حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بعيدا عن العمل يميل إلى حياة الصعلكة والتشرد

الممثل جيريمي آيرونز لـ «الشرق الأوسط»: ليس من بين شخصياتي من هي أنا

لندن: محمد رُضا 

 

بادر جيريمي آيرونز بطرح السؤال حول إذا ما كنت شاهدت مسرحية «الحادثة المثيرة للفضول لكلب في الليل»؟ ثم أضاف قبل أن يطلع على الجواب: «إنها في الأساس كتاب رائع لكنها مسرحية أكثر روعة. تفوق المعتاد»، وهو يمدحها ليس لأنه هو فيها (ولو أن شقيقة زوجته تمثّل دورا فيها) بل إنه حضرها الليلة السابقة لهذا اللقاء وهو، من ناحيته لم يكن يعلم أنها ربحت جائزة «أوليفييه» (نسبة للممثل البريطاني لورنس أوليفييه): «صحيح؟ لم أكن أعلم. أكاد لا أصدّق».

في الحقيقة لم تربح المسرحية التي أخرجتها ماريان إليوت جائزة أوليفييه واحدة بل ربحت سبع جوائز بما فيها جائزة أفضل مخرج، ولو أن شقيقة زوجته، نِيام كوزاك، خرجت من دون واحدة من هذه الجوائز.

لكن الحديث بالطبع ليس عن مسرحية شاهدها بل عن أفلام وأعمال تلفزيونية قام هو بتمثيلها. جيريمي آيرونز قضى نحو أربعين سنة من حياته المهنية فوق المسرح واثنين وثلاثين سنة منها أمام الكاميرا لكنه لم يحصر نفسه مطلقا في نوع واحد لاعبا أدوارا عدّة بألوان أكثر عددا. يتمتّع بصوت منفرد تميّزه من دون أن ترى الممثل أمامك، وبقدرة على التحكّم في أدائه الصوتي لدرجة تلاحم رائع بينه وبين الشخصية. في أدوار الخير كما في أدوار الشر يستطيع جيريمي النفاذ بسلاحيه هذين (الصوت والصورة) فإذا به شخصية رقيقة وشاعرة في «امرأة الضابط الفرنسي» (1981) و«قطار ليلي إلى لشبونة» (2013) وشخصية موحشة وقاسية كما في «زنزانة وتنين» (2000) و«داي هارد مع انتقام» (1995) ثم كل الدرجات بين الجانبين.

·        إلى أي حد خبرتك المسرحية تلعب دورا في إلهامك الطريقة التي تمثّل فيها للسينما؟

- ليس هناك فرق فعلي. طبعا تتكلم عن فنين مختلفين في أوجه كثيرة، المسرح والسينما، لكن حينما تقوم بلعب دورك في أي منهما فإن الصادر منك هو نفسه لا يتغيّر فيه سوى النص واختلاف العمل وشروطه.. الكاميرا غير خشبة المسرح طبعا.. وهكذا. لكن التمثيل واحد.

·     لكن هناك من يعتبر أن الخبرة المسرحية للممثل السينمائي أساسية إذ تجعل منه ممثلا أفضل على الشاشة..

- ليس شرطا. طبعا الخبرة المسرحية هي بالنسبة للممثل السينمائي إضافة إيجابية، لكنها ليست شرطا للتمثيل وإلا لما كان هناك ممثلون سينمائيون جيّدون لم يقفوا على خشبة المسرح مطلقا أو لم يقفوا على خشبة المسرح إلا من بعد قيامهم بالتمثيل أمام الكاميرا.

·     قرأت لك أنك لا ترغب في أن تصبح مشهورا أكثر مما أنت عليه اليوم. في أي مرحلة من مراحل عملك أعربت عن ذلك ولماذا؟

- كان ذلك حين بلغت الخمسين. هذا عجيب لأنك تفترض وقد وصلت إلى سن الأربعين بأنه لن يصادفك عمل بالغ الإثارة بعد ذلك السن. فتقول شيئا مما قلته.. أو هكذا أعتقد. في تلك الحالة يصبح ظهورك هو نوع من الروتين تقوم به لأنك ممثل ولا تتوقّع من مهنتك سوى الاستمرار على هذا الوضع. لكن فجأة تجد نفسك أمام عمل يبدد ذلك الافتراض. لقد قلت ذلك وكنت على خطأ.. هناك حياة بعد الأربعين (يضحك).

·     هناك شهرة كبيرة أيضا.. كونك متخصصا بأدوار معظمها في أفلام جادّة قد لا يجعلك الممثل الذي يُعرف بدور واحد أكثر من سواه.

- ربما هذا صحيح، لكن هناك استثناء. عندما أذهب إلى الهند دائما ما ينادونني «داي هارد» (نسبة إلى الجزء الثاني من الفيلم الذي قاد بطولته بروس ويليس) هذا هو الفيلم الذي يذكرونه لي (يضحك). لكن أتعلم شيئا، بالنسبة لي الشاشة الصغيرة هي التي تحقق قدرا من الشهرة بالنسبة لبعض الممثلين الراغبين في النوعية أكثر من التعددية. هذا ما وجدته مثلا حين بدأت تمثيل دوري في «بورجيا».

* عائلة بورجيا والتاريخ

يلعب آيرونز دور رودريغو بورجيا رئيس الكنيسة الكاثوليكية في القرن الخامس عشر ومطلع القرن السادس عشر عندما كان الصراع بين الممالك والإمبراطوريات الأوروبية عنيفا والرغبة في السيطرة على الفاتيكان، ثم رغبة الفاتيكان في النفوذ السياسي، مشهودة. النص التلفزيوني وضعه توم فونتانا، لكن الأحداث تاريخية وليست خيالية وقعت في «عصر النهضة» عندما شهدت الحياة السياسية دورا متماديا لعائلة بورجيا وصل إلى ذروته عندما حكم ألفونس دي بورجيا الفاتيكان باسم البابا كاليكستوس الثالث (1455 إلى 1458) ليخلفه رودريغو، ما بين 1492 و1503 باسم «ألكسندر الخامس». جيريمي آيرونز يبدو في ذلك المسلسل كما لو أن الدور صُنع له. هو بالتأكيد دور مكتوب بدقّة..

