حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"أم البنات" أضاءت حياتها بمولودتها الثانية "ليلى"

هند صبري: لن أعتزل من أجل الأسرة

القاهرة - أشرف عزت

 

·        اختياري ضمن أقوى 100 امرأة في العالم.. شرف كبير

·        أمي سندي وعلى يديها انضممت لمدرسة التربية الحديدية

تشبه النجمة هند صبري زهرة الاكسورا, تلك الزهرة التي تستخدم بكثرة في الطب الشعبي فتداوي أمراضا وتخفف آلاما صعبة.

هند التونسية الجنسية والمصرية الروح ساهمت بفنها وشخصها, واتخذت من الفن مهنة لتداوي مشكلات الناس وتعالج قضاياهم بمشرطها المعقم. كما انها تعمل سفيرة لمكافحة الجوع فتم اختيارها من بين 100 امرأة الأكثر تأثيرا في العالم, وعندما نتحدث عن الأم هند سنجدها مدرسة في الأمومة خاصة بعد أن رزقت بمولودتها الثانية "ليلى", فحملت لقب أم البنات بسعادة وحب وهي هنا تفتح قلبها في لقاء مع "السياسة" لا تنقصه الصراحة.

·        مبروك ليلى?

بارك الله فيك, وأنا حقا سعيدة لأنني رزقت ببنت أخرى بعد ابنتي الكبرى "عاليا" التي تبلغ سنتين وأقول لها لا تحزني ولا تغضبي فأنت الحب الأول وأول من نطق كلمة "ماما" وأنت القلب يا "لولو".

·        لماذا توجهين لها هذه الرسالة?

لأنني شعرت انها تغار من "ليلى" الصغيرة حتى قبل ولادتها, وهي طبيعة كل الأطفال, وأنا على يقين أن عاليا عندما تكبر ستصبح توأم روح شقيقتها الصغرى ليلى.

·        بصراحة ألا تتمنين انجاب ذكراً?

لا, فليس هناك فارق بين ذكر وأنثى, فالله يهب لمن يشاء الاناث ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيما, المهم أن تكون ابنة صالحة, فهناك آلاف بل ملايين الذكور في أنحاء العالم قتلة وسفاحين وغير بارين بأبائهم بل ان البنت تكون أكثر حنانا ورعاية لوالديها ولا تنس أن البنات ألطف الكائنات وليس هناك أجمل من قبلة حانية من "عاليا" وهي تقول "بحبك يا مامي" فأنا أشعر وقتها أنني أكاد ألمس النجوم بيدي كما يقولون.

·        هل معنى ذلك انك لا تمارسي سياسة الثواب والعقاب مع عاليا?

لا, لابد أن يكون هناك ثواب وعقاب في كل شيء, فمن يعذبك ليس كمن يرحمك بالطبع وكما قال الشاعر فَقَسا لِتَزدَجِروا وَمَن يَكُ حازِماً فَليَقسُ أَحياناً وَحيناً يَرحَم.

·        معنى ذلك انك أحيانا تضربين ابنتك عاليا?

الآن لا, ولكن عندما تكبر قليلا وتعي لابد أن يكون هناك ثواب وعقاب من بينه الضرب غير المؤذي.

هل كنت تعاقبين بالضرب من والدتك وأنت طفلة?

تضحك وتقول نعم, لأن والدتي مدرسة تعرف قيمة الثواب والعقاب جيدا وكانت تضربني بأي شيء في يدها حتى تعلمني وتربيني بشكل صحيح ولكنني بالتأكيد لست من أنصار الضرب المؤذي وبدون سبب والا فقد الحكمة منه وأصبح غير مؤثر وقد يؤدي الى نتائج عكسية.

·        بأي الأشياء كانت والدتك تضربك?

"تضحك" بكل الأشياء بداية من الملاعق والشوك في المطبخ ومرورا بمزهرية الورد وانتهاء بالوسائد, وعندما كبرت أدركت جيدا أهمية التربية الحديدية للأبناء فهي تخلق منهم أجيالا صلبة وقادرة على تحمل الصعاب والمشاق, وكما يقول الشاعر حافظ ابراهيم: الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.

·        هل صحيح انك تصحبي  "عاليا" الى الحضانة كل صباح?

انا مثل أي أم لديها طفلة فأستيقظ مبكرا جدا وأقوم باعداد السندوتشات لعاليا ثم اصطحبها في السابعة صباحا الى الحضانة, فالبعض يعتقد أن الفنانة تعيش في برج عاجي ولا تهتم بأبنائها وتعهد بهذه المهمة الى الخادمات, ويتصور هؤلاء أن الفنانة تنام طوال النهار وتستيقظ طوال الليل وهذه فكرة غير صحيحة بالمرة, فالفنانة خاصة الأم انسانة مثل كل الأمهات تهتم بشؤون منزلها وحياتها.

·        ماذا تقولين لوالدتك الآن?

كل كلمات الدنيا لا تساوي شيئا أمام عطاء الأم الذي يبدأ من أول يوم في حمل الجنين وهي تحمله وهنا على وهن وتتألم وتتوجع وتبكي من أجل مولودها, ثم تأتي لحظات الألم الكبرى عندما تهاجمها آلام قبل الولادة, والذي أكد العلماء انه أصعب الم بعد حرق الانسان حيا, ولكنني أقول لوالدتي الله يخليك لي فأنت ظهري في هذه الحياة وأدعو لها بدوام الصحة وطول العمر, فهي بحق ست الحبايب.

·        ما احساسك بعد انجاب طفلتك الثانية  "ليلى"?

أشعر بأنني لمست النجوم بيدي وشعرت بسعادة غامرة بالطبع وقدمت كل الشكر لأصدقائي الذين وقفوا بجانبي حتى رأت "ليلى" النور وأدعو الله أن تمر كل فتاة بهذه اللحظة التاريخية التي تشهد ميلاد طفل جديد وأن تصبح أماً.

·        هل توقفت عن التمثيل تماما?

