حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أعلن استعداده لتجربة جديدة في «أطاطا».. وفخور بنجاح العمل رغم الشحن السياسي

محمد سعد لـ «الشرق الأوسط»: نجاح «تتح» أكد حاجة المصريين للضحك

القاهرة: سها الشرقاوي 

 

يعيش الفنان المصري، محمد سعد، حالة من السعادة بعد أن حقق فيلمه الأخير «تتح» إيرادات جيدة في موسم سينمائي صعب بسبب التوترات السياسية التي تشهدها البلاد. مشيرا إلى أن نجاح الفيلم أكد حاجة المصريين للضحك لتجاوز الأوقات العصيبة التي يمرون بها. وأنهى سعد عامين من ابتعاده عن عالم السينما من خلال شخصية «تتح» التي يؤديها في الفيلم الذي يحمل اسم شخصية العمل الرئيسة كعادة أفلام النجم المصري.

وحافظ سعد على الإطار الكوميدي لعمله الجديد، حيث يجسد سعد شخصية شاب مصري بسيط يعمل بائعا للصحف، يقطن حارة شعبية، ويعاني من الفقر الشديد. ويشارك في بطولة الفيلم الفنانة اللبنانية دوللي شاهين والمطربة مروى، وهو من تأليف سامح سر الختم ومحمد نبوي، وإخراج سامح عبد العزيز في أول تعاون له مع سعد.

ولا يخفي سعد دهشته وسعادته بإيرادات عمله الجديد، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه سعيد بتحقيق هذه الإيرادات وسط الزخم السياسي الذي يملأ الشاشات التلفزيونية، وأيضا وجود أفلام لنجوم منافسين، مضيفا أنه رغم تسرب الفيلم إلى مواقع الإنترنت إلا أن الجمهور ذهب إلى السينما ليشاهد العمل، لافتا إلى أن هذا الأمر يؤكد أن السينما ما زالت تحظى بنسبة مشاهدة رغم سرقة الأفلام، وستظل السينما لها جمهورها الخاص ولن تصل إلى ما وصل إليه المسرح.

وتابع سعد: «الإيرادات تعكس رد فعل المتفرج على العمل وتظهر مدى نجاحه»، مشيرا إلى أن «تتح» استطاع جذب كل أفراد الأسرة لمشاهدته.. «كان على شباك التذاكر أطفال وشباب وشيوخ وبنات من كل الأعمار.. هذا ما لمسته بنفسي من خلال متابعتي لتفاصيل إيرادات الفيلم بشكل يومي».

وأضاف سعد أن نجاح العمل يؤكد أن المشاهد يحتاج في مثل هذه الأوقات العصيبة إلى ما يضحكهم ويخرجهم من الحالة التي تعيشها البلاد حاليا، ويوضح أن شخصية «تتح» لا تشبه الشخصيات التي قدمها من قبل كشخصية «أطاطا» و«بوحة» وشخصية «اللمبي»، مؤكدا أن لكل شخصية أبعادها المميزة عن الشخصيات الأخرى.

وأشار سعد إلى أنه لا يفضل تكرار «إيفيهات» أو طريقة أداء الشخصية التي يقوم بتجسيدها في أي عمل فني، مدللا على ذلك بكثرة الشخصيات التي قدمها بالفعل على الشاشة الفضية، ويتابع «هذه الشخصية لها سماتها وطريقتها الخاصة التي جعلت الجمهور يدخل السينما لمشاهدتها والتعرف على تفاصيلها الجديدة».

ويختلف سعد مع نقاد قالوا، إن شخصية «تتح» هي مزيج من الشخصيات التي سبق وقدمها سعد في أعمال سابقة، مؤكدا أنه يعترف فقط برأي الجمهور، مع احترامه لجميع النقاد، قائلا: «الناقد الذي يشغل بالي هو رأي الشارع الذي يتمثل في المشاهد أو الجمهور الذي يدخل العمل».

ويرى سعد أيضا أن الإعجاب بالعمل أو رفضه هو أمر طبيعي. يقول: «الاختلاف حول تقييم العمل شيء طبيعي ولا يزعج الفنان، هناك من سيعجبه العمل وبالتأكيد هناك مشاهدين لن يعجبهم.. لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»، مضيفا أن لكل فنان طابعه الذي لا يختلف مع تبدل الشخصيات التي يقدمها، وإن ظلت لكل شخصية سماتها الخاصة التي تميزها عن باقي الشخصيات التي يؤديها.. «وفي النهاية لا يوجد عمل كامل».

وواجه فيلم «تتح» انتقادات خاصة في ما يتعلق بالإيحاءات التي اعتبرها البعض بعيدة عن التقاليد، لكن سعد علق على هذه الانتقادات قائلا: «نحن كفنانين ننقل الواقع ولا بد أن نواكب العصر وألا ننعزل عن العالم، والتحدث عن بعض الأمور أو الإيحاءات الجنسية أصبح موجودا في مجتمعنا وتمتلئ به الفضائيات وبشكل واضح وصريح، ولذلك قررنا في العمل أن نلامس الواقع من بعيد، دون التركيز على الأمر».

وأكد سعد أنه لم يتدخل في عمل المخرج سامح عبد العزيز الذي قام بإخراج الفيلم، مشيرا إلى أن عبد العزيز كان يملك فهما جيدا لعمله، وكما أكد أيضا أن العمل السينمائي عمل جماعي، وفريق العمل داخل الفيلم ساهم في نجاحه بشكل كبير، حيث إن المنتج قام بدوره بشكل جيد، وكذلك طاقم التصوير أدى دوره بشكل رائع، وكل المشاركين في الفيلم.. «فالسينما تشبه فريق كرة القدم حين يكون الجميع في حالته ومتناغما يستطيع العمل أن يحقق النجاح بفضل الأداء الجيد ويكسب المباراة».