·     الحلقة التي شاهدتها مؤخرا من المسلسل تعد مثالا لما تحتويه من أحداث تتعلق بالخلافات والمؤامرات ليس بين عائلة بورجيا وسواها فقط، بل داخلها أيضا. وما يشدّني أن الموضوع الأساس المطروح عبرها لا يختلف عما نعيشه اليوم، مثل صراع النفوذ ودور السياسة والدين.. هل توافق على ذلك؟

- نعم. أساسا شخصيّة رودريغو بورجيا هي شخصية مشينة في عرف اليوم. من ناحية علينا أن نذكر أن الحياة في القرن السادس عشر كانت مختلفة جدّا عنها في هذه الأيام في بعض النواحي لكنها شبيهة بالأوضاع السياسية المعقّدة السائدة حول العالم هذه الأيام. هذا صحيح. في تلك الأنحاء التي نسمّيها إيطاليا اليوم كانت هناك عدّة ولايات ووضع متفجّر. إيطاليا كانت أقرب إلى أفغانستان حينها. كان هناك صراعا إيطاليا - فرنسيا على الفاتيكان الذي كان مشادا في منطقة أفينيون الفرنسية. المادة كُتبت بعد سنوات عدّة على رحيل عائلة بورجيا ورحيل البابا ألكسندر الخامس وحقيقة أن العائلة كانت تعيش في كتمان وبعيدا عن الانخراط الاجتماعي أبقاها معزولة عن التداول وتداخل الأساطير. لذلك بالنسبة لي هناك حريّة تجسيد للدور تختلف عما لو كانت الشخصية معروفة.

يتحدّث جيريمي آيرونز مطوّلا عن تاريخ العائلة وتاريخ الفترة ويضيف:

«جزء مما أعرفه كان علي أن أتعلّمه حديثا عندما بدأت تمثيل هذا المسلسل. الجزء الأكثر عمومية أعرفه لأني أحب التاريخ».

·        كيف تعيش شخصياتك؟ هل يمكن أن يكون هناك تشابه بينك وبين الدور الذي تؤديه؟

- (يضحك طويلا) أتمنّى أن لا يكون هناك أي تشابه.

·     إلى حد معيّن تبدو عائلة بورجيا كما لو كانت تعيش في إطار حديث.. شيء مثل عائلات مسلسل «دالاس» مثلا..

- هذا مثير للاهتمام لكني لا أعتقد أنه صحيح. بالنسبة إلي أحب أن أختلف كثيرا عن شخصياتي جميعا. ليس منها ما هو أنا. أحب أن أكون طبيعيا وأعتقد أنه من المهم جدّا للممثل أن يكون طبيعيا وأن ينفصل عن العالم الذي يكوّن مهنته وينخرط في الواقع. أن يبقي قدمه على الأرض. إنه من السهل أن يجذبك التمثيل لابتكار شخصية مختلفة عما كنت عليه فتمنح نفسك أهمية أكثر مما تستحق.

·        من هو الممثل إذن؟

- نحن رواة قصص (Storytellers) ونحن صعالكة ومتشرّدون بعيدا عن عملنا. أعيش كمتشرد وصعلوك على أي حال. أركب جيادي وألتحم مع من ألتقي بهم وأعايشهم. أختفي فيما أحب أن أقوم به. أغني وأعزف غيتاري وأسعد كثيرا حين أخرج من بؤرة الرؤية وأغيب عن الكاميرا. بالنسبة لي إذن، شخصية ألكسندر هي كابوس رازح إذا ما انطلت علي بعد مغادرتي الدور. لا يمكن معايشة الشخصية التي تمثّلها إلا حين العمل. لا شيء أسوأ من أن تبقى معك بعد ذلك. ذلك قبل ثماني سنوات، وكما ذكرت أنت، قلت إنني لا أريد أن أكون أكثر شهرة لأنني أريد أن أحافظ على ما أنا عليه. تنظر إلى بعض الممثلين الجدد وتشعر بأن الحياة باتت جريمة. لا يستطيعون الخروج من منازلهم أو الانخراط في حياة اجتماعية عادية. ذلك أمر بائس.

* حدث ذات ليلة

قطار جيريمي آيرونز من الذين لعبوا شكسبير على المسرح، كما لعبوا شخصيات حديثة كتلك التي يكتبها هارولد بنتر. نال جائزة مسرحية «توني» الأميركية عن دوره في «الشيء الصحيح» التي أخرجها مايك نيكولز عن كتابة لتوم ستوبارد وشاركته بطولتها غلن كلوز التي لعبت أمامه في «منزل الأرواح».

سينمائيا مثل بصوته في «الملك الأسد» (1994) مانحا الفيلم تلك القوّة المقنعة في دور والد الشخصية الأساسية. وظهر في شخصية الأب أراميس في رواية ألكسندر دوما «الرجل في القناع الحديدي» (1998) وورد «داي هارد مع انتقام» (1995) في منتصف الفترة التي كان يختار فيها أدوارا أكثر جدّية. بعده قدّم شخصية الكاتب ف. سكوت فتيزجرالد في فيلم تلفزيوني أميركي عنوانه «النداء الأخير» (2002) وبعده مباشرة تعامل مع المخرج الإيطالي الفذ (والمنسي عادة) فرانكو زيفيرللي عندما اختار ذاك شخصية مغنية الأوبرا ماريا كالاس (لاعبا دور صديقها) في فيلم «كالاس للأبد». في عام 2004 شارك آل باتشينو بطولة «تاجر البندقية» ثم انتقل إلى إدارة المخرج المجري استيفان شابو في «أن تكوني جوليا» في الفترة ذاتها التي لعب فيها دورا رئيسيا في «مملكة الجنة» لريدلي سكوت. والدور التاريخي كان من نصيبه مرّة أخرى حين لعب في مسلسل تلفزيوني بعنوان «إليزابيث الأولى» قبل عودته إلى المسرحين البريطاني والأميركي في بضعة أعمال أهمها Never So Good أمام جوان ألن.

