حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

علياء الكيبالي:

لم أفرض نفسي على بطولة {متعب وشادية}

كتب الخبرهند موسى

 

فنانة متعددة المواهب، وعلى الرغم من مشوارها الفني الصغير، فإنها تهدف إلى وضع إشارات حمر على بعض الظواهر الخطيرة في المجتمع من خلال أعمالها، وتسعى إلى احتراف الفن لا البطولة المطلقة. إنها علياء الكيبالي التي تعيش حالة من السعادة بعد طرح فيلمها الأول {متعب وشادية} في دور العرض.

عن دورها وحقيقة خلافاتها مع الفنانين حسن الرداد ومحمد رمضان، وأحلامها الفنية كان معها هذا اللقاء.

·        لماذا اخترت {متعب وشادية} كأول بطولة سينمائية لك؟

اخترت فيلم {الثعبان الأسود} في البداية، وبمجرد إعلاني دخوله صارت حوله ضجة سياسية كبيرة، ولأنني لا أؤيد أي اتجاه سياسي رفضت المشروع، ثم قرأت فيلماً آخر حاز إعجابي، وهو يتناول قصة فتاة من حي شعبي.

·        من أين جاءت لك فكرة الفيلم؟

بعدما قررت دخول الفيلم الثاني، فكرت في النزول إلى الشارع للتعرف إلى حياة الفتيات في المناطق الشعبية وملابسهن وطريقتهن في الحديث، وأثناء هذه التجربة تعرفت إلى فتاة قوية تدعى {شادية} وارتبطت بها بشكل كبير، ونشأت بيننا صداقة جعلتها تروي لي تفاصيل حياتها، ما أغراني كممثلة لتقديمها على الشاشة.

·        كيف استعديت لهذا الدور؟

استأذنت {شادية} الحقيقية لتقديم شخصيتها على الشاشة في البداية، وبعد موافقتها كثفت عدد جلساتي معها. كنت أذهب معها إلى منطقتها مرتدية الحجاب، وبدأت ألاحظ طريقتها في المشي والحديث والخناق، وأبرز الإشارات والكلمات التي تتلفظ بها. أذكر أن نهاية قصتها حدثت في وقت انتهائنا من التصوير، فغيَّرن نهاية الفيلم لتكون قصة حقيقية بالكامل.

·        صرحت بأن الفيلم يتناول قصة حب، هل هذه القصة هي محور الفيلم؟

لا، فالفيلم يسرد حياة فتاة لم تتمكن من العيش قصة حب بسبب الأجواء المحيطة بها، من بينها القهر وظروف المعيشة الصعبة. باختصار، لم يعد لديها أي وقت لتعيش الحب. بالتالي، لا يمكن اعتبار الفيلم رومانسياً.

·        الأعمال التي عرضت الحارة الشعبية كثيرة، ما الجديد في الفيلم؟

يناهض الفيلم الفكرة الشائعة عن أهل هذه الحارات بأنهم ما إن تضيق بهم الحياة حتى يبيعون شرفهم بالسرقة أو القتل أو أي فعل مرفوض مجتمعياً.

·        ما تعليق الرقابة على {متعب وشادية}؟

لم تحذف أي مشهد ولا جملة منه، وطرحنا النسخة التي تم تصويرها بالكامل، ما يشير إلى مساحة الحرية المتاحة، وقد يكون السبب أن العمل يناقش مشاكل الطبقة الدنيا، ويوضح مدى حاجتنا إلى نشر الوعي والثقافة عن حياة هؤلاء الناس.

·        لماذا اتجهت إلى الإنتاج إلى جانب التمثيل؟

لا أعتبر نفسي منتجة بالمعنى المعروف، ولكن العمل الذي يعجبني أقرر إنتاجه. عموماً، كان من السهل الإعلان بأن زوجي منتج هذه الأعمال والتخفي في ظله، لكنني أفضل الصراحة والوضوح.

·        لماذا قررت أن تظهري في هذه التجربة كبطلة ومؤلفة ومنتجة؟

في البداية، أنا لست المؤلفة ولكنني اقتبست القصة من الشخصية الحقيقية، وعرضتها على أكثر من سيناريست، وبدأوا في الكتابة عنها إلى أن اخترت أحدهم. أما عن الإنتاج فهو مشترك بيني وبين المخرج أحمد شاهين ومدير التصوير أسامة عمر، وبعدما اتفقت معهم على الفيلم رشحوني للبطولة باعتباري الأجدر بتجسيد {شادية} لمعرفتي القوية بها، ما يعني أنني لم أفرض نفسي على البطولة.

·        ألام يقلقك طرح فيلمك في ظل عرض أفلام لنجوم شباك؟

لا، فالمنافسة تحدث في أي موسم، وقد اعتدت ألا أتراجع عن أي قرار اتخذه.

·        هل ساهمت في اختيار فريق العمل؟

قام المخرج بهذه المهمة لأنه بالتأكيد لديه رؤية أقوى مني. أنا رئيسة مجلس الإدارة فحسب، وأوقع على العقود في النهاية.

·        ما مشكلتك مع حسن الرداد؟

مشكلة الرداد ليست معي إنما مع الشؤون القانونية في الشركة، لأنه وعد بأن يصور عملاً خلال العام وعندما قدموا له فيلماً رفضه من دون الاطلاع عليه. بعد ذلك، طلبوا منه إعادة المبلغ الذي تقاضاه، لكنه رفض أيضاً. هنا بدأت الأزمة التي لم أكن طرفاً فيها، فهو مجرد زميل. أشير إلى أن الفنان هاني مهنى توسط لإنهاء الخلاف وبالتأكيد استجبت لحديثه، وأعتقد أن المشكلة انتهت على إعادة الرداد للمبلغ في أقرب وقت.