وعن عمله الدرامي القادم قال سعد، إنه «يستعد بمشروع جديد يجري العمل على إعداده، وأنه حاليا في مرحلة الكتابة كاشفا عن أن اسم الفيلم الجديد سيكون (أطاطا)»، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد موعد لتصوير العمل بعد في انتظار الانتهاء من إعداد السيناريو.

الشرق الأوسط في

10/06/2013

 

عرض أمس ولجنة التحكيم غير راضية عن الأعمال السينمائية الشبابية

فيلم عن التحرش الجنسي يثير غضب لجنة التحكيم لمهرجان الفيلم السعودي

جدة: «الشرق الأوسط» 

واصل أعضاء لجنة التحكيم لمهرجان الفيلم السعودي للأسبوع الرابع على التوالي عدم رضاهم عن مجموعة من الأعمال السينمائية الشبابية التي تم عرضها على شاشة قناة «روتانا أفلام»، حيث استغرب عدد منهم أن تتم معالجة بعض المشكلات الاجتماعية بطريقة بعيدة عن الطرح السينمائي الهادف والصحيح، وهو الأمر الذي ظهر جليا في حلقة المهرجان يوم أمس الأحد حين تسببت بعض اللقطات في فيلم «انتصار الألم» ومدته (13 دقيقة) حول ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال في حالة من الاستغراب في ما تم عرضه في أحداث الفيلم، فجاء رد الفنان الأكاديمي عبد الإله السناني بقوله إن فيلم «انتصار الألم» ليس له علاقة بالسينما حيث شاهدنا إشكالية اجتماعية أراد صناع الفيلم طرحها وتقديمها في هذا العمل ولكن لم تكن موفقة على الإطلاق. فيما قال دكتور فهد اليحيا: «رأينا في الفيلم إساءة جنسية وبصراحة فيلم أستطيع القول عليه تطرق إلى مشكلة بطريقة خاطئة». ولم يبتعد الروائي عبده خال عن هذا السياق؛ حيث قال: «نحن نعاني من هذه المشكلة ولكن لم يكن الطرح والتقديم المفترض أن يكون بهذا الشكل غير الموفق». وأكمل بقوله: «للأسف نرى كثيرا من الشباب يستسهل الدخول إلى السينما والنتيجة تكون مثل هذه الأعمال وبهذا المستوى». وقالت دكتورة هناء العمير: بالفعل الفيلم ظهر بأسلوب «مفكك» وهزيل ولم يكن البناء الفني فيه متماسكا.

ويبدو أن حالة عدم الرضا من قبل لجنة التحكيم ما زالت تلقي بضلالها في كل أسبوع منذ أن انطلق مهرجان الفيلم السعودي قبل أربعة أسابيع، حيث برز عدم الرضا في أكثر من عمل ومنها فيلم «التالي» للمخرج ماهر الغانم والذي عرض الأسبوع الماضي حيث أجمعت لجنة التحكيم على أن مسار الفيلم تشتت في أكثر من اتجاه، وهو ما أضاع لب القصة التي كان من المفترض أن يكون محورها الطفلة التي ظهرت في الفيلم وكذلك الأم والعم، ولكن يبدو أن كاتب القصة والسيناريو ضاع في تحديد هدفه الأول بأن يكون هذا الفيلم قصيرا أو طويلا، وهو الأمر الذي أسهم في خروج مسار الفيلم إلى خطوط أخرى ليفقد المشاهد معها التركيز على قصة محورية محددة، مثل إقحام مجاميع العصابات وفرض لغة التهديد للسرقة والتي قال عنها دكتور فهد اليحيا إنها على طريقة الأفلام الهندية أو ما تعرف بسينما بوليوود، واصفا بعض أفراد العصابة الذين ظهروا في الفيلم بأنهم لا يرتقون إلى مستوى الظهور في أعمال سينمائية راقية! يذكر أن يوم أمس الأحد عرضت 5 أفلام من الأعمال السينمائية الشبابية في مهرجان الفيلم السعودي بدورته الثانية، فبالإضافة إلى فيلم «انتصار الألم»، تم عرض فيلم «أوفياء أكثر مني»، «دمعة ولكن»، «أروي قصة إرادة»، حيث تنوعت ما بين الأفلام القصيرة والوثائقية والتحريك، وتم تسليط الضوء عليها بعد عرضها من خلال أعضاء لجنة التحكيم دكتور فهد اليحيا والروائي عبده خال والفنان الأكاديمي عبد الإله السناني والمخرجة هناء العمير ودار الحوار مع أعضاء اللجنة المخرج السينمائي ومدير المهرجان ممدوح سالم.

ويعتبر فيلم التحريك «أوفياء أكثر مني» الذي تم عرضه من الأفلام الخيالية القصيرة ومدته خمس دقائق يعتمد على الموسيقى والمشاهد التعبيرية فقط من دون حوار يحكي قصة فتاة جميلة ترعرعت مع ثلاثة أسود هاجرت من قريتها الشعبية القديمة وتركت والدتها المسنة ثم تعود بها الذكرى إلى الماضي، فتجد أن الأسود كانت أكثر وفاء بوالدتها منها إذ مكثوا إلى جانبها حتى وفاتها. وقدم فيلم «دمعة ولكن» قضية التحايل بالتسول ولكن يتم عرضها بفيلم صامت يحتوي على عناصر المفاجأة والمواقف المؤثرة، أما الفيلم الوثائقي «أروى قصة إرادة» وهي عبارة عن قصة حياة ورواية نجاح وحديث الروح إلى فؤاد والديها «أروى» الذين جعلوا ما يعرف (بمتلازمة داون) من ذكريات الماضي للوالدين ومصدر نور وضياء لمن يعانون من هذا المرض. أما فيلم «كروة» فهو قصة شاب ترك قريته باحثا عن عمل، لتتغير حياته عندما يلتقي بمجموعة من الأصدقاء حيث يتم سرد الرغبة الجماعية للنجاح من خلال تكوين البذرة الأولى للمشاريع الصغيرة.