في العام الماضي، وخلال مهرجان برلين السينمائي، شوهد في بطولة فيلم جيد، وإن لم يثر إعجاب النقاد الغربيين، هو «قطار ليلي إلى لشبونة» ومع الموافقة على سلبيات في العمل، إلا أن العمل بكليّته ساحر وأفضل ما فيه تشخيص جيريمي آيرونز.

·        شاهدت لك قبل حين «آخر قطار من لشبونة»..

- (مقاطعا) «قطار ليلي إلى لشبونة».

·     أعتذر. «قطار ليلي إلى لشبونة» الذي لم يوزّع بعد تجاريا. أود لو تقيّم هذا الفيلم بنفسك وتخبرني كيف تشعر حياله.

- كنت عملت مع المخرج بيلي أوغست في فيلم سابق هو «منزل الأرواح» الذي كان اقتباسا لكتاب إيزابيل أللندي وكان فيلما لم يحقق النجاح الذي أعتقد أنه يستحقه. من الغريب أنني شاهدت الفيلم مرّة ثانية قبل نحو سنة ونصف بينما كنت أنظم مكتبتي من الفيديو لكي أنقلها على أسطوانات. إنه فيلم رائع. فوق العادة. يذكّرك كم تراجعت صناعة السينما منذ ذلك الحين (تم إنتاج الفيلم قبل عشرين سنة).

·        كان فيلما أراد أوغست تحقيقه في ثلاث ساعات..

- صحيح. لكن المنتج هارفي واينستين أصر على قطعه إلى ساعة ونصف وعندما تقوم بمثل هذا الفعل فإن الكثير مما يتشكّل منه الفيلم يتبدد بما في ذلك ما تقوم عليه الشخصية التي لعبتها ميريل ستريب. حين عرض عليه بيلي أوغست بطولة الفيلم الجديد أحببت المشروع وصوّرناه في لشبونة وجوارها.

·        ما الذي جذبك إليه؟

- الرواية فيها بعض الفلسفة وفيها بعض الحس الشعري وبعض المواقف والمفاهيم تجاه الحياة وكلها مسائل من الصعب ترجمتها إلى صور. لكن بيلي وضع سيناريو جيّدا وهو مخرج جيّد جدّا يتعامل دوما والمشاعر الإنسانية الرقيقة. قصص من تلك الرقيقة والمشاغل الشفافة. لا يحب تحقيق أفلام من تلك الكبيرة التي تتحدّث عن كل شيء ما عدا الإنسان نفسه. لعبت أنا شخصية سويسري بينما باقي الممثلين لعبوا شخصيات برتغالية وكانوا نخبة مهمّة: برونو غانز وشارلوت رامبلينغ وتوم كورتني.. بعض الأفضل.

·        لم يعرض الفيلم تجاريا حتى الآن..

- هذا صحيح. سيفتتح قريبا في ألمانيا ثم في سويسرا وفي مدن قليلة.. هذا نوع من الأفلام التي تتطلب معالجة بطيئة وحذرة. سنعرضه في أميركا لكن التوزيع هناك لن يكون واسعا لأنه ليس من تلك الأفلام التي ستستقطب جمهورا كبيرا.

·        لكن ما هو رأيك الخاص به؟

- لا أستطيع أن أحكم حقيقة. أنا متّصل به أعتقد أن قوّة بيلي أوغست، وقوانا جميعا، هي نقاط ضعفنا. هناك حكايتان في الحقيقة، واحدة تقع في السبعينات خلال الحكم الديكتاتوري للبرتغال والأخرى تقع اليوم وأخشى أن لا يكون هناك توتر كاف للانتقال بين المرحلتين.

·        ما رأيك بابنك ماكس وهو في مطلع حياته المهنية كما كان حالك سابقا؟

- ماكس يذهلني. أذكر عندما شاهدته لأول مرّة وهو يمثل. كانت مسرحية مدرسية قام بها طلاب وطالبات بين سن الثامنة وسن الثالثة عشرة لجمع تبرّعات إثر وفاة طالب آخر. فجأة يدخل هذا الولد بظهره للجمهور حاملا غيتارا ويمر أمامنا وأتساءل «ومن يكون هذا؟» ثم يستدير فإذا به ماكس (يضحك)... كان شخصية غارقة في شخصية أخرى على عكس ما يتوقّعه المرء منه في سنّه. كان كيث رتشاردس (عازف الغيتار في فريق «ذا رولينغ ستونز») أو ما شابه. وهو إلى اليوم يستطيع أن يُضيّع نفسه داخل الشخصيات الأخرى التي يؤديها. أقلق عليه لأنه الآن بات شابّا مطلوبا ولا أعرف كيف ينظر إلى الفرص المتوالية أمامه وكيف سيتصرّف حيالها. لقد ظهر حتى الآن في مسرحيّتين وثلاثة مسلسلات تلفزيونية وفي ثلاثة أفلام وفي سبيل تمثيل فيلم رابع. أقلق حين أفكّر أن العمل الفني اليوم أصعب من ذي قبل. إنه ممثل جيّد وفخور جدّا كذلك زوجتي. لا أدري من ألوم على توجهه صوب التمثيل أنا أم هي.. أعتقد هي (يضحك).

