حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حوار مع المخرجة السعودية عهد كامل:

''نعيش في السعودية في عالم معاصر وفق قواعد زمن غابر''

حاورها: إيغال أفيدان ـ ترجمة: صلاح شرارة ـ تحرير: علي المخلافي

 

يحكي فيلم "حرمة" قصة الأرملة السعودية الشابة أريج التي يموت زوجها وهي حامل وتفعل كل شيء من أجل حماية جنينها، كتبت سيناريو هذا الفيلم وأخرجته الممثلة والمخرجة السعودية عهد كامل التي تلعب أيضا دور أريج الشخصية الرئيسية في الفيلم، إيغال أفيدان أجرى معها الحوار التالي.

·        ما هي القدسية التي يشير إليها عنوان فيلمك "حرمة"؟

عهد كامل: يشير إلى قدسية الحياة التي نسيناها لأننا في المملكة العربية السعودية مشغولون دائما بالقدسية والشرف وعدم المساس بالمرأة. ويتناول الفيلم كل هذه الأشياء وكذلك موضوع الغش، لأن النساء أصلا يتعرضن للاستغلال من قبل الرجال فقواعد السلوك التي تفرضها السلطة على الناس شمولية وتبتعد عن الواقع.

والفيلم يتناول خصوصا نقاط قوة المرأة. وعنوان الفيلم مقصود به السخرية لأن "الحرمة" تظهر أن المرأة ينبغي أن تكون دائما شخصا له قدسية. وهذا هو السبب الذي لأجله يغطيها الرجال ويتحفظون عليها في المنزل لكي يحموها. لكن تعاملهم مع المرأة بهذه الطريقة لم يعد مجدياً.

·     إلى أي مدى يعكس فيلمك مشكلات النساء (وخصوصاً إنْ كُنّ عزباوات أو مطلقات أو أرامل) في السعودية اليوم؟

عهد كامل: المشكلة الرئيسية هي أن كل امرأة يجب أن يكون لها وصياً من الرجال، يحدد لها حياتها ويقرر لها كل شيء. والنساء في السعودية تابعات للرجال وهذه مسألة محبطة للغاية.

·     لقد رجعتِ إلى بلدك بعد سنوات عديدة قضيتِها في الولايات المتحدة الأميركية، فما هي أكبر العقبات التي واجهتِها كامرأة مستقلة؟

عهد كامل: نظام الوصاية الذي يرى أن المرأة في حاجة إلى وصيّ رجل: سواء كان الأب أو الزوج أو الأخ. فهؤلاء هم من يعطون الإذن للمرأة بالسفر أو حتى مجرد الذهاب للتسوق.

بل إن المرأة لا يسمح لها بقيادة السيارة، فإذا استيقظتُ في الصباح وأردتُ شرب شيء ما في إحدى المقاهي فعليّ أن أنادي سائقاً ليحضرني إلى هناك.

في نيويورك كنتُ مستقلة وبإمكاني الذهاب حيثما شئت. والآن على العكس إذ يجب علي دوما انتظار سائقي وكأننا نعيش في القرن الخامس عشر الميلاديّ!

عُدتُ إلى بلدي في عام 2011. أنا أعيش وحدي، وأنا امرأة مطلقة، وقد مات والدايّ، لذلك فقد أصبح أخواي أوصياء عليّ، ولا يمكنني إتمام أي شيء بدون أحدهما.

زعزعة التابوهات: رغم العقوبات الصارمة تواصل النساء في السعودية الاعتراض على منعهن من قيادة السيارات في بلدهن.

وأنا محظوظة لأنهما (الأخوين) يدعمانني، وهذا ما يقلّل من الإحباط لدي، مقارنة بالنساء اللاتي ينحدرن من بيئة أقل تميزا وليس لديهن إمكانيات مالية.

في الفيلم: عبد الله ليس شخصا جيدا، ويستغل وضعه ليمارس ضغوطا على أريج، التي ليس لديها أية إمكانية للاحتجاج.

·        كامرأة مطلّقة، هل كان عليك اجتياز العقبات الصعبة نفسها التي واجهتها أريج في الفيلم؟

عهد كامل: زوجي كان مواطناً أمريكياً، وقد وقع الطلاق في أمريكا وهذا يجعل وضعي الشخصي مختلفاً تماما.

لكن بعض صديقاتي السعوديات اللواتي أردن الطلاق أُجبِرن على البقاء لدى أزواجهن لمدة سنوات عديدة وعلى دفع أموال من أجل الحصول على حريتهن من جديد.

·        كيف نشأت فكرة فيلم "حرمة"؟

عهد كامل: غادرتُ السعودية حين كنتُ في السابعة عشرة من عمري ودرستُ الإخراج السينمائي والتمثيل في نيويورك.

وقد سألني المنتج "جيروم" في عام 2011 إنْ كان بإمكاني كتابة سيناريو للفيلم. وقد أردتُ كتابة شيء عن وضع نساء سعوديات أعرفهن من خلال تجاربي الشخصية.

·        هل تم تصوير الفيلم في السعودية؟

عهد كامل: نعم. وقد عدت إلى بلدي لأجل تصوير الفيلم وعرفت الفرص التي أتيحت لي، لأنني كنت فريدة من نوعي بينما في نيويورك كنت انتهي من شرح لأدخل في آخر وكان يجب علي أن أشرح للأمريكان ثقافة مختلفة تماما.

لكن العودة إلى الوطن أخذَت منحى في منتهى الصعوبة، فقد شكّلت لي صدمة ثقافية حقيقية، لكنها كانت أيضا مثيرة للاهتمام.

فقد شعرت أنني حية من جديد لأن أشياء كثيرة تغيرت في المنطقة. السعودية لم تعد على القدر ذاته من العزلة التي كانت عليه من قبل. ويوجد فيها حاليا حركة فنانين ومن الجميل أن أكون جزء منها.

وكان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو تصوير الفيلم كله في سبعة أيام فقط، وتمثيل الشخصية الرئيسية فيه والقيام بعملية الإخراج والعمل مع أشخاص كثيرين كانوا يعملون في الإنتاج التلفزيوني ولكنهم لم يعملوا من قبل في الإنتاج السينمائي.

·        هل واجهت عقبات مع الرقابة؟

عهد كامل: كلا. لقد صورتُ الفيلم الذي كنت أريد تصويره. فبمجرد خروج الشخص وتتبعه لهدف معين يتأكد له أنهم لا يقفون عائقا على عكس ما كنتُ أتخيل في البداية.

في الواقع ليس لدينا حتى الآن لجنة مراقبة للأفلام ليتوجب علينا تقديم طلب إلى وزارة الثقافة للحصول على موافقة بالتصوير.