الشرق الأوسط في

10/06/2013

جوهر إنساني

محمد رضا 

ليس هناك من يعرف كل شيء عن نفسه، ناهيك عن سواه، ولو أن هناك كثيرين ممن يتصرّفون على أساس أنهم يعرفون كل شيء. لو كنّا نعرف كل شيء عن أنفسنا، عن كياننا الداخلي، ومما هو مؤلَّف، ولماذا يدفعنا للتصرّف على هذا النحو أو ذاك، وعن «سايكولوجية» كل منا الخاصة والدقيقة، وليست العامة التي من السهل معرفتها، لما اختلفنا أولا، ولما ارتكبنا معظم ما نرتكبه من أخطاء خلال مسيرات حياتنا.

لكن إذا ما كان المرء العادي (و«العادي» هنا مصطلح وليس وصفا فعليا، لأنه ليس هناك من هم بشر عاديون وآخرون غير عاديين بالمعنى العام المستوحى من الكلمة) قد يعيش حالة أقل تطلبا لتحدي نفسه والتبلور بناء على المزيد من المعرفة حول ما هو ومن هو، فإن المخرج والكاتب ومدير التصوير وكاتب الموسيقى والرسام والأديب، وكل ذي اختصاص إبداعي مطالب بأن يسعى لتأمل نفسه، ومن ثم العالم، على النحو الذي لا يرد في نشرات الأخبار ولا يخوضه الناس.

المعرفة هي جوهر إنساني بالغ الأهمية في كل شأن، هي المحك الفاصل بين أن يكون الرأي صحيحا أو مجرد خاطرة، وهي الباعث على الانتقال من معرفة أولى لأخرى، ولما بعد ذلك وصولا إلى تكوين شامل تكمن أهميته في أنه يصوغ للإنسان رؤية تمنح عمله الفني أو الثقافي بعدا خاصا.

هذا ما يخلق فرقا بين مخرج «عادي» وآخر «عبقري»؛ واحد بمنوال العمل وحده، والآخر بأبعاده ورؤيته. كذلك الحال بين الكتّاب وباقي المبدعين، وكذلك الممثلون الذين إذا ما وصلنا إلى مضمارهم وجدنا أن معظمهم يعتمد على ما يعرف حال ما دخل المهنة يمثّل دوما أدواره المختلفة في شخصياتها من منطلقه هو. يسحب الشخصيات إليه عوض أن ينصهر فيها. مع الوقت سيتخضرم في الموقع ذاته، وسيبدو أنه تقدم مع السنين، لكن ما يحدث غالبا هو أنه سيجيد ما يقوم به أكثر وأكثر، لكنه لن يتطور فعليا إلا بنطاق محدود. هذا بالطبع من دون أن نغفل الظروف الإبداعية المحيطة، فهو يتعامل مع المعروض والمتوفر والسائد، وكلها تسير في الدرب ذاته.

هذا هو السبب في أن كاتبا في السينما أعرفه، وهو صديق عزيز، لا يزال يكتب المفردات ذاتها التي نشأ عليها قبل 30 سنة. يستخدم التعابير نفسها ويمارس الأسلوب نفسه، في حين أن آخرين تقدّموا، وتستطيع أن تعرف ذلك من مكوّنات مواضيعهم ومضامينهم والرؤى التي يبثّونها في كتاباتهم. هذا لا علاقة له بصواب الرأي أو سداده، فكل منا يمكن أن يصيب ويخطئ، على الرغم من كل شيء، ولو أن مجال الخطأ يضمحل كلما ازداد المرء معرفة وإدراكا لنفسه وللآخر. وما يرد في مجال الكتابة يرد في كل المجالات الأخرى.

ومن دون أن أسعى لنقد أحد، فإن سحب الشخصية إلى الممثل عوض الانصهار فيها هو ما يجعل الممثل يقف مكانه ولا يراوحه إلا قليلا. بعد حين لن يجد سبيلا إلى ذلك، فهو إذا ما نجح فيما يؤديه (لنقل إسماعيل يس أو فريد شوقي أو جون واين أو أرنولد شوارزنيغر) داومه، لأنه بات تذكرته للجمهور العريض، وإذا ما فشل فيه، فشل في شق خط سواه. مما يعيدنا إلى نقطة الانطلاق؛ أهمية أن يعرف المرء ذاته لكي يستطيع لعب رسالته الإنسانية في رحلة الحياة والعمل.

الشرق الأوسط في

10/06/2013

حلوة ... على قمة الأسبوع اللبناني

لندن: محمد رُضا 

«حلوة كتير وكذابة» فيلم لبناني من بطولة داليدا خليل وزياد برجي وإخراج السوري سيف شيخ نجيب تم إطلاقه على شاشات بيروتية جنبا لجنب أغانيه ومناظره الطبيعية فباع أكثر من نصف مليون تذكرة (تحديدا 254782 تذكرة) في أسبوع.

استلم الفيلم الترفيهي المقتبس من حلقات تلفزيونية دفّة العروض تلاه في المركز الثاني «سريع وهائج 6» و«الآن تراني» ثالثا و«آثار السهرة - 3» رابعا ثم الفيلم المتوعّـك «بعد الأرض» في المركز الخامس.