الشرق الأوسط في

13/06/2013

يحكي قصة مغتربين سوريين انسلخا عن واقع الموت

«الكلب».. عن الألم الذي يعيش فينا

علا الشيخ - أبوظبي 

كل شيء يعيش فينا، حتى لو أنكرناه، فما بالكم اذا كان هذا الشيء من لحم ودم وقصف ومجزرة، هذه هي الحكاية ببساطة لفيلم «الكلب» الذي يعد التجربة الأولى للمخرج الفرنسي من أصل سوري المقيم في أبوظبي فارس خاشوق، والذي عرض أول مرة في مهرجان «كان» السينمائي في دورته الفائتة، وكان لـ«الإمارات اليوم» فرصة مشاهدة الفيلم في حضرة مخرجه الذي أكد أن الذي يحدث في بلده سورية جعله يستقيل من عمله ليفكر بطريقة تتلاءم ووضعه كمغترب يدعم فيها ثورة شعبه، ولم يجد سوى رسوماته المنتشرة في كل أنحاء العالم، ليشعر أنه لم يفِ بالوعد بعد، فعمل على صنع هذا الفيلم الذي يحكي المغترب السوري الذي يفكر بأنانية في بعض الأحيان، ويبتعد عن دعم ثورة شعبه، لأنهم أفسدوا عليه اجازته السنوية، مستخدماً مصطلحات لها علاقة بالتكبر على من بدأ الثورة في أماكن لم نعرفها سوى من خلال نشرات الأخبار، كجملة «كلب وفطس» او «أبوشحاطة»، وغيرها من العبارات الفوقية التي لم تراعِ أن هؤلاء حملوا أكفانهم بأيديهم عندما قرروا أن يصدحوا بصوتهم مطالبين بالحرية ورحيل النظام، صوت وقفت امامه الدبابات والطائرات والسكاكين التي استأصلت حنجرة مطرب الثورة ابراهيم قاشوش، وقطعت أعضاء الطفل حمزة الخطيب، اسماء موجودة لا محالة في الفيلم الذي استخدم طريقة ابتكارية لمواجهة كل من يحاول الهروب من تلك الأسماء المتمثلة ببشر وببيوت وحياة كاملة ترتكب فيها كل يوم مجزرة.

عن قرب

الفيلم مدته 20 دقيقة وشارك في بطولته بشار مقيد، وهو مهندس معلوماتية يقيم بالإمارات، وحضور بسيط لشقيقة المخرج السينمائية السورية عليا خاشوق، والمخرج نفسه يدور حول شابين مغتربين، من الواضح عليهما الرخاء في العيش، يعيشان الثورة السورية من خلال متابعتها للأخبار اليومية التي تبثها قناة «دنيا»، وبناء عليه يتخذان ردود فعلهما من خلال جملة تتكرر متمثلة بـ«كلب وفطس»، تعبيراً مجازياً عن كل شخص مات منذ بدء الثورة التي على صوتها في درعا، ولدرعا حسب مخرج العمل قصة، من قبل الثورة السورية كان أهالي درعا يوسمون بصفات تدل على فوقية من هو غير درعاوي كـ«أبوشحاطة»، وهي الصفة التي لم يحتملها هذان الشابان المغتربان بأن أهالي «أبوشحاطة» يريدون الحرية، حتى أن أحدهم قرر، ومن خلال هاتف مع عائلته في سورية، أنه اذا نزل يعمل بهؤلاء أكثر مما يرتكبه النظام بحقهم، هذا المشهد تحديداً يضع الصورة واضحة أن الذين يدعمون النظام هم يعرفون تماماً اجرامه، فهم يدينونه من دون وعي، لأنهم يعرفون أن اللغة لدى هذا النظام منذ 40 عاماً لا تعرف سوى القتل والدم، اذاً السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يقف هؤلاء الى اللحظة مع نظام الاسد؟».

الأنانية

الجواب ببساطة يتمثل في المشهد الثاني بعد حوار مع الشابين أحدهما ضد الثورة لأنها ببساطة ستؤجل اجازتهم السنوية والتي ان حدثت لن تكون مرضية بسبب القلق العام، هذا الجواب المفاجئ الذي يلغي أي شعور وتعاطف انساني مع ابناء الشعب الواحد هو محور الفيلم. خاشوق يريد أن يصل الى حد استيعاب هذا الجواب الذي لا يمكن أن يكون سوى أناني، فماذا يعني شرب كأس كحول على دم مسكوب بيد سورية، هذه معضلة انسانية قد تؤسس لمستقبل مخيف له علاقة بمعنى المواطنة والوطنية لأجل الوطن.

المواجهة المرة

هناك تقنية في مونتاج وإخراج أفلام السينما تدعى «المونتاج المتقاطع أو المونتاج المتوازي»، وهي الانتقال بين مشهدين لهما علاقة ببعضهما بعضاً كي يتم توظيف رابط ما خفي أو ظاهر بين المشهدين، وربما من أشهر تطبيقاتها كان أحد مشاهد فيلم «الأب الروحي»، حين كان مايكل كوروليوني زعيم العصابة يردد خلف القس في الكنيسة بعض المقاطع الدينية، بينما تنتقل الكاميرا لتصور رجاله وهم يقتلون رجلاً وزوجته، ثم تعود الكاميرا لمايكل وهو يردد: أُنكر رجس الشيطان.. وأرفض جميع أفعاله!

هذا المشهد تحديداً يشبه إلى حد كبير مشهد حالة الإنكار التي تلازمت مع الشابين ليتواجها مع خبر هذه المرة غير موجود على قناة «الدنيا»، بل على قناة اخبارية أخرى توقفت على وجه حمزة الخطيب، يتصل الشاب بصديقه ويقول له بطريقة لئيمة لا تعبر عن وجهه المتعاطف ضمنياً مع وجه حمزة الخطيب «على رأيك كلب وفطس»، لتنقطع الكهرباء عنه وتتداخل اصوات لها علاقة بالغضب السماوي على ما يبدو، يشعر بالخوف ويقرر النوم منكراً كل تلك الأصوات التي لها علاقة بالنحيب والبكاء والقهر، وفي توظيف للمشهد الثلاثي الأبعاد تظهر غيوم وبرق ورعد فوق سريره، يشعر أنه في كابوس يجب أن يستيقظ منه، ويأتي الصباح، لكنه ليس ككل صباح، فأمام المرآة تظهر الحقيقة كاملة كامنة على جسده، فحمزة الخطيب منذ تلك اللحظة لن يبارح جسده مهما حاول الهروب منه، هي الحقيقة التي يريد المخرج أن يحكيها، أن الانكار لن يجعل من الحياة جميلة.