·        ماذا عن محمد رمضان؟

كان يفترض مشاركة رمضان في {متعب وشادية} في دور صبي {متعب}، لكنه تراجع بعد نجاح فيلمه {الألماني}، وبالطبع حدث خلاف بينه وبين الشؤون القانونية، ولم أكن طرفاً في المشكلة.

·        هل تقبلين تقديم الأدوار الثانية بعد البطولة؟

لم أدخل مجال التمثيل بهدف البطولة. أطمح إلى الاحتراف، وتهمني رسالة العمل أكثر من كوني البطلة الأولى فيه، والدليل أن أعمالي السابقة ليست بطولة أولى ولا مطلقة ولكن ضمن الأبطال.

·        ما الأدوار التي تحلمين بتقديمها؟

كل دور هادف يتناول طبقة معينة ويستعرض مشاكلها، ويضع جرس إنذار لكل ظاهرة تهدد المجتمع المصري. هذا هو هدفي من دخولي الفن عموماً، وأسعى إلى أن تندرج أعمالي المقبلة تحت هذا التصنيف.

·        ما جديدك؟

أحضر لفيلم {المستخبي} مع مجموعة من النجوم، وهو يتحدث عن طبقة مغايرة تماماً لطبقة فيلم {متعب وشادية} ولم يتم التطرق إليها سابقاً، على رغم أنها طبقة معروفة تتخفى وراء الأزياء والمظاهر الخادعة. لن أستطيع التصريح بأكثر من ذلك حتى بداية التصوير.

الجريدة الكويتية في

17/06/2013

فجر يوم جديد: «الكاشف»... المتمرد

كتب الخبر مجدي الطيب 

فاجأتني ليلة افتتاح الدورة 16 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة بأنها عائدة إلى القاهرة لإحياء ذكراه، ولحظتها تذكرت، وكلي خجل، أن الذكرى الحادية عشرة لرحيل رضوان الكاشف (6 أغسطس 1952 – 5 يونيو 2002) تمر علينا، ونحن في شاغل يلهينا عن تذكر ذلك الشاب المبدع ابن سوهاج (جنوب مصر) الذي ولد في حي السيدة زينب، ولم يكتف بالحصول على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1978، بل التحق بقسم الإخراج في المعهد العالي للسينما في القاهرة، وأظهر نبوغاً ملحوظاً. حتى إنه كان أول دفعته في القسم الذي تخرج فيه عام 1984. آنذاك، فاجأ الجميع بفيلمه الروائي القصير، مشروع تخرجه، الذي اختار له عنوان {الجنوبية}، وأعلن من خلاله تمرده على الموروث المتحجر، كذلك أظهر انحيازه المطلق إلى قضية تحرر المرأة، من خلال الفتاة التي ترفض قيود مجتمعها الذي يحرم عليها الزواج ممن تحب، وتفرض إرادتها الحرة مما يُعرضها للقتل، وبعدها عمل كمساعد مخرج لكثير من المخرجين مثل: يوسف شاهين، رأفت الميهي، داود عبد السيد ووحيد مخيمر... وغيرهم.

أكرمتني الأقدار عندما قادتني إلى موقع تصوير فيلمه الروائي الطويل الأول {ليه يا بنفسج} (1992). أحسست حينها أنني بصدد مخرج {موهوب بالفطرة} و{معجون سينما}، كما يقولون في مصر؛ فالفيلم مكتمل في عقله، على رغم أنه قيد التصوير، وقيادته {العاطفية} لممثليه: فاروق الفيشاوي، أشرف عبد الباقي، نجاح الموجي والراقصة لوسي، تؤكد أنه {مايسترو} قادر على استخراج أفضل ما في جعبتهم، بدليل أنه بدَل الصورة الذهنية المعتادة عنهم، وأذهل الجميع مع العرض الأول بتقديم مشاهد غاية في العذوبة والشجن تألق فيها نجاح الموجي وأشرف عبد الباقي، اللذان اشتهرا ببراعتهما في تمثيل الأدوار الكوميدية. كذلك وظف القدير سيد عبد الكريم بشكل مغاير عن أدواره التلفزيونية، ولم يكن بعيداً في موضوع فيلمه عن هموم الفقراء والمهمشين!

استرجعت شريط ذكرياتي معه لحظة أن أبلغتني زوجته الناشطة السياسية عزة كامل (والدة ابنته المخرجة عائدة الكاشف وابنه مصطفى) بأنها مُضطرة إلى مغادرة أروقة المهرجان ليلة الافتتاح للترتيب لمراسم إحياء ذكراه، وأكبرت فيها وفاءها النادر في زمن عز فيه الوفاء، وما لبثت أن عدت إلى ذكرياتي مع ذلك الشاب المفعم بالحيوية والنشاط، الذي كان بحق {ابن موت}، كما يصف {الصعايدة} الشاب الذي يسبق عصره، ويموت في سن مبكرة؛ إذ لم يضع دقيقة من وقته، وسابق الزمن ليحقق أحلامه العريضة، ومع فيلمه الروائي الطويل الثاني {عرق البلح} (1999) استلهم تراثه وكرس هويته وأكد خصوصية أسلوبه. لكن الشركة المنتجة للفيلم تآمرت ضده، ورفعت نسخ الفيلم من صالات العرض السينمائي، بعد أسبوع من طرحها، الأمر الذي أصابه بإحباط كبير، وجرح غائر أغلب الظن أنه لم يندمل حتى لحظة وفاته.