لا, شاركت في حلقتين من مسلسل "قصص النساء في القرآن" بصوتي فقط مع النجم يحيى الفخراني.

·        ماذا عن دورك فيه?

العب دور "آسيا" امرأة فرعون الذي كان يدعي الألوهية كذبا والتي دعت الله سبحانه وتعالى قائلة "رب ابن لي عندك بيتا في الجنة" وهي قصة رائعة جدا أطل بها على المشاهدين في شهر رمضان ومع نجم مثل العملاق يحيى الفخراني الذي تشرفت بالعمل معه وأتمنى تكرار التجربة.

·        هل يمكن أن يرغمك أبناؤك على اعتزال التمثيل?

لا, فالفن في دمي كما انني لا اقصر في حق ابنتي أبدا, و لا أحب أن اقصر في حق المشاهدين ولذلك احرص على المشاركة في الأعمال التطوعية بصفتي سفيرة للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة مثل مشاركتي في حملات ضد الجوع على مستوى العالم.

·        ماذا عن اختيارك من بين أقوى 100 امرأة في العالم?

هذا شرف لي لأنني أمثل المرأة العربية التي أعتبرها الجندي المجهول في الوطن العربي, فهي التي تقوم بالتربية وتغرس القيم والأخلاق والمبادئ في نفوس أبنائها, كما أنها تقف خلف زوجها بصفتها شريكة للحياة, بل انها في كثير من الأوقات تدفعه للامام وتصنع منه رجلا عظيما وكما يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة.

السياسة الكويتية في

16/06/2013

 

حكايـة الصــورة الســـينمائية من البدايات إلى «البيكسلات»!

محمود عبدالشكور 

يُقدّم مدير التصوير القدير «سعيد الشيمى» فى كتابه الجديد الذى يحمل عنوان الصورة السينمائية من السينما الصامتة إلى الرقمية، والصادر ضمن سلسلة «آفاق السينما» التى تطبعها هيئة قصور الثقافة، سياحة ممتعة ومثيرة عن تاريخ الصورة أو الأطياف التى تتحرك فوق الشاشة البيضاء، ورغم أنه يسجل فى الكتاب إعجابا مستحقا لإنجاز الصورة المطبوعة على أفلام السيلولويد التقليدية، التى اختطفت بالأعمال الفنية الكبرى لأشهر المخرجين والمصورين والممثلين فى زمن الأبيض والأسود والألوان، إلا أنه يؤكد على أن العصر القادم هو زمن الصورة الرقمية ،عصر البيكسلات وهى الشرائح الإكترونية الصغيرة التى تمسك بالصورة، والتى تكاثر عددها لتعطى نفس الجودة تقريبا التى كان يمنحها الفيلم السينمائى التقليدى.

من خلال التوقف عند القفزات المتتالية التى حققتها الصورة السينمائية، من خلال عدد كبير من الصور التوضيحية للأفلام والمعدات، نكتشف بطريقة غير مباشرة أن تطور الصورة لم يكن إلا ترجمة للقفزات العلمية المدهشة التى حققها الإنسان، ولكن الكتاب لايعرض هذه الانتقالات الكبرى لذاتها، ولايحتفى بالتكونولوجيا إلا باعتبارها أداة تسهل على فنانى السينما وخصوصا المخرجين والمصورين، تحقيق أحلامهم الفنية لاشىء يمكن أن يكون بديلا عن عين الفنان أو رؤيته، بل لعلنى أعتقد أن تلك الثورة الإلكترونية التى اقتحمت عالم الصورة، وهذه الكاميرات الديجيتال الصغيرة التى جعلت كل إنسان قادرا على إنجاز فيلمه بنفسه، والتعبير ذاتيا عن أفكاره، كل ذلك يشكل تحديا لأصحاب المواهب الحقيقية فى الفرز والا نتقاء ، وفى توظيف إمكانيات هائلة جديدة، كلما توفرت القدرة على التصوير بالأجهزة العجيبة التى تقدم إمكانيات لانهائية من حركة الكاميرا، كلما احتجنا إلى عين مثقفة وخبيرة، حتى لايتحول فن التصوير السينمائى إلى مجرد استعراض مجانى، وكأن المصور يركب مرجيحة تصعد به وتهبط بلا أى معنى، مثلما شاهدنا ونشاهد فى أغنيات الفيديو كليب البائسة! 

يؤرخ لظهور السينما بأول عرض فى باريس نظير تذاكر للأخوين لوميير يوم السبت 28 ديسمبر 1895، ابتكر الاثنان كاميرا سجلت بعض اللقطات القصيرة، كما ابتكرت آلة عرض بدائية بالطبع، ولكن التجارب المختلفة لتسجيل الصور المتحركة لم تكن ممكنة لولا اكتشاف بعض الخواص البصرية الهامة وأبرزها خاصة احتفاظ العين بالرؤية لفترة قصيرة جدا من الزمن، لولا هذه الخاصية لما أدركنا الصورة متحركة مع أنها فى الحقيقة ليست سوى كادرات يتوالى عرضها بسرعة معينة، ورغم أن الأخوين لوميير أتاحا للجمهور مشاهدة الأفلام مقابل تذاكر، إلا أنهما لم يؤمنا أبدا بأن اختراعهما يمكن أن يتحول إلى مشروع اقتصادى ناجح، ولكن الفن الجديد سرعان ما انطلق على يد حفنة من المبدعين ربما كان فى صدارتهم الفرنسى «جورج ميليس» الذى كان يعمل ساحرا مما انعكس على ابتكاراته الكثيرة فى عالم الخدع السينمائية، وقد نجح فى تقديم عشرات الأفلام القصيرة، وأنشأ استديو للتصوير السينمائى، ثم تطورت اللغة السينمائية باكتشاف المونتاج وإمكانياته على أيدى كبار المخرجين فى عصر السينما الصامتة مثل الأمريكى «جريفيت» والروسين «بودوفكين وإيزنشتين»، ظهر التأثير الرائع لأحجام اللقطات وخصوصا لقطة «الكلوز أب» كما فى فيلم «آلام جان دارك» وحققت المدرسة التعبيرية الألمانية انجازها الكبير فى فترة ما بين الحربين من خلال أفلام «عيادة الدكتور كاليمبارى» و «توسفيراتو» و «متروبوليس»، أصبحت لدينا الصورة الكلاسيكية الهوليودية بعد دخول أمريكا بقوة ساحة انتاج الفيلم الروائى، تطورت أيضا حساسية الأفلام التى كانت بطيئة للغاية مما فرض ذلك المكياج الأبيض الثقيل الذى يظهر به الممثلون فى أفلام الأبيض والأسود، ولكن الحساسية زادت تدريجيا مما أتاح امكانيات هائلة فى تحسين الصورة السينمائية، والتعبير عن الزمن التاريخى باستخدام أقل المصادر الضوئية المتاحة.

