.

قامت أغداشلو بأول مشهد لها في أمريكا عام 1989 في فيلم "نزلاء فندق استوريا" ولاقت نقدا من صحافة الداخل بإيران كونها ظهرت عارية في أحد المشاهد.

واشتهرت قبل مغادرة ببلادها بدورها في فيلم التقرير (1977) للمخرج الايراني المعروف "عباس كياروستامي" الذي فاز النقاد جوائز في مهرجان موسكو للأفلام. ولعبت دور زوجة محصل ضرائب يتهم بتلقي رشاوى، وتعاني الوجة في حياتها لحد يدفعها لمحاولة الانتحار.

وفي نهاية السبعينات عملت لفترة في المسرح الغنائي بإيران.

في كتابها تحكي أغداشلو عن سنوات حياتها الأولى، والشهرة التي حصلت عليها وكيف كان حال المجتمع قبيل الثورة الإسلامية التي قيدت كثيرا الحريات الفردية وراقبت التمثيل وغيره من الفنون، والقرار الصعب بعدم العودة لبلادها ومن ثم الطلاق من زوجها "أيدين اغداشلو" وهو رسام كان يكبرها بـ12 عام، وكيف جاء قراره برفض اللحاق بها" فضَّـل بلده عليَّ" حسب قولها، و آخر محادثة هاتفية بينهما انتهت بالطلاق، ولازالت تحتفظ باسمه الثاني."

في عام 1978 غادرت الممثلة إيران إلى إنجلترا لإكمال تعليمها، وكانت تدرس العلوم السياسية، وحصلت على الماجستير في دراسة عن أوجه خلل التوزيع أو عدم العدالة الإجتماعية في العالم.

تحكي الممثلة أنها عانت كثيرا حتى سارت على السجادة الحمراء في هوليوود، وكانت تطلب في البداية في أدوار ثانوية لشخصيات من الشرق الأوسط تتحدث الإنجليزية بلكنة، ومن أعمالها ايضا المشاركة في الموسم الرابع لمسلسل "24" من انتاج شبكة فوكس الأمريكية عام 2001 حيث لعبت دور "ارهابية" مسلمة من تركيا وفي نفس الوقت أم رحيمة داخل أسرتها. وفي 2010 لعبت دورا محوريا في فيلم "رجم ثريا" تناول عقوبة قتل إيرانية بالرجم بالحجارة بتهمة الزنا.

وقد تزوجت في 1989 من إيراني آخر، ولديها طفلة، وتقول أنها تتطلع لتمثيل دورالسياسية الباكستانية المعروفة "بنظير بوتو" التي أغتيلت على يد مناوئين لها.

وقد استضافتها المحاورة "ديان ريهم " في اذاعة ان بي ار الأمريكية هذا الشهر للحديث عن كتابها ورحلتها "من طهران إلى هوليوود - عاصمة السينما العالمية" .

البداية المصرية في

25/06/2013

 

»الحرب العالمية زد«..

وهجـــــــــــــــوم المــــــوتـي علــي الأحيـــاء 

إنه الصراع بين الأموات الأحياء "الزومبي"، وبين بقية البشر، الأموات يطلقون فيروسا قاتلا، ينتقل عن طريق العض المباشر، للشخص السليم فيتحول بعد دقائق إلي زومبي، ويتحول  جسديا إلي وحش يطارد الآخرين لينقل لهم العدوي، في وقت قياسي أصبح نصف سكان  العالم عبارة عن  مخلوقات، شرهة قميئة مخيفة، غير آدمية، تهدد الآخرين، فيروس غامض لايعرف أحد من أين أتي؟ مسبباته وكيفية القضاء عليه، وتكلف الأمم المتحدة أحد رجالها، ليبحث عن نشأة الفيروس وكيفية القضاء عليه، مع تعهدهم برعاية أسرته وحمايتها، داخل قاعدة عسكرية بعيدة عن احتمالات الإصابة حتي عودته بحل لتلك المعضلة، وتبدأ رحلة "جيري لان" أو النجم براد بيت المحفوفة بالمخاطر، في فيلم من نوعية الخيال العلمي، من اخراج مارك فورستر باسم "الحرب العالمية زد".