وأعتقد أنهم (في الوزارة) لم يفهموا حتى ما كنا نفعله، ولهذا فقد كنا محظوظين. طلبوا منا الكتاب (السيناريو) وقدمناه لهم وأعادوه لنا دون أية تغييرات.

انتقاد للمجتمع: تقول عهد كامل: "لقد قمت بتصوير الفيلم لتحليل المجتمع الذي يحاول الحفاظ على العيش بشكل إسلامي محض لكنه لا يلتزم بقواعده".

·        ماهي التابوهات التي يحطمها الممثلون على شاشة العرض؟

عهد كامل: وجود شخص غريب في المنزل حتى ولو كان شخصاً في مرحلة المراهقة هو من التابوهات الشديدة، وتجارة المخدرات تابو آخر، وامرأة تغادر بيتها أثناء العدة، التي تتوقف مدتها على مدى تمسك العائلة بالتقاليد ويمكن أن تمتد إلى أربعة أشهر وعشرة أيام. والشخصية الرئيسية في الفيلم تغادر بيتها لأنه يجب عليها أن تنفق على نفسها بنفسها.

الفيلم بأكمله تابو. لكني أحاول أن أبين أن قرارات أريج كانت هي أفضل حل بالنسبة إليها. لقد قمت بتصوير الفيلم لتحليل المجتمع الذي يحاول الحفاظ على العيش بشكل إسلامي محض لكنه لا يلتزم بقواعده. فمثلاً لم يعد الرجل وحده هو العائل. نحن نعيش في عالم معاصر وفق قواعد زمن غابر.

·     المراهق في الفيلم "علي" هو مهاجر غير شرعي من اليمن، فهل الهجرة غير الشرعية مشكلة في السعودية؟

عهد كامل: إنها مشكلة عويصة. فلدينا عدد كبير من المهاجرين غير القانونيين الذين يجيؤون لأجل الحج في مكة وفي النهاية يبقون في البلد.

لكني أتحدث عن مهاجرين آخرين يعيشون هنا بطريقة غير شرعية منذ أمد بعيد. وهم ليس من حقهم إنجاب أطفال ولا حتى دخول المستشفيات لأنهم سيتعرضون للترحيل. ونحن نسمي الواحد منهم بأنه "مجهول"، أي أنه إنسان بلا هوية.

·        هل يُعرَض الفيلم في السعودية أيضا؟

عهد كامل: نعم في عروض خاصة، لكنه لا يعرض بشكل علني، لأننا (في السعودية) ليس لدينا دور سينما أو مسارح (تقول عهد ذلك وهي تضحك).

حتى نهاية السبعينيات كانت هناك أعمال موسيقية وأعمال مسرحية متطورة. والصحوة الإسلامية هنا كانت نتيجة اقتحام المسجد الحرام في مكة (أحداث حصار مكة أو احتلال الكعبة في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني) بعد وقوع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

فقد ادعى عدد من المتشددين المسلحين أن العائلة الملكية لا تطبق الشريعة بصرامة كافية فقاموا باحتلال الحرم المكي لمدة أسبوعين. ومن أجل تهدئتهم قامت السلطات السعودية بفرض قوانين إسلامية صارمة. فأغلقوا دور السينما وأجبروا النساء على تغطية وجوههن.

حقوق النشر: قنطرة 2013

موقع "قنطرة" في

20/05/2013

 

عودة الى كلاسيك السينما (23):

الاحتضار والنشوة: مايكل انجلو

حميد مشهداني/ برشلونة 

في فيلم "الرجل الثالث" يقول تاجر الحرب، هاري، "اورسون ويلز" لصديق طفولته جملة ربما ستكون بذرة الفيلم الذي نحن بصدده، و ربما المساعدة في فهمه، يقول هذا "انظر الى سويسرا...500 عام من السلام و الرفاه و لم تقدم للعالم غير "ساعة الكوكو"، و أنظر الى ايطاليا، فرغم حروبها القاسية قدمت للتأريخ عصر النهضة و فنانيه و شعرائه، مايكل أنجلو، دافنشي.و دانتي و رافائيل".

ومن الصدف، ان مخرج الرجل الثالث هو "كارول ريد"1906-1976 المخرج البريطاني الرائع الذي سيقوم بأخراج و انتاج فيلم "الاحتضار و النشوة" في عام 1965، الفيلم يتبنى الرواية بنفس العنوان للكاتب الاميركي "أرفنغ ستون"1906-1976 .المتخصص في الرواية التأريخية، في طرح انفعالي و فلسفي عميق من خلال تحليل شخصيتين حاسمتين في عصر النهضة الايطالي من حيث التناقض بين السلطة و الفن و النزاع الازلي بين قسوة السلطة و حرية الفنان، هنا "بابا" الكنيسة الكاثوليكية "يوليوس الثاني" و "مايكل أنجلو" 1475-1564، و هذا الاخير كان من اهم رموز عصر النهضة، و سيد النحاتين في كل العصور، ثم رساما رائعا، ثم شاعرا عليه معاناة سلطة و غرور ممثل الرب امام عباده، "يوليوس الثاني" كان رجل دولة، و عسكريا محنكا، و قاد العديد من الحروب ضد الدويلات الاقطاعية المجاورة و صد غزوات المانية و فرنسية كان يعتقد ضرورتها لارساء السلام المدني، يلتقي الشاب "انجلو" أشهر نحاتين "فلورنسا" و يكلفه تنفيذ فكرة كانت تداعب خياله، و هي تزيين قبة كنيسة البابا "سيكستو الرابع" الذي قام بتشيدها في 1477، و هذه كانت مقر اقامة الباباوات لتشتهر فيما بعد بهذا الاسم "السيكستين" لتصير ايضا مقر الادارة الدينية و العسكرية لدولة "الفاتيكان"، و يطلب من النحات رسم قصص صحابة السيد المسيح كما كان يتخيلها، و هذا يتحجج في كونه نحاتا و ليس رساما، و يعتذر من قداسته، ولكن هذا البابا العنيد واعيا قدرة الفنان يصر على الفكرة و الفنان يحاول الاحتجاج، و الامر ينتهي بقرار صارم تنتصر فيه السلطة على الفن، و يذعن النحات لامر البابا.

الفيلم يعتني بفترة قصيرة من حياة "مايكل أنجلو" و التي تبدأ بهذا التكليف، و تستمر 4 سنوات، المدة التي استغرقت الفنان أنجاز أجمل الاعمال الفنية على مدى العصور في زمن الحروب و عدم الاستقرار السياسي في ايطاليا، و الغرابة هنا هي نضوج الفكر النهضوي في كل المجالات الثقافية و الفنية تحت رعاية سيد و حاكم مقاطعة "توسكانا" الذي عرف ب "لورينزو العظيم" راعي و حامي الفن و الفنانين، و المولع بالتراث الاغريقي -الروماني القديم، و قصره كان يستقبل كل مبدعين تلك الفترة من كتاب و شعراء و رسامين، و "أنجلو"كان ساكن قصر العائلة ينفذ أعمالا نحتية لعائلة "ميديشي" التي ستواصل في حماية الفنانين لعدة أجيال.