حدث ذلك مع {عرق البلح}، الذي استمر عرضه في الصالات الفرنسية ما يقرب من ستة أشهر، واختارته إدارة مهرجان دمشق السينمائي الدولي عام 1999 ليكون فيلم افتتاح الدورة الحادية عشرة، وبعدها بعامين أنجز فيلم «الساحر» (2001)، الذي كان له الفضل في اكتشاف الوجه الجديد منة شلبي، وحصد جائزة أفضل فيلم عربي في الدورة الثانية عشرة لمهرجان دمشق السينمائي. كذلك افتتح مهرجان خريبكة المغربي في عام 2002، وشارك في مهرجان سينما العالم العربي الذي كان يُقام في باريس. وبعد عودة «الكاشف» من مهرجان روتردام للفيلم العربي في هولندا، والذي شارك فيه بفيلمه الأخير «الساحر»، داهمته أزمة قلبية تٌوفي على أثرها، عن عمر يناهز الخمسين.

للمخرج رضوان الكاشف وجه آخر ناصع يتمثل في أبحاثه التي قدمها أثناء دراسته في كلية الآداب، وتناول من خلالها الفلسفة الصوفية عند «ابن عربي» و{ابن الفارض» و{الفارابي»، وبعد تخرجه ألّف كتابين؛ أولهما «الحرية والعدالة في فكر عبد الله النديم» عن خطيب الثورة العرابية عبد الله النديم، والثاني بعنوان «تجديد الفكر عند زكي نجيب محمود» تم نشرهما قبيل دخوله المعتقل في زمن السادات، وخرج منه ليلتحق بمعهد السينما؛ فقد كان مثقفاً وثائراً ومناضلاً سياسياً بامتياز مثلما كان مبتكراً ومُجدداً كصانع للأفلام، وصاحب قصيد سينمائي متميز ومتمرد، غير أن المفارقة المثيرة أنه كرس في فيلمه الأخير «الساحر» لنظرية البهجة ثم اختار الرحيل، في الذكرى الخامسة والثلاثين لهزيمة يونيو، من دون أن ينعم بشيء من تلك البهجة!

الجريدة الكويتية في

17/06/2013

«السينما البديلة» مستقبل الشاشة الفضية... بشروط

كتب الخبرأمين خيرالله 

رغم مرور سنوات عدة على ظهور أول الأفلام التي تم تصويرها بكاميرا ديجيتال، والتي يطلق عليها أفلام «السينما البديلة» أو «المستقلة»، ورغم أن الجميع توقع لهذه التجربة أن تسود وأن تعتمد السينما المصرية بشكل أساسي عليها، فإن هذه النوعية من الأعمال لم تحقق أي شيء حتى الآن.

حول تلك السينما تدور السطور التالية.

خاض الفنان باسم سمرة أكثر من تجربة منسوبة إلى السينما المستقلة. يؤكد في هذا السياق أن هذا النوع من السينما سيكون له مستقبل باهر في مصر، على رغم التجاهل الشديد الذي يواجه الصانعين سواء من المسؤولين أو حتى الجمهور، لأن «الأعمال المستقلة تقدم فكراً عميقاً يستحق الاحترام والتقدير، لكن للأسف حتى الآن لم تحقق التواجد الجماهيري المطلوب».

ويعدّد سمرة شروط نجاح هذه الأعمال وسيطرتها مستقبلياً على سوق السينما في مصر، فيقول: «يجب أن تدعم الدولة هذه الأعمال، وأن يدخل المنتجون الكبار فيها، خصوصاً أن ميزانياتها قليلة، ولن يتضرروا من دخولهم هذا السوق الجديد الذي سيكون له شأن كبير في المستقبل القريب، وسينقذ السينما المصرية من عثراتها».

ويؤكد سمرة أن هذه النوعية من الأعمال تتعرض لظلم، ويحرمها المنتجون من العرض بشكل لائق، إضافة إلى قلة الدعاية والإعلان المصاحبة للعرض، مؤكداً أن السينما عموماً في مصر تحكمها معايير غير فنية مثل الشللية والعلاقات الشخصية، وتعتمد على الإيفيه، ما يجعل فرصة السينما المستقلة ضعيفة جداً.

يتساءل المنتج محمد حفظي من جانبه: «لماذا لا تتبنى الدولة شباب السينما المستقلة، الذين يحتاجون إلى الدعم والتمويل والتشجيع، خصوصاً أنهم موهوبون وسيحملون السينما المصرية على كاهلهم لو تمت الاستفادة منهم بشكل سليم»، مطالباً الجميع بدعمهم وتبني مشروعاتهم الفنية، لا سيما أن هذا النوع من السينما أفرز لهوليوود أهم فنانيها.

ويتابع حفظي: «يجب أن تكون الدعاية المصاحبة للأفلام على مستوى العمل، لأن هذه السينما تعاني ضعف الإعلان والترويج لها»، مؤكداً أنه إذا «شارك النجوم الكبار في هذه الأعمال ستكون بمثابة قُبلة الحياة لصانعي السينما المستقلة. لكن للأسف، الكبار يخشون المشاركة فيها خوفاً من أن تطيح بأسمائهم خارج قائمة نجوم شباك التذاكر».

ويوجّه حفظي أصابع الاتهام في مشكلة السينما المستقلة إلى الجمهور، لأن عدم دعمه لها السبب الرئيس وراء عدم تصدرها للمشهد.

دور العرض

«من الصعب جداً أن تصبح السينما المستقلة مستقبل الفن السابع في مصر، لأننا لا نملك سينما من الأساس»، بهذه الكلمات يبدأ المخرج الشاب فوزي صالح كلماته مبدياً عدم تفاؤله بأي مستقبل لهذا النوع من السينما ومؤكداً أننا نحتاج إلى أعداد كبيرة من دور العرض السينمائي تصل إلى أضعاف الموجودة راهناً.

