حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قوة الوثائقي في اكتشاف المختلف

ليلى عساف تعود الى "جزيرة النساء" بعد ربع قرن

قيس قاسم

 

البحث عن الظواهر الطبيعية والاجتماعية المختلفة وتسجيلها سمة من سمات الفيلم الوثائقي، بوصفه فناً بصرياً استكشافياً تجاوز بسرعة مدهشة اشكالية العلاقة بين المحلي والعالمي منذ ظهوره، بفضل إعتماده تقنيات جديدة لم يعرفها العالم من قبل، تجاوز بها جدلاً نظرياً لطالما غرقت فيه أكاديميات تدريس الأدب والفنون الجميلة وفيلم المخرج الكندي الطليعي روبرت فلاهرتي "نانوك رجل الشمال" عام 1915 مثالاً على الخروج من الحارة الضيقة الى العالم الأوسع، الخارجي، المجهول ما أعطى لهذا النوع عناصر الاكتشاف والمعرفة الى جانب جماليات السرد السينمائي الآخرى.

ظل الحال هكذا قرابة قرن سينمائي كامل وظلت الريادة لمراكز انتاجه الأوربية والأمريكية مع إحتفاظ كل منهما برؤيته الثقافية ما شكل على الدوام مدرستين فكريتين تختلف وسائل تعبيرهما الى حد كبير وتتقلص في مناطق محددة من مجرى النهر السينمائي على وجه التخصص، وباتساع انتاج الفن السينمائي ذاته لم يعد هذا التحديد مطلقاً فقد دخلت على الخط سينمات أمريكية لاتينية، أفريقية، أسيوية، عربية وغيرها وساهمت في البحث عن العوالم المجهولة والمثيرة للأسئلة والتي لها صلة مباشرة بالإنسان وطريقة عيشه أضفت بها ألواناً بهية على الصورة السينمائية التسجيلية واكتشافاتها الجميلة وفي هذا السياق يأتي حديثنا عن المخرجة اللبنانية المقيمة في السويد ليلى عساف وفيلمها الوثائقي الجديد "جزيرة النساء" التي ذهبت من أجله وقبل حوالي ربع قرن الى مجاهل جزر غينيا بيساو الأفريقية لتوثق ظاهرة اجتماعية نادرة خارجة عن سياق مراحل التطور التاريخي الاجتماعي المتعارف عليها أكاديمياً متمثلة بوجود حقيقي لمجتمات تقودها النساء ولهن الصدارة في اتخاذ القرارات الحاسمة في حياة سكانها. عادت ثانية اليها لترصد هذة المرة التغيرات الداخلية التي جرت على تلك التجمعات ومقدار تأثرها المباشر بالتطورات التي يشهدها العالم! .

الذهاب الى "جزيرة النساء" مرتين

تضيف ليلى عساف الى فيلمها الجديد/ التكميلي لقطات سجلتها بكاميرتها عام 1984 لسكان قرية أندينا التابعة لغينيا بيساو غرب أفريقيا وتظهر فيها ملامح تشكل تام لمجتمع "أمومي" يشبه الى حد بعيد تلك المجتمعات التي وصفها أنجلس وبعض علماء تاريخ المجتمعات البشرية لمرحلة ما قبل الهيمنة الذكورية، والتي كثيراً ما توصف بالقصيرة والسريعة الانقراض إلا أن وجود مثيلاً لها في وقتنا وفي جزر معزولة بالقرب من سواحل أفريقيا يؤكدها وربما يمثل استمرارية لها تضمنه فيلم "جزر النساء" دون ادعاء صريح بذلك فهو لم يسع لبحث تاريخي انثروبولجي قدر محاولة رصد ما هو موجود خارج سياق المألوف البشري المعاصر، واكتفت مخرجته بالقول  أثناء سرد تجربتها الوثائقية الأولى بإنها عادت بفيلم يحكي شيء مختلف، حكاية غريبة، عن مجتمع تقوده نساء، المرأة مكانتها فيه أكبر من الرجل وهي التي تختار بنفسها من الرجال من تريده زوجاً لها ولها الحق في طلاقه، فهي عندهم الأكثر حكمة وقدراتها "السحرية" مخيفة يهابها الرجال جميعاً. صورة مجتمعات منطقة كانياباك الأفريقية "النسوية" لم تتغير من حيث الجوهر فالسيادة للمرأة مازالت حاضرة بقوة حضور اسطورة نساء "فانادو" في عقول رجالها الشديدي الايمان بقدرة النساء على التحكم في مصائرهم ووضع حد لحياتهم متى أردن لإختلاف طريقة تفكيرهن في الأساس عن طريقة تفكيرهم ولقوة مفعول كلماتهن على الأرض فحين تقول أحداهن للمرء: مت! فأنه سيموت في الحال

لعبة المراوغة الأزلية يعرفها الطرفان جيداً لكن الفرق ان المتفوق فيها هنا هي المرأة على عكس ما هو سائد في العالم حيث الرجال هم من يقود ويحرك خيوط اللعبة الثنائية الأزلية والتي تحكمها عناصر التفوق الاقتصادي بالدرجة الأولى ونساء "فانادو" يعرفن هذا جيداً ويتمسكن به ويعبرن عنه في رقصة خاصة بهن لا يحضرها أحد غيرهن يمارسنها بسرية بين أحراش الغابات الكثيفة ولا يعرف الرجال شيئاً عن أسرارها ولهذا يخافون ما ينبثق بعدها من قرارات قد تحسم أمر وجودهم بالكامل، وبدورهن يحافظن النساء على سريتها فمكانتهن مرتبطة بمقدار السيطرة على عقول الرجال واخافتهم بأسرار الفوارق الكبيرة بين الجنسين "ما موجود سري في الرأس يظل سراً ولا يُكشف للناس أبدا" سر طوطمي طالما ظل ولملايين السنين حكراً على الرجال السحرة إلا في هذة الجزر العجيبة حيث الكاهنات من النساء، وأسرارهن الطوطمية حكراً على بنات جنسهن فقط، وابقاء مفاتيح مخازن حفظ الغذاء وغلات الزرع بأيديهن ركن أساس  من أركان الحفاظ على سلطتهن التي لا يتنازلن عنها أبداً.