يختار المخرج البريطاني لدور مايكل أنجيلو الممثل الرائع، -حتى ذالك الحين-"شارلتون هيستون" 1923-1008، اقول هذا لانه بعد هذا الفيلم أتجه تماما الى السينما التجارية المربحة، ثم يجرب تحولا أيديولوجيا غريبا، فهو كان من المحسوبين على المجموعة اليسارية من نجوم هوليوود مثل "غريغوري بيك"و "مارلون براندو" و اخرين من الذين ساهموا بنشاط في حركة الحقوق المدنية في الخمسينات و بداية الستينات، و يبدأ بدعم المحافظين من الحزب الجمهوري، و في سنواته الاخيرة يزداد في تطرفه اليميني، و لم يقم بادوار تذكر.

في هذا الفيلم يؤدي "هيستون"أخر، و أجمل أدواره، و يقترح "ريد"احاطته بمجموعة من الممثلين الثانويين لابراز أدائه اذا اسثنينا "ريكس هاريسون" 1908-1990 البريطاني و ابن المسرح "الشيكسبيري" في دور البابا "يوليوس الثاني" و أحياتا يكاد يفوق الممثل الاميركي في أداء جميل لا يجيده الا من ترعرع في كواليس هذا المسرح العتيد.و يختار البريطاني ايضا "هاري أندريوس"1911- 1989 الذي أعتاد لعب أدوار العسكري البريطاني الشديد الانضباط و القاسي، يلعب دور الكاردينال "برامانتي" مستشار، و معمار البابا الذي سيكون في نزاع دائم مع "انجيلو" بسبب أختلافهم في امور الدين و الدنيا، و هذا كان دائما خلف مؤامرات أفشال الفنان في مهمته خصوصا بعد تقديمه الرسام الشاب "رافائيل" الى البابا بعد انتهائه من رسم لوحته الخالدة "أكاديمية أفلاطون" الشهيرة، و يقترح على رئيس الكنيسة التخلي عن خدمات النحات و التعاقد مع الفتى "رافائيل" الذي يلعب دوره الممثل الكوبي الاصل "توماس ميليان"1933 الذي سيتفرغ بعد هذا الى "السينما سباغيتي" الرخيصة التي أشتهرت صناعتها بين أسبانيا و أيطاليا في منتصف الستينات .

شخصيتين، في حياة الفنان كانت حاسمة في قراره و تقرير مصيره، هما "جوفاني دي ميدشي" وشقيقته "كونتيس دي ميديشي"أصدقاء طفولته، و سادة العائلة العريقة في "فلورنسا"، و الدورين على التوالى يقوم بهما الممثل الايطالي الاصل "ادولفو سيلي"1922-1986 و الممثلة الجميلة "دايان سيلينتو" 1933-2011، حيث كان يلجاء الفنان كلما شعر يشعر قلقا او خوفا من البابا، أو من استقراره العاطفي الملئ بالغرابة و الازدواجية، فهو كان عاشقا لشقيقة الدوق "تيسينا"منذ الصغر، و لا بد من الاشارة الى ان من هذه الاخيرة لايتذكر المشاهد الا وجهها الجميل، بمعنى انها كانت شئ يشبه "مزهرية" ديكورية على طول الفيلم، 

ببراعة ينجح المخرج في تحليل قيميتين رافقت تأريخ الانسانية على مدى العصور، الاولى هي ولع رجل السلطة في "الخلود" عبر اعمال فنية و نحتية تذكر أنجازه، و الثانية هي عذاب الفنان و معاناته في تلبية رغبات "المتسلط" أو الدكتادور، ثم تمنع هذا تنفيذ كل رغباته، و هنا يختار أروع نماذج هذا الصراع التأريخي، فحينما يطفح الكيل يهرب الفنان، و "مايكل أنجيلو" يتمكن الفرار من براثن الباابا 3 مرات، أثنين منها الى فلورنسا حيث يعود بعد أقناع عائلة "مديشي"، في واحدة من لقطات الفيلم الرائعة نرى الفنان يذهب الحانة القريبة بعد عمل شاق في قبته، و بعد تذوقه أول كأس نبيذ يحتج و يعنف صاحب الحانة ردائة النبيذ هذه الليلة، و هذا يجيب ان برميل النبيذ جديد و لا يمكن تحوله الى "خل"في فترة قصيرة ولكنه بعد تذوق شرابه يعطي الحق للفنان و يتناول فأسه و يحطم براميل النبيذ المخلل، و هنا يتعلم الفنان درسا جديدا و لا يتأخر العودة الى قبته و تدمير كل ما رسمه حتى ذالك الحين و يقرر الهرب، و هذه المرة لم يعود الى فلورنسا و انما ذهب الى "مقالع مرمر كارارة النبيل" مكان عمله منذ صغره، و "كارارة" كانت تزود نحاتين النهضة بكل أنواع المرمر النبيل، و يختفي هناك متأملا بينما حراس البابا يبحثون عنه بأمر من هذا، هناك يعود السلام قلب الفنان المتعب في شروق صباح، يستيقض فجرا جميلا و خيوط الشمس ترسم و تلون الغيوم في الافق في أشكال غريبة يفسرها الفنان الهاما و تجليا، و يرى في في انشائات نلك السحب لحظة الخلق، و يستكين قلبه، و يغزو الايمان قلبه من جديد، و يعود بأرادته الى روما للعمل من جديد، و يتوسل البابا ان يتركه حرا في عمله، و أن فكرة هذا في رسم صحابة السيد المسيح ليست صائبة، و يقنع هذا في رسم الخلق و تسلسل ما حدث بعده حسب الكتب السماوية.

وفي السنوات الاربع التي أستغرق فيها أنجاز هذا العمل الفريد لم يترك النقاش و الاحتجاج في كل مناسبة تدخل سيد الكنيسة في شؤون العمل، و بسبب من طبعه الحر كمبدع كان يرد و يختلف مع أقوى رجل "سلطة" في اوربا، وهذا يلح عليه في سؤال على طول الفيلم "متى ستنتهي هذا العمل؟" ليجيب الفنان ببرود "حينما انتهي منه" لان البابا كان يخشى موته فبل رؤية العمل كاملا، و يصل أحيانا الى السخرية من بساطة هذا في فهم العمل الفني، وهذه كانت سنوات مريرة حيث ناصب له العداء كل مستشاري البابا بسبب العري الفاضح لبعض أشخاصه الانجيلية، و يجيب، انه قرأ الانجيل و حفظه، وأن الله خلق ادم عاريا، و يقتنع "يوليو الثاني" ان الفنان هو اكثر أيمانا من كل القساوسة و يأمرهم ترك الفنان بسلام، و هو يراقب في خفاء الليل ابداع "أنجيلو".