يتوقف سعيد الشيمى عند سنوات النضج للصورة السينمائية، فرغم ظهور الصــوت، وتأثـيــره السلبــــى بوضــــــع الكـــاميرا داخـــــل حجــــــــرة تعزل صوتها، وبتحديد حركتهـا حتى لايظهــــر ميكرفون التسجيل داخل الاستوديو، إلا أن السينما سرعان مانجحت فى استعادة صورتها الساحرة بظهور الفيلم الاستعراضى، وبالإنتاج الضخم للأفلام التاريخية، والتجارب الواقعية الجديدة فى إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية، التى استفادت من تدمير الاستديوهات بالخروج للتصوير فى الشوارع، ومن غياب النجوم بالاعتماد على الهواة كما شاهدنا فى فيلم «تيتوريودى سيكا» الشهير «سارقو الدراجة» وحتى عندما ظهر التليفزيون كمنافس قوى للسينما وصورتها فى الخمسنيات، فإن السينما سرعان ما لجأت إلى الإبهار فى استخدام الألوان، كما ظهر التصوير بالشاشة العريضة، بل إن تجارب السينما المجسمة بدأت فى الخمسنيات أيضا، نافست السينما التليفزيون بالأفلام الضخمة التاريخية والدينية (فيلم الرداء هو أول فيلم سكوب)، وبالتصوير تحت الماء.

( فيلم 20 ألف فرسخ تحت الماء فى نسخه المتعددة)، وفى سندات الاستنارة كما يسميها سعيد شيمى استفادت السينما من ظهور الفيديو المساعد للكاميرا السينمائية والذى يتيح للمخرج مشاهدة ما تم تصويره أثناء القيام بذلك، بل لقد تطورت المعدات السينمائية بظهور الكاميرات المحمولة على رافعة عملاقة (sky corn) وكاميرات التصوير الجوى التى تقدم صورة ثابتة رغم اهتزاز طائرات الهليوكبتر التى تحملها، وقدمت اليابان تطويرا هائلا لصناعة الفيلم الملون على وجه الخصوص.

ولكن سنوات التغيير جاءت بالسينما الرقمية وكاميراتها وأجهزتهــا، ولأن الشـريحـة الإلكترونية تتيح إمكانيات هائلة غير مسبوقة، فقد حدثت ثورة كاملة غى مجال الخدع، فيلم مثل «300» الشهير تم تنفيذه بالكامل داخل استديو صغير، وعن طريق استخدام برامج متنوعة أضيفت الخلفيات، بل وتم تخليق الافيال والحيوانات الضخمة التى ظهرت فى الفيلم، هناك من يعتقد بضرورة استغلال هذه السينما الرقمية كما فعل مخرجو «وجما 95»، ولكن هناك من يصر على استخدام الفيلم فى التصوير مثل سبيلبرج، ورغم أن سعيد شيمى من أنصار تلك الثورة الرقمية، إلا أنه لاينسى سحر الفيلم التقليدى ولذلك يقدم فى قلب حديثه عن سنوات التغيير نماذج تحليلية من أعمال كبار مبدعى الصورة السينمائية مثل «برجمانة» و«كريرك» و «كيروسوا» و«كيشلوفسكى» و «شادى عبد السلام» فالبقاء دوما للفن مهما تغيرت وسائل التعبير والتصوير.

أكتوبر المصرية في

16/06/2013

سعد الله ونوس بعدسة عمر أميرالاي

ندى الأزهري- باريس 

ماذا كان ليقول اليوم  لو شهد ما يجري في بلده من صراع شرس؟

سؤال ظل يجول في الخاطر طوال مشاهدة المقابلة مع الكاتب المسرحي السوري الراحل سعد الله ونَوس في فيلم "وهناك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث عنها المرء" الذي حققه عام 1997 المخرج السوري الراحل عمر أميرلاي.

المناسبة التي دعت إلى عرض الشريط في معهد العالم العربي في باريس، كانت قرار "لا كوميدي فرانسيز"، المسرح الفرنسي العريق الذي أنشأ عام  1680، تقديم عمل مسرحي مترجم عن العربية للمرة الاولى في تاريخه. المسرحية المختارة ليست سوى "طقوس الإشارات والتحولات" التي كتبها سعد الله ونَوس عام 1994.  معهد العالم العربي، الذي ارتبط مؤخرا بشراكة مع هيئة الكوميدي فرانسيز، قرر تقديم حلقة من ثلاث أمسيات حول شخصية واعمال هذا الكاتب الذي يعتبر أحد أكبر المسرحيين في العالم العربي. عرض في الأمسية الأولى فيلم أميرلاي عن ونَوس " وهناك أشياء كثيرة كان يمكن ان يتحدث عنها المرء"، و الفيلم كان أُنتج  بناء على طلب من المحطة الفرنسية- الألمانية آرتي وقد قدمته حينها ضمن أفلام وثائقية أخرى تبين وجهات نظر جيل من المثقفين العرب والإسرائيليين في الصراع- العربي الإسرائيلي

اعتمد المخرج في"وهناك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث عنها المرء"، على مقابلة مطوّلة مع  سعد الله ونَوس  وكان آنذاك في أوج صراعه مع مرض السرطان. كان هذا الكاتب معروفا بالتزامه ومواقفه السياسية الشجاعة، ويمكن اعتبار الفيلم وثيقة هامة تعبر عن علاقة جيل بأكمله بالقضية الفلسطينية حيث يقابل أميرلاي فيه بين شهادة هذا المسرحي الكبير وبين لقطات من حروب النكبة والنكسة و"حرب تشرين التحريرية"، وزيارة السّادات لإسرائيل، ثم حرب الخليج.