العالم يتغير

إذا كانت قوة الموروث هي من يحافظ على سلاسة تداول الحكم في "جزر النساء" فأن قوة ما يحدث حولها له في ذات الوقت تأثيرات كبيرة على نمط العيش فيها. فالجزر ذاتها لم تعد كما كانت بحكم الزمن الذي ترك آثاره على جميع من عرفتهم عساف قبل ربع قرن، فأغلبيتهم طوى الموت ذكرهم، وان العولمة  القادمة من خلف البحر قد وصلت الى أراضيهم وغاباتهم وغيرت كثيراً من أشكالها ومعانيها ف"الحضارة" كالعادة وفي كل مكان لعبت لعبتها القوية داخلها، فتوزع آبناؤها بحثاً عن مصادر للعيش غير التي اعتمد أهلهم عليها من قبل وبالتالي ضعفت السلطة المركزية تدريجياً بضعف تماسك رعيتها وهم قلة في الأصل. مَن بحثت عنهم عساف لم تجدهم، نيابة عنهم حضر ممثولون عن الأجيال الجديدة، شباب مختلف كثيراً عن أسلافه وبالذات بمقدار الحزن الشديد الذي يسكن أعماقه. فالجيل الأول كان فطرياً عفوياً يتعايش في تناغم مع محيطة أما هؤلاء فموزعون بين تيارات جديدة وآخرى قديمة يحنون اليها في صمت انفضح حين شاهدوا، وهم في أمكنة بعيدة عن موطنهم الأصلي، أشرطة الفيديو القديمة التي صورتها المخرجة أثناء زياراتها الأولى وكانوا أغلبيتهم وقتها صغاراً فيها. اعادت تلك الأشرطة لهم ذكريات الماضي فبكى الكثيرون منهم عليها حزناً، ولهذا اتسمت العودة الثانية الى الجزر بالآسى والحزن العميقين  على عالم بريء تغير نحو عالم مادي مخيف لا يخفف من قسوته سوى الحفاظ على ما تبقى من ماضي قريب رصده الفيلم الجديد عبر تفاصيل حياة عائلة قيد التكوين عمادها امرأة قوية ورجل خططا للبقاء والعيش على ذات الأرض. وإذا كانت تقاليد الزواج نفسها لم تعد كما كانت فجوهرها لم يتغير كثيراً والبساطة ظلت سمتها الأبرز فجزر النساء ينتمي سكانها الى البساطات الأولى الى العفوية والبراءة لكن تميزها الأعظم يكمن في انها جزر، للنساء فيها السطوة والحكمة، ولهذا فهي لا تشبه بقية جزر البحر ولا تشبه حياة سكانها ما على الأرض كلها من حيوات

الجزيرة الوثائقية في

10/06/2013

 

 

ما أحوجنا اليوم إلى هذا «المهرطق»

فريد قمر 

بعد عشرين عاماً على رحيله المفاجئ، يعيد «نادي لكل الناس» الإضاءة على تركة المخرج اللبناني. سنوات من البحث المضني كانت نتيجتها «أيام مارون بغدادي السينمائية» التي تبدأ اليوم، مترافقةً مع ندوات وعروض لأفلام روائية وتسجيلية لم تعرض من قبل، وإطلاق علبة تضمّ أعماله

بعد سنوات من العمل، استطاع «نادي لكل الناس» ضخّ الحياة في أوردة مارون بغدادي (1950 ــ 1993) من جديد. ابتداءً من اليوم، نحن على موعد مع «أيام مارون بغدادي السينمائية» الذي يترافق مع إطلاق علبة تتضمّن أعماله الروائية الوثائقية (راجع المقال المقابل). لم يكن بغدادي مجرد مخرج حلم بالعالمية وفاز بجوائز عدة أبرزها «جائزة لجنة التحكيم» في «مهرجان كان 1991» عن شريطه «خارج الحياة» (15/6).

لقد كان أحد أبرز كتّاب التاريخ في لبنان ومستشرفي الحرب ورواة فظائعها، حتى أنّ فيلمه الروائي «حروب صغيرة» (1981 ــ 14/6) يعتبر دليلاً على الأهوال التي تُرتكب باسم القضايا، فتبرز أهميته اليوم بعدما بدأت طبول الحرب تدقّ في مختلف أرجاء الوطن. هذا ليس تهويلاً كما لم يكن «بيروت يا بيروت» (10/6) تهويلاً يوم تجرّأ بغدادي على تظهير ما خشي كثيرون من إعلانه قبل أشهر من اشتعال حرب قضت على كل شيء ولم تقض على السينما. على العكس، أفرزت جيلاً جديداً أوّله بغدادي الذي رأى في الحرب حجةً لضرب أسس السينما الكلاسيكية اللبنانية. ثار على السائد، مُطلقاً نمطاً غريباً على الفن السابع الذي كان يعيش تأثيرات السينما التجارية المصرية. مع بغدادي، لم يعد «السكريبت» وحده يرسم الأحداث، بل سلّم المهمة للكاميرا وللممثلين ولاختيار المشاهد. معه بدأنا نشاهد اللقطات الصامتة، وترك الصورة وحدها تتكلم. أكثر من ذلك، لقد عهد بجزء من البطولة الى الجمهور نفسه، مطلقاً أول خطوط السينما التفاعلية أو «الأثر المفتوح» عبر رميه كمية من الصور والأفكار من دون أن يتبعها باستنتاج أو حكم، تاركاً للجمهور التفاعل معها. هذا الأسلوب (بلغ ذروته في «خارج الحياة») جعل بغدادي مفتتح الحقبة الجديدة من السينما اللبنانية كما يقول الناقد والكاتب إبراهيم العريس في كتابه «الحلم المعلّق» الذي سيُعاد اصداره ضمن المهرجان. ما فعله بغدادي أنّه خلق حواراً سينمائياً بينه وبين أقرانه، فتأثر أحدهم بالآخر أمثال برهان علوية الذي حرّضته أعمال بغدادي على «لبننة» أعماله أكثر، ومقاربة الحرب بأسلوب جديد. شكّل مع بغدادي الحجرين الذي قامت عليهما سينما تلك الحقبة. والأمر نفسه انسحب على رندا الشهال، وجوسلين صعب، وجان شمعون، وجان كلود قدسي. كان «بيروت يا بيروت» من الأعمال التي شكلت انطلاقة سينما الواقع اللبنانية بأسلوبها الجديد. بدأنا نرى مزجاً بين اللقطات المصنّعة وتلك المسروقة من الواقع لتضفي صدقية مشهدية كانت مفقودة. ربما كان ذلك نتيجة تأثر بغدادي بالسينما الأوروبية التي كانت البديل النخبوي للسينما الأميركية في عز سيطرتها التجارية. أما فكريّاً، فكانت أعماله متحررة من الاعتبارات السياسية، حتى تلك التي قسمت الفنانين بين تيارين آنذاك. بغدادي لم يراع الفريق السياسي الذي تعاطف معه، بل كان أشد قسوة عليه، حريصاً على نقل الحقائق. لم يكن وحيداً بين السينمائيين «الرؤيويين» آنذاك، لكنه كان أبرزهم. عرف أنّ الحرب مرحلة عابرة، ومهمته هي ملاحقة آثارها ومآسيها. كان مؤرخاً لما هو أبعد من الحدث، وما هو أبعد من الحرب. كان الجهد في بناء شخصيات أعماله مرهقاً، ولعلّه كان من أوائل الذين اختبروا الستانيسلافكية السينمائية بين أقرانه، وعمل على إعداد الممثل قبل منحه الأدوار. هذا ما رأيناه في «خارج الحياة» الذي أهّله بناء شخصياته للفوز بجائزة «كان».