يعيشون فينا

تمر المشاهد بعد ذلك متراصة تسلط الضوء على من سكن اسم حمزة الخطيب جسده، لم تعد صباحاته مثل أمس، كل يوم يتقوقع على نفسه أكثر، يخاف من الخارج يقدم على طلب اجازة ولا يبارح شاشة التلفاز، وكل اسم يموت في سورية يعيش فيه، يحاول الهروب دون مناص، وصوت البكاء أصبح يوقظه ولون الدم عبأ مطرحه، يقرر الخروج الى صديقه الآخر الذي انقطع عنه هو الآخر، يمشي في هدوء الى المصعد وهو يلفح نفسه بالثياب خوفاً من كشف مأساة تعيش على جلده، يطرق الباب، يفتح له صديقه بملامح الوجه نفسها، يبدأ بالحديث عن أن كل من مات يحاصره ويعيش عليه كوشم لا يمكن ازالته، وفي مشهد صامت يبدأ صديقه بنزع ملابسه عنه لنجد مجزرة الحولة، وغيرها من أسماء المجازر تحوم حولهما، تعيش وتسكن جسديهما، فيخيم الصمت عليهما في حضرة كل هذا الموت.

تعريف المخرج

خاشوق الذي من المفترض أن يعرض فيلمه «الكلب» في أحد المهرجانين «دبي أو أبوظبي» السينمائيين يعرف فيلمه بمحاولة للتغلغل واكتشاف العقلية السورية الموشومة بحكم الديكتاتور على مدى أكثر من 40 عاماً، عبر ردود فعل بعض السوريين في المغترب تجاه الثورة السورية. في خليط من الأنانية والاستخفاف بالدم السوري، يقف شابان من مترفي المغترب ضد نضال السوريين وثورتهم، لا يسامحونها كيف أفسدت عليهما إجازتهما السنوية، غير آبهيَن بالدم المراق، بمآسي السوريين البؤساء في الداخل، وبنضالهم من أجل الحرية.

الإمارات اليوم في

13/06/2013

بعد إشاعة وفاة صباح وفيفي عبده...

النجوم بين الردّ والاستنكار

كتب الخبرربيع عواد 

لماذا تنتشر إشاعات حول وفاة الفنانين أكثر من غيرها؟ ما الفائدة من ترويجها؟ أسئلة كثيرة تُطرح حول هذا النوع من الإشاعات من دون أن تجد أجوبة شافية لها، باستثناء الغيرة ورغبة دفينة في إلغاء هذا الفنان أو ذاك. تبقى صباح الأكثر تعرّضاً لهذه الإشاعات لدرجة أنها سألت ذات مرة بمرارة: لماذا يستعجلون وفاتي؟

مرة جديدة تداول بعض وسائل الإعلام خبراً مفاده أن الشحرورة صباح انتقلت الى ذمة الله، وسرعان ما تبيّن أن الخبر عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلاً، إذ أكد جوزف غريب، صديق صباح المقرّب إليها، في حديث صحافي، أنها بخير وما قيل لا يغدو كونه إشاعات مغرضة. وطمأن الى صحتها بالقول {إنها مرتاحة ولم تتعرّض لأي عارض صحي استدعى هذه الأخبار}.

بدورها تحدثت كلودا عقل ابنة شقيقة صباح، في مداخلة إذاعية لها، عن هذه الإشاعة، موضحة أنها استيقظت عند الخامسة صباحاً لتجد الخبر منتشراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعزت أسباب الإشاعات إلى الغيرة والحقد والحسد، أو دفع أموال للترويج لها.

تابعت كلودا: {ما زالت صباح إلى الآن مصدر شهرة للآخرين وأنا اسميها {شباك التذاكر}، ذلك أن كل من يتوق إلى الشهرة يذكر اسمها. سيحاسب الله كل شخص يطلق هكذا أخبار. صباح بألف خير وترسل تحياتها للجميع}.

فيفي أيضاً

عند وصولها إلى مطار القاهرة عائدة من الأردن، فوجئت فيفي عبده بالعاملين في المطار ينظرون إليها بدهشة، وعندما سألتهم عن سبب هذه النظرة، أخبروها أنهم صدقوا إشاعة وفاتها التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي.

نظراً إلى أن هذه الإشاعة تطلق عليها للمرة الخامسة تخشى عبده من أن يؤدي ذلك إلى عدم تصديق المقربين منها هذا الخبر، في حال حصل حقيقة، ولا يحضرون جنازتها اعتقاداً منهم أنه إشاعة على غرار باقي الإشاعات التى ترددت حول وفاتها.

تلفيق بشع

تصف مادلين مطر إشاعات الوفاة التي تطاول النجوم، بين الحين والآخر، بأنها أبشع الأخبار الملفقة التي تُروّج من هنا وهناك لأسباب غير مفهومة بغرض  الأذية، وتقول:}لا يمكن أن استوعب كيف يستطيع البعض ترويج خبر وفاة فنان معيّن حتى ولو كانت ثمة حرب خفية بين أكثر من طرف، ولا أفهم كيف يلفق البعض هكذا أخبار لمجرد إحداث بلبلة سخيفة ومؤذية}. وتتساءل: {ألا يفكر هؤلاء  بمشاعر الأهل والأصدقاء وماذا سيحلّ بهم عند سماع هذا الخبر وما قد ينجم عنه من جرح للمشاعر وأعراض صحيّة مفاجئة؟}.