العدسة كانت شديدة الاقتراب من وجه ونوس، ترصد كل انفعالاته. لقد كان في "مزاج جنائزي" لشعوره بالاقتراب من الموت، لكن ذلك لم يقف حائلا أمام تحليله المعمق للصراع العربي الإسرائيلي الذي "سرق السنوات الجميلة" من عمره، ولكنه لم يكتف في " عدواناته المستمرة" بسرقة اعمار الآخرين فحسب بل "حيواتهم" كذلك. تكلم عن فلسطين "الهم الأكبر" لأبناء جيله الذي ولد في الاربعينات من القرن الماضي، عن النكبة وما زُرع في الأذهان عن "الخيانة والأسلحة الفاسدة" دون أدنى ذكر لضعف الجيوش العربية آنذاك،  ثم عن النكسة  وحرب 1973 التي رأى فيها "اجهاضا لفوران حصل بعد 67" ومجرد عملية سياسية "لإنطلاق الزعماء العرب في مباشرة السياسات التي كانوا يتهيأون لاختيارها".

يتابع  صاحب"الملك هو الملك" سرده، لا يتوقف إلا لشرب كأس من الماء. تحدث عن فترة صمت قرر عيشها بعد زيارة السادات لإسرائيل، ليكسره فيا بعد بمسرحيته"الاغتصاب" التي حلل فيها بنية النخبة الحاكمة في إسرائيل.  وصل ونوس برؤاه النقدية والفكرية إلى حقيقة مفادها أن " السياسة الإسرائيلية هي تدمير للإنسان اليهودي نفسه"، وهي حقيقة أقرها من أسابيع قليلة فائتة  قادة سابقون للشين بيت في الفيلم الوثائقي" حراس البوابة". 

ونوس يسرد في الفيلم ردود الفعل على مسرحيته هذه التي أثارت جدلا في سورية وصل إلى حد اتهامه "بالتعاطف" مع إسرائيل لمجرد تقديمه شخصية إيجابية يهودية! لقد كانوا حسب تعبيره " يريدون الاستقرار في الكراهية الساكنة التي لا تكلف شيئا". 

فيلم عن إحباط جيل وفشل السياسات العربية من وجهة نظر مثقف وكاتب. كم كانت لغته فصيحة جميلة. وكم بدا، وياللأسف، كلامه عن الارتباط بالقضية الفلسطينية  نائيا وكأنه من عصور اندثرت. لقد نسينا القضية وانشغلنا بغيرها... كم أسفنا معه على هذا العمر الذي انقضى تحت " سلسلة متواصلة من الضربات"، كان آخرها بالنسبة له ضربة حرب الخليج الأولى التي "أجهزت على بقية الآمال لدى العرب"، كما أجهزت، عليه شخصيا كما كان متيقنا وجعلت "خلايا السرطان تتغلغل في جسده".

 لم تبتعد عدسة أميرالاي عن وجه ونَوس إلا حين كان في غرفته في المستشفى منهكا وجسده الضعيف يستقبل قطرات المصل التي كانت تعطيه بعضا من رمق يتيح له متابعة الحوار بتصميم مؤثر، أو لتمرير مشاهد قليلة من الارشيف تتعلق بما كان يقال.

 سعد الله ونَوس كان ضد "تسويق التفاؤل الكاذب"، وقد أكد برؤيته التحليلية لقضايا وطنه أن  ما حصل سيبقى مستمرا بالحصول حيث " سيمضي كل جيلنا إلى مثواه الأخير وإسرائيل ستكون باقية ". تلك كانت آخر عباراته في الفيلم الذي ككل أفلام عمر أميرالاي الأخرى لم يعرض في سوريا.

رحل سعد الله ونوس الحالم بالحرية وبالعدالة عام 1997 في نفس يوم ذكرى تقسيم فلسطين في 1947

ولد سعد الله ونوس في قرية حصين البحر عام 1941 ودرس الصحافة في مصر ثم عمل بعد عودته في وزارة الثقافة السورية وساهم بكتاباته  في صحيفتي "الثورة " السورية"والسفير "اللبنانية" . وفي نهاية الستينات اتجه إلى باريس لدراسة المسرح. وبعد عودته أسندت إليه مهمة تنظيم مهرجان المسرح الأول في دمشق ثم عين مديرا للمسرح التجريبي في مسرح القباني وساهم نهاية السبعينات في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وفي ظهور مجلة "الحياة المسرحية" . كان ونوس ينحاز إلى المسرح السياسي المرتبط بالهم الاجتماعي. ويبحث دون مهادنة عن العلاقة التي تربط الفرد بالسلطة وقد نقل المسرح السوري إلى مرحلة جديدة من الكتابة والإخراج التجريبيين  و يعتبرمن أهم المسرحيين العرب. ( مصادر متعددة)

الجزيرة الوثائقية في

16/06/2013

 

البرنامج التسجيلي الفائز بجائزة " Rose d'Or "