سياسياً، قدم بغدادي السينما السياسية بأسلوبها العلمي، لا بسرد الوقائع ووجهات النظر بل بمفهومها الأعمق عبر تظهير الحراك الاجتماعي والمنظومة القيمية التي قبضت على مفاصلها. هكذا تُفهم الحرب وتجرَّد من العواطف. يبدو ذلك سهلاً بعد انقضاء الحرب، لكن انجازه في عهدها تحدٍّ لكل مخرج. مَن ذلك الذي يستطيع مواجهة كل الميليشيات بأفلامه والصمود أمام ذلك العصف من الايديولوجيات؟ بغدادي كان مهرطقاً بتبنيه المواطنة في بلد تنهشه العصبيات الطائفية، واللاعنف في زمن الرصاص. حتى هذا الالتزام، لم يكن عبثياً، فهو لم يكن منفصلاً عن الواقع. كانت له آراؤه السياسية أيضاً. هذا يظهر في أعماله وأبرزها «تحية إلى كمال جنبلاط» (12/6) و«كلنا للوطن» (11/6). كان مؤمناً بقضايا ولم يؤمن بالأحزاب، والأهم أنّه لم يؤمن بأنّ هناك قضية ــ مهما كانت مقدسة ــ تستحق تدمير الوطن والقتل والذبح من أجلها. مارون بغدادي كم نحتاج إلى أفلامك اليوم!

«أيام مارون بغدادي السينمائية»: ابتداءً من اليوم حتى 15 حزيران (يونيو) ــ «مسرح المدينة» (الحمرا) ــ 01/343101

ندوات

ندوات الحدث: «أصدقاء لمارون عملوا معه» (11/6) مع إبراهيم العريس، حسن داوود، وفؤاد نعيم، و«مارون في ذاكرة عارفيه» (12/6) مع زوجته ثريا بغدادي وشارل غسطين، و«مارون مصوراً الحرب» (13/6) مع سمير فرنجية، إلياس خوري، وفواز طرابلسي، و«تجارب سينمائيين شباب» (14/6) مع هادي زكاك، وميشال كمون وإيلي خليفة.

الأخبار اللبنانية في

10/06/2013

 

بحثاً عن السينما اللبنانية الضائعة

محمد همدر 

يتحدّث مدير «نادي لكل الناس» نجا الأشقر عن عملية البحث المضنية التي أخذها على عاتقه النادي بغية تجميع أعمال السينمائي اللبناني الراحل، وترميم بعضها، وعرض وثائقياته التي لم يُتح للجمهور العريض مشاهدتها

بعد 20 عاماً على رحيله، يحتفي «نادي لكل الناس» بدءاً من اليوم بـ«أيام مارون بغدادي السينمائية» الذي يستمر حتى 15 الجاري في «مسرح المدينة». يضمّ المهرجان مجموعة من أفلام الراحل وعروضاً أولى لأفلام تمّ العثور عليها، بالإضافة الى ندوات وإطلاق علبة تحوي أفلامه الروائية والوثائقية.

«أيام مارون بغدادي...» هو المشروع الأول لتكريم السينما اللبنانية المستقلة الضائعة أو المهملة التي أخذها «نادي لكل الناس» على عاتقه بعد افتقار الساحة الى سينما تواكب التطورات السياسية والتغيير خلال سنوات ما بعد الحرب الأهلية على حد تعبير مدير النادي نجا الأشقر. في ذكرى رحيل المخرج العاشرة عام 2003، عرض «نادي لكل الناس» ثلاثة أفلام روائية لمارون «حروب صغيرة» (14/6)، «خارج الحياة» (15/6) و«بيروت يا بيروت» (اليوم) الذي تبيّن عام 1999 أنّ وزارة الثقافة تحتفظ بنسخة نادرة منه (35 ملم) في حالة رديئة. استلزم إخراج هذه النسخة وترميمها ثلاث سنوات. يومها، أثارت العروض نقاشاً جديداً حول الحرب والقناعات السياسية والذاكرة بحضور عدد كبير ممن شارك في تلك الأفلام كعصام الحاج علي، رفيق علي أحمد، رفيق نجم، ومجدي مشموشي...

وصلت أصداء العروض الى ثرّيا بغدادي زوجة مارون في فرنسا التي لم تتمكن من تلبية الدعوة للمشاركة لكنها ستلتقي نجا الأشقر بعد سنوات، ليتفقا على المضي في مشروع إعادة أفلام مارون بغدادي الى الجمهور. أثناء هذه الرحلة، أصدر النادي أفلام برهان علوية وكريستيان غازي، الى أن جاء اليوم دور مشروع بغدادي الذي أبصر النور بعد سبع سنوات من العمل. البحث عن أفلامه كان أشبه بالبحث عن مارون نفسه في الأماكن التي مرّ بها، وعاش فيها، مع أصدقائه، وعائلته، والأحزاب التي عمل معها. كان بحثاً عن ذاكرة تقاوم طيّها، ارتبطت بالحرب التي عايشها وأكلت نيرانها وسرقت ميليشياتها الكثير من الأفلام والصور. ومع تقدّم البحث، بدأ شريط تلو آخر بالظهور من منزل مارون في فرنسا وما احتفظت به العائلة الى بعض الأفلام التي يملكها أصدقاء مارون ورفاقه. مثلاً، اتصل المخرج والممثل جوزف بو نصّار بنجا الأشقر ليبلغه بأن صديقاً له يحتفظ بنسخة فيلم لمارون وصلت إليه بالمصادفة. وحتى الأمس القريب، واصل نجا البحث عن نسخ ضائعة، ومنها ما لم يعرض أبداً. بعد تجميع الأفلام في بيروت، بدأت عملية ترميمها والبحث عن التمويل الى أن صار ممكناً للجمهور اليوم مشاهدة أعمال بغدادي التي سيصدرها النادي في مجموعتين، مجموعة الأفلام الروائية ومجموعة الأفلام الوثائقية. لكن الأهمّ هو ما تحمله «أفلام الكواليس» وهي أعمال وثائقية قصيرة خاصة بأغلب أفلام بغدادي وبالظروف التي أنجزها فيها (تحمل توقيع كل من فرح علامة، ورنا المعلم ومروان خنيفر تحت إشراف هادي زكاك).