هذه الأفلام، باستثناء «حلوة كتير وكذابة» هي ذاتها موضع التداول في صالات القاهرة ومدن الإمارات والدوحة والكويت وكلها تحقق إقبالا جيّدا للبعض ومعتدل النجاح للبعض الآخر. «بعد الأرض» تحديدا جمع من السوق العالمية هذا الأسبوع نحو 45 مليون دولار لا تكفي بعد لتعويض كلفته التي بلغت 130 مليونا وهو إثر إيراداته المخيبة للآمال في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك (أو أميركا الشمالية) لا يظهر حيوية استثنائية في الدول الغربية التي انطلق يجوبها منذ عشرة أيام.

على أن الأسبوع لم يخل من مفاجأة في السوق الأميركية: فيلم من بطولة إيثان هوك بعنوان «التطهير» The Purge اكتسح كل التوقعّات والأفلام المنافسة وحط على المركز الأول جامعا في أيامه الثلاثة الأولى جامعا أكثر من 36 مليون دولار.

ليس أن الرقم قياسي في هذه الحالة، لكن المفاجئ هو أن كلفة هذا الفيلم التشويقي لم تزد، حسب تقارير، عن ثلاثة ملايين دولار، أي أقل من كلفة أسبوع إنتاج واحد لأي من الأفلام الأخرى. وهذا يعني أن الفيلم حقق أرباحه في أيامه الثلاثة الأولى ما يجعل شركة إنتاجه (واسمها بلومهاوس) وتوزيعه (يونيفرسال) تعتبره فيلما رابحا حتى وأن تراجع الإقبال عليه في الأسبوع المقبل، على عكس أفلام كثيرة تمنعها ميزانيّاتها العالية من إنجاز أرباح إلا من بعد تحقيق ضعفي كلفتها على الأقل.

«التطهير» من بطولة إيثان هوك ولينا هيدي، وإذا ما كانت هدلي ليست نجمة «شباك تذاكر» فإن الحال ليس أفضل بكثير بالنسبة للممثل الذي عادة ما يضطلع ببطولة أفلام لا تحقق الفوز. في الواقع أهم نجاحات هوك التجارية كانت في إطار فيلمين فقط هما «مجتمع الشعراء الموتى» (1989) و«يوم التدريب» (2001) ولا يمكن اعتبار الفيلم الأول بينهما نجح بسببه كونه كان أحد ممثليه على عكس «يوم التدريب» الذي قاد بطولته مع دنزل واشنطن.

«التطهير» جذب المشاهدين اللاتينيين في الولايات المتحدة بنسبة 33% (قرابة الثلاث) أما بالنسبة لمستوى الأعمار فإن المشاهدين البالغين الخامسة والعشرين سنة وما دون شكّلوا نسبة 65%.

تبدّل صيني في المركز الثاني، جامعا أكثر من 200 مليون دولار في أسبوعين «السريع والهائج 6». والفيلم الكوميدي الجديد «التدريب» The Internship تموضع في المركز الرابع. اللافت هنا هو أن بطولة هذا الفيلم آلت إلى فينس فون وأووين ويلسون اللذين كانا قادا بطولة «مقتحمو الأعراس» قبل سبع سنوات الذي أنجز نجاحا تجاريا كبيرا. لذا ساد الاعتقاد، قبل أن تتبدّى خيبة الأمل متمثّلة بالأرقام المتواضعة التي حققها، أن يحقق الفيلم الجديد النجاح ذاته على الأقل.

وفي حين ما زالت الأفلام الأميركية تتبوأ إيرادات معظم الدول الأوروبية هذا الأسبوع، نجد السوق الصينية تنصرف إلى دفع فيلم مصنوع محليّا إلى القمّة. الفيلم هو «تبدّل» أو Switch الذي يقود بطولته آندي لو وجانغ جينغشو وهو استولى على 35% من الإيرادات هذا الأسبوع مسجلا مبيعات اقتربت من 48 مليون يوان (7 ملايين و800 ألف دولار). بالاعتبارات الغربية ليس رقما هائلا لكن الأمر مختلف من داخل البلاد كون سعر التذكرة في الصين أرخص مرّات عدّة من سعره في الدول الغربية والشرق أوسطية عموما.

وهناك لافت آخر هنا هو أن الفيلم استعان بمدير المؤثرات الخاصّة الأميركي تشاك كوميسكي لكي يسرد حكايته البوليسية حول عصابة يابانية تحاول تهريب لوحة مسروقة. ولا بد من الذكر هنا أن الشرير الأكثر ترددا على الشاشات الصينية هذه الأيام هو الياباني، وذلك بصرف النظر عما إذا كان الفيلم يتحدّث عن حقبة تاريخية سالفة (خصوصا إذا ما كانت الحقبة تمثّل الاحتلال الياباني للصين) أو حاضرة.

عالميا، ما زالت القيادة مرهونة لفيلم «سريع وهائج 6» بعدما تجاوزت إيراداته 200 مليون دولار.