أمستردام – محمد موسى

حتى أشد قوى اليسار الاوربي حماسة، لم تعد قادرة على تقديم دِفاع مُحكم ضد الخلاصة التي وصلت اليها أحزاب اليمين السياسي الاوربي في السنوات الأخيرة، عن الفشل الذريع لسياسية إندماج المهاجرين وأبنائهم، وخاصة أولئك الآتين من دول العالم الإسلامي، مع مجتمعاتهم الأوربية، فالتوتر بين المهاجرين والسلطات الأوربية يَتفجر الآن بشكل سنوي تقريبا ( السويد كمثال أخير)، وموضوعة الهجرة، تحولت منذ سنوات الى إحدى القضايا الحساسة للغاية في الحياة السياسية لمعظم الدول الاوربية، إذ وجدت أحزاب يمينية ومتطرفة كثيرة في تعرقل وفشل سياسات الإندماج، مطية لتحقيق مكاسب شعبية سريعة، مستندة على عدم رضا شعبي، لم يعد بالإمكان إخفاؤه وتجميله. وحتى بريطانيا بماضيها الكولينالي المعروف، والتي كانت مواقفها الأخيرة التي تخص المهاجرين حازمة كثيرة، كقضية النقاب الحساسة ( رفضت الحكومة هناك مناقشة قضية منع النقاب في الأماكن العامة)، شهدت بدورها هي الأخرى إنفجارات عنيفة قبل بضعة أعوام في عدد من المدن البريطانية الصغيرة، بين شباب من إصول آسيوية وقوى الأمن هناك.

في العام الماضي، أقدمت القناة الرابعة البريطانية (C4)، على تجربة تلفزيونية مثيرة للجدل بجمع أفراد من مدينة بريطانية، بخلفيات إثنية وإجتماعية مختلفة تحت سقف بيت واحد، وتسجيل ردود أفعالهم على تجربة العيش المشترك لأيام قليلة، في محاولة للوصول الى تعريف مشترك مرضي للجميع عما يعنيه أن يكون الشخص "بريطانياً" في الوقت الحاضر، في مدينة أوربية حديثة، تملك كل المكونات المطلوبة للتعايش او الأنفجار. هذه التجربة، قدمت ضمن حلقتين تسجيليتين بعنوان (جَعل برادفورد بريطانية). البرنامج حاز مؤخراً على جائزة "Rose d'Or " الرفيعة كأفضل برنامج تسجيلي.

يَصف البرنامج مدينة برادفورد بأنها أكثر المدن البريطانية إنعزالاً وتقسيما، من جهة القطيعة بين سكان أحياء المدينة الواحدة، والمقسمة الآن على أساس عرقي، فهناك الأحياء الإنكليزية البيضاء، والأحياء الآسيوية، مع قليل جداً من الاحياء المختلطة، ضمن هذه التقسيمات العرقية هناك تقسيم آخر طبقي واقتصادي لم يَعره البرنامج إهتماماً كبيراً، لكنه سيحضر في البرنامج، ممثلا بشخصيتين من الطبقة البريطانية الوسطى المتعلمة، والتي بقيت بمجملها بعيدة عن نقاش المهاجرين اليومي الساخن، على عكس الطبقات الفقيرة، والتي وجدت نفسها مهددة من زيادة أعداد المهاجرين الفقراء، والذين سيقاسموهم المكان والأرزاق.

تُخضع التجربة التسجيلية المشتركين الى إختبارات عدة، لتسريع التقارب الذي تنشده، فالمشتركون الذين يتفقون جميعا على كونهم "بريطانيون" ( على عكس مهاجري دول اوربية عديدة اخرى، والذين مازالوا لا يشعرون بالإنتماء الكامل للبلدان الجديدة وكما بينت إحصائيات عدة من السنوات الأخيرة)، سيفشلون في معظمهم في الإختبارات الإلزامية لطالبي الجنسية البريطانية. هكذا ومنذ البداية يَتكشف إن تعريف "المواطنة" لازال ملتبساً، ولا يعني بالضرورة المفاهيم والتعريفات نفسها للجميع، وإنه بالإمكان أن يكون كل شخص بريطانياً على طريقته، حتى إن أختباراً وضعته الحكومة البريطانية لمهاجريها الجدد، لقياس درجة "بريطانيتهم"، فشل في إجتيازه على السواء، بريطانيين بيض، وآخريين من الأتين من دول أفريقية او آسيوية.

وصل أغلب المشتركون في التجربة التلفزيونية محملين بأحكام مُسبقة عن أبناء مدينتهم من الأعراق الأخرى، فأودري ( إبنة زواج أبيض وأفريقي)، تعترف إنها لا تملك أي تعاطف او تفهم للباكستانيين في مدينتها، وإنها تخشى على الحانة التي تملكها من الإفلاس إذا إستمر تدفق مهاجرون مسلمون للسكن قريبا من الحانه، لانهم لا يرتادون الحانات البريطانية بسبب دياناتهم او تقاليدهم. الشاب البريطاني الأبيض والذي لا يتعدى الخامسة والعشرين كشف، إنه لا يملك أصدقاء من أبناء المهاجريين. شهادات البريطانيين من الإصول الاسيوية ستكون محملة بخوف أقل من الآخر، لكن مع تواصل التجربة التلفزيونية سيتكشف إن هناك إختلافات كبيرة بين المسلميين المشتركين، من جهة التعامل مع تفاصيل الحياة اليومية والرغبة في إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه المجموعة، ف "صبيحة"، الشابة البريطانية المسلمة، تعارض أن يُعرقل إلتزام "رشيد"، لاعب الركبي السابق، بالتوجه خمس مرات يومياً للصلاة في الجامع، خطط المجموعة او مواعيد تناول وجباتها الغذائية الجماعية، وهو الأمر الذي يتفق معها فيه "محمد"، الشاب الذي هاجر أهله من باكستان الى بريطانيا قبل أكثر من أربعين عاماً.