يعتبر نجا الأشقر أنّ سينما مارون بغدادي تجسد جيلاً كان يبحث عن وطن وعن مفهوم المواطنة، عدا أنّها وثّقت الحرب ومتغيراتها ومجتمعها. أيضاً، هي تشكّل نافذة على محطات مهمّة من الماضي قد تحمل الكثير من الأجوبة على تساؤلات جيل اليوم وجيل الغد. هذا ما سنراه في يوميات الجنوب خلال الاحتلال الإسرائيلي مع «أجمل الأمهات» (12/6)، و«كلنا للوطن» (11/6)، و«حكاية قرية وحرب» (11/6) والأخير نسخة مصغّرة لـ«كلنا للوطن» عرضه الراحل غسان تويني في الأمم المتحدة في اليوم نفسه الذي شهد إصدار القرار 425، وفيلم «عاشوراء» الذي سيصدر ضمن المجموعة الوثائقية من دون عرضه في المهرجان. الشريط يوثّق من دون تعليق ولا مقابلات، مراسم إحياء ذكرى عاشوراء في النبطية عام 1981 بعين مارون بغدادي. وفي الأفلام الروائية، سيتسنى للجمهور مشاهدة «بيروت يا بيروت» (اليوم) الذي اعتُبر مفقوداً، بالإضافة الى الفيلم التلفزيوني «لبنان العسل والبخور» (15/6).

يرى نجا الأشقر أنّ المشروع بمثابة إضاءة على دور من شاركوا في صناعة السينما اللبنانية، مؤرخاً للحقبة التي شهدت فيها السينما انعطافة مهمة بعدما كان لبنان ينتج الكثير من الأفلام من دون مضمون ولا فائدة كما يقول السينمائي برهان علوية الذي سيقدّم شهادته عن مارون في أحد «أفلام الكواليس».

الأخبار اللبنانية في

10/06/2013

 

الغرفة 666 | التجربة المبتورة

يزن الأشقر 

أثناء «مهرجان كان» عام 1982، طرح المخرج الألماني فيم فيندرز سؤالاً على مجموعة من المخرجين المشاركين في المهرجان، هو: «هل السينما لغة اقتربت من الضياع، فن اقترب من الموت؟»، ثم جمع فيندرز الإجابات في فيلم تسجيلي قصير بعنوان «الغرفة 666». وكان مارون بغدادي واحداً من المخرجين الذين أجابوا عن السؤال. يبدأ بغدادي إجابته بأحد التساؤلات الأكثر شيوعاً في السينما والفن عموماً. «مشكلتي مع السينما، مع الأفلام التي أشاهدها والمخرجين المعجب بأعمالهم الذين يؤثرون على أعمالي، هو كيف تصنع فيلماً من دون أن تصبح كثير الإشارة إلى نفسك؟». قد تبدو الإجابة تقليدية، لكنها جديرة بالتوقف عندها أيضاً. من أين نستمد فكرة إن لم تكن من الحياة المعيشة يومياً؟ «صناعة فيلم هي عن قلق الإبداع»، يكمل بغدادي إجابته. هذا القلق المشروع هو هاجس لدى المبدعين. والخوف من البقاء في فكرة متكررة، هو خوف على عملية الإبداع نفسها. مسيرة بغدادي السينمائية تلازمت مع الحرب الأهلية. كمخرج مقرب من اليسار، وجد نفسه في بيئة تطلبت نوعاً من الالتزام، ووضع أفلامه في خدمة رؤية سياسية تعكس الواقع. التداخل بين الاثنين قوي جداً كما يقول في سياق اجابته عن مستقبل السينما، ومستقبل أفلامه أيضاً. بعد «حروب صغيرة»، غادر إلى فرنسا للبدء بمرحلة جديدة في حياته، وهناك أخرج «الرجل المحجّب» (1987) وعدة أفلام تلفزيونية أخرى، لكن ثيمة الحرب ظلت موجودة بشكل أو بآخر في أعماله، وصولاً إلى «خارج الحياة» (1991 - الصورة) الذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع لارس فون تراير في فيلمه «يوروبا». بقي بغدادي رهينة سينمائية لدى الحرب كما كان الصحافي الفرنسي باتريك بيرو في فيلمه الفائز، قبل أن تأتي وفاته المأسوية وتبتر مشاريعه المستقبلية، وتقطع علينا فرصة متابعة تجربة مميزة توقفت قبل الأوان.

الأخبار اللبنانية في

10/06/2013

 

أفلام تسجيلية عن الحرب والاحتلال... وزمن المقاومة الأول

محمد همدر 

اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية بعد أيام على عرض باكورته الروائية «بيروت يا بيروت» عام 1975 حوّل دفّة مارون بغدادي الى الأفلام التسجيلية. أنجز عدداً من الأعمال التي توثّق للنصف الثاني من السبعينيات في لبنان، خصوصاً في بيروت والجنوب، محاولاً حفظ ذاكرة جماعية ورصد حالة اجتماعية من خلال شخصيات آتية من بيئات متناقضة تفصل بينها خطوط التماس ومعابر الاحتلال وتتشارك في رسم صورة مجتمع الحرب.

هذه الأفلام تسهم أيضاً في رسم بورتريه عن شخصية بغدادي وقناعاته السياسية التي ستشهد تغييرات في السنوات الخمس الأولى لاندلاع الحرب وسيحاول دوماً تمرير نقد ذاتي عبر الصورة والمونتاج. بعض هذه الأفلام لم يعرض من قبل، ومنه ما عرض لمرة واحدة في مناسبات حزبية، لكنّ «نادي لكل الناس»سيقدمها ضمن «أيام مارون بغدادي السينمائية». هكذا، سنشاهد «تحية إلى كمال جنبلاط» (1977ــ 57 د ـــ 12/6) الذي أنجزه بعد اغتيال كمال جنبلاط الذي كان مارون منحازاً لأفكاره. هنا، سيتنقّل مارون بين أكثر من عالم محاولاً الإحاطة بأثر غياب جنبلاط على الساحة السياسية اللبنانية. سيعود للالتقاء به في آخر الفيلم ضمن مقابلة في باحة قصر المختارة ثم سيظهر أقسامه وغرفه خالية صامتة بعد رحيل الأب. سيعود بغدادي مراراً إلى جنبلاط من خلال أرشيف صور وكلمات ومقابلات تبرز الجانب المثالي لمؤسس «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي سيتكلم عن إصلاح النظام والقضاء على الفساد بينما ينتقل مارون على وقع كلماته ــ من خلال الأرشيف أيضاً ــ الى الواقع المختلف على الأرض حيث المقاتلون وعمليات القنص والإعدام. من كمال جنبلاط، سننتقل إلى وثائقيات عن الجنوب اللبناني. بعد اجتياح عام 1978، ينطلق بغدادي مع المصوّر حسن نعماني الى الجنوب حيث أنجز «أجمل الأمهات» (29 د ـ 12/6). فيلم دعائي لـ«منظمة العمل الشيوعي» يمزج بين يوميات المقاتلين على الجبهة الجنوبية خلال تحضيرهم لعملية ضد الاحتلال وبين شهادات أمهات وأفراد عن الشهداء الذين فقدوهم في معارك ضد الاحتلال. تكمن أهمية الشريط في توجيه تحية الى زمن المقاومة الأول، إذ يُظهر مختلف الانتماءات الطائفية والمناطقية للمقاومين والشهداء. والأهمّ أنّه يوثّق لمفردات تلك الحقبة وللمقاومين الذين لم يفصلوا بين مسيرة المقاومة ومسيرة علمنة النظام وإصلاحه وإرساء المساواة ودعم الطبقة الكادحة.