* قائمة الإيرادات الأميركية هذا الأسبوع 1 (- ) The Purge: $36.378.920 2 (- ) Fast & Furious 6: $19.760.040 مجموع إيراداته في ثلاثة أسابيع $202.945.024 3 (2) Now You See Me: $19.550.022 مجموع إيراداته في أسبوعين $61.374.024 4 (- ) The Internship: $18.537.317 5 (5) Epic: $12.100.000 مجموع إيراداته في خمسة أسابيع $84.154.600 6 (4) Star Trek Into Darkness: $11.456.801 مجموع إيراداته في 4 أسابيع $200.140.000 7 (3) After Earth: $11.249.882 مجموع إيراداته في أسبوعين $46.592.000 8 (6) The Hangover III: $7.380.000 مجموع إيراداته في ثلاثة أسابيع $102.374.000 9 (7) Iron Man 3: $5.787، 461 مجموع إيراداته في 6 أسابيع $394.316.220 10 (8) The Great Gatsby: $4.230.958 مجموع إيراداته في 5 أسابيع $136.175.582

الشرق الأوسط في

11/06/2013

في العام الذي أكملت فيه الـ50 من العمر

شارون ستون: ما جمعناه للأعمال الخيرية وصل إلى 10 ملايين دولار

كان: لورين تاباش بانك* 

في 21 مايو (أيار)، اندفع نجوم «كان» نحو فندق «هوتيل دو كاب إيدن روك» للاحتفال بالذكرى العشرين لدار الجواهر الفاخرة «دي غريسوغونو». صاحب هذه السهرة «الإغواء في كان» هو مؤسس الدار فواز غريسوغونو الذي بدا متأثرا بحق بحضور عدد كبير من الشخصيات المحبة للاحتفالات. وقال في لحظة هادئة نادرة في ليلة الحفل التي تضمنت عرض أزياء وألعاب نارية وعشاء لـ500 شخص: «لم يحضر أول حفل أقمته سوى 50 شخصا. إنها مؤسسة مهرجان كان». من بين الحضور خلال العام الحالي ليوناردو دي كابريو وأليساندرا أمبروسيو، وشارون ستون، ضيفة الشرف، التي كانت ترتدي سوارا رائعا على شكل فرس نهر وكانت تحتفل شخصيا بمرور 20 عاما على مهرجان كان مع منظمة «أم فار» التي لا تهدف للربح وتخصص عائداتها لتمويل الأبحاث الخاصة بمرض الإيدز وفيروس نقص المناعة. وتمكننا من الوصول إلى بطلة فيلم «بيزك إنستينكت» «الغريزة الأولى» لتتأمل معنا مرور عقدين على تدشين مهرجان كان.

·        كيف تعرفت بـ«دي غريسوغونو»؟

- أنا إنسانة ذكية واعية واعتقدت أن ما تقدمه هو أفضل إبداعات مذهلة مفعمة بالخيال. كذلك الدار أحد رعاة منظمة «أم فار» التي أقضي وقتا طويلا معها.

·        كيف تختارين فساتينك؟

- أنظر إلى الملابس الرسمية كما أنظر إلى الجينز والقميص الرياضي. لا أهتم كثيرا بالملابس الداخلية أو الجوارب أو أي شيء، بل فقط أختار حذاء مريحا جميلا وفستانا لا يحتاج إلى الكثير من الإضافات وانطلق.

·        هل تتذكرين أول مرة لك في «كان»؟

- نعم. لقد جئت مع فيلم «توتال ريكول» «تذكر كامل» عندما كنت طفلة. وحضرنا أول حفل هنا في فندق «إيدن روك». وكانت فرقة «جيبسي كينغز» تعزف وانضمت إليها «رولينغ ستونز».

·        متى بدأت العمل مع «أم فار»؟

- كان هذا منذ 19 عاما وكان فيلم ختام المهرجان هو «ذا كويك آند ديد» «السريع والميت». وطلبت مني دكتورة ماتيلدا كريم، أحد مؤسسي المنظمة، التحدث معي وقالت، إن إليزابيث تايلور لم تتمكن من المجيء وسألتني ما إذا كنت أستطيع القيام بدورها. وكنت على وشك الإصابة بأزمة قلبية، وكان هذا في وقت لم يكن أحد غير إليزابيث تايلور يتحلى بجرأة المشاركة في أي عمل خيري ناهيك بكونه متعلقا بمرض الإيدز.

·        لكنك وافقت.

- لقد قمت بمهمتها في تلك الليلة وطلبوا مني أن أستمر لمدة ثلاث سنوات. وفي نهاية الثلاث سنوات، قلت إنني سأظل معهم حتى يظهر علاج لهذا المرض. وقد توصلنا أخيرا إلى أول علاج.

·        ما الذي يجعل «كان» مهرجانا مميزا بالنسبة إليك؟

- أعتقد أن كل اللحظات المهمة بالنسبة لي في حياتي المهنية حدثت هنا، سواء كان ذلك من جهة الأعمال الخيرية أو التمثيل. عندما جئت إلى هنا مع فيلم «الغريزة الأولى» كان لدي سيارة واحدة وحارس شخصي واحد وخرجت من السيارة وبدأ 10 آلاف شخص يهتفون باسمي. وكان من الضروري الانتقال من فندق «كارلتون».

·        هل هناك غرفة باسمك هناك؟

- أعتقد ذلك. لقد أتوا بي إلى فندق «دو كاب»، ومنذ ذلك الحين بات هو مقري عندما أكون بعيدة عن المنزل.

·        كيف تغيرت التجربة بالنسبة لك بمرور السنوات؟

- عندما بدأت العمل مع «أم فار» وقفت على مقعد وبعت كل شيء لدينا في مزاد علني منها تمثال وخاتم لناعومي كامبل، بل بعنا حتى زجاجات الملح والفلفل. أعتقد أننا جمعنا نحو 120 ألف دولار. وفي العام الذي أكملت فيه الـ50 وصل ما جمعناه من أموال إلى 10 ملايين دولار. وقد وعدت بأنني سأظل أعود إلى هناك حتى تصل مؤسسة الأطفال إلى قمة النجاح وحدث شيء ما. في ذلك الوقت ذهبت إلى دبي وميلانو والبرازيل وكل أنحاء العالم وعرفنا «أم فار» على مؤسسة عالمية وأحدث ذلك تحولا في نظرة الناس إلى مرض الإيدز. ونأمل قريبا أن نتوصل إلى مصل وعلاج للبالغين والأطفال على حد سواء.