و الرائع في الفيلم هو تركيز المخرج "كارول ريد"في لقطات أيضاحية و طويلة على تقنيات الفن الجداري، "الفريسكو" في كل مراحله من التخطيط الفحمي، الى الطلاء الجصي، ثم أستنساخ هذا على الجدار و تلوينه فيما بعد، يصور بكامله في ايطاليا، في "مدينة السينما"العريقة و كان بناء الديكورات بالحجم الطبيعي و هذا استنزف ميزانيته التي بلغت أكثر من 10 ملايين دولار، و الغريب انه لم يحصد اي جائزة "أوسكار" من تلك الخمسة التي رشح لها، فيلم رائع من كل جوانب صناعته و لكنه فشل تجاريا، و بعد سنوات عاد النقاد اكتشافه من جديد ليوضع في قائمة أجمل الافلام.

السيناريو الذي كتبه "فيليب دون" 1908-1992 عن رواية "أرفنغ ستون" يحسب على روائع الكتابة للسينما، فيه يحاول التركيز على فترة محددة من حياة الفنان، و يتجنب اللغط حول الشرط الجنسي للنحات بسبب من ولعه في كمال جسم الانسان، لذالك لا يفوت على المخرج تقديم فيلما وثائقيا مدته لا تزيد عن ربع ساعة، يستعرض فيه سيرة "مايكل أنجلو" بجانب عرض لاشهر أعماله الفنية من نحت وتشكيل.

تصوير الفيلم كان من حظ المصور المحترف المخضرم "ليون شامروي" 1901-1974، فيه يستخدم أحدث الكاميرات و أجهزة التصوير في أعتبار لاهمية هذا في تصوير لوحات تأريخية عالقة في ذاكرة الملايين من البشر على مدى قرون، و المخرج كان واعيا هذا الشرط، و حتى في تصوير حروب البابا نلاحظ تحرك الكاميرا الشمولي و الواظح في أعلى درجات الدقة، و هذا ايضا بأعتقادي كان مهما في نجاح صناعة الفيلم فنيا.

موسيقى الفيلم التي كتبها "اليكس نورث"1910-1991 لا تختلف كثيرا عن كل أنجازات الموسيقى التصويرية التي أعتادها هذا العبقري سوى في محتواها الديني، و يعود كتابة و توزيع العديد من مؤلفات الكلاسيكيين الخاصة في المناسبات الدينية، "نورث" دخل السينما على يد "أيليا كازان" في فيلم "عربة أسمها الرغبة"، و يقود لاحقا الموسيقى التصويرية لمعظم أفلام "كازان".ثم يختاره "ستانلي كوبريك" لوضع موسيقى أهم أفلامه مثل "أوديسيا الفضاء2001 " و أفلام أخرى.أوصي محبي التأريخ و الفنون مشاهدة هذا الفيلم الايقوني.

إيلاف في

20/05/2013

مهرجان الفيلم السعودي ينطلق في دورته الثانية وتعرضه قناة «روتانا أفلام»

لجنة التحكيم: أكثر الأفلام تضمنت أخطاء إخراجية ولم يفهم مغزاها

جدة: «الشرق الأوسط» 

حلقة مثيرة للجدل قدمتها قناة «روتانا أفلام» ليلة أمس لمهرجان الفيلم السعودي في دورته الثانية، حيث دار النقاش بين أعضاء لجنة التحكيم حول الأفلام الأربعة التي تم عرضها في الحلقة الأولى من البرنامج وهي «عايش»، و«غفوة ألم»، و«+ 18»، و«الجمبية»، واتفقت آراء أعضاء لجنة التحكيم (الروائي عبده خال والمخرجة السينمائية هناء العمير والدكتور فهد اليحيا والفنان عبد الإله السناني) على أن عددا من الأفلام لم يكن بالمستوى المطلوب واتسمت في مجملها بالكثير من الأخطاء الإخراجية منها التصويرية والصوتية، وحتى في سياق القصة، بينما خرجت بعضها عن مضمونها كفيلم سينمائي ولم تتضح ملامح محتواها أو فهم مغزاها.

دفة الحوار دارها مدير المهرجان المخرج ممدوح سالم، حيث لمح في البدء حول فيلم «عايش» وهو أول الأفلام التي عرضت، إلى قدرة المنتج والمخرج عبد الله آل عياف في استثمار أداء بطل الفيلم الفنان إبراهيم الحساوي حين قدم أداء لافتا ومؤثرا بشخصية حارس الأمن، وتدور الأحداث الرئيسة للفيلم بين جنبات مستشفى ويعيش فيها «عايش العايش» الذي يحرس ثلاجة الموتى ليغرق مع مرور السنين في الكآبة السوداوية، لكن الصدفة وحدها تسوقه لزيارة بسيطة لجناح حضانة الأطفال، ليرى بعدها النظرة التفاؤلية بالحياة ليخرج من أحضان الموت إلى إشراقة الأمل والمستقبل، فكان الفيلم بمثابة رسالة يوجهها بأن زوايا حب الحياة والتفاؤل بها تختلف مع النمطية التي يريد أن يعيش بها الإنسان، وأشار الدكتور فهد اليحيا صاحب النظرة السينمائية الثاقبة ومؤلف كتاب «كيف تصنع فيلما: مدخل إلى الفنون السينمائية» في تعليقه عن سياق قصة العمل إلى أن الفيلم يحكي عن المتناقضات بين الموت والحياة، منوها بأن الأداء كان ممتعا من بطل الفيلم حيث نجح المخرج بكل اقتدار في إظهار قدرة الفنان إبراهيم حساوي التمثيلية.

أما عن فيلم «غفوة أمل» الذي غلف أحداثه الصمت واحتوته الرمزية لحكاية أزلية عن اللامبالاة أو الصمت لما يحدث في عالمنا العربي من انتهاكات، فجاء تعليق الفنان المعروف عبد الإله السناني بأن فكرة أي فيلم تدور أحداثه من دون حوار قد تكون جيدة لكن الفكرة في هذا الفيلم لم تصل بوضوح، والسناني نفسه وجه إعجابه لبطل فيلم «+18» الفنان الشاب هاني محجوب الذي أجاد كثيرا بتجسيد أكثر من شخصية، ودعاه في آخر كلامه لمشاركته في برنامج رمضاني درامي، ويجسد الفيلم حالة صراع داخل النفس البشرية في رحلة البحث عن الهداية والسير في دروب الاستقامة، وهو من إخراج محمد الخزيم.