من الجنوب أيضاً، يخرج «كلنا للوطن» عام 1979 (74 د ـ 11/ 6) من إنتاج «الحركة الوطنية». سيُفتتح بجنازة شاب جنوبي، ثم تدخل كاميرا مارون الى المجتمع الذي يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي. لهذه الأفلام أهميتها في التأريخ السياسي حيث تبرز حقبة الالتحام بين القوى المشتركة (الأحزاب اليسارية والقومية والفلسطينية) خلال مواجهة الاحتلال بموازاة بدء التلاحم بين العقيدة الدينية والسياسية لدى أهل الجنوب. من مشاهد «كلنا للوطن» و«أجمل الأمهات»، أخرج مارون نسخة قصيرة بعنوان «حكاية قرية وحرب» (24 د ـ 11/6) مع تعليق بالإنكليزية عرضها الراحل غسان تويني في الأمم المتحدة في اليوم الذي صدر فيه القرار 425.

الأخبار اللبنانية في

10/06/2013

 

مارون بغدادي بيننا... تعـويذة ضد الحرب

خارج الحياة

بيار أبي صعب 

برحيله المفجع منذ عشرين عاماً، انطوت قبل أوانها حكاية جيل لم يقل كلمته الأخيرة. إنه جيل «الأحلام المعلّقة»، من وحي عنوان كتاب لإبراهيم العريس عن تجربة الراحل. شارك في كتابة مرحلة أساسيّة من تاريخنا السياسي والثقافي، واستقال من دون أن يصل إلى نهاية مشروعه. صاحب «خارج الحياة» تماهى مع بيروت مدينة الحرب التي رواها وصوّرها في أفلامه الروائيّة والتسجيليّة، ثم تخاصم معها وحملها إلى باريس، لعنة مضيئة نقلها إلى جان بول مارا.

وذات يوم عاد مارون بغدادي إلى بيروت ليتصالح معها عبر تحقيق فيلم عن الغفران. حملته أوهام الحريريّة، في زمن السلم القسري والجمهوريّة الثانية، فكان أن قفز «خارج الحياة». تلك «القفزة» الملتبسة رأى فيها صديقه جوزف سماحة «قضاءً لا قدراً» (الجديد)، ومجازاً عن نهاية المشروع اليساري. كلماته أمام كاميرا فيم فندرز في «الغرفة ٦٦٦» من فندق مارتينيز خلال «مهرجان كان»، حيث جاء يقدّم «حروب صغيرة»، لها اليوم وقع خاص: «لفرط انخراطنا في تصوير الحياة، ننسى أن نعيشها». كان ذلك في ربيع ١٩٨٢، عشيّة الاجتياح الاسرائيلي للبنان. بعدها بأكثر من عقد، ترك لنا السؤال ومضى. واليوم إذ نحيي ذكرى السينمائي في مدينة فقدت نقاط ارتكازها القديمة، نستعيد ذلك السؤال. نستعيد حياته وأعماله بحثاً عن كلمات ووجوه نسيناها، عن إشارات فاتتنا، عمّا تبقّى من ذلك المشروع المؤجّل… عن وصفة (سحريّة) لزمن الصراعات المصيريّة والخيارات الصعبة.

يمكنكم متابعة بيار أبي صعب عبر تويتر PierreABISAAB@

 من البرنامج

«بيروت يا بيروت» (1975) ـ 110 د ـ 10/6

أنجز مارون بغدادي فيلمه الروائي في حقبة مفصليّة من تاريخ لبنان مليئة بالتحولات السياسية والاجتماعيّة التي ستنعكس على شخوص الفيلم: كالمحامي الناصري المنتمي إلى عائلة برجوازية إسلامية، والمثقف المسيحي البرجوازي، والعامل الجنوبي، والطالبة البرجوازية المسيحية.

«همسات» (1980) ـ 93 د ـــ 13/6

شريط تسجيلي (فكرة الراحل غسان تويني) يوجّه تحية إلى ناديا تويني وبيروت ولبنان. تنتقل الشاعرة الراحلة بين بيروت، وصور، والبقاع بعد خمس سنوات على الحرب. تقابل الكاميرا العديد من الوجوه، منها عدنان القصار، عبد الحليم كركلا، فؤاد السنيورة، زياد الرحباني...

«حرب على الحرب» (1984) ـ 27 د ـ 13/6

يوثّق الشريط مأساة الحرب الأهلية من خلال بورتريهات صامتة تروي يوميات من تلك الدوامة قبل الانتقال إلى مشاهد تصوّر الإصرار على العيش ومتابعة الإنتاج والإعمار مع مشاهد نادرة للمحاولة الأولى لإعمار وسط بيروت حيث تظهر المباني المدمرة في مواجهة المباني المرمّمة.

«حروب صغيرة» (1981) ـ 110 د ــ 14/6

حاول طلال الهروب من جوّ عائلته، لكن سرعان ما يجد نفسه أمام حادثة خطف والده الزعيم الإقطاعي. هذا الواقع يحّول طلال زعيماً إقطاعياً. إنه الفيلم الروائي الثاني لبغدادي أنجزه على هامش الحرب الأهلية. وقد عرض العمل ضمن تظاهرة «نظرة ما» في «مهرجان كان السينمائي».

«خارج الحياة» (1991) ـ 94 د – 15/6

يحكي الفيلم قصة المصوّر الفرنسي باتريك بيرو الذي يلتقط صوراً من الحرب الأهلية في بيروت. يختطفه شبان مسلحون لنذهب في رحلة إلى لحظات سجنه الأليمة. وقد أضاء الشريط على حياة المقاتلين اليومية، وحاز على جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان» مناصفةً مع فيلم آخر.

مواد إعلانية ـ 12 د ـ 14/6

ضمن المهرجان، تُعرض مواد إعلانية أخرجها بغدادي عن «الصليب الأحمر» (8 د)، وجريدة «السفير» (4 د). وتتضمن الأخيرة لقطة لناجي العلي خلال رسم حنظلة. وتضم الأفلام التي يطلقها المهرجان في علبته الأثيرة، 13 دقيقة أُنقذت من فيلم «تسعون» عن ميخائيل نعيمة.