الشرق الأوسط في

11/06/2013

 

السينما في خدمة قضايا المجتمع

«33 بطاقة بريدية»... عن قبول الغرباء

عبدالستار ناجي 

أشعر بالحزن، حينما تظل نوعية ثابتة من الاعمال السينمائية تحاصر جمهورنا محليا وخليجيا وعربيا، حيث أفلام المغامرات تكاد تهيمن على صالات العرض، بينما يتم تغييب السينمات الاخرى... حيث قضايا الانسان والمجتمع.

وفي فيلم «33 بطاقة بريدية» للممثلة والكاتبة والمخرجة الصينية الاصل بولين شان، الذي عرفها العام عبر مجموعة من الافلام ومنها «طريق الجنة 1997، وبانكوك هيلتون 1989»، وهي هنا من قامت ايضا بكتابة السيناريو بمشاركة فيلب وايكلين».

تذهب بنا بولين الى حيث السينما في خدمة قضايا المجتمع، بالذات، قبول الغرباء، والتعامل معهم وتحويل العلاقة الهامشية الى عمق... واحساس... ومشاركة... وحياة.

منذ اللحظة الاولى، تحملنا بولين شان، الى عوالم الطفلة الصينية «مي. مي» «زيولين»، التي تعيش في دار للأيتام، والتي لا تحلم بشيء، أكثر من حلمها بعائلة... لا شيء أكثر من الشعور بأمان العائلة.

ولهذا حينما تسافر الى سيدني - استراليا، برفقة كورال دار الايتام، تحرص على ان تلتقي مع دان راندل «غاي بيرس» الذي يقوم برعايتها ماديا... وتقدم له الشكر على المعروف الكبير الذي قدمه لها على مدى السنوات الطويلة الماضية.

تلك الرحلة تبدو اعتيادية، ومتوقعة، ولكن ما هو غير متوقع، هو الى أين ستقودها تلك الزيارة... رحلة تحمل الكثير من المعاني، لترسيخ الانتماء... والاخلاص للأسرة... وقبول الآخر.

فيلم شديد الحساسية، خصوصا، حينما نعيش في مجتمع يحيط بك به الغرباء... القادمون من المعمورة، بحثا عن الامان... ولقمة العيش... وكيفية التعامل معهم... وقبولهم... وتطوير العلاقة، الى بعد انساني واجتماعي... وثقافي، أكبر وأعمق... وأعذب.

هنالك نوعية من الافلام، تدعوك الى الكتابة والاكتشاف والتحليل، عكس أطنان من الافلام التي تزدحم بها الصالات وتزدحم بالجمهور... ولكن ما ان تخرج منها، حتى يتجاوزها، وتنساها...

بينما هكذا نوعية من الاعمال، ذات الطروحات الاجتماعية، تظل تتنفس بداخلك... تراها في وجوه الآخرين... ولربما بكل ما يحيط بك.

طفلة تزور سيدني، مع كورال دار الايتام الذي تعيش به في الصين، وخلال زياتها، تقرر ان تتواصل مع الرجل الذي يقدم لها الرعاية، كما هو شأن الكثيرين في العالم، الذين يقومون برعاية الايتام، حتى دون ان يلتقوا بهم، فاذا بهذا اللقاء، يعصف بكل شيء واذا بتلك الصبية، تندفع الى الآخر... لانه بالنسبة لها طوق نجاة... وحلم... وأمل.

لقد ارتبط موضوع الهجرة، حول العالم، بكثير من الموقف، حيث الخوف من هذا القادم للمشاركة في لقمة العيش... ولربما العلاج المجاني... او غيرها من المعطيات، التي تجعل نسبة كبيرة من الآخر، لا تقبل هذا القادم... حتى وهو يحمل كل مفردات المحبة والولاء...

حينما تلتقي تلك الفتاة، بالرجل الذي يرعاها، تشعر بانه يعيش حالة من الوحدة... والفراغ خصوصا بعد ان تم الحكم عليه بالسجن بتهمة القتل غير العمد... ولهذا تظل تتواصل معه طيلة السنوات الماضية، عبر البطاقات البريدية... التي تحملها أحاسيسها والعرفان الدائم.. وحينما يأتي اللقاء، فانه يأتي مكملا لشحنة الاحاسيس الجياشة، التي تحملها تلك الصبية الشابة، لمن قدم لها طوق النجاة، دون ان تلتقي به من ذي قبل.

ويحاول الرجل في البداية، الابتعاد... ورفض تلك العلاقة، رغم انه بأمس الحاجة اليها، لانها بمنزلة حالة الامان النفسي... والعلاقة غير المبنية على طمع... او جانب مادي... سوى الاحساس بالامان... ورد الجميل.

في فيلم «بطاقة بريدية» كثير من المضامين الاجتماعية، والدراسة التحليلية العميقة لجميع الاطراف، سواء تلك الطفلة الباحثة عن الأسرة او ذلك الرجل الذي تؤشر بوصلته الى اللاشيء...

فيلم عن الاحقية في الحياة... وايضا البحث عن الامان... والمستقبل، وقبل كل هذا وذاك... امكانية قبول الآخر.... فما أروع ان تقبل الآخر.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

11/06/2013

 

 

الفيلم الإيراني ''مخطوطات لا تحترق''التعذيب والقتل في أقبية المخابرات الإيرانية

شتيفان بوخن*

ترجمة: ياسر أبو معيلق  ـ تحرير: علي المخلافي 

لأول مرة يقوم فيلم سينمائي بفضح جهاز المخابرات الإيرانية، من خلال تسليط الضوء على سلسلة جرائم قتل ارتُكبت قبل 15 عاماً واستهدفت مؤلفين وناشطين سياسيين ناقدين للنظام الإيراني. الصحفي الألماني شتيفان بوخن يحلل فيلم المخرج الإيراني محمد رسولوف.