يقول صالح إن مصطلح السينما المستقلة غير دقيق بالنسبة إلى مصر، فقد أطلق في الولايات المتحدة الأميركية على الأفلام التي خرجت من تحت سيطرة شركات الإنتاج الكبرى التي تضخ مئات الأفلام في العام، لكنها تحيط فريق العمل بسياج من الشروط والضغوط التي من الصعب التعايش معها، مشيراً إلى أن الأعمال المنتجة خارج إطار الشركات الكبرى بُنيت لأجلها خصيصاً دور عرض صغيرة في أميركا أطلق عليها اسم «صالات الفن» لا يتجاوز عدد كراسيها الثلاثمئة، ومن هذا المنطق جاء اسم السينما المستقلة.

ويختم صالح كلامه بأنه عندما يتم حل المشاكل السابق ذكرها سيصبح للسينما المستقلة دور كبير في المستقبل.

ترى الناقدة ماجدة خيرالله أن السينما المستقلة والشباب الذين تصدوا لهذه التجارب المحترمة لا يجدون فرصاً حقيقية لخروج أعمالهم إلى النور، ما يجعل مهمتهم صعبة جداً على رغم أن معظم الأفلام التي تم إنتاجها تحت هذا المسمى نالت جوائز عدة في المهرجانات العالمية التي شاركت فيها. لكنها للأسف لا تجد أي رواج لها في بلدها على طريقة «لا كرامة لنبي في وطنه».

وتضيف: «قد يشكّل هذا النوع من السينما إحدى العلامات الفارقة التي ستحدد مستقبل الفن السابع المصري شريطة أن تظهر هذه الأعمال إلى النور، وأن يجد صانعوها طريقة لتسويقها جماهيرياً، لأن التوزيع يرتبط عادة بثقافة الجمهور الذي يشعر أن الفيلم المستقل يتعامل معه بتعال. سيتحقق نجاح هذه النوعية من الأعمال الفعلي عندما تصل إلى الجمهور المستهدف}.

الجريدة الكويتية في

17/06/2013

Man of Steel يقدّم سوبرمان لجيل جديد

كتب الخبررينيه رودريغيز 

كان «الرجل الفولاذي» (Man of Steel) قد صدئ، في حين أن نظيره، بطل القصص المصورة في DC Comics الرجل الوطواط، كان يغزو العالم بثلاثية Dark Knight. أما منافسوه في Marvel Comics، فكانوا يكدّسون المال مع The Avengers وكل الأفلام التي تفرعت منه. ورغم ذلك، ظلّ سوبرمان مركوناً على الرف.

شكّل فيلم سوبرمان الأخير عام 2006 Superman Returns تحية من المخرج براين سنجر إلى فيلم ريتشارد دونر الأصلي عام 1978، الذي أدى فيه كريستوفر ريف دور البطل. لكن Superman Returns، الذي جمع 390 مليون دولار، بدا مؤلفاً جدّاً ولا يبرر ميزانية المئتين والسبعين مليون دولار التي خُصصت له. ومع أن مبيعات قصص سوبرمان المصورة ظلت مرتفعة، ومع أن مسلسل Smallville، الذي يصوّر مغامرات المراهق كلارك كنت، دام عشرة مواسم، نسيت هوليوود موقتاً فاعل الخير القوي هذا.

ولكن بما أن سلسلة أفلام الرجل الوطواط شارفت على نهايتها، وبما أن أفلام القصص المصورة لن تتوقف قريباً، أدرك المديرون التنفيذيون في Warner Bros أن عليهم التوصل إلى طريقة ما لإعادة إحياء أشهر أبطالهم وأكثرهم إدراراً للأرباح.

لكن السؤال الذي نشأ: كيف تجعل شخصية عمرها 75 سنة قريبة من الجمهور اليوم؟

يذكر زاك سنايدر (Watchmen و300)، الذي أخرج Man of Steel: «لاحظنا أن أفلام سوبرمان الجيدة كافة قد استُهلكت. فقد استنفدوا كامل بطارية هذه الشخصية. لذلك كان علينا إنعاشها. أكّن التقدير والاحترام لكل تلك الأفلام. ولا شك في أنها استمرت في ثقافتنا الشعبية لسبب وجيه. ولكن عندما نفكّر في فيلم جديد، يجب ألا نقارنه بأي من الأفلام التي صوِّرت سابقاً. فما كان باستطاعتنا أن ننتقي التفاصيل التي نحبها، مثل موسيقى جون وليامز، بل كان علينا أن نبتكر التفاصيل كافة من عدم. لم نرَ فيلماً أصلياً عن سوبرمان منذ عام 1978. ولا يعلم أولادي من أين أتى».

مهمة صعبة

أُوكلت مهمة إعادة إحياء سوبرمان إلى ديفيد غوير، كاتب ثلاثية Dark Knight للمخرج كريستوفر نولن، الذي أنتج Man of Steel.

لم يرد غوير هذه المهمة في البداية، يذكر: {خلال الاحتفال بإطلاق Batman Begins، سئلتُ عما إذا كنت أودّ العمل على فيلم سوبرمان، فأجبت بالنفي لأنني لا أميل إلى تلك الشخصية. لا شك في أنني أحببت أفلام دونر عندما كنت صغيراً، إلا أنني لم أقرأ قصص سوبرمان المصورة خلال نشأتي. كنت أفضل الرجل الوطواط. راقني فيلم سينجر، بيد أنني شعرت أنه تكريم لأفلام دونر وأن طريقة تصوير الشخصيات لا تلتزم بالتسلسل الزمني الصحيح}.