الأخبار اللبنانية في

10/06/2013

 

زوم 

الممثل مخرجاً في معادلة سينمائية مضمونة الإبداع...

بقلم محمد حجازي 

شغل بالنا ليوناردو دي كابريو الأسبوع الماضي عندما أعلن رغبته في تجربة الإخراج مبتعداً عن التمثيل لأنه ما عاد عنده من إضافات يقدّمها كممثل أمام الكاميرا، فربما كان أقدر على ذلك من خلفها.

لكن المشكلة إعلان هذا الممثل (38 عاماً) أن الإخراج مهنة صعبة، ومهمة لا يمكن معرفة حدود لأفقها أبداً، وبالتالي فهي تحتاج تركيزاً وجهداً خاصين للفوز بأفضل النتائج. والحقيقة أننا تناولنا هذا الموضوع في افتتاحية صفحتنا لمجرد الكلام عن الممثلين الذين وقفوا خلف عين الكاميرا، وأداروا زملاء الأمس بمودة، ومن هنا عرفوا مدى ما يعانيه المخرج في علاقته مع الممثلين خلال التحضير والتنفيذ.

مؤخراً أعلن كلينت ايستوود (83 عاماً) أنه لن يكف عن الإخراج ما دام فيه رمق من حياة، كما أشار روبرت ردفورد (77 عاماً) إلى أن ما يعطيه أملاً في يومياته، ويجعله في غبطة أن يقف بكل ثقة أمام جمهرة من الممثلين والكومبارس ويقول: «آكشن».

والمسألة هنا تنسحب على كيفن كوستنر الذي كان غريباً بعدما نال أوسكار أفضل فيلم عن «يرقص مع الذئاب»، ألا يعود إلى هذه المهمة من جديد، وقد أثبت أنه أهل لها، لكنه عائد أخيراً ممثلاً في شريط يجري الإعلان عنه بعنوان Man of steel... في غياب غير مبرر، وحضور لم يدر أحد سبب توقيته الآن لإستعادة ما كان لهذا الفنان من احترام وقوة حضور.

ويخطر ببالنا سريعاً أحد أهم وأصعب الممثلين - مدمر المخرجين - الذي يحبه الجميع فناناً ولا يحبون العمل معه في أي موقع فني، لأنه قد يدفع من يتعامل معه إلى الانتحار.. داستن هوفمان (76 عاماً) خاض تجربة الإخراج مع فيلم Quartet وأدار عدداً من زملائه (ماغي سميث، توم كورتناي، ومايكل غامبون) الذين أعلنوا كم كان هادئاً، متفاهماً لم ينفعل ولا مرّة، ومضت أسابيع التصوير على خير، ودونما صراخ واحد، بما يعني أن الممثل حين يصبح في المقلب الآخر من العمل يصير يقدّر جهد المخرج، وما يتكبّده من مشقة في إنجاز مهمته.

والبعض اعتقد، وأعلن ذلك صراحة، من أن نجومية الممثلين تخدمهم في عملهم خلف الكاميرا لجهة شهرتهم، بدليل فوز كوستنر بالأوسكار، وها هو بن أفلك ينال التقدير نفسه هذا العام مع عمله الذي قيل إن جائزته كانت سياسية Argo في إشارة إلى إيران، لكن هؤلاء لا يُدركون طبعاً بأن الشهرة لا تستطيع أياً كانت أن تصنع فيلماً جيداً، وهو ما قاله جورج كلوني الذي قدّم عدداً من الأفلام القوية يتقدمها The Ides of March والدور الذي لا يُنسى للممثل القدير والشاب رايان غوسلنغ.

هذا المناخ ينسحب على وودي ألن، شون بن، أنطوني هوبكنز، لكن وحده مات دامون الممثل المتميّز، الذي سبق وعرفته هوليود كاتباً متميّزاً للسيناريو متعاوناً مع صديقه بن أفلك في فيلم Good will Hunting الذي كتباه عام 97 وكان فاتحة خير وشهرة عليهما فيما بعد كممثلين، فأخرج أفلك، ولم يفعلها دامون، في وقت أعلن غوسلنغ بالمناسبة انه بصدد التحضير لأول فيلم من اخراجه، وهو جاد تماماً في التحوّل إلى الإخراج لأن عنده الكثير مما يريد قوله.

بنيسيو دل تورو الممثل الرائع، عنده أفكار إخراجية كثيرة ومهمة، وكلما قالوا له لماذا لا تجرّب دخول الميدان مخرجاً؟ يرد: إنه العمل الوحيد الذي لا أتصوّر انني انسجم معه لأن لا مسافة بيني وبين الجنون، ولا أريد أن أفقد شيئاً من رصيد علاقاتي العامة لكي أؤمّن ربحاً مؤقتاً في جانب ما من الفن.

الممثل سيّد موقعه أمام الكاميرا، فإذا ما استدار حولها وكان نبيهاً، استقرت حياته المهنية وبات صورة متكاملة من أمام وخلف، وبالتالي لا مجال لأي خلل في الصورة الحقيقية.

«الآن تراني»: عندما يتحوّل السحرة إلى لصوص يوزعون المال على الفقراء

«ويل سميث» يرعى بطولة نجله «جادن» منتجاً وكاتب قصة وحضوراً شرفياً

«بعد الأرض»: مئة دقيقة من الإستعراض المشهدي ورسائل التربية البيتية...

الحدث السينمائي الكبير هذه الأيام هو عودة المخرج الهندي الأصل م. نايت شيامالان إلى نشاطه وجديده وابتكاراته من جديد بفيلم: (After Earth) الذي باشرت أميركا عرضه في 31 أيار / مايو الماضي، وشاهدناه في عرض خاص يوم 4 حزيران/ يونيو الجاري، وبوشر عرضه في الصالات اللبنانية بدءاً من السادس من حزيران/ يونيو الجاري في نسخة مدتها مائة دقيقة، وتوزعها كولومبيا في انتاج وبطولة وقصة لـويل سميث وسيناريو تعاون عليه شيامالان وغاري ويتا.

مخرجنا (43 عاماً) يقدّم هنا فيلمه العاشر مخرجاً وكاتباً، بعد:

- (The last Airbender) (2010).

- (The Happining) (2008).

- (Lady in the water) (2006).

- (The village) (2004).

- (Sings) (2002).

- (Unbreakable) (2000).

- (The Sixth sense) (1994).

- (Wide Awake) (1998).

- (Prayeng) (1997).