بدورها أكدت نيللي مقدسي، في حديث لها، أن الإشاعات تخطت حدودها واخترقت حياة الفنان الخاصة بطريقة بشعة ومدمرّة، واصفة من يقوم بمثل هكذا أفعال بأنه عديم الاخلاق والرحمة.

أضافت أن إشاعات الموت هي الأبشع على الإطلاق ولا تعرف ما الفائدة التي تعود على مطلقها، باعتبار أن الفنان يمكن أن يكذّب الخبر في اللحظة ذاتها، مشيرة إلى أن الناس لا يصدقون مثل هذه الأخبار التي تصدر بين حين وآخر، وباتوا يعتمدون أكثر من مصدر مع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من أي خبر مشكوك بأمره.

من  جهتها، ترى الفنانة نجوى سلطان ألا غرض من الإشاعات سوى إلحاق الضرر بالفنان الذي يتمتّع بقاعدة جماهرية، «حتى ولو كانت مؤذية إلا أنها إثبات إضافي على نجاحه وتميزه، إذ لا يمكن إطلاق إشاعة على فنان فاشل لأنها لن تقدم أو تؤخّر، أما الفنان الناجح فهو عرضة لأخبار ملفقة من هنا وهناك».

تضيف: «إشاعات الموت مؤذية ليس للفنان فحسب بل لمحبيه وأهله، ليت من يطلق هذه الإشاعات المغرضة يفكّر بقلبه ولو قليلا، أو يعكس الموضوع بمعنى أن يقرأ هكذا خبر كاذب عن شخص يحبه ويختبر كيف سيكون شعوره».

يذكر أن إشاعات الوفاة ليست جديدة، وطاولت فنانين كثراً على غرار: وائل كفوري، تامر حسني، عادل إمام، منّة شلبي، وائل شرف، يسرا وغيرهم... وقد تعرض لها البعض بكثرة إلى درجة لم يعد يكذبها.

الجريدة الكويتية في

13/06/2013

 

«العشاء الأخير».. سينما أردنية جديدة 

من انتاج وزارة الثقافة الاردنية انهى المخرج الاردني محمد علوان تصوير المشاهد الاخيرة من فيلمه «العشاء الاخير» ودخل مرحلة المونتاج والمؤثرات المرئية استعدادا للمشاركة به في مهرجان الفيلم الاردني الاول والذي تنظمه مديرية المسرح والفنون وداخل المسابقة الرسمية للمهرجان والذي تنطلق فعالياته في التاسع عشر من شهر حزيران الحالي وعن انجازه لهذا الفيلم ذكر علوان بأن هذا الفيلم هو استكمالا لمسيرتي الفنية من خلال انجازي لعدد كبير من سلسلة افلام دراما الايادي البيضاء والتي لاقت نجاحا كبيرا ولكن هذا الفيلم يأخذ خصوصية انه من انتاج اردني كبادرة اولى من وزارة الثقافة في تقديم نتاجات سينمائية بالاضافة لموضوعه الهام الذي يطرح حالة اغتراب المواطن العربي مع ذاته ومحيطه الاجتماعي وعن اسلوبه الاخراجي اضاف مخرج دراما الايادي البيضاء ان كل مشهد في الفيلم تم استخدام اسلوبية خاصة به وحسب حس المشهد وانسيابيته بعيدا عن الاستعراض غير المبرر ومن هنا فقد جاء كل مشهد وكل لقطة بتلقائيتها الطبيعية انسجاما مع المضمون .

ويقوم بدور البطولة الرئيسة للفيلم الفنان علي عليان والذي قدم سابقا العديد من الافلام السينمائية المحلية والعالمية وذكر عليان بأن هذا الفيلم سيكون علامة بارزة في تقديم الافلام الاردنية والسعي بخطوات جادة لايجاد سينما اردنية ثابتة ومتطورة ومواكبة ومنافسة في المهرجانات السينمائية العالمية وهذا ما لمسته اثناء مشاركاتي في مهرجان وهران للسينما العربية ومهرجان القاهرة السينمائي الاخيرين حيث مدى رغبة الجمهور لمتابعة ومشاهدة الافلام الاردنية واعجابه بها وايضا منافستها بقوة مع الافلام المشاركة وحصولها على العديد من الجوائز اما شخصية عبدالقادر التي اجسدها فهي تعبير عن انسان يعيش خارج اطار الزمن متجردا من مادية الحياة متوحدا في الارض التي لفت حبيبته ومنغمسا في وحل الارض لاجل بناء حياة في العالم الآخر ، هو قادم من حياة مليئة بالقمع والظلم والاستبداد ليتوحد مع الذات وصولا الى حالة التشظي التي تلفه بافق العزلة والوحدة التي يعيشها بارادته متخيلا حبيبته في كل ليلة ، ليلتقي مع الشاب الهارب هو الاخر من ظلم الحياة راغبا بالانتحار لحياته المتشابهة مع حياة عبدالقادر السابقة ولكن يدفعه عبدالقادر للعودة الى الحياة للتمتع بجمال كل لحظة فيها من ثم يعود عبدالقادر الى حياة الوحدة والعزلة.كما ويشارك في البطولة الى جانب عليان ولأول مرة الفنان الشاب منذر خليل مصطفى الذي قدم عددا من الاعمال المسرحية الهمة وعن مشاركته بهذا الفيلم ذكر بان هذه فرصة كبيرة لي ان اكون احد ابطال هذا الفيلم وهذا حفزني لاكون حريصا على كل لقطة فيه ، كما وتشارك كل من الفنانتين بيسان كمال وسالي عودة بتمثيل الادوار النسائية بهذا الفيلم.

ومن الجدير بذكره ان الفيلم عن فكرة للكاتب طلال نصر الدين سيناريو وحوار : علي عليان موسيقى :ماهر الحلو مونتاج : أنس الشابسوغ ومؤثرات خاصة زيد المومني مخرج منفذ: نبيل مرار مساعد مخرج اول: امل قاسم وكلاكيت عبادة الضمور .