يضيف غوير موضحاً: {نلاحظ أن نظرة الناس إلى سوبرمان لم تتبدّل كثيراً. صحيح أن القيمين على القصص المصورة أعادوا ابتكاره مرات عدة، إلا أنه لم يتطور بعد أفلامه الأولى. لذلك بدت لي مهمة إعادة تخيّل سوبرمان بهدف إنتاج فيلم جديد عنه مهمة أكثر صعوبة بكثير مما واجهته مع الرجل الوطواط. وهذا ما تأكدت منه خلال كتابة السيناريو}.

بخلاف الرجل الوطواط وشعوره بضرورة تطبيق العدالة بنفسه أو الرجل العنكبوت وما تراوده من مشاعر المراهقة، يُعتبر سوبرمان (فضائي أرسله والده إلى الأرض قبيل انفجار كوكبه كريبتون) ابتكاراً غريباً يرتبط بالخيال العلمي أكثر منه بالعواطف البشرية. تمنحه أشعة شمسنا قدرات خارقة، مثل الطيران، القوة الكبيرة، والسرعة. حتى إنه يستطيع أن يطلق أشعة ليزر من عينيه. إذاً، يتحلى بقوى خارقة متعددة الاستعمالات إذا جاز التعبير.

يوضح غوير: «من الصعب التمثل ببطل خارق، ومن الصعب التعاطف مع شخصية تتمتع بقوة هائلة. لذلك قررت وكريس نولن من البداية أننا في هذا الفيلم الأول لن نعتمد على الكريبتونية، المادة الوحيدة التي تستطيع أن تؤذي سوبرمان. هذا المعيار الذي وضعناه نصب أعيننا. فهل يمكننا أن نحمل المشاهدين على التعاطف مع هذه الشخصية من دون اللجوء إلى الكريبتونية؟».

استند الجزء الأكبر من المهمة إلى اختيار الممثل المناسب، فالممثل الذي سيؤدي دور كال-إل، ابن جور-إل (راسل كرو)، يجب أن يكون وجههاً جديداً نسبيّاً لم يشارك في عدد كبير من الأفلام، إلا أنه يتمتع بجاذب قوي وشخصية مميزة تجعل الجمهور يتعاطف مع مآسي كائن يمكنه القيام بكل ما يحلو له تقريباً.

أُعطي الدور لهنري كافيل، ممثل إنكليزي شارك في عدد قليل من الأفلام (Immortals وWhatever Works لوودي آلن) إلا أنه يشتهر بظهوره المتكرر في المسلسل التلفزيوني The Tudors.
يذكر كافيل: {حرصت على ألا أفكّر في أي من الأفلام السابقة خلال تحضيري لدوري هذا. رغبت في أن يشعر الجمهور أننا نروي هذه القصة للمرة الأولى. فهمت تماماً مشاعر الوحدة والضياع التي انتابت الشخصية، بسبب تجربتي الشخصية. فقد نشأت في مدرسة داخلية وما كان لدي أصدقاء. وعندما كنت أسافر، كنت أجد نفسي وحيداً في مدن غريبة. لذلك أمضيت الكثير من وقتي وأنا جالس أتأمل الناس وتصرفاتهم. وأعتقد أن هذا ما يفعله كال-إل. فهو يراقب العالم ويحاول فهمه، ما يجعله يشعر أنه دخيل}.

مع أن سنايدر يشتهر بأفلام تحتوي على مشاهد بصرية مذهلة، ومع أن Man of Steel يضم مشاهد حركة قوية تفوق ما تحتوي عليه كل أفلام سوبرمان الأخرى مجتمعةً، يؤكد أن هذا الوجه من المشروع لم يكن سبب قبوله به.

يوضح: {أهوى القصص المصورة. ولكن سبق أن صورة فيلماً يستند إلى إحداها (Watchmen). لذلك رغبت في إعداد فيلم عن بطل خارق يقدّره الناس تماماً كما قدرت أنا القصص المصورة عندما كنت طفلاً. كنت أصبّ اهتمامي كله على فهم الشخصية. فلو كنت سوبرمان، ما المشاعر التي تنتابني؟ أشبهه ببطل خارق يظهر في البعيد. فترغب في التعرّف إلى مكنوناته واكتشاف ما الذي يؤثر فيه».

مخاطر

لكن العبث بشخصية مشهورة مثل سوبرمان بهذه الطريقة لا يخلو من المخاطر. فإن اخترت مساراً إبداعياً ما ورفضه الجمهور، ينهار الفيلم برمته.

يذكر لاري تاي، مؤلف كتاب Superman: The High-Flying History of America’s Most Enduring Hero: «ما من شخصية تجارية أكثر شهرة من سوبرمان. فالجميع يعرفونه. ولكن لكل منا توقعاته عندما ندخل دار السينما. ومن الصعب بالتأكيد إرضاء الجميع. لا شك في أن هذا تحدٍّ صعب، وخصوصاً عند التعاطي مع شخصية تمثّل رمزاً واسع الشهرة. فإن عبثت بها كثيراً، واجهت غضب أناس عرفوا سوبرمان طوال حياتهم. من نقاط قوة سوبرمان ونقاط ضعفه في آن أنه لم يتبدّل كثيراً خلال 75 سنة. لذلك علينا أن نقدّم البطل الخارق بطريقة تتيح لك اصطحاب أولادك وجديك إلى السينما، ويتمكن الجميع من التعرف إليه تماماً كما ألفوه».

نجح Man of Steel، الذي يشارك فيه أيضاً كيفن كوستنر وديان لاين في دور والدي كال-إل بالتبني، في تقديم كل ما هو ضروري، مضيفاً في الوقت عينه نفحة من الحداثة إلى هذه القصة. فيضم الفيلم شريراً خارقاً، الجنرال المجنون زود الذي يؤدي دوره مايكل شانون، والذي يتمتع بكل قوى سوبرمان، بيد أنه لا يشاطره إحساسه بالشرف والواجب.