البرنامج يَدفع المشتركين فيه الى مزيد من التقارب، عندما يُرتب أن يستبدل كل مشترك حياته ليومين بتلك لمشترك آخر، قادم من طبقة إجتماعية مختلفة عرقياً وإجتماعياً (يتضمن السكن في بيت المشترك الآخر وإداء الأعمال اليومية التي يقوم بها)، هذا بدوره سيقود الى لحظات الأنفجار العاطفية الأكثر شدة في البرنامج، فصبيحة المحجبة، التي ستعمل في حانة زميلتها في التجربة التلفزيونية، ستصدم بالأحكام المسبقة لرواد الحانة عن المسلميين، رغم إن صبيحة ولدت وتعلمت في مدينة برادفورد، وتتكلم باللهجة الخاصة نفسها التي يتحدث بها زبائن الحانة

يخلق الفيلم التسجيلي " جعل برادفورد بريطانية " تجربة ومناخاً خاصيين، لكنه وكحال هذا النوع من التجارب التسجيلية التي تخلق عالمها الخاص، سيتحول الى إمثولة بدل تقديمه لوثيقة مقتطعة من الواقع المعاش، هذا رغم إن صناع التجربة شددوا على المشتركيين أن يتصرفوا على سجيتهم أثناء وقت البرنامج، وأن لا تدفعهم التجربة الى لبس أقنعة، لكن، ورغم أن اغلب المشتركين بدآ قريبا من ذواتهم وشخصياتهم الحقيقية معظم الوقت، إلا إن سجن "الآخ الاكبر" التلفزيوني ترك بعض آثاره عليهم ( القناة الرابعة البريطانية هي نفسها من قدم برنامج الواقع الشهير الآخ الاكبر للبريطانيين وتملك خبرة كبيرة بهذا النوع من البرامج). لكن تبقى أهمية التجربة في تلك التفاصيل الصغيرة، ولدها التقارب الحميمي الأول لمعظم المشتركيين في التجربة مع بعضهم، والذي قاد الى نقاش إجتماعي وإعلامي لازال متواصل في بريطانيا، ويبدو إنه كان أحد الأسباب الذي جعل هذا الفيلم يحظى بجائزة " Rose d'Or ".

وتُعد جوائز " Rose d'Or " الأرفع تلفزيونيا في العالم، وتقدم في عدة فئات تلفزيونية كالدراما، والكوميديا، والبرامج التسجيلية. إنطلقت الجوائز في عام 1961 في سويسرا، وانتقلت في هذا العام لأول مرة الى عاصمة الاتحاد الاوربي في بروكسل. تُهمين برامج القنوات التلفزيونية البريطانية بالعادة على أغلب الجوائز في الأعوام الأخيرة مع حظور أقل لدول اوربية اخرى.

الجزيرة الوثائقية في

16/06/2013

 

سعادة وحزن ونجاح وخيبات... نجمات يتحدثن عن الحياة

كتب الخبرربيع عواد 

يوم حلو يوم مرّ... هكذا يمكن وصف مشوار حياة الفنانات الزاخر بأفراح وآلام ومعاناة وحروب. قد يقول أحدهم، مشوار حياة كل شخص فيه لحظات فرح ولحظات ألم... صحيح، لكن للأضواء سحرها الخاص، إذ تثير الأحاسيس وتجعل من حياة الفنان فيلماً مستمراً لا ينتهي حتى بعد وفاته، تتخذ أحداثه أبعاداً مضخمة وكأن ما يجري يتمحور حول شخصية أقرب إلى الخيال من الواقع.

في إطلالة تلفزيونية لها منذ فترة قصيرة، تحدثت النجمة لبلبة عن حياتها منذ طفولتها حتى وصولها إلى الأضواء، وقالت إنها كانت طفلة مطيعة تنفذ ما يطلب منها من دون اعتراض، وعندما بلغت العشرين من عمرها دخل التمرد حياتها، إكمالاً لمشوار الحلم الذي لا ينتهي ومشوار الفن الذي شغل بالها، فوضعت نهاية لمرحلة تقليد النجوم واخترقت مجال الأفلام عبر أدوار بارزة، أهمها: {الآخر} ليوسف شاهين الذي لم تعترض فيه على حذف سبعة مشاهد لها. ومع التقدم في العمر، فتحت لبلبة صفحة جديدة في أداء أدوار تناسب عمرها، وكانت نقطة التحول في فيلم {ليلة ساخنة}.

على رغم الضغوط التي عاشتها وتحمّل مسؤولية العائلة مع أنها الأصغر سناً، فإن الفرح لم يفارق حياتها وأحاطت نفسها بأشخاص متفائلين وما زال البعض منهم  يطمئن إليها.

تكشف أن الوحدة التي فاجأتها برحيل والدتها جعلتها تتمنى لو أنها رزقت بطفل يملأ أيامها، وعلى رغم حبّها للحياة وإنفاقها المال على الأزياء ومكافأة نفسها، كما قالت، فإنها تنظر حولها ولا تجد أحداً بقربها. رداً على سؤال حول من يقف إلى جانبها في وقت الشدة، ارتبكت عيناها ونظرت من حولها وأجابت بعد تفكير {وحده ربنا بقربي}.

مادونا

{يأتي المال ويذهب إنما لا يمكن شراء الكرامة بكنوز الدنيا كلها}، هذه العبارة تعلمتها الفنانة مادونا من الحياة بعدما أصابتها لطماتها فأوجعتها وكادت توقعها باليأس لولا تمسكها بالفرح والتفاؤل والأمل بالمستقبل.

تصف طفولتها بأنها كانت جميلة، إذ عاشت في بيت يغلفه الحب والحنان ونشأت على المحبة والتسامح والإيمان، وكانت محط إعجاب الجميع في بلدتها. تقول إنها بعد وفاة والدها شعرت بفراغ لأنها فقدت أباً وصديقاً لا يعوّض وخبيراً ومستشاراً لها شجعها وتعلمت منه العطاء والكرم.

عن مسيرتها الفنية الزاخرة بالنجاحات ومساندتها نجوماً كثراً تقول: {لا بد من أن يأخذ كل شخص حقّه يوماً ما لأن الحق لا يموت. لم أمدّ يدي إلى أحد لغاية معينة ولا أنتظر أن يردّ لي الجميل. مكافأتي هي محبة الناس والنجاح الذي يحققه الفنان الذي أدعمه. أفرح حين أسمع عبارة {مبروك الأغنية، حلوة كتير}. المهم بالنسبة إلي استمرار النجاح}.