«بعد الأرض» شريط خاص جداً، تحفة مشهدية خالصة، يبدو معها ويل سميث وكأنه يبارك عملاً من بطولة نجله جادن في شخصية كيتاي رايج الفتى نجل الجنرال سيفر رايج (ويل) والذي يريد أن يحمل صفة جوّال، يعني البطل القادر على الخروج في مهمات عديدة، في موقع البشر الجديد خارج نطاق الأرض التي جرى ترحيل الناس عنها لأنها ما عادت تصلح للحياة، وجرى اختيار مكان ما في أحد الكواكب نقل إليه من تبقّى من أهل الأرض اثر تعاظم الحروب والمواجهات والأسلحة المدمرة، لكن الأب الجنرال يتملص من المسؤولية حول هذا الموضوع، ولا يريد لإبنه أن يكون جوّالاً معتقداً انه صغير السن، وعوده ما زال طرياً، ولا يكفي أن يكون والده بطلاً وجوّالاً حتى يكون هو كذلك أيضاً.

موقف صعب بين الطرفين.

الأب في مرحلة ضعف، وتقدّم في السن، والمرض، بينما كيتاي يريد خوض التجربة والخروج منها بطلاً مثل والده تماماً، وتنصح الوالدة النبيهة نجلها كما زوجها باستغلال فرصة تقاربهما، وتنازل سيفر قليلاً عن جدّيته في مواجهة الابن وأمضيا معاً وقتاً مقبولاً قرّر بعده كيتاي مباشرة الرحلة بعدما اعترض سيفر على خوضها، فقفز أمامه من علو شاهق هبط إلى الأرض، وراح يناور وحشاً عملاقاً طائراً واكبه حتى باشر «سيفر» محادثته من خلال التخاطب الذهني، وكلما تمنى عليه شيئاً فعله، مما جنّبه مخاطر قاتلة خلال محاولته إكمال رحلة التخشين للفوز باللقب من دون أن يصرعه حيوان أو مخلوق من اي نوع.

السيناريو يمرر الفتى في الكثير من المصاعب، يدخل باطن الأرض، يكاد يغرق في الماء، أو يختنق بالأغصان، أو تلدغه حية، أو يبتلعه وحش، أو يمزقه آخر... كل هذا والفتى لم يبق في باله سوى إثبات رجولته، وجدارته لوالده البطل الذي كاد يذوي ويتبخر من كثرة حزنه على ضياعه، فقد غاب عن شاشة المراقبة عنده بعد مواجهته لوحش في حجم الديناصور، لكن من أنقذه طائر عملاق هو نفسه الذي خسر واحداً من المخلوقات التي فقست من بيضها، لذا فقد سحبه وهو غائب عن الوعي ووضعه في مكان آمن، مخبأ بحيث لا يعثر عليه أي حيوان.

ويل سميث أنتج ووضع القصة وبارك حضور إبنه في الفيلم، لكنه بكل بساطة يدعم موهبة لافتة يبلغ صاحبها في الثامن من تموز/ يوليو المقبل الـ 15 عاماً، وكان عرف جيداً في النسخة المستعادة من «طفل الكاراتيه» عام 2010.

Now you see me

هذا الشريط أيضاً باشرته الصالات الأميركية يوم 31 أيار/ مايو الماضي، واستقبلته الصالات في السادس من حزيران/ يونيو الجاري في 116 دقيقة، صُوّر في لاس فيغاس نيفادا - أميركا، بميزانية بلغت 70 مليون دولار مع المخرج لويس لو تيرييه الذي استند إلى قصة وضعها باز يوكن، وإدوارد ريكورت، وقاما بكتابة السيناريو بالتعاون مع إد سولومون في شريط تعاون على انتاجه بوبي كولين، أليكس كورترامان، وروبرت ويسي، وتولت التوزيع شركة Summit.

القصة تدور حول مجموعة من الشباب الذين يتولون أعمال السحر وألعاب الخفة بأحد كازينوهات لاس فيغاس، وفي الوقت نفسه هم يخططون لسرقات كبيرة من دون انتباه أحد، دائماً هناك خفة في أخذ ما يريدون، وعندما ينتبّه المتابعون لحقيقة ما يفعلون يتحركون للقبض عليهم من خلال دوريات الـ «أف.بي.آي» بقيادة العميل ويلان رودس (مارك روفالو) ودائماً من دون نتيجة فلا توجد بصمات، ولا صور ولا إثباتات تدل على تورطهم.

فريق السرقة مؤلف من جي دانيال أطلس (جيسي ايزنبري)، ميريت مايكنغ (وودي هارلسون)، هينلي رومس (ايسلا فيشر) وعرّابهم ارثر تريسلر (مايكل كين) بينما كان يسعد لإنجازاتهم التي يوفقوا بها دائماً تاديوس برادلي (مورغان فريمان).

ومن خلال التصوير السريع (ميتشل اموندن، ولاري فونغ) والكاستنغ المميّز (كارمن كوبا) والموسيقى المعبّرة (برايان تيلر) واكبنا فيلماً ظريفاً ذكياً، فائق التميّز في إيقاعه وموضوعه

تصوير

خيبر: اليهود أكثر حضوراً...

«ابن سلول»، حي بن أخطب، شاس بن قيس، كعب بن الأشرف، سلام بن الحقيق وولداه: الربيع وكنانة. كلهم من اليهود الفاعلين في السنوات الأولى لهجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أضاء عليهم الكاتب يسري الجندي في أحدث أعماله التلفزيونية: خيبر، إخراج محمد عزيزية مع فريق كبير من الممثلين العرب التقوا في القاهرة بينهم اللبناني بيار داغر الذي بات عمله العربي أكثر حضوراً وتميّزاً، ومن سوريا: سلافة معمار، أيمن زيدان، جهاد سعد، قمر خلف، باسم قهار، روعة ياسين، ومن مصر: سامح الصريطي، سناء شافع، أحمد عبد الحليم، عايدة عبد العزيز.

الجندي الذي عرفنا له: سقوط الخلافة، الطارق، واقدساه (مسرحية) يُؤكّد أن حضور الشخصيات الإسلامية سيكون قليلاً في «خيبر»، لأن التركيز على الدور اليهودي الفاعل في محاولة تفتيت العرب وتفريق صفوفهم.

«عمدت في المسلسل لأن أفضح سمات اليهود، وأفكارهم وأساليبهم ودهائهم، ومدى العداء المستحكم بينهم وبين العرب منذ أيام النبي موسى عليه السلام».

عامان أمضاهما الجندي في كتابة نص «خيبر». 

مشروع

ردفورد سيداً أمام وخلف الكاميرا...

ساعتان من المماحكة الدرامية قدّمها النجم الكبير روبرت ردفورد (77 عاماً) أمام وخلف الكاميرا في شريط (The Company you keep) انتاج العام المنصرم عن قصة نيل غوردن وضع لها السيناريو ليرن دوبس ولعب  بطولتها ردفورد في دورين مزدوجين: جيم غرانت، ونيك سلوان، والثابت انهما واحد حقيقي والثاني متخفٍ منعاً لوقوعه في فخ البوليس، بعدما ظل ثلاثين عاماً متوارياً لإثبات براءته وكان يريد في هذه الفترة ألا يترك وراءه من يتأثر بإدانته من عائلته أو المحيطين به.