بدوره، استغرب الروائي عبده خال من الفيلم الوثائقي «الجمبية» الذي أخرجته المخرجة اليمنية المقيمة في السعودية سارة الزوقري، وقال إن ما شاهدناه ليس فيلما بل مجرد تقرير صحافي إعلامي ولا يمكن أن نقول إن ما شاهدناه في «الجمبية» فيلم وثائقي، وبينما أوضح مدير الحوار ممدوح سالم أن الفيلم عبارة عن مشروع تخرج وتحتاج سارة الزوقري إلى تشجيع، أبدت المخرجة هناء العمير إعجابها بفكرة العمل ولخوض المرأة هذه التجربة من الأعمال، ولكنها في الوقت نفسه لمحت إلى بعض الضعف في فيلم «الجمبية»، حيث أشارت إلى أن المشكلة كانت مع العدد والمجاميع الكبيرة الذين يتحدثون في الوقت نفسه، وأيضا يؤخذ على الفيلم أنه لم يعطنا فكرة ذات عمق عن «الجمبية» وتدور مشاهد الفيلم الوثائقي في حواري صنعاء القديمة للتعرف على جزء من الثقافة اليمنية التي صورت في اللباس التقليدي للرجل في اليمن.

يذكر أن «مهرجان الفيلم السعودي الثاني» من تقديم المذيع الشاب مجاهد العمري، ومن المنتظر أن يعرض المهرجان في دورته الثانية هذا العام أسبوعيا كل يوم أحد الساعة العاشرة مساء، على قناة «روتانا أفلام»، على أن يستمر لمدة ثمانية أسابيع يقدم من خلالها 35 فيلما سينمائيا اقتصرت هذا العام على الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية وأفلام التحريك.

الشرق الأوسط في

20/05/2013

 

Perfect Mothers

والدتان وابنان وغرق في جحيم حب ممنوع!

مايا مخايل 

موضوع العلاقات العاطفية بين فتيان صغار ونساء من عمر امهاتهم ليس جديداً في السينما، والامثلة لا تعد ولا تحصى، وعلى سبيل الذكر لا الحصر افلام مثل Class عام 1983 مع جاكلين بيسيه واندرو ماكارثي، وCheri مع ميشيل بفايفر وروبرت فراند عام 2009، وسلسلة الافلام الشبابية الكوميدية American Pie التي انطلقت عام 1999 وجسدت بين مجموعة قصص المراهقين قصة ولع الفتى فينش بأم صديقه ستيفر. ولكن ما تقدمه لنا اليوم المخرجة الفرنسية آن فونتان مختلف تماماً عن كل ما شاهدناه سابقاً. فونتان تصدمنا بتقديمها علاقات حب متقاطعة بين امرأتين وابنيهما من خلال شريطها الانكليزي الاول Perfect Mothers.

يعالج Perfect Mothers استسلام اربعة اشخاص من جيلين مختلفين لغريزة متعلقة بازمات العمر، اضافة الى الثقل الاجتماعي لهذا التجاوز الاخلاقي. شريط لم يمر مرور الكرام ولم يسلم من الانتقادات خلال مشاركته في مهرجان ساندانس (خارج المسابقة الرسمية). لقد ووجه بالنقد والمحاربة من قبل مجموعة من المحافظين من جمعية Sutherland Institute الذين طالبوا بتخفيض ميزانية المهرجان الممنوحة من الحكومة، في حال ظل المهرجان يقدّم افلاماً مشكوكاً في اخلاقيتها وتعارض القيم العائلية.

مصدر القصة

حتماً الفيلم صادم وموضوعه يمس القيم العائلية، وهو مقتبس عن رواية قصيرة للاديبة الشهيرة الفائزة بجائزة نوبل للآداب دوريس لسينغ. هذه القصة غير التقليدية أثارت اهتمام المخرجة آن فونتان فرغبت بتقديمها في شريط سينمائي رغم صعوبة مناخها العابق برذاذ البحر وبرائحة تشبه سفاح قربى بمنظار جديد. وقبل ان تنطلق آن فونتان لتصوير فيلم Perfect Mothers، حاملة معها أبطالها الاربعة: النجمتين ناوومي واتس (المنتجة المنفذة للشريط) وروبن رايت والممثلين الشابين كزافيه سامويل وجيمس فرشفيل، الى شواطىء اوستراليا الشبيهة بالجنة التي ستتحوّل جحيماً درامياً، سافرت اولاً الى لندن لمقابلة دوريس لسينغ. هدف الزيارة كان معرفة مصدر القصة وهل جرت فعلاً أم انها وليدة خيال الكاتبة.  عندها اخبرتها دوريس لسينغ أن قصتها حقيقية وقد رواها لها صديق للابنين الاوستراليين عندما التقته الكاتبة في احد بارات المنطقة. بدأ يتكلم وهو في حالة من السكر الشديد، فأخبرها بأنه كان شاهداً على قصة الحب بين صديقيه اللذين اغرما واقام كل واحد منهما علاقة عاطفية وجنسية مع والدة الآخر. ويتابع الصديق أن الوالدتين كانتا صديقتي طفولة حميمتين فقد تربتا معاً وعاشتا كل حياتهما معاً وكانتا شبه سحاقيتين، وقد تابعتا تلك العلاقة الشاذة مع ابن كل منهما.

من الحقيقة والخيال

في فيلم آن فونتان، ليل (ناوومي واتس) وروز (روبت رايت) ليستا سحاقيتين وهذا ما ستظهره المخرجة بشكل واضح لا يحتمل اللبس من خلال مشهد رفض ليل حب احد رجال الجزيرة فيتهمها بأنها وروز على علاقة عاطفية، فتنفجر المرأتان ضحكاً بعد رحيله في واحد من اجمل المشاهد واكثرها اثباتاً لمدى موهبة واتس ورايت. إذاً ليل وروز صديقتا عمر وتقيمان جنباً الى جنب في بيتين متلاصقين قرب شاطىء اوسترالي ساحر تم تصويره بشكل مثير ورومنسي يغري على الاستسلام على رماله الى الابد وكأنه نداء حورية لا يمكن مقاومته. هذا الشاطىء شكل الاطار المثالي لتجسيد تلك الجنة التي لن يرغب احد من ابطالنا الاربعة في تركها او هجرها، لأنها تشبه كل واحد منهم بسحرها وجمالها وبحرها الذي يحتويهم مثل... أم! ليل وروز لم تغادرا الجزيرة يوماً، ففيها كبرتا وتزوجتا وانجبتا ولدين، وفيها مات زوج ليل عندما كان ابنها ايان (كزافيه سامويل) صغيراً، ومنها رحل زوج روز عندما كان ابنه طوم (جيمس فرشفيل) مراهقاً. ورغم ذلك تجد هاتان المرأتان توازنهما في منزلهما البحري وفي ولديهما الصغيرين اللذين سيكبران امام ناظريهما بجسدهما المصقول على لوحة ركوب الامواج. إمرأتان اربعينيتان وجميلتان ومراهقان يشبهان إلهين اغريقيين بشبابهما النابض بالحياة وبسحرهما الكبير، وغريزة حب وفخر وتملك وتشبث بالشباب من جهة امرأتين تقفان على المقلب الاخر من العمر، والخبرة من جهة الفتيين المراهقين.