إذاً، على رغم تلك المشاهد الثلاثية الأبعاد كافة والمؤثرات الخاصة الحديثة، يحافظ Man of Steel على طابعه التقليدي القديم. وهكذا يجب أن يكون بالتحديد.

يذكر غوير: «يلائم سوبرمان الأجيال كافة، إلا أن جوهر الشخصية لم يتبدّل. يمثّل هذا البطل المنقذ. إنه حلقة الوصل بين البشر والأبطال الخارقين، مثل هرقل. كذلك يجمع في تاريخه الكثير من القصص التي يُظهر لنا فيها إنسانيتنا، سواء كانت قصة روبرت هينلين Stranger in a Strange Land أوE.T. the Extra-Terrestrial. وبذلك يكون سوبرمان شخصية كلاسيكية لا تموت مطلقاً. فقد يروي أحد قصة عن سوبرمان بعد مئة سنة من اليوم، وستبدو ملائمة تماماً».

الجريدة الكويتية في

17/06/2013

This Is the End... سيث روغن يقدّم نهاية عالم مليئة بالمشاهير

كتب الخبرجون هورن 

تعود فكرة This Is the End، الذي أنتجته Sony Pictures إلى فيلم Jay and Seth Versus the Apocalypse القصير الذي صوره سيث روغن وجاي باروشيل عام 2007. فيه يعيش الممثلون حياتهم الواقعية.

تصدح الموسيقى داخل منزل جيمس فرانكو وترى المخدرات في كل مكان. فيتنشق الممثل مايكل سيرا بضعة خطوط من الكوكايين، فيما يحاول الممثل الكوميدي عزيز الأنصاري التقرّب من ريهانا (ويفشل). وتتنقل نساء كثيرات يرتدين ملابس فاضحة في منزل فرانكو الضخم المزين بأعمال فنية أعدّها هذا الممثل بنفسه.

لو لم تكن هذه المشاهد تُعرض على شاشة سينما في لويزيانا، لظننت أنك في حفلة حقيقية من حفلات تلال هوليوود. لكن منزل فرانكو هذا والحفلة التي تُقام فيه يشكلان جزءاً من أحداث فيلمه الجديدThis Is the End، الذي يؤدي فيه مع مجموعة من المشاهير الآخرين شخصياتهم في الواقع. إلا أن هذه بالتأكيد نسخة مبالغ فيها من الحياة الحقيقية. فلا يتصرف النجوم عادةً بهذه الطريقة البغيضة، أو لعلهم يفعلون.

This Is the End مثال بارز لدعابة خرجت عن السيطرة أو حبكة غير مألوفة لفيلم يضم عدداً من المشاهير الأصدقاء. يدمج الفيلم بين فكرتين أساسيتين: تدور الأولى حول ستة ممثلين بارزين (فرانكو، سيث روغن، جوناه هيل، جاي باروشيل، داني ماكبرايد، وكريغ روبنسون) يؤدون نسخاً مبالغاً فيها من شخصياتهم في الحياة. أما الثانية، فتتمحور حول ستة أشخاص أنانيين يحاولون النجاة في نهاية العالم.

هزة عنيفة

بعيد بدء أحداث الفيلم، تضرب هزة أرضية عنيفة منزل فرانكو. إلا أن الممثل وضيوفه منتشون أكثر من أن يقلقوا بشأن ما يحدث. ولكن سرعان ما يتضح لهم أن هذه الاهتزازات ما في إلا تمهيد لكارثة أعظم. فتبتلع ثقوب كبيرة في الأرض الناس أحياء، في حين يسحب شعاع أزرق آخرين إلى السماء. إذاً، قد يشكّل التجمع في منزل فرانكو الحفلة التي ستنهي الحفلات كافة. فقد أتى يوم الدينونة.

أراد روغن وشريكه القديم إيفان غولدبرغ (Superbad وPineapple Express) تحويل الفيلم، الذي لا تتجاوز مدته الثماني دقائق ونصف الدقيقة، إلى فيلم طويل يشكّل انطلاقتهما في عالم الإخراج. إلا أنهما أمضيا سنوات في محاولة التوصل إلى تتمة له.

يذكر غولدبرغ: «تُعتبر نهاية العالم النهاية المطلقة. لذلك كان علينا التفكير في نهاية للنهاية». يضيف روغن: «فكرنا: حول ماذا يدور الفيلم؟». وللجواب دخل بالشيطان وميوله الشهوانية في جهنم.

أراد روغن وغولدبرغ الحفاظ على ميزة الفيلم: أداء الممثلين شخصياتهم في الواقع. يقول بجدية: «لطالما راودتنا فكرة أن يؤدي الممثلون أدواراً عن أنفسهم لأن المجتمع يرغب في ذلك ويهواه. بدت لنا هذه الحبكة ممتعة جدّاً لأننا أدركنا أننا نقترب من التفاعل مع المشاهد، بخلاف فيلم Being John Malkovich».

صحيح أن لفيلم سبايك جونز الخيالي هذا تأثيراً كبيراً، إلا أن This Is the End يشكّل نقيض فيلم The Green Hornet، ا(2011)، الذي مثّل فيه روغن وشارك غولدبرغ في كتابته.

تطلب إنتاج The Green Hornet 120 مليون دولار، إلا أنه أخفق على الصعيدين التجاري والنقدي (ذكر أحد المقالات النقدية في صحيفة لوس أنجليس تايمز: {قد لا يكون The Green Hornet أكثر أفلام الأبطال الخارقين مللاً، علماً أن المنافسة في هذا المجال قوية، إلا أنه ملل بالتأكيد}.