تضيف: {طيلة مسيرتي الفنية دعمت فنانين يحتلون اليوم الصف الأول. لم أكتفِ بهؤلاء، إنما ساندت المواهب أينما وجدت، من بينها مصممو أزياء وخبراء تجميل وملحنون وشعراء... لست نادمة على ما فعلته لأن أرشيفي الفني والحياتي بات أغنى وأكبر، وبيتي مليء بجوائز حصدتها من البلاد العربية وبلدان الاغتراب}.

تؤكد أنها كانت سفيرة للبنان في العالم وحققت نجاحاً على أهم المسارح العالمية، ولا تذكر أنها قدمت حفلة فاشلة: {نلت حقي من الجمهور الذي أحبني وبقي وفياً لي ولفني على رغم غيابي عن الساحة الغنائية، وهذا هو الأهم عندي}.

جاكلين

في حديث إلى أحد المواقع الإلكترونية، ألقت الفنانة جاكلين الأضواء على  طفولتها، كاشفة أنها بدأت الغناء في الخامسة من عمرها، وأدت أول أغنية خاصة لها عندما كانت في السابعة من عمرها وهي {أنا اسمي جاكلين وعمري سبع سنين}.  قالت: {في طفولتي كنت أغني وأرقص هندي وروسي وروك أند رول... كنت أجنّ على المسرح، وعندما أنزل من على خشبته يحمرّ وجهي خجلاً إذا كلمني أحد}.  

لقبّها سعيد فريحة (صاحب دار الصياد) بجاكلين مونرو، لكنها لم تحب هذه التسمية، لرغبتها في أن تكوّن شخصية مستقلة. اعتبرت أن حبها لبيروت وعدم قدرتها على العيش خارجها فوتا عليها فرصاً كثيرة.

أضافت أنها منذ خوضها الفن كانت مميزة عن أبناء جيلها، وكانت أول فنانة ارتدت ملابس ضيقة، من ثم قلدتها كثيرات. إلا أنها كانت تحرص على الدوام على أن تبيّن للجمهور أنها فنانة شاملة وليست فنانة إغراء، وأن دلعها لم يكن مصطنعاً، بل طبيعي {منّي وفيي وهذه هي شخصيتي}.

أشارت إلى أنها غنّت بلهجات مختلفة: لبناني، مصري، خليجي، بدوي وديسكو، معربة عن سعادتها بالنجومية التي وصلت إليها وبمحبة الجمهور والمكانة التي ما زالت تحتلها في قلبه، ما يشعرها بفرح لا يوصف، {على رغم المحاربات التي تعرصت لها في الماضي والحاضر فإنني مصرة على الاستمرار وسأقدم مزيداً من الأعمال الجديدة}.

الجريدة الكويتية في

16/06/2013

 

تعتمد على الإثارة من خلال جرائم غريبة

«سريع وغاضب 6» سينما أميركية تعود إلى عصر «العصابات»

صخر ادريس (دبي) 

من خلال فيلم "FAST & F RIO S 6"، (سريع وغاضب - الجزء السادس) يعيش دوم الذي يقوم بدوره الممثل الأميركي "فن ديزل" وصديقه الشرطي "براين" ويقوم بدوره "بول ووكر" الذي أثر الطرد من عمله على خيانة "دوم" متنقلين بين الدول بعد سرقة مئات الملايين من الدولارات، ومع أنهما كثيري الترحال إلاأنهما وبسبب عدم قدرتهم على العودة إلى الوطن والعيش فيه جعلت حياتهم غير مستقرة.

جرائم غريبة ومبتكرة

ويرزق الشرطي "براين" بطفل ويحاول الاستقرار، بينما لا يزال "دوم" يعيش مع ذكرياته مع حبيبته "ليتي" التي قتلت في وقت سابق وتقوم بدورها الممثلة "ميشيل رودريجيز"، حياة غير مستقرة ولكنها بعيدة عن مطاردة القانون وبعيدة عن المحقق هوبز والمعروف بلقب "ذي روك" وهو الممثل "دواين جونسون"، الذي ألقى وعداً أمامهم بأنه في حال صادفهم مرة أخرى سيلقي القبض عليهم.

ويعاني المحقق "هوبر" من صعوبة في القبض على منظمة من السائقين المهرة المرتزقة، الذين يقومون بجرائم بطريقة غريبة ومبتكرة، وقام بمطاردتهم عبر 12 بلداً، لكن يعجز عن الإمساك بأي طرف خيط يستدل به على العصابة، ولكن يعرف أن العقل المدبر لهذه العصابة هو "شو" ويقوم بدوره "لوك إيفانز" والذي يتميز بأنه ينفذ خططه بشكل لا يعرف الرحمة، حتى مع أعضاء فريقه إن أخطؤوا.

تشويق وإثارة

وتبدأ الأحداث تتصاعد فعلياً بعد أن ظهر المحقق "هوبز" في حياة "دوم" فجأة، وهو بكامل العجز واليأس في أن يصطاد هذه العصابة، فيطلب من "دوم" ومن فريقه المساعدة للإيقاع بعصابة "شو" الشرسة وتقديمهم للعدالة، وذلك مقابل أن يمحي كل سجلات دوم وفريقه الإجرامي القديمة.

ويحمل الفيلم في طياته مفاجآت كثيرة، من أهمها أن "ليتي" عشيقة "دوم" على قيد الحياة والتي من المفروض أنها قتلت في انفجار سيارة التي قامت به عصابة مناوئة في الجزء الخامس، وبوجود "ليتي" على قيد الحياة يحاول المحقق "هوبز" أن يغري بذلك العاشق الذي لا يزال على ذكراه، والمفاجأة الأكبر أن "ليتي" أحد أعضاء فريق عصابة "شو" الشرسة التي يطاردها المحقق. في حين يقرر "دوم" وضع كل الخلافات مع المحقق جانباً كي يحصل على العفو له ولأصدقائه، بالإضافة إلى فك لغز عشيقته التي تعيث مع العصابة الأخرى.