وقوع كل منهما في حب ابن الاخرى سيبدو حتمياً رغم قلة التفسيرات التي سيقدمها الفيلم الذي لا يوجه اصبع الاتهام ولا يقدم احكاماً مسبقة، مكتفياً بعرض واقع صعب الحدوث فعلاً، ولكنه ليس مستحيلاً. العلاقة الجسدية التي سيوافق عليها الاربعة مع الوقت ليست عقدة الفيلم الوحيدة، فالمرأتان تدركان ان ابنيهما وعشيقيهما سيكبران  وسيرغبان باختبار افاق جديدة وببناء عائلة. وهكذا ننتقل من صدمة العلاقة «الشاذة» بين والدتين توحيان بانهما سحاقيتين وابنين لم يتخطيا عقدة اوديب، الى صدمة زواج الابنين وانجابهما وبقائهما منجذبين لعشيقتيهما. عقدة لن نجد لها حلاً مع نهاية الشريط  الرائعة والتي ستظل مفتوحة على احتمالات عديدة، رغم اليقين باننا ندرك سلفاً كيف ستكون الخاتمة.

نجوم الفيلم

صحيح ان الفيلم غير ملفت باخراجه التقليدي والكلاسيكي، ولكن قوة مخرجته آن فونتان تكمن في طريقة سردها قصة جريئة وصادمة من دون أن توجه اصابع اتهام أو تقدم تبريرات من خلال سيناريو لافت عاونها فيه مجدداً كريستوفر هامبتون بعدما عملا معاً على شريط Coco Avant Chanel عام 2009. أيضاً التصوير جميل ومثير وفيه تعاونت مجدداً مع مدير تصوير Coco Avant Chanel كريستوف بوكارن. الفرنسية آن فونتان هي في الاصل راقصة ولكنها توجهت في بداية الثمانينيات نحو التمثيل والاخراج وكتابة السيناريوهات. امتازت بمعالجة موضوعات قوية وجريئة في افلامها مثل Nettoyage à Sec عن الازدواجية الجنسية مع ميو ميو وشارل برلينغ، والدراما النفسية Nathalie عن علاقة حب مثلثة الاطراف من بطولة فاني اردان وايمانويل بيار وجيرار ديبارديو، وEntre Ses Mains من بطولة بنوا بولفورد وMon Pire Cauchemar مع الممثلة ايزابيل هوبير التي نصحتها بالاستعانة بالنجمة الاوسترالية الاصل ناوومي واتس لاداء دور احدى الوالدتين. ناوومي واتس نجمة فيلم King Kong والمرشحة للاوسكار عن دوريها الرائعين في 21 Grams (اخراج اليخاندرو غونزالس ايناريتو وبطولة شون بن وبينيسيو دل تورو) وThe Impossible مع ايان ماكريغور، ادركت فوراً ان الدور المعروض عليها سيترك بصمة في تاريخها الفني لأنه استثنائي. وهكذا وافقت على آداء دور «ليل» وتولت ايضاً مهمة تنفيذ انتاج الفيلم المصوّر في اوستراليا التي تعشقها ولا تتردد للترويج دائماً لها. اما شخصية «روز» فلم يكن ايجادها سهلاً بالنسبة الى آن فونتان التي ارادت ممثلة موهوبة وتشبه ناوومي واتس بشكلها وجسدها وطولها لتبدو فعلاً توأمها. آن فونتان كانت تتمنى اسناد دور احدى المرأتين الى النجمة جوليان مور التي تربطها بها صداقة قوية، ولكن جوليان المرتبطة باعمال اخرى نصحتها بمنح الدور الى الممثلة القديرة روبن رايت الزوجة السابقة للنجم شون بن. ولكن فونتان تخوفت في البدء من الاقتراح لانها لطالما شاهدت روبن رايت تؤدي دور الضحية في معظم افلامها، وهي كانت تحتاج الى ممثلة قادرة على تجسيد دور المرأة القوية والقادرة على التحكم بالامور وعلى السيطرة على مشاعرها. ولكن بعد جلسة تجربة، عادت واقتنعت بروبن رايت التي جسّدت دور روز ببراعة وتحكم وانوثة. ومن اشهر افلام روبن رايت Forrest Gump مع النجم طوم هانكس وThe Crossing Guard مع النجم جاك نيكولسون  وUnbreakable مع النجم بروس ويليس.

ولآداء دور الابنين المراهقين، فقد اختارت آن فونان ممثلين اوستراليين. اولهما هو كزافيه سامويل الذي عرف شهرة عالمية بفضل مشاركته في الجزء الثالث من سلسلة Twilight بدور رايلي. ومن افلامه الاخرى My Best Men الذي تابعناه قبل عام في صالاتنا اللبنانية وأيضاً شريط  Anonymous من اخراج رولاند اميريخ. ولكن مشكلة كزافيه أنه مولود عام 1983 أي انه يبلغ الثلاثين من عمره، ولكن يبدو أن آن فونتان راهنت على ملامحه الجذابة والطفولية في الوقت عينه وقد نجحت في الرهان. اما الابن- العشيق الثاني في الفيلم فهو الممثل جيمس فرشفيل المولود في مالبورن عام 1991، والمعروف نوعاً ما بفضل مشاركته في الشريط الاوسترالي Animal Kingdom الذي رشح لجائزة اوسكار عام 2011.

مجلة الأسبوع العربي في

20/05/2013

 

استضافه مركز عجمان الثقافي أمس

برنامج «من السينما الإماراتية» يدعم المواهب المحلية 

عجمان (الاتحاد)- أطلقت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أمس الاثنين، بالمركز الثقافي والمجتمعي في عجمان برنامج «من السينما الإماراتية» بعرض 6 أفلام من السينما الإماراتية من بين ما يزيد عن 20 فيلما، شاركت في المهرجانات المحلية والإقليمية والدولية وحصلت على جوائز، والتي ستعرض خلال الفترة القادمة من البرنامج، الذي انطلق في 4 مارس الماضي، ويمتد لغاية نهاية مايو 2013.