من المشهد الأول للفيلم، يدرك المرء أنه يدور حول جرائم قتل، إذ يُظهر رجلاً نحيلاً وملتحياً ويداه ملطختان بالدماء يهرع إلى سيارة ينتظر فيها رجل تبدو عليه ملامح البدانة ويرتدي معطفاً جلدياً. المنظر لا يبشر بخير، ما بين الوحدة الموحشة والجدار الآيل للسقوط في الخلفية، بينما يفرّ الرجلان بالسيارة بعيداً عن المكان.

كل شيء يبدو محيراً في البداية، فالمشاهد لا يعرف الدافع ولا من يقف وراء ما قام به هذان الرجلان ولا حتى ضحيتهما. لكن الأمور تبدأ بالاتضاح تدريجياً في الفيلم الجديد للمخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي عُرض لأول مرة خلال مهرجان كان السينمائي، الذي انطلقت فعالياته في الرابع والعشرين من مايو/ أيار 2013.

قد يظنّ البعض أن الرجلين عضوان في المافيا، وأنهما كانا ينفذان أوامر زعيم العصابة. لكنهما في الحقيقة عميلان في جهاز المخابرات الإيرانية يتبعان أحد الأعداء اللدودين، وهو مؤلف ومثقف متهم بخيانة البلاد والارتباط بأعداء خارجيين. وعلى الهامش، يدرك المشاهد أن هناك "فتوى" تبيح ما قام به العميلان. فهما، من وجهة نظرهما، لم يرتكبا جريمة قتل، بل نفذا حكم إعدام قانوني.

مرآة للماضي

فيلم "مخطوطات لا تحترق" يعالج سلسلة تاريخية من الأحداث هزت إيران في نهاية تسعينيات القرن الماضي، إلا أنها باتت منسية الآن. فإبان الصراع مع رابطة المؤلفين، التي بقيت المؤسسة الوحيدة التي أصرت على الحفاظ على استقلاليتها السياسية في خضم النظام الشمولي وطالبت بحرية كاملة للرأي، قام جهاز المخابرات باستخدام أساليب أكثر وحشية ضد الرابطة.

نضال من أجل حرية الرأي وإنهاء الرقابة في إيران: كان الكاتب الفارسي المعروف هوشانغ غولشيري أحد مؤسيي رابطة الكتّاب الإيرانيين.

فقد قام الجهاز باعتقال بعض المؤلفين، مثل هوشانغ غولشيري، بينما قتل آخرين، مثل الشاعر محمد مختاري والكاتب محمد جعفر بويانده. أما الزوجان بروانه وداريوش فوروهار، الناشطان السياسيان اللذان كانت تربطهما علاقات بالمشهد الثقافي وكانا يعتنقان الفكر السياسي لرئيس الوزراء الديمقراطي السابق مصدق، فقد أعدما في شقتهما طعناً بالسكاكين ضمن سلسلة جرائم وقعت في نوفمبر سنة 1998.

لم يصور رسولوف أياً من تلك الشخصيات التاريخية بالضبط في فيلمه، إلا أن الفيلم مليء بالتلميحات إلى ما حدث على أرض الواقع. وفي صلب قصة الفيلم ذكرى الاعتداء على حافلة كانت تقل 21 مؤلفاً إيرانياً إلى مؤتمر في أرمينيا. فأثناء عبور الحافلة لأحد الجبال، حاول السائق قيادتها إلى الهاوية والقفز في اللحظة الأخيرة. لكن هذا الاعتداء فشل بسبب اصطدام الحافلة بصخرة حالت دون سقوطها. وتبين أن السائق يعمل في جهاز المخابرات الإيرانية.

هذا المشهد لا يظهر في الفيلم، بل من خلال ذكريات إحدى الشخصيات. الذكريات تمثل الفراغ الذي يستمد منه الفيلم كل أحداثه. فالكاتب "كسرى" كان قد عايش هذا الهجوم وكتب شهادة عيان حوله. ولأنه يدرك أن المخابرات قد تجد هذه المخطوطة لديه وتدمرها، فقد قام بعمل نسخ منها وإخفائها عند أصدقاء له.

هدف لعملاء المخابرات

عميل المخابرات "خوسرو" كان سائق الحافلة الذي حاول إيقاعها في الهاوية، وقد تلقى الأوامر بالبحث مع رئيسه المباشر عن كل من يمتلك نسخة من هذه المخطوطة والقضاء عليه، وذلك بهدف منع نشرها وطمس أية ذكرى للاعتداء الفاشل على الحافلة.

ويقول الناقد الأدبي فرج سركوهي، وهو من بين أول من شاهدوا النسخة النهائية للفيلم: "لم يجرؤ أي مخرج على تناول سلسلة جرائم القتل التي قامت بها المخابرات في فيلم سينمائي. لأول مرة في تاريخ السينما الإيرانية يفضح فيلم جهاز المخابرات الإيرانية"، ويعتبر أن "من وجهة نظر النظام، فإن ذلك أسوأ من سبّ مرشد الثورة".

يقول الناقد الأدبي فرج سركوهي: "هذه أول مرة في تاريخ السينما الإيرانية يفضح فيها فيلم المخابرات". وكان سركوهي سنة 1996 الناطق باسم مبادرة للكتّاب ضد الرقابة، وقد اعتُقل بعد ذلك بعام واحد وحوكم سراً وصدر بحقه حكم بالإعدام.