كثيرة هي الأفلام، التي تتحدث عن خطر داهم يهدد البشرية بالفناء، سواء كان هذا الخطر من كائنات فضائية قررت مهاجمة كوكب الأرض، والقضاء علي من فيه نهائيا، أو من خلال وحوش انطلقت من مخابئها أم من قوي الطبيعة مثل البراكين والزلازل والأعاصير، أو من أمراض وأوبئة وفيروسات! وغالبا ما يأتي الإنقاذ علي يد شخص واحد، هو بطل الفيلم الذي يعرف كيف يستخدم ذكائه في إعادة الوحوش إلي مخابئها أو القضاء علي أسباب المخاطر، وفي فيلم المخرج مارك فورستر، يكون رجل الأمم المتحدة هو الفارس المنقذ، وهو شخص لايمتلك قدرات بدنية خارقة، ولكن شخص بيشغل دماغة، لمعرفة من أين أتي هذا الفيروس، وأسباب انتشاره، وكيفية القضاء عليه؟

تبدا الأحداث بفاصل يستغرق حوالي عشر دقائق تصور حالة الذعر، التي انتابت إحدي المدن الأمريكية، نتيجة تحول بعض سكانها إلي وحوش آدمية، تهاجم الأصحاء لتحولهم في دقائق إلي مخلوقات وحشية، ويحاول الأصحاء الفرار والنجاة من هذا المصير المخيف، ويظهر بين الجموع بطل الفيلم براد بيت وأسرته الصغيرة المكونة من زوجة وثلاثة أبناء، ويحاول عن طريق جهاز استقبال مع إحدي القواعد العسكرية التي استدعته ليشارك في عملية الإنقاذ، أن يصل سالما مع أسرته لأسطح إحدي العمارات حتي يستقل طائرة مروحية تنقله للقاعدة العسكرية، ولكنه يمر بسلسلة من المخاطر، والمطاردات من الكائنات المتوحشة، حتي يتمكن في النهاية من الصعود للطائرة لتبتعد به مؤقتا، عن الخطر الذي تفشي في كل مكان علي الكرة الأرضية، ويدرك أن هناك رحلة لابد أن يقطعها للبحث عن مكمن ظهور الفيروس، ويصاحبه أحد العلماء الشباب، الذي يخبره أن كل فيروس يحمل داخله أسباب هلاكه وكيفية القضاء عليه، المهم ان تدرك مكمن ضعفه! ولكن سرعان ما يموت هذا العالم الشاب بعد أن تعرض لهجوم الزومبي، ويصبح براد بيت وحده المكلف بالبحث عن أول شخص تعرض للفيروس، ويتجه إلي إسرائيل حيث يفاجأ بأن أكثر من نصف البلد قد أصابها المرض وتحول سكانها إلي كائنات متوحشة، في واحد من أهم مشاهد الفيلم، حيث يحاول هؤلاء القفز علي السور العازل مثل ملايين الفئران المذعورة، ومرة أخري لايجد أمامه إلا الهرب في طائرة مدنية مع إحدي فتيات الجيش الإسرائيلي متجهين إلي منطقة معزولة علي المحيط الاطلسي، عليها أكبر معمل أبحاث للأمم المتحدة، به مجموعة من كبار علماء العالم يدرسون طرق علاج الأمراض المختلفة، ولكن الوصول للمعمل يحتم المرور ضمن سلسلة من المخاطر، منها أن تتحطم الطائرة التي تقل البطل المنقذ بعد اكتشاف اختباء بعض الكائنات المتوحشة علي متنها، ومهاجمة الركاب، ويصبح الحل الوحيد هو تفجير الطائرة لتسقط بمن عليها، بعد التخلص من عناصر الشر، ولكن يتعرض البطل المنقذ إلي إصابة قاتلة، جراء سقوطه من الطائرة، ويتم معالجته في معمل الأبحاث المنعزل، الذي تم اقتحامه بشكل ما من تلك الكائنات!

أما الحل فيأتي بمنتهي اليسر والسهولة، بعد أن يكتشف البطل، أن الكائن المصاب يبحث عن بدن صحيح لينقل إليه الفيروس، فلو صادف شخص مريض لايهاجمه، ولايراه مطلقا، وعلي هذا يقرر البطل ان يحقن نفسه بفاكسين أحد الأمراض فيصبح غير مرئي، وغير قابل لمهاجمة كائنات الزومبي!! ويحتفل بانتصاره بشرب كانز مياه غازية، يتضح أن الفيلم وكأنه إعلان عن الشركة المنتجة لها!