«الليالي السينمائية»

وحضر عروض مركز عجمان الثقافي والمجتمعي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عدد من موظفي الوزارة وطلاب الفرقتين الثانية والثالثة بقسم الإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، والفنان إبراهيم العوضي والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد، وشقيقه المخرج السينمائي عبدالله حسن.

وتابع الحضور فيلمين هما، «سبيل» لخالد المحمود، و»أعلى من سما» لمحمد حسن أحمد وإنتاج (Twofour54)، وقدم قسم المسرح بالوزارة خلال العرض مجموعة من أحدث إصدارات السيناريست محمد حسن أحمد بعنوان «الضوء الصامت» وتتضمن كتاباً يؤرخ لسينما الأفلام القصيرة، ومجموعة من أفلام الفترة من (2002-2007) لنفس المنتج والسيناريست محمد حسن. وتعمل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من خلال برنامج «الليالي السينمائية» على تعزيز ودعم الأنشطة الثقافية ورفع مستوى الوعي بالثقافة الإماراتية، وتعريف المجتمع بعناصر وصناع السينما الإماراتية، وتشجيع صنّاع الأفلام سواء كانوا مخرجين أو كتاب أو منتجين.

دعم الفيلم الطويل

وعقب عروض الأفلام مباشرة، أقيمت ندوة تطبيقية مع الأخوين أحمد استعرضا فيها فنيات الأعمال المقدمة ومدى تعبيرها عن الهوية الإماراتية ومحاولاتهم المتكررة للخروج من الأفلام القصيرة إلى الروائية الطويلة، وعبر محمد حسن أحمد، عن رغبته في توفير الدعم الحكومي للخروج بالفيلم الإماراتي الطويل إلى النور، مشيراً إلى أن الفيلم القصير يكلف نحو 250 ألف درهم، مستعرضاً محاولاتهم ومحاولات الفنانين الإماراتيين، البحث عن الهوية في فيلم بين القصير والطويل، وتقديمهم فيلم خلال العام الماضي توفرت له هذه الصفة وكان «ظل البحر».

وجاءت تعليقات الجمهور بين الإشادة بالأعمال المقدمة والانتقاد لنبرة الحزن التي تسيطر على كثير من الأعمال الخليجية المقدمة إلى المهرجانات السينمائية الخليجية بشكل عام، وطالب آخرون بنقل نمط الأفلام من الإيقاع البطيء إلى السريع ومن الفيلم القصير إلى الفيلم الطويل لينافس أفلاماً من دول عربية أخرى.

تشجيع المواهب المحلية

ومن جانبه، قال المهندس مدير إدارة التراث والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وليد الزعابي، إن البرنامج لن يقتصر على العروض السينمائية فقط، بل واكبها ندوة تطبيقية تصب في صالح صناعة الفيلم، بمشاركة المخرجين المشاركين في البرنامج لتقديم تجربة العاملين على الفيلم وللجمهور لإتاحة التعقيب على الأفلام ومناقشة القضايا التي تتبناها السينما الإماراتية وسبل تطوير صناعتها في الدولة والرقي بها.

ودعا الزعابي شباب الدولة من ذوي الطموح السينمائي وطلاب أقسام الاعلام في جامعات الدولة، إلى أن يستغلوا هذا البرنامج والذي يستمر على مدار الأشهر المقبلة لتطوير إمكاناتهم من خلال الاحتكاك بالمخرجين والعاملين بالمجال السينمائي، وحضور البرنامج ومتابعة العروض السينمائية والندوات المصاحبة، وذلك لإغناء تجاربهم وزيادة خبراتهم مما يهيئهم لإنتاج أفلام ترضي طموحاتهم، مؤكداً أن الوزارة تساهم في رعاية وتشجيع المواهب المحلية في إطار حرصها على نشر صورة حية معبرة عن ثقافتنا وحضارتنا.

وأكد الزعابي أن الاهتمام بالسينما ينبع من الاعتراف بواقع أهميتها وموقعها في أي مشروع ثقافي، ولا يكتمل القطاع الثقافي بالإمارات بآفاقه المستقبلية، والمنفتح على الآخر إلا بحضور بارز للفن السابع الذي بات يشكل أحد أضلاع الثقافة المعاصرة.

مكانة الفن السابع

وأوضح أن تنظيم برنامج سينمائي بهذا الشكل يتيح عرضا جديداً للتجارب الفنية ليساهم أصحاب الخبرات السينمائية الإماراتية في تطوير المواهب الشابة محلياً، وإعادة تقديم الخبرات اللازمة للجميع وفق المعايير المتعارف عليها والتي تشمل عناصر الصورة والمونتاج والإنتاج والإخراج كمكونات أساسية للعمل الفني الجماعي.

وأضاف الزعابي أن تنظيم الوزارة لبرنامج «من السينما الإماراتية»، يأتي ضمن الأهداف الاستراتيجية للوزارة «2011-2013»، وتتمثل في رعاية الموهوبين والمبدعين مؤكدا على أهمية السينما والصورة المتحركة في عصرنا، إدراكا من الوزارة لمكانة الفن السابع عالمياً وإدراكاً لأهميته وقدرته على التأثير في المجتمع، وإثبات الصورة قدرتها على تجسيد ثقافة المجتمع الذي أنتجها، والإبداع الجمالي المتكامل الذي ربما تعجز الفنون الأخرى عن نقله.

ويعد تقديم عروض للأفلام السينمائية الإماراتية التي حازت جوائز محلية وإقليمية ودولية، فرصة لخلق بيئة مناسبة لعرض أحدث الإبداعات السينمائية وتشجيع صناع الفيلم على مزيد من التميز، وسيجوب البرنامج العديد من المراكز الثقافية وعدد من الكليات والجامعات بالدولة؛ ليستفيد منها أغلب فئات المجتمع ومحبي السينما في الإمارات.

وكانت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، قد قدمت دعمها إلى المهرجانات السينمائية بالدولة، والتي انطلقت قبل 12 عاماً في سبيل دعم الشباب السينمائيين، كما أنها على استعداد لتقديم مزيد من الدعم لمثل تلك الأعمال بل ودعم الفيلم الروائي الطويل.

ضمن مهرجان «كان» بفرنسا ودعماً لصانعي الأفلام العرب

«أبوظبي السينمائي» يعلن عن مستفيدي المرحلة الأولى من صندوق «سند» 

أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي عن حصول 16 مشروعاً، من بين المشاريع البالغ عددها 112، على المنح التمويلية للمرحلة الأولى من صندوق «سند»، وذلك خلال مهرجان «كان» السينمائي. ويوفر «سند» في كل عام، دعماً بقيمة نصف مليون دولار أميركي لصانعي الأفلام العرب، ضمن فئتي المشاريع في مرحلة التطوير، والثانية للأعمال في مرحلة ما بعد الإنتاج. وهو جزء من مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي يُقدم بدعم من twofour54، بالإضافة إلى أهميته في عملية دعم صانعي الأفلام العرب.

كان، فرنسا، (الاتحاد) - تشمل لائحة المشاريع المستفيدة من تمويل صندوق «سند»، ضمن المرحلة الأولى، «مرحلة التطوير– الأفلام الروائية»، فيلم «نوّارة» (مصر)، من إخراج هالة خليل، فيلم «لا أحد هناك» (مصر)، من إخراج أحمد مجدي ، فيلم «ديل الكلب» (الأردن)، من إخراج رامي ياسين، فيلم «بيروت صولو» (لبنان)، من إخراج صباح حيدر، فيلم «المارة» (فلسطين)، من إخراج كمال الجعفري، فيلم «كاستنج» (فلسطين)، من إخراج محمد أبو ناصر وأحمد أبو ناصر، فيلم «يوم أضعت ظلّي» (سورية)، من إخراج سُودد كعدان

أفلام وثائقية

أما مرحلة التطوير– الأفلام الوثائقية، فتشمل: فيلم «بابا والعقيد» (ليبيا)، من إخراج خالد شامس، فيلم «البحث عن عصام عبد الله» (مصر)، من إخراج ياسر نعيم في حين تشمل مرحلة «ما بعد الإنتاج– الأفلام الروائية»، فيلم «بلادي الحلوة .. بلادي الحادّة» (العراق وفرنسا وألمانيا والإمارات)، من إخراج هينر سليم، فيلم «ذيب» (الأردن والإمارات وقطر)، من إخراج ناجي أبو نوار، فيلم «تحت رمال بابل» (العراق والمملكة المتحدة وهولندا والإمارات)، من إخراج محمد جبّارة الدراجي، وفيلم «الحمى» (المغرب وفرنسا والإمارات)، من إخراج هشام عيوش،

وتضم مرحلة «ما بعد الإنتاج– الأفلام الوثائقية»، فيلم «همس المدن» (العراق والإمارات)، من إخراج قاسم عبد، فيلم «قراصنة سلا» (العراق وفرنسا والإمارات)، من إخراج مريم عبدو وروزا روجرز، فيلم «جمل البرَوطة» (تونس والإمارات)، من إخراج حمزة عوني

مرحلة ما بعد الإنتاج

كما أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي عن عرض فيلم «بلادي الحلوة.. بلادي الحادّة»، من إخراج هينر سليم والمستفيد من تمويل الصندوق للتطوير في عام 2012، وتم منحه تمويلاً إضافياً لمرحلة ما بعد الإنتاج، كما قام الصندوق بدعم فيلم «مسيرة الموت»، وذلك ضمن قسم «نظرة ما»، ضمن مهرجان «كان» السينمائي لهذا العام.

ومنح «سند» تمويلاً لمرحلة ما بعد الإنتاج لفيلم «تحت رمال بابل» للمخرج محمد جبّارة الدراجي. الذي يعد الجزء الثاني من فيلم «ابن بابل»، الذي لقي بدوره دعماً من مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2009، وحقق نجاحاً باهراً، وحاز العديد من الجوائز العالمية من مختلف المهرجانات السينمائية.

بينما حصل الفيلم الوثائقي «قراصنة سلا» من إخراج مريم عبدو وروزا روجرز، والفيلم الروائي «ذيب»، الفيلم المعاصر والمحترف من إخراج ناجي أبو نوار، على تمويل من صندوق «سند» لمرحلة ما بعد الإنتاج. واستفاد الفيلمان من الصندوق بعد حصولهما على منحة مرحلة التطوير في عام 2011، مما يبرز التزام «سند» على اختيار مشاريع ذات إمكانات عالية ودعمه صنّاع الأفلام، بدءاً من خطواتهم الأولى، ووصولاً إلى المرحلة النهائية.

وتمكن الفيلم الروائي «الحمى» من إخراج هشام عيوش من الحصول على منحة لمرحلة ما بعد الإنتاج. ويسلط الفيلم الضوء على حياة المهاجرين العرب في ضواحي جنوب فرنسا.

وتم اختيار كل من فيلم «قراصنة سلا» من إخراج مريم عبدو ورزا روجرز، وفيلم «همس المدن» من إخراج قاسم عبد، وفيلم «جمل البرَوطة» من إخراج حمزة عوني، لِمنح مرحلة ما بعد الإنتاج للأفلام الوثائقية. وتتميز الأفلام الوثائقية الثلاثة باختيارها مواضيع مؤثرة مع تركيزها على شخصيات مهمشة.

صنّاع أفلام ناشئون

وقد علقت نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ twofour54، على الإعلان قائلة: «يتماشى سعي صندوق «سند» للبحث عن مشاريع جريئة واستثنائية لصنّاع أفلام ناشئين أو محترفين مع أهداف twofour54 بدعم المواهب العربية الشابة. حيث نتطلع لمشاهدة ما سيقدمه الحاصلون على المنح، لعرضها مع أفضل الأفلام العالمية كمثال للمستوى الإبداعي الراقي الموجود في منطقتنا

وبدوره أشار علي الجابري، مدير مهرجان أبوظبي السينمائي، إلى تواصل احتضان المجتمع السينمائي الدولي لمهرجان أبوظبي السينمائي وصندوق «سند»، والنظر إليهما كمنصة بارزة لاستقطاب الأفلام الأصيلة والإبداعية ذات الجودة العالية من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. قائلاً: «تتابع لجنة «سند» عملية اختيار عدد متزايد من الأعمال الممتازة والمتقدمة للاستفادة من منّحه. وتجدر الإشارة إلى أن الدعم لا يتوقف على التمويل فقط، بل يلتزم أيضاً تقديم النصائح الإبداعية المتعلقة بمجال صناعة الأفلام لكل المستفيدين

«منزل السينما العربية»

تأسس مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2007 ليصبح «منزلاً للسينما العربية»، يساهم بإبراز أبوظبي كوجهة للإبداع من خلال التركيز على السينما العربية عالية الجودة، مع توفيره الدعم والرعاية للمواهب المحلية ولصناعة الأفلام من خلال مبادرات عدة مثل صندوق «سند».

وقد تم إطلاق الصندوق عام 2010 بهدف رفع مستوى السينما العربية، ويقدم التمويل ضمن فئتين، الأولى للأعمال في مرحلة التطوير، وتصل قيمة الحد الأقصى للمنحة الواحدة إلى 20 ألف دولار، بينما تبلغ قيمة المنحة الواحدة للفئة الثانية 60 ألف دولار للمشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج. ويمكن المشاركة في الدورة الثانية من منح صندوق «سند»، ابتداءً من الأول من شهر يونيو وحتى الأول من يوليو 2013.

الإتحاد الإماراتية في

21/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)