لقد كان سركوهي في الحافلة التي حاولت المخابرات إسقاطها في الهاوية، وكتب تقريراً حول ما حصل آنذاك. ولم ينجُ سركوهي من حادثة الحافلة فحسب، بل ومن الاعتقال على أيدي المخابرات وما يصاحب ذلك من تعذيب وحشي في أقبيتها، بعد أن تدخلت منظمات حقوق الإنسان وحكومات أوروبية للإفراج عنه. ويعيش فرج سركوهي حالياً في مدينة فرانكفورت الألمانية، ويعتبر أن فيلم رسولوف يشيّد له ولضحايا جرائم القتل نصباً تذكارياً.

لا يمكن اعتبار هذا الفيلم وثائقياً افتراضياً، لأنه يجزّئ الواقع ويخلقه من جديد، كما هو مطلوب من أي فن خلاق. خلال الفيلم تتماهى الحقب التاريخية، فتارة يشعر المشاهد بأنه يتابع أحداثاً وقعت قبل 15 عاماً، وتارة أخرى يظن بأنه يعايش الواقع الراهن، ذلك أن شخوص الفيلم لم تعايش حادثة الحافلة قبل 15 عاماً، وإنما "تتذكرها" فقط.

حتى النقاش داخل أوساط المثقفين حول مغزى المقاومة والنقد الجوهري للنظام في عصر "تويتر" و"جيل الشبكات الاجتماعية" يعطي انطباعاً بأن الفيلم يدور في الزمن المعاصر.

تحليل للعلاقة بين الضحية والجلاد

قوة الفيلم تكمن في أنه يحلل الطابع السيكولوجي للعلاقة بين الضحية والجلاد، وساعد المخرجَ على ذلك تعرضه في السنوات الماضية لإجراءات النظام القمعية.

فقد شهد رسولوف كيف اقتحم عناصر المخابرات موقع تصوير أحد أفلامه سنة 2009 وفتشوا مكتبه في طهران. وفي بداية سنة 2010 أودع رسولوف قسم السجناء السياسيين بسجن إيفين لعدة أسابيع. ويقول المخرج حول ذلك: "هذه التجارب أثرت عليّ بشكل كبير".

يصور الفيلم عميل المخابرات "خوسرو" كرجل ينحدر من أسرة متواضعة ومعدمة، تحاول تحمل تكاليف علاج طفلها المريض. لذلك يكسب "خوسرو" بعض المال من خلال تنفيذ أوامر المخابرات، وإذا ما ساورته أية شكوك حول قانونية ما يقوم به، فإن رئيسه المباشر "مرتضى" يطمئنه مرة تلو الأخرى.

ويبقى القاتلان، برغم ما يسببانه من أسى لضحاياهما، مقتنعيْن بأنهما يقفان على الجانب الصحيح من القصة، على عكس الفيلم الألماني "حياة الآخرين"، الذي يشكك فيه عميل جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقاً (شتازي) بما يقوم به ويتعاطف مع الفنانين المكلف بالتجسس عليهم، وفي نهاية الأمر يقوم بتخريب أوامر رئيسه المباشر.

يكتب شتيفان بوخن أن "فيلم المخرج الإيراني محمد رسولوف يظهر القسوة والغدر لدى جهاز المخابرات في النظام الدكتاتوري".

يُظهر فيلم محمد رسولوف مدى القسوة والغدر لدى جهاز المخابرات في النظام الدكتاتوري وكيف يستنزف ثقة المثقفين الناقدين للنظام بأنفسهم وببعضهم البعض، إذ يظن الكاتب في نهاية الفيلم بأن صديقه لسنوات طويلة يعمل جاسوساً لصالح المخابرات.

ويوضح فرج سركوهي أن "شخصيتيْ عميليْ المخابرات متقنتان للغاية ... عندما شاهدتُ المشهد الذي يضم كلا القاتلين، عادت إليّ كل ذكرياتي ورأيت كل من عذبوني آنذاك أمام عينيّ".

سينما الآخرين

لقد تمكن مخرج الفيلم من إحداث انقلاب، فعلى عكس شخصيات فيلمه، نجح رسولوف في الإبقاء على الفيلم بعيداً عن أعين النظام في إيران ونقله خارج البلاد. وفي مهرجان كان السينمائي، تم عرض الفيلم أمام جمهور دولي، والمخابرات الإيرانية أيضاً ستوجه انتباهها إلى المهرجان.

إلا أن رسولوف يقف في ظل زميله المعروف والحائز على جائزة الأوسكار، المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الذي كان فيلمه الجديد "Le Passé" (الماضي) من الأفلام المرشحة للفوز بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان. ومن خلال تركيزه على الأعمال الدرامية العائلية، حقق فرهادي نجاحات في الغرب وفي داخل إيران أيضاً، إذ أعلنت وزارة الثقافة الإيرانية السماح بعرض فيلم (الماضي) في البلاد.

أما بالنسبة لمحمد رسولوف، فهو يعتبر ذلك سينما للآخرين، مضيفاً أن "فيلمي لن يُسمح بعرضه في إيران بكل تأكيد". وهذه هي جائزة الأعمال السينمائية السياسية.

حقوق النشر: قنطرة 2013

*يعمل شتيفان بوخن مراسلاً للمجلة السياسية التلفزيونية "بانوراما" في القناة الألمانية الأولى، وهو كاتب الفيلم الوثائقي "كذب حكومي – المخابرات الألمانية وحرب العراق".

إيلاف في

11/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)