النهار الكويتية في

13/06/2013

لا عزاء للسينما‏!‏

عصـام سـعد 

السينما المصرية هي أكثر الفنون تأثرا بالأحداث السياسية والمتغيرات التي تحدث في المجتمع ولأنها دائما كان لها دور فعال في اللعبة السياسية كما يحدث في السينما العالمية خاصة الأمريكية.

 إلا أنها باتت غائبة بشكل كلي عن المشهد السياسي وفتحت مجالا لأفلام ليست بالمستوي الفني والإبداعي الذي يليق بالسينما المصرية عبر تاريخها وأصبحت الأفلام التجارية ذات الموضوعات السطحية تبتعد بالسينما عن دورها في الاشتباك مع المتغيرات السياسية التي أعقبت الثورة.. السينما جزء أصيل من المجتمع ولابد أن تسهم بشكل كبير في عملية التغيير التي تحدث, ومن هذا المنطلق ونحن علي مشارف إنتهاء العام الثالث علي قيام الثورة مازالت السينما المصرية غائبة عن المشهد السياسي فما سبب ذلك؟

الناقدة خيرية البشلاوي: تقول إن السينما المصرية في الوقت الحالي لا يوجد لها أب شرعي ولا لها مؤسسة وطنية حريصة علي دورها, كما أن السوق السينمائية ضبابية جدا والجمهور يتلقي السياسة من القنوات الإخبارية والبرامج الحوارية وليس من السينما في حين أن جمهور السينما الحقيقي من الشباب, فحين يتجه لمشاهدة فيلم سينمائي ويدفع ثمن تذكرة فهو يذهب للهروب وللضحك وفي أفضل الأحوال يتوقع أن يري عملا له علاقة بما يعيشه ولكن في قالب فني مثير وجذاب مثل فيلم ساعة ونص أو واقع يصور له نموذجا أصبحت له سطوة كبيرة داخل المجتمع ويلعب دورا مؤثرا في احداثه ونسبة كبيرة من المتفرجين يرون أنفسهم من خلال فيلم مثل عبده موتة وفي جانب آخر يتخيل الذاهبون الي دار عرض لمشاهدة فيلم لكوميديان من نوعية محمد سعد أن يضحك بلا حدود ويستقبل جرعة مركزة من الضحك والهلس الذي يتفق ومزاجه فيصاب بالإحباط ويخرج ناقما ونادما وخاسرا. ومن هنا من الممكن أن نتوقع سقوط فيلم من نوعية تتح. وكوميديان آخر مثل أحمد مكي أعتقد أنه ليس في أفضل حالاته, فهناك تراجع كبير في منطقة الكوميديا وهبوط لا يتلاشي توقعات الجمهور. وهناك عنصر هو الأهم وأنا أشير هنا إلي المنتجين السينمائيين الناشطين في مجال الإنتاج هذه الأيام حيث لا يوجد علي الخريطة تقريبا سوي السبكي وهو في النهاية رجل يعد الفيلم بالنسبة له مشروعا تجاريا وهذا عمل مشروع ومن هنا فإن حسابات الربح والخسارة تلعب دورا نافذا في مسألة الإنتاج السينمائي.. الآن وفي ظل غياب مؤسسة وطنية قوية تؤمن بدور الفيلم السينمائي والتأثير البالغ علي كافة الأصعدة لهذا الوسيط فإن علينا توقع غياب الدور السينمائي فيما يحدث علي الساحة السياسية وعلينا أن نستقبل هذه الصورة الغائمة لحضور الفيلم المصري في السوق السينمائية دون دهشة.

ويقول السيناريست مصطفي محرم إن هناك أفلاما سياسية قدمت عن الثورة ولكن في الوقت الحالي لا يوجد مخرجون قادرون علي استيعاب ما يحدث في المجتمع ولا توجد لديهم روح الفكاهة, فما يحدث الآن ما هو إلا شيء من الكوميديا, ولو الكتاب والمخرجون اخذوا الموضوع بجدية فالناس لن تذهب لمشاهدة السينما, فالسينما الأوروبية علي سبيل المثال نادرا ما تعالج موضوعات سياسية وإنما الأمريكية تعالج الموضوعات السياسية الساخنة فنحن في مصر دائما مواكبون الأحداث حتي عندما تتأزم الأمور من الناحية الرقابية كنا نتحايل ونقدمها بشكل غير مباشر.. فأي أحد يريد عمل فيلم سياسي عليه أن يكون علي درجة كبيرة من الوعي بما يحدث ويكون سينمائيا حقيقيا يمتلك الحرفة العالية ويكون قادرا علي تقديم فيلم يتقبله الناس بارتياح.. إن ما نراه الان مجرد عك.. فلابد أن يكون هناك منتج سينمائي حقيقي واع قادر علي أن يحكم علي السيناريو قبل أن يحكم عليه المخرج واختيار المؤلف القادر علي استيعاب المرحلة وكذلك المخرج واختيار ممثلين لديهم جاذبية خاصة عند الجمهور فمثلا في الأفلام الأمريكية التي تعالج السياسة يتم اختيار كبار النجوم حتي تكون هناك جاذبية للجمهور إنما نحن لا يوجد لدينا منتجون والموجودون ما هم إلا ممولون وتجار.. تجد دائما الأفلام الأمريكية مواكبة للأحداث العالمية خاصة أن هذه الأفلام تتمتع بالتشويق فالأبطال دائما من المخابرات الأمريكية.. ويقول محرم فاقد الشيء لايعطيه ففي البداية لابد ان تكون هناك حكومة حقيقية حتي يكون للفيلم السياسي دور في العملية السياسية.