حرية الإبداع

سعى الثنائي إلى نوع من حرية الإبداع يترافق مع الأفلام الأقل كلفة. يذكر غولدبرغ عن Green Hornet: «تخطت فترة تصويره ما قد يستغرقه أي فيلم آخر بنحو ثلاث سنوات. ولم نستمتع بإعداده كثيراً. فقد انشغلنا طوال الوقت بالحديث عن أننا نملك نصف المال وعن أن الفيلم قد يصَنَّف للبالغين، وأننا نستطيع إعداد فيلم أكثر مرحاً ومتعة».

يضيف روغن: «مع كثرة المال، تأتي المشاكل. أردنا أن نصوغ المحتوى كما يحلوا لنا. رغبنا في تجاوز كل الحدود من دون أن نقلق بشأن جني الأرباح وما شابه. ولكن في عمل مثل Green Hornet، نحن ملزمون بتقديم فيلم لمن يبلغ سنهم الثالثة عشرة وما فوق. لذلك مهما كانت النكات، التي تُعتبر للبالغين، ناجحة، لا يمكنك استخدامها».

حتى مع تخفيض الميزانية إلى 45 مليون دولار، لم يلقَ This Is the End الترحيب المتوقع. يخبر غولدبرغ: {ظننا أننا نملك ورقة رابحة. خلنا أننا سنحتار في مَن نختار وأن الاستوديوهات الثلاثة ستجن. لكن بعضهم لم يعاودوا الاتصال بنا}. أعربت Sony عن اهتمام حقيقي به، شرط أن يخفض معدو الفيلم الميزانية بنحو الثلث. يضيف غولدبرغ: {طلبنا 45 مليوناً، فقدّمت لنا الشركة 30 مليوناً. فوافقنا}.

لضمان مشاركة القدر الأكبر من المشاهير في الفيلم، تقرر تصوير مشهد الحفلة في لوس أنجليس. ولكن عندما اضطر الفريق إلى الانتقال إلى نيو أورليانز، خسر This Is the End اسماً بارزاً: كاميرون دياز. سافر بول رود إلى لويزيانا ليلة واحدة، ثم عاد إلى لوس أنجليس في الصباح التالي. يقول المنتج جيمس ويفر: {ضمنا مشاركة كل مَن رغبنا فيهم}.

الجريدة الكويتية في

17/06/2013

مشاهدون منحوا الفيلم علامة من 6 إلى 10 درجات

«تتح».. محمد سعد يكرر نفسه.. والجمــهور يضحك مجدداً

علا الشيخ - دبي 

ليست فقط الشخصية المختلفة الطابع تلك التي يقدمها دوماً الفنان الكوميدي، محمد سعد، بل أيضاً عناوين الأفلام التي يؤدي دور البطولة فيها مثل «عوكل» و«اللمبي» وغيرهما، الى أن وصل الى «تتح»، إخراج سامح عبدالعزيز، وسيناريو سامح سر الختم، والمعروض حالياً في دور السينما المحلية، ويشاركه البطولة سمير غانم ودوللي شاهين ومروى، وهو يدور حول شخصية «تتح» الذي يعاني عدم القدرة على الاستيعاب واعاقة في طريقة مشيه، اضافة الى حَوَل دائم في عينيه، وثقل باللسان، ما يضعه في مواقف صنعت جواً من الضحك بين جمهوره الذين منحوا الفيلم علامة راوحت بين ست و10 درجات، مؤكدين أن الفيلم مضحك على الرغم من تكرار سعد لنفسه، معبرين عن فرحتهم لمشاركة سمير غانم سعد هذا الفيلم.

بحاجة إلى الضحك

القصة تبدأ مع خادم يدعى «سلطان»، وهو صديق «تتح»، حصل على توكيل من مخدومه، وهو صاحب أملاك وعقارات، لأنه يثق به، وليوصل الأمانة الى ابنته «أميرة». وتستمر الأحداث الى دخول الخادم السجن مع «تتح» فيطلب منه التواصل مع «أميرة» عبر «السكايب» وتشاء الصدف أن يشهدا على عملية اختطافها، لكن قبل الخطف تعطيه رقماً، وبسبب بطء استيعابه ينساه، وهنا تبدأ الحبكة التي تمتزج فيها محاولة تذكر الرقم مع مواقف تدخله كل يوم في قصة، كقصة زواج القاصرات مروراً بقضية المنتجين وإهمالهم النجوم الكبار، وليس انتهاء بعقوق الوالدين، وغيرها من القصص التي تواكبت جميعها مع إسقاطات سياسية واجتماعية عن حال مصر بعد الثورة، خصوصاً في ما يتعلق بالانفلات الأمني.

عبدالله نضال (17 عاماً) قال «الفيلم مضحك جداً، وشخصية محمد سعد في دور «تتح» جعلتني لا أشعر بالملل، مع انني احتجت جهداً لفهم ما يقول»، مانحاً الفيلم 10 درجات. في المقابل، أكدت بثينة علي (30 عاماً)، أنها تأتي لمشاهدة سعد للضحك ولا تفكر في المضمون «أنا أعرف سلفاً أن القصة لن تكون ذات مستوى، ولا طريقة الإخراج التي تركز على بطل واحد، لكن شخصية محمد سعد تضفي على حياتي الضحك، خصوصاً أنني أستخدم مصطلحاته دائماً عندما أريد أن أجري حواراً مرحاً في منزلي أو بين صديقاتي»، مانحة الفيلم سبع درجات.

ووافقها الرأي بخصوص المضمون سهيل اسماعيل (33 عاماً) «كل شخصية يقدمها سعد تترك حالة لدى مشاهديه لا علاقة لها بقصة الفيلم التي عادة ما تكون سطحية»، مانحاً الفيلم ست درجات.