الفيلم متواضع للغاية رغم المؤثرات البصرية والصوتية، وشوية الرعب اللي في البداية، ولكنك سوف تندهش كثيرا ولو أن الدهشة كلمة لا تعبر عن الإحساس الحقيقي، وأنت تتابع نجماً كبيراً في قيمة براد بيت وهو يقدم فيلما متواضع القيمة لايحتاج مهارات ممثل في قيمته، أما الدهشة الأكبر فهي  للمخرج مارك فورستر الذي سبق له تقديم مجموعة من الأفلام جميلة القيمة فكريا وتقنيا مثل البحث عن أرض المستحيل بطولة جوني ديب، وكيت وينسليت، وكرة الوحش بطولة هال بيري، وكوانتم أوف سولاس أحد سلسلة أفلام جيمس بوند، ولكن يبدو أن بعض كبار النجوم لايجدون عيبا في تقديم أفلام تجارية بحتة بين الحين والآخر!

آخر ساعة المصرية في

25/06/2013

 

هذا ليس فيلماً ولا... مسيحاً

عقل العويط 

أعدتُ قراءة مقال الزميل هوفيك حبشيان (الساخر ربما، وهذا جيّد) عن فيلم "24 ساعة حبّ"، إنتاج "أفكار برودكشن" ("النهار"، 4/4/2013)، ثمّ الردّ العنصري الصبياني والمعيب للسيد مطانيوس أبي حاكم والسيدة ليليان البستاني ("النهار"، 11/4/2013)، دفاعاً عن الفيلم وبطله الممثل الأب فادي تابت الذي يؤدي فيه دور السيد المسيح، بعدما وقعتُ أخيراً على خبر استدعاء الزميل للمثول أمام المحكمة في الدعوى المقامة ضدّه بذريعة القدح والذم، في الموضوع نفسه (4/5/2013).

كنتُ من زمان، أودّ أن أكتب رأياً نقدياً في ما يفعله الأب تابت، الذي يحظى نشاطه الديني والاجتماعي ذو الطابع الشعبوي بصدى واسع، ليس كلّه دينياً، في الأوساط المسيحانية الشبابية، وسواها. مفاد ذلك الرأي، ضرورة لفته إلى أن نشاطه يميل، على العموم، إلى الانزلاق، بإرادته، أو من دونها، نحو الاستعراض الديني – الدنيوي أكثر منه التأملي في الدين نفسه، استكشافاً وحبّاً، داعياً إياه إلى ضبط النفس والجسد، تحفّظاً عما يمكن أن يفضي إليه هذا النوع من الاستعراض المستخفّ، من مآلات دنيوية غير مستحبّة، يسهل – أو لا بدّ - أن يجد فيها البعض تأويلاً يتناقض مع السموّ الذي يُرجى أن يكون مأمولاً منه.

لم يكن بودّي أن أتدخل في هذه المسألة. لكن أن يصل الأمر إلى حدّ رفع دعوى (موعد الجلسة 9/10/2013)، لا تملك بحسب خبرتي المهنية، ومساءلاتي، أيّ حظّ من النجاح، بسبب هشاشتها القانونية والمعنوية، لأن كاتباً أبدى رأيه في فيلم عن المسيح، بطله هذا الممثل الفاشل فنياً، في رأي الزميل الناقد، وجمهوره هذا الجمهور، وإعلامه هذا الإعلام، فمما لا يمكن السكوت عنه.

لماذا؟ لأن الأب، وهو نجمٌ استعراضي، والقائمين بالدعوى، لا يتحمّلان الرأي النقدي الذي لم أر فيه أيّ تجنٍّ. بل ربما كان ثمة حاجة فيه إلى المزيد من التفكيك النقدي التشريحي، لتعرية هذا الاستدراج التبسيطي غير الفني من جهة، وغير اللائق بشخص المسيح، وبدوره، من جهة ثانية.

لكن الزمن زمنٌ شعبوي بامتياز، من أعلى الهرم الديني إلى أسفله، مروراً بالهرم السياسي، والاجتماعي، والقيمي، والثقافي، بحيث باتت حياتنا أسيرة هذا الزمن وأبطاله، وبات كل "خروج" ينتقد هذا المنحى، نوعاً من القدح والذمّ، ولِمَ لا الكفر، يستدعي قمعه وإسكاته!

كان الأحرى بهؤلاء، منتجين للفيلم، ومروّجين إعلاميين، ومسيحانيين، ورعاة، وحفظة "أخلاق" و"دين"، و... البطل، أن ينصرفوا قليلاً إلى ما يجري في ظهرانيهم من مآسٍ وكوارث، ليس أقلّها أن الشعبوي هذا بات هو القائم مقام الدين، ومسيحه. والسلام.

akl.awit@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

25/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)