وبدأ المخرج د. محمد كامل القليوبي كلامه ساخرا مما يحدث الآن وقال إذا صنعت فيلما عن الثورة فسوف تتركه الناس وتذهب لمشاهدة محمد سعد في تتح.. فلا يوجد منتجون قادرون علي صناعة أفلام سياسية ولا هناك دولة لديها اتجاه لدعم السينما السياسية, فكيف تنتج فيلما سياسيا والدولة مغيبة عن السينما وعن جميع الفنون فمن المفترض أن الحكومة الحالية حكومة ثورة فكان عليها أن تهتم بفنون الثورة!!.

الأهرام اليومي في

12/06/2013

بمشاركة لبنان والسعودية والمغرب ومصر

مهرجان الأفلام الفرنسية العربية ينطلق الأسبوع القادم في الاردن

أيمن الزامل/ عمّان 

من المنتظر أن تنطلق فعاليات مهرجان الفيلم الفرنسي العربي في نسخته التاسعة عشرة في العاصمة الاردنية عمان الاسبوع المقبل أي في التاسع عشر من الشهر الجاري، ويقدم المهرجان 18 فيلمًا من انتاج عربي وفرنسي وفرنكوفوني ويخاطب المهرجان جميع فئات المشاهدين، وسيكون اول عرض للفيلم الروائي الاردني الطويل (على مد البصر) للمخرج الاردني اصيل منصور ومن بطولة الفنانة ناديا عودة والممثل خالد الغويري .

افلام وقصص

"على مد البصر" فيلم اردني يروي قصة إمرأة في أوائل العشرينيات من عمرها وتدعى ليلى حيث يصور الفيلم كيف أن الحياة أجبرتها على أن تعيد النظر في خياراتها المتخذة في الحياة، وذلك بعد لقائها بشاب يمتهن سرقة السيارات وسبق له وأن اتخذ خيارات غير إعتيادية، ومدة الفيلم حوالي الساعة والنصف.

ويشارك الفيلم الوثائقي ( النادي اللبناني للصواريخ) من  إخراج خليل جريج وجوانا حاجي توما  في المهرجان، وفيلم النادي يحكي قصة مجموعة من الطلبة والباحثين اللبنانيين الذين يقررون غزو الفضاء في فترة الحرب الباردة ومرحلة النزعة العروبية فاوجدوا " النادي اللبناني للصواريخ " فهل يمكن للاحلام ان تتغلب على التاريخ ؟ سؤال يطرحه الفيلم اللبناني في ساعة و35 دقيقة .

اما الفيلم المصري (أشام) وهومن اخراج ماجي مورغن ومن بطولة علي قاسم وأمينة خليل وهاني سيف وهاني إسكندر فإن احداثه تدور في العاصمة المصرية القاهرة حيث تترابط 6 قصص تدور حول الطموح والاحباط والامل من خلال أشام، التي تلتقي بشخصيات مختلفة خلال فترة مصيرية وحساسة من حياتها والفيلم من انتاج عام 2012 ومدته ساعة ونصف.

المملكة العربية السعودية  ستكون حاضرة في المهرجان حيث تشارك المخرجة هيفاء منصور في فيلم درامي جريء اسمه (ودجدة) تدور احداثه في مدينة الرياض عن فتاة تحلم بالحياة العصرية والمفعمة حيث ترتدي ودجدة الجينز والحذاء الرياضي وتسمع موسيقى الروك والراب وتشتري دراجة لكن الدراجة تشكل خطرًا على عذرية الشابات، (ودجدة)  من بطولة وعد محمد وريم عبدالله وعبدالرحمن القحاني .

اما الفيلم الفرنسي الكوميدي الدرامي  يوميات ملعب مدرسي من إخراج إبراهيم فريتاه مستوحى من ذكريات طفولة الكاتب والمخرج إبراهيم، والذي كان في العاشرة من عمره عام 1980 حيث عمل المخرج على ادخال المشاهد برفق في حياته اليومية الموزعة بين المدرسة والاصدقاء والتلفاز وصولاً الى لمصنع الذي كان يحرسه والده ذو الاصول المغربية، والفيلم من انتاج 2013 وبطولة آن أوزلاي وفانسان رويته وفليب ريبو ومصطفى دجدجام .

جوائز للمشاركين 

وينظم المهرجان  في نسخته الجديدة  مسابقة للأفلام الأردنية القصيرة و حفلاً لتوزيع جوائز (الصقر) ومكافأة لأفضل الأفلام القصيرة الأردنيّة، واحتفالاً خاصًا بعيد الموسيقى، حيث يستضيف المهرجان عدداً من المخرجين والنقاد والخبراء في تقنيات السينما لتفعيل العروض بالمزيد من حلقات الحوار والنقاش والتفاعل مع الحضور .

مديرة الاتصال والاعلام في الهيئة الملكية للافلام ندى دومان شكرت السفارة الفرنسية على دورها في تنظيم هذا المهرجان الذي أخذ بالتوسع في العروض والانفتاح على طاقات وابداعات صناعة الافلام بالاردن واقامة اكثر من ورشة تدريبية للشباب والاطفال والمهتمين بهذا الحقل الابداعي الذي يشرف عليه الباحث والناقد السينمائي الكسندر تيلسكي.

خمسون عامًا

ويتوقع مدير المعهد  الثقافي الفرنسي في العاصمة عمان شارلز هنري جروس أن يشهد المهرجان حضوراً كبيرًا ولافتًا نظرًا لأهمية الفعاليات والبرامج التي ستعرض خلال ايام المهرجان.

ويضيف جروس أن عروض المهرجان تتضمن مجموعة متنوعة من الافلام ذات الانتاج المشترك الحديث بشقيها الروائي والتسجيلي والمتفاوتة الطول وحظيت بحضور لافت واعجاب النقاد لدى مشاركتها في المهرجانات الدولية، وهناك بعض الأفلام تتوجه إلى الاطفال .

وتنظم السفارة الفرنسية في عمان مهرجان الأفلام التاسع عشر في الذكرى الخمسين لتأسيس المعهد الثقافي الفرنسي مما سينعكس على الزخم والحضور بمناسبة اليوبيل الذهبي للمعهد.

إيلاف في

12/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)