وقال زين الدين محمد (44 عاماً) «نحن بحاجة الى الضحك في ظل كل هذا الدم المراق من حولنا والصراعات الموجودة في المنطقة، نحتاج فعلاً الى مثل هذه الأفلام حتى لو كانت تفتقر الى القيمة، لكنها قادرة على بث الفرح في قلوبنا، وهذا ما فعله فيلم (تتح)»، مانحاً اياه 10 درجات.

إسقاطات

بلقيس رجب (22 عاماً) قالت «مشكلة أفلام محمد سعد أنها تدور حول قصص بدائية، اضافة الى عدم معالجتها بشكل منطقي، لأن الحكاية تدور حول سعد والمجهود التمثيلي الذي يظهره من خلال تصبب عرقه باستمرار»، وأضافت «الفيلم مضحك، لكنني وجدت أفلامه الفائتة مضحكة أكثر»، مانحة اياه ست درجات.

في المقابل قالت شيرين طه (41 عاماً) «المبالغة في كل شيء شعرتها مختفية في الدور الجديد الذي قدمه سعد»، واضافت «ركز أكثر وظهرت قدرته الأدائية بشكل أوسع مع أن الفيلم وقصته لا يدوران سوى حوله»، مؤكدة أن دورَي «دوللي ومروى لم يوضعا سوى لإضفاء قصة عاطفية وحميمة على سيناريو ضعيف بحاجة الى بعض التوازن»، مانحة اياه تسع درجات.

«ليس كل شباب الثورة إسلاميين يا سعد»، هكذا قال محمد متولي (30 عاماً) مستاء من المشهد الوحيد الذي ظهر فيه شاب من شباب الثورة يضع شالاً ويرتدي نظارة، ويدعو «تتح» الى الانضمام الى اعتصام ويقول له «أراك» وهي طريقة الإسلاميين الذين يتحدثون اللغة العربية الفصحى، فيجيبه «تتح» «في جحيم الله»، وعن هذا اضاف متولي «الفيلم مضحك لكن هذا التوظيف لشكل شباب الثورة إهانة لمن عرضوا حياتهم للخطر وحصرهم فقط في شباب (جماعة الاخوان)»، مانحاً إياه ست درجات.

ضيوف الفيلم

سمير غانم أعطى نكهة كوميدية أضفت على قاعة السينما جواً مرحاً بوجوده في الفيلم، كما فعل وجود عبدالله مشرف، بوسي، منة عرفة، اضافة الى رجاء الجداوي، وهو الوجود الذي انحصر في مشاهد قليلة وعابرة اعطت فرصة للمشاهد للمقارنة بين الأداء بين الأجيال.

مشاهد الفيلم تضمنت عبارات رددها ساسة، وكانت موضع سخرية من بينها المشهد الذي جمع «تتح»، مع سمير غانم، وقال فيه الأخير بصوت هامس «القصاص»، وهي الكلمة التي قالها مرشد «الإخوان المسلمين» محمد بديع للرئيس المصري محمد مرسي أثناء خطاب انتخابي قبيل توليه منصبه، عن القصاص لشهداء ثورة 25 يناير 2011، وجاءت في مقطع فيديو لاقى انتشاراً واسعاً بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الكوميدية. مثل هذه المشاهد حسب نهاد قسيس (35 عاماً) «اصبحت عادة، ليس في الأفلام فقط بل في البرامج الكوميدية التي تعمل على اقتناص مثل هذه الجمل لإعطاء روح الفكاهة للبرنامج او الفيلم، والسبب كله يعود فعلاً لهؤلاء الساسة».

بعد ثورة 25 يناير ترى مروى اسماعيل (30 عاماً) أنه «من السهل توقع المشاهد خصوصاً اذا كان الفيلم كوميديا، وهذا ما حصل مع فيلم (تتح) الذي امنحه ست درجات، لأنه لم يفاجئني لكنه أضحكني قليلاً».

بدوره أحب اسامة علي (28 عاماً) «ظهور هذه الكوكبة من الفنانين الكبار مع نجوم صغار في الأداء مقارنة بهم، وهذا إما أن يكون تواضعاً منهم أو عدم اهتمام المنتجين الكبار بتوظيف خبراتهم في عمل يليق بقاماتهم»، مانحاً الفيلم ست درجات.

مشاغبات

تستمر الأحداث في محاولة «تتح» تذكر الرقم، ما يجعله يدخل في مشكلات ويخرج منها، اضافة الى وجود قصص عاطفية عالقة، تمحو كل الاختلافات بين البشر، وهذا قلما يحدث، لكنه يحدث دائماً في أفلام سعد، فهو يحظى دائماً بالجميلات حتى لو كان متخلفاً عقلياً.

«النهاية متوقعة مسبقاً لكن يشكر صناع الفيلم على جعلنا نضحك من قلوبنا»، هذا ما قالته دينا محيسني (35 عاماً)، وأضافت «الفيلم سطحي بقصته لكنه مضحك، ومازال السبكي يقحم النساء كأدوات للإثارة لا غير»، مانحة إياه ست درجات. في المقابل قال أحمد داوود (24 عاماً) «المشكلة في أفلام سعد أنه يعطي أملاً لذوي الشخصيات المحدودة بنساء جميلات ومثقفات يهمن غراماً بهم»، موضحاً «أغلبية مشاهدي سعد خصوصاً في مصر، من البيئة الشعبية التي تتعلق بالأمل والحلم، ولا أعرف صدقاً اذا كان هذا الشيء مفيداً أم لا»، مانحاً اياه 10 درجات.

وأثنى رجب محمد (30 عاماً) على الفيلم واصفاً اياه بفيلم الصيف بلا منازع «يستحق 10 درجات، فكل مشهد فيه منحني شخصياً فكرة مفيدة وفرحاً غامراً بسبب الضحك».

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

17/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)