حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"من خلال النار ":

الوثائقي يصنع جغرافيته

طاهر علوان

 

1

صورة ما، غير مقيدة بجغرافيتها الخاصة، لأنها صورة إنسان وقد تحول إلى قاسم مشترك لتلك الحياة المجهولة  والمتوارية عن انظارنا، إنسان يصنع فضاءه الحيوي ويمضي فيه معبرا عن ذاته. قصة تلك الجغرافيا الوثائقية  تبدأ منذ بواكير الفيلم الوثائقي من " نانوك ابن الشمال " لفلاهيرتي، في تلك المساحة الإنسانية لتحولات رجل الشمال ويومياته صار الفيلم الوثائقي  ينسج خيوط جغرافيته وحدوده منطلقا من الإنسان، الإنسان غير المعني بتلك الجغرافيا الافتراضية بقدر عنايته بمن هو وما هي إرادته وتحولاته .إنسان ينغرس في قلب دائرة الطبيعة لا يحيد عنها، ربما يدرك أنه أصبح قطبا اساسيا فيها او يشعر انه الهامش المنسي ازاء ضخامة ما حوله، في حالة نانوك، البيئة البيضاء القاحلة الممتدة الى النهايات فيما هو كائن يمارس يومياته غير عابئ بما هو حوله.

هذا الانشداد الصامت للمكان يعبر عنه "إدوارد هال" وهو من أوائل من نظروا لهذا الأمر على انه التكوين الحسي للمكان الإنساني اذ لكل كائن حي دورته وفضاؤه المكاني . لكن القصة مع بيئة نانوك انها صنعت الأرضية التي لا نقرأ من خلالها الفيلم الوئائقي بل نقرأ  جدلية الجغرافيا فيه. ولعله من الملفت للنظر ان تمضي هذه الدائرة قدما على مر تاريخ الوثائقيات،  تصنع جغرافيتها، يحصل ذلك في تجربة الرائد جريرسون كما عند بول روثا لكن بالموازاة سوف نبحث عن البيئة الغفل والإنسان الذي ينحت وجوده في قرارتها .

2

في اطار متعة الاكتشاف المكاني التي يؤسسها الوثائقي سنمضي مع المخرجين غيرنوت ستادلير وليان ويتني في فيلمهما "من خلال النار"، فهما يؤسسان متعة الاكتشاف من خلال سرد وثائقي  متداخل من خلال عيني المصور الفوتوغرافي النمساوي (جانيوت كلايس)

ومساعدته وزميلته (شيري لي توب)، والمكان بقعة مجهولة لمجموعة اثنية مجهولة، أقلية التوفنس غير المرئية وسط العملاقين الروسي والصيني وعلى الحدود بينهما وفي هامش رعوي من هوامش منغوليا. هذا العالم البكر والمجهول الذي يقطنه بضعة الاف إنسان يشكلون هذه العرقية المنسية هو الذي يرسم جغرافية الوثائقي ويؤسسها على ان متعة الاكتشاف تتجلى على ثلاثة مستويات: مستوى الفيلم الوثائقي ذاته كموضوع وبناء اولا، مستوى الصورة الفوتوغرافية التي تقوم بتجميد الواقع المكاني وتجميد الإنسان لكي نمعن في قراءته والمستوى الثالث هو ان يكون للبضعة الاف إنسان الصامتين، ان يكون لهم صوت ناطق من بينهم ثالثا .

من هذا المستوى الثالث سنرى متغيرا في هذا الفضاء الوثائقي، فالفرد هنا لا يشبه نانوك في اندماجه بالواقع والمكان وذوبانه في دورة الطبيعة بل انه بالإضافة الى ذلك يمثل دور الشاهد والمؤرخ، انه (كازان تشيناك)، أحد من افراد تلك العرقية وهو  لسانها الناطق وهو مرجعها الروحي والطبيب الوحيد والمؤلف باللغة الألمانية والذي ترجمت كتبه التي وصلت الى اكثر من 30 كتابا الى العديد من اللغات  وهو الذي عاش في اوربا والف كتاب عن بني قومه ثم ليعود اليهم منغمسا في صيرورة حياتهم وها هو وفي ثنايا هذا الفيلم ينهمك في تأليف كتاب عن مجموعته وبني قومه مرة اخرى ولكن بعدسة المصور النمساوي الشهير جانيوت كلايس .

ثلاث  قوميات وثلاثة اعراق وثلاثة تجمعات بشرية تجتمع من خلال عرقية التوفنس وهم المنغول والكازاك المسلمين والتوفان، ومجموعة التوفان هي محور الفيلم، فهم لا يمتلكون مرجعية ثقافية كالكازاخستانيين المسلمين ولا المنغوليين، بل هم مجموعة مهددة بالانقراض لا تملك لغة مكتوبة ولهذا يبرز تشيناك كصوت ناطق ولغة مكتوبة ممثلة في فرد .

3

العالم الذي يصنع دورته ويؤسس لجغرافيته هو ذلك الذي تدور في فلكه جماعة التوفنس، وتراقبهم كاميرا كلايس الفوتوغرافية، هو معهم في كل طقوسهم وعاداتهم الزراعية والرعوية وصولا الى شعوذاتهم وأشكال طعامهم وهم في تلك الحياة الأقرب الى البدائية يؤسسون لتلك الجغرافيا التي يحتفي بها الفيلم.

هاهي الطبيعة تصنع اصواتها وصورها متحولة بين الفصول التي تنعكس على عادات تلك المجاميع التي لا تعرف أن تعيش خارج الخيم التي تصنعها لنفسها، الأدخنة الخارجة من هنا وهناك هي للتوفنس وهم يمارسون طقوسهم الروحانية وتشيناك هو الذي يداويهم بالأعشاب والتعاويذ ثم يطوف معهم في الفضاء الجغرافي ليمارسوا سعاداتهم المخبأة ممثلة في الأعياد وسباق الخيل السنوي في مهرجان يحتفي فيه الجميع مرتدين أزياءهم التقليديه ومنغمرين في ذللك الفضاء الجغرافي المنسي وحيث  تمتزج جماليات الصورة السينمائية بجمالية الأبيض والأسود حيث الصورة الفوتوغرافية تلاحق تفاصيل تلك الحياة.

لكن هذا الشكل شبه السياحي الذي يحرك الفضول لاكتشاف هذه المجموعة  العرقية سرعان ما ينقلب الى نوع من المعاناة القاسية على مدار العام فالتوفنس هم قوم رحل يحرصون على البحث المتواصل عن أماكن الرعي لماشيتهم وخيولهم وبغالهم حيثما كانت، وهم والطبيعة يندمجون في دائرة واحدة فريدة ومشبعة بالحياة، الطبيعة التي لا يملكون الا التعاطي معها والرضا بتحولاتها، تقسو عليهم وتنحدر درجة الحرارة الى ما دون التجمد بأربعين درجة ولهذا سيلوذون بالجبال لدرء خطر العواصف الثلجية القاسية .