يأخذنا الفيلم في جزئه السادس في رحلة من التشويق والإثارة التي تحبس الأنفاس، ويستطيع من خلالها المحقق وعصابة دوم القبض على عصابة شو بعد خسارة أحد أعضاء فريق "دوم" حين ضحت بنفسها لإنقاذ "عشيقها".

والفيلم يحوي الكثير من المفاجآت ومن أهمها الكشف عن كيفية معرفة عصابة "شو" لمخططات المحقق "هوبز" وفريقه، فقد كان الفشل حليفهم في كل خطوة للقبض على العصابة، ليفاجأ الجميع بأن مساعدة المحقق قامت بخيانتهم بعد أن وقعت فريسة في غرام "شو".

لفانتازيا

ويعتبر الفيلم من أفلام الفانتازيا الحاضرة التي تستقطب عشاق الأكشن والإثارة، وتم استخدام الجرافيك فيها بمهنية عالية أضفت على الفيلم الكثير من المتعة التي اعتدنا عليها من أبطال الأكشن، وتم كتابة السيناريو بأسلوب يجعلك تتعاطف مع المذنب وتتمنى له الفوز لكثرة البطولات التي يقوم بها والتي تلامس المشاعر الإنسانية وتغازل فيها الرغبة بالتمرد على كل نظام لممارسة الأعمال البطولية التي تذكي الفخر وتعلي الأنا في نفس كل من يقوم بها.

وتأخذنا نهاية الفيلم إلى بداية جزء آخر جديد، بعد أن قام بطل من أبطال الإثارة وهو جاسون ستاتهام بقتل أحد أعضاء فريق "دوم" عامداً بعد مطاردة بالسيارات.

الفيلم إجمالاً ممتع ولكنه لم يخرج عن الصلف والغرور الأميركي في القدرة على كل شيء، من خلال الرسالة التي أراد طاقم العمل إيصالها للجميع في أن الإنسان الأميركي ينقذ العالم حتى لو كان خارجاً عن القانون.

الإتحاد الإماراتية في

16/06/2013

 

تظاهرات مصرية تطالب بإيقاف عرض الفيلم.. وبلاغ للنائب العام

ثورة الممرضات ضد روبي بسبب "الحرامي والعبيط"

القاهرة - أحمد الريدي 

يثير فيلم "الحرامي والعبيط" الذي يقوم ببطولته خالد الصاوي وخالد صالح، ومن تأليف أحمد عبد الله وإخراج محمد مصطفى، أزمة كبيرة مع نقابة التمريض في مصر، بعد أن رأت النقابة أن الدور الذي تلعبه روبي في الفيلم، يعطي صورة سلبية عن مهنة التمريض، وهو ما رفضته النقابة وطالبت بوقف عرض الفيلم.

وانطلقت مسيرة ضمت ممرضات مصر، ظهر السبت إلى مبنى ماسبيرو، مطالبة الجهات المختصة بالتدخل من أجل وقف عرض الفيلم، ورددت العديد من الشعارات التي تهاجم العمل وصناعه.

حذف المشاهد المسيئة

وأكدت الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض في مصر لـ "العربية.نت" أن المسيرة كانت الإجراء الرابع الذي تم اتخاذه من قبلهم، بعد أن تم إرسال إنذار على يد محضر لصناع الفيلم ووزير الثقافة وكذلك هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، كما قاموا برفع دعوى قضائية على المنتج وطالبوا بتعويض 10 ملايين جنيه، وكان ثالث الإجراءات هو وقفة احتجاجية على مستوى الجمهورية بأكملها، دون إضرار بسير العمل، والسبت كانت المسيرة من مقر النقابة إلى مبنى ماسبيرو، وبعدها توجهوا إلى مكتب النائب العام.

وأوضحت أن الفيلم لم يتناول الجانب الإيجابي والسلبي في التمريض، خاصة مع إيمانها بأن كل مهنة بها جانب إيجابي وآخر سلبي، ولكنها رأت تركيزهم على السلبي فقط، معتبرة أن هناك تعنتا ضد مهنة التمريض، واختتمت النقيب تصريحاتها بالتأكيد على أنه يكفي أن يتم حذف المشاهد المسيئة فقط للمهنة من العمل، وليس شرطا أن يقف العمل بأكمله.

هل نعيش في يوتوبيا؟

وأعرب مخرج الفيلم محمد مصطفى في تصريحات لـ "العربية.نت" عن اندهاشه من هذه الأزمة، قائلا: "هل نعيش في يوتوبيا (المدينة الفاضلة)، ألا يوجد لدينا فساد؟"، مؤكدا أن المجتمع المصري يحتوي على كافة الألوان، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

وذكر أن الجانب الإيجابي هو الذي يجب أن يكون عليه الإنسان وبالتالي فهو ليس تفضل، ولكنه شدد على أنه لابد ألا يكون هناك تعميم في تناول الظواهر السلبية، خاصة وأنها أمثلة فردية.

وقال إن المطالبات بوقف عرض الفيلم تشبه خداع النفس، خاصة وأنها تدل على أننا لا نريد أن نتقدم أو ننتصر للخير، وتعني أننا مثل النعام يدفن رأسه في الرمل.

وأكد الدكتور عبد الستار فتحي رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية لـ "العربية.نت" أنه لم يتم التقدم بشكوى له ضد الفيلم، معتبرا أن الفيلم عادٍ للغاية، ومن الوارد أن يتناول نموذجا سيئاً لأحد الأشخاص في أحداثه، غير أنه أوضح أن الحالة التي تجبر الرقابة على إيقاف عرض الفيلم وسحب ترخيصه هي صدور حكم محكمة ضده، كما أعلن أنه في حال تقديم شكوى له ضد الفيلم سيقوم بتشكيل لجنة محايدة من أجل مشاهدته وإعداد تقرير حوله.

العربية نت في

16/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)