أراد بطلنا البقاء هارباً، لا أحد يطاله إلا في مرحلة متقدمة حيث لا يعود أحد سيدفع الضريبة عنه، لذا فإن اعتقاله على يد فريق من الـ «أف بي آي» يقوده العميل كورنيليوس (تيرانس هاوارد) جاء نهاية غير مزعجة له إطلاقاً، فهو نفسه أراد نهاية مريحة وللجميع.

الصحافي الواعد بن شيبارد (شيا لابوف) هو  الذي نجح بنباهته في الكشف عن شخصيته ومكان وجوده لا بل هو كتب مقالات عنه تعيد التذكير بالجريمة التي ألصقت به ولم يستطع الفكاك منها، ولم ينفعه كثيراً شقيقه دانيال (كريس كوبر) في انقاذ ابنته الصغيرة ايزابيل غرانت وتلعب دورها جاكي ايفانهو.

الشريط صوّر في فانكوفر، وكولومبيا البريطانية في كندا، بالاشتراك مع الكبيرة جولي كريستي في شخصية ثابتة وفاعلة

لقطات سينمائية

بدءاً من الأربعاء الماضي باشرت صالات مصرية عروضاً جماهيرية لشريط: هرج ومرج، أول أفلام المخرجة نادين خان الطويلة الروائية من انتاج دينا فاروق. وكان الفيلم حظي بجائزة التحكيم وآراء نقدية إيجابية في مهرجان دبي السينمائي الدولي عن نص لـمحمد ناصر، تمثيل: أيتن عامر، رمزي لينر، محمد فرّاج، هاني المتناوي وأسامة عطية، وصبري عبد المنعم، وسيد رجب.

{ «القشاش» عنوان الفيلم الجديد الذي يصوره المخرج إسماعيل فاروق، ويدير فيه: حورية فرغلي، دلال عبد العزيز، صلاح عبد الله، محمد فرّآج، عن نص لـمحمد سمير مبروك، يجري تصويره بين الاسكندرية وأسوان.

الانتاج لـ«نيو سانشري» التي سبق وتعاونت مع الممثلة فرغلي في عملين: مصور قتيل، ونظرية عمتي.

{ ديزني وتوشستون أطلقتا «تريلر» شريط «المتحدون» (The united) للمخرج الأردني أمين مطالقة، عن نص لـنزار وتاد يتناول انشاء اكاديمية كرة قدم، تقوم باكتشاف عدد من المواهب الرياضية العربية للعب في فرق أوروبية. فاروق الفيشاوي، وليد زعيتر (منتج وممثل في فيلم «عمر»، لـهاني أبو أسعد)، بثينة، أمين اسكندر، فايق بسيسو، حاتم الأحمر وسعد خالد.

{ الدورة السادسة عشرة من مهرجان «الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» أنهى فعالياته ليل أمس بعدما قدّم 52 فيلماً تمثل 30 بلداً، بوجود ثلاث لجان تحكيم تمنح جوائز هذه الدورة، التي رأسها كمال عبد العزيز، وأدارها محمد حفظي، وكانت انطلقت في الرابع من حزيران/ يونيو الجاري.. وعرض في الافتتاح شريط: يهود من مصر لـ أمير فرنسيس، وعرض شريط: البحث عن النفط والرمال, وفيه يظهر الملك فاروق الأول وبعض أفراد عائلته، من زوجاته وشقيقاته وذويه ثم تزلف لعدد من الأمراء وبعض السيدات من الحاشية.

المهرجان يحظى بسمعة دولية طيبة، وإقبال نقدي وجماهيري جيد.

{ شراكة جديدة يوقّعها مهرجان دبي السينمائي الدولي مع مهرجان بيارتيز لأفلام أميركا اللاتينية الذي يقام بين 30 أيلول/ سبتمبر و6 تشرين الأول/ أكتوبر 2013، ويقدم بيارتيز شريطاً عربياً واحداً عرض في دبي، ويتم اختيار منتج لكي يحضر مهرجان دبي في دورته العاشرة (بين 6 و14 كانون الأول/ ديسمبر المقبل).

والمطروح أن يعرض دبي عشرة من أفلام مهرجان بيارتيز، بحيث يتوفر للموزعين على اختلافهم، اختيار الأفلام التي يريدون شراءها بهدوء.

{ أمير في بلاد الأساطير، 30 حلقة غرافيك، أنتجه خالد حلمي وشارك فيه أحمد الشعار، أحمد عز، هاني سلامة، محمد هنيدي، إيهاب توفيق، هاني رمزي، دينا سمير غانم، هنا شيحة، وعبد الرحمن أبو زهرة .. ويعرض في أيام الشهر الكريم.

{ دماء تحت الأرض.. شريط سينمائي يخرجه غيفن بيتر مع الممثلة الأردنية هيام، رامي وحيد، وعلاء مرسي وأحمد بدير.

{ وزير الثقافة المصري د. علاء عبد العزيز وعد السيدة ماجدة واصف رئيسة مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية أنه سيسدد متأخرات الدورة الماضية المالية وسيدعم جميع التحضيرات للدورة المقبلة في 21 أيلول/ سبتمبر على مدى أسبوع.

{ السوبر ماريو .. في عملية إنقاذ عمال المناجم الـ33 في تشيلي بعد 69 يوماً من احتجازهم على عمق نصف ميل تحت الأرض. دور السوبر هذا يجسّده أنطونيو بانديراس في الفيلم الذي يتم تحضيره عن هذا الحدث لعام 2010، عن نص لـ ميكوالاني، وجوزيه ريفيرا ويلعب بعض شخصيات الفيلم: مارتن ستيفن، ورودريغو سانتورو.

{ تنطلق غداً في القاهرة فعاليات: لقاء الثلاثاء، وهو كناية عن صالون ثقافي تابع لجمعية كتّاب ونقاد السينما، حيث يستضيف نقاداً وكتاب سيناريو يعرضون تجربتهم لجيل جديد من النقاد والكتاب.

{ أعلنت روسيا رسمياً أنها بصدد التعاقد مع النجم ستيفن سيغال لكي تروّج لأسلحتها في الأسواق الخارجية وفي معارض الأسلحة، وهو رافق نائب وزير الخارجية الروسي ديمتري روجوزين في زيارة إلى أحد مصانع الأسلحة «ديجتياريف».

{ عند الثانية عشرة من ظهر اليوم الاثنين يعقد مؤتمر صحفي في صالة متروبوليت - أمبير لاطلاق الدورة الثالثة من مهرجان التحريك: بيروت متحركة (Beirut Animated). 

اللواء اللبنانية في

10/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)