4

ثمانية الاف صورة في خلال 21 يوما هي حصيلة المصور " كلايس" وهو يغوص عميقا في تحولات مجموعة التوفنس التي لاتعرف غير الابتسام لغة وحيث البساطة هي سيدة الموقف وهاهم ينشدون ترانيمهم التي تُسمع أصداؤها على امتداد طبيعة بكر تفتح اذرعها لهم عبر مواسمها .

في هذه الدائرة الغزيرة بالتفاصيل تتضح ملامح الجغرافيا الوثائقية في تراكم صوري يسند بعضه بعضا لكي ندرك أين نحن وفي أي اتجاه نسير وهو السؤال الذي يطرحه كلايس وهو يصحب كاميرته ملاحقا طقوس المجموعة وهي تعبر الأنهار بقوافلها لتتفاعل مع جغرافيا مكانية أخرى تصنعها لنفسها ولننتقل الى اكتشاف مكاني آخر تتبعه الترانيم وحكايا الليل بين أفراد التوفنس الرائعين .

الوثائقي وهو ينحت الصورة ويتفاعل مع قوة الفوتوغراف فإنه يمضي في تأسيس تلك الجغرافيا المكانية التي تطرح أسئلتها على وجوه التوفنس الباحثين عن حدود لحياتهم، حدود جغرافية ما، لكن تشيناك هو الوحيد الذي يرسم لهم على الأرض أين هم في هذا الفضاء  الأرضي الفسيح، انهم اصدقاء الجبال والتلال والأنهار والسهوب وحيث يحاطون يالعملاقين الروسي والصيني وحيث النزوح لا ينتهي للتوفنس وهم يرحلون الى الحواضر التي توفر لهم حياة افضل وتخلصا من قسوة الطبيعة وانتزاع فرصة افضل للعيش. على ان هذا النزوع الى الهجرة لم ولن يوقف تلك الحياة النابضة وحيث للمجموعة "تقويمها" الخاص الذي يفصح عن عقيدتها وعاداتها وأعيادها وتعاويذها وأغانيها وطقوسها الخاصة .

هذه الجغرافيا الفريدة التي يؤسسها الوثائقي لا تتخبط في فضاء من العشوائية في إجراء مقابلات وما شابه مما صار مثل كليشيهات السينما الوثائقية بل إن العبقرية في أن تكون الكاميرا – العين هي جزء من دورة الطبيعة وامتدادا لها، ترصد وتتحقق وفي نفس الوقت ترسم اطارا جماليا  لحياة ومكان يلذ لنا كمشاهدين اكتشافه والتفاعل معه .

وبموازة ذلك سيكون للصورة الوثائقية في هذا الفيلم وظيفتها الأخرى خارج مساحة التوثيق إلى مساحة التفاعل مع المكان والشخصيات والحصيلة هي عالم مشترك تتبادل فيه الصورة الفوتوغرافية وكاميرا الوثائقي الأدوار مع اصوات الطبيعة والشخصيات التي تؤسس مساراتها في كنف الطبيعة وكل ذلك في متعة متكاملة تؤسس لجغرافيا الوثائقي من جهة وتكشف عن جمايات المكان من جهة اخرى.

السينما الكردية

توثيق التاريخ  بلغة السينما

كاظم مرشد السلوم 

الحاضر غرس الماضي والمستقبل جني الحاضر والتاريخ سجل الزمن لحضارات الشعوب والأمم ، هذا التاريخ سجل بعدة طرق ، كتبه المؤرخون ، وحفظه والرواة ، وضمنه الشعراء في قصائدهم ورسمه الرسامون الوائل على جدران الكهوف .

السينما ومنذ أكتشافها ، وبعد عرض أول فيلمين للأخوين لومير في العام 1895 ، وصول القطار للمحطة، وخروج القطار من المصنع ، تصدت لتسجيل تاريخ الأمم والشعوب ، وإن لم تكن بقصدية أول لأمر ,بقصدية واضحة فيما بعد ، حيث وثقت للحوادث والحروب وللكوارث الكبرى ،كذلك لحياة الناس اليومية ، وسجلت كذلك حياة وتاريخ مبدعيها وسياسيها ، ملوكها ورؤسائها .

مهمة التوثيق والتسجيل هذه انتبهت لها دول العالم ، فكان ان استغلت بعض هذه الدول العديد من الوثائق المصورة ، خصوصا الاشرطة السينمائية التي سجلت المعارك التي دارت في الحرب العالمية الأولى والثانية في الحرب النفسية ضد اعدائها .

السينما الروائية كذلك استطاعت ومن خلال عديد افلامها التي انتجت في مختلف دول العالم ، ان تنهض بمهمة التعريف وتسجيل عادات وحضارات شعوب وأمم ، ربما لم نتمكن من زيارتها ، لكنها اي السينما وضعتها امام اعين المشاهدين في مختلف بقع الارض .

سينما الدول المتقدمة اصبحت لها بصمتها الخاصة  لدرجة انك تستطيع ان تعرف ان هذا فيلم امريكي او فرنسي او ايطالي او الماني مع أولى مشاهد هذ الفيلم .

اللغة السينمائية بعناصرها التي يمكن تعريفها بجملة بسيطة وهي كل مايحتويه الكادر ، أصبحت لها دلالالتها ورموزها التي يستطيع صانعوا الافلام من خلالها ارسال رسائلهم القصدية الى الملتقي، هذا يعني ان السيما اصبحت فيما بعد تنهض بمهام جديدة اخرى غير التسجيل وهي مهمة طرح افكار ومفاهيم وقيم جديدة ،ويكفي القول ان واحدا من اهم اسباب سقوط الاتحاد السوفياتي السابق ، هو السينما المضادة والموجهة التي كان الغرب يبث افلامها الى شعوب الاتحاد السوفياتي .

كردستان وانا هنا اقصد كل اراضي كردستان التي كانت موزعة بين دولتين في أول الامر ، ومن ثم في اربع دول ، لم تتوفر على سينما واضحة المعالم يمكن لها ان تتحدث عن تاريخ شعبها وحضارته ومعاناته، وان اشتغل العديد من السينمائيون الكورد في حقل السينما في البلدان الاربع التي يعيشون في فترات متقدمة ، والاسباب ربما تكون معروفة للجميع .

الادباء والمثقفون الكرد كانوا ولفترة متأخرة يكتبون بلغة البلد الذي تقع اراضيهم فيه ، الامر الذي عد ما يكتبون ينتمي الى ثقافة وأدب هذا البلد

لكن السينما لها لغتها الخاصة ، وبالتالي فان تاثيرها ومن خلال السرد الصوري ربما استطاعت ان توصل وتوثق بعضا من جوانب حياة وحضارة وثقافة شعب كوردستان ،لأن الكتابة والتوثيق والتسجيل هنا يتم بلغة السينما . الكثير من السينمائيين الكورد توفر على فهم متقدم لآهمية السينما ، معتبرين ان الكاميرا هي الصورة المجازية للعين ، والعين هي الصورة المجازية لفهم الفنان المتقدم للفن والحياة

لذلك استطاعوا ان ينتجوا افلاما مهمة استطاعت ومن خلال مشاركتها في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والعالمية وحصولها على جوائز مهمة من ان تنقل للمشاهد في مختلف ارجاء العالم طبيعة حضارة وثقافة وعادات الشعب الكردي وحجم معاناته .

هنا تكمن اهمية الصناعة السينمائية وخطورة خطابها الثقافي والسياسي التحريضي

هذا الامر لايشمل سينمائيو كردستان العراق فقط ، بل كردستان ايران وتركيا وسوريا وان تفاوت المستوى الفني بين بعظهم البعض ، ربما بسبب طبيعة الاهتمام والدعم المقدم هنا او هناك

ولو توقفنا عند تجربة مخرجين كورديين مهمين هما هونر سليم من كوردستان العراق ، وصاحب الافلام المهمة ، الكيلو متر صفر ، وفيلم " فودكا ليمون " وفيلم كباب كونيكشن " ، " وفيلم ما وراء الاحلام ، وكذلك فيلم " ان مت سأقتلك ، والمخرج بهمن قوبادي من كوردستان ايران ، صاحب افلام " زمن الخيول المخمورة " وفيلم السلاحف يمكن ان تطير " وفيلم " نصف قمر " ، وكذلك الفيلم المهم " موسم الكركدن " الذي انتجه المخرج الاميركي الشهير مارتن سكورسيزي وبطولة النجمة الايطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشي ، وبطلة المسلسلات التركية الشهيرة بيرن سات ، لوجدنا ان همهما الأول هو توثيق حالة المعاناة والالم التي تعرض لها الكورد لعقود عدة .

يقول هونر سليم وهو من مواليد مدينة " عقرة " في العراق ،كنت اتسأل وانا صغير لماذا التلفزيون الوحيد في بيتنا يبث برامجه باللغة العربية ونحن في كردستان ، وهذا السؤال الجرح ظل يلازمني الى الان ، وله جملة مؤثرة يمكن ان تكون المدخل التحليلي والنقدي لأفلام التي اخرجها يقول فيها " إن ذاكرتي الكردية بيضاء " هذه الجملة توضح مدى الالم الذي يعتصر قلب هونر سليم ، ولا يكاد اي من افلامه ان يخلو من طرح مايشعر به من الم هو او الشعب الكوردي قاطبة نتيجة الحيف الكبير الذي تعرض له على يد انظمة مختلفة ، والذي يختصره بجملة اخرى مؤثرة "في المساحات البيضاء المغطاة بالثلوج كان لباس امي أسود والحزن كذلك " .

المخرج بهمن قوبادي هو الاخر يقول واصفا حجم ومعاناة ان تكون كرديا في بلد لايحترمك " على المرء في كوردستان ان يكون بالغا منذ لحظة ولادته " ، هذا القول نجده متجسدا في فيلمه المهم " زمن الخيول المخمورة " حيث تمتهن كرامة الانسان يوميا في رحلة عمل شاقة للأكراد الذين يعيشون على الحدود العراقية الايرانية ويمتهنون التهريب لضمان عيشهم ، ويسقون خيولهم الخمر لتحمل الطقس البارد ووعورة طريق التهريب ، فاذا كانت الخيول لاتتحمل ذلك إلا وهي ثملة فكيف يمكن لانسان يافع ان يتحمل كل تلك المشقة

في مهرجان دهوك السينمائي الاول الذي عقد في ايلول 2012 ، كان هناك العشرات من السينمائيين الكرد ، ومن مختلف دول العالم ، ورغم اختلاف البلدان وتباعدها الا ان جميع افلامهم كانت تحمل قضية شعب واحد هو العشب الكوردي ، وان اختلف مكان وزمان الحكاية ، هذه الافلام توفر البعض منها على دراية كبيرة بالصنعة السينمائية وأستخدام عناصر اللغة السينمائية ، وتفاوت مستوى البعض منها في العديد من النواحي الفنية والتقنية

اخلص الى القول بان السينما بنوعيها الوثائقي والروائي كانت احدى اهم وسائل تسجيل تاريخ الشعوب والامم ، واصبحت تبعا لذلك بالغة الاهمية للدول والشعوب التي تعنى بتسجيل هذا التاريخ ، والشعب الكوردي سواء كان في العراق او البلدان الاخرى احوج مايكون الى النهوض بصناعة السينما ، وهو الذي حرم منها ومن انتاج افلامه الخاصة لعقود عدة وفي ظل أنظمة مختلفة . مدن كردستان العراق تفتقر الى مقومات الانتاج السينمائي العالمية التي يمكن من خلالها النهوض بالسينما الكردية ، فالبنى التحتية تكاد تكون معدومة ، مثل الاستوديوهات ، صالة العرض السينمائي التي توفر على تقنيات عرض حديثة ، كذلك فان العاملين بحقل السينما بحاجة الى الدعم الحكومي حتى يصبح هناك انتاج سينمائي كوردي يمكن ان يعيد كتابة التاريخ ، تاريخ الشعب الكوردي بلغة عالمية يفهما الجميع هي لغة السينما .

فهل سنشهد في القادم من السنين نهضة سينمائية كوردية ، الامر مرهون بمدى استجابة المهتمين بالشان السينمائي بذلك ومدى الدعم الذ يمكن ان يقدم لها .

الجزيرة الوثائقية في

16/05/2013

 

تنافس كندة علوش على قلب خالد الصاوي

نجلاء بدر: هناك من يتربص لحرية الإبداع

القاهرة - محمد أبو العزم: 

·        نعيش في دولة

·        بلا قانون.. وحصار مدينة الإنتاج كارثة

·        وافقت على "الزوجة الثانية".. ورفضت البرامج السياسية

تخرجت في كلية الاعلام, وأهلتها موهبتها للجمع بين تقديم البرامج والتمثيل, بدأت أول برامجها في التلفزيون المصري ومنه انطلقت لآفاق أخرى, شاركت في العديد من البرامج منها: حكاية تشكيلية, سواريه, أنت والمليون, وأيضا البرنامج العالمي بالنسخة العربية "ماني دروب". كما شاركت بأعمال فنية كثيرة سواء في التلفزيون والسينما منها: "شارع عبدالعزيز", "احنا الطلبة", "ريش نعام", "شمس الأنصاري" و"جدو حبيبي", وتصور الآن "الزوجة الثانية", الذي سبق وقدمته السينما للمخرج صلاح ابو سيف قبل أكثر من 40 عامًا, ليعرض في رمضان المقبل.

ورغم رفضها تقديم البرامج السياسية, الا أنها تقدم السياسة على طريقتها وبأسلوبها عبر أعمالها الفنية, حول أعمالها وبرامجها ورأيها في محاولات بعض التيارات الهجوم على الاعلام, كان "السياسة" مع المذيعة والممثلة نجلاء بدر.

·     ما تفسيرك لتحويل بعض المؤلفين الأفلام العربية القديمة الى مسلسلات وآخرها مسلسلك "الزوجة الثانية"?

لأننا نفتقد مثل هذه السيناريوهات التي كانت تكتب قديما بحرفية شديدة وبأسلوب مميز, كما أن هذه الأعمال مأخوذة عن روايات لكبار الكتاب مثل احسان عبدالقدوس. وحاليا يلجأ المؤلف اليها حينما يقرر تحويل الفيلم الى مسلسل مضيفا اليه تفاصيل أكثر تجعله مختلفا تماما عن الفيلم الذي أخذ عنه.

·        هل ترين أن هذه النوعية سيتقبلها الجمهور, خصوصا أنه سيقارن بين المسلسل والفيلم?

نجاح الأعمال الدرامية المأخوذة عن الأفلام في السنوات الأخيرة مثل مسلسل "العار" و"الباطنية", أحد الأسباب التي جعلتني أوافق على خوض التجربة, وقد اختلف أداء الأبطال في المسلسل عن أبطال الفيلم وأدى كل بطل دوره بطريقة جديدة من خلال شخصيته وفهمه لطبيعة الدور. الى جانب أن خيري بشارة هو مخرج المسلسل, ما شجعني أكثر لانه مخرج قدير.

·        كيف وافقت على العمل رغم اعتذار عدد من الفنانات خوفاً من النقد الذي سيتعرضن له?

مستحيل أن يتم ترشيح فنان لتجسيد دور جسده عملاق من عمالقة التمثيل, خصوصًا اذا كان بحجم شكري سرحان أو سعاد حسني ويرفض. 

·     هل تتوقعين نجاح آيتن عامر في تجسيد شخصية فاطمة التي قدمتها الراحلة سعاد حسني في الفيلم?

اعتبرها محظوظة جداً لاختيار خيري بشارة لها معتمدا على ملامحها. كما اعتبرها غير محظوظة بسبب المقارنة القاسية التي سيضعها فيها الجمهور مع سعاد حسني التي أرى من وجهة نظري أنه لا يوجد فنانة في الوطن العربي تجسد شخصية مثلما تجسدها سعاد حسني, لذلك يجب أن تقدم آيتن أقصى ما في جهدها لتفادي هذه المقارنة.

·        كيف?

أن تتعامل مع الشخصية التي ستقدمها على أنها جديدة ولم تقدم من قبل, وتدرسها جيداً, خصوصًا أن تفاصيل الشخصية في الفيلم تختلف عن المسلسل الذي تكون أحداثه أكثر, لهذا يجب أن تدرس الشخصية وتقدمها بأسلوبها ورؤيتها مثلما فعلت غادة عبدالرازق في مسلسل "الباطنية", لذا لم يقارن أحد بينها وبين نادية الجندي في الفيلم, لأن غادة ابتعدت عن الفيلم تمامًا, ولم تسع للتقليد فأدت الدور بنجاح, كما أن الاعتماد على السيناريو المكتوب سيكون أفضل بكثير من مشاهدة العمل القديم.

·        هل تعتبرين نفسك محظوظة بتقديم دور أضيف لأحداث المسلسل?

نعم, محظوظة بالعمل مع المخرج خيري بشارة, وبالدور الذي أقدمه ضمن أحداث المسلسل والذي أرى أنه يرمز الى جهة معينة, أو شخص بعينه سيتعرف عليه المشاهد.

·        ما تفاصيل دورك في المسلسل?

المسلسل يرصد الظلم الذي يعاني منه الشعب من السلطة الطاغية الممثلة في العمدة, بينما شخصية رجل الدين الذي يتحدث باسم الدين ولا يطبق ما يقول ممثلة في الشيخ مبروك شيخ البلد, وهو يعبر عن سياسة مصر الحالية. أما أنا فأجسد شخصية "راوية" الفتاة التي طردت من البلد, وتمكنت من تكوين ثروة كبيرة وتعود الى البلد ثانية لتنتقم من كل شخص أهانها مستخدمة قوة المال الذي تسيطر من خلاله على ضحاياها. 

·        ننتقل الى عمل اخر, لماذا عرض مسلسل "على كف عفريت" على قناة مشفرة?

شركة الانتاج هي صاحبة القرار, ورغم ذلك فقد لاقى نجاحًا كبيرًا.

·        من صاحب شائعة خلافك مع كندة علوش?

لا ادري, الصحافيون عندما جاؤوا الى "لوكيشن" العمل في منطقة أبورواش وجدونا نجلس معا في غرفة واحدة فاستغربوا من الشائعات التي يروج لها البعض. الغيرة من كندة في أحداث العمل فقط وفي عدد قليل من المشاهد, والخلاف بيني وبينها بسبب الصراع على قلب خالد الصاوي.

·        ماذا عن شخصيتك في مسلسل "حكاية حياة"?

حتى الآن لم تكتمل كل تفاصيل الدور لأنني لم أقرأ سوى 19 حلقة فقط من أحداث المسلسل الذي كتبه أيمن سلامة. أجسد فيه دور زوجة شقيق غادة عبد الرازق التي تعرف نقطة ضعفها وتستغلها في صالحها. 

·        هل بدأت تحضير برنامجك المقبل? 

تلقيت عدداً من العروض لكنني رفضتها جميعا لأنها لا تتوافق مع طموحاتي, والأعمال التي قدمتها من قبل, الى جانب رفضي تقديم برامج سياسية. وخلال الأيام المقبلة سأعقد عدة اجتماعات للوقوف على تفاصيل البرنامج الذي سأقدمه واذا أعجبني سأوافق.

·        لماذا ترفضين البرامج السياسية رغم انها تحظى باقبال شديد في الوقت الراهن?

لأنني لست على دراية كافية بالسياسة, فلا يمكن أن أقدم عملاً لست مقتنعة به, وخارج حساباتي الفنية. لن أقدم في مشواري الفني غير الفن فقط لا غير. 

·        ما رأيك في حصار مدينة الانتاج الاعلامي مؤخراً وتهديد الاعلاميين? 

كارثة من كوارث الزمن, مثلما حدث أمام المحكمة الدستورية وغيرها من المنشآت التي حوصرت. هذا الحصار خارج عن القانون, واذا استمر الحال هكذا سنصبح دولة بلا قانون ورغم عدم متابعتي لكل التفاصيل فقد شعرت كما شعر الجميع بأن هناك من يضمر السوء لحرية الابداع في مصر.

السياسة الكويتية في

16/05/2013

 

فى ذكرى رحيلها وردة.. وحشتونى

اعد الملف: اية رفعت  ــ  اشراف: غادة طلعت 

صنعت الفنانة وردة خلال مشوارها الفنى أسطورة متفردة جعلت منها معشوقة الأجيال فبالرغم من أنها بدأت مشوارها الغنائى فى 1960 فإن أغانيها مازالت فى قائمة الأغانى المفضلة لدى الشباب قبل الكبار.ولدت وردة فتوكى فى 22 يوليو عام 1939 فى فرنسا لأب جزائرى وأم لبنانية وقامت منذ صغرها بمساعدة ابيها فى توزيع منشورات ضد الاحتلال الفرنسى، وقدمها المخرج حلمى رفلة فى مصر بفيلم «ألمظ وعبده الحمولى» وتمتعت بعدها بشهرة ونجومية عالية، ومع هذا لم يكن مشوار العملاقة وردة مفروشا بالورود ولكن عاشت أكثر من معاناة وتعرضت لظلم من كل رؤساء مصر، حيث تم منعها من الغناء أكثر من مرة، وبالرغم من كل هذا تغلبت صلابة وموهبة وردة على كل الصعوبات التى واجهتها وخلدت اسمها بأروع الأغانى، وقدمت عددًا قليلاً من الأفلام من بينها «حكايتى مع الزمان» و«آه يا ليل يا زمن» ومسلسل «آن الأوان» الذى كان آخر أعمالها فى التمثيل، وتوفيت بمصر فى مايو 2012 عن عمر 73 عاماً ..فى هذا الملف يحيى أصدقاؤها ومحبوها ذكراها الأولى.

لبلبة: كانت تضحك عندما تسمع اسمى وتعشق تربية القطط

قالت الفنانة لبلبة أنها كانت صديقة مقربة من الراحلة وردة التى وصفتها بالجمال والسحر فى صوتها وأضافت قائلة: «علاقتى بها بدأت قبل ظهورنا معا فى فيلم «حكايتى مع الزمان» حيث كانت تتعمد أن تعطينى نمرة فى حفلاتها مثلما كان يفعل عبد الحليم حافظ وقد كانت تمتاز بطيبة الأمومة والدم الخفيف والصراحة الشديدة ووقتها كنا نصور الفيلم كنت أشعر أنها أمى تخاف على وتقوم بنصيحتى دوما حتى أنها عندما كنا معا فى سويسرا لتقيم احدى الحفلات للجالية العربية هناك فكانت تعتاد على الحصول على أجرها قبل البدء فى الحفل ورفضت الصعود على خشبة المسرح لحين اعطائى أجرى كاملا مثلها وعطلت الحفل لفترة كبيرة بالفعل.

وأكدت لبلبة أنها كانت الجانب الكوميدى فى حياة وردة قائلة: عندما كنت أتصل بها كانت تضحك بعد سماع اسمى وتقول لى: «تعالى زورينى علشان بتضحكينى» وذلك بسبب معرفتنا القديمة فقد كنت اتعمد تقليدها فى كل حفلة لى بحركاتها وعمرها ما شعرت بحرج أو بحزن من تقليدى لها، بل على العكس كانت تراقبنى لكى لا تجدد الحركات التى أسخر منها».

وأضافت قائلة: «مشكلة وردة الأساسية أنها كانت صريحة بشكل كبير فعندما ترى خطأ تقول عليه مباشرة دون ترتيب أو «تزويق» للكلام وهذا ما أوقعها فى عدد من المشاكل فى حياتها الانسانية والعملية ولو أن كل من اقترب منها يعلم أنها لا تقصد الاساءة لاحد فالمشكلة أن الفنان يجب عليه أن يحسب كلامه ويبتسم فى وجه الناس دوما».

وعن أيامها الأخيرة معها قالت: «للاسف لم أتمكن من زيارتها فى ايامها الأخيرة خاصة أن السنوات الأخيرة كانت متزامنة مع مرض أمى رحمها الله ولكنى كنت دوما اسأل عنها وابارك لها على اعمالها الأخيرة ووفاتها المفاجئة جاءت صدمة كبيرة لنا جميعا.

وعن اسرار وردة قالت لبلبة: «كان أهم ما يميزيها انها تحب تربية الحيوانات الأليفة وخاصة القطط فكان بيتها ممتلئاً بها وأعتقد أن هذا كان نابعاً من احساسها بالأمومة وأريد أن أؤكد أنها أعطت الكثير من الأحساس بالامان والحب لابنائها وغير صحيح أنها اهملتهم كما تردد مؤخراً.

حلمى بكر: أدخلوها بمشاكل سياسية أثرت على نجوميتها

وصف الملحن حلمى بكر وردة بأنها كانت متألقة طوال حياتها الفنية واستطاعت أن تعتلى عرش النجومية فى الوطن العربى منذ بدايتها عام 1961 وحتى وفاتها. حيث قال: «امتازت وردة ببصمة الصوت المعدنى الرنان والذى يترك أثره فى أذن المستمع بعد انتهاء الأغنية. وكانت لكل مطربة وقتها نسخة صوت خاصة، وقد نجحت وردة فى اتخاذ وضع بين صفوف النجوم. وعلى الرغم من وصولها للمجد مبكرًا إلا أن المشاكل والظروف كانت ضدها. وقد بدأت هذه المشاكل باتهام بعض الأقلام المبتزة ووصفها بأن صوتها «مزعجًا» وأنهم حصلوا على هذا الوصف بناءً على تصريحات من رياض السنباطى، وهذا كله كان افتراءً عليها لمحاربتها لصالح مطربات آخريات. وأضاف بكر قائلا: «كانت للمشاكل السياسية تأثير كبير على وردة حيث بدأ الأمر بالتضحية بسمعتها من بعض الناس التى كانت تريد التشهير بالمشير عبدالحكيم عامر، حيث كان أخوه جارًا لوردة وكان المشير يتردد عليه باستمرار ولم تكن هناك أى معرفة منها بوجوده. فقام أحدهم بتوصيل معلومات مغلوطة للرئاسة وقتها بوجود علاقة بينهما معللا ذلك بتردد المشير على العمارة التى تسكن بها الفنانة الراحلة. فأمر الرئيس جمال عبدالناصر برحيلها عن مصر لتعود بعدها لبلدها وتتزوج بالسياسى الجزائرى جمال قصيرى وتنجب منه وداد ورياض وتعتزل الغناء لفترة».

وأضاف بكر قائلا: «عادت وردة لمتابعة مشوار نجوميتها فى مصر على يد بليغ حمدى وذلك بعد انفصالها عن زوجها الذى خيرها بين الشهرة وأولادها، وكانت مرحلة حكم أنور السادات قمة نجوميتها ولكن سرعان ما غضب عليها بعدما أحيت حفلة غنائية فى ليبيا للرئيس القذافى، فى الوقت الذى كانت العلاقات بين مصر وليبيا فى شدة التوتر، فأمر بوقف أغانيها.. كما كان لها مشكلة مع جهاز أمن الدولة فى عهد مبارك وذلك بسبب تلقائيتها الشديدة فى الحديث مع مبارك مما جعلهم يمنعون ظهورها على مسرح احتفالات أكتوبر واتهامها «بالسكر» أثناء الغناء، وأنا شاهد على أنها لم تشرب خمورًا ولا تتعاطى أى شىء خارج، ولكنها كانت تلقائية «واللى فى قلبها على لسانها»، كما لم تكن لها أى علاقة بالمؤامرات أو التهديدات فكانت تعمل فقط وتحب كل من حولها». ويرى بكر أن الجزائر كرمت الفنانة وردة فى حياتها وبعد مماتها أكثر من مصر حيث عالجها الرئيس بوتفليقة على نفقته أثناء عمليتى زراعة القلب والكبد وحول عيد الثورة ليكون اسمه «عيد القيامة» على اسم أغنيتها التى أهدتها لبلادها فى احتفالات مرور 50 عامًا على الثورة، كما أمر بجنازة عسكرية لها وأنها تدفن فى أرضها.

صلاح الشرنوبى: انتقدتها بسبب ألبومها الأخير وتعاونها مع تامر حسنى

يعد الفنان صلاح الشرنوبى من  أقرب الأصدقاء للفنانة الراحلة خاصة مع بداية التسعينيات بعد أول تعاون بينهما فى أغنية «بتونس بيك» ومنذ ذلك الوقت وهو مقرب منها، وقال: «لقد وصلت ثقتنا فى بعض إلى أنها أسندت لى إنتاج مسلسلها الأخير «آن الأوان» فقد عرض عليها مسلسل قبله ولم تقتنع بموضوعه، ولكنها فكرت بأن تقدم عملاً تليفزيونيا غنائيًا فى هذه الفترة فوجدنا فكرة هذا المسلسل مناسبة وتم إنتاجه بنجاح.

وأضاف قائلا: «كان هناك مشروع بيننا لتقديم سيرتها الذاتية وكانت متحمسة لتقديمه لولا أننى مررت بظروف مالية قاسية لم أتحمل دخول مجال الإنتاج بعدها. فقررت تأجيل الفكرة إلى أن وافتها المنية ولم ترى مسلسلها الذى كانت تحلم به».

وتابع قائلا: مستعد للمشاركة بمجهودى فى أى مسلسل يكتب عنها، فلقد كنت مقربًا منها حتى قبل وفاتها بقليل. وذلك بسبب اختلافى معها حول تقديم تجربة ألبومها الأخير «اللى ضاع من عمرى» وذلك لأننى كنت أعلم أن تغيير النغمة التى تؤديها منذ بدايتها سيصدم الجمهور ويجعلنى غير متقبل للأمر ولكنها استسلمت لرأى رياض ابنها كما أننى اختلفت معها بخصوص التصريحات التى قالتها عن نيتها العمل مع المطرب تامر حسنى، فمع احترامى له لكن لكل مقام مقال ولا يمكن أن يقدم لها موسيقى أو يغنى بجانبها.

معروف: سأكشف دورها فى مقاومة الاحتلال

قال الصحفى والكاتب محمود معروف إن ورثة وردة ليس من حقهم أن يمنعوه من تقديم سيرة ذاتية عنها، حيث قال: «وردة شخصية عامة وملك لكل الوطن العربى، وأنا حاصل على 11 تسجيلا بصوتها تحكى لى عن كل تفاصيل حياتها ومشاكلها التى وقعت فيها بكل التفاصيل، وأنا أعمل على تخليد ذكراها والحفاظ على صورتها وتاريخها.. ولو كانوا يرغبون فى الحصول على نسبة من الأموال فكلامهم مع المنتج فيما بعد ولكننى لا أعتقد ذلك لأ الراحلة تركت لهم شركات عديدة تكفيهم ماليًا». وأضاف معروف: «لقد شهد تاريخ وردة نضالاً فنيًا وسياسيًا ما بين مصر ولبنان والجزائر وأمريكا، فقد كانت تعمل منذ صغرها فى توزيع منشورات ضد الاحتلال الفرنسى فى حقيبة مدرستها فكان لها تاريخ مشرف، كما أننى سوف أبتعد عن المشاكل التى أدخلت بها مجبرة والمرتبطة بالغضب السياسى عليها، فلن أتعرض إلى مشاكلها مع الرئيس جمال عبدالناصر والشائعات حول علاقتها بالمشير ولكننى سأرجع خروجها من مصر إلى ارتباطها بالسياسى جمال القصيرى واعتزالها الفن لفترة لتكون بجانبه. فأنا مهمتى الحفاظ عليها وعلى سمعتها.

وانتقد معروف إهمال مصر للاحتفاء بذكرى وردة الأولى خاصة وأنها عاشت فى مصر أكثر من بلدها الأصلى وأضاف قائلا: «لم يقدم لها التكريم المناسب لذكراها وقد كانت تعشق مصر وأبوها دُفن هنا حسب رغبته، وكانت تقول إنها تريد أن تدفن هنا ولكنها فضلت الدفن بجانب أخواتها بالجزائر. ولم نتذكرها وقمنا بنقل جثمانها بمنتهى الإهانة عن طريق رفعه بونش للبضائع، وعلى النقيض نرى الجزائر استلمت الجثمان على الأكتاف وأقامت لها جنازة عسكرية ضخمة، وفى ذكراها الأولى خصصوا لها أسبوعًا كاملاً احتفالا بها.

خالد سليم: رشحتنى لبطولة «آن الأوان» وتأثرت بفنها وحرفيتها

يعتبر المطرب خالد سليم الراحلة وردة بمثابة قدوة وإحساس له قاده إلى دخول عالم الغناء حيث قال: «لقد اكتشفت عائلتى موهبتى من خلال أغنيات وردة، وأتذكر أننى قدمت أول أغنية لى عزفًا وغناءً، كانت «فى يوم وليلة» ولقد أبدعت فيها بشهادة الجميع على الرغم من أن سنى لم يتجاوز الـ6 سنوات وقتها.

وعن أول لقاء جمعه بها قال: «لم أكن أتوقع أنها تعرفنى وتتابع حفلاتى بالموسيقى العربية ودار الأوبرا.. وفوجئت بأنها رشحتنى للقيام بالبطولة أمامها بمسلسل «آن الأوان» بعدما أعجبت بإهدائى لها أغنية «حنين» التى كنت أقدمها فى إحدى حفلات الأوبرا.. وبعدما أخبرنى أستاذى وصديقى «صلاح الشرنوبى» بطلبها وقعت على عقد المسلسل على الفور دون تفكير. وقد قابلتها لأول مرة فى جلسات العمل التى كانت تعقدها بمنزلها، ولاحظت على وقتها التوتر الشديد بسبب جلوسى بجانبها وأنا أعشقها طوال عمرى، فأخذت تضحك وتحكى معى بتلقائية حتى تلاشى هذا التوتر».

وأضاف سليم قائلا: «كانت فنانة رقيقة ذات إحساس عالى وتتمتع بالبساطة والتلقائية وأثرت فى بحرفيتها فى الغناء وحبها لفنها.. وقدمت معها أغنية واحدة خلال أحداث المسلسل بعنوان «من غير عتاب» وفكرت أن أطرحها فى ألبومى المقبل ولكنى أعتقد أن هذا صعب لحقوق الملكية الفكرية فهى تخص الشرنوبى كمنتج للمسلسل وكذلك ابنتها ووريثها رياض، وكانت تراودنى أمنية فى الفترة الأخيرة هى تقديم دويتو غنائى معها ولكن القدر لم يمهلنى، فأنا افتقدت أستاذتى وملهمتى التى كنت استشيرها فى أعمالى الفنية.

النقاد: دخلت التمثيل من بوابة الغناء وأداؤها كان عادياً

يرى الناقد رفيق الصبان أن أداء الراحلة وردة التمثيلى كان طبيعياً وليس بالجودة مقارنة بمطربات آخريات مثل شادية وليلى مراد اللتين قدمنا أعمالا جيدة بدون أن تتخللها أغان لهن.. وأضاف قائلاً «وردة كانت من ضمن المطربات اللاتى اتخذن الطرب ككوبرى للوصول إلى قلوب الجماهير السينمائية حيث يدخل الجمهور للفيلم وينتظر الأغنية الخاصة به فأداؤها التمثيلى كان أقل من الطبيعى ولكنى لا أنكر أنها أثارت اعجابى بأدائها لدور البطولة فى فيلم «آه يا ليل يا زمن» فقد كان من أقوى أدوارها فى رأيى».

ونفى الصبان أن تكون الخلافات السياسية هى السبب فى قلة أعمالها الفنية حيث قال إنها لو كانت تحد نفسها أفضل فى التمثيل لكانت استمرت فى تنمية موهبتها.

ومن جانب آخر أكدت خيرية البشلاوى أن وردة لم تضف للتمثيل مثل اضافتها للغناء حيث قالت: «وردة كان لها حس وصوت مميز وقد دخلت التمثيل بجواز سفر الغناء، فعلى الرغم من أن أداءها كان متوسطاً إلا أنها نجحت فى أداء الأغانى الدرامية والتى ترسم لك حالة من التخيل للأحداث والمشاهد التى تدور حولها. وهذا فى رأيى ميزة لا تتمتع بها الكثيرات من الفنانات خاصة أنها كانت ثروتها فى صوتها وتستطيع أن تتحكم فى زمام الأمور من وقفات وانتقالات واعطاء عمق فى العواطف والاحساس.

وتجد البشلاوى تضارب الثقافات لدى نشأة وردة ما بين العربية والغربية جعلها فريسة للتصادمات التى قابلتها فى الفن والوطن العربى وجعل من شخصيتها مركبة عاطفيا وعمليا ولكنها كانت قوية وصادمة واخذت خبرة من الثقافتين لتكون وردة.

روز اليوسف اليومية في

16/05/2013

 

فى الذكرى الـ 58 لرحيله أنور وجدى..

«ملك الاستعراض ..صانع البهجة» 

«صانع البهجة» النجم الذى صعد سلم المجد من القاع حتى وصل إلى قمة لم يسبقه إليها أحد ولم يلحقه بها حتى الآن... إنه الفنان أنور وجدى أو محمد أنور الفتال الذى ولد فى 11 أكتوبر 1911 لأبوين سوريين عاشا بالقاهرة.. وقاسى كثيرا فى بداياته الفنية بدرجة لا يحتملها إلا المؤمن بأن هناك ما ينتظره.. عانى فى بداية حياته الفقر لدرجة جعلته يتمنى الثراء مقابل فقدان صحته وكافح إلى أن أصبح نجم نجوم زمانه لتكتمل قصته الدرامية بأن ينقلب حاله ويتمنى قبل وفاته أن يأخذ الله جميع أمواله مقابل قدرته على تناول ساندوتش فول..ورحل فى 14 مايو 1955 تاركا خلفه تراثا فنيا تأليفا وتمثيلا واخراجا وانتاجا واكتشافا للنجوم وتزوج «أمير الانتقام» ثلاث مرات أشهرها ليلى مراد ثم ليلى فوزى حبه الأول ولم ينجب لأسباب صحية وتميزت شخصيتهبالجرأة حيث اكتشف المواهب واخترق عالم الأفلام الاستعراضية وكان أول نجم يقبل أن تشاركه البطولة طفلة بل ويحمل الفيلم اسمها ومن بينها «دهب»، «ياسمين» فى هذا الملف تحدث شركاء نجاحه وصناع الفن عن «سره» و«عبقريته» والإساءة له فى كل السير الذاتية التى ظهر فيها بدلا من تكريمه.

سميحة أيوب: تمتع بذكاء فنى.. وأبهرتنى شخصيته الراقية

على الرغم أن الفنانة سميحة أيوب لم يجمعها سوىعمل واحد مع أنور وجدى وهو فيلم «الوحش» إلا أنها لمست فى هذه التجربة مدى الذكاء الفنى لأنور وجدى فى اختيار الأدوار التى «تساير الموجة» وتناسب احتياجات الناس وتناقش القضايا التى تشغل الرأى العام، وتقول سميحة أيوب: تعاونت مع أنور وجدى سنة 1954 من خلال فيلم «الوحش» وكنت فى بداية حياتى الفنية ولم يتعد عمرى وقتها 20 سنة وعندما عرض على الفيلم سعدت به جدًا لأن أنور وجدى هو فتى الشاشة الأول ومعشوق النساء وانبهرت بشخصيته فقد كان إنسانًا جميلا وظريفًا ومهذبًا لأبعد الحدود وكان يتعامل معى برقى شديد فزاد احترامى له.

وأضافت أيوب أن أنور وجدى كان يتمتع بذكاء فنى واصرار على تقديم كل الأدوار ففى فترة الأربعينيات انتشرت موجة الأفلام الاستعراضية فساير الموجة وبرع فى هذه النوعية من الأفلام وقدم أعمالا أخرى بها مساحة تمثيل كبيرة وموضوعها جاد مثل «ريا وسكينة» تلك القصة الشهيرة التى شغلت الرأى العام مثل قضية خط الصعيد المعروفة فى هذا الوقت والتى تناولها فى فيلم «الوحش» جسدت أنا فيها دور زوجة ضابط الشرطة التى يطارد لصًا وقاتلا غير معروف وأيضا لا تنس له فيلم «أمير الانتقام» الذى اقتبسه عن قصة «اللورد دى موندكريستو» العالمية وهذا هو التنوع الذى أتحدث عنه والذى جعله لا يسجن موهبته فى نوعية واحدة من الأدوار.

محفوظ عبد الرحمن: بعد إصابته بالسرطان تمنى التنازل عن ثروته مقابل صحته

وصف السيناريست محفوظ عبدالرحمن الفنان أنور وجدى بأنه كان «أسطورة السينما» فى عصره وأن كل من تعامل معه من مخرجين ومؤلفين وفنانين وعمال يشيدون بقدراته وذكائه وبراعته وهذا ما سمعه عندما دخل الوسط الفنى فى أوائل الستينيات من بعض الأشخاص المقربين له عن انطباعاتهم عن انسانية أنور وجدى.

وقال عبد الرحمن: استطاع وجدى أن يسيطر على السينما الاستعراضية من منتصف الأربعينيات حتى منتصف الخمسينيات وعندما قدمت مسلسل «أم كلثوم» لم أجد تفاصيل كثيرة عن حياة أنور وجدى ففضلت أن يظهر فى مشهد واحد أثناء اشتراكه مع أم كلثوم فى تقديم فيلم «فاطمة» سنة 1945م والذى افتخر بالتعامل معها فى عدة لقاءات صحفية وعن ظهوره بشكل يدل على حبه للمال قال أن هذا جزء من شخصيته التى يعتبرها البعض شطارة.

وأشار عبد الرحمن إلى أنور وجدى تعرض فى نهاية حياته لمأساة عندما أصيب بمرض سرطان المعدة الذى منعه من تناول أطعمة كثيرة فتمنى أن يرجع به الزمن ويتنازل عن أمواله فى مقابل أن تعود له الصحة. وعن فكرة تقديم حياة أنور وجدى فى مسلسل على غرار أم كلثوم وليلى مراد وصباح أكد عبد الرحمن أن هذه القضية مرتبطة بتوافر المعلومات الموثقة التى تظهر الشخصية الحقيقية لأنور وجدى دون الاساءة إليه .

مجدى صابر: لم أسئ إليه فى «قلبى دليلى» وعلاقته بليلى مراد كان يشوبها المصلحة

يرى السيناريست مجدىصابر مؤلف مسلسل «ليلى مراد» أن أنور وجدى ظاهرة فنية لم تشهدها مصر وأن حياته مليئة بالأحداث التى تصنع 10 مسلسلات.

وقال صابر: أنور وجدى فنان حتى النخاع ومعجون بالفن فقد دخل الوسط الفنى وعمره 15 سنة وعمل كومبارس بمسرح يوسف وهبى وحاول الهروب لأمريكا على إحدى المراكب لكنه فشل حيث تمنى أن يذهب لهوليوود وأنه استطاع أن يتحول من مجرد فنان صغير يقوم بأدوار ثانوية إلى فتى الشاشة الأول ومعشوق النساء حيث قدم عدة أفلام مهمة فى بدايات السينما المصرية أهمها فيلم «العزيمة».

وأشار صابر إلى أنه من خلال المراجع التى قرأها عن حياة أنور وجدى وليلى مراد اكتشف أن علاقتهما ببعض كان يشوبها شىء من المصلحة وقيل أنه كان لا يدفع لها أجرها عن الأفلام التى قدمتها معه وقام بإنتاجها وإخراجها وأنه كان يسعى دائمًا لكسب المال ولا يحبها أن تعمل مع غيره.

وأكد صابر أن واقعة خيانة أنور وجدى لليلىمراد مع إحدى الأجنبيات والتى جاءت ضمن أحداث مسلسل «قلبى دليلى» معلومة موثقة من خلال شهود وهذا ما جعله يضعها ضمن الأحداث وأنه لم يسئ لشخص وجدى خلال المسلسل وإنما أظهر علاقته الحقيقية بليلى مراد.

فداء الشندويلى: وقع فى حب صباح ووالدها رفض زواجهما

يرى السيناريست فداء الشندويلى مؤلف مسلسل «الشحرورة» أن أنور وجدى كان عاطفياً جدا خاصة فى علاقته بالفنانات التى يتعاون معهن فى الأفلام وخير دليل على ذلك قصة الحب التى جمعته بالمطربة صباح بعد فيلم «القلب له واحد» لكن والدها وقف فى وجه هذا الحب وطلب منه مهراً كبيراً وكان أنور وجدى فى هذا الوقت مازال فى بداية طريقه وعندما عرض أنور على صباح الزواج بعيداً عن اسرتها رفضت وهذه المعلومة حصل عليه من خلال مذكرات صباح وظهرت فى مسلسل «الشحرورة».

وأضاف الشندويلى أنه لم يجد كتباً عن حياة أنور وجدى يستعين بها أثناء كتابته مسلسلصباح لأن المادة التاريخية عنه بسيطة وإنما استعان بمذكرات عدد من الفنانين الذين تعاملوا معه والتى وثقت لحبه للفنانة صباح قبل ارتباطه بعد ذلك بليلى مراد.

النقاد: كمال الشناوى ظلمه فى «طريق الدموع»

أجمع النقاد على أن موهبة أنور وجدى وذكاءه لم يتكرر فى تاريخ السينما المصرية وأنه بجانب أنه كان ممثلاً بارعًا وفتى الشاشة الأول فى عصره إلا أنه يحسب له اكتشاف مواهب مثل فيروز ونيللى وتقديمه أنجح الأفلام الاستعراضية فى تاريخ السينما المصرية.

يقول الناقد محمود قاسم: بدأ الراحل أنور وجدى مشواره السينمائى سنة 1931 بتقديم أدوار ثانوية أشبه بأدوار الكومبارس فى مسرح يوسف وهبى وصعد سلم النجومية درجة درجة حتى أصبح الممثل رقم واحد فى مصر منذ أوائل الأربعينيات وحتى وفاته فى منتصف الخمسينيات وتفوق على منافسيه مثل حسين صدقى ومحسن سرحان وتعتبر المرحلة التى تزوج فيها ليلى مرادهى أنجح وأقوى مرحلة فى حياة النجمين و كمنتج ذكى رأى أن موجة الأفلام الاستعراضية هى السائدة فى هذا الوقت فأبدع فى هذه النوعية من الأفلام ووفر لها كل الإمكانات لذلك لا ننسى أفلام مثل «قلبى دليلى» و«عنبر».

وأشار قاسم إلى أن السير الذاتية التى ظهر فيها أنور وجدى مثل قلبى دليلى، الشحرورة، أم كلثوم ظلمته وأظهرته بشكل كاريكاتيرى وأنه لا يحب إلا نفسه وهذا يرجع لعدم وجود مراجع كافية عن حياته حتى عندما قام الفنان كمال الشناوى بتقديم قصة حياة أنور وجدى بعد وفاته بخمس سنوات من خلال فيلم «طريق الدموع» وقامت صباح بتجسيد ليلى مراد وليلى فوزى جسدت دورها الحقيقى كزوجة لأنور وجدى وأخرجه حلمى حليم أظهر هذا الفيلم أنه أسوأ رجل فى الدنيا.

من جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس أن أنور وجدى يحسب له اكتشاف عددًا من النجوم مثل فيروز ونيللى بجانب براعته فى تقديم الأفلام الاستعراضية التى أظهرت مواهب ليلى مراد فى الغناء والتمثيل بشكل كبير.

موضحة أن تأخر إنتاج عمل درامى يجسد شخصية وجدى ليس تقليلاً منه فهناك شخصيات أخرى كبيرة كالمطرب والموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب لم يتم إنتاج عمل درامى له وإنما يعود إلى فقر فى الدراما حيث أن الإنتاج الدرامى عقب الثورة أصبح محدودًا ولا يوجد تخطيط لهذه الأعمال بدء من الشخصيات الأكثر فالأقل تأثيرًا لأن السير الذاتية يتم عملها من خلال اجتهاد أشخاص أو مؤسسات.

وتابعت أن شخصية وجدى فيها الكثير من الغموض باستثناء عمله فقط أما حياته الخاصة غير واضحة مثلا أنه من أصل سورى، كان فقيرًا جدًا لدرجة أنه تمنى من الله «أن يمرض مقابل أن يعطيه الله المال الكثير، وحينما استجاب الله لدعوته وأصبح غنيًا ومريضًا كان ينظر للفقير ويتمنى أن يأكل مثله رغيف الفول».

أشهر أفلام أنور وجدى

فيلم «ليلى بنت الفقراء» بطولة ليلـــــى مراد - انتاج 1945 .

 فيلم «قلبى دليلى» بطولة ليلى مراد انتاج 1947 .

فيلم «فاطمة» بطولة أم كلثوم انتاج 1947 .

فيلم «غزل البنات» بطولة ليلى مراد انتاج 1949 .

فيلم «أمير الانتقام» بطولة مديحة يسرى انتاج 1950 .

فيلم «أربع بنات وضابط» بطولة نعيمة عاكف 1954.

«الوحش» بطولة سامية جمال، انتاج 1954 .

روز اليوسف اليومية